كتاب وزير أمريكا المفوض إلى رئيس الوزراء المصري يعرب فيه عن اهتمام حكومته بكافة مسائل الدفاع عن الشرق الأوسط ورد رئيس الحكومة المصرية عليه

كتاب وزير أمريكا المفوض إلى رئيس الوزراء المصري، إسماعيل صدقي باشا، يعرب فيه عن اهتمام حكومته بكافة مسائل الدفاع عن الشرق الأوسط ورد رئيس الحكومة المصرية عليه، في 27 مايو 1946، منشور من "وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 512".

وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيرنز، بعث بتلك الرسالة بعد ثلاثة أشهر من تولي إسماعيل صدقي باشا الوزارة ودخوله في مفاوضات مع وزير خارجية المملكة المتحدة، بيفن، لصياغة علاقة جديدة بين مصر وبريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، تدخلت الولايات المتحدة برسالة من وزير خارجيتها جيمس بيرنز إلى رئيس الوزراء المصري، إسماعيل صدقي باشا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

رسالة الوزير المفوض الأمريكي إلى رئيس الوزراء المصري

جيمس بيرنز، وزير الخارجية الأمريكي (1945-1947).
كلود پپر، سمرڤل پنكي تك الوزير المفوض الأمريكي لدى مصر، والميجر جنرال بنجامن گايلز، في المطار، 1945.
Cquote2.png عزيزي رئيس الوزراء

تلقيت أمس رسالة سرية شخصية من وزير الخارجية المستر جيمس بيرنز يطلب إلي أن ألتمس مقابلة حضرة صاحب الجلالة الملك وإن أفضى إلى جلالته، بطريقة غير رسمية؛ باهتمام حكومة الولايات المتحدة بكافة مسائل الدفاع عن الشرق الأوسط وأمن البلاد العربية. أما وقد تعذر على جلالته استقبالي نظرا لضيق الوقت وسفره إلى أنشاص فقد أنبأني القصر بأن جلالة الملك يرحب بأن أفضى برسالتي إليه كتابة.

رغب وزير الخارجية إلى أن أبلغ جلالته أنه نظرا للصداقة التي تشعر بها حكومتي نحو مصر وبريطانيا العظمى واهتمامها البالغ برفاهية كل شعوب الشرق الأوسط فهي تتابع عن كثب تقدم المفاوضات بين بريطانيا ومصر. وإن حكومتي وهي تعبر عن رغبتها في نجاح هذه المفاوضات تأمل أنه ما زال ممكنا أن تنتهي بطريقة تكفل لمصر الضمانات المرضية لسيادتها التامة دون أن تخاطر في سبيل ذلك بالقضاء على أمن الشرق الأوسط أو تضعف الدفاع عن هذه المنطقة ضد اعتداء محتمل الوقوع.

هذا. وقد أبلغتني حكومتي في هذا الشأن أن أوضح بجلاء أن الولايات المتحدة ترغب رغبة صادقة في الوصول إلى حل لمسألة أمن الشرق الأوسط حلاً يمكن البلاد الواقعة في تلك المنطقة من التمتع باستقلال غير مقيد، استقلال لا يفضي - في نفس الوقت - إلى خلق موقف من شأنه أن يشجع وقوع اعتداء من الخارج.

ختاما هل لي أن أطلب إلى دولتكم أن ترفعوا إلى جلالته في أنشاص، بطريق الاستعجال المعلومات التي احتوتها رسالتي هذه وهي - في واقع الأمر - فحوى ما تلقيته من وزير الخارجية.

القاهرة في 27 مايو سنة 1946

المخلص
(الإمضاء)
سمرڤل پنكي تك
المبعوث فوق العادة والوزير المفوض الأمريكي لدى مصر

Cquote1.png


رد رئيس الوزراء المصري

Cquote2.png

إن الرسالة التي سلمها سعادة وزير الولايات المتحدة إلى دولة رئيس الوزراء، إسماعيل صدقي باشا، لرفعها إلى حضرة صاحب الجلالة الملك قد لقيت كل العناية من قبل العرش والحكومة.

وليس مبعث الاهتمام الذي تثيره هذه الرسالة أنها تتعلق بمفاوضات ذات أهمية حيوية لمصر فحسب، بل لأن الأمر يتعلق أيضا بتوسط الولايات المتحدة. ومصر تعلق عليها دائما أكبر الآمال لما عرف عنها من البعد عن الأنانية والسمو في أغراض سياستها الخارجية.

وجدير بهذا الاهتمام أن يكون الرد عليه وليد إدراك الوقائع - كما هي - إدراكا سليما خالصا إذ تحرص مصر على المبادرة إلى تطمين حكومة الولايات المتحدة على حقيقة نواياها.

فمصر - باعتبارها من بلاد الشرق الأوسط - تشارك الولايات المتحدة ما تبديه من الاهتمام بأمن تلك المنطقة. ولكن مصر تود أن توضح أن حرصها على هذا الأمن مرتبط لديها بضرورة استعادة حرياتها كاملة غير منقوصة.

وهي تدرك تماما أنه يجدر أن لا يغيب عن النظر تلك الضمانات المترتبة على معاهدة سنة 1936 مع بريطانيا العظمى، ولكنها تسارع إلى التصريح بأن هذه الضمانات لن يكون من شأنها إلا أن تزداد ثباتا لو استند التحالف المراد عقده مع بريطانيا العظمى على أساس من الثقة والصداقة. ولا يتوافر هذا إلا باحترام استقلال مصر.

وبهذا الشرط وحده - وهو شرط مستمد أيضا من أحكام ميثاق الأمم المتحدة وكانت مصر في طليعة الدول التي انضمت إليه - يتسنى لمصر أن تساهم مساهمة جدية في توطيد السلم العالمي - وهي ستفعل ذلك بفضل مواردها الخاصة وشعورها العميق بواجباتها الجديدة التي تقع على عاتقها كدولة مستقلة.

وإن تجاهل هذه الحالة، والتسويف في علاجها لمما يخلق جوا من القلق - إن لم نقل جوا من التوتر - فيه إضرار بالغرض المنشود. ألا وهو تهيئة الانسجام والتفاهم المتبادل اللازمين لاستقرار السلم في الشرق الأوسط استقرار نهائيا.

وإن مصر تتقبل بارتياح تلك الفرصة المتاحة لها فتطلب من حكومة الولايات المتحدة أن تضم جهودها القوية إلى كافة الجهود الأخرى المبذولة لتهيئة ذلك الانسجام.

Cquote1.png

تعقيب

السفير الأمريكي في مصر، سمرڤل پنكي تك، الذي نقل رسالة وزير الخارجية، تقاعد من الخدمة بعد انتهاء مهمته في مصر في عام 30 مايو 1948، بعد أسبوعين من اندلاع حرب فلسطين 1948. وبعد ذلك مباشرة تم تعيينه في مجلس ادارة شركة قناة السويس العالمية. وظل في منصبه في عقد الخمسينيات.[1]

المصادر

  1. ^ "The Suez Canal". Life. October 22, 1951. Retrieved November 26, 2011.