خطاب مفتوح من ضباط الجيش رئيس أركان حرب الجيش وياور الملك

خطاب مفتوح من ضباط الجيش رئيس أركان حرب الجيش وياور الملك، في 1952، من أوراق السفير جمال منصور، من الضباط الأحرار، أحد المنشورات السرية التي كان تنظيم الجيش يقوم بطباعته وتوزيعه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المنشور

يا صاحب السعادة - الآن وقد جبتم أوروبا وأمريكا أو بمعنى آخر معظم بلاد العالم المتمدينة رأيتم بأعينكم ما عليه جيوش تلكم البلدان من حسن القيادة والتدريب والتسليح والتنظيم ولمستم ما لهذه الجيوش من تأثير في مركز الدولة سواء في الداخل أو في الخارج - وإننا لنرجو أن يكون الأثر الذي في نفسك مما شاهدته ولمسته عن كثب هو أن تهيأ لجيش مصر أن يقوم بما عليه من تبعات هي في الواقع أجسم مما على جيوش أمريكا وإنجلترا وفرنسا.

يا صاحب السعادة.. ما كان لنا أن نتهم شخصاً ما بأية تهمة كانت سواء تهمة التقصير أوالإهمال عن عمد إلا بعد أن نقنع أنفسنا أننا أبلغناه ما يجب وما لا يجب وما يأخذ وما يدع ثم نرى النتيجة.

إنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا.

يا صاحب السعادة.. إن جيش مصر في حالة لا يمكن أن توصف بأقل من أنها في فوضى فلا تنظيم ولا تسليح ولا تدريب ولا قيادة ولا ضبط ولا ربط. إذ شغل الجيش بكل شيء إلا عمله الأساسي فتراه في الأفراح والمآتم - وتراه يعمل لجميع الوزارات في غير ما داع اللهم إلا جهل طالب العمل وملبي النداء وليس المجال الآن مجالاً للتفصيل.

إن الأنوار الكاشفة لتكشف الآن لكل ذي بصيرة عمّا وصل إليه الجيش من فوضى - هذه حالة أجملناها - أما ما نريده فهو يحتاج لمجلدات ولكنا نختصره في الآتي:

أولاً:

التجنيد الإجباري وأن يكون التصديق عليه هذا العام وألاّ يكون المرسوم الصادر بعرضه للتخدير.

ثانياً:

تنفيذ تشكيل الفرقة التي وُضع تصميمها ورُفع للجهات المختصة سواء صُدِّق على الطلبات المالية أو لم يصدق وأنت خير من يفهم هذا الكلام.

ثالثاً:


وضع سياسة ثابتة للوصول بالجيش إلى العدد المطلوب في خمس سنوات وأن يبدأ التنفيذ يناير 1948.

رابعاً:

أن يقوم الجيش بالتدريب ولا يلبي أي طلب إلا إذا لم يكن هناك مناص من ذلك. كحالات الثورة الفعلية وعجز البوليس عن قمعها.

خامساً:

أن يسود العدل الجيش وأن يطمئن الضباط على مستقبلهم وذلك بعدم ترك أي ضابط في الترقي إذا حل دوره إلا إذا كان بحكم مجلس عسكري وذلك من رتبة ملازم إلى رتبة صاغ ثم يكون الترقي من رتبة صاغ إلى رتبة بكباشي التي هي رتبة القيادة - من خريجي كلية أركان حرب أو الضباط العظام حرف أ.

سادساً:

أن يقتصد في الرتب وتكون الرتب في القيادة كما هي في الجيش البريطاني فمثلاً اليوزباشي قائد السرية والبكباشبي قائد كتيبة... الخ.

الخاتمة:

إن ما كتبناه قطرة مما يجب اتخاذه ولكن على ما تقدم باعتبار الأهمية القصوى بإمكان التنفيذ في الحال.

يا صاحب السعادة.. كلنا أمل في إجابة ما كتبناه في بحر شهر يونيه وعلى الأقل إلقاء محاضرة على ضباط الجيش فيما تنوونه من سياسة - ونرجو ألا تكونوا قد ذهبتم إلى الخارج وكلفتم الحكومة ما كلفتم إلا وأنتم قد استفدتم الكثير وعرفتم أن الأمم بجيوشها وأن الجيوش بقادتها.

وتفضلوا يا صاحب السعادة بقبول فائق الاحترام،،

ضباط الجيش


المصادر