المذكرة الإنجليزية عن مفاوضات 1946 بين صدقي وبيفن

المذكرة الإنجليزية عن مفاوضات 1946 بين صدقي وبيڤن، في 19 أبريل 1946، منشور من "وزارة الخارجية المصرية القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 494 - 495".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المنشور

1 - إن الغرض الذي نسعى إليه في معاهدة التحالف الجديدة هو توطيد الصداقة التي نشأت بين البلدين منذ أمد بعيد. وتقوية المساهمة التي سيكون في مقدور كل طرف أن يقوم بها لحفظ السلام العالمي والأمن. بالتعاون المشترك وفقا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة. وإنه لمن الممكن أن يهدد أمن مصر ومجموعة الأمم البريطانية تهديدا حيويا بهجوم يشن على منطقة الشرق الأوسط وهذا مما تبين بشكل جلي واضح خلال حربين. وإن العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة لوقف العدوان سيدعم دعما قويا بمساعدة بلاد لها صوالح مشتركة تتخذ تدابير كافية لحفظ الأمن، وإن نصيب مصر من تدابير الأمن هذه سيلقى تبعة متزايدة على كواهل القوات المصرية المسلحة في تأهبها للذود عن بلادها، وإن الحكومة البريطانية سوف تسهل بكافة الوسائل إمداد مصر بالعدة والعتاد الحديث. ومع ذلك فإن الأمم الصغيرة مهما دافعت بصلابة عن نفسها لا أمل لها في المقاومة في حرب حديثة ضد دولة قوية معتدية ما لم يكن في مكنتها أن تتلقى عونا كاملا ومباشرا؛ ولابد أن تعد له العدة في وقت السلم؛ من دولة ذات قوة حربية واقتصادية فعالة بالقياس إلى قوة الدولة المعتدية. ولذا كان من الضروري أن تتأكد مصر من معونة مباشرة أمام تهديد خطير.

2 - لقد كان الوفد البريطاني يدرس كيف يعبر عن الوسائل الضرورية للوصول إلى هذا الغرض؛ ويرى أن يتقدم باقتراحاته على القواعد الآتية:

3 - ستسحب سحبا تاما من مصر جميع قوات البحرية البريطانية المقاتلة وكافة القوات المحاربة التابعة للجيش البريطاني، وسينفذ هذا الانسحاب وفق برنامج. وسيتم بأسرع وقت ممكن، مع ضرورة تصفية مخلفات الحرب على أن يتم هذا البرنامج بحيث ينفذ أولا الجلاء عن القاهرة والإسكندرية جلاء متدرجا وكاملا، وستسحب كذلك كافة أسراب سلاح الطيران الملكي البريطاني، ولكن ينبغي بقاء عدد قليل من أسراب الطائرات المقاتلة في منطقة القناة للتعاون مع سلاح الطيران الملكي المصري في إعداد دفاع جوي، من الأهمية بمكان لأمن الشرق الأوسط بأكمله.

4 - ينبغى أن ينص في المعاهدة على تقديم المعونة المشتركة في حالة العدوان غير المستثار، ولكى تكون المعونة التى تسديها بريطانيا العظمى لمصر عاجلة وفعاله؛ ينبغى أن تتعهد الحكومة المصرية باتخاذ التسهيلات لإنشاء قاعدة إدارية متحالفة وأن تهيئ تسهيلات بحرية معينة تستخدمها القوات البحرية للحليفتين في الحرب، وأن تنشئ دفاعا جويا يشمل مطارات وشبكة من الإشارات ومنشئات رادار، على أن يكون الغرض من القاعدة الإدارية الاحتفاظ بمخازن ومهمات احتياطية واعداد مصانع للالات وما شابه ذلك من التسهيلات لكى تجهز القوات الآتية لمعونة مصر في حالة الخطر المفاجئ بمجرد وصولها وتتعهد الحكومة البريطانية بأن تقدم المعونة الفنية بواسطة هيئة إخصائيين إداريين وموظفين ذوى مهارة لكى يساعدوا في إنشاء القاعدة ونظام الدفاع الجوى وصيانتهما. ويلاحظ أن في مصر الآن هيئة إدارية كبيرة للغاية كانت ومازالت ذات أهمية حيوية لإدارة الأعمال الحربية في مختلف ميادين القتال وهذه يجب أن تستمر في عملها طالما كانت التعهدات المتعددة التى قضت بها ضرورة الحرب في دور التصفية. على أن نية الحكومة البريطانية متجهة إلى تضييق نطاق هذه الهيئة الإدارية بأسرع ما يستطاع حتى تصل إلى الحجم الذى يحتفظ به الطرفان بمقتضى المعاهدة.

5 - سيكون من الأمور الجوهرية بقاء مركز قيادة متحالفة ليقوم بتنفيذ ما ذكر آنفا وليعمل كمركز قيادة لتنسيق تدابير الأمن في كافة أنحاء الشرق الأوسط ويقترح أن يكون مركز هذه القيادة في منطقة القناة.

6 - ومن المقترح أن تقدم الحكومة المصرية لقوات الحكومة البريطانية تسهيلات في منطقة القناة لمحطات مرور كلما دعت الحاجة إليها.


المصادر