مبادرة السلام العربية

مبادرة السلام العربية، أو مبادرة ولي العهد عبد الله للسلام، هو مقترح لإنهاء الصراع الإسرائيلي العربي أطلقه ولي العهد السعودي عبد الله عام 2002. كان المقترح في الأصل قد صاغه الصحفي الأمريكي توماس فريدمان في مقال نشره عام 2011 في أعقاب أحداث 11 سبتمبر كخطاب موجه من الرئيس بوش لقادة الدول العربية. بعدها التقى فريدمان بالأمير عبد الله في الرياض، وتناقشا في المقترح، ليتم إعلانه في قمة الجامعة العربية التي عُقدت في بيروت عام 2002. تستند المبادرة في الأساس إلى تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل، مقابل انسحاب كامل لإسرائيل من الأراضي المحتلة (بما في ذلك الضفة الغربية، غزة، والجولان، ولبنان)، مع إمكانية إجراء تبادلات طفيفة قابلة للمقارنة ومتفق عليها للأراضي بين إسرائيل وفلسطين، "تسوية عادلة" لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين مبنية على قرار الأمم المتحدة رقم 194، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.[1]

المبادرة أقرتها جامعة الدول العربية في قمة 2002 وأعيد تأييدها في قمتي 2007 و2017.[2] وقد تبنت السلطة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات هذه المبادرة على الفور.[3] كما أيد خليفته محمود عباس الخطة وطلب رسميًا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعتمادها كجزء من سياسته في الشرق الأوسط.[4] تشير التقارير الأولية إلى حكومة حماس المنتخبة في قطاع غزة، كانت منقسمة بشدة،[5] بينما أشارت تقارير لاحقة إلى أن حماس قبلت مبادرة السلام.[6][7] رفضت الحكومة الإسرائيلية برئاسة آرييل شارون المبادرة ووصفتها بأنها "فاشلة".[8] لأنها تتطلب انسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل يونيو 1967.[9] عام 2015، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن دعمه المبدئي للمبادرة،[10] لكنه رفضها عام 2018 كأساس للمفاوضات المستقبلية مع الفلسطينيين.[11]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

بموجب القمة العربية التي عُقدت في أعقاب حرب 1967، والتي احتلت خلالها إسرائيل مساحات واسعة من الأراضي العربية، تأسس قرار الخرطوم في 1 سبتمبر 1967. والذي احتوى على "اللاءات الثلاث" التي كانت ستصبح محور جميع العلاقات الإسرائيلية العربية بعد تلك النقطة: لا اتفاقيات سلام، ولا اعترافات دبلوماسية، ولا مفاوضات. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242، الذي دعا إلى تطبيع إسرائيل مع الدول العربية وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي تم الاستيلاء عليها أثناء الحرب، صدر في 22 نوفمبر 1967، وواجه الرفض الأولي من قبل معظم العالم العربي. شكلت مبادرة السلام تحولاً كبيراً عن موقف 1967.[1]


معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية 1979

حين وقّع الرئيس أنور السادات معاهدة السلام مع إسرائيل في مارس 1979، اتهمت السعودية وباقي دول الجامعة العربية مصر بخيانة القضية وقطعوا علاقاتهم معها ونقلوا مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس. الطائرات الإسرائيلية مرت فوق الأجواء السعودية بعد عامين وهي في طريقها ذهاباً وإياباً لقصف المفاعل الذري العراقي عام 1981. السعودية نفت أي علم لها بهذا الاختراق. كما ساعدت السعودية مصر على العودة إلى الجامعة العربية وعودة مقرها للقاهرة باستئناف العلاقات عام 1987 مكافأة للدور المصري غير المعلن في دعم العراق عسكرياً خلال حربه ضد إيران (1980-1988).[12]

مبادرة ولي العهد فهد للسلام 1981

الوفد السعودي بقيادة الملك فهد بن عبد العزيز خلال قمة فاس 1981-1982.

في أغسطس 1981 واستجابة لدعوة وزير الخارجية الأمريكي ألكسندر هيگ، في بداية رئاسة رونالد ريگان، لقيام شرق أوسط جديد يقوم على التعاون بين دول المنطقة، أطلق الأمير فهد بن عبد العزيز ولي العهد السعودي آنذاك مبادرته للسلام العربي الشامل مع إسرائيل بـ8 نقاط، تشمل عودة الأراضي المحتلة منذ حرب 1967 بما فيها القدس وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية. وهو ما اعتبرته مصر واسرائيل تقويضاً لمسار السلام وفق كامب ديفيد، بينما عارضته بشدة جبهة الرفض العربية التي وقفت ضد السادات منذ زيارته القدس، خصوصاً سوريا وليبيا والجزائر والعراق، التي رفضت الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وبالتالي، تراجعت السعودية عن مبادرتها بعد عرضها على قمتين عربيتين، حين غطى الاجتياح الإسرائيلي للبنان على أي حديث عربي عن السلام.

مبادرة ولي العهد عبد الله للسلام 2002

الصحفي الأمريكي اليهودي، توماس فريدمان، صاحب الصياغة الأساسية للمبادرة.

جاءت مبادرة الأمير عبد الله ولي العهد السعودي آنذاك عبر مقال للصحفي الأمريكي توماس فريدمان تلخيصاً لمقابلة بينهما في الرياض في فبراير 2002 وقبل شهر من القمة العربية في بيروت، والتي تعرض على إسرائيل مقابل الانسحاب من أراضي 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، التطبيع الكامل للدول العربية. ومع تحفظ سوريا والعراق على التطبيع تم تعديل الصيغة، فيما أصبح بعد سنوات مبادرة الملك عبدالله المتمثلة بأن تكون مقابل السلام الشامل، دون استخدام تعبير التطبيع!

جاءت المبادرة بينما تواجه السعودية حملة إعلامية غربية تتهمها بمسؤولية عن أحداث 11 سبتمبر، ولم تهدأ الحملة حتى انشغل الأمريكيون والعالم بغزو العراق وتداعياته الكارثية في المنطقة. بحسب توماس فريدمان، في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، بدأ ملاحظته تفكك بالعلاقة بين الغرب والعرب المسلمين، وكان يفكر في ما يمكنه تقديمه لوقف ذلك. كتب فريدمان خطاباً، عبر عموده الصحفي، من جورج بوش موجها إلى رؤساء الدول العربية، واقترح في ذلك الخطاب/‏‏المقال سلاماً كاملاً مقابل انسحاب إسرائيلي كامل، ونشر المقال في نيويورك تايمز. في ذلك الوقت صادف أن دعته السعودية لزيارة الرياض، لم تكن تلك الدعوة بسبب المقال، ولكن من أجل تقديم وجهة النظر السعودية فيما حدث بعد 11 سبتمبر. ذهب فريدمان إلى الرياض، وقابل الملك عبد الله، الذي كان وقتها ولياً للعهد، ودار بينه وبين فريدمان حديث طويل، على العشاء، استمر لثلاث ساعات في بيته، وكان حاضراً الجبير، الناطق الرسمي باسم السفارة السعودية في واشنطن. عندما تحدث فريدمان عن المبادرة قال عبد الله: أنت اقتحمت وكسرت درج مكتبي. لدي نفس هذه الأفكار لمبادرة عربية، بالضبط هذه هي خطتي للسلام في الشرق الأوسط. رد فريدمان: إذن حدث عنها العالم، تقاسمها مع العالم وشاركهم فيها. قال: لا قم أنت بذلك، قال فريدمان : بل قم به أنت، فقال قم أنت به، فرد عليه فريدمان: لا لا قم به أنت. في النهاية قرر الأمير أن يشارك العالم في تلك المبادرة ويطرحها عليهم وحدث ذلك، في قمة بيروت.[13]

مقالة فريدمان "عزيزتي جامعة الدول العربية"، نُشرت في نيويورك تايمز، 6 فبراير 2002، لقراءة المقالة، اضغط على الصورة.

مثل معظم خطط السلام منذ عام 1967، استندت المبادرة إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242. وجاء ذلك في أعقاب قمة السلام في الشرق الأوسط في كامپ ديڤد يوليو 2000 والتي انتهت بالفشل وانتفاضة الأقصى التي اندلعت في سبتمبر 2000. وفي خريف عام 2002، حاولت إدارة بوش جاهدة الدفع بوقف مؤقت لإطلاق النار في الانتفاضة لإعطاء فرصة لقمة بيروت للتنفس لكنها فشل في التوصل إلى اتفاق.[14] إلا أن وجود المفاوض الأمريكي أنتوني زيني في إسرائيل أدى إلى تهدئة الصراع لمدة أسبوعين قبل القمة.[15] خلال تلك الفترة، كانت إدارة بوش تأمل في لفت الانتباه بعيداً عن أزمة نزع سلاح العراق التي كان من شأنها أن تتصاعد لاحقاً إلى غزو العراق 2003.[14][16]

المبادرة

نص المبادرة

وفي ما يلي النص الحرفي لمبادرة السلام العربية:

«مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المنعقد في دورته الرابعة عشرة.

-إذ يؤكد ما أقره مؤتمر القمة العربي غير العادي في القاهرة في يونيو 1996 من أن السلام العادل والشامل خيار استراتيجي للدول العربية يتحقق في ظل الشرعية الدولية، ويستوجب التزاما مقابلا تؤكده إسرائيل في هذا الصدد.

- وبعد أن استمع إلى كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ولي عهد المملكة العربية السعودية، التي أعلن من خلالها مبادرته داعيا إلى انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، تنفيذا لقراري مجلس الأمن (242 و338) واللذين عززتهما قرارات مؤتمر مدريد عام 1991 ومبدأ الأرض مقابل السلام، وإلى قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية. وذلك مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع إسرائيل.

- وانطلاقا من اقتناع الدول العربية بأن الحل العسكري للنزاع لم يحقق السلام أو الأمن لأي من الأطراف.

1- يطلب المجلس من إسرائيل إعادة النظر في سياساتها، وأن تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي أيضا.

2- كما يطالبها القيام بما يلي:

أ- الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967، والأراضي التي ما ما زالت محتلة في جنوب لبنان.

ب- التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.

ج- قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو (حزيران) في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

3- عندئذ تقوم الدول العربية بما يلي:

أ- اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.

ب- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل.

4- ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.

5- يدعو المجلس حكومة إسرائيل والإسرائيليين جميعا إلى قبول هذه المبادرة المبينة أعلاه حماية لفرص السلام وحقنا للدماء، بما يمكن الدول العربية وإسرائيل من العيش في سلام جنبا إلى جنب، ويوفر للأجيال القادمة مستقبلا آمنا يسوده الرخاء والاستقرار.

6- يدعو المجلس المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته إلى دعم هذه المبادرة.

7- يطلب المجلس من رئاسته تشكيل لجنة خاصة من عدد من الدول الأعضاء المعنية والأمين العام لإجراء الاتصالات اللازمة بهذه المبادرة والعمل على تاكيد دعمها على كافة المستويات وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الروسي والدول الإسلامية والاتحاد الأوروبي.»


حق العودة

بعد لقائه فريدمان بالرياض، أعلن ولي العهد عبد الله بن عبد العزيز المبادرة عام 2002.


قدمت مبادرة السلام العربية، التي تم التصديق عليها في قمة الزعماء العرب ببيروت في مارس 2002، مبادئ للتوصل إلى اتفاق في الصراع الإسرائيلي العربي، وتضمنت إشارة إلى مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. وقد حددت الفقرة ذات الصلة في قراراتها بهذا الشأن: "القبول بإيجاد حل متفق عليه وعادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار رقم 194"، و"رفض كافة أشكال التوطين الفلسطيني التي تتعارض مع الظروف الخاصة للدول العربية المضيفة".[17]

بحسب مركز القدس للشؤون العامة فمن خلال رفض "التوطين" أو إعادة توطين اللاجئين في أي دولة عربية، فإن مبادرة السلام العربية لا تترك لكل لاجئ أي خيار سوى الذهاب إلى إسرائيل نفسها.[18] وبحسب المركز، استخدمت الدول العربية لغة أكثر وضوحاً حول هذه النقطة في البيان الختامي الذي رافق مبادرتها، ورفضت المبادرة أي حل يتضمن "إعادة توطين الفلسطينيين خارج وطنهم".[18] ما يعنيه ذلك، في رأي مركز القدس للشؤون العامة، هو أن مبادرة السلام العربية تعارض إبقاء أي مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أو سوريا أو الأردن؛ كما أنها لا تتصور إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين في دولة فلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة.[19]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

معارضة القمة

القادة العرب في قمة بيروت 2002.

على الرغم من اعتماد المبادرة بالإجماع، فقد دارت بعض المناقشات حول بعض القضايا. واجه زعماء القمة معارضة شديدة من الحكومة السورية، التي أصرت على السماح للفلسطينيين بمواصلة المقاومة المسلحة.[15] كما اعترضت على استخدام مصطلح "التطبيع" وأصرت على أن أي من هذه العروض ستكون بمثابة عرضاً سخياً للغاية بالنسبة لإسرائيل.[20] كما أعربت الحكومة اللبنانية عن مخاوفها من أن بعض اللاجئين الفلسطينيين سيحاولون الاستقرار حيث هم، وهو ما تعارضه بشدة.[20]

وقد شكك بعض الصحفيين في آفاق القمة. أوضح روبرت فيسك غياب الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله، معلقاً: "يمكنهما شم رائحة فأر ميت من مسافة بعيدة".[16] في 14 مارس، صرح المحلل شاي فيلدمان في برنامج ساعة إخبارية مع جيم ليرر بأن "هناك أمل ضئيل في استئناف المفاوضات أو أن تنجح تلك المفاوضات في النهاية في التوصل إلى نتيجة تفاوضية بين الجانبين".[21]

عملية فندق بارك

على الرغم من دعمه للخطة، أثناء القمة ألقى المسؤولون الإسرائيليون اللوم على عرفات لفشله في وقف الانتفاضة الثانية.

يوم إطلاق المبادرة، وقع تفجير إنتحاري أسفر عن مقتل 30 إسرائيلياً في نتانيا.[22][23] وأعلنت حماس مسؤوليتها عن الهجوم وقال زعيمها الشيخ أحمد ياسين إن الهجوم بعث "رسالة إلى القمة العربية تؤكد أن الشعب الفلسطيني مستمر في النضال من أجل الأرض والدفاع عن نفسه مهما كانت الإجراءات التي يتخذها العدو".[22] وقالت الجامعة العربية إنها لا تعتقد أن منفذي الهجوم خططوا لعرقلة قمة بيروت.[20]

أدانت السلطة الفلسطينية الهجوم ورداً على ذلك أمر عرفات شخصياً باعتقال مسلحين مرتبطين بحماس، الجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى.[24] لكن أرييل شارون ألقى أيضاً باللوم على عرفات في الهجوم.[25]

صرح متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أنه "لن تكون هناك أي مفاوضات تحت النيران".[22] وقال متحدث آخر باسم الحكومة، رعنان گيسين، إن إسرائيل ستواصل السعي إلى وقف إطلاق النار، لكن "عندما نشعر أننا استنفدنا كل الإمكانيات لتحقيق وقف إطلاق النار هذا، فبالطبع سنتخذ اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للدفاع عن مواطنينا".[24]

أدت عملية فندق براك وكذلك هجمات أخرى إلى تصعيد في انتفاضة الأقصى والتي ساعدت في تعثر المبادرة.[26][27]

أدى العنف إلى إصدار مجلس الأمن قرارًا بالإجماع في 30 مارس القرار 1402، الذي انتقد جميع الأطراف:[28]

أعرب مجلس الأمن عن قلقه إزاء تدهور الحالة على أرض الواقع، وأشار إلى أن القرار 1402 لم ينفذ بعد. وطالب بتنفيذه فورًا ورحب بزيارة وزير الخارجية الأمريكي كولن پاول إلى المنطقة والجهود التي يبذلها مبعوثون من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروپي ومنسق الأمم المتحدة الخاص للتوصل إلى حل دائم للصراع في الشرق الأوسط. وكلف الأمين العام كوفي أنان بإبقاء المجلس على علم بالتطورات المستجدة في هذا الوضع.

جهود التنفيذ

عينت الجامعة العربية الأردن ومصر ممثلين لها للاجتماع مع القادة الإسرائيليين للترويج للمبادرة. واختيرت هذه الدول لأن مصر والأردن هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان تقيمان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. التقى وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب ونظيره المصري أحمد أبو الغيط مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إهود أولمرت، ووزيرة الخارجية تسيپي لڤني، ووزير الدفاع إهود باراك في القدس، في 25 يوليو 2007، وهي المرة الأولى التي تستقبل فيها إسرائيل وفداً رسمياً من الجامعة العربية.[29][30][31][32][33]

كما أرسلت الجامعة العربية أيضًا إلى الرئيس المنتخب أوباما خطابًا رسميًا وقعه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وتم تسليمه إلى أوباما عن طريق أحد مساعديه. وأوضح المتحدث باسم الجامعة العربية أن:

تشرح الرسالة موقفنا من الصراع، مع التركيز على مقترح السلام العربي. هذه إدارة جديدة. ومن المهم أن نتابعها وأن تتحمل مسؤولياتها. ستكون الإدارة الجديدة مشغولة بأمور أخرى، ولكننا نعتقد أنه من المهم لها التركيز على الصراع الإسرائيلي العربي.[34]

في نوفمبر 2008، أفادت صنداي تايمز أن الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما سيدعم الخطة، قائلاً للرئيس الفلسطيني محمود عباس أثناء زيارته للشرق الأوسط في يوليو 2008 إن "الإسرائيليين سيكونون مجانين إذا لم يقبلوا هذه المبادرة. سيمنحهم السلام مع العالم الإسلامي من إندونيسيا إلى المغرب".[35] بعد أن أصبح رئيسًا، قال أوباما لقناة العربية: "قد لا أتفق مع جميع جوانب الاقتراح، لكن الأمر يتطلب شجاعة كبيرة... لطرح شيء مهم مثل ذلك".[36]

في مارس 2009، صرح جورج ميتشل، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، أن إدارة أوباما تنوي "دمج" المبادرة في سياستها الخاصة بالشرق الأوسط. كما أفيد في مارس 2009 أن وزارة الخارجية الأمريكية تعد خطة لتسويق المبادرة للإسرائيليين، وسوف تصدر وثيقة تسلط الضوء على المبادرات التي وافقت الدول العربية على اتخاذها في إطار المبادرة. وحدد التقرير أن الهدف هو "تقسيم مبادرة السلام العربية إلى تفاصيلها وعدم تركها كإطار نظري بحت".[37]

Cquote2.png في 6 مايو 2009، ذكرت صحيفة القدس العربي، وهي صحيفة يومية تصدر باللغة العربية ومقرها لندن، أنه بناءً على طلب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فإن الجامعة العربية تعكف حاليًا على مراجعة المبادرة في إطار ومحاولة تشجيع إسرائيل على الموافقة عليها. وتشمل المراجعات الجديدة تجريد الدولة الفلسطينية المستقبلية من السلاح، فضلاً عن مصادرة حق الفلسطينيين في العودة إلى إسرائيل. وبحسب المراجعات، سيتم نقل جزء من اللاجئين إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية، وسيتم تجنيس الباقي في دول عربية أخرى.[38] Cquote1.png

في 30 أبريل 2013، أعادت الجامعة العربية تأييد مبادرة السلام العربية، مع الشروط المحدثة التي تنص على أن اتفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني يجب أن يرتكز على حل الدولتين على أساس خط الرابع من يونيو 1967، مع إمكانية تبادلات طفيفة مماثلة ومتفق عليها للأراضي بين إسرائيل وفلسطين.[39]

انتقد الفلسطينيون اتفاقية التطبيع الإسرائيلية الإماراتية واتفاقية التطبيع مع البحرين الموقعة في سبتمبر 2020، خوفًا من إضعاف التحركات لمبادرة السلام العربية، معتبرين خطوة الإمارات "خيانة".[40]

ردود الفعل

ردود الفعل الأمريكية

في البداية، قوبلت المبادرة بدعم حماسي من إدارة بوش. ووفقاً للمتحدث باسم بوش آري فلايشر "أشاد الرئيس بأفكار ولي العهد فيما يتعلق بالتطبيع العربي الإسرائيلي الكامل بمجرد التوصل إلى اتفاق سلام شامل".[41] على الرغم من أن الرئيس أكد في وقت لاحق أن المبادرة لا يمكن تنفيذها إلا بوقف الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل.

وقد أعرب خليفته باراك أوباما عن إشادته بالمبادرة، دون تأييد تفاصيلها، في الأيام الأولى من رئاسته. وفي مقابلة مع شبكة العربية بتاريخ 27 يناي 2009 قال:

انظروا إلى الاقتراح الذي قدمه العاهل السعودي عبد الله. ربما لا أتفق مع كل جوانب الاقتراح، لكن الأمر يتطلب شجاعة كبيرة لطرح شيء على هذا القدر من الأهمية. أعتقد أن هناك أفكارًا في جميع أنحاء المنطقة حول كيفية تحقيق السلام.[42]

أما جورج ميتشل، المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط في ذلك الوقت، فقد أعلن في مارس 2009 أن إدارة الرئيس باراك أوباما تنوي "دمج" المبادرة في سياستها الخاصة بالشرق الأوسط.[37]

ردود الفعل الإسرائيلية

'حق العودة' للاجئين، الذي يرمز له الثقافة الفلسطينية كرتون 'حنضلة' ، هو قضية مثيرة للمشاعر داخل إسرائيل.

كان للمسؤولون الإسرائيليون العديد من الردود المختلفة التي تراوحت بين الإيجابية والمحايدة والسلبية.[43][25] عندما ظهرت الخطة عام 2002، رفضت الحكومة الإسرائيلية المبادرة،[44] على أساس أنها ستؤدي إلى عودة عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل.[8] وأعربت إسرائيل عن تحفظاتها بشأن قضايا "الخط الأحمر" التي ذكرت أنها لن تتنازل عنها.[45]

علق جويل سنجر مفاوض اتفاقيات أوسلو بعد وقت قصير من قمة بيروت بأن "المشكلة الرئيسية فيها هي أنها دعت إسرائيل فقط إلى القيام بسلسلة من الأشياء ولم تكن هناك دعوة للفلسطينيين لوقف الإرهاب".[23]

ذكرت بي بينيوز أن إعادة تبني المبادرة عام 2007 أدت إلى استجابة أكثر دعمًا من الحكومة مقارنة بالمبادرة الأولية عام 2002، والتي انتهى بها الأمر إلى "الرفض... مباشرة بعد اقتراحها لأول مرة".[44] قال شمعون پـِرِس في اجتماع مع القادة العرب في المنتدى الاقتصادي العالمي بالأردن في مايو 2007 إن حكومته ستقدم اقتراحًا مضادًا.[46] وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن "إسرائيل ليس لديها مصلحة في ركود المفاوضات، وللأسف، إذا كانت المبادرة العربية تقبلها أو تتركها، فسيكون ذلك بمثابة وصفة للركود".[46] في أكتوبر 2008، أفادت التقارير أن الحكومة الإسرائيلية كانت تدرس العرض السعودي، واقترح وزير الدفاع إهود براك مرة أخرى اقتراحًا مضادًا.[47] لكن حتى الآن، لم تقدم أي حكومة إسرائيلية أي اقتراح رسمي مضاد.[48]

وفيما يتعلق بالرأي العام، ذكرت مجموعة أبحاث أكسفورد أن المواقف تتراوح "بين أولئك الذين لم يسمعوا عنها قط، وأولئك الذين لا يصدقون كلمة واحدة منها". أظهر استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله ومعهد هاري ترومان لأبحاث تعزيز السلام بالقدس في نوفمبر وديسمبر 2008 أن 36% فقط من الإسرائيليين يؤيدون الخطة.[49] وجد استطلاع أجراه أنگوس ريد گلوبال مونيتور في يونيو 2008 أن حوالي 67% من الفلسطينيين و39% من الإسرائيليين يؤيدون ذلك.[50]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بنيامين نتنياهو

يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "الفكرة العامة – محاولة التوصل إلى تفاهمات مع الدول العربية الرائدة – فكرة جيدة"، مشيراً أيضاً إلى أن "الوضع في الشرق الأوسط تغير منذ طرحها لأول مرة".[51]

عام 2007 رفض بنيامين نتنياهو، الذي سيصبح رئيسًا لوزراء إسرائيل للمرة الثانية عام 2009، المبادرة.[52] وقال لوزراء الخارجية العرب الزائرين إن "الانسحاب من غزة قبل عامين أثبت أن أي انسحاب إسرائيلي - وخاصة الانسحاب أحادي الجانب - لا يؤدي إلى تقدم السلام، بل ينشئ قاعدة إرهابية للإسلام المتطرف".[52] وأوضح عام 2015: "هناك جوانب إيجابية وجوانب سلبية لهذه [المبادرة]". وبينما أشار إلى أن الوضع تغير خلال 13 عامًا منذ طرح الصفقة، أكد أن "الفكرة العامة - محاولة التوصل إلى تفاهمات مع الدول العربية الرائدة - هي فكرة جيدة".[53] إلا أنه اعترض على دعوات المبادرة لإسرائيل بالانسحاب من هضبة الجولان وإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم.[10]

عام 2018، رفض نتنياهو مبادرة السلام العربية كأساس للمفاوضات مع الفلسطينيين.[11]

شمعون پـِرِس

في 28 مارس 2002، قال وزير الخارجية شمعون پـِرِس:

تنظر إسرائيل بإيجابية إلى كل مبادرة تهدف إلى التوصل إلى السلام والتطبيع. وفي هذا الصدد، فإن الخطوة السعودية هامة، لكنها معرضة للانهيار إذا لم يتوقف الإرهاب. لا يمكننا بالطبع أن نتجاهل الجوانب الإشكالية التي ظهرت في قمة بيروت واللغة القاسية والرفضية التي استخدمها بعض المتحدثين. ومن الواضح أيضا أن تفاصيل كل خطة سلام يجب أن تناقش مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكي يصبح ذلك ممكنا، يجب على السلطة الفلسطينية أن تضع حدا للإرهاب، الذي شهدنا تعبيره المروع الليلة الماضية في نتانيا.[54]

في 12 نوفمبر 2018، أكد پـِرِس مجدداً دعمه للمبادرة خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الحوار بين الأديان:

تنص مبادرة السلام العربية على أن: "الحل العسكري للصراع لن يحقق السلام أو يوفر الأمن للأطراف". وتوافق إسرائيل على هذا الافتراض. علاوة على ذلك، تنص المبادرة على أن: "السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط هو الخيار الاستراتيجي للدول العربية". وهذه هي استراتيجية إسرائيل أيضاً. وتابع أن أهدافها هي: "...اعتبار الصراع العربي الإسرائيلي قد انتهى، والدخول في اتفاقية سلام مع إسرائيل، وتوفير الأمن لجميع دول المنطقة. إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل في سياق حل شامل". السلام، ووقف المزيد من إراقة الدماء، وتمكين الدول العربية وإسرائيل من العيش في سلام وحسن جوار، وتوفير الأمن والاستقرار والازدهار للأجيال القادمة. إن هذه العبارات الواردة في مبادرة السلام العربية ملهمة وواعدة ـ وهي بمثابة فرصة جدية لإحراز تقدم حقيقي.[55]

في مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (آيپاك) 2009، أعرب الرئيس شمعون پـِرِس عن رضاه عن "التحول الكامل" في مواقف الدول العربية تجاه السلام مع إسرائيل كما انعكس في المبادرة السعودية. وعلى الرغم من أنه فعل ذلك، يضيف بالقول: "إن إسرائيل لم تكن شريكة في صياغة هذه المبادرة. وبالتالي ليس من الضروري أن توافق على كل كلمة".

وأضاف پـِرِس: ومع ذلك، فإن إسرائيل تحترم التغيير العميق، وتأمل أن يترجم إلى أفعال. وأنا على ثقة من أن قيادة الرئيس أوباما ستمهد الطريق أمام اتفاق إقليمي ومفاوضات ثنائية ذات معنى. "إن إسرائيل تقف وذراعاها ممدودتان ويداها مفتوحتان للسلام مع كل الدول، مع كل الدول العربية، ومع كل الشعوب العربية".

وقال پـِرِس "إلى أولئك الذين ما زالوا يمسكون بقبضتي، أود أن أقول كلمة واحدة فقط: كفى. كفى حرباً. كفى دماراً. كفى كراهية. الآن هو وقت التغيير". إن إسرائيل مستعدة اليوم لتقريب السلام".[56]

تصريحات إسرائيلية أخرى

قال وزير الخارجية الإسرائيلي ونائب رئيس الوزراء في ذلك الوقت أڤيگدور ليبرمان في 21 إبريل 2009، إن الخطة "اقتراح خطير، ووصفة لتدمير إسرائيل".[57]

قال المتحدث باسم حزب الليكود زلمان شوڤال في مارس 2007 إن إسرائيل لن تقبل أبدًا عودة اللاجئين الذين عاشوا في الأراضي الإسرائيلية قبل عام 1967، قائلًا "إذا قام 300.000-400.000، أو ربما مليون من الفلسطينيين بغزو للبلاد، سيكون ذلك نهاية دولة إسرائيل كدولة يهودية... ليس لهذا السبب أنشأنا الدولة".[44] صرح رئيس الوزراء إهود أولمرت أيضًا في ذلك الشهر قائلاً: "لن أقبل أبدًا حلًا يعتمد على عودتهم إلى إسرائيل، أيًا كان العدد... لن أوافق على قبول أي نوع من مسؤولية إسرائيل تجاه اللاجئين". "توقفوا تماماً... إنها مسألة أخلاقية على أعلى مستوى. ولا أعتقد أنه ينبغي لنا أن نقبل أي نوع من المسؤولية عن خلق هذه المشكلة".[58] لكن بشكل عام، وصف أولمرت المبادرة بأنها "تغيير ثوري".[59]

وكان القنصل العام الإسرائيلي في مدينة نيويورك قد صرح بذلك في اليوم السابق:

الفكرة السعودية تحتوي على الكثير من العناصر الإيجابية، ولهذا السبب لم نرفضها أبدًا في ظاهرها... بل على العكس تمامًا، قلنا إننا سنؤيد وندخل في حوار مع السعوديين أو أي شخص آخر - بالفعل في العالم العربي كله – إذا كانوا جادين في قضية التطبيع. الأمر هو أن الحياة في الشرق الأوسط علمتنا أن نكون متشككين للغاية وحذرين للغاية تجاه هذا النوع من التصريحات حتى يتم تسليمها بالفعل باللغة العربية.[22]

وصرح يوسي ألفر، مستشار سياسي وكاتب ومستشار كبير سابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي إهود باراك في نوفمبر 2008: "إن المبادرة فريدة من نوعها من حيث المكافأة الشاملة التي تقدمها لإسرائيل، ووفيما يتعلق باللاجئين، فإن غياب أي ذكر مباشر لحق العودة والاعتراف بوجوب الحصول على موافقة إسرائيل على الحل. وهذا يمثل تقدماً هائلاً مقارنة بأيام 1967".[43]

قالت الصحفية الأمريكية الإسرائيلية كارولين گليك، رئيسة تحرير صحيفة "جروسالم پوست" الصادرة بالإنگليزية، في مارس 2007 إنه "لا توجد فرصة على الإطلاق لأن تحقق المبادرة السعودية السلام" ووصفت إنها "وصفة لتدمير إسرائيل".[60]

أما تسيپي لڤني، زعيمة حزب كديما، فقد نأت بنفسها عنها نظراً لمعارضتها الصارمة لعودة اللاجئين الفلسطينيين.[43] في أكتوبر 2008، أشار عضو الكنيست عن حزب الليكود يوڤال شتاينتز، الذي خدم في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، إلى إعادة إطلاق المبادرة عام 2007 باعتبارها غير ناجحة ووصف تصريحات وزير الدفاع إهود باراك الداعمة بأنها "لفتة سياسية فارغة".[61]

ردود الأفعال الفلسطينية

وجدت استطلاعات رأي الشعب الفلسطيني تأييداً كبيراً للخطة. انخفض الدعم قليلاً بعد حرب غزة. ومع ذلك، فإن الأغلبية لا تزال تؤيد ذلك.[49][50][62]


السلطة الفلسطينية

قال محمود عباس إن المبادرة يمكن أن تخلق "بحراً من السلام يبدأ في نواكشوط وينتهي في إندونسيا".

لقد حظيت خطة السلام العربية بالدعم الكامل من محمود عباس والسلطة الفلسطينية، التي اتخذت خطوة غير مسبوقة بوضع إعلانات في الصحف الإسرائيلية في 20 نوفمبر 2008 للترويج لها.[63] ونشرت السلطة الفلسطينية منشورات على صفحة كاملة باللغة العبرية في أربع صحف إسرائيلية يومية كبرى، أعادت نشر نص المبادرة بالكامل وأضافت أن "سبع وخمسين دولة عربية وإسلامية ستقيم علاقات دبلوماسية وعلاقات طبيعية مع إسرائيل مقابل اتفاق سلام كامل وإنهاء الاحتلال".[63] أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله ومعهد هاري ترومان لأبحاث تعزيز السلام في القدس في وفمبر وديسمبر أن 25% فقط من الإسرائيليين شاهدوا الإعلانات وأن 14% فقط قرأوها بالفعل.[49]

ردت منظمة السلام الآن بالمثل على لفتة السلطة الفلسطينية من خلال نشر إعلاناتها الخاصة في الصحافة الفلسطينية.[43] بعد قمة 2007، قال محمود عباس إن "هذه المبادرة تقول ببساطة لإسرائيل "اتركوا الأراضي المحتلة وسوف تعيشون في بحر من السلام يبدأ في نواكشوط وينتهي في إندونيسيا".[45] وقد أبدى المفاوض الفلسطيني صائب عريقات دعمه الكامل لمبادرة السلام العربية، وحث إسرائيل على دعمها في عدة مناسبات.[47] مؤخرًا، في بيان صدر في 19 أكتوبر 2008، قال عريقات: "أعتقد أنه كان على إسرائيل [دعم المبادرة] منذ عام 2002. إنها المبادرة الأكثر استراتيجية التي جاءت من العالم العربي منذ عام 1948... وأنا أحثهم على إعادة النظر في هذه المبادرة والمضي بها لأنها ستختصر الطريق إلى السلام".[47]

في أغسطس وسبتمبر 2020، انتقدت السلطة الفلسطينية وحماس اتفاقية التطبيع الإسرائيلية الإماراتية ووالإسرائيلية البحرينية، واصفة إياهما بأنهما "خيانة" للقضية الفلسطينية، وإضعاف لمبادرة السلام العربية.[40][64]

حماس

حماس هي الحكومة العربية الوحيدة التي ترفض المبادرة بالإضافة إلى حزب الله.

منذ بدايتها عام 2002، أحدثت المبادرة انقسامًا عميقًا داخل حركة حماس.[5] وبينما تحدث بعض القادة بشكل إيجابي عنها،[65] ولم يقبل آخرون المبادرة، مما أدى إلى نفور الأردن ومصر.[66] وأفادت بعض التقارير اللاحقة أن حماس قبلت المبادرة.[6][7] بحلول عام 2006، ستوقع حماس اتفاقيات مع فتح توافق على حدود عام 1967 كأساس للدولة الفلسطينية.[6] وبحلول عام 2017، نشرت حماس ميثاقاً جديداً قبلت فيه إقام دولة فلسطينية على حدود 1967.[67]

قال إسماعيل أبو شنب، المتحدث باسم حماس، لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل في أبريل 2002 إن الحركة ستقبل المبادرة، قائلًا "سيكون ذلك مرضيًا لجميع الجماعات العسكرية الفلسطينية أن تتوقف ونبني دولتنا، وننشغل بشؤوننا الخاصة، ونحسن الجوار مع الإسرائيليين".[68] وسأله الصحفيون الذين أجروا مقابلة مع شنب عما إذا كان يتحدث باسم حركة حماس بأكملها، فأجاب شنب "نعم". ثم حاولوا الاتصال بقادة آخرين في حماس لتأكيد تصريحات شنب، لكن لم يتسن الوصول إليهم أو أنهم لم يرغبوا في التعليق على الأمر.[68]

كان أحد شروط رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لتشكيل حكومة ائتلافية وطنية مع حماس بعد انتخابات 2006 هو أن تعترف حماس بالمبادرة، لكنه لم ينجح.[66] وقال وزير خارجية حماس محمود الزهار في يونيو 2006 إن الحركة ترفض المبادرة.[5] وقال رئيس الوزراء إسماعيل هنية في أكتوبر 2006 إن "مشكلة مبادرة السلام العربية هي أنها تتضمن الاعتراف بدولة إسرائيل، وهو الأمر الذي ترفضه الحكومة الفلسطينية".[69] وفي ذلك الشهر، أعلن محمود الزهار بشكل لا لبس فيه: "إن حماس لن تغير موقفها أبداً بغض النظر عن شدة الضغوط" و"لن نعترف أبداً بالمبادرة العربية".[70]

في يناير 2007، قال زعيم حماس خالد مشعل في مقابلة معه إن حماس تدعم "الموقف العربي"، في إشارة على ما يبدو إلى مبادرة السلام العربية.[71]

وبعد إحياء المبادرة في مارس 2007، واصلت حماس سياسة الغموض حيث أعطى العديد من المسؤولين ردودًا متباينة.[45] صرح المتحدث باسم حماس فوزي برهوم لصحيفة "هآرتس" بأن "القضية ليست "نعم" أو "لا" من قبل حماس فيما يتعلق بالمبادرة. نحن نحترم الجهود العربية لتحقيق الحقوق الفلسطينية وسنتحرك ضمن الإجماع العربي. ومع ذلك فإن العدو الصهيوني مستمر في رفض المبادرة ولن نحدد موقفنا في الرجوع إليه قبل قبوله".[45] وذكرت مصادر لهآرتس في فلسطين أن حماس أرادت معارضة المبادرة بشكل مباشر لكنها لم تفعل ذلك لأنها لا تريد الانفصال عن الحكومة السعودية.[45]

في نوفمبر 2008، نشرت دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية إعلانات تروج لمبادرة السلام العربية في الصحف اليومية الإسرائيلية. وقال مشعل في رده إن "حقوق الفلسطينيين لا يمكن تحقيقها إلا بالمقاومة وليس بالإعلانات".[72] ومع ذلك، في مقابلة مع جيرمي بوين من قناة بي بي سي في أبريل 2008، أعرب مشعل عن دعمه لهذه المبادرة.[65]

ذكرت "التايم" في يناير 2009 أنه "في العالم العربي، فقط حماس وحزب الله، بدعم من طهران، يرفضان مبادرة السلام العربية".[2] المعلق الإسرائيلي اليساري ووزير العدل السابق يوسي بيلين قال أيضًا في يناير 2009 إن "حماس تعتبر التزامها بـ"لاءات" الخرطوم الثلاثة 1967، والتي تخلى عنها العالم العربي بأكمله في تبني مبادرة السلام العربية، لتكون السمة المميزة الأساسية لفتح. وحتى الضرب المطول من قبل الجيش الإسرائيلي لن يدفع حماس إلى إجراء هذا التغيير.[73] كتبت صحيفة الخليج تايمز في افتتاحيتها في ديسمبر 2008 أن "خطة السلام العربية تظل الحل الأفضل والأكثر واقعية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني .... على الرغم من أن حماس والجهاد الإسلامي غير مستعدين لقبول أي شيء أقل من فلسطين بأكملها". في الأربعينيات من القرن الماضي، إذا قبلت إسرائيل والولايات المتحدة الخطة، فمن الممكن أن يقنع العرب الإسلاميين بتبنيها أيضًا.[74]

وفي مايو 2017، قامت حماس بتحديث ميثاقها، معربة عن استعدادها لقبول دولة فلسطينية داخل حدود عام 1967. إلا أنها حافظت على موقفها في عدة قضايا أساسية: فهي لم تتخلى عن التزامها بالمقاومة والخيار العسكري ضد إسرائيل لتحقيق الدولة الفلسطينية، وأصرت على حق العودة للاجئي 1948 ومهجري 1967 الفلسطينيين إلى كافة الأراضي الفلسطينية. واستمرت في النظر إلى الجهاد كخيار مشروع واستراتيجي للدفاع عن الحقوق الفلسطينية واستعادتها.[67]

ردود الأفعال العربية

وصف تركي الفيصل المبادرة قائلاً: "مبادرة السلام العربية هي أفضل دواء تم صياغته حتى الآن للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

كتب العديد من صانعي السياسات ورؤساء الدول والمعلقين العرب دعماً للمبادرة منذ عام 2002.[بحاجة لمصدر] كتب وزير الخارجية السعودي تركي الفيصل في واشنطن پوست داعماً المبادرة بعد وقت قصير من فوز باراك أوباما في انتخابات 2008. ذكر الفيصل أن "هناك أسبابًا للتفاؤل" و"أفضل دواء تم صياغته حتى الآن للصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو مبادرة السلام العربية". كما وصف الخطة بأنها "ثمن باهظ للسلام" من المنظور العربي.[75]

أما مروان المعشر، وزير الخارجية الأردني الأسبق وأول سفير أردني لدى إسرائيل، فقد كتب في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في 19 أغسطس 2008، ما يلي:

قبل ست سنوات، اتخذت الجامعة العربية خطوة جريئة في السعي لتحقيق سلام شامل ودائم في منطقتنا. وفي قمة جامعة الدول العربية في بيروت 2002، تبنت 22 دولة بالإجماع مبادرة السلام العربية ــ وهي وثيقة تاريخية قدمت صيغة ليس فقط لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ، بل وأيضاً الصراع الإسرائيلي العربي الأوسع نطاقاً، وتحقيق السلام والأمن الجماعي للجميع والعلاقات الطبيعية مع إسرائيل. لقد كانت المبادرة تجسيداً للمعسكر المعتدل في العالم العربي ولقفزة إيمانه في تلبية الاحتياجات العربية والإسرائيلية. لسوء الحظ، لم يتم التعامل مع مبادرة السلام العربية بشكل جدي من قبل اللاعبين اللذين كان دعمهما وتأييدهما حاسمين لتنفيذها: لم ترد إسرائيل ولا الولايات المتحدة بأكثر من الكلام الشفهي. والدول العربية هي أيضاً المسؤولة عن فشلها في شرح المبادرة للجمهور الإسرائيلي، جمهورنا الرئيسي.[76]

بالإضافة إلى ذلك، أعرب أعضاء مجلس التعاون الخليجي الستة عن دعمهم للمبادرة في 20 مايو خلال الاجتماع التشاوري الذي عقد في الدمام.[77]

كما أعرب أندري أزولاي، المستشار اليهودي لملك المغرب محمد السادس عن دعمه لخطة السلام العربية. في 28 أكتوبر 2008، قال أزولاي في مؤتمر عقد في تل أبيب: "أنا يهودي ملتزم"، كما أضاف: "أنا يهودي عربي. أنصح ملك المغرب... التيار العربي السائد يرى أن إسرائيل هي الطرف المسؤول عن منع السلام، وليس العرب... [خطة السلام] هي شيء كان الإسرائيليون يأملون في تحقيقه عشرة منذ سنوات مضت. ولكن من يعرف ذلك في إسرائيل اليوم؟ من سيأخذ زمام المبادرة ويشرح ذلك؟ الزخم لن يستمر إلى الأبد. هذا وضع خطير. قد يحدث شيء ما في الضفة الغربية غدًا وينسف الصفقة برمتها، وسوف نضطر إلى الانتظار مرة أخرى".[78]

وأدان محمد رعد، رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني، خطة السلام، قائلاً: "لم يعد من الممكن الترويج لهذا الخيار في العالمين العربي والإسلامي بعد الآن". كما أدلى قائد حزب الله زعيم الشيخ نعيم قاسم بتصريحات مماثلة.[79]

وفي أعقاب قمة بيروت 2002، عمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية في ذلك الوقت، دلّل على ذلك في كتابه سنوات الجامعة العربية، قائلاً بتصرّف: "والواقع أننا على الجانب العربي، كنا نبحث عن مخرَج، فالهجمة شرسة علينا باعتبارنا إرهابيين أو على الأقل منتجين لهم، وذلك في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، فكان لا بد من الانتقال إلى شن حرب دبلوماسية تنقلنا من خانة الدفاع دون تقديم تنازلات مؤلمة أو مع تنازلات متبادلة. كان تفكير ولي العهد السعودي في ذلك الوقت هو التفكير السليم الذي ينبع من نفس منطق (خذ وأعطِ) وكان الأمير (الملك) عبد الله هو وحده صاحب المكانة التي تؤهله لطرح المبادرة العربية دون مزايدة من آخرين سوف يتحرجون من مهاجمته أو الاعتراض على ما يقترحه (...) وكان ذا مصداقية هائلة لدى الرأي العام العربي والحكومات العربية جميعاً ولدى العالم، ومن ثم كان اقتراحه أو مبادرته خطوة تاريخية جديرة بالتأييد الشامل لها".

في يونيو 2009، كرر الرئيس المصري حسني مبارك دعمه لخطة السلام. وذكر أيضاً أن ذلك لا يعني الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية، لأن ذلك يعني التنازل عن حق العودة. كما أدلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان بتصريحات مماثلة ودعا المجتمع الدولي إلى دفع إسرائيل نحو قبول خطة السلام. رد كلا الزعيمين على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.[80]

ردود الأفعال الدولية

خارج منطقة الشرق الأوسط، حظيت مبادرة السلام العربية بإشادة رؤساء الدول في جميع أنحاء العالم، والمنظمات الدولية، وعدد كبير من المعلقين السياسيين المتخصصين في الصراع الإسرائيلي/الفلسطيني.

وقد قاد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، مجموعة الدعم هذه في عدد من المناسبات. وقال في خطابه أمام قمة الجامعة العربية في 28 مارس 2007:

مبادرة السلام العربية هي إحدى ركائز عملية السلام. إن هذه المبادرة، التي أقرتها خارطة الطريق، تبعث بإشارة واضحة مفادها أن العالم العربي أيضاً يتوق إلى السلام. عندما كنت في إسرائيل، حثثت أصدقائي الإسرائيليين على إلقاء نظرة جديدة على مبادرة السلام العربية. وهنا في الرياض، أحثكم، أيها الأصدقاء العرب، على استغلال هذه القمة لإعادة تأكيد التزامكم بالمبادرة. ... وفي الوقت نفسه، أعيد تنشيط اللجنة الرباعية، وتقترح مبادرة السلام العربية طريقاً جديداً للمضي قدماً في المنطقة.[81]

وقد أقرت اللجنة الرباعية المعنية بالشرق الأوسط مبادرة السلام العربية في 30 أبريل 2003، واعترفت بأهميتها في خارطة الطريق. وينص بيان مشترك صادر عن اللجنة الرباعية في 30 مايو 2007 على ما يلي:

رحبت اللجنة الرباعية بإعادة التأكيد على مبادرة السلام العربية، مشيرة إلى أن المبادرة معترف بها في خارطة الطريق باعتبارها عنصراً حيوياً في الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز السلام الإقليمي. وتوفر مبادرة السلام العربية أفقاً سياسياً إقليمياً مرحباً به لإسرائيل، يكمل جهود المجموعة الرباعية والأطراف نفسها للتقدم نحو السلام الشامل والعادل والدائم عن طريق التفاوض. وأشارت اللجنة الرباعية إلى اجتماعها الإيجابي مع أعضاء الجامعة العربية بشرم الشيخ في 4 مايو، وتطلعت إلى استمرار التواصل مع الدول العربية. ورحبت بنية الجامعة العربية إشراك إسرائيل في هذه المبادرة، وتقبل إسرائيل لمثل هذه المشاركة.[82]

كما أعرب رئيس الوزراء البريطاني گوردون براون عن دعمه للمبادرة خلال مؤتمر صحفي عقد في 15 ديسمبر 2008، في منتدى الأعمال في لندن حول التجارة والاستثمار مع فلسطين، داونينگ ستريت. وقال رئيس الوزراء:

أعتقد أنه من المهم أن ندرك أن مبادرة السلام العربية، التي تدعو فيها الدول العربية الـ 22 الرئيس المنتخب أوباما إلى إعطاء الأولوية لتحقيق خطة شاملة، هي تطور هام للغاية بالفعل. ومن وجهة نظرهم، فإن الدول العربية التي تتخلف عن التقدم هي التي يمكن أن happen بسرعة. نطلب من الرئاسة الجديدة في أمريكا أن تأخذ هذا الأمر كأولوية ملحة، ونحن نتفق إلى حد كبير مع نفس الرأي وسنبذل قصارى جهدنا لتعزيز تلك المبادرة.[83]

وقد كرر وزير الخارجية البريطاني ديڤد ميليباند هذا الدعم في 24 نوفمبر 2008. وفي خطاب ألقاه في ذلك اليوم في أبو ظبي في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، قال:

عندما أُطلقت مبادرة السلام العربية عام 2002، لم تحظ ببساطة بالاهتمام الذي تستحقه. لقد كانت – ولا تزال – أحد أهم التطورات الواعدة منذ بداية الصراع. وفي اعتقادي أن الوقت قد حان للبناء على هذه المبادرة وضمان أن يكون الزعماء العرب جزءاً من عملية سلام شاملة متجددة - مشاركين نشطين لهم مصالح ومسؤوليات، ولا يحلون محل المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن ليس متفرجين سلبيين أيضاً.[84]

وقد أعربت جميع الدول الـ57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي عن دعمها لمبادرة السلام العربية. ويعيد أعضاء المنظمة تأكيد دعمهم في كل دورة تقريبًا (بما في ذلك، على سبيل المثال، الدورة الثالثة والثلاثين لدورة المؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية حول انسجام الحقوق والحريات والعدالة، التي انعقدت في الفترة من 19 إلى 21 يونيو 2006 في باكو، أذربيجان).[85]

وعارضت "إيپاك" هذه المبادرة، ووصفتها بأنها "إنذار نهائي".[86]

التأييد من محللي الشرق الأوسط

كما حظيت المبادرة بدعم عدد كبير من كبار المعلقين على قضايا الشرق الأوسط. في 9 أبريل 2007، عرض نعوم تشومسكي الأفكار التالية بعد وقت قصير من إعادة اعتماد إعلان بيروت من قبل الجامعة العربية:

خطة الجامعة العربية تتجاوز الإصدارات السابقة من الإجماع الدولي من خلال الدعوة إلى التطبيع الكامل للعلاقات مع إسرائيل. وحتى الآن، لا تستطيع الولايات المتحدة وإسرائيل أن تتجاهلا ذلك ببساطة، لأن علاقات الولايات المتحدة بالسعودية هشة للغاية، وبسبب التأثيرات الكارثية التي خلفها غزو العراق (والقلق الإقليمي الكبير من استمرار الولايات المتحدة في مهاجمة إيران) معارضة قوية للغاية في المنطقة، باستثناء إسرائيل). ولذلك فإن الولايات المتحدة وإسرائيل تبتعدان قليلاً عن رفضهما الأحادي الجانب المتطرف، على الأقل من حيث الخطاب، ولكن ليس من حيث الجوهر.[87]

محاولات إحياء المبادرة

قمة الرياض 2007

باستثناء ليبيا، حضر جميع قادة الدول الأعضاء الـ 22 في الجامعة العربية قمة استمرت يومين في العاصمة السعودية الرياض، من 28 مارس إلى 29 مارس 2007.[44] أعاد جميع الأعضاء الموافقة على المبادرة بالكامل، لكن مندوب حماس، رئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك إسماعيل هنية، امتنع عن التصويت.[45] في المقابل، صوت رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس لصالحها.[45] وقد ظلت المبادرة نفسها دون تغيير أثناء إعادة اعتمادها.[88] وحتى عشية القمة، رفض الأعضاء النظر في تعديل أي جزء منها.[89] صرح رئيس الجامعة العربية عمرو موسى أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عند مفترق طرق "إما أن نتحرك نحو سلام حقيقي أو نرى تصعيدًا في الوضع".[44]

أثناء القمة، أدان الملك عبد الله احتلال العراق بقيادة بقيادة الولايات المتحدة، وربما كانت تعليقاته ردًا على بيان صادر عن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس يطلب من العالم العربي "البدء في التواصل مع إسرائيل".[88] كما دعا إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة، قائلاً أنه "أصبح من الضروري إنهاء الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني في أسرع وقت ممكن حتى تتحرك عملية السلام في أجواء بعيدة عن القمع والقوة".[88] وكانت الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية تضغطان بقوة على الدول العربية لقطع دعمها لحماس قبل بدء القمة.[45]

حضر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القمة، قائلاً "إن مبادرة السلام العربية هي أحد ركائز عملية السلام... [إنها] ترسل إشارة إلى أن العرب جادون بشأنها تحقيق السلام".[44] راقب خاڤيير سولانا مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروپي الإجراءات وأعرب عن دعم الاتحاد الأوروپي للقرار، قائلاً إن "الفشل في الارتقاء إلى مستوى تحديات اليوم سيعرض الشرق الأوسط لخطر فقدان قطار التنمية البشرية والاقتصادية".[45] وشدد أيضًا على أن المبادرة كانت بمثابة اقتراح لمزيد من المفاوضات وليس بمثابة إنذار نهائي لكلا الجانبين.[45]

رفض رئيس كبير مفاوضي منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قبول أي شيء آخر غير مسودة القمة واستبعد أي مفاوضات من شأنها تغييرها.[89] في المقابل، قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إن على الأعضاء "أن ينتبهوا إلى التطورات الجديدة، التي تتطلب إضافات وتطويرات في كل ما يُطرح".[89]

تنص المبادرة على تشكيل لجنة خاصة مكونة من جزء من الدول الأعضاء المعنية في الجامعة العربية والأمين العام للجامعة العربية، لمتابعة الاتصالات اللازمة لكسب تأييد المبادرة على كافة المستويات، وخاصة من الأمم المتحدة، مجلس الأمن، الولايات المتحدة، روسيا الاتحادية، الدول الإسلامية، والاتحاد الأوروپي. وستتألف هذه اللجنة الخاصة أيضًا من وفود من مصر والأردن نيابة عن العالم العربي.[90]


مبادرة بن سلمان 2024

الرئيس الفلسطيني محمود عباس وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياض، 2023.

في سبتمبر 2023، رعى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اجتماعاً مغلقاً نوقش فيه إعادة إطلاق المبادرة العربية للسلام على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بحضور الممثل الأعلى للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروپي والأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الفلسطيني، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، وعدد من وزراء خارجية وممثلين عن دول عربية وأوروپية. وأشارت وثيقة صادرة عن الاجتماع إلى أنه ركّز على "دراسة خطط عمل ملموسة لإعادة تعبئة الشركاء الإقليميين والدوليين لإعادة الالتزام بجهودهم لدعم استئناف عملية السلام على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة ومرجعيات السلام ذات الصلة".[91]

وفي مقابلة تلفزيونية، أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى أن "السعودية تقود منذ عام مضى جهداً عربياً دولياً في هذا الإطار"، مضيفاً أن "اجتماعاً دوليّاً كبيراً سيعقد في سبتمبر المقبل لدعوة عدد كبير من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لإعادة التركيز على تنشيط مبادرة السلام وتحديد منطلقات أساسية لكيفية تنفيذها»، وهو الأمر نفسه الذي أعاد الترحيب به بيان قمة جدة العربية الـ32 الشهر الماضي، والوزاري الخليجي – الأمريكي، والوزاري الخليجي الأسبوع الماضي على التوالي". ولم يكشف أي من المصادر التي تحدثت حول إعادة إحياء المبادرة عن تعديلات منتظرة على بنودها، غير أن تجديدها وتطوير منطلقاتها وفق الحاجة، أمر لا تستبعده الحسابات الإقليمية والدولية.

مبادرة التطبيع

على هامش الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في العاصمة السعودية الرياض، 28-29 أبريل، وصل وزير الخارجية الأمريكي توني بلنكن في 29 أبريل، في إطار جولته بالشرق الأوسط، تهدف إلى مناقشة شكل الحكم في قطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب. التقى بلنكن بكبار القادة السعوديين، بالإضافة لنظرائه من قطر ومصر والسعودية والإمارات والأردن. كما سيناقش بلنكن مع القيادة السعودية الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين المملكة وإسرائيل، في صفقة ضخمة تتضمن إبرام واشنطن اتفاقيات مع الرياض بشأن التزامات دفاعية وأمنية ثنائية فضلاً عن تعاون نووي. وقال بلنكن إن الولايات المتحدة تقترب من الانتهاء من اتفاق أمني مع السعودية سيُعرض عليها في حال قمت بالتطبيع مع إسرائيل. وأضاف: "أعتقد أن العمل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة معاً في ما يتعلق باتفاقياتنا، قد يكون قريباً جداً من الاكتمال". وفي المقابل، ستدفع دول عربية وواشنطن إسرائيل للموافقة على مسار لإقامة دولة فلسطينية، وهو أمر أكد نتنياهو مراراً رفضه.[92]

ووصف بلنكن العرض الذي أُقترح على حماس، والذي يتضمن اتفاقية هدنة وتبادل أسرى قائلاً: "أمام حماس اقتراح سخي جدًا من جانب إسرائيل"، مضيفًا: "عليهم أن يقرروا، وعليهم أن يقرروا بسرعة. آمل أن يتخذوا القرار الصحيح". حتى 30 أبريل، لم ترد حماس، ومع وصول بلنكن لإسرائيل، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الهجوم البري على رفح، سيتم "سواء كان ذلك باتفاق أو بدونه"، في إشارة إلى المفاوضات الجارية مع حماس.[93]

انظر أيضاً

بلنكن، على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض: التطبيع مع إسرائيل قارب على الاكتمال، 30 أبريل 2024.

المصادر

  1. ^ أ ب Terje Rød-Larsen; Nur Laiq; Fabrice Aidan (2014). The Search for Peace in the Arab-Israeli Conflict: A Compendium of Documents and Analysis. Oxford University Press. pp. 484–. ISBN 978-0-19-921610-9.
  2. ^ أ ب Time to Test the Arab Peace Offer. By Scott MacLeod. Time. January 8, 2009.
  3. ^ "Support for the Saudi Initiative". The New York Times. 2002-02-28. Archived from the original on November 11, 2016. Retrieved 2016-06-24.
  4. ^ Stern, Yoav (November 22, 2008). "Abbas calls on Obama to enact Arab peace plan as soon as he takes office" Archived ديسمبر 25, 2008 at the Wayback Machine. Haaretz. Associated Press.
  5. ^ أ ب ت "Hamas' al-Zahar: Arab peace initiative impractical" Archived يوليو 20, 2008 at the Wayback Machine. Ynet News. Associated Press. June 1, 2006.
  6. ^ أ ب ت Roy, Sara (2013). Hamas and Civil Society in Gaza. Princeton University Press. p. 210. Hamas voiced support for the Arab League's Beirut Declaration of March 2002, in which all Arab states including Palestine offered Israel permanent peace and normal diplomatic and economic relations in re-turn for Israel's compliance with international law by returning to its internationally recognized pre-1967 borders.
  7. ^ أ ب Yitzhak Reiter (2011). War, Peace and International Relations in Islam: Muslim Scholars on Peace Accords with Israel. Sussex Academic Press. p. 35.
  8. ^ أ ب "Arabs offer Israel peace plan". BBC News. 2002-03-28. Archived from the original on December 14, 2006. Retrieved 2013-04-17.
  9. ^ Hoffman, Gil (March 4, 2002). "Sharon warns Saudi plan may be Arab plot". The Jerusalem Post. Archived from the original on February 3, 2004. Retrieved October 1, 2011.
  10. ^ أ ب "Netanyahu backs 'general idea' behind Arab Peace Initiative". Times of Israel. 2015-05-28. Archived from the original on May 30, 2015. Retrieved 2015-05-30.
  11. ^ أ ب "Netanyahu: Israel Will Never Accept Arab Peace Initiative as Basis for Talks With Palestinians". Haaretz. Archived from the original on February 1, 2023. Retrieved May 8, 2023.
  12. ^ "السعودية والتطبيع الكبير… بعد الصغير". daraj. 2023-05-11. Retrieved 2023-08-07.
  13. ^ "توماس فريدمان في حوار مع «عمان»: صغت المبادرة العربية.. ولا أعرف شيئا عن صفقة القرن". عُمان اليوم. 2024-02-02. Retrieved 2024-02-02.
  14. ^ أ ب Arab leaders stay away from peace summit Archived ديسمبر 5, 2007 at the Wayback Machine. Lateline. Australian Broadcasting Corporation. Program originally broadcast March 27, 2002.
  15. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة shadow
  16. ^ أ ب "Scepticism over possible peace plan" Archived ديسمبر 5, 2007 at the Wayback Machine. Lateline. Australian Broadcasting Corporation. Program originally broadcast March 27, 2002.
  17. ^ http://www.arableagueonline.org/las/arabic/details_ar.jsp?art_id=1777&level_id=202 Archived أكتوبر 8, 2010 at the Wayback Machine
  18. ^ أ ب "Joshua Teitelbaum, The Arab Peace Initiative: A Primer and Future Prospects (Jerusalem: Jerusalem Center for Public Affairs, 2009), pp. 16–17" (PDF). Archived (PDF) from the original on May 21, 2009. Retrieved 2013-04-17.
  19. ^ Lt. Col. (ret.) Jonathan D. Halevi (2010-12-01). "The Palestinian Refugees on the Day After "Independence", Jonathan D. Halevi". Jcpa.org. Archived from the original on December 10, 2010. Retrieved 2013-04-17.
  20. ^ أ ب ت Summit Prospects Archived أكتوبر 27, 2013 at the Wayback Machine. The News Hour with Jim Lehrer. Originally broadcast March 27, 2002.
  21. ^ Israeli and Palestinian Public Opinion Archived يناير 15, 2014 at the Wayback Machine. The News Hour with Jim Lehrer. March 14, 2002.
  22. ^ أ ب ت ث خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة CNN
  23. ^ أ ب What's Next Archived يناير 15, 2014 at the Wayback Machine. The News Hour with Jim Lehrer. Originally broadcast March 28, 2002.
  24. ^ أ ب Israel Considers Response to 'Passover Massacre' Archived سبتمبر 13, 2008 at the Wayback Machine. Voice of America. March 28, 2008.
  25. ^ أ ب قالب:"'What's Next?' – Background Reporting" Archived نوفمبر 11, 2013 at the Wayback Machine. The News Hour with Jim Lehrer. March 28, 2002.
  26. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة what
  27. ^ Attacks are so frequent that new shop signs are the only memorials Archived سبتمبر 21, 2018 at the Wayback Machine. By Tim Butcher. The Telegraph. December 6, 2006.
  28. ^ "Resolution 1402 (2002)" (PDF) (Press release). United Nations Security Council. March 30, 2002. Retrieved January 4, 2009.
  29. ^ "Officials: Arab League to make first official visit to Israel Thurs". Archived from the original on November 22, 2008. Retrieved 2008-11-22. Haaretz.
  30. ^ "Arab League Envoys Postpone Israel Visit". The Oklahoman. July 10, 2007. Archived from the original on September 26, 2023. Retrieved October 13, 2023.
  31. ^ "A Revealing Spat Between Israel and the Arab League" Archived نوفمبر 18, 2007 at the Wayback Machine World Politics Review
  32. ^ "Arabs push Israel for final talks". Al Jazeera. 26 July 2007. Archived from the original on 23 January 2021.
  33. ^ "Israel gets 'historic' Arab visit – Envoys urge action on Palestinian state" United Jerusalem
  34. ^ "Arabs urge Obama to focus on Mideast peace" (Press release). Agence France-Presse. December 11, 2008. Retrieved October 14, 2011.
  35. ^ Mahnaimi, Uzi; Baxter, Sarah (November 16, 2008). "Barack Obama links Israel peace plan to 1967 borders deal". The Sunday Times. London. Archived from the original on February 26, 2009. Retrieved November 16, 2008.
  36. ^ "Obama tells Al Arabiya peace talks should resume". Al Arabiya. يناير 27, 2009. Archived from the original on February 10, 2010. Retrieved January 27, 2009.
  37. ^ أ ب Ravid, Barak (April 5, 2009). "U.S. envoy: Arab peace initiative will be part of Obama policy". Haaretz. Archived from the original on April 7, 2009. Retrieved April 6, 2009.
  38. ^ Stern, Yoav (May 6, 2009). "Arabs revising peace plan to win Israel backing for two states". Haaretz. Archived from the original on May 8, 2009. Retrieved May 6, 2009.
  39. ^ "Arab states back land swaps". www.aljazeera.com. Archived from the original on August 9, 2020. Retrieved May 8, 2023.
  40. ^ أ ب "Saudi former intel chief slams Palestinian's criticism of UAE-Israel deal". The Jerusalem Post | JPost.com. Archived from the original on October 6, 2020. Retrieved October 6, 2020.
  41. ^ "Bush Praises Saudi Proposal for Arab Relations With Israel". The New York Times. February 26, 2002. Archived from the original on August 13, 2016. Retrieved February 5, 2017.
  42. ^ "Obama tells Al Arabiya peace talks should resume" (Press release). January 27, 2009. Archived from the original on February 10, 2010. Retrieved January 28, 2009.
  43. ^ أ ب ت ث Breathing New Life Into the Arab Peace Initiative Archived يوليو 27, 2011 at the Wayback Machine. By Yossi Alpher. The Council for Peace and Security Archived مارس 22, 2009 at the Wayback Machine. November 24, 2008.
  44. ^ أ ب ت ث ج ح Arab leaders relaunch peace plan Archived ديسمبر 19, 2008 at the Wayback Machine. BBC News. March 28, 2007.
  45. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Avi Issacharoff (March 29, 2007). "Arab states unanimously approve Saudi peace initiative". Haaretz. Archived from the original on December 21, 2007.
  46. ^ أ ب "Israel to offer counterproposal to Arab peace initiative, Peres says" Archived فبراير 26, 2009 at the Wayback Machine. USA Today. May 20, 2007.
  47. ^ أ ب ت Barak: Israel mulls Saudi peace plan Archived فبراير 26, 2009 at the Wayback Machine. USA Today. October 19, 2008.
  48. ^ "The United States Seeks to Revive the Arab Peace Initiative in Effort to Jumpstart Israeli-Palestinian Talks". May 23, 2013. Archived from the original on February 2, 2023. Retrieved May 8, 2023.
  49. ^ أ ب ت Poll: Most Israelis oppose Arab peace plan. By Tovah Lazaroff. The Jerusalem Post. December 16, 2008.
  50. ^ أ ب Palestinians, Israelis at Odds Over Saudi Plan. Angus Reid Global Monitor. June 17, 2008.
  51. ^ "Netanyahu backs 'general idea' behind Arab Peace Initiative". The Times of Israel. Archived from the original on May 30, 2015. Retrieved May 30, 2015.
  52. ^ أ ب Jordanian, Egyptian FMs: This is a time of opportunity. Ynet News. July 25, 2007.
  53. ^ Ahren, Raphael. "Netanyahu Backs 'General Idea' Behind Arab Peace Initiative". Times of Israel. Archived from the original on May 30, 2015. Retrieved 5 May 2016.
  54. ^ Response of FM Peres to the decisions of the Arab Summit in Beirut Archived أغسطس 27, 2007 at the Wayback Machine. Israel Ministry of Foreign Affairs. March 28, 2002.
  55. ^ Shamir, Shlomo (November 12, 2008). "Peres: Arab peace plan – a serious opening for real progress". Archived from the original on December 25, 2008. Retrieved January 14, 2009.
  56. ^ "Peres to AIPAC: Netanyahu wants to make history by forging peace" Archived مايو 6, 2009 at the Wayback Machine. Haaretz. May 4, 2009.
  57. ^ "After Lieberman remarks, Barak reiterates value of regional peace plan" Archived يناير 6, 2010 at the Wayback Machine. Haaretz. April 22, 2009.
  58. ^ Keinon, Herb; Horovitz, David (March 30, 2007). "Olmert: 'Not one refugee can return'". The Jerusalem Post. Archived from the original on November 28, 2020. Retrieved January 14, 2009.
  59. ^ "Olmert hails Arab peace offer as revolutionary change" Archived يناير 17, 2020 at the Wayback Machine. CBC News. March 30, 2007.
  60. ^ The Saudi Plan For Israel's Destruction Archived أبريل 15, 2009 at the Wayback Machine. By Caroline B. Glick. The Jewish Press. March 28, 2007.
  61. ^ "Arab Peace Initiative: A Primer and Future Prospects" Archived مايو 21, 2009 at the Wayback Machine. Joshua Teitelbaum. Jerusalem: Jerusalem Center for Public Affairs.
  62. ^ PSR – Survey Research Unit: Public Opinion Poll # 31 Archived أبريل 3, 2009 at the Wayback Machine. March 7, 2009. Retrieved April 8, 2009.
  63. ^ أ ب Arab peace plan ads in Israeli papers. The Brunei Times. November 21, 2008.
  64. ^ "Palestine recalls its ambassador to Bahrain". Palestine recalls its ambassador to Bahrain. Archived from the original on November 29, 2020. Retrieved October 6, 2020.
  65. ^ أ ب Jeremy Bowen (April 15, 2008). "Searching for a solution in Gaza". BBC. Archived from the original on July 25, 2020. Retrieved July 25, 2020.
  66. ^ أ ب Abbas, Hamas agree on national coalition govt. Xinhua News Agency. September 12, 2006.
  67. ^ أ ب Dekel, Udi (2017). "Hamas's New Statement of Principles: A Political Opportunity for Israel?". Institute for National Security Studies. Retrieved 2023-11-04 – via JSTOR.
  68. ^ أ ب Hamas would accept Saudi peace plan, spokesman says Archived مايو 1, 2008 at the Wayback Machine. The San Francisco Chronicle. April 28, 2002.
  69. ^ Haneya Reiterates Hamas Rejection to Arab Peace Initiative Archived أكتوبر 25, 2010 at the Wayback Machine. Xinhua News Agency. October 9, 2006.
  70. ^ Al-Zahar: We'll never recognize Israel Archived فبراير 17, 2007 at the Wayback Machine. By Roee Nahmias. Ynet News. October 12, 2006.
  71. ^ "Q&A with Hamas leader Khaled Meshaal". Reuters. Archived from the original on July 25, 2020. Retrieved July 25, 2020.
  72. ^ "Hard Questions, Tough Answer with Yossi Alpher". November 24, 2008. Archived from the original on July 4, 2020. Retrieved July 25, 2020.
  73. ^ Beilin, Yossi (January 8, 2009). "The scenario neither side wanted" Archived يوليو 8, 2011 at the Wayback Machine. Daily News Egypt.
  74. ^ With Obama Support, Arab Peace Plan Just Might Work Archived يونيو 8, 2011 at the Wayback Machine. The Khaleej Times. December 26, 2008
  75. ^ al-Faisal, Turki. "A Path to Middle East Peace". The Washington Post. Archived from the original on November 7, 2012. Retrieved June 16, 2009.
  76. ^ Muasher, Marwan (August 19, 2008). "The initiative still stands". Haaretz. Archived from the original on February 11, 2009. Retrieved January 4, 2009.
  77. ^ "Archived copy". Archived from the original on April 21, 2012. Retrieved 2009-01-05.{{cite web}}: CS1 maint: archived copy as title (link)
  78. ^ Stern, Yoav (October 28, 2008). "Morocco king's Jewish aide urges Israel to adopt Saudi peace plan". Haaretz. Archived from the original on June 6, 2011. Retrieved January 31, 2011.
  79. ^ "Hizbullah rejects calls for peace with Israel, urges resistance". The Daily Star. February 7, 2009. Archived from the original on February 9, 2009. Retrieved June 16, 2009.
  80. ^ Muhammad Yamany; Chen Gongzheng (June 15, 2009). "Netanyahu's speech vexes Arabs". Xinhua News Agency. Archived from the original on June 16, 2009. Retrieved June 16, 2009.
  81. ^ "Secretary-General Ban Ki-moon's address to the League of Arab States in Riyadh" (Press release). March 28, 2007. Archived from the original on October 1, 2016. Retrieved January 4, 2009.
  82. ^ "Joint Statement of the Quartet" (Press release). US Department of State. May 30, 2007. Archived from the original on March 20, 2009. Retrieved April 4, 2009.
  83. ^ "Press conference with PM and Salam Fayyad, Palestinian PM" (Press release). Number 10. December 15, 2008. Archived from the original on June 16, 2012. Retrieved April 4, 2009.
  84. ^ "Partnership in the Middle East, with the Middle East" (Press release). November 24, 2008. Archived from the original on December 28, 2012. Retrieved January 4, 2009.
  85. ^ "The 33-rd Session of the Islamic Conference of Foreign Ministers in Baku". Archived from the original on November 6, 2008. Retrieved 2009-01-05.
  86. ^ "The Arab Initiative: Offer for Peace or Ultimatum?" Archived فبراير 25, 2009 at the Wayback Machine. (Press release) American Israel Public Affairs Committee. April 2, 2007.
  87. ^ "Arab Peace Initiative" (Press release). April 9, 2007. Archived from the original on April 16, 2013. Retrieved January 4, 2009.
  88. ^ أ ب ت Saudi king tells Arab leaders that U.S. occupation of Iraq is illegal Archived مايو 11, 2008 at the Wayback Machine. By Hassan M. Fattah. International Herald Tribune. March 29, 2007.
  89. ^ أ ب ت Issacharoff, Avi (March 27, 2007). "PA: Arabs should call on Israel to accept Saudi plan unchanged" Archived ديسمبر 11, 2007 at the Wayback Machine. Haaretz.
  90. ^ "The Arab Peace Initiative" Archived يناير 7, 2008 at the Wayback Machine. Jordanian Embassy to the United States. Retrieved January 30, 2009.
  91. ^ "إحياء «مبادرة السلام العربية»... توجّه سعودي بآمال إقليميّة". جريدة الشرق الأوسط. 2023-06-14. Retrieved 2024-02-08.
  92. ^ "بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة". دويتشه ڤيله. 2024-04-30. Retrieved 2024-04-30.
  93. ^ "نتنياهو: عملية رفح ستتم "باتفاق أو بدونه"". سكاي نيوز عربية. 2024-04-30. Retrieved 2024-04-30.

وصلات خارجية