سورة النبأ

سورة 78
النبأ
An-Nabaʾ
The Tidings
التنزيلمكية
عدد السجدات2
عدد الآيات40
عدد الكلمات174
عدد الحروف796

سُورَةُ النبأ هي سورة مكية، من المفصل، آياتها 40، وترتيبها في المصحف 78، وهي أول سورة في الجزء الثلاثين وسُمي الجزء بأول كلمة بها "جزء عم"، بدأت بأسلوب استفهام Ra bracket.png عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ Aya-1.png La bracket.png، نزلت بعد سورة المعارج.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فضل السورة


موضوع السورة

هذه السورة نموذج لاتجاه هذا الجزء بموضوعاته وحقائقه وإيقاعاته ومشاهده وصوره وظلاله وموسيقاه ولمساته في الكون والنفس، والدنيا والآخرة، واختيار الألفاظ والعبارات لتوقع أشد إيقاعاتها أثراً في الحس والضمير .

وهي تفتح بسؤال مثير للاستهوال والاستعظام وتضخيم الحقيقة التي يختلفون عليها، وهي أمر عظيم لاخفاء فيه، ولا شبهة، ويعقب على هذا بتهديدهم يوم يعلمون حقيقته : ﴿عَمَّ يَتَسَاۤءَلُونَ؟ عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلۡعَظِيمِ، ٱلَّذِي هُمۡ فِيهِ مُخۡتَلِفُونَ. كَلَّا سَيَعۡلَمُونَ، ثُمَّ كَلَّا سَيَعۡلَمُونَ!﴾

ومن ثم يعدل السياق عن المعنى في الحديث عن النبأ ويدعه لحينه، ويلفتهم إلى ما هو واقع بين أيديهم وحولهم، في ذوات أنفسهم وفي الكون حولهم من أمر عظيم، يدل على ما وراءه ويوحى بما سيتلوه : ﴿أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَـٰدࣰا ۝ وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادࣰا ۝ وَخَلَقۡنَـٰكُمۡ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا ۝ وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتࣰا ۝ وَجَعَلۡنَا ٱلَّیۡلَ لِبَاسࣰا ۝ وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشࣰا ۝ وَبَنَیۡنَا فَوۡقَكُمۡ سَبۡعࣰا شِدَادࣰا ۝ وَجَعَلۡنَا سِرَاجࣰا وَهَّاجࣰا ۝ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِرَ ٰ⁠تِ مَاۤءࣰ ثَجَّاجࣰا ۝ لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبࣰّا وَنَبَاتࣰا ۝ وَجَنَّـٰتٍ أَلۡفَافًا ۝﴾

ومن هذا الحشد من الحقائق والمشاهد والصور والإيقاعات يعود بهم إلى ذلك النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون، والذي هددهم به يوم يعلمون ! ليقول لهم ماهو ؟ وكيف يكون : ﴿إِنَّ یَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِیقَـٰتࣰا ۝ یَوۡمَ یُنفَخُ فِی ٱلصُّورِ فَتَأۡتُونَ أَفۡوَاجࣰا ۝ وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَاۤءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَ ٰ⁠بࣰا ۝ وَسُیِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا ۝﴾ ..

ثم مشهد العذاب بكل قوته وعنفه : ﴿إن جهنم كانت مرصاداً، للطاغين مآبا، لابثين فيها أحقابا، لايذوقون فيها برداً ولاشراباً . إلا حميماً وغساقاً . جزاء وفاقا. إنهم كانوا لايرجون حساباً، وكذبوا بآياتنا كذاباً، وكل شيء أحصيناه كتابا فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً﴾ ..>

ومشهد النعيم وهو يتدفق تدفقاً : ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا: حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا، وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا، وَكَأْسًا دِهَاقًا، لَا يَسْمَعُون فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا . جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا﴾

وتختم السورة بإيقاع جليل في حقيقته وفي المشهد الذي يعرض فيه . وبإنذار وتذكير قبل أن يجيء اليوم الذي يكون فيه هذا المشهد الجليل : ( رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا . يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لايتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً . ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخد إلى ربه مآبا .إنا أنذرناكم عذاباً قريباً يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت تراباً ) ذلك هو النبأ العظيم . الذي يتساءلون عنه . وذلك ما سيكون يوم يعلمون ذلك النبأ العظيم !

التفسير الميسر

" عم يتساءلون " عن أي شيء يسأل بعض كفار قريش بعضا؟

" عن النبإ العظيم " يتساءلون عن الخبر العظيم الشأن وهو القرآن العظيم الذي ينبئ عن البعث.

" الذي هم فيه مختلفون " الذي شك فيه كفار قريش وكذبوا به.

" كلا سيعلمون " ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون سيعلم هؤلاء المشركون عاقبة تكذيبهم ويظهر لهم ما الله فاعله بهم يوم القيامة.

" ثم كلا سيعلمون " ثم سيتأكد لهم ذلك ويتأكد لهم صدق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم, من القرآن والبعث. وهذا تهديد ووعيد لهم.

" ألم نجعل الأرض مهادا " ألم نجعل الأرض ممهدة لكم كالفراش؟

" والجبال أوتادا " والجبال رواسي. كي لا تتحرك بكم الأرض؟

" وخلقناكم أزواجا " وخلقناكم أصنافا ذكرا وأنثى؟

" وجعلنا نومكم سباتا " وجعلنا نومكم راحة لأبدانكم تهدؤون وتسكنون؟

" وجعلنا الليل لباسا " وجعلنا الليل لباسا تلبسكم ظلمته وتغشاكم كما يستر الثوب لابسه؟

" وجعلنا النهار معاشا " وجعلنا النهار معاشا تنتشرون فيه لمعاشكم وتسعون فيه لمصالحكم؟

" وبنينا فوقكم سبعا شدادا " وبنينا فوقكم سبع سموات متينة البناء محكمة الخلق, لا صدوع لها ولا فطور؟

" وجعلنا سراجا وهاجا " وجعلنا الشمس سراجا وقادا مضيئا؟

" وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا " وأنزلنا من السحب الممطرة ماء منصبا بكثرة.

" لنخرج به حبا ونباتا " لنخرج به حبا مما يقتات به الناس وحشائش مما تأكله الدواب.

" وجنات ألفافا " وبساتين ملتفة بعضها ببعض لتشعب أغصانها؟

" إن يوم الفصل كان ميقاتا " إن يوم الفصل بين الخلق يوم القيامة كان وقتا وميعادا محدثا للأولين والآخرين.

" يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا " يوم ينفخ الملك في " القرن " إيذانا بالبعث فتأتون أمما, كل أمة مع إمامهم.

" وفتحت السماء فكانت أبوابا " وفتحت السماء فكانت ذات أبواب كثيرة لنزول الملائكة.

" وسيرت الجبال فكانت سرابا " ونسفت الجبال بعد ثبوتها, فكانت كالسراب.

" إن جهنم كانت مرصادا " إن جهنم كانت يومئذ ترصد أهل الكفر الذين أعدت لهم.

" للطاغين مآبا " للكافرين مرجعا.

" لابثين فيها أحقابا " ماكثين فيها دهورا متعاقبة لا تنقطع.

" لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا " لا يطعمون فيها ما يبرد حر السعير عنهم ولا شرابا يرويهم.

" إلا حميما وغساقا " إلا ماء حارا , وصديد أهل النار.

" جزاء وفاقا " يجازون بذلك جزاء عادلا موافقا لأعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا.

" إنهم كانوا لا يرجون حسابا " إنهم كانوا لا يخافون يوم الحساب فلم يعملوا له.

" وكذبوا بآياتنا كذابا " وكذبوا بما جاءتهم به الرسل تكذيبا.

" وكل شيء أحصيناه كتابا " وكل شيء علمناه وكتبناه في اللوح المحفوظ.

" فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا " فذوقوا -أيها الكافرون- جزاء أعمالكم, فلن نزيدكم إلا عذابا فوق عذابكم.

" إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا " إن الذين يخافون ربهم ويعملون صالحا فوزا بدخولهم الجنة.

" حدائق وأعنابا " إن لهم بساتين عظيمة وأعنابا.

" وكواعب أترابا " ولهم زوجات حديثات السن نواهد مستويات في سن واحدة.

" وكأسا دهاقا " ولهم كأس مملوءة خمرا.

" لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا " لا يسمعون في هذه الجنة باطلا من القول ولا يكذب بعضهم بعضا.

" جزاء من ربك عطاء حسابا " لهم كل ذلك جزاء ومنه من الله وعطاء كثيرا كافيا لهم.

" رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا " إنه رب السموات والأرض وما بينهما رحمن الدنيا والآخرة, لا يملكون أن يسألوه إلا فيما أذن لهم فيه.

" يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا " يوم يقوم جبريل عليه السلام والملائكة مصطفين لا يشفعون إلا لمن أذن له الرحمن في الشفاعة وقال حقا وسدادا.

" ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا " ذلك اليوم الحق الذي لا ريب في وقوعه فمن شاء النجاة من أهواله فليتخذ إلى ربه مرجعا بالعمل الصالح.

" إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا " إنا حذرناكم عذاب يوم الآخرة القريب الذي يرى فيه كل امرئ ما عمل من خير أو اكتسب من إثم ويقول الكافر من هول الحساب: يا ليتني كنت ترابا فلم أبعث.[4]


مرئيات

سورة النبأ بصوت حسن صالح.

المصادر

  1. ^ المصحف الإلكتروني، سورة النبأ، التعريف بالسورة Archived 2019-01-31 at the Wayback Machine
  2. ^ "شيبتني هود وأخواتها - أرشيف إسلام أون لاين".
  3. ^ "فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -".
  4. ^ "سورة النبأ - تفسير السعدي".


وصلات خارجية