سورة التين

سورة 95
التين
At-Tīn
The Fig
التنزيلمكية
أسماء أخرىThe Fig Tree
الجزءجزء 30
عدد الآيات8
عدد الكلمات34
عدد الحروف162
A fruiting Common Fig tree (F. carica)
شجرة زيتون من الأردن
سورة التين

سورة التين من سور القرآن الكريم المكية. ترتيبها في المصحف الشريف الخامسة والتسعون. عدد آياتها ثماني آيات. جاءت تسميتها التين لقوله تعالى ﴿والتين والزيتون﴾ التين: 1. [1]، نزلت بعد سورة البروج.[2]

سورة التين من السور المكية تعالج أمور العقيدة والتوحيد إذ تتناول تكريم الله جلّ وعلا للنوع البشري، وموضوع الإيمان بالحساب والجزاء.

ابتدأت السورة بالقَسَم بالبقاع المقدّسة والأماكن المشرَّفة، التي خصّها الله تعالى بإنزال الوحي فيها على أنبيائه ورسله: بيت المقدس، وجبـل طـور، ومكة المكرمـة ﴿والتين والزيتون¦وطور سينين¦وهذا البلد الأمين﴾ التين: 1 ـ 3 . ووبخت الكافر على إنكاره البعث والنشور، بعد تلك الدلائل الباهرة التي تدل على قدرة رب العالمين، في خلقه للإنسان في أحسن شكل وأجمل صورة ﴿لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم﴾ التين: 4 . وختمت ببيان عدل الله بإثابة المؤمنين، وعقاب الكافرين ﴿فما يكذبك بعد بالدين¦أليس الله بأحكم الحاكمين﴾ التين: 7، 8.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تسميتها وآياتها

سُميت هذه السورة بــ(التين)؛ على أول آية منها، وآيات سورة التين (8)، تتألف من (34) كلمة في (162) حرف، وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة [3]


التفسير

الحقيقة الرئيسية التي تعرضها هذه السورة هي حقيقة الفطرة القويمة التي فطر الله الإنسان عليها، واستقامة طبيعتها مع طبيعة الإيمان، والوصول بها معه إلى كمالها المقدر لها .وهبوط الإنسان وسفوله حين ينحرف عن سواء الفطرة واستقامة الإيمان . ويقسم الله - سبحانه – على هذه الحقيقة بالتين والزيتون، وطور سينين، وهذا البلد الأمين، وهذا القسم على ما عهدنا في كثير من سور الجزء الثاني.

معاني الكلمات

  • فالتين والزيتون : هما الأشارة الي مدينة بيت لحم مهد المسيح، وقيل التين: هو إشارة إلى شجرة التين التي راح آدم وزوجه يخصفان من ورقها على سوآتهما في الجنة التي كانا فيها قبل هبوطهما إلى هذه الحياة الدنيا، وقيل الزيتون : إنه إشارة إلى طورزيتا في بيت المقدس، وقيل : هو إشارة إلى بيت المقدس نفسه، وقيل : هو إشارة إلى غصن الزيتون الذي عادت به الحمامة التي أطلقها نوح – من السفينة – لترتاد حالة الطوفان . فلما عادت ومعها هذا الغصن عرف أن الأرض انكشفت وأنبتت ! وقيل الزيتون أشير إليها في موضع آخر بجوار الطور : ( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ) . كما ورد ذكر الزيتون : ( وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ) ... فأما ( التين ) فذكره يرد في هذا الموضع لأول مرة وللمرة الوحيدة في القرآن كله .
  • طور سينين  : هو الطور الذي نودي موسى - - من جانبه .
  • البلد الأمين : هو مكة بيت الله الحرام موطن محمد صلوات الله عليه وسلامه. وعلاقتهما بأمر الدين والإيمان واضحة .

فأما الحقيقة الداخلية في السورة فهي هذه : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم . ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون )

ومنها تبدو عناية الله بخلق هذا الإنسان ابتداء في أحسن تقويم . والله –سبحانه – أحسن كل شيء خلقه . فتخصيص الإنسان هنا وفي مواضع قرآنية أخرى بحسن التركيب، وحسن التعديل ..فيه فضل عناية بهذا المخلوق .

والتركيز في هذا المقام على خصائصه الروحية. فهي التي تنتكس إلى أسفل سافلين حين ينحرف عن الفطرة ويحيد عن اليمان المستقيم معها . إذ أنه من الواضح أن خلقته البدنية لا تنتكس إلى أسفل سافلين . وفي هذه الخصائص الروحية يتجلى تفوق التكوين الإنساني . فهو مهيأ لأن يبلغ من الرفعة مدى يفوق مقام الملائكة المقربين .

بينما هذا الإنسان مهيأ – حين ينتكس – لأن يهوي إلى الدرك الذي لا يبلغ إليه مخلوق قط : ( ثم رددناه أسفل سافلين ) حيث تصبح البهائم أرفع وأقوم، لاستقامتها على فطرتها، وإلهامها تسبيح ربها، وأداء وظيفتها في الأرض على هدى . بينما هو المخلوق في أحسن تقويم، يجحد ربه، ويرتكس مع هواه، إاى درك لا تملك البهيمة أن ترتكس إليه .

( إلا الذين آمنوا وعملو الصالحات ) ... فهؤلاء هم الذين يبقون على سواء الفطرة، ويكملونها بالإيمان والعمل الصالح، ويرتقون بها إلى الكمال المقدر لها، حتى ينتهوا بها إلى حياة الكمال في دار الكمال . ( فلهم أجر غير ممنون ) دائم غير مقطوع .

فأما الذين يرتسكون بفطرتهم إلى أسفل سافلين، فيظلون ينحدرون بها في المنحدر، حتى تستقر في الدرك الأسفل . هناك في جهنم، حيث تهدر آدميتهم، ويتمحضون للسفول !

فهذه وتلك نهايتان طبيعيتان لنقطة البدء .. إما استقامة على الفطرة القويمة، وتكميل لها بالإيمان، ورفع لها بالعمل الصالح فهي واصلة في النهاية إلى كمالها المقدر في حياة النعيم ... وإما انحراف عن الفطرة القويمة، ة اندفاع مع النكسة، وانقطاع عن النفحة الالهية ... فهي واصلة في النهاية إلى دركها المقرر في حياة الجحيم .

ومن ثم تتجلى قيمة الايمان في حياة الإنسان ..إنه الحبل الممدود بين الفطرة وبارئها . إنه النور الذي يكشف مواقع خطاها في المرتقى الصاعد إلى حياة الخالدين .

وحين ينقطع هذا الحبل وحين ينطفئ هذا النور، فالنتيجة الحتمية هي الارتكاس في المنحدر الهابط إلى أسفل سافلين، والانتهاء إلى إهدار الآدمية كلية حين يتمخض الطين في الكائن البشري، فإذا هو وقود النار مع الحجارة سواء بسواء .

وفي ظل هذه الحقيقة ينادي ( الإنسان ) ( فما يكذبك بعد بالدين ؟ أليس الله بأحكم الحاكمين ؟ ) أليس الله بأعدل العادلين ... حين يحكم في أمر الخلق على هذا النحو ؟ أو أليست حكمة الله بالغة في هذا على المؤمنين وغير المؤمنين ؟


مرئيات

سورة التين بصوت ماهر المعيقلي.

وصلات خارجية

المصادر

الكلمات الدالة: