ابن حجر العسقلاني

(تم التحويل من الحافظ ابن حجر)

شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر الشافعي العسقلاني الأصل المصري المولد (18 فبراير 1372 - 2 فبراير 1448) أحد كبار علماء الفقه الشافعي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المولد والنشأة

ولد المحدث الجليل بمدينة الفسطاط في الثالث والعشرين من شعبان سنة 773هـ ، وكان والده، نور الدين علي، عالماً أديباً شاعراً ثرياً، وأراد لابنه أن ينشأ نشأة علمية أدبية إلا أنه توفي وأمه ولم يزل أحمد طفلاً فكفله وأخته، ست الركب، شقيق زوجة أبيه الأولى زكي الدين الخروبي كبير تجار الكارم بمصر، فرعاه الرعاية الكاملة وأدخله الكُتّاب في سن الخامسة. ظهر نبوغه المبكر فقد حفظ سورة مريم في يوم واحد، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو ابن خمس سنين ووصف بأنه كان لا يقرأ شيئاً إلا انطبع في ذهنه.


رحلاته في طلب العلم

بلغ علمه شأناً عالياً حتى أنه عندما صحب الخروبي إلى مكة وعمره 12 عاماً، أمّ الناس في صلاة التراويح بالمسجد الحرام. وأقام بمكة سنة ودرس خلالها الحديث على يد الشيخ عبدالله بن سليمان النشاوري ، وقد قرأ عليه صحيح البخاري وسمع في مكة من الشيخ جمال الدين بن ظهيرة.

وعندما توفي وصيه عام 1386، عـُهد بابن حجر إلى عالم الحديث شمس الدين بن القطان، الذي ألحقه بحلقات درس البلقيني (ت. 1404) وابن الملقن (ت. 1402) والعز ابن جماعة في الفقه الشافعي، وعليه درس الأصول وباقي العلوم الآلية كالمنهاج وجمع الجوامع وشرخ المختصر والمطول. كما تتلمذ على يد العلامة الحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي (ت. 1404) في الحديث


ثم رحل إلى بلاد الشام والقدس ليدرس على يد شمس الدين القلقشندي (ت. 1407) وبدر الدين البليسي (ت. 1401) وفاطمة بنت المنجى الطنوخية (ت. 1401). وأقام في فلسطين وتنقل في مدنها يسمع من علمائها ويتعلم منهم، ففي غزة سمع من أحمد بن محمد الخليلي وفي بيت المقدس سمع من شمس الدين القلقشندي، وفي الرملة سمع من أحمد بن محمد الأيكي، وفي الخليل سمع من صالح بن خليل بن سالم ، وبالجملة فقد تلقى ابن حجر مختلف العلوم عن جماعة من العلماء كل واحد كان رأساً في فنه كالقراءات والحديث واللغة والفقه والأصول ، ويذكر عن شيخه العز بن جماعة أنه قال : أقرأ في خمسة عشر علماً لا يعرف علماء عصري أسماءها. وبعد رحلة أخرى إلى مكة والمدينة واليمن عاد إلى مصر.

وفي سنة 1397 تزوج من أنس خاتون وكانت من عالمات الحديث ولها إجازة من زين الدين العراقي. وكانت تعطي دروساً في حشد من علماء الحديث ومنهم السخاوي.


مكانته بين أهل عصر

تفرد ابن حجر من بين أهل عصره في علم الحديث مطالعة وقراءة وتصنيفاً وإفتاءً حتى شهد له بالحفظ والإتقان القريب والبعيد والعدو والصديق، حتى كان إطلاق لفظ الحافظ عليه كلمة إجماع بين العلماء، وقد رحل إليه الطلبة من الأقطار وطارت مؤلفاته في حياته وانتشرت في البلاد وتكاتب الملوك من قطر إلى قطر في شأنها وكانت له اليد الطولى في الشعر ، وله ديوان شعر متوسط الحجم مطبوع.

الوظائف التي شغلها

شغل ابن حجر الكثير من الوظائف المهمة في الإدارة المملوكية المصرية ، مما هيأ له الوقوف على مجريات السياسة المصرية ودخائلها آنذاك ومكنه من الاتصال المباشر بالمصادر الأولى لأحداث عصره.

وتولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضى قضاة الشافعية وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل (المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الآستادار في القاهرة ( وجمال الدين هذا من أهالي البيرة قرب رام الله في فلسطين).

مؤلفاته

له مؤلفات وتصانيف كثيرة زادت على مئة وخمسين مصنفاً في مجموعة من العلوم المهمة وسنذكر بعض ما اشتهر منها وطارت سمعته في الآفاق:

نص كتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام انقر على الصورة للمطالعة
نص كتاب تقريب التهذيب انقر على الصورة للمطالعة
نص كتاب تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير - أحمد بن حجر العسقلاني (ت) حسن بن عباس بن قطب (ط1) مؤسسة قرطبة انقر على الصورة للمطالعة
  1. فتح الباري شرح صحيح البخاري (خمسة عشر مجلداً ) ، ومكث ابن حجر في تأليفه عشرين سنة ( ولما أتم التأليف عمل مأدبة ودعا إليها أهل قلعة دمشق وكان يوماً عظيماً ). ويعتبر هذا السفر العظيم أفضل شرح وأعمه نفعاً لصحيح البخاري الذي يعتبر ثاني كتاب بعد كتاب الله تعالى ، وتأتي أهمية كتاب ابن حجر من كونه شرحاً لأصح ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث وقد تضمن ذلك الشرح ذكر أحاديث أخرى وعلق ابن حجر على أسانيدها وناقشها حتى كان بحق ( ديوان السنة النبوية )، وكذلك لما تضمنه من فقه وأصول ولغة ومناقشة للمذاهب والآراء في شتى المعارف الإسلامية . وقد اشتهر هذا الكتاب في عهد صاحبه حتى قبل أن يتمه وبلغ شهرته أن الملك شاه رخ بن تيمور ملك الشرق بعث بكتاب إلى السلطان برسباي يطلب منه هدايا من جملتها ( فتح الباري ) فجهز له ابن حجر ثلاث مجلدات من أوائله.
  2. الإصابة في تمييز الصحابة وهو كتاب تراجم ترجم فيه ابن حجر للصحابة الكرام فكان من أهم المصادر في معرفة الصحابة.
  3. تهذيب التهذيب ومختصره كتاب تقريب التهذيب.
  4. المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ، ذكر فيه أحاديث لم يخرجها أصحاب المسانيد الثمانية.
  5. نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية ويعتبر من كتب التخريج البديعة وقد خرج فيه الأحاديث الواردة في كتاب الهداية وهو مرجع فقهي وغير ذلك من المؤلفات الكثيرة.
  6. "إنباء الغمر بأنباء العمر" وهو مؤلف ضخم يقع في حوالي ألف صفحة كبيرة حيث يتبع نظام الحوليات والشهور والأيام في تدوين الحوادث. ثم يتبع حوادث كل سنة بأعيان الوفيات. وقد أفاض في ذكر ما يتعلق بمصر من هذه الحوادث، وهو يتناول الأحداث التي وقعت بين سنة (773 - 850 هـ).
  7. "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" وهو معجم ضمنه تراجم أعيان القرن الثامن الهجري من علماء وملوك وسلاطين وشعراء وغيرهم من مصر ومختلف بلاد الإسلام، ويعتبر هذا الكتاب من أهم مصادر تاريخ مصر الإسلامية في الفترة التي يتناولها، وتبدو نزعته كعالم حديث في ذكر مصادره التي اعتمد عليها في تأليفه.
  8. "رفع الإصر عن قضاة مصر" وهو معجم لقضاة مصر منذ الفتح الإسلامي حتى آخر القرن الثامن الهجري.
  9. تقريب التهذيب
  10. بلوغ المرام من أدلة الأحكام
  11. نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار
  12. لسان الميزان
  13. تلخيص الكبير في تخريج الرفيع الكبير
  14. الدراية في تخريج أحاديث الهداية
  15. تغليق التعليق على صحيح البخاري
  16. رسالة تذكرة الآثار
  17. المطالب العالية بزوائد المساند الثمانية
  18. نخبة الفكر ونزهة النثر
  19. النكت على كتاب ابن الصلاح
  20. القول المسدد في مسند أحمد
  21. سلسلة الذهب
  22. طريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين يالتدليس.
  23. ديوان ابن حجر العسقلاني

وفاته

توفي في أواخر ذي الحجة سنة 852هـ وكان له مشهد لم ير مثله فيمن حضره من الشيوخ ، وشهده أمير المؤمنين والسلطان وقدم الخليفة للصلاة عليه، وكان ممن حضر الجنازة الشاعر الشهاب المنصوري فلما وصلوا بالجنازة إلى المصلى أمطرت السماء على نعشه.

قال جمال الدين يوسف بن عبدالهادي الشهير بابن المبرد - ت 909هـ - في كتابه الرياض اليانعة في اعيان المائة التاسعة:

( كان معظما للشيخ تقي الدين ابن تيمية محبا له مبالغا في محبته جاريًا في أصول الدين على قاعدة المحدثين .

وصلات خارجية