العلاقات الإيرانية السعودية

العلاقات الإيرانية السعودية
Map indicating locations of إيران and السعودية

إيران

السعودية

العلاقات الإيرانية السعودية هي العلاقات الخارجية بين جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية. وبسبب مختلف الخلافات السياسية والمذهبية على مر التاريخ، فقد اتسمت العلاقات بين البلدين بالاحتقان الشديد. فقد قطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 1988 بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية. تمت استعادة العلاقات عام 1991.[1] وتم قطعها مجدداً في مطلع 2016.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مقارنة بين البلدين

Flag of Saudi Arabia.svg السعودية Flag of Iran.svg إيران
السكان 29,195,895 83,176,930
المساحة 2,149,690 كم2 1,648,195 كم2
الكثافة السكانية 12.3/كم2 52/كم2
العاصمة الرياض طهران
أكبر مدينة الرياض – 5,254,560 (6,800,000 الكبرى) طهران – 8,944,535 (14,528,365 الكبرى)
الحكومة دولة موحدة إسلامية بنظام حكم ملكي مطلق جمهورية إسلامية موحدة بنظام حكم رئاسي
الزعيم الأول بن سعود آيت الله خامنئ
الزعيم الحالي سلمان بن عبد العزيز آل سعود علي خامنئي
اللغات الرسمية العربية الفارسية
الديانات الرئيسية 100% الإسلام، سنة 90% وشيعة 10% 98% إسلام، شيعة 90% وسنة 8%، 2% أخرى
الجماعات العرقية 90% عرب وبدو، 10% عرب أفارقة 61% فرس، 16% أذريون، 10% أكراد، 6% لور، 7% عرب وبلوش، تركمان، وأخرى
ن.م.إ. (الاسمي) 745.273 بليون دولار أمريكي (24,847 دولار للفرد) 366.259 بليون دولار أمريكي (4,750 دولار للفرد)
الإنفاق العسكري 46.7 بليون دولار 10.2 بليون دولار
العملة الريال السعودي (SR) (SAR) الريال الإيراني (IIR)


خط زمني

حجاج سعوديون في نيشاپور، إيران.

العلاقات السياسية 1925-1979

اتسمت العلاقات الايرانية العربية بصورة عامة والعلاقات الايرانية الخليجية بصورة خاصة بكونها علاقات ذات روابط استراتيجية للطرفين تفرضها الجغرافية والتاريخ والعقيدة والمصالح المشتركة السياسية والاقتصادية منها على وجه التحديد لما لها تأثير على استقرار الوضع (1979- الاقليمي بمنطقة الخليج العربي. فمع بروز العهد البهلوي ( 1926 كان الصراع هو العنصر الحاكم في ادارة العلاقات بين الجانبين، وحتى بعد ان ظهرت دعوات لاقامة تحالفات وعلاقات تعاون وصداقة وثيقة، إلا أنها لم تحدث اثرًا كافيًا، وبدلاً من ذلك فقد غلب على العلاقات التباين الحاد في الرؤى لابرز القضايا المصيرية، واختفاء صورة التعاون المشترك إلا في حدود الدنيا على الجانب الثقافي والديني وفي اطار استراتيجي واقليمي من حيث العلاقات السياسية والاقتصادية الذي يتأرجح بين الصعود والهبوط من فترة الى اخرى، و الذي عد المرتكز الفعال في تحديد طبيعة مسار اوجه تلك العلاقات. وطالما ان العلاقات الايرانية الخليجية تتميز بطابع خاص، نحاول اخذ انموذجًا خاصًا لتاريخ وطبيعة العلاقات السياسية بين ايران في عهد الاسرة البهلوية وبين والمملكة العربية السعودية. فكلا الاسرتين اسهما في توحيد وبناء الدولة وسط ظروف سياسية مماثلة بعض الشيء ، بأستثناء فروقات واختلافات اساسية الذي سعى لتأسيس امة حديثة - فرضها الشاه (رضا بهلوي 1926 1941 ) انطلاقًا من القمة باتجاه القاعدة، اما (عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (1902 - 1953) مؤسس المملكة العربية السعودية ، فقد وضع مشروعه على اساس صلب من التقاليد الدينية والسياسية مما برهن وبوضوح وعلى المدى الطويل ان منهجه كان الاكثر بقاءًا واستمرارًا.

والعلاقات الايرانية السعودية باعتبارهما كدولتين مسلمتين على الرغم من الاختلاف المذهبي في ما بينهما ، الا انها لم تترك خلافات حادة على علاقاتهما، على اعتبار ان احكام الدين الاسلامي وتعاليمه لا تنفصل عن السياسة في المملكة العربية السعودية او كما هو الحال في المؤسسة الدينية في ايران.[2]

يرجع تاريخ اول اتصال دبلوماسي رسمي بين ما كان يعرف انذاك باسم سلطنة نجد وبلاد فارس الى عام 1925 ، حين ما حاول الفرس القيام بمساعي وساطة بين الملك عبد العزيز وبين علي بن الحسين ملك الحجاز ابان حصار القوات السعودية لمدينة جدة. ولكن بعد ان احتل رضا شاه عربستان في العام نفسه لفت ذلك اهتمام عبد العزيز الى مغزى هذا الاجراء وما ينطوي عليه من اشارات واضحة للمطامع الفارسية في منطقة الخليج العربي، فرغم حرص رضا شاه على التقارب مع السعودية، الا ان عوامل التوتر بقت قائمة بين البلدين بسبب تعارض موقفهما بالنسبة للامارات العربية في الخليج ولا سيما البحرين، اذ دأب الفرس على الادعاء بسيادتهم على البحرين، وكذلك ادعاءاتهم بشأن الجزر في جنوب الخليج وهي طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة أبو موسى، ومع ذلك فأن الامور لم تصل الى درجة كبيرة من التأزم، فقد اكتفت الحكومة الفارسية بالاحتجاج على معاهدة جدة التي عقدتها بريطانيا مع السعودية في 20 مايو 1927، حول ما جاء في المادة السادسة منها التي كانت تقضي بأمتناع ابن سعود عن المداخلة في شؤون امارات الخليج ومن بينها البحرين، بحكم ارتباطها ببريطانيا حينذاك بمعاهدات خاصة. فعد رضا شاه ان ذلك بمثابة انكار لحقوق بلاده الاقليمية، ورد مطالبًا بعودة البحرين الى السيادة الفارسية. لا بل انه قدم في 26 نوفمبر 1927 شكوى الى عصبة الامم بشأن سيادته على البحرين.

ففي الواقع ان الفرس الايرانيين ينظرون الى الخليج العربي بأعتباره من وجهة نظرهم بحيرة فارسية لما يشكله من اهمية استراتيجية بالغة بالنسبة لهم، فهو المنفذ البحري الوحيد ، كما ان سواحله العربية لها اهميتها الاقتصادية، اذ ان افتقار تلك السواحل الى القوى العاملة من وجهة نظر ايران يمكن شغله بفائض العمالة الايرانية، فض ً لا عن ايجاد اسواق للبضائع الايرانية. والاهم من ذلك كله ان نجاح ايران في السيطرة على تلك السواحل يعني السيطرة على اقتصاديات منطقة الخليج العربي ومنها النفط، وهذا بدوره يزيد من عملية توسيع تصدير النفط الايراني عالميًا بصورة اكبر.

زيارة شاه إيران محمد رضا پهلوي إلى إيران في الخمسينيات، استقبله الملك سعود، استقبالاً حافلاً، وفُتح له باب قبر النبي وقامة بزيارة البقيع.

ولكن من جانب آخر فإن الشاه المذكور وتعبيرًا منه عن حسن نواياه تجاه المملكة العربية السعودية وتعميق اواصر علاقاته معها، عين (حبيب الله خان هويدا) أول دبلوماسي يزور الحجاز ونجد وملحقاتها، وأجرى مباحثات رسمية دبلوماسية مع المسؤولين السعوديين، وبلغت العلاقات السياسية الايرانية السعودية اقصاها خلال النصف الثاني من سنوات العشرينيات بتوقيع معاهدة صداقة في طهران في آب 1929 ، وقعها عن الجانب السعودي وفد ثلاثي في الشؤون الخارجية. وجاءت هذه المعاهدة لتحدد اسس اقامة علاقات سياسية ودبلوماسية وتجارية بين البلدين بحيث ان الشاه عين هويدا وزيرًا مفوضًا من قبله في جدة وذلك وبالمقابل ارسل الملك عبد العزيز وفدًا برئاسة ابنه) في مارس 1930 ونائبه الامير فيصل الى طهران عام 1932 لتعزيز العلاقات واستمرارها بين البلدين، ويذكر ان هذه الزيارة الاولى التي يقوم بها وفد رفيع المستوى الى طهران. وبقت تلك العلاقات الودية مستمرة لتشهد نوع من التوتر عام 1943 الذي تطور الى حدوث ازمة بينهما ادت في النهاية - الى قطع تلك العلاقات السياسية بين الحكومتين خلال الفترة 1944 .1946 (1979- وعلى اثر الرسالة التي تلقاها الشاه (محمد رضا بهلوي 1941 في منتصف أكتوبر 1946 من العاهل السعودي الملك عبد العزيز الذي يدعو فيها الشاه الى استئناف العلاقات بين الحكومتين وعلى ان تقوم هذه العلاقات على اساس من روابط الثقة والتاريخ وبالفعل استؤنفت 1953 ، حيث برزت - العلاقات الدبلوماسية بينهما خلال الفترة 1947 حقبة جديدة من العلاقات والمصالح المشتركة بين البلدين خاصة بعد ان عين (حمزه غوث) سفيرًا للمملكة في طهران، وعينت طهران (عبد الحسين صادق اصفند ياري) وزيرًا مفوضًا لدى المملكة، اذ وجها جهودهما نحو تطوير صناعات النفط، مما يعني انهما يتعاملان مع قضايا وتولي مشتركة. وبعد عودة الشاه الى عرشه في ايران عام 1953 1964 ) عرش المملكة العربية - الملك سعود بن عبد العزيز( 1953 السعودية في العام ذاته، سعى الى جعل العلاقة مع ايران يسودها اجواء طيبة ومتطورة في جوانبها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية وفضلت السعودية اتخاذ سياسة الترقب والتريث في موقفها من تطورات الازمة السياسية في ايران بعد عودة الشاه، بحيث لم تشكل تلك الازمة عائقًا في مسار العلاقات المتبادلة بين الحكومتين لا بل ان الشاه كان قد فضل تقوية علاقاته مع المملكة لانه يرى ان هيبته ونفوذه في بلده وفي منطقة الخليج ترتبط ولو جزئيًا بوجود علاقات قوية تربطه بالمملكة العربية السعودية خاصة وان التطورات السياسية التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط كانت قد فرضت شيئًا من التنسيق بين المواقف الايرانية والسعودية تجاه تلك الاحداث والتطورات ولا سيما ما يتعلق بالدور البريطاني في منطقة الخليج العربي واستيلائه على واحة البريمي في 26 أكتوبر 1955 اسفرت تلك التطورات البناءة في العلاقات بين الدولتين عن توجيه دعوة ايرانية للملك سعود للقيام بزيارة ملكية الى طهران خلال آب 1955 ، لتبادل الرأي حول العديد من المسائل السياسية والاقتصادية، وقد اتفق العاهلان على ان الشيوعية تمثل تهديدًا خطيرًا لدول الشرق الاوسط، واعربا عن رغبة مشتركة في دعم مواقف العرب المناهضة للشيوعية، وعن شعورهما بحاجة الدول الاسلامية لفض منازعاتها الاقليمية في ما بينها. كما تطرقت المحادثات كذلك الى موضوع حلف بغداد عام 1955.

وبعد ان عرضت مسالة النزاع حول واحة (البريمي) على طاولة مجلس الامن الدولي في كانون الاول 1956 ، وقفت ايران الى جانب المملكة، اذ ان ايران كانت بحاجة الى دعم المملكة بشأن شكواها من معاملة البريطانيين للايرانيين في البحرين واماكن اخرى من منطقة الخليج وعلى الرغم من مظاهر التعاون بين الحكومتين الايرانية والسعودية الا ان الخلافات بينها لم تكن بعيدة من الظهور على سطح تلك العلاقات ، ولكن على نحو لا يتعدى الى حدوث ازمة ونزاع ومقاطعة في صلاتها التي ظهرت في ازمة السويس عام 1956 لان تلك الازمة ساهمت في تعزيز ودعم العلاقات بين العرب والمسلمين في بلدان الشرق الاوسط وخاصة في ما يتعلق بعلاقات حكومتي ايران والسعودية بعد ان تبادل فيها المسؤولين الزيارات لتستمر علاقاتهما السياسية تحسنًا وتطابقًا في وجهات النظر السياسية حول العديد من المسائل الحساسة في المنطقة مثل زيارة شاه ايران الى الرياض بدعوة من الملك سعود ثم مناقشة موضوع حلف بغداد، وطرح الشاه مشروع ميثاق مشترك بين البلدين، الا ان مشروعه لم يلق ترحيبا من قبل الملك، كما نجم عن هذه الزيارة ايضًا التنسيق الموحد في موقفهما من الاحداث التي مرت بها المنطقة مثل الازمة اللبنانية عام 1958 حيث تبنت كلا الدولتين فكرة قيام الغرب بتحرك قوي لدعم الرئيس اللبناني السابق (كميل شمعون) . اضف الى ذلك ان العاهلين عملا على مقاومة المحاولات السوفيتية للتسلل الى الشرق الاوسط، كما اعربا عن قلقهما بأعتبارهما دولتان ذات نظام ملكي من الاوضاع في العراق بعد الاطاحة بالنظام الملكي في تموز 1958 واستبداله بنظام ثوري جمهوري أملين ان يكون هذا النظام الاخير اكثر .( اهتمامًا بقضايا العالم العربي.

وبتأكيد ايران على الاعتراف بأسرائيل باعتبارها دولة في عام 1960 ترك اثرًا سلبيًا على علاقاتها الاقليمية مع الدول العربية والاسلامية ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، ولكن بعد ان اوضحت ايران موقفها مباشرة لجامعة الدول العربية عبر وعدها بعدم الاعتراف باسرائيل اعترافًا قانونيًا، وعدم تبادل البعثات معها، وما أن انتهت تلك القضية حتى استعادت المملكة روابطها الاعتيادية مع ايران فعين الشاه في عام 1962 (افراسياب نافاي) ثامن سفير لايران في المملكة تأكيدًا منه على ان ايران بدأت تنظر الى السعودية بأعتبارها واحة استقرار في المنطقة. وحين ما سئل رئيس الوزراء الايراني (علي أميني) في لقاء صحفي معه في العام ذاته عن علاقات بلاده بالعالم العربي اجاب قائلا:" ان البلدان القريبة تبدو وكأنها تقترب اكثر واكثر نحو حالة من عدم الاستقرار نستثني من ذلك المملكة العربية السعودية التي سمعت انها تعيش وضعًا حسنًا . ان عبد الناصر هو الذي يثير الفوضى بعد ان دمر بلده ، لقد سمعت ان الاوضاع في مصر شديدة السوء وان على ايران ان تنقذ نفسها من الاصابة بعدوى الفوضى السائدة في بقية انحاء الشرق الاوسط"

ومما زاد من تعزيز العلاقات الايرانية السعودية سقوط الملكية في اليمن عام 1962 ، وتدخل الرئيس المصري الراحل عبد الناصر لحماية نظامها الجمهوري الجديد ضد التدخل السعودي، حيث وقف شاه ايران الى جانب الحكومة السعودية بتقديم العون العسكري لها. وفي حديث في اواخر العام "Foreign Reports Bulletin " اجراه رئيس تحرير المذكور مع الشاه محمد رضا بهلوي حول اواصر العلاقة بين بلده والسعودية اجاب معبرًا عن قلقه بشأن التدخل المصري في اليمن قائلاً:

"ان هذا التدخل انما يستهدف المملكة العربية السعودية، كما يسعى إلى السيطرة على نفط شبه الجزيرة العربية"

بعد وصول الملك (فيصل بن عبد العزيز 1964 السعودي في 29 أكتوبر 1964 اثر عزل الملك سعود، ازدادت التطورات التنسيقية بين بلاده وايران في عام 1965، اذ زار الملك فيصل طهران خلال هذا العام ، وقام بجولة في عموم ايران، وتلت تلك الزيارة قيام وفد من الخارجية الايرانية بزيارة الرياض عام 1966 وصدور مواقف تنسيقية كثيرة بخصوص الاوضاع في اليمن والعلاقات مع السوفيت والتصدي من وجهة نظرهما لتحركات عبد الناصر بأتجاه الخليج، كما تبادلا ايضًا مسألة الجرف القاري في الحدود البحرية بين . البلدين وتطرقت المحادثات كذلك الى اقامة روابط اكثر قوة بينهم من اجل مواءمة سياساتهم داخل اطار منظمة الاقطار العربية المنتجة للنفط (اواپك) بقصد الحفاظ على الامن والسلام في منطقة الشرق الاوسط بشكل عام رغم اختلاف وجهة نظرة العاهلين الى شؤون العالم. وقاد هذا التفاهم المشترك الى تسيير علاقاتهما الثنائية بكل حذر وهدوء، ولفترة من الزمن بدا كل من البلدين منتبهًا الى المسائل الجانبية التي من شأنها ان تحرج البلد الاخر.

الملك فيصل بن عبد العزيز يستقبل شاه إيران محمد رضا پهلوي. وفي يسار الصورة الأمير سلمان بن عبد العزيز (الملك الحالي). الاجتماع ناقش إنشاء الحلف الإسلامي.

وعقب شجب الرياض وطهران قيام اسرائيل بإحتلال الاراضي الفلسطينية في حرب حزيران 1967 ، زار الملك فيصل طهران في كانون الاول من العام ذاته، لتعميق صلاته مع ايران تجسيدًا لرؤيته في تجميع العالم وتوحيد مواقفهم من العديد من الاهتمامات السياسية الجارية حينها على الساحة العربية، داعيًا الشاه لزيارة السعودية في عام 20 ). وقال الملك مركزًا في خطبته امام البرلمان الايراني: "ان )1968 الاسلام هو عنصر التقارب بين الامتين... لقد حان الوقت اليوم للوصول الى تعاون وترابط افضل بين بلدينا" مؤكدًا ان السعودية تواقة الى ذلك مشيرًا لما سعى اليه في عام 1966 حين ما ابدى رغبته بحل النزاعات الحدودية بين ايران والعراق والكويت، ونجاحه في التخفيف من فجوة خلافات الشاه مع العراق.

لكن على ما يبدو ان الامور جرت على عكس رغبات الملك فيصل، حيث ألغيت الزيارة التي كان من المقرر ان يقوم بها شاه ايران الى الرياض قبل يومين نتيجة القرار الذي اتخذته السعودية في كانون الثاني 1968 بضم جهودها الى جهود كل من الكويت والبحرين من اجل مواجهة التطورات المتوقعة على اثر القرار البريطاني في 16 يناير من العام نفسه بالانسحاب من منطقة الخليج العربي في موعد اقصاه نهاية عام 1971 ، مما ادى الى حدوث نزاع حاد بين الطرفين الايراني والسعودي، اذ فسرت ايران ذلك العمل بأنه موقف عدائي تجاه مصالحها في المنطقة، فراحت توجه الاتهامات الى كل من المملكة العربية السعودية والكويت بأنهما يمارسان نشاطًا في الخليج بالتعاون مع البريطانيين. وصاحب في الوقت نفسه زيارة (الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة) حاكم البحرين الى الرياض وما نتج بعد انتهاء زيارته من تصريحات السعودية التي اكدت على عروبة البحرين، فض ً لا عن ما تناقلته الانباء عن مشروع بدأ العمل في تنفيذه لاقامة جسر بري عبر مياه الخليج العربي يربط السعودية والبحرين، فأعتبرت ايران ذلك المشروع بمثابة اجراء دفاعي تتخذه السعودية بهدف احباط اية محاولة من جانب ايران لضم البحرين فتسببت تلك الاتهامات تراجع في علاقات ايران السياسية مع السعودية والكويت . غير انه سرعان ما حسمت تلك الازمة في نوفمبر 1968 اثر وساطة الملك الحسن الثاني عاهل المملكة المغربية لعودة التقارب بين السعودية وايران. عندها قام الملك فيصل بدعوة الشاه لزيارة الرياض في الوقت ذاته، فتم اللقاء في الموعد المحدد واتفقا اثناء المباحثات طرح المسألة الفلسطينية والمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني، فتحسنت العلاقات بين الدولتين بعض الشيء.

حاول الشاه اقناع الملك فيصل بضرورة الاتفاق على مشروع دفاعي عسكري، موضحًا بأن الانسحاب البريطاني سيترك المنطقة مكشوفة ومعرضة للفوضى وعدم الاستقرار من قبل العناصر اليسارية ، فض ً لا عن التحركات المريبة التي يقوم بها الاسطول السوفيتي في البحر المتوسط في اعقاب حرب حزيران 1967 ، وتصاعد الدور السوفيتي في المنطقة للوصول الخليج والمحيط الهندي، الا ان الملك فيصل حرص على عدم التورط في تلك المشروعات مؤكدًا اتخاذ مشروع تحالف اسلامي ، وبالفعل انتهى الامر بتسوية الخلافات والتعاون من اجل المحافظة على الامن والاستقرار في المنطقة، وتجنب العاهلين وقوع ازمة بين السعودية وايران بشأن البحرين، وابدى الشاه حرصه على ان يؤكد للملك فيصل بأنه على استعداد من اجل تحقيق الاستقرار في المنطقة ان يجعل الادعاءات الايرانية بالبحرين تموت دون ضجيج. مذكرًا انه هو والعديد من المسؤولون الايرانيون كانوا قد صرحوا منذ نيسان 1968 ان اهتمامهم بالبحرين ليس شديدًا، وانه من الممكن التوصل الى تسوية.

ويذكر ان المملكة العربية السعودية عقدت مع ايران اتفاقية وتحديدًا في 13 نوفمبر 1968 بشأن السيادة على الجزيرة العربية وجزيرة فارسي، وتعيين خط الحدود الذي يفصل المساحات المغمورة، وقد وقعها عن الجانب الايراني (منوشهر اقبال) رئيس مجلس الادارة والمدير العام لشركة النفط الإيرانية، ومن الجانب السعودي أحمد زكي يماني وزير النفط والثروة المعدنية، وتألفت الاتفاقية من خمسة مواد كانت العبارات التي اوضحها الشاه حول النزاع على البحرين قد أثارت قلق السعودية من جراء التطلعات الايرانية الخفية للسيطرة على الخليج العربي عسكريًا، وقد تأكد لها ذلك وفق تصريحات احد المسؤولين الإيرانيين في نفس الفترة اعلاه (أي في أبريل 1968 ) موضحًا بقوله:

"... ان تخلي ايران عن مطالبتها بالبحرين قد يعني التخلي عن شيء مقابل لا شيء... نحن لا نريد البحرين، ولكن مطالبتنا بها موضوع مساومة في مجال رسم مستقبل الخليج"

من هنا نظرت السعودية الى ان هذا النوع من التفكير الايراني والى تلك التصريحات على انها علامة بأن ايران تعرض امن الخليج للخطر، فمن الواضح ان الشاه كان في نهاية عام 1970 راغبًا في التراجع عن مطالبته بالبحرين في مقابل الحصول على تعويض ، وهذا التعويض هو الحصول على ثلاث جزر هي (ابو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى) بدليل ان الاخير ذكر في مناسبتين انه ينوي احتلال هذه الجزر وتبعًا بالقوة حال ان تنسحب بريطانيا من الخليج مع نهاية عام 1971 لذلك عارضت السعودية الجهود الايرانية للاستيلاء على تلك الجزر. وفي محاولة لحل هذا الخلاف، التقى وزير الخارجية الايراني زاهدي مع الملك فيصل في جنيف في 17 أكتوبر 1970 ، لكنهما لم يتوصلا إلى أي اتفاق نهائي في ذلك الصدد. ولحل هذه المعضلة، اقترح الملك ضرورة عقد مؤتمر حول امن الخليج يشارك فيه الاطراف المعنية وذات المصلحة، فبعث برسالة في بداية يناير 1971 الى شاه ايران يشرح فيها فكرته، وجاءه من الشاه رد بأن الفكرة تثير اهتمامه، ولكن الاخير كان قد وضع تهديده موضع التنفيذ بأحتلال الجزر الثلاث في 29 نوفمبر 1971 مما حال دون عقد المؤتمر ولم يكتف الشاه بذلك بل إنه هدد باحتلال أية مشيخة تقع في ايدي الجماعات اليسارية، وهذه اشارة واضحة على فقدان روح التعاون السياسي بين المملكة وايران بشؤون الخليج العربي.

1977 تبادل الطرفان زيارات عديدة وخاصة بعد - خلال الفترة 1973 مقتل الملك فيصل في أبريل 1975 بحثا من خلالها العلاقات الثنائية والموقف في المنطقة ، ولم تقتصر تلك الزيارات على تعزيز وتطوير العلاقات السياسية بل والامنية والاقتصادية والعسكرية.

صحيفة الجزيرة السعودية حول ارهاصات الثورة الإيرانية، في 1978.

ومع اقتراب عام 1978 كانت ايران تعيش ضغوطًا سياسية من الداخل ادت شيئًا فشيئًا إلى ضعف الشاه، وانهكت نظامه وبات معزو ً لا عنه العديد من مستشاريه الاكفاء، وافتقاره الى أي دعم داخلي سياسي كان ام عسكري، مما اجبرته تلك الامور الى مغادرة بلاده في يناير 1979 الى مصر متوقعًا حدوث انقلابًا عسكريًا يتيح له العودة الى ايران كما حدث في عام 1953. لكن هذا الانقلاب كان قد اطاح به، وادخل ايران في مرحلة جديدة من مراحل التاريخ المعاصر، بل اضحى يشكل فاص ً لا جديدًا في علاقاتها الدولية والاقليمية وعلى وجه الخصوص مع المملكة العربية السعودية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إدخال مواد متفجرة 1986

اكتشاف سلطات الأمن السعودية عددا من الحجاج الإيرانيين القادمين لمطار جدة وهم يخبئون في حقائبهم مادة شديدة الانفجار وتُعرف باسم C4، وخلال تفتيش رجال الجمارك لعدد 95 حقيبة تم ضبط ما يعادل 51 كجم من هذه المادة.وسجلت أعترافاتهم واعلنت بالتلفزيون السعودي.

أحداث 1987

في عام 1987 وأثناء موسم الحج أثار الحجاج الايرانيون الشغب في مكة المكرمة لأجل تحرير فلسطين ورفضا للسياسة الأمريكيـة أسفرت تلك الأحداث عن مقتل 402 من الأشخاص على النحو التالي:

  • 85 من رجال الأمن والمواطنين السعوديين.
  • 42 من بقية الحجاج الآخرين الذين تَصَدَّوا للمسيرة من مختلَف الجنسيات.
  • 275 من الحجاج الإيرانيين المتظاهرين معظمهم من النساء.

حادثة مكة 1988

على إثر اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، قام الحجاج الإيرانيون بمظاهرة سياسية ضد الدعم السعودي للعراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية أثناء الحج في مكة في عام 1987، إلا أن الشرطة السعودية فضت المظاهرة بالقوة متسببة في شغب الإيرانيين في الحج.

وبعد الشغب مباشرة، طالب آية الله خميني المسلمين بالثأر لقتلى الحجاج بالإطاحة بالعائلة المالكة السعودية. ألقت الحكومة السعودية بمسئولية الشغب على الحجاج الإيرانيين وزعمت أن شغب الحجاج جزء من مؤامرة للإطاحة بحكمهم. في اليوم التالي هاجم الغوغاء السفارتين الكويتية والسعودية في طهران.

حادثة تدافع منى 2015

السفارة السعودية في طهران تحت حماية الشرطة الإيرانية بعد أزمة تدافع منى.

توترت العلاقات الإيرانية السعودية بعد حادثة تدافع منى وخاصة بعد أنباء عن عدد كبير من القتلى الإيرانيين في الحادثة قابله صمت شبه مطبق من السلطات السعودية. أعادت هذه الحادثة للواجهة، مطالب الإيرانيين بتسيير مشترك تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي لمناسك الحج.

إعدام نمر النمر، يناير 2016

قامت السلطات السعودية في الثاني من يناير عام 2016 بإعدام 47 شخصاً بتهم متعلقة بالإرهاب، معظمهم مرتبطون بتنظيم القاعدة. إلا أن أربعة من المتهمين كانوا من الشيعة وأبرزهم نمر النمر وهو عالم دين شيعي سعودي ذو نشاط سياسي معارض وله روابط بالنظام الإيراني.

أثار إعدام النمر موجة ردود فعل بين الشيعة في الشرق الأوسط عموماً وفي إيران خصوصاً، حيث أدانت إيران عملية الإعدام، وتوعدت السعودية بأن تدفع الثمن غالياً..[3] وهاجم المئات من المتظاهرين الإيرانيين مبنى القنصلية السعودية في مدينة مشهد وقاموا بإضرام النيران في أجزاء منها وإنزال العلم السعودي، أما السفارة السعودية في العاصمة طهران تعرضت لاقتحام من متظاهرين وقاموا بتهشيم الأثاث وزجاج النوافذ وقام بعضهم بنهب محتويات السفارة قبل أن تقوم الشرطة الإيرانية بتفريقهم.[4]

وفي اليوم التالي، الثالث من يناير، أعلن وزير الخارجية السعودية عادل الجبير قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، وطالب أعضاء البعثة الدبلوماسية الإيرانية بمغادرة السعودية خلال 48 ساعة.[5]

محادثات 2022 واستئناف العلاقات

في 15 يناير 2022، كشفت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني عن أن طهران والرياض تستعدان لإعادة فتح سفارتهما. وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، جليل رحيمي جهان أبادي، عبر حسابه على تويتر، إن العلاقات بين إيران والسعودية يتم إحياؤها وإن السفارتين تستعدان لإعادة فتحهما. وأضاف أن "هذا الأمر الذي سيكون له تداعيات مهمة في الحد من التوترات الإقليمية وزيادة التماسك العالم الإسلامي".[6]

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية، كشفت قبل نحو أسبوع، أن جدول أعمالها يشمل جولة مقبلة من المفاوضات مع السعودية. جاء هذا في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية، سعید خطيب زادة، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي. وقال: "إن عقد الجولة المقبلة من المفاوضات بين إيران والسعودية، التي سيستضيفها العراق، على جدول الأعمال، وحاولنا أن نواصل هذه المفاوضات". وفي الأسبوع الماضي، دعت إيران، إلى حوار إقليمي شامل يضم كلا من السعودية ومصر وتركيا لمعالجة مشاكل الشرق الأوسط، مؤكدة استعدادها لإعادة العلاقات مع الرياض. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في مقابلة مع تلفزيون "الجزيرة"، إن السعودية ترغب بالحوار بشأن الملفات الإقليمية مع بلاده، في حوار يركز على العلاقات الثنائية.

وكشف السفير الإيراني لدى العراق إيرج مسجدي، عن احتضان بغداد، في وقت سابق، أربع جولات من الحوار السعودي-الإيراني، مشيراً إلى أنها ستستضيف الجولة الخامسة قريباً. وقال مسجدي إن هناك إمكانيات وطاقات كبيرة يمكن أن تجمع إيران مع السعودية، بعدما أعلنت الخارجية الإيرانية، استعدادها لجولة جديدة من المفاوضات.

استئناف العلاقات 2023

علي شمخاني ممثلاً عن إيران، وانگ يي ممثلاً عن الصين، مساعد بن محمد العيبان ممثلاً عن السعودية، أثناء توقيع اتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران. (بكين 10 مارس 2023
علي شمخاني ممثلاً عن إيران، وانگ يي ممثلاً عن الصين، مساعد بن محمد العيبان ممثلاً عن السعودية، أثناء توقيع اتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران. (بكين 10 مارس 2023

في 10 مارس 2023 وفي بيان ثلاثي لكل من الصين وإيران والسعودية، أعلنت كل من السعودية وإيران استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد قطيعة استمرت 7 أعوام.

وكانت بكين قد استضافت مباحثات سرية بين الطرفين اعتباراً من 6 مارس حتى العاشر منه. وبحسب البيان فإن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني وصل إلى بكين في 6 مارس 2023 لإجراء "مباحثات مكثفة لأجل حل نهائي للقضايا بين طهران والرياض".

علي شمخاني ممثلاً عن إيران، وانگ يي ممثلاً عن الصين، مساعد بن محمد العيبان ممثلاً عن السعودية، أثناء توقيع اتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران. (بكين 10 مارس 2023
علي شمخاني ممثلاً عن إيران، وانگ يي ممثلاً عن الصين، مساعد بن محمد العيبان ممثلاً عن السعودية، أثناء توقيع اتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران. (بكين 10 مارس 2023

ووقع على البيان كل من شمخاني عن الجانب الإيراني، وعضو مجلس وزراء ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان، وعضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني رئيس مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية وانگ يي

ونص البيان على أن المباحثات الإيرانية السعودية في الصين جاءت بمبادرة من الرئيس الصيني شي جن‌پنگ، مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية "إذ تقدر وتشكر جمهورية العراق وسلطنة عمان على استضافة مباحثات بين الطرفين خلال عامي 2021 ـ 2022، تقدم الشكر لجمهورية الصين قيادة وحكومة، على استضافة ودعم المباحثات المنجزة بين البلدين وجهودها في وصولها إلى النتيجة".

ومن المقرّر أيضاً أن يلتقي وزراء خارجية إيران والسعودية لتنفيذ هذا القرار، والقيام بالتحضيرات اللازمة لتبادل السفراء.

وأكد البلدان على احترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر، والعمل على تنفيذ اتفاق التعاون الأمني السابق المبرم خلال عام 2001، فضلاً عن الاتفاق العام للتعاون الاقتصادي التجاري الثقافي المبرم عام 1998.

كما أكد البيان أن إيران والسعودية والصين تعلن إرادتها الحازمة لبذل كل الجهود لتعزيز السلام والأمن الإقليميين والدوليين.

من جهتها نشرت وكالة الأنباء السعودية بيانًا، في أعقاب ذلك، نصّ على أن الاتفاق جاء "استجابةً لمبادرة كريمة" من الرئيس شي جن‌پنگ، وأن المحادثات جرت في الفترة من 6 إلى 10 مارس 2023 في بكين، وحضرها عن الجانب السعودي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني في المملكة العربية السعودية مساعد بن محمد العيبان. وبحسب البيان، فقد اتفق البلدان أيضًا على "تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 17/4/2001، والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 27/5/1998".

من جانبه، قال شمخاني لوكالة "نور نيوز" المقربة من المجلس، إن زيارة الرئيس الإيراني للصين، الشهر الماضي، مهدت لمفاوضات جديدة وجدية بين طهران والرياض، مضيفاً أن المباحثات في بكين كانت "صريحة وشفافة وشاملة وبناءة".

وأضاف شمخاني أن "إزالة سوء الفهم والنظر إلى المستقبل حول مستقبل العلاقات الإيرانية السعودية ستؤدي إلى توسيع الاستقرار والأمن الإقليميين وزيادة التعاون في الخليج والعالم الإسلامي".

وكانت قد انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض عام 2016، بعد مهاجمة إيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد شرقي البلاد، على خلفية الاحتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، إثر ذلك، أغلقت منظمة التعاون الإسلامي ممثلية إيران لدى المنظمة في جدة خلال إبريل 2017.

وكان الطرفان قد عقدا خمس جولات حوار في بغداد، لكنها لم تؤد إلى استئناف العلاقات. وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل 2021 في بغداد، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية وأطراف إقليمية أخرى بالنجاح بجمع الطرفين على طاولة واحدة.

من جهته، قال المساعد السياسي لمكتب الرئاسة الإيراني، محمد جمشيدي، في تغريدة على "تويتر" تعليقا على اتفاق بلاده مع السعودية على استئناف العلاقات إن "سياسة الجيرة" للرئيس الإيراني "آتت ثمارها مرة أخرى"، لافتا إلى أنه خلال زيارة رئيسي للصين الشهر الماضي، "طرحت ابتكارات إقليمية بناءة وهي ما أثمرت الآن".[7]

رضا علي عنايتي
علي رضا عنايتي

في 22 مايو 2023 عينت إيران علي رضا عنايتي سفيرا لها لدى السعودية.

وكان عنايتي يشغل منصب مساعد وزير الخارجية والمدير العام لشؤون الخليج العربي بالوزارة.

يأتي التعيين بعد أن أعلنت الرياض وطهران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، في 10 مارس 2023، واتفقتا على إعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين.

وكان وفد إيراني وصل الرياض في 12 أبريل، في إطار خطة لإعادة فتح السفارة والبعثات الدبلوماسية لدى المملكة، بعد أيام من وصول وفد سعودي لطهران يوم 8 من الشهر ذاته لبحث فتح سفارة وقنصلية بلاده.

يذكرأن عنايتي أو سفير لإيران في السعودية منذ يناير 2016، حين قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر لإدانته بتهم منها "الإرهاب".[8]

فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودية يستقبل حسين أمير عبد اللهيان وزير خارجية إيران في السعودية (17 أغسطس 2023)
فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودية يستقبل حسين أمير عبد اللهيان وزير خارجية إيران في الرياض (17 أغسطس 2023)

في 17 أغسطس 2023 وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان العاصمة السعودية الرياض، في أول زيارة رسمية له للمملكة منذ استئناف العلاقات بين البلدين في مارس 2023. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" إنّ عبد اللهيان وصل إلى مطار الرياض في زيارة تستمر يوما، وكان في استقباله نائب وزير الخارجية السعودي. وقال التلفزيون الإيراني إن الزيارة ستستمر يوما واحدا، وستركز على العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان التقى في يونيو 2023 مسؤولين إيرانيين في طهران، في أول زيارة يقوم بها إلى إيران بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.[9]

وفي المؤتمر الصحفي الذي تبع اللقاء أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران نقطة مفصلية للأمن بالمنطقة. كما شدد على تطلع المملكة لتعزيز العلاقات الثنائية مع طهران، مضيفاً أن الرغبة صادقة وجدية لتعزيز الثقة المتبادلة بين الجانبين. وقال: "نسعى لتفعيل العلاقات مع طهران بناء على الاحترام المتبادل". وأضاف أن المملكة تثمن دعم إيران لملف السعودية لاستضافة إكسبو 2030. من جهته، أكد عبد اللهيان بأنه أجرى مباحثات مثمرة في الرياض، مضيفاً: "نثمن دور المملكة في المنطقة". وقال: "بإمكاننا العمل مع السعودية لحل الموضوعات العالقة بالمنطقة بشكل فوري".

وأشار إلى أن طهران تدعم تحقيق الأمن والسلام في المنطقة دون تجزئة.

كما لفت إلى أن العلاقات مع السعودية تسير في الاتجاه الصحيح وتشهد تقدماً. وشدد على أن بلاده عازمة على تطوير وتعزيز العلاقات مع السعودية. وأشار إلى أن هناك اتفاقا في وجهات النظر بين الجانبين على تفعيل الاتفاقيات الأساسية، مضيفاً أن الرئيس الإيراني [[ابراهيم رئيسي سيزور المملكة قريباً.[10]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الطاقة

حقل الدرة

في 26 مارس 2022 قالت وزارة الخارجية الإيرانية بأن الاتفاق بين الكويت والسعودية على تطوير حقل الدرة للغاز الطبيعي مخالف للقانون لأنه تجاهل بأن إيران تشارك بالحقل، وبالتالي من الضروري أن تكون طرف في أي عملية تشغيل أو تطوير له. ونشرت على حسابها الرسمي على تويتر "حقل آرش(الإسم الإيراني لحقل الدرة)/الدرة للغاز هو حقل مشترك بين دول إيران والكويت والسعودية" وأكدت أن "هناك أجزاء منه ضمن المياه الغير المحددة بين إيران والكويت. وتحتفظ الجمهورية الإسلامية لنفسها بالحق في استغلال حقل الغاز". من ناحيته، قال المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن بلاده تعارض الاتفاق الكويتي السعودي، لانه يعارض مفاوضات السابقة مع الكويت لترسيم حدود الحقل.

وأضاف "التحرك الأخير من جانب الكويت والسعودية في إطار وثيقة تعاون مخالف لما تم التفاوض عليه سابقاً، وغير قانوني".

وأشار، خطيب زاده، أن الاتفاقية الأخيرة لن تغير الوضع القانوني للحقل، مشدداً على أن حقل مشترك بين إيران والكويت والسعودية، ومن حق طهران الاستثمار فيه، وأن أي إجراء لتشغيله أو تطويره يجب أن يتم بالتنسيق بين الدول الثلاث.

كما أبدى استعداد طهران للدخول في مفاوضات مع الكويت والسعودية لترسيم الحدود في الحقل، وبدء العمل فيه.[11]

المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده
المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده
محمد الفارس (يمين) وعبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، وزيرا الطاقة الكويتي والسعودي بعد توقيع اتفاق تطوير حقل الدرة 2022-03-21.

يُذكر أنه في 21 مارس 2022 وقع وزير النفط الكويتي الدكتور محمد الفارس ووزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، على محضر لتطوير حقل الدرة المغمور، في الخليج العربي، لاستغلاله. وستقوم شركة عمليات الخفجي المشتركة، وهي مشروع مشترك بين شركة أرامكو لأعمال الخليج والشركة الكويتية لنفط الخليج، بالاتفاق على اختيار استشاري يقوم بإجراء الدارسات الهندسية اللازمة لتطوير الحقل وفقا لأفضل الأساليب والتقنيات الحديثة والممارسات التي تراعي السلامة والصحة والحفاظ على البيئة، ووضع التصاميم الهندسية الأكثر كفاءة وفاعلية من الناحيتين الرأسمالية والتشغيلية.

ومن المتوقع أن يؤدي تطوير حقل الدرة إلى إنتاج مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي يوميا، بالإضافة إلى إنتاج 84 ألف برميل من المكثفات يومياً.

وسيتم تقسيم الإنتاج بالتساوي بين الشريكين، استنادا إلى خيار «الفصل البحري»، بحيث يتم فصل حصة كل من الشريكين في البحر، ومن هناك ترسل حصة شركة أرامكو لأعمال الخليج من الغاز الطبيعي وسوائل الغاز والمكثفات إلى مرافق الشركة في الخفجي، فيما ترسل حصة الشركة الكويتية لنفط الخليج من الغاز الطبيعي وسوائل الغاز والمكثفات إلى مرافقها في الزور.[12] في 27 مارس 2022 قالت مصادر كويتية مسؤولة، أن ادعاءات إيران بشأن حقل الدرة للغاز باطلة، مؤكدة أن هذه الادعاءات تخالف القانون الدولي وقواعد ترسيم الحدود البحرية.

كما شددت المصادر لصحيفة "القبس" الكويتية على أن مزاعم إيران بالمشاركة في تطوير حقل الدرة للغاز باطلة.[13]

وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح
وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح

وكان قد صرح مصدر كويتي، أن "الجانب الإيراني يرغب في ترسيم الحدود الكويتية ـ الإيرانية (الجرف القاري) خارج قانون البحار، وتطبيق أسلوب الترسيم للحدود البحرية الإيرانية - السعودية، بحيث يتم ترسيم الحدود من جزيرة خرج الايرانية إلى البر الكويتي" وذلك بعد أن اعرب سفير إيران بالكويت عن أمل استئناف المفاوضات المتوقفة مع الكويت منذ 10 سنوات.

موقع حقل الدرة الغازي بحسب الإدعاءات الكويتية- السعودية
موقع حقل الدرة الغازي بحسب الإدعاءات الكويتية- السعودية

في 29 مارس 2022 قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، ضمت تصريحات ألقاها في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي، الذي يزور الكويت، إن "حقل الدرة هو موضوع ثلاثي بين الكويت، والسعودية، وإيران". وأضاف "هناك هواجس كويتية وخليجية من الاتفاق النووي الإيراني نتمنى مراعاتها". فيما صرح الوزير الفرنسي جان-إيڤ لو دريان، "من مصلحتنا جميعاً أسعار مستقرة للنفط ومن مصلحة الدول المنتجة أيضاً".[14]

في 28 يونيو 2023 قال محسن خجستة مهر، المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية، إنه لا يوجد حقل نفط مشترك غير محدد بين إيران والسعودية، ولكن سيتم البدء في الأعمال التمهيدية للتعاون الثنائي مع عودة العلاقات بين البلدين. وجاءت تصريحات محسن خجستة مهر، جاءت على هامش اجتماع لتحسين الإنتاجية في عمليات الحفر، مؤكدا أنه "تم استلام الخطط والموافقات اللازمة لزيادة الإنتاج والحفاظ على الطاقة الإنتاجية لجميع الحقول المشتركة بين إيران والمملكة". وأشار المسؤول الإيراني أن "حقل فروزان النفطي المشترك بين إيران والمملكة العربية السعودية، ستعمل شركات بتروبارس والمنشآت البحرية على جبهتين، وقريبا سيتم الإعلان عن أنباء إيجابية بشأن زيادة إنتاج هذا الحقل".

ولفت المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية إلى أنه تم توقيع عقد إنشاء حقل غاز "فرزاد ب"، حيث يجري إنشاء هذا الحقل من قبل شركة بتروبارس، في الوقت الحالي. وقال خجستة مهر: هناك استعدادات كاملة لبدء الحفر في حقل أرش (حقل الدرة) النفطي المشترك، وقد اعتمدنا موارد كبيرة لتنفيذ خطة تطوير هذا الحقل في مجلس إدارة شركة النفط الوطنية الإيرانية، وعندما تكون الظروف جاهزة، سنبدأ الحفر في حقل أرش.[15]

الاتفاقيات المشتركة

في 2011، وقعت إيران والسعودية "فاق أمني كبير لمكافحة وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة". [16]

الزيارات الدبلوماسية

في 2008، دعا العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز السابق رئيس إيران السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني لزيارة السعودية لحضور المؤتمر الإسلامي. أجاب رفسجاني قائلاً بأن الفرصة بمثابة الوسيلة "التي يمكن لإيران والسعودية من خلالها تسوية الخلافات في العالم الإسلامي."[17]

مرئيات

توقيع اتفاق إعادة العلاقات بين السعودية وإيران في بكين (10-3-2023)


وصول القائم بأعمال السفارة الإيرانية "حسن زرنكار" إلى

قاعدة الملك عبد الله الجوية لاستقبال الرعايا الإيرانيين بعد وصلهم من السودان

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Saudi-Iranian Relations Are Being Restored
  2. ^ محمد سالم أحمد الكواز (كانون الثاني 2007). "العلاقات الإيرانية - السعودية 1979-2001 - دراسة سياسية". iasj. {{cite web}}: Check date values in: |date= (help); Unknown parameter |seriers= ignored (help)
  3. ^ إيران: السعودية ستدفع "ثمنا باهظا" لإعدامها رجل الدين الشيعي نمر النمر فرانس 24، 2 يناير 2016. وصل لهذا المسار في 2 يناير 2016
  4. ^ إعدام نمر النمر متظاهرين غاضبين يقتحمون السفارة السعودية في طهران - بي بي سي عربي - 3 - يناير - 2015
  5. ^ السعودية تقطع علاقاتها مع إيران وتطرد دبلوماسييها - شبكة الجزيرة الإخبارية، 3 يناير 2016.
  6. ^ "لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني: طهران والرياض تستعدان لإعادة فتح سفارتهما". سپوتنيك نيوز. 2022-01-15. Retrieved 2022-01-15.
  7. ^ اتفاق إيراني سعودي في الصين على استئناف العلاقات. "اتفاق إيراني سعودي في الصين على استئناف العلاقات". العربي الجديد.
  8. ^ "وكالة أنباء إيرانية: طهران تعين علي رضا عنايتي سفيرا لها في الرياض". الجزيرة نت.
  9. ^ "وزير خارجية إيران يصل الرياض لأول مرة بعد استئناف العلاقات". الجزيرة.
  10. ^ "فيصل بن فرحان: استئناف العلاقات مع إيران مفصلي لأمن المنطقة". العربية.
  11. ^ الجزيرة نت]
  12. ^ إيهاب حشيش (2022-03-21). "الكويت والسعودية توقعان محضر تطوير حقل الدرة المغمور للغاز https://www.alraimedia.com/article/1581769/اقتصاد/الكويت-والسعودية-توقعان-محضر-تطوير-حقل-الدرة-المغمور-للغاز". صحيفة الرأي الكويتية. {{cite web}}: External link in |title= (help); line feed character in |title= at position 59 (help)
  13. ^ العربية
  14. ^ أخبار 24
  15. ^ "إيران: سنبدأ الأعمال التمهيدية للتعاون النفطي مع السعودية". موازين نيوز.
  16. ^ BBC NEWS | Middle East | Country profiles | Timeline: Iran
  17. ^ Al-Issawi, Tarek."Saudi King Abdulla Invites Iran's Rafsanjani to Saudi Arabia," Bloomberg, May 15, 08.