العلاقات الإيرانية الروسية

العلاقات الإيرانية الروسية
Map indicating locations of إيران and روسيا

إيران

روسيا

العلاقات بين روسيا وبلاد فارس (قبل إيران 1935)، بدأت رسمياً في عام 1592، في عصر الصفويين. الاتصالات السابقة والحالية بين روسيا وإيران كانت دوماً متعددة الأوجة بشكل معقد، وتتأرجح بين التعاون والتنافس. فالبلدان لهما تاريخ طويل من التفاعلات الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية. ولذلك فالعلاقات الثنائية تتسم بالاضطراب أحياناً وبالخمود أحياناً أخرى.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ العلاقات الإيرانية الروسية

الشاه سليمان الأول وحاشيته، في إصفهان، 1670. بريشة علي قولي جبادور، وهي محفوظة في معهد الدراسات الشرقية في سانت پطرسبورگ، روسيا، منذ أن اشتراها القيصر نيقولاي الثاني. لاحظ الشخصين الجورجيين المكتوبة إسماهما في أعلى اليسار.

تعود أولى الاتصالات بين الروس القدماء وبلاد فارس التي وردت في أسفار التاريخ الروسية والايرانية الى القرنين التاسع والعاشر الميلاديين حين قامت فصائل من الجيش الروسي بحملات عسكرية على السواحل الجنوبية- الغربية لبحر قزوين.

أقامت روسيا في النصف الثاني من القرن الخامس عشر علاقات دبلوماسية وتجارية نشيطة مع بلاد فارس. وكانت الرحلة التي قام بها الرحالة الروسي افاناسي نيكيتين الى الهند واقامته في بلاد فارس لمدة سنتين ومذكراته بهذا الصدد حدثا ساطعا في تاريخ العلاقات الروسية- الايرانية.

وقد تعززت العلاقات الى حد كبير بعد اخضاع ايفان الرهيب عام 1556 لكل من امارة خان قازان وامارة خان استراخان لسيطرة روسيا. الامر الذي مكن روسيا من السيطرة على الطريق المائي الطبيعي المؤدي الى بحر قزوين، وهو نهر الفولغا. وبدأت رحلات القوافل التجارية في هذا النهر العظيم منذ ذلك الحين من مدينة قازان الى المدن الرئيسية في بلاد فارس. وكان الطريق التجاري المائي الرئيسي في القرنين السادس عشر والسابع عشر يمر من استراخان على امتداد الشاطئ الغربي لبحر قزوين مرورا بمينائي تيركي ودربنت في داغستان . ثم مر الطريق البري نحو مدينة شامخة عاصمة شيروان، ثم الى اصفهان عبر اردبيل وكاشان.[1]

وصار الطريق التجاري من موسكو الى بلاد فارس يستقطب اهتمام دول شمال غرب اوروبا وبصورة خاصة انجلترا وهولندا. وكان ضيوف القيصر او بالاحرى التجار الحكوميون يشكلون ثلاث مرات في كل سنة على نهر الفولغا قوافل تجارية تتوجه الى بلاد فارس حيث يتم تبادل فرو السمور وغيره من الحيوانات الشمالية والنحاس الاحمر والاقمشة بالحرير الايراني. وقد شكلت عائدات التجارة قسما كبيرا من ايرادات الخزينة الروسية. وكان الاجانب والانجليز على الاخص يسعون الى نيل حق التجارة الحرة مع بلاد فارس مرورا باراضي امارة موسكو. لكن هذا الامر لم يتفق ومصالح الحكومة الموسكوفية التي كانت تمنع الفرس من دخول الاراضي الروسية في اماكن تتجاوز مدينة استراخان. اما الانجليز فحظر عليهم الخروج من ميناء ارخانغيلسك في شمال روسيا حيث كانت تجري مقايضة الحرير بالاقمشة البريطانية.


الاتصالات الدبلوماسية الأولى

لقد أرسي أساس الاتصالات الدبلوماسية بين الدولة الروسية ودولة فارس في اواخر القرن السادس عشر. ففي عام 1594 تم ايفاد اول سفارة روسية الى بلاد فارس برئاسة الامير اندريه زفينيغورودسكي. وكان السفير الايراني قد وصل الى موسكو آنذاك . وقد سلم الشاه عباس الى الوفد الروسي تأكيداته على انه يريد اقامة علاقات الصداقة والاخاء والمحبة مع القيصر فيودور ايوانوفيتش الذي كان يحكم روسيا آنذاك.

وجدير بالذكر ان الدولة الصفوية كانت حينذاك تتنافس مع الامبراطورية العثمانية في مجال السيطرة على مستعمرات جديدة. ومن اجل عقد تحالفات ضد الامبراطورية العثمانية قام الشاه عباس بايفاد بعثات الى بلاطات الملوك الاوروبيين بما فيها روسيا. وقامت روسيا على الفور ردا على ذلك بايفاد بعثة الى ايران ترأسها ألكسندر جيروف زاسيكين، وذلك بهدف عقد اتفاقية عسكرية موجهة ضد تركيا. ورغم انه لم تعقد اتفاقية بهذا الشأن فان الجانبين توصلا الى اتفاق شفوي على القيام بأعمال مشتركة ضد تركيا.

وشهد عام 1625 حدثا ذا اهمية خاصة، وهو اهداء شاه عباس غفارة المخلص التي استولى عليها الفرس بعد غزوهم لجورجيا الى القيصر الروسي. واستحدثت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في 14 يوليو عيدا خاصا، نسبة الى هذا الحدث ، وهو عيد وصول غفارة السيد المسيح.

بدء النزاعات العسكرية

قام القيصر بطرس الأول بحملة بأول حملة على فارس في عامي 1722-1723. وقد شكل ضعف دولة الصفويين في زمان الشاه سلطان حسين خطر استيلاء تركيا المنافسة لروسيا على شرق ما وراء القوقاز. وبعد اجتياح الافغان لبلاد فارس عام 1722 احتلت تركيا اقليم كارتلي الجورجي الذي كان آنذاك تحت سيطرة ايران. وقد استعان ولي العهد الإيراني بروسيا التي انتصرت منذ وقت قليل في الحرب الشمالية مع السويد. وقرر القيصر پطرس الأول سعياً إلى ضمان المصالح التجارية الروسية في منطقة بحر قزوين التدخل المسلح في شؤون القوقاز، وقام بحملة عسكرية اسفرت عن ضم دربنت وباكو واقليم گيلان إلى روسيا.

وتم في سبتمبر عام 1723 توقيع اتفاقية پطرسبورگ التي تنازلت بلاد فارس بموجبها لصالح لروسيا عن أقاليم قزوين ووافقت على انتقال امارتي دربنت وباكو إلى سلطة روسيا. لكن القيصرة آنا إيڤانوڤنا أقدمت في ثلاثينات القرن الثامن عشر على اعادة النظر في اتفاقية پطرسبورگ سعيا الى جذب بلاد فارس الى جانبها في نزاع قد يندلع مع تركيا. وقد عقدت عام 1732 "اتفاقية رشت" التي قضت باستعادة ايران للاقاليم الثلاثة واقامة الحدود على نهر كورا. ثم عقدت عام 1735 اتفاقية غنجه التي نصت ايضا على اعادة دربنت وباكو إلى إيران ونقل الحدود الروسية- الفارسية إلى نهر تيريك. الأمر الذي ألغى نتائج الحملة العسكرية للقيصر بطرس الأول.

الحرب الروسية - الفارسية 1796

تم في سنة 1783 توقيع اتفاقية جوارجيوس التي قضت بانتقال جورجيا التي كانت تتعرض للاضطهاد الديني وغزوات العثمانيين والفرس الى حماية روسيا. وقامت ايران باجتياح عاصمة جورجيا تبليسي التي دمرت ونهبت، وترأس الحملة العسكرية ضدها أغا محمد خان مؤسس السلالة الايرانية الحاكمة الجديدة الذي سعى الى استعادة سيطرته على جورجيا.

كان القيصر الجورجي قد وجه مرارا طلبات الى روسيا لتقديم المساعدة له. وقامت روسيا في ابريل عام 1796 بتوجيه فيلق قزوين برئاسة ڤالريان زوبوڤ من مدينة قزلار عبر داغستان كلها إلى الاقاليم الأذربيجانية في ايران. واستولى الروس على قلعة دربنت، ثم دخلوا قبة وباكو دون ان يواجهوا أية مقاومة. لكن روسيا شهدت تغيرات بعد تربع القيصر پاڤل الأول على العرش الروسي، الامر الذي ادى الى انسحاب القوات الروسية من جنوب القوقاز في ديسمبر عام 1796.

الحرب الروسية - الفارسية على التخوم - القرنين 18 و19

زادت روسيا في مطلع القرن التاسع عشر من تغلغلها في جنوب القوقاز وذلك بعد تلقى اكثر من طلب من جانب جورجيا لحمايتها من الغزو التركي والفارسي. وقام القيصر ألكسندر الاول في سبتمبر عام 1801 بضم مملكة كارتلي وكاخيتيا إلى روسيا. ثم انضمت اقاليم مينغريليا وأميريتيا وغوريا التي تعتبر الآن جزءا من جورجيا المعاصرة الى روسيا، مما اثار استياء ايران. وبعد ان احتلت القوات الروسية عام 1804 على امارة خان غنجه للحيلولة دون زحف فصائل غنجه العسكرية على جورجيا اعلنت بلاد فارس الحرب على روسيا. لكن في نهاية الامر استولت القوات الروسية على امارات باكو وشيكين وقبة ودربنت.

في عام 1806 نشبت الحرب بين روسيا وتركيا، واضطرت القيادة الروسية الى توقيع اتفاقية الهدنة مع الفرس في شتاء عام 1806 – 1807 . لكن شاه ايران عقد في عام 1807 حلفا ضد روسيا مع فرنسا نابليون. فاستؤنفت العمليات الحربية. وبعد ان صدت القوات الروسية عام 1809 كل المحاولات للاستيلاء على غنجه قامت بلاد فارس بألغاء الاتفاقية مع فرنسا واستعادت تحالفها مع بريطانيا. وبادرت بريطانيا الى حمل تركيا على عقد اتفاقية مع ايران حول العمليات المشتركة في جبهة القوقاز. ودخل جيش عباس ميرزا مايو عام 1809 اقليم قرة باغ. لكن الوحدات الروسية القليلة العدد ألحقت هزيمة به في معركتين بالقرب من قلعة مغري وعلى نهر أراكس. وقامت القوات الروسية في خريف العام نفسه بايقاف هجوم الفرس وحالت دون اندماجهم بالقوات التركية.

وبعد التوقيع على اتفاقية الصلح الروسية - التركية صارت بلاد فارس تميل الى السلام مع روسيا. لكن ورود نبأ احتلال نابليون لموسكو زاد من نفوذ الكتلة العسكرية لدى حاشية الشاه الايراني. وتم تشكيل جيش ضخم في جنوب اذربيجان برئاسة عباس ميرزا زحف نحو جورجيا. لكن الجنرال بيوتر كوتلياريفسكي دحر الجيش الايراني المتفوق عليه فاحتل مدينة لينكوران وحمل الشاه على بدء مفاوضات السلام.

وتم في 12 اكتوبر عام 1813 التوقيع على معاهدة جولستان للسلام التي اعترفت بلاد فارس بمقتضاها بانضمام جورجيا الشرقية والقسم الاكبر من اذربيجان الى روسيا. ونالت روسيا الحق المطلق في الابقاء على اسطول حربي في بحر قزوين.

ضم أرمنيا الشرقية إلى روسيا

اسفرت الحرب الروسية- الفارسية في أعوام 1826 -1828 عن ضم اقاليم ارمينيا الشرقية الى الامبراطورية الروسية. ولم يسلم الفرس بفقدان القسم الاكبر من المنطقة الشرقية في جنوب القوقاز فبدأ بعد توقيع اتفاقية جولستان التقارب بينهم وبين بريطانيا، مما أدى الى توقيع اتفاقية عام 1814 الفارسية- البريطانية. وشنت ايران حملة مناهضة للروس بين الحكام الاذربيجان والداغستان. لكن روسيا استطاعت اخضاع امارة خان شيروان. وبحلول عام 1824 انتهت من ضم داغستان الى روسيا.

تغيرت سياسة روسيا في القوقاز بعد تربع نيقولاي الأول على العرش الروسي. وأبدت روسيا استعدادها للتنازل عن القسم الجنوبي من إمارة خان تاليش، وذلك مقابل اعلان ايران لحيادها. لكن الشاه فتح علي رفض اقتراحات روسيا بضغط من قائده عباس ميرزا. وعبرت القوات الفارسية في يوليو عام 1826 الحدود الروسية دون ان تعلن حربا. وبالرغم من بعض النجاحات في بداية الحملة تم دحر الجيش برئاسة عباس ميرزا واجباره على العودة الى بلاد فارس.

ودخل الجيش الروسي في اكتوبر عام 1828 إلى أذربيجان الجنوبية، الامر الذي اضطر الفرس إلى الموافقة على مفاوضات السلام. وقد تم في فبراير عام 1828 التوقيع على معاهدة تركمان تشاي للسلام مع بلاد فارس. وتنازلت ايران بمقتضى المعاهدة لصالح روسيا عن أرمينيا الشرقية ( خانيتي يريڤان وناخيتشيفان).

وقام ألكسندر گريبويدوڤ الدبلوماسي والشاعر والكاتب المسرحي والموسيقي الروسي المعروف بايصال نسخة من المعاهدة إلى بطرسبورگ عاصمة روسيا . ثم عـُيـِّن في منصب سفير روسيا لدى إيران. لكن أعضاء البعثة الدبلوماسية الروسية في طهران برئاسة گريبويدوف قتلوا بوحشية على ايدي المتطرفين. وغدا الموت المأساوي للسفير غريبويدوف نقطة انعطاف في العلاقات الروسية - الفارسية. وارسل الشاه الفارسي اعتذاراته إلى نيقولاي الأول، فأوفد إلى پطرسبورگ ولي عهده الذي طلب من الامبراطور نيقولاي بأن يفتدي گريبويدوف بروحه. لكن القيصر طالب بمعاقبة المذنبين واجراءالتحقيق في ملابسات الجريمة.

أسفرت الحروب الروسية-الفارسية عن ضم المنطقة الشرقية في جنوب القوقاز إلى روسيا التي اصبحت بعد ذلك تسيطر على بحر قزوين. كما خلقت الظروف الملائمة لبسط نفوذ روسيا في منطقة الشرق الأوسط. أما الشعوب المسيحية في شرق جورجيا وشمال شرق أرمنيا فتحررت من نير الأتراك والفرس واحتفظت بأصالتها العرقية.

التنافس الروسي - البريطاني في بلاد فارس

استمر الصراع الروسي - البريطاني في بلاد فارس حولي 100 سنة، وكان هذا الصراع مشهدا من مشاهد التنافس الهائل الذي اندلع بين الامبراطوريتين العظميين في ربوع آسيا. كان يكمن جوهر التنافس اولا في صراع المصالح التجارية في منطقتي ايران وجنوب القوقاز اللتين ربطتهما التجارة المشتركة.

كانت السلع الروسية في ثلاثينات القرن التاسع عشر تمر الى بلاد فارس بطريقين وهما: الطريق الاول الذي كان يؤدي الى تبريز عبر منطقة جنوب القوقاز والطريق الثاني الذي كان يمر ببحر قزوين وجيلان. لكن الميزان التجاري ظل سلبيا. وعلى سبيل المثال فان عام 1834 شهد تصدير السلع من روسيا الى بلاد فارس بمبلغ 2.5 مليون روبل. اما استيراد السلع الايرانية فبلغ 5 ملايين روبل.

وكانت منافسة الانجليز تلحق ضررا شديدا بالتجارة الروسية. وبالاضافة الى استخدام البريطانيين لدرب القوافل القديم "طرابزون – تبريز" فانهم صاروا يلجأون الى نقل سلعهم بالترانزيت عبر منطقة جنوب القوقاز دون ان يدفعوا الرسوم الجمركية الروسية التي بدأ تطبيقها منذ عام 1827 . وكانت طرابزون تحصل في كل عام من ترانزيت السلع الى بلاد فارس على مبلغ 5.5 مليون روبل. بذلك قام الانجليز بأبعاد الروس من السوق الايرانية. فردت الحكومة الروسية على هذا بفرض الرسوم الجمروكية على كل من يمر بمنطقة جنوب القوقاز. كما انها اعدت مشروعا للاستيلاء على طرابزون. وبعد اتخاذ هذه الخطوات صار الانجليز يشكون من انهم وجدوا انفسهم مقطوعين عن بحر قزوين وآسيا الوسطى. والى جانب التنافس في المجال التجاري اشتد الصراع الانجليزي - الروسي في المجال السياسي.

الصراع من أجل السيطرة على أفغانستان

جرى في الربع الثاني من القرن التاسع عشر انتقال الصراع السياسي والعسكري الى شرق الهضبة الايرانية والى مدينة هرات بصورة خاصة. ولا تزال هذه المدينة لحد الآن تلعب دور ملتقى الطرق العالمية المؤدية الى وسط آسيا و بلاد فارس والهند. وبعد هزيمة بلاد فارس في صراعها مع روسيا صارت تبحث عما يعوض ذلك في الشرق وتسعى للاستيلاء على هرات مستفيدة من الفوضى السائدة في افغانستان التي تحولت الى امارة مستقلة. واساءت طموحات بلاد فارس في هرات بصفتها ملتقى للطرق المؤدية الى الهند اساءت الى حد كبير الى علاقاتها مع الانجليز.

واحكم الفرس عام 1833 الحصار على هرات، لكنه باء بالفشل. ثم بدأوا الحصار الثاني مما اثار المقاومة الشديدة من جانب الانجليز. ومما يجدر الذكر ان الضابط البريطاني ألدريد بوتينجر كان يترأس الدفاع عن هرات. اما الضابط الروسي الكونت سيمونيتش فكان يقود جيش الشاه.

وقد اثرت هزيمة روسيا في حرب القرم التي اندلعت بين روسيا والدولة العثمانية المدعومة من قبل بريطانيا وفرنسا ومملكة سردينيا في وضع بلاد فارس على الصعيد العالمي. واحتلت إيران هرات عام 1856، مما ادى الى اعلان بريطانيا الحرب عليها واحتلال عدد من المواقع الهامة على ساحل الخليج العربي، بما فيها بوشهر. ثم وجهت بريطانيا أسطولها نحو نهري الأهواز والكارون لقطع الطرق التجارية الفارسية في جنوب البلاد. وقضت معاهدة باريس التي اثبتت عام 1857 نتائج حرب القرم بتحرير اراضي افغانستان بما فيها مدينة هرات والاعتراف باستقلالها التام، واجبرت بلاد فارس على استشارة بريطانيا في حال وقوع اية اشتباكات على الحدود بين الدولتين.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ترسيم الحدود في أواخر القرن 19

استولت روسيا عام 1887 على واحة مرو التي كانت ايران تسيطر عليها على مدى تاريخها و بسطت سيطرتها على تركمانيا. اما الانجليز فلم ينظموا حملات عسكرية بل كانوا يتوغلون الى اراضي الغير بحجة رسم الحدود وتصحيحها.

وبدأت بلاد فارس في سبعينات القرن التاسع عشر ببسط سيطرتها على اقليم بلوجستان. فيما اسرعت بريطانيا الى رسم حدود بلوجستان تحت حمايتها. ثم طرحت مسألة رسم الحدود في الوادي الخصب لنهر هلمند الذي يعتبر مهد الحضارة الفارسية والدولة الايرانية. وتولت بريطانيا دور الوساطة بين بلاد فارس وافغانستان. وجعلت ايران تمتلك قسم الوادي المستنقع وافغانستان تمتلك قسمه الخصب. ثم جاء دورشاطئ المحيط الهندي واقليم مكران الذي قام الانجليز بتقسيمه ايضا وجعلوا ايران تمتلك الاراضي الصحراوية القاحلة منه، اما اقليم خراسان فوجد نفسه نتيجة رسم الحدود الجديدة مقطوعا عن البحر ويتوجه بانظاره إما الى الهند وإما الى تركستان الروسية لكي لا يهلك.

بحلول عام 1876 صار القسم الاكبر من آسيا الوسطى يخضع لروسيا. وادرك القيصر ألكسندر الثالث المتربع آنذاك على العرش الروسي أهمية ترسيخ الحضور الروسي في هذه المنطقة. لكن هجوم القوات الروسية توقف عام 1881 بسبب المفاوضات التي بدأت في طهران في موضوع الفصل بين ممتلكات روسيا وايران في تركستان. وأسفرت المفاوضات عن توقيع الاتفاقية الروسية-الفارسية التي تعهدت بلاد فارس بمقتضاها بالا تتدخل في شؤون السكان التركمان الذين يقطنون مرو وطانجن. واصبحت تلك الوثيقة الدبلوماسية بالنسبة الى روسيا ضمانا من العدوان من جانب بريطانيا وبلاد فارس.

الحرب العالمية الأولى

لم تشارك إيران رسميا في الحرب العالمية الأولى كما ان قيادتها اعلنت رسميا حيادها في 1 نوفمبر عام 1914. ولكن منذ بداية الحرب العالمية الاولى تقريبا تحولت اراضي البلاد الى ملتقى جسر للعمليات الحربية للدول المتحاربة وبينها بريطانيا وروسيا من جهة وألمانيا وتركيا من جهة اخرى.

في اواخر نوفمبر عام 1914 غزا الجيش التركي المناطق الغربية من اذربيجان الايرانية مما شكل خطرا على مناطق السيطرة الروسية في جنوب القوقاز. كما احتل الجيش التركي مدينة تبريز.

بدورها شنت القوات الروسية ردا على هذه الاعمال العدوانية من جانب التحالف التركي- الالماني في اواخر يناير عام 1915 هجوما على القوات التركية المرابطة في اذربيجان الايرانية واحتلت تبريز في 31 يناير عام 1915. ورافق الهجوم الروسي دخول قوات بريطانية جديدة في المناطق الايرانية الجنوبية الغربية الغنية بالنفط، وذلك تنفيذا لاتفاق تقاسم ايران الموقع بين الدولتين الامر الذي ساعد على تصعيد الاجواء المناهضة للروس والبريطانيين في ايران. واعلنت المانيا على خلفية ذلك انه ليست لديها اية مصالح استعمارية في ايران وصورت نفسها كقوة ثالثة في المنطقة. وابدت في مثل هذه الظروف الحكومة والمجلس في ايران دعمهما للكتلة الالمانية والنمساوية والتركية مما ادى الى وقوع ايران تحت الاحتلال بشكل كامل من جنوبها الى شمالها حيث احتلت روسيا القيصرية المناطق الشمالية حتى اصفهان. اما بريطانيا فاحتلت المناطق الجنوبية بالاضافة الى تركيا التي احتلت بعض المناطق الغربية بما فيها همدان.

اللعبة الكبرى

بدأت الحكومة السوفيتية بعد قيام ثورة عام 1917 سحب قواتها من ايران وذلك بعد توقيع معاهدة بريست للهدنة مع الالمان في 23 مارس/آذار عام 1918 وحلت القوات البريطانية فورا محل القوات الروسية المنسحبة.

وقامت الحكومة الايرانية الموالية للانكليز بقطع المفاوضات التي بدأت بين الحكومة السوفيتية والسفير الايراني. لكن الحكومة السوفيتية استمرت في بذل الجهود الرامية الى اقامة علاقات مباشرة مع ايران واوفدت عام 1918 بعثة دبلوماسية الى طهران. رفضت القيادة الايرانية الاعتراف بتلك البعثة رغم انها اعترفت بالحكومة السوفيتية الجديدة في ديسمبر عام 1917. وبقيت تحافظ على الاتصالات مع مبعوث يمثل القيصر السابق رغم ان السلطة السوفيتية اعفته من منصبه. وشنت الصحافة الايرانية حملة تحريضية ضد المبعوثين السوفيت انتهت بهجوم فريق الحرس الابيض الذي ضم ضباطا بريطانيين ايضا على البعثة. ولم تتخذ الحكومة الايرانية اية خطوات لحماية البعثة. وتم نهب مبنى البعثة واعتقال منتسبيها وتسليمهم الى السلطات البريطانية التي ارسلت المعتقلين الى الهند.

وتحولت إيران إلى قاعدة بريطانية انطلقت منها العمليات الحربية ضد الدولة السوفيتية. وشهدت ايران في صيف عام 1918 اطلاق الحملتين العسكريتين للجنرال دينسترفيل نحو باكو والجنرال موليسون نحو تركمنستان.

وكان البريطانيون يخططون لاحتلال منطقة جنوب القوقاز الروسية كلها وقبل كل شيء مدينة باكو انطلاقا من الاراضي الايرانية. كما انهم كانوا يزودون جيشي كولتشاك ودينيكين من ايران عن طريق بحر قزوين ومدينة غوريف الروسية. وأدت الانتصارات الاولى للجيش الاحمر على كولتشاك الى تعقيد وضع الغزاة الاجانب في آسيا الوسطى وخاصة بعد ان اخترقت وحدات الجيش الاحمر في ديسمبر عام 1918 حصارا فرضته القوات المضادة للثورة على تركمانستان وانضمت الى قوات الجمهورية السوفيتية في 22 يناير/كانون الثاني للعام نفسه.

وجهت الحكومة السوفيتية في 26 يونيو/تموز عام 1919 دعوة الى حكومة وشعب ايران . وتضمنت مذكرة الحكومة السوفيتية المؤرخة في 14 يناير/كانون الثاني عام 1918 مبادئ تقوم عليها السياسة السوفيتية تجاه ايران . كما اعربت الحكومة السوفيتية عن استعدادها لالغاء كافة الديون الايرانية للحكومة القيصرية والتخلي عن اية سيطرة على الايرادات ايرانية بما فيها تلك الناتجة عن الرسوم الجمركية والتلغراف والبريد واعلنت الحكومة السوفيتية بحر قزوين حرا لملاحة السفن الايرانية.

اعلنت الحكومة السوفيتية تسليم ممتلكات مصرف الاعتماد الروسي الى الشعب الايراني مجانا. كما سلمت مجانا الطرق المعبدة والسكك الحديدية ومنشآت المرفأ في ميناء أنزلي وخطوط البريد والتلغراف المبنية من قبل روسيا القيصرية في ايران الى الشعب الايراني بشرط ان يتقاضى العمال والموظفون في تلك المؤسسات مكافآت. وجرى الغاء كافة امتيازات المواطنين الروس. وتخلت روسيا عن التدخل في تنظيم وتشكيل القوات المسلحة الايرانية.

لكن سلطة الاحتلال البريطانية والحكومة الايرانية المتواطئة معها لم تردا على مذكرة الحكومة السوفيتية. قامت الحكومة السوفيتية صيف عام 1919 بايفاد بعثة دبلوماسية جديدة برئاسة ايفان كولوميتسيف الى ايران. لكن البعثة تم اعتقالها بمجرد وصولها الى ايران، وذلك بامر من البريطانيين. وقام ضباط الحرس الابيض بمشاركة عسكريين ايرانيين وبتحريض من السلطة البريطانية بقتل رئيس البعثة كولوميتسيف. واسرعت سلطة الاحتلال في الغاء البعثة السوفيتية اذ انها اختتمت انذاك المحادثات السرية مع الحكومة الايرانية حول عقد اتفاقية جديدة معها. وتم توقيع المعاهدة البريطانية -الايرانية في 9 اغسطس/آب عام 1919 . وقضت المعاهدة بحق البريطانيين في تعيين مستشارين لهم في الحكومة وضباط بريطانيين في الجيش الايراني. كما قضت المعاهدة بمنح ايران قرضا بريطانيا مقابل عربون معين، كان عبارة عن ايرادات من الجمارك الايرانية وموافقة الحكومة الايرانية على اعادة النظر في الرسوم الجمركية. ودل ذلك وغيره من شروط المعاهدة المجحفة على تحويل ايران الى مستعمرة ومحمية بريطانية.

عرضت السلطات السوفيتية في 28 اغسطس عام عام 1919 على ايران توقيع معاهدة معها. ورافق الاقتراح طرد الغزاة الاجانب من منطقة جنوب القوقاز وآسيا الوسطى. وشهدت باكو المحررة عام 28 ابريل عام 1920 اعلان جمهورية اذربيجان السوفيتية . واقتربت وحدات الجيش الاحمر من حدود ايران. وقام المحتلون البريطانيون في مايو عام 1920 بسحب قواتهم البرية والبحرية وما تبقى من وحدات الحرس الابيض الروسي من المنطقة الى ميناء انزلي الايراني حيث كان من المخطط انشاء قاعدة لانطلاق هجوم جديد ضد روسيا السوفيتية.

في 18 مايو عام 1920 قام الجيش الاحمر بانزال بحري في ميناء انزلي الايراني وأرغم البريطانيين على الاستسلام واعادة الممتلكات التي استولوا عليها الى روسيا والجلاء عن الميناء، الامر الذي ادى الى تدهور سمعة الامبراطورية البريطانية بشكل سريع. وجهت الحكومة الايرانية في 20 مايو عام 1920 مذكرة الى الحكومة السوفيتية جاء فيها انها موافقة على ايفاد بعثتين الى كل من باكو وموسكو لاجراء مفاوضات مع السلطات السوفيتية. وردت الحكومة السوفيتية فورا على المذكرة معلنة انها مستعدة للبدء في المفاوضات. واعلنت انها لم تتراجع حتى في الظروف الجديدة عن اقتراحاتها السابقة. لكن البريطانيين بذلوا جهودا للحيلولة دون تقدم المحادثات بين الدولة السوفيتية وايران. وهو ما حال دون ارسال ايران بعثتين

الى باكو و موسكو. وقام الممثلون البريطانيون باسقاط حكومتين ايرانيتين. كما انهم قدموا مرتين انذارا اخيرا لايران مطالبين بابرام المعاهدة البريطانية الايرانية في المجلس. لكن موسكو استقبلت في نهاية المطاف سفيرا ايرانيا استثنائيا فوق العادة وصل الى روسيا شهر نوفمبر عام 1920 لاجراء المفاوضات حول عقد المعاهدة.

وشهدت طهران بعد قليل انقلابا على الحكومة. ولعب رضا خان شاه ايران مستقبلا وقائد لواء القوزاق الذي شكلته الحكومة القيصرية بطلب منه دورا كبيرا في تدبيره. واوصل الانقلاب 21 فبراير عام 1921 حكومة السيد ضياء الدين الى الحكم في ايران. وتم توقيع المعاهدة السوفيتية الايرانية في موسكو يوم 26 فبرايرعام 1921. وأعلنت الحكومة الايرانية في اليوم نفسه انها ترفض تقديم المعاهدة البريطانية الايرانية الى المجلس لابرامها.

ما قبل بهلوي

الكلونل ڤ. لياخوڤ يُذكر لفظاظته لقصفه مجلس إيران الوطني سنة 1911.

ثبتت المعاهدة استقلال وسيادة ايران والغت كافة الاتفاقيات التي عقدتها روسيا القيصرية مع دول اخرى من شانها ان تلحق ضررا بايران وقضت المعاهدة باقامة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية بين البلدين. ووافق الجانبان على الاعتراف بالحدود التي رسمتها اتفاقية عام 1881 الروسية الفارسية. ونصت المعاهدة على حق الجانبين في الاستعمال المشترك للانهر الواقعة على الحدود. وضمت المعاهدة قرارات بشأن الاقتراحات الاقتصادية السوفيتية الواردة في مذكرة الحكومة السوفيتية المؤرخة في 26 يونيو/حزيران عام 1919. كما انها احتوت على مواد تضمن استقلال إيران وأمن بلاد السوفيت.

ونصت المادة الخامسة (بند الاول) للمعاهدة على ان الجانبين التزما بالحيلولة دون وجود تنظيمات او مجموعات او اشخاص يهدفون الى مواجهة كل من بلاد فارس وروسيا او الدول الحليفة لروسيا في اراضي كل منهما. كما قضت تلك المادة بالحيلولة دون تجنيد افراد في ميليشيات هذه التنظيمات.

وقضت المادة الثالثة للمعاهدة بالتزام كل من روسيا وايران بان تمنعا بشتى الوسائل مرابطة جيوش او قوات مسلحة لدولة اخرى تهدد حدود ومصالح وامن الجانب المتعاقد السامي الاخر في اراضيهما.

وقضت المادة السادسة بما يلي:" في حال قيام دول اخرى بمحاولات لممارسة سياسة الاحتلال او جعل بلاد فارس قاعدة للاعتداء على روسيا ووجود تهديد لحدود جمهورية روسيا السوفيتية الفيدرالية الاشتراكية او الدول الحليفة لها وفي حال عجز الحكومة الفارسية عن ردع هذا الخطر بعد انذارها من قبل الحكومة الروسية السوفيتية يحق للحكومة الروسية السوفيتية ادخال قواتها الى اراضي بلاد فارس لاتخاذ الاجراءات العسكرية اللازمة دفاعا عن الذات".

قضت المادة السادسة بضمان وحدة اراضي ايران وامنها وفرضت على روسيا السوفيتية التزاما بالحيلولة دون ممارسة سياسة الاحتلال من قبل دول اخرى في اراضي بلاد فارس. وكان تخلي الحكومة السوفيتية طوعا عن كل الامتيازات بما فيا الاقتصادية في ايران خطوة لا مثيل لها في تاريخ العلاقات بين دولة كبرى ودولة صغيرة. وجاءت المعاهدة السوفيتية الايرانية بمثابة ضربة موجعة موجهة الى سياسة الدول الاستعمارية في الشرق. وكتبت مجلة "نيشن" الامريكية يوم 3 يونيو عام 1921 :" تجني روسيا حاليا في بلاد فارس ثمر سياسة الفداء بالذات اذ انها تخلت عن الامتيازات الاقتصادية والطرق والبنوك واقسام التلغراف دون ان تطلب فلسا تعويضا للخسائر التي تكبدتها".

وتمكنت ايران استنادا الى دعم الدولة السوفيتية من حمل بريطانيا على سحب قواتها من اراضيها والغاء معاهدة عام 1919 البريطانية الايرانية المجحفة في عام 1921.

وقدم الاتحاد السوفيتي فيما بعد مساعدة ملموسة لايران في تطوير صناعتها. وانشئت في ايران بمساعدة الاتحاد السوفيتي عدة مستودعات للحبوب بما فيها مستودع طهران الكبير وطاحونة طهران الكبيرة وعدة معامل لمعالجة الارز وغيرها من المؤسسات الصناعية. وتم في عام 1924 تأسيس المصرف التجاري الروسي الفارسي والجمعية الروسية الفارسية التجارية وتعاونية القطن الروسية الفارسية وجمعية التصدير والاستيراد الروسية الفارسية.

عهد بهلوي

منظر من مجلة فرنسية من عام 1916 تبين "الروس في إصفهان".

كان الشاه الايراني رضا بهلوي يتبع في عشرينات القرن الماضي سياسة الحفاظ علي علاقات حسن الجوار مع الاتحاد السوفيتي ، الامر الذي ساعد في تعزيز استقلال ايران السياسي والاقتصادي. لكن اواخر الثلاثينات شهدت تجليات العداء تجاه الاتحاد السوفيتي في سياسته. وازدادت الدعاية المضادة للسوفيت في البلاد. وكان كل ما له علاقة بالروس يضطهد بقسوة. وتخلى الشاه عام 1938 عن توقيع اتفاقية تجارية جديدة مع الاتحاد السوفيتي مما ادى الى تقليص مستوى التجارة الثنائية التي شغلت عام 1938 نسبة 38% من التبادل التجاري في البلاد. واتصفت سياسة الشاه الخارجية عشية نشوب الحرب العالمية الثانية بالعداء الشديد وصار الشاه يقترب من ألمانيا الهتلرية. وكان ينظر في فترة اعوام 1934 -1941 الى المانيا بصفتها نموذجا للاقتداء به.

وكانت ايران بصفتها طريقا بريا تقليديا الى جنوب شرق أسيا وبلدا يمتلك حقول النفط الغنية تشكل اهمية خاصة بالنسبة لالمانيا ناهيك عن وضعها الاستراتيجي الهام في الحرب المحتملة مع الاتحاد السوفيتي. وقام الهتلريون في مطلع عام 1941 بنقل 11 طنا من الاسلحة والذخائر الى ايران بشكل خفي. كما أنهم انشأوا مستودعات للاسلحة والمتفجرات في شمال البلاد. وكان ما يقارب 4 ألاف شخص من العملاء الالمان يعملون في ايران عام 1941. وورد في معلومات أجهزة الاستخبارات أن إيران يمكن ان تشهد انقلابا عسكريا بهدف اشراك البلاد في الحرب ضد الاتحاد السوفيتي الى جانب المانيا. وقام الجيش السوفيتي باحباط الخطط الهتلرية. وقد وجهت الحكومة السوفيتية المذكرات المؤرخة في 26 يونيو و19 يوليو و 16 أغسطس عام 1941 الى الحكومة الايرانية بطلب ايقاف نشاط الالمان في ايران. ونظرا لان الحكومة الايرانية رفضت تنفيذ ما جاء في المذكرات فان الاتحاد السوفيتي وبريطانيا سلمتا يوم 25 اغسطس إلى الحكومة الإيرانية مذكرة جديدة وقاما بادخال قواتهما إلى إيران.

في 16 سبتمبر وقع الشاه رضا مرسوم تخليه عن العرش وتسليمه إلى ابنه الاكبر محمد رضا بهلوي وغادر ايران. دخلت القوات السوفيتية ايران في 17 سبتمر عام 1941 ، وذلك تنفيذا لمعاهدة عام 1921 السوفيتية الإيرانية الآنفة الذكر. أما القوات البريطانية فدخلت ايران في 18 سبتمر عام 1941.

وأسفر طرد الألمان من إيران وقطع العلافات الدبلوماسية مع ألمانيا عن انضمام إيران إلى التحالف المضاد لهتلر وضمن لها السيادة والاستقلال والمكانة الجديرة في العالم بعد انتهاء الحرب. اطلق على عملية احتلال إيران من قبل الحلفاء "عملية الوفاق" وكان هدف العملية حماية حقول النفط الإيرانية من قوات المانيا النازية وحلفائها فضلا عن فتح ممر اضافي لنقل امدادات الحلفاء الى الاتحاد السوفيتي. وكان الاتحاد السوفيتي يحافظ على قواته في ايران الشمالية لغاية شهر مايو عام 1946 تخوفا من وقوع العدوان المحتمل من جانب تركيا.

شهدت طهران في أواخر عام 1943 انعقاد القمة الثلاثية الكبرى لرؤساء دول التحالف ستالين وتشرشل وروزفلت بصفتها أهم حدث


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ستالين روزفلت وتشرشل

دبلوماسي أبان الحرب العالمية الثانية. وعقدت اجتماعات القمة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني و 1 ديسمبر عام 1943 . وقام في أراضي ايران المحتلة من قبل القوات السوفيتية كيانان غير معترف بهما هما جمهورية مهاباد الكردية واذربيجان الجنوبية.

رافق انسحاب القوات السوفيتية التوصل الى اتفاقات مع طهران التي وافقت على تأسيس شركة النفط السوفيتية الايرانية المختلطة. وكان الاتحاد السوفيتي يدعو الى استقرار الوضع في اذربيجان الجنوبية. واعربت ايران بهذا الصدد عن رغبتها الشكلية في تسوية العلاقات مع الحكومة الاذربيجانية الوطنية في هذا الاقليم وتقديم الحريات للمنظمات الاجتماعية والنقابية فيه. لكن الحكومة الايرانية قامت على اثر انسحاب القوات السوفيتية من ايران بالغاء كل الاتفاقات المتوصل اليها، وذلك بضغط من بريطانيا وامريكا. واعلن رئيس الوزراء الايراني في 21 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1946 ادخال القوات الحكومية في اقاليم ايران كلها بما فيها اذربيجان الجنوبية بحجة اجراء الحملة الانتخابية. واكتفي الاتحاد السوفيتي بتوجيه انذار وتوصية في التخلي عن مثل هذه الخطط. وبعد دخول القوات الحكومية في اذربيجان الايرانية تم قمع حركة التحرر الوطني هناك بقسوة. وحدث الشئ ذاته في اقليم كردستان الايرانية. وتخلى المجلس المنتخب الجديد عام 1947 عن ابرام اتفاقية تأسيس شركة النفط الروسية الايرانية المشتركة.

ما بعد الحرب العالمية الثانية - تنامي نفوذ أمريكا

ادى الانتصار على المانيا النازية الى حدوث انقسام في صفوف الحلفاء مما اثر على علاقات موسكو مع طهران.

في 6 اكتوبر عام 1947 عقدت بين ايران والولايات المتحدة اتفاقية البعثة العسكرية الامريكية في ايران التي زادت من سيطرة المستشارين العسكريين الامريكيين على الجيش الايراني، الامر الذي أدى الى وقوف ايران الرسمي موقفا معاديا للسوفيت. وشهدت الفترة التي سبقت سقوط نظام الشاه محمد رضا بحلوي مستويات مختلفة في العلاقات السوفيتية الايرانية من توترالعلاقات الى العلاقات الطبيعية.

وعلى سبيل المثال وقعت حكومة الجنرال رزمر عام 1950 في طهران اتفاقية تجارية مع الاتحاد السوفيتي وبدأت في العام نفسه المحادثات في موضوع تسوية مشاكل الحدود وغيرها من المشاكل في العلاقات بين البلدين.

واسفرت زيارة شاه ايران الى الاتحاد السوفيتي في يوليو عام 1956 عن ادلاء الشاه بتصريح جاء فيه ان بلاده لم ولن تنضم الى كتل معادية وأحلاف للاتحاد السوفيتي. الا ان ايران تبنت بعد فترة مبدأ ايزنهاور وعقدت في 5 مارس عام 1959 الاتفاقية الثنائية الايرانية -الامريكية العسكرية التي تسمح بدخول القوات الامريكية في اراضي ايران وتحويلها الى رأس جسر عسكري امريكي.

كما شهدت العلاقات السوفيتية - الايرانية فترات تخفيف التوتر، وذلك في زمان حكم رئيس الوزراء محمد مصدق (اعوام 1951 - 1953) الذي كان يمثل مصالح البرجوازية الوطنية الايرانية . لكن تلك الحكومة سقطت نتيجة الانقلاب الذي اسفر عن اعتقال مصدق. وبدأت في فترة ما بعد سقوط نظام الشاه صفحة جديدة في العلاقات بين موسكو وطهران.


العلاقات الايرانية السوڤيتية بعد 1953

بعد قيام انقلاب عام 1953 المدعوم من قبل انجلترا والولايات المتحدة الذي ادى الى انقسام القوى اليسارية وسقوط حكومة مصدق الشرعية شهدت العلاقات السوفيتية الايرانية تقلبات من البرودة الى العلاقات الطبيعية. لكن الشاه رضا بهلوي ظل يؤكد كل مرة وفاءه لاصدقائه الاوروبيين والامريكيين الذين ضمنوا صعوده الى السلطة مجددا. وانطلاقا من هذا الامر فان رضا بهلوي لم يكن بوسعه ان ينتهج سياسة مستقلة واضطر الى ممارسة السياسة الموالية لامريكا مؤكدا كل مرة وجود الخلافات بينه وبين جاره الشمالي.

في 11 اكتوبر عام 1955 اعلن رئيس الوزراء الايراني حسين علاء انضمام بلاده الى حلف بغداد، الامر الذي اثار ردا سلبيا من جانب موسكو. واعلن نيكيتا خروشوف في بيان صادر عنه انه يندد بهذه الخطوة ويصف الحلف بانه فقاعة صابون ستنفجر بسرعة. وردا على ذلك اعلن حسين علاء ان الاتحاد السوفيتي هو فقاعة من الصابون كتب لها الانفجار في اسرع وقت.

وكانت تصريحات كهذه تعقد العلاقات الثنائية غير البسيطة. ولم يساعد في تحسينها حتى توقيع معاهدة الحدود السوفيتية الايرانية ونظام تسوية نزاعات الحدود في 14 مايو عام 1957 وتبادل الزيارات على المستوى العالي. في 15 سبتمبر عام 1962 تبادلت طهران وموسكو مذكرتين تهدفان الى زيادة الثقة بين البلدين. واعلنت ايران آنذاك انها لن تسمح للدول الاجنبية بان تمتلك قواعد صواريخ في اراضيها. واكدت هذا الموقف بعد ان شنت الصحف السوفيتية واذاعة موسكو حملة دعائية على حلف السنتو (حلف بغداد سابقا) ورفضت امكانية تحويل ارضها الى رأس جسر لاعتداء الولايات المتحدة على الاتحاد السوفيتي. لكن الواقع بين عكس ذلك. وشهدت الحدود السوفيتية الايرانية حوادث كثيرة وبصورة خاصة افشال المناورات السوفيتية في منطقة باكو العسكرية لاقامة طائرة "ليبيراتور" الأم.


ما بعد 1979

كان الاتحاد السوڤيتي أول دولة تعترف بالجمهورية الإسلامية في فبراير 1979.[2] أثناء الحرب الإيرانية العراقية، مد السوڤيت صدام حسين بكميات ضخمة من الأسلحة التقليدية. كان آية الله خميني يعتبر الأن الإسلام غير متوافق بالأساس مع المثل الشيوعية السوڤيتية (مثل الإلحاد)، تاركاً صدام حسين العلماني حليفاً لموسكو.

بعد الحرب، وخاصة عند سقوط الاتحاد السوڤيتي، شهدت العلاقات الإيرانية الروسية تقدماً مفاجئاً في العلاقات الدبلوماسية والتجارية، وسرعان ما بدأت إيران في شراء الأسلحة من روسيا.

بحلول منتصف التسعينيات، كانت روسيا قد وافقت بالفعل على مواصلة العمل على تنمية البرنامج النووي الإيراني، مع خطط لإنهاء إنشاء مفاعل بوشهر الذي تأخر إنشاءه لما يقارب 20 عاماً.

روسيا الاتحادية

ملف:أردوغان وپوتن ورئيسي في ختام قمة طهران، 24 يوليو 2022.

في 20 يوليو 2022، عُقدت قمة إيرانية تركية روسية في العاصمة الإيرانية طهران، بحضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والروسي ڤلاديمير پوتن والتركي رجب طيب أردوغان. وأكد البيان الختامي للقمة الثلاثية تصميم الدول الثلاث على مواصلة التعاون "للقضاء على الإرهابيين" في سوريا.و أبدى الرئيس التركي اردوغان عزمه على مواصلة قتال "الإرهاب" في سوريا. وأعربت طهران أعربت لأردوغان مجدداً عن رفضها العملية العسكرية لما ستلحقه من "ضرر" على أطراف مختلفة في المنطقة.[3]

وعلى وقع التهديدات التركية بالعملية العسكرية، أتت قمة طهران ضمن إطار عملية أستانا للسلام الرامية لإنهاء النزاع السوري المتواصل منذ العام 2011. ويلوّح إردوغان منذ شهرين بشنّ عملية عسكرية ضد مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، تنطلق من الحدود التركية وتمتد الى منطقتي منبج وتل رفعت في ريف محافظة حلب في شمال سوريا. وتسيطر تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ 2016 على مناطق حدودية متاخمة في الشمال.

وأعربت الدول الثلاث في البيان الختامي عن تصميمها "على مواصلة تعاونها القائم للقضاء في نهاية المطاف على الأفراد والمجموعات الإرهابية"، ورفض "كل المحاولات لخلق وقائع جديدة على الأرض تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، بما يشمل مبادرات الحكم الذاتي غير القانونية، والتصميم على الوقوف في وجه الأجندات الانفصالية الهادفة لتقويض سيادة ووحدة أراضي سوريا، إضافة الى تهديد الأمن القومي للدول المجاورة".

وأكد خامنئي خلال استقباله اردوغان إن عملية عسكرية تركية "ستعود بالضرر على سوريا، ستعود بالضرر على تركيا، وستعود بالضرر على المنطقة"، وفق بيان نشر على موقعه الالكتروني. اعتبر پوتن في كلمته أن المحادثات الثلاثية كانت "مفيدة جدًا"، مضيفا "ناقشنا النقاط الأساسية لتعاوننا المتعلّق بسوريا"، داعيًا نظيريه لزيارة روسيا لعقد القمة المقبلة.

وسبق لموسكو وطهران أن حذرتا تركيا من شنّ هذه العملية في سوريا التي وصل وزير خارجيتها فيصل المقداد إلى طهران ليل الثلاثاء. وحذّر من أن الخطوة التركية المحتملة ستصبّ في صالح "الإرهابيين"، معتبراً أن على "إيران وتركيا وسوريا وروسيا حل هذه المشكلة من خلال الحوار". ودعمت تركيا وروسيا أطرافاً متصارعة في الحرب الأهلية السورية، وراحتا تبحثان عن طرق للحد من العنف في الأشهر الأخيرة.

وكان مجلس الأمن الدولي قد وافق قبل أيام على تجديد السماح بتسليم المساعدات عبر الحدود إلى سوريا في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون لمدة ستة أشهر بعد أن أوقفت روسيا في البداية اقتراحاً بتمديدها لمدة عام واحد.

تأتي الزيارة في أعقاب ادعاء مسؤولين أمريكيين بأن طهران تعتزم تزويد روسيا بمئات الطائرات المسيرة لحربها في أوكرانيا. وقالت الولايات المتحدة إن زيارة الزعيم الروسي إلى إيران أظهرت مدى عزلة روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا. تمثل القمة أول لقاء بين بوتين وزعيم دولة من حلف شمال الأطلسي، أي اردوغان، للمرة الأولى منذ بدء روسيا غزوها لأوكرانيا في فبراير. وكان رفع الحظر عن صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود على رأس جدول أعمال الزيارة، وقد قال بوتين إنه جرى إحراز تقدم في هذا المجال.

وفي أعقاب غزوها لأوكرانيا، باتت روسيا تحت سلسلة من العقوبات التي فرضتها دول غربية تتقدمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. من جهتها، تخضع إيران منذ أعوام طويلة لعقوبات مختلفة، زادت حدة بعد الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق بشأن برنامجها النووي عام 2018.

والتقى پوتن في طهران المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي. ونقل بيان عن خامنئي قوله إن "الأحداث العالمية تظهر حاجة إيران وروسيا إلى تعاون متبادل متزايد باستمرار"، لا سيما في ظل العقوبات الغربية المفروضة على البلدين. وسبق وصول پوتن لطهران الإعلان عن توقيع مذكرة تفاهم بين شركة گازپروم الروسية العملاقة للطاقة، والشركة الوطنية للنفط الإيرانية.

وحضرت مسألة تصدير الحبوب من أوكرانيا على هامش القمة. وأعلن پوتن بعد اجتماع عقده مع اردوغان تحقيق تقدم في هذه المسألة. وقال متوجها الى نظيره التركي "أودّ أن أشكركم لجهود الوساطة التي بذلتموها، لاقتراحكم تركيا كميدان مفاوضات حول مشكلات الإنتاج الغذائي ومشكلات تصدير الحبوب عبر البحر الأسود"، وفق بيان للكرملين. وكان پوتن يشير الى الآليات التي ستسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية العالقة بفعل الهجوم العسكري الروسي، عبر ممرات بحرية آمنة، في ظلّ الخشية من أزمة غذاء عالمية.

وعلى الرغم من كونها عضواً رئيسياً في التحالف العسكري الغربي، رفضت تركيا الانضمام إلى العقوبات الدولية ضد موسكو، حيث تسعى حكومة أردوغان إلى لعب دور الوسيط. ويمكن أن يوفر الاجتماع فرصة للزعيم التركي لإتمام اتفاق مبدئي بين القادة الروس والأوكرانيين لضمان تصدير 22 مليون طن من الحبوب. وفي الآونة الأخيرة، تحاول أنقرة التفاوض على إنهاء حصار الحبوب في البحر الأسود، والذي يمنع ملايين الأطنان من الحبوب المطلوبة بشدّة من مغادرة أوكرانيا وتسليمها إلى دول في جميع أنحاء العالم.

وتشير تقارير إلى إن أسطول البحر الأسود الروسي يوقف أي شحنات تدخل أو تخرج، وقد وثقت بي بي سي أدلة كثيرة على أن قوات موسكو سرقت الحبوب الأوكرانية وصدّرتها. وقد أثر القتال العنيف على حصاد الحبوب السنوي في أوكرانيا.وقال وزير الدفاع التركي الأسبوع الماضي إن الجانبين اتفقا على سبل لضمان سلامة طرق الشحن لسفن الحبوب. وقال يوري أوشاكوف، كبير مستشاري بوتين للسياسة الخارجية: "ستُناقش قضية شحنة الحبوب الأوكرانية مع أردوغان. ونحن مستعدون لمواصلة العمل على هذا المسار".

لكن المحادثات تأتي في الوقت الذي اتهم مسؤولون ومزارعون محليون بالقرب من خط المواجهة، روسيا بقصف حقول الحبوب عمدا. وقال أوليه بيلينكو، وهو سياسي محلي في جنوب أوكرانيا وسجين روسي سابق، لبي بي سي إن المزارعين في دائرته الانتخابية بالقرب من مدينة ميكولايف الجنوبية يتعرضون باستمرار لقصف مدفعي وصاروخي. وأضاف أن القوات الروسية كانت "تقصف الحقول والآلات الزراعية وحظائر الحبوب"، مشيرا إلى أن العديد من المزارعين "سقطوا ضحايا لمثل هذه الهجمات وأصيبوا بشظايا". وقال إن "فرق الإطفاء المحترفة من مدينة ميكولايف تخشى الذهاب إلى هناك لأن الوضع خطير للغاية. أُخمد العديد من الحرائق بجهودنا الخاصة. لكن القصف ازداد الآن".

العلاقات الحالية

إيران مرشحة للإنضمام إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

مع تصاعد المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، وجدت البلاد نفسها مدفوعة إلى تحالف مع الصين وروسيا. وإيران، مثل روسيا، "ترى الطموح الاقليمي التركي وانتشار بعض الأيديولوجية التركية المحتملة بارتياب".[4]

كما تتشارك روسيا وإيران مصالح مشتركة في الحد من النفوذ السياسي للولايات المتحدة في آسيا الوسطى. هذه المصالح المشتركة أدت إلى توسيع منظمة تعاون شنغهاي لتمديد حالة إيران كمراقب في 2005، وعرض العضوية الكاملة في 2006. العلاقات الإيرانية مع المنظمة، والتي تسيطر عليها روسيا والصين، تمثل أكثر الروابط الدبلوماسية قوة والتي تشاركتها إيران منذ ثورة 1979. تشاركت إيران وروسيا في تأسيس منتدى البلدان المصدرة للغاز برفقة قطر.


العسكرية

على عكس السنوات السابقة والتي كان الأسطول الجوي الإيراني فيها مصنوع في الغرب بالكامل، فقد أصبح أسطول الطيران العسكري والمدني الإيراني يصنع محلياً وروسياً بشكل متزايد مع مواصلة الولايات المتحدة وأوروپا فرض على العقوبات ضد إيران.[5][6][7] عام 2010، أدى رفض إيران التوقف عن تنشيط اليورانيوم إلى طرح قرار جديد من مجلس الأمن للتصويت، القرار رقم 1929، والذي يدعى إلى فرض عقوبات جديدة على إيران تمنع بيع جميع أنواع الأسلحة الثقيلة (بما في ذلك الصواريخ) إلى إيران. أسفر هذا عن إلغاء تسليم طلبية منظومة الصواريخ إس-300 إلى إيران:[8] في سبتمبر 2010 وقع الرئيس الروسي ديمتري مدڤديڤ مرسوماً بمنع تسليم منظومة صواريخ إس-300، مركبات مدرعة، طائرات حربية، مروحيات وسفن إلى إيران.[9] أدى هذا إلى خسارة قيمتها 13 بليون دولار في مبيعات الأسلحة إلى إيران وإجبار إيران على الاعتماد على الأسلحة الصينية في المستقبل حسب إيگور كوروتشنكو.[10] كما انتقد محمود أحمدي‌نژاد روسيا لخضوعها للولايات المتحدة.[11] نتيجة للإلغاء، رفعت إيران دعوى على روسيا في محكمة سويسرية ورداً على الدعوى هددت روسيا بسحب الدعم الدبلوماسي لإيران في النزاع النووي.[12] في أعقاب خطة العمل المشتركة الشاملة، وافقت روسيا على تسليم منظومة إس-300 في 2016. حالياً تنظر إيران في شراء طائرة سو-30 من روسيا.

في 29 نوفمبر 2019، أعلن قائد القوات البحرية الإيرانية، الأدميرال حسين خانزادي، عن إجراء مناورات مشتركة بين إيران وروسيا والصين قريباً في شمال المحيط الهندي. وقال خانزادي، في تصريح أدلى به بمناسبة اليوم الوطني للقوة البحرية الإيرانية، إن الدول الثلاثة ستجري مناورات عسكرية في شمال المحيط الهندي في المستقبل القريب، مضيفاً أن تصميم وتخطيط التدريبات تم أكتوبر 2019 وتستعد لها حالياً أساطيل إيران وروسيا والصين. وتابع: "عندما تتلاقى أسماء بعض الدول العظمى والقوية مثل إيران وروسيا والصين في مثل هذه المناورات فإن ذلك يعتبر حدثاً مهماً".[13]

وأوضح أن تعاون إيران مع روسيا والصين سيضمن الأمن الجماعي في البحر بعد صيف من التوترات البحرية في الشرق الأوسط، مردفاً: "المناورات المشتركة بين العديد من الدول، سواء على اليابسة أو في البحر أو في الجو، تشير إلى توسع ملحوظ في التعاون". وشدد في هذا السياق أن "هذه التدريبات تحمل نفس الرسالة إلى العالم، والتي مفادها أن الدول الثلاث قد وصلت إلى نقطة استراتيجية ذات مغزى في علاقاتها". وزاد بالقول إن "هذه المناورات تسعى إلى إيصال هذه الرسالة للعالم، وهي تكمن في أن أي نوع من الأمن في البحر يجب أن يشمل مصالح جميع الدول المعنية".

وبين خانزادي أن "التفسير الدقيق لإجراء كهذا يعني أنه تم تشكيل مستوى عال جدا من التعاون السياسي بين الدول الثلاث، ونحن نتطلع الآن إلى تعزيز التعاون في القطاع العسكري أيضا، والذي يهدف بدوره إلى تعزيز الأمن، وفي رأينا فإن الأمن يتحقق عبر العمل الجماعي".

تجري الصين وروسيا وإيران تدريبات عسكرية بحرية مشتركة اعتباراً من 27 ديسمبر 2019 في خليج عُمان، بحسب ما أعلنت بكين وطهران، على وقع ارتفاع منسوب التوتر في المنطقة منذ انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.[14]

وتهدف التدريبات العسكرية المقررة من 27 حتى 30 ديسمبر إلى "تعميق التعاون بين أسلحة البحرية التابعة للدول الثلاث"، بحسب ما أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو كيان في 25 ديسمبر. وأوضح وو أن سلاح البحرية الصيني سينشر خلال التدريبات مدمرة الصواريخ الموجهة شينينگ التي يطلق عليها "قاتلة حاملات" الطائرات نظراً لترسانتها من الصواريخ العابرة الهجومية المضادة للسفن، بحسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. لكنه لم يعط تفاصيل عن عدد الجنود والسفن المشاركة بالمجمل.

بدوره، أكّد كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي أنه بالنسبة لإيران، تهدف التدريبات لتعزيز "أمن التجارة الدولية في المنطقة" و"محاربة الإرهاب والقرصنة". ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عنه قوله إن التدريبات ستفضي إلى "استقرار الوضع الأمني".


في 20 يناير 2022، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تجري مع نظيرتها الصينية والإيرانية تدريبات عسكرية بحرية مشتركة في خليج عمان من 18 حتى 22 يناير. وقالت الوزارة: "تجري من 18 إلى 22 يناير العام الحالي في خليج عمان والمجال الجوي فوقه التدريبات العسكرية البحرية المشتركة بين روسيا والصين وإيران CHIRU-2Q22".[15]

وأوضحت الوزارة أن الجانب الروسي تمثله في هذه التدريبات مجموعة من سفن أسطول المحيط الهادئ تشمل الطراد الصاروخي "فارياغ" والسفينة الكبيرة المضادة للغواصات "أدميرال تريبوتس" والناقلة البحرية الكبيرة "بوريس بوتوما".

وأشار البيان إلى أن التدريبات العسكرية تتضمن رمايات نارية من منظومات المدفعية لإصابة أهداف بحرية، وتنفيذ مناورات تكتيكية مشتركة وعمليات للبحث والإنفاذ في البحر، إضافة إلى التدريب على عمليات فحص وتحرير سفن محتجزة على يد القراصنة.

وعلى إثر ذلك ستواصل مجموعة السفن الروسية المذكورة العبور إلى مياه البحر الأبيض المتوسط حيث ستشارك إلى جانب قوات للأسطول الشمالي وأسطول البلطيق في مناورات مشتركة للقوات البجرية الروسية.

إطلاق الساتل خيام من قاعدة بايكونور الفضائية، قزخستان، 9 أغسطس 2022.

في 9 أغسطس 2022، أطلقت روسيا ساتلاً إيرانياً إلى المدار من جنوب قزخستان، بعد ثلاثة أسابيع فقط من تعهد الرئيس ڤلاديمير پوتن وآية الله علي خامنئي بالعمل معاً ضد الغرب. وقالت وكالة الفضاء الروسية إن ساتل الاستشعار عن بعد، خيام-1، الذي سمي على اسم الشاعر والفيلسوف الفارسي في القرن الحادي عشر عمر الخيام، أطلق بواسطة صاروخ سويوز روسي من قاعدة بايكونور الفضائية في قزخستان ودخل المدار بنجاح.[16]

خيام-1، هو ساتل كانوپوس-ڤ روسي الصنع لرصد الأرض، يمكنه رصد معالم صغيرة على سطح الأرض تصل إلى 1.2 متر، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن پوست قبل أيام. وكتبت واشنطن پوست: "هذا أقل بكثير من الجودة التي حققتها سواتل التجسس الأمريكية أو مزودي صور السواتل التجارية الراقية، لكنه تحسن كبير مقارنة بقدرات إيران الحالية."

وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين أمنيين غربيين لم تسمهم، أن "الفائدة الأكبر المحتملة ستكون قدرة إيران على تكليف "الساتل الجديد بإجراء مراقبة مستمرة على المواقع التي تختارها، بما في ذلك المنشآت العسكرية في إسرائيل ومصافي النفط وغيرها، والبنية التحتية الحيوية في دول الخليج المجاورة".

قبل إطلاق خيام، كان لدى إيران ساتلين فقط في الفضاء، وفقًا لمعهد السلام الأمريكي: سينا-1، الذي أطلق في مهمة تصوير واتصالات واضحة عام 2005، ونور-2، وهو ساتل للتصوير أُطلق في مارس 2022.

ذكرت صحيفة واشنطن پوست في يونيو 2022 أن روسيا تفاوضت على صفقة الساتل خيام سراً مع الحرس الثوري الإسلامي الإيراني على مدار عدة سنوات. في تلك القصة، أشارت الصحيفة إلى أن الخبراء الروس قد سافروا بالفعل إلى إيران لتدريب أطقم أرضية في عملية الساتل. لكن يبدو أن إيران لن تتمكن من الوصول إلى أجهزتها الفضائية الجديدة الفاخرة على الفور. تنوي روسيا استخدام خيام "لعدة أشهر، أو أكثر، لتعزيز مراقبتها للأهداف العسكرية" لغزوها المستمر لأوكرانيا، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن پوست، نقلاً عن مسؤولي الأمن الغربيين، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.[17]

ومع ذلك، ينفي المسؤولون الإيرانيون الادعاءات بأنهم لن يتمكنوا من الوصول إلى الأجهزة على الفور. وذكر تقرير لرويترز، نقلا عن "طهران ترفض مزاعم احتمال استخدام موسكو للساتل لتعزيز قدراتها الاستخباراتية في أوكرانيا، قائلة إن إيران ستتمتع بالسيطرة الكاملة عليها وستعمل عليها منذ اليوم الأول"، بحسب ما نشرته وكالة أنباء إيرنا الرسمية الإيرانية.

التسليح

سوخوي سو طراز 35 2.jpg

في 4 سبتمبر 2022، أعلن قائد القوات الجوية الإيرانية العماد حميد واحدي أن المصلحة تدرس حالياً شراء طائرات مقاتلة من طراز سوخوي سو-35 من روسيا، موضحاً أن القرار النهائي متروك لقيادة الجيش والقيادة العامة للأركان. وأضاف أن الاستحواذ على مقاتلة سو-30 ليس على جدول الأعمال حالياً. يأتي هذا الإعلان بعد سنوات من التكهنات باحتمال استحواذ إيراني على طائرات مقاتلة جديدة من الخارج، حيث أبدت الدولة اهتماماً قوياً بالطائرات المقاتلة الروسية والسوڤياتية في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات قبل فرض حظر روسي تحت الضغط الأمريكي، يليه حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة في الفترة من 2007 إلى 2020 إلى إنهاء هذه الاحتمالات. [18]

سوخوي سو طراز 35.jpg

استحوذت إيران سابقاً على سربين من مقاتلات ميگ-29 وسرب مقاتلة من طراز سو 24 إم واحد من الاتحاد السوڤيتي، والتي لا تزال هي المقتنيات الوحيدة لطائرات الجيل الرابع منذ السبعينيات. في حين أن طائرات ميگ-29 حرس طهران الحالية، فإن هياكل الطائرات هذه تعتبر أنه قد عفا عليها الزمن اليوم بسبب الافتقار إلى ترقيات ذات هدف معين. تمثل سو-35 فئة مقاتلة أثقل بكثير وأكثر قدرة، وبخلاف طراز سو-57 الجديد من الجيل الخامس، فهو الأكثر قدرة من حيث القدرات الجوية-الجوية التي قدمتها روسيا. لعبت الطائرة دوراً رئيسياً في العمليات ضد الجيش الأوكراني وحصلت على العديد من القتلى ضد المقاتلين الأوكرانيين بما في ذلك الوزن الثقيل سو-27إس. على الرغم من أنه تم إسقاط أحدهم من الأرض، إلا أنه لم يتم فقد أي منهم في القتال الجوي.[19]

سوخوي سو طراز 35 1.jpg

يأتي البيع المحتمل لطائرات سو-35 بعد تكهنات من وسائل الإعلام الغربية بأن روسيا يمكن أن تستبدل المقاتلات بطائرات إيرانية بدون طيار، مع عدد من الطائرات الإيرانية بدون طيار التي تم اختبارها على نطاق واسع في الدول المجاورة وبعضها لديها قدرات تخفي متقدمة. بينما اكتسبت الوحدات العسكرية الإيرانية خبرة كبيرة في العمل جنباً إلى جنب مع سو-35 خلال العمليات المشتركة ضد المتمردين المدعومين من الغرب في سوريا في 2010، كما اكتسبت القوات الروسية أيضاً خبرة في عمليات الطائرات بدون طيار الإيرانية التي لعبت دوراً رئيسياً في الحملة بما في ذلك في مناسبة واحدة تنفيذ غارة جوية على القوات الأمريكية في مسرح العمليات.

كما تكهن معلقون بإيران في منتصف عام 2010 بأنها تفكر في الاستحواذ على مقاتلات سو-30 الروسية وترخيص إنتاج الفئة محلياً. حيث تعتمد سو-30 على نفس تصميم هيكل الطائرة فلانكر مثل سو-35، ولكنها طائرة أرخص وأقل قدرة يتم إنتاجها بتكلفة أقل بكثير وبدون التخصص في القتال الجوي، مع وجود عيوب ملحوظة بما في ذلك الرادار والمحركات. تشتهر سو-35 بقدراتها على توجيه الدفع ثلاثي الأبعاد، ومداها الطويل للغاية الذي لا مثيل له بين مقاتلات التفوق الجوي، وإدراكها الكبير للحالة التي يوفرها استخدام رادارات ذات مصفوفة ثلاثية المراحل، وإمكانية وصولها إلى مجموعة واسعة جداً من أنواع الذخائر المتقدمة.

تم التكهن سابقاً بأن إيران ستفضل المقاتلة الصينية خفيفة الوزن ج-10سي على سو-35، حيث تستفيد الطائرة الصينية من إلكترونيات الطيران الأكثر حداثة والوصول إلى صواريخ جو-جو PL-15 وPL-10 المتقدمة مع اقتناء أقل بكثير. والتكاليف التشغيلية. لا تزال سو-35 مناسبة بشكل أفضل للسيطرة على مناطق أكبر وإبراز القوة خارج المجال الجوي الإيراني، على الرغم من أن روسيا ستقبل معاملات المقايضة أو تقبل التعديلات الإيرانية أو توفر الوصول إلى أحدث صواريخها الجوية R-37M أو R-77M قد يكون من بين العوامل التي تحدد ما إذا كانت إيران ستواصل عملية الاستحواذ.

يمكن أن تحل أسراب سو-35 محل F-4D Phantoms الأقدم من الولايات المتحدة في الخدمة، وستوفر تكملة أثقل بكثير للمقاتلة كوثر الأصلية خفيفة الوزن التي يتم إنتاجها حالياً. وسبق أن صدرت الطائرة بنحو مليار دولار لـ 12 طائرة، على الرغم من أن السعر يعتمد على عوامل متعددة بما في ذلك نوع الأسلحة المجهزة بها. سيأتي الاستحواذ على سو-35 في الوقت الذي يواصل فيه الخصوم الإيرانيون الاستعداد لعمليات عسكرية محتملة لاستهداف البنية التحتية النووية للبلاد وأهداف عسكرية أخرى. يأتي ذلك أيضاً مع انتقال روسيا وإيران إلى دمج اقتصاداتهما بشكل أوثق في مواجهة جهود الحرب الاقتصادية الغربية، ومع تهديد عملاء محتملين آخرين لطائرة سو-35 بفرض عقوبات اقتصادية غربية كجزء من حملة لعزل قطاع الدفاع الروسي من التمويل الخارجي.


في 16 أكتوبر 2022، أفادت واشنطن پوست أن إيران تعمل على تعزيز التزامها بتوريد الأسلحة للهجوم الروسي على أوكرانيا، وفقًا لمسؤولين أمنيين أمريكيين وحلفاء، حيث وافقت إيران سراً على إرسال ليس فقط مسيرات هجومية، ولكن أيضًا ما وصفه بعض المسؤولين بأنها أول صواريخ أرض-أرض إيرانية الصنع مخصصة للاستخدام ضد المدن الأوكرانية ومواقع القوات الأوكرانية.[20]

ويأتي الدعم الإيراني في وسط ما تقول إدارة جو بايدن إنها خسائر كبيرة لدى الجيش الروسي من المعدات منذ بداية الهجوم على أوكرانيا في فبراير وتراجع الإمدادات من الذخيرة الموجهة بدقة كتلك التي استخدمت في غارات الأسبوع الماضي ضد المدن الأوكرانية. ونشرت مؤسسات إعلامية مستقلة صوراً لبقايا مسيرات إيرانية الصنع استخدمت في ضرب أهداف أوكرانية، بشكل يستدعي الشك في إنكار إيران المتواصل أنها تزود حليفتها روسيا بأسلحة كهذه. وأكد مسؤولون في الپنتاگون وبتصريحات علنية استخدام المسيرات الإيرانية في الغارات الجوية الروسية وكذا نجاح القوات الأوكرانية بإسقاط بعض هذه المسيرات.[21]

وفي إشارة عن تزايد الدور الإيراني كمزود لموسكو، أرسلت طهران مسؤولين في 18 سبتمبر لاستكمال شروط شحنات عسكرية إضافية، بما فيها نوعان من صواريخ أرض- أرض إيرانية الصنع، وذلك حسب مسؤولين أمريكيين ودولة حليفة تقوم برصد النشاطات الإيرانية. وفي تقييم أمني تم التشارك فيه بين المخابرات الأمريكية والأوكرانية بالأيام القليلة الماضية أكد استعداد صناعة السلاح الإيرانية لأول شحنة من صواريخ فاتح- 110 وذو الفقار، الصواريخ الإيرانية قصيرة المدى، وتستطيع ضرب أهداف على بعد 300 و700 كيلومتر على التوالي، وذلك حسب قول مسؤولين على اطّلاع بالأمر. ولو وصلت الشحنة فستكون أول صفقة عسكرية إيرانية لروسيا منذ بداية الحرب.

وفي أغسطس، حدد نفس المسؤولين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم نوعين من المسيرات الإيرانية، مهاجر-6 وشاهد-136 والتي بدأت طهران بتزويدها لروسيا بغرض الاستخدام في أوكرانيا. وتمت استعادة بقايا النوعين وحللت والتقطت القوات الأوكرانية لها صوراً في الأسابيع الماضية. ويبدو أن روسيا أعادت طلاء المسيرات وأعطتها أسماء روسية. وقال المسؤولون الذين اطلعوا على شحنة الصواريخ إن إيران تحضر لشحنات جديدة من المسيرات لروسيا بما فيها أعداد من مهاجر 6 وأعداد كبيرة من شاهد-136. ويطلق على النوع الأخير أحيانا كاميكاز أو المسيرة الانتحارية لأنها مصممة للانفجار في الأهداف وقادرة على إسقاط متفجرات من على مستوى 1.500 ميل.

وقال المسؤولون إن المستشارين الفنيين الإيرانيين زاورا المناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا لتقديم الإرشادات حول طريقة استخدام المسيرات. ورفضت الوكالات الأمنية التعليق على التقارير بشأن الشحنات الروسية، ولم يرد المسؤولون الروس أو الإيرانيون. وفي 3 أكتوبر أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني التصريحات الحكومية التي تنكر دعمها العسكري للروس "تعتبر الجمهورية الإسلامية التقارير المتعلقة بتزويدها مسيرات لروسيا بغرض استخدامها في أوكرانيا غير صحيحة ولا تؤكدها". وأعاد التأكيد على حيادية إيران في النزاع وأكد على ضرورة حل الطرفين المشاكل عبر الطرق السياسية وبعيدا عن العنف. وأخبرت حكومة كييف بالمعلومات الأمنية الجديدة.

وقال مسؤول أمني أوكراني للصحيفة إن تقييمات الاستخبارات بشأن المسيرات التي نشرها الروس في جنوب أوكرانيا تفيد بأنها جاءت من إيران. وخفضت أوكرانيا مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران بسبب التقارير عن المسيرات التي ظهرت في ساحة الحرب. واستند الرئيس ڤولوديمير زلنسكي على الغارات الأخيرة لمطالبة الناتو بتزويد بلاده بأنظمة دفاع صاروخية متقدمة. ورفضت روسيا، مثل إيران التقارير الغربية حول تلقيها شحنات من المسيرات الإيرانية، ووصفها المتحدث باسم الرئيس، ديمتري بيسكوف بالزائفة. ولكن المسيرات الإيرانية تركت بصماتها على الميدان حيث دمرت عددا من الدبابات الأوكرانية وأضرت ببنى تحتية مدنية في الهجمات المتكررة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

ويقول المسؤولون إن وصول أنظمة الصواريخ أرض- أرض قد يعطي الروس سلاحاً جديداً ضد كييڤ التي تستعيد مناطق في الجنوب والشرق بسبب الدعم العسكري الغربي. ويقول فارزين نديمي، الخبير في الأسلحة الإيرانية بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى "التقدم من المسيرات إلى أرض- أرض قد يعطي الروس خيارات أخرى وقدرة على الضرب". وتملك إيران ترسانة صواريخ متنوعة من الأسلحة لا تضاهى في الشرق الأوسط، قصيرة ومتوسطة.

وفي الوقت الذي كافح فيها مصممو الصواريخ الإيرانية لبناء مصداقية، إلا أن الأجيال الجديدة من صواريخ فاتح 110 وذو الفقار تعتبر قوية ودقيقة حسب الخبراء. وزودت بعض النماذج بأنظمة توجيه كهربائية- بصرية تسمح لمشغلي الصواريخ بتوجيهها وهي تقترب من الهدف. وزودت إيران الصواريخ سابقاً لحلفائها في الشرق الأوسط، وبخاصة جماعة الحوثي في اليمن التي استخدمتها لضرب مصافي البترول والبنى التحتية في دول الخليج.

وتملك روسيا أنواعا عدة من المسيرات التي تستخدم للرقابة ودعم المدفعية. ولكن موسكو لم تستثمر في بناء أسطول من المسيرات القتالية، كتلك التي تستخدمها القوات الأمريكية بشكل منتظم في أفغانستان والشرق الأوسط. وكان لدى روسيا ترسانة من الذخيرة الموجهة بدقة إلا أن الصواريخ والمقذوفات الصاروخية نفدت كما يقول المسؤولون الأمريكيون منذ بداية الحرب. وفي إيجاز للمسؤولين الاستخباراتيين الأمريكيين يوم الجمعة أشاروا لاعتماد روسيا المتزايد على إيران وكوريا الشمالية، كدليل على أثر العقوبات وحظر تصدير التكنولوجيا.

وفي عرض للصحافيين قال مسؤولون من مكتب مدير الاستخبارات الوطنية إن روسيا خسرت أكثر من 6.000 قطعة سلاح منذ بداية الحرب وتستخدم الذخيرة بطريقة لا يمكن تحملها. ونظرا لعدم قدرتها الحصول على المواد الإلكترونية بسبب العقوبات، فقد "بدأت روسيا بالبحث عن معدات وإمدادات من دول مثل إيران وكوريا الشمالية" بما في ذلك المدفعية والمسيرات والذخيرة والمقذوفات الصاروخية. وأشار أيضًا إلى أن صناعة الدفاع الروسية تعتمد بشكل كبير على واردات مواد مثل المعالجات الدقيقة وتكنولوجيا التصوير الضوئي والحراري.

التجارة

حسن روحاني وپوتن في طهران، 20 نوفمبر 2015.

بالإضافة إلى التجارة والتعاون في الهيدروكربون، توسعت العلاقات الإيرانية والروسية أيضاً في قطاعات اقتصادية أخرى كثيرة غير قطاع الطاقة، ومنها اتفاقية زراعة كبرى تم التوقيع عليها في يناير 2009 وعقد اتصالات في ديسمبر 2008.[22] في يوليو 2010، وقعت إيران وروسيا اتفاقية لزيادة التعاون بين البلدين في تطوير قطاعات الطاقة. ومن بنود الاتفاقية تأسيس تبادل مشترك في قطاع النفط، بإنتاج مجمع يزيد عن 15 مليون برميل نفط يومياً، مما يمنحهما القدرة على أن تصبحا سوقاً عالمياً رائداً للنفط .[23] أصبحت گازپروم ولوكويل تشاركان بشكل متزايد في تطوير مشروعات النفط والغاز الإيرانية.

في 2005، كانت روسيا سابع أكبر شريك تجاري لإيران، حيث وصلت نسبة الصادارات الإيرانية من روسيا إلى 5.33%.[24] تزايدت العلاقات التجارية بين البلدين من 1 بليون دولار في 2005 إلى 3.7 بليون دولار في 2008.[22] المركبات البخارية، الفواكه، الخضروات، الزجاج، النسيج، البلاستيك، الكيماويات، السجاجيد اليدوية، منتجات الأحجار والجص من بين المنتجات الإيرانية الغير نفطية التي تُصدر إلى روسيا.[25] تبعاً لرويترز (الأربعاء 2 أبريل 2014)، فقد أحرزت إيران وروسيا تقدماً تجاه موارد اتفاقية النفط مقابل السلع والتي يقال أن قيمتها تزيد عن 20 بليون دولار.[26][27]

تزايدت العلاقات بين روسيا وإيران لكون البلدين خاضعتين للعقوبات الأمريكية وتسعيان لشركاء تجارة جدد. وقع البلدان صفقة طاقة تاريخية بقيمة 20 بليون دولار في 2014.[28][29]

الاتحاد الاقتصادي الأوراسي

بتعزز العلاقات الاقتصادية والجيوسياسية الإيرانية الروسية على مدار السنين، فقد اختارت روسيا والاتحاد الاقتصادي الأوراسي إيران للإنضمام إلى الاتحاد أيضاً. حالياً، واحدة فقط من بلدان الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، أرمنيا، لديها حدود برية مباشرة مع إيران. لا تزال إيران في الوقت الحالي هي الشريك الرئيسي للاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

عبرت إيران عن اهتمامها بالإنضمام للاتحاد الاقتصادي الأوراسي.[30] أثناء اجتماع بين الرئيسي القزخستاني نور سلطان ناظرباييڤ والرئيس الإيراني حسن روحاني، ناقشا أوجه التعاون بين الاتحاد الجمركي وإيران. تبعاً للسفير الإيراني في روسيا، مهدي سانئاي، تركز إيران على التوقيع على اتفاقية مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في 2015 تخص التجارة الثنائية وتخفيض التعريفة الجمركية لبلدان آسيا الوسطى والتجارة بالعملات الوطنية كجزء من الاتفاقية بدلاً من الدولار الأمريكي.[31] في مايو 2015، أعطى الاتحاد موافقة مبدئية للتوقيع على اتفاقية تجارة حرة مع إيران. أندري سلپنڤ، الممثل الروسي في اللجنة الاقتصادية الأوروپية الآسيوية في اجتماع على مستوى الخبراء للاتحاد الاقتصادي الروسي في يرڤن، وصف إيران "بالشريك الرئيسي للاتحاد الاقتصادي الأوراسي في الشرق الأوسط[32] وأشار ڤيكتور خريستنكو إلى أن إيران شريكاً هاماً لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. صرح بأن "التعاون بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإيران يعتبر منطقة هامة من عملنا في سبيل تعزيز الاستقرار الاقتصادي في المنطقة".[33]

النقل والمواصلات

طرق النقل والمواصلات التي تتعاون روسيا وإيران على إنشائها
طريق النقل والمواصلات التي تتعاون روسيا وإيران على إنشائها

تتعاون روسيا وإيران من أجل بناء طريق تجاري جديد عابر للقارات يمتد من شرق أوروبا إلى المحيط الهندي، وهو ممر يبلغ طوله 3000 كيلومتر (1860 ميلًا) بعيدًا عن متناول أي تدخل أجنبي. ويهدف الطريق لإعادة تشكيل شبكات التجارة بسرعة، وتحت ضغط هائل من العقوبات على كلا البلدين، تحديداً بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. إذ يؤمن الطريق حماية الروابط التجارية بين البلدين من التدخل الغربي وبناء روابط جديدة مع الاقتصادات العملاقة وسريعة النمو في آسيا. كما أن الطرق الجديدة عبر إيران ستوفر آلاف الكيلومترات، إذ سيسمح الممر التجاري الناشئ لروسيا وإيران باختصار آلاف الكيلومترات عن الطرق الحالية. في نهايته الشمالية يوجد بحر آزوف، الذي يقع بين قوسين من شبه جزيرة القرم والساحل الجنوبي الشرقي لأوكرانيا، بما في ذلك ميناء ماريوبول الذي تحتله روسيا، ومصب نهر الدون. وكان قد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن من مكاسب بلاده من الحرب في أوكرانيا، إن بحر آزوف "أصبح بحرًا داخليًا" لروسيا. وأوضح أن أهمية الممر بأن شبكات الأنهار والبحر والسكك الحديدية، تمتد إلى المحاور الإيرانية على بحر قزوين وفي النهاية إلى المحيط الهندي.

وفي وقت آخر شدد على الحاجة إلى تطوير البنية التحتية للسفن والسكك الحديدية والطرق على طول الطريق الذي "سيوفر للشركات الروسية فرصًا جديدة لدخول أسواق إيران والهند والشرق الأوسط وأفريقيا، وسيسهل الإمدادات، من هذه البلدان في المقابل".

ويقد أن كل من روسيا وإيران تستثمران ما يصل إلى 25 مليار دولار في ممر التجارة الداخلية، مما يساعد على تسهيل تدفق البضائع التي يريد الغرب إيقافها.

وهذا ما يثير قلق الولايات المتحدة وحلفائها، حيث يسعون لمنع نقل الطائرات الإيرانية بدون طيار وغيرها من الإمدادات العسكرية التي يقولون إنها تساعد في حرب الكرملين في أوكرانيا.

وقال جيمس أوبراين، كبير مسؤولي العقوبات في إدارة بايدن، حول الممر: "إنها منطقة نراقبها بعناية، سواء هذا المسار أو العلاقة الإيرانية الروسية بشكل عام". وأضاف "نحن قلقون من أي جهد لمساعدة روسيا على التهرب من العقوبات". كما صرح روبرت مالي، مبعوث إدارة بايدن في إيران، إن أي ممر تجاري جديد يحتاج إلى دراسة، كجزء مما أصبح على رأس أولوياته: وقف شحنات الأسلحة بين الدول. ويضيف: "لقد اتخذوا هذا قرارًا مدمرًا للغاية ومتهورًا"، "من المهم تسليط الضوء عليه، لمحاولة إظهار أنهم لا يستطيعون الاختباء."

وبالإضافة إلى تجارة للأسلحة بين الدولتين، هناك أسباب اقتصادية مقنعة لطريق العبور الجديد. إذ كانت السفن التي تبحر في نهري دون وفولغا تتاجر تقليديًا في الطاقة والسلع الزراعية (إيران هي ثالث أكبر مستورد للحبوب الروسية) لكن النطاق أصبح جاهزاً للتوسع. وأعلن البلدان عن مجموعة من الصفقات التجارية الجديدة التي تغطي البضائع بما في ذلك التوربينات والبوليمرات والإمدادات الطبية وقطع غيار السيارات. كما تزود روسيا الوقود النووي ومكونات للمفاعل النووي الإيراني في بوشهر. ومن ناحيتها تحتاج روسيا إلى تعويض الانهيار المفاجئ لعلاقاتها التجارية مع أوروبا، التي كانت قبل الحرب أكبر شريك تجاري لها، فضلاً عن إيجاد حلول للعقوبات الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

ميناء تشابهار بإيران
ميناء تشابهار بإيران

يقول نيكولاي كوزانوف الدبلوماسي الروسي السابق أن: "مع إغلاق شبكات النقل الأوروبية، فإن التركيز على تطوير ممرات تجارية بديلة تدعم تحول روسيا إلى الشرق". ويمكنك فرض ضوابط على الطرق البحرية، ولكن من الصعب مراقبة الطرق البرية إذا لم يكاد يكون مستحيلاً".

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، تعمل روسيا على وضع اللمسات الأخيرة على القواعد التي من شأنها منح السفن الإيرانية حق المرور على طول الممرات المائية الداخلية على نهري الفولغا والدون.

وتُظهر بيانات حركة السفن ما لا يقل عن اثنتي عشرة سفينة إيرانية، بعضها تديره مجموعة خطوط الشحن التابعة لجمهورية إيران الإسلامية الخاضعة للعقوبات الأمريكية، وهي تبحر في المياه بين ساحل بحر قزوين في البلاد وموانئ نهر الفولغا الرئيسية. كما أفادت وكالة أنباء العمل الإيرانية شبه الرسمية الشهر الماضي أن شركة IRISL ومقرها طهران استثمرت 10 ملايين دولار في ميناء على طول نهر الفولغا. وتهدف لمضاعفة سعة الشحن في ميناء سوليانكا في مدينة أستراخان الروسية، إلى 85 ألف طن شهريًا.

سكك الحديد الإيرانية
سكك الحديد الإيرانية

وتوسع إيران شبكة سكك حديدية التي تمتد حوالي 16000 كيلومتر وهي جزء من قائمة اليونسكو للتراث العالمي. إذ ترسل روسيا الحبوب إلى الهند عبر ميناء بندر عباس الإيراني. [34]

سكة حديد رشت آستارا

خريطة لخط سكة حديد رشت آستارا في إيران لتطوير النقل على طول ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC)
خريطة لخط سكة حديد رشت آستارا في إيران لتطوير النقل على طول ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC)

في 17 مايو 2023 أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّ عملية تنفيذ خط سكة حديد "رشت آستارا" قد بدأت، بعد مرور 20 عاماً على افتتاحه.

وفي كلمة له ضمن مراسم إبرام اتفاقية إنشاء هذا الممر، قال بوتين إنّ "افتتاح هذه السكة الحديدية سيجذب فرص استثمار عديدة، ويفتح مجالاً لتعزيز حركة الصادرات".

وأشار الرئيس الروسي، خلال اتصال عبر الفيديو مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى وجوب "إنشاء هذا الممر المهم بين الشمال والجنوب بسرعة".

من جهته، أكّد رئيسي أنّ هذا الخط "سيساهم بقوة في تعزيز التجارة والحمل والنقل"، موضحاً أنّ "المشروع الكبير سيُنفَّذ حالياً بإرادة كل من إيران وروسيا".

وشدّد على جدية بلاده في "استثمار كل الفرص المتاحة"، معرباً عن أمله في "أن يتابع المعنيون في البلدين تنفيذ هذه الاتفاقية لإدخال خط سكة الحديد سريعاً للخدمة".

تأتي هذه الخطوة المهمة الإستراتيجية ضمن إطار تعزيز التعاون بين طهران وموسكو، بحسب الرئيس الإيراني، وهي ستعود بالنفع على جميع دول المنطقة.

وقال رئيسي إنّ إنشاء هذا الممر "يعكس علاقات الصداقة والتعاون بين جميع الدول الواقعة بين آسيا الشرقية والجنوبية ودول القوقاز وشمال أوروبا".

وكان الرئيسان الروسي والإيرني قد شهدا اليوم توقيع اتفاق تمويل وإنشاء خط للسكك الحديدية في إيران لتسهيل التجارة الإقليمية.

ويمتد هذا الممر من ميناء آستارا الروسي إلى مدينة رشت شمال إيران، ويُنظر إليه على أنّه رابط مهم في النقل الدولي بين الشمال والجنوب، الذي يربط الهند وإيران وروسيا وأذربيجان ودولاً أخرى عن طريق السكك الحديدية والبحر.

وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، أن روسيا ستخصص قرضاً بقيمة 1.3 مليار يورو لإنشاء مشروع السكك الحديدية "رشت - أستارا".[35]

الاستطلاعات

تبعاً لاستفتاء خدمة عالمي عقدته بي بي سي في 2013، فإن 86% من الروس يرون تأثير إيران إيجابياً، بينما 10% يرونه سلبياً.[36] أظهر استطلع گالوپ في نهاية 2013 أن إيران تحتل الترتيب السادس كأكبر تهديد للسلام في العالم تبعاً للرأي الروسي (3%)، بعد الولايات المتحدة (54%)، الصين (6%)، العراق (5%)، سوريا (5%)، وروسيا (3%).[37]


انظر أيضاً


مرئيات

إطلاق الساتل الإيراني خيام-1 من قاعدة بايكونور الفضائية،
قزخستان، 9 أغسطس 2022.

المصادر

  1. ^ العلاقات الإيرانية الروسية، روسيا اليوم
  2. ^ Goodarzi, Jubin M. (January 2013). "Syria and Iran: Alliance Cooperation in a Changing Regional Environment" (PDF). Middle East Studies. 4 (2): 31–59. Retrieved 6 August 2013.
  3. ^ "قمة طهران: اتفاق ثلاثي على مواصلة التعاون "للقضاء على الإرهاب في سوريا"". بي بي سي. 2022-07-20. Retrieved 2022-07-24.
  4. ^ Herzig Edmund, Iran and the former Soviet South, Royal Institute for International Affairs, 1995, ISBN 1-899658-04-1, p.9
  5. ^ "Middle East | Iran air safety hit by sanctions". BBC News. 2005-12-06. Retrieved 2016-10-22.
  6. ^ "Iran to buy five TU 100-204 planes from Russia". Payvand.com. Retrieved 2016-10-22.
  7. ^ "Archived copy". Archived from the original on 2006-06-14. Retrieved 2006-07-15. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)CS1 maint: archived copy as title (link)
  8. ^ John Pike. "Analysts Say Iran-Russia Relations Worsening". Globalsecurity.org. Retrieved 20 April 2016.
  9. ^ Medvedev bans sale of S-300 missiles, other weapons to Iran, RIA Novosti, 22/09/2010
  10. ^ John Pike. "Russia may lose $13 bln to ban on arms exports to Iran – analyst". Globalsecurity.org. Retrieved 20 April 2016.
  11. ^ "Archived copy". Archived from the original on 2010-11-13. Retrieved 2010-11-03. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)CS1 maint: archived copy as title (link)
  12. ^ Strokan, Sergey. "Russia and Iran: Heading toward a political earthquake?" Archived 2013-02-02 at archive.today RT, 15 August 2012.
  13. ^ "في "رسالة للعالم".. إيران تعلن عن قرب مناورات عسكرية بحرية مع روسيا والصين". روسيا اليوم. 2019-11-29. Retrieved 2019-11-30.
  14. ^ "تدريبات عسكرية روسية صينية إيرانية هذا الأسبوع في خليج عُمان". جريدة الشرق الأوسط. 2019-12-26. Retrieved 2019-12-26.
  15. ^ "روسيا والصين وإيران ستجري تدريبات عسكرية مشتركة في خليج عمان". روسيا اليوم. 2022-01-20. Retrieved 2022-01-20.
  16. ^ "Russia puts Iranian satellite into orbit". رويترز. 2022-08-09. Retrieved 2022-08-10.
  17. ^ "Russia launches sharp-eyed spy satellite for Iran". space.com. 2022-08-09. Retrieved 2022-08-10.
  18. ^ militarywatchmagazine (2022-09-05). "Iranian Air Force Chief Announces Plans to Acquire Russian Su-35 Fighters: How Likely is a Sale?". militarywatchmagazine.com.
  19. ^ business-standard (2022-09-05). "Iran seeks to buy Su-35 fighter jets from Russia, says air force commander". www.business-standard.com. {{cite web}}: |author= has generic name (help)
  20. ^ "Iran plans to send missiles, drones to Russia for Ukraine war, officials say". واشنطن پوست. 2022-10-16. Retrieved 2022-10-16.
  21. ^ "واشنطن بوست: إيران تعد شحنات من مسيرات فاتح وذو الفقار وأنظمة "أرض-أرض" لروسيا". جريدة القدس العربي. 2022-10-16. Retrieved 2022-10-16.
  22. ^ أ ب "Tehran Times". Tehran Times. Retrieved 20 April 2016.
  23. ^ "Iran Investment Monthly Aug 2010.pdf" (PDF). Turquoisepartners.com. Retrieved 2016-10-22.
  24. ^ "The Cost of Economic Sanctions on Major Exporters to Iran". Payvand.com. Retrieved 2016-10-22.
  25. ^ http://www.iran-daily.com/1388/3414/html/economy.htm#s383292. Retrieved 2009-06-07. {{cite web}}: Missing or empty |title= (help)[dead link]
  26. ^ Jonathan Saul and Parisa Hafezi (2 April 2014). "Iran, Russia working to seal $20 billion oil-for-goods deal: sources". Reuters. Retrieved 20 April 2016.
  27. ^ Reuters Editorial (2 April 2014). "Iran, Russia working to seal $20 bln oil-for-goods deal – sources". Reuters UK. Retrieved 20 April 2016. {{cite web}}: |author= has generic name (help)
  28. ^ "Vladimir Putin signs historic $20bn oil deal with Iran to bypass Western sanctions". Retrieved 7 August 2014.
  29. ^ "Russia and Iran strike oil agreement". Retrieved 7 August 2014.
  30. ^ "Iran Plans to Sign Agreement With Eurasian Economic Union in 2015". Sputniknews.com. 2015-01-27. Retrieved 2016-10-22.
  31. ^ "Iran Seeks Trade Agreement with Eurasian Union". Asbarez.com. 2015-02-06. Retrieved 2016-10-22.
  32. ^ "PressTV-Eurasian union okays free trade with Iran". Presstv.ir. Retrieved 4 June 2015.
  33. ^ "Tehran Times". Tehran Times. Retrieved 20 April 2016.
  34. ^ Jonathan Tirone and Golnar Motevalli. "Russia and Iran Are Building a Trade Route That Defies Sanctions". bloomberg.
  35. ^ "بوتين ورئيسي يعلنان بدء تنفيذ خط سكة حديد "رشت آستارا"". الميادين.
  36. ^ 2013 World Service Poll BBC
  37. ^ "End of year 2013 : Russia" (PDF). Wingia.com. Retrieved 2016-10-22.

قراءات إضافية

  • Kazemzadeh, Firuz, Russia and Britain in Persia, A study in Imperialism, 1968, Yale University Press.

وصلات خارجية