الوفاق الإنگليزي الروسي

خريطة للمنطقة، تعود إلى 1907-1920، وتبين الخط الروسي.

المعاهدة الإنگليزية-الروسية Anglo-Russian Convention، الموقعة في 31 أغسطس 1907 في سانت پطرسبورگ، روسيا، دعمت العلاقات البريطانية الروسية المهزوزة بترسيم الحدود التي تحدد السيطرة في فارس، أفغانستان، والتبت. وعلى ما يبدو فقد انتهت هذه الاتفاقية بسبب الصراع طويل الأمد على السلطة والذي وقع على حساب المناطق الأقل نمواً في العالم عبر آسيا الوسطى. ورغم أن هذه القوى الاستعمارية قد شهدت فيما بينها صراعات كبيرة قليلة نسبياً على مدى مئات السنوات السابقة، تنافس ضمني، والمعروف باسم "المباراة الكبرى"، والذي أدى إلى تفاقم الوضع حتى بدأ السعي لإيجاد حل في أوائل القرن 20. كنتيجة للمعاهدة الإنگليزية-الروسية، سحق الطرفان أي فرصة للحكم الذاتي في فارس. لم تكن فكرة إعادة تشكيل الدولة الفارسية في حسبان هذه القوى؛ فقد تمتع كل منهما بالاستقرار والسيطرة في فارس وخططا للاحتفاظ بها بهذا الوضع. بصفة عامة، تمثل هذه الاتفاقية خطوة محسوبة بعناية من جانب كل قوة والتي اختاروا من خلالها قيمة تحالف قوي من أجل السيطرة المحتملة الوحيدة على أجزاء مختلفة من آسيا الوسطى.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اللعبة الكبرى

أثناء القرن 19، كان لبريطانيا سيطرة قوية على الهند واعتبرت أن تلك السيطرة أولوية عظمى. إلا أن روسيا شهرت سيفها الامبراطوري من خلال توسعها الكبير إلى الجنوب والشرق، متوجهة لاحقاً إلى المزيد تجاه الهند. بحلول 1813 و1928، انتزعت عبر القوقاز وداغستان من فارس مستولية على القوقاز من الأخيرة، وبحلول 1829، توسعت جنوباً على حساب تركيا العثمانية. وهكذا في غضون 30 عام وسعت بشكل كبير حدودها إلى الجنوب على حساب منافسيها الاثنين المجاورين، فارس وتركيا. "اللعبة الكبرى" تشير إلى التنافس بين بريطانيا وروسيا للسيادة في آسيا الوسطى.[1] خلال العقود ضمت جميع الخانات والأراضي في آسيا الوسطى، وصولاً إلى الحدود البرية الجديدة في الجغرافيا السياسية مع بريطانيا، والمسماة المنطقة الوسطى من الأرض والتي كانت تقع بين الهند الحيازات الروسية في ذلك الوقت: فارس، أفغانستان والتبت.


بزوغ ألمانيا

في 20 مايو 1882، دخلت ألمانيا في الحلف الثلاثي مع إيطاليا والنمسا-المجر، مستكملة بزوغها الصناعي والاجتماعي-السياسي في الساحة العالمية. علاوة على ذلك، وسعت ألمانيا بشكل كبير انتاجها العسكري من أوائل عقد 1900 حتى إندلاع الحرب العالمية الأولى. في عهد الامبراطورية "الألمانية-الپروسية" الجديدة، عملت الحكومة الألمانية على زيادة ثروة الوطن ووصلت إلى كان يعرف آنذاك بذروة القوة الألمانية. بينما كانت بريطانيا ورسيا متشككة في نوايا ألمانيا الاستعمارية، كان أطراف الحلف الثلاثي بدورهم واقعين تحت تهديد التكتيكات السياسية الخارجية العدوانية لبريطانيا وروسيا والثروة التي جمعاها من مستعمراتهما.

مشاكل في إيران

عام 1905، اندلع نشاط ثوري عبر طهران مجبراً الشاه علىقبول دستور، يسمح بتشكيل مجلس (تجمع برلماني)، وعقد انتخابات. شخصيات كبرى في الثورة كان لها أهداف علمانية، والتي أحدثت فيما بعد انشاقاقات بين صفوف رجال الدين لصالح الملكية. لم توافق بريطانيا ولا روسيا على هذه الترتيبات التحررية، الغير مستقرة، السياسية الجديدة--فضلا الحكومة المستقرة الشبه صورية والتي قدمت التنازلات الأجنبية وعملت بشكل جيد مع أهدافها الاستعمارية.

لتسهيل الوضع في إيران، ناقشت بريطانيا وروسيا تقسيم إيران "إلى ثلاث مناطق. بموجب الاتفاقية التي أراداها تخصيص الشمال، ويشمل اصفهان لروسيا؛ الجنوب الشرقي، خاصة كرمان، سيستان، وبلوچستان لبريطانيا؛ وترسيم الأرض المتبقية بين القوتين كمنطقة محايدة". هذا التقسيم لإيران عزز سيطرة القوى العظمى على مصالحها الاقليمية والاقتصادية في البلاد فضلاً عن سماحه لها بالتدخل المفعتل في النظام السياسي الإيراني. في ظل النفوذ الخارجي، تم الالتفاف على الثورة بواسطة مجموعة من الأنشطة الأوروبية والملكية. نتيجة لذلك، تعلم الإيرانيون "أنه مع كون 'الجارتين' مفترستين، إلا أن الشيء الأكثر خطورة هو اتحادهما جنباً إلى جنب مع منافيسها".[بحاجة لمصدر]

المعاهدة الإنگليزية الروسية 1907[2]

وقعها رسمياً الكونت الكسندر إيزڤولسكي، وزير خارجية الامبراطورية الروسية، والسير آرثر نيكلسون، السفير البريطاني لدى روسيا، وكانت المعاهدة المعاهدة الإنگليزية الروسية 1907 كالتالي:

  1. سيتم تقسيم فارس إلى ثلاث مناطق: منطقة روسية في الشمال، منطقة بريطانية في الجنوب الشرقي، ومنطقة محايدة "عازلة" في الأراضي الباقية.
  2. ألا تطلب بريطانيا تنازلات "وراء الخط الذي يبدأ من قصر شيرين، مروراً عبر اصفهان، يزد، كاخك، وينتهي عن الطقة الواقعة على الحدود الفارسية عند تقاطع الحدود الروسية والأفغانية.
  3. على روسيا اتباع عكس المبدأ التوجيهي الثاني.
  4. أن تتوقع روسيا عن أي تواصل مع أمير أفغانستان.

تم كتابة معاهدة منفصلة لحل النزاع المتعلق بالتبت. إلا أنه قد اتضح في النهاية أن هذه الشروط إشكالية، حيث "لفتت الانتباه إلى وجود مجموعة كبيرة من القضايا الصغرى التي ظلت عالقة".

العواقب المباشرة للمؤتمر

بعد توقيع الوفاق، بدأت روسيا "المشاركة في المناورات العسكرية وتوجيه الدعوات المتبادلة". كان الوفاق حافزاً على تأسيس "الوفاق الثلاثي"، والذي كان أساساً لتحالف البلدان المعارضة لقوى المركز عام 1914 عند مطلع الحرب العالمية الأولى.

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ "Central Asia: Afghanistan and Her Relation to British and Russian Territories". World Digital Library. 1885. Retrieved 2013-07-28.
  2. ^ "Agreement concerning Persia" - Full Text

للاستزادة

  • Abrahamiam, Ervand, A History of Modern Iran (Cambridge University Press, 2008)
  • Adelson, Roger, London and the Invention of the Middle East: Money, Power, and War, 1902–1922 (St. Edmundsbury Press, 1995)
  • Klein, Ira. "The Anglo-Russian Convention and the Problem of Central Asia, 1907-1914," Journal of British Studies (1971) 11#1 pp. 126-147 in JSTOR
  • Palace, Wendy. The British Empire and Tibet (Studies in the Modern History of Asia), (Milton Park, England: RoutledgeCurzon, 2005)
  • Siegel, Jennifer, Endgame: Britain, Russia and the Final Struggle for Central Asia (New York: I.B. Tauris, 2002)
  • Tomaszewski, Fiona K., A Great Russia: Russia and the Triple Entente (Greenwood Publishing Group, 2002)

وصلات خارجية