ربوبية

(تم التحويل من Deism)

الربوبية (إنگليزية: Deism، /ˈdɪzəm/ DEE-iz-əm[1][2] أو /ˈd.ɪzəm/ DAY-iz-əm؛ مشتقة من المصطلح اللاتينيةdeus، ويعني "الرب")[3][4]، هو موقف فلسفي وعلم لاهوت عقلاني[5] يرفض بصفة عامة الوحي كمصدر للمعرفة الإلهية ويؤكد أن العقل والملاحظة التجريبية للعالم الطبيعي منطقية وموثوقة وكافية حصرياً لتحديد وجود الكائن الأسمى باعتباره خالق الكون.[11] بشكل أكثر تبسيطاً، الربوبية هي الإيمان بوجود الله (في كثير من الأحيان، ولكن ليس بالضرورة، إله لا يتدخل في الكون بعد خلقه[8][12] يعتمد فقط على الفكر العقلاني دون الاعتماد على الأديان السماوية أو المرجعيات الدينية.[13] تؤكد الربوبية على مفهوم اللاهوت الطبيعي – أي أن وجود الله يظهر من خلال الطبيعة.[14]

منذ القرن السابع عشر وأثناء عصر التنوير، وخاصة في إنگلترة، فرنسا القرن الثامن عشر، وأمريكا الشمالية،[15] قام مختلف الفلاسفة واللاهوتيون الغربيون بصياغة رفض نقدي للعديد من النصوص المقدسة التي تنتمي إلى العديد من الديانات المنظمة، وبدأوا في الاحتكام فقط للحقائق التي شعروا أنه يمكن إثباتها بالعقل كمصدر حصري للمعرفة الإلهية.[17] كان يُطلق على هؤلاء الفلاسفة واللاهوتيين "الربوبيين"، والموقف الفلسفي/اللاهوتي الذي دافعوا عنه يسمى "الربوبية".[18]

تراجعت الربوبية كحركة فلسفية وفكرية متميزة في نهاية القرن الثامن عشر[5] لكنها شهدت إحياءاً في أوائل القرن التاسع عشر.[19] استمرت بعض معتقداتها كجزء من حركات فكرية وروحية أخرى، مثل التوحيدية،[4] ولا تزال الربوبية لها مناصرين اليوم،[3] بما في ذلك المتغيرات الحديثة مثل الربوبية المسيحية والربوبية الكلية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التطورات المبكرة للربوبية

التاريخ القديم

التفكير الربوبي موجود منذ العصور القديمة؛ يمكن إرجاع جذور الربوبية إلى التقليد الفلسفي في اليونان القديمة.[20] ذكر اللاهوتي والفيلسوف المسيحي من القرن الثالث كلمنت السكندري صراحة الأشخاص الذين اعتقدوا أن الله لم يكن متدخلاً في شؤون البشر، وبالتالي عاشوا ما اعتبره حياة فاجرة.[21] ومع ذلك، لم تتطور الربوبية كحركة دينية فلسفية إلا بعد الثورة العلمية، التي بدأت في منتصف القرن السادس عشر في أوروپا الحديثة المبكرة.[22]

مدارس الربوبية في اللاهوت الإسلامي

في تاريخ الإسلام، كانت المعتزلة من أقدم المذاهب المنهجية لعلم اللاهوت الإسلامي التي تطورت في منتصف القرن الثامن الميلادي.[23][24] أكد علماء الدين المعتزلة على استخدام العقل والفكر العقلاني، مفترضين أن أوامر الله يمكن الوصول إليها من خلال التفكير العقلاني والبحث، وأكدوا أن القرآن مخلوقاً وليس أبديًا مع الله، الأمر الذي من شأنه أن يتطور ليصبح أحد أكثر الأسئلة إثارة للجدل في تاريخ اللاهوت الإسلامي.[23][24]

في القرنين التاسع والعاشر الميلادي، تطورت المدرسة الأشعرية كرد فعل على المعتزلة، التي أسسها العالم واللاهوتي المسلم في القرن العاشر أبو حسن الأشعري.[25] وظل الأشاعرة يعلمون استخدام العقل في فهم القرآن، لكنهم أنكروا إمكانية استنتاج الحقائق الأخلاقية عن طريق الاستدلال.[25] وقد عارضت المدرسة الماتريدية هذا الموقف؛[26] وبحسب مؤسسها، العالم واللاهوتي المسلم في القرن العاشر أبو منصور الماتريدي، من المفترض أن يعترف العقل البشري بوجود إله خالق (البارئ) المبني فقط على الفكر العقلاني وبشكل مستقل عن الوحي الإلهي.[26] وقد شارك في هذا الاعتقاد أستاذه وسلفه أبو حنيفة النعمان (القرن الثامن الميلادي)، بينما لم يكن للأشاعرة مثل هذا الرأي قط.[26]

وبحسب الفيلسوف الأفغاني-الأمريكي سيد حسن الحسيني، فإن المذاهب الأولى للاهوت الإسلامي والمعتقدات اللاهوتية بين الفلاسفة المسلمين الكلاسيكيين تتميز "بلون غني من الربوبية مع ميل طفيف نحو الإلوهية".[27]

أصول مصطلح "الربوبية"

مصطلح الربوبية والإلوهية كلاهما مشتق من كلمات تعني "الله": المصطلح اللاتيني deus والمصطلح اليوناني القديم theós (θεός).[3] ظهرت كلمة déiste لأول مرة في الفرنسية عام 1563 في رسالة لاهوتية كتبها اللاهوتي الكالڤيني السويسري پيير ڤيريه،[9] لكن الربوبية كانت غير معروفة بشكل عام في مملكة فرنسا حتى تسعينيات القرن السابع عشر عندما نشر پيير بايل كتابه الشهير القاموس التاريخي والنقد، والذي يحتوي أيضاً على مقال لڤيريه.[28]

في الإنگليزية، ، كانت الكلمتان "deist" و"theist" مترادفتين في الأصل، لكن بحلول القرن السابع عشر بدأت المصطلحات تتباعد في المعنى.[29] أما مصطلح deist فقد ظهر لأول مرة بمعناه الحالي في تشريح الملنخوليا ‏ لروبرت بورتون (1621).

إدوارد هربرت والربوبية الإنگليزية المبكرة

كما أضرت الحروب الدينية بالعقيدة الدينية في فرنسا، فإن الحرب الأهلية في إنگلترة أسهمت في إثارة الشكوك اللاهوتية. وأشاعت ذكريات الحكم البيوريتاني الزندقة والمروق عن الدين حتى بات أمراً مألوفاً بين الملكيين المنتصرين، كما جعلت الإلحاد يقترن بالمرح الصاخب والبذاءة في بلاط الملكية العائدة. واشتبه في إلحاد أرل شافتسبري الول ودوق بكنجهام الثاني وأرل روشستر الثاني، كما أشتبه في إلحاد هاليفاكس وبولينيروك بعد ذلك. وأدى اتساع دائرة المعارف الجغرافية والتاريخية والعلمية وانتشارها إلى ارتفاع موجة التشكك. وفي كل يوم، كان أحد السائحين أو المؤرخين يطلع على الناس بأنباء أمم عظيمة دياناتها وأخلاقها عن المسيحية بشكل مثير فظيع، ولكنها عادة فاضلة مستقيمة مثلها. ويندر أن كانت نزاعة إلى القتل متعطشة إلى سفك الدماء مثل المسيحية. كما بدا أن النظرة الميكانيكية إلى العالم التي رسمها ديكارت التقي الورع، ونيوتن العالم البصير، نقول بدا أن هذه النظرة تصرف النظر عن دور العناية الإلهية" في تسيير الكون، وكان اكتشاف القانون في الطبيعة يجعل من المعجزات أمراً غير مستساغ غير مقبول. وأسهم الانتصار البطيء الذي أحرزه كوبرنيكس، والمحاكمة المثير التي عانى منها جاليليو، في تزعزع الإيمان وتقويض أركانه. بل أن المحاولة الجريئة التي قام بها كثير من رجال اللاهوت المسيحيين لشرح العقيدة على أساس من العقل، أضعفت العقيدة. ويقول أنطوني كولنز: لم يكن ثمة أحد يشك في وجود الله، حتى جاءت "محاضرات بويل" وأخذت على عاتقها إثبات وجوده.

إن تفنيد الإلحاد كان شاهداً على انتشاره. وفي 1672 كتب سير وليام تمبل "عن أولئك الذين يبدون أنهم أذكياء لأنهم يذكرون أشياء قالها الجاهل في نفسه، كما جاء على لسان داود" وفي نفس العام قال سير تشارلز ولزلي "إن المروق عن الدين كان أمراً واقعاً في كل عصر، ولكن يبدو أن الدفاع عنه صراحة وعلانية من خصائص هذا العصر".[30]

ديڤد هيوم

ويقول رئيس الشمامسة صمويل باركر 1681:

...... إن الجهال وغير المتفقهين منا أصبحوا أكبر المتظاهرين بالتشكك والكفر ... وأصبح الإلحاد والمرق عن الدين في النهاية شائعين شيوع الرذيلة والفسوق. وفلسف الأجلاف والميكانيكيون لأنفسهم مبادئ بعيدة عن التقوى، وقرأوا دروسهم في الإلحاد على الناس في الشوارع والطرقات العامة، وإنهم لقادرون على أن يستخلصوا من كتاب "لواياثان" أنه ليس هناك إله".

وبين الطبقات المتعلمة التمس الشك حلاً وسطاً في التوحيد-الدين الطبيعي-والربوبية. وأرتاب التوحيديون في المساواة بين المسيح والأب، ولكنهم عادة ارتضوا الكتاب المقدس نصوصاً إلهية. وآثر المدافعون عن الدين الطبيعي عقيدة مستقلة عن الأسفار المقدسة ومحصورة في المعتقدات التي رأوا أنها شاملة كلية-في الله وفي الخلود. أما الربوبيون، الذين قاموا بحركتهم أساساً في إنجلترا، فإنهم طالبوا فقط بالإيمان بالله الذي اعتبره أحياناً مفهوماً تجريدياً غير مشخص، مرادفاً للطبيعة، أو "الدافع الأصلي" لإله الدنيا التي قال بها ديكارت ونيوتن. وبرزت لفظة "ربوبي" Deist في 1627 في "رسالة إلى ربوبي" لرئيس الشمامسة إدوارد ستللنجفليت، ولكن مطبوعات الربوبيين كانت قد بدأت لورد هربرت شربري "الحقيقة" 1624.

وتابع تشارلز بلاونت، أحد مريدي لورد هربرت، رسالته في كتاب "النفس البشرية" (1679). وكانت حجته أن كل ديانة أسست إنما كانت من خلق أو ابتداع دجالين أفاكين سعوا إلى السلطة السياسية أو الكسب المادي، وأن الجنة والجحيم كانت من بين المخترعات البارعة التي اصطنعوها للتحكم في الأهالي واستغلالهم. إن الروح تموت مع الجسد. إن الإنسان والحيوان متشابهان إلى حد أنه "من رأى بعض الكتاب أن الإنسان ليس إلا قرداً مصقولاً". وفي "عظمة ديانا آلهة أهل أفسوس" أو "منشأ الوثنية" (1680) جعل بلونت من القساوسة أدوات في أيدي الطبقات الغنية التي سمنت واكتنزت بفضل كدح الشعب الصابر وسذاجته. وفي دقة ماكرة مؤذية ترجم بلونت كتاب فيلوستراتوسي "حياة أبوللنيوس أوف تيانا"، وحدد أوجه الشبه بين المعجزات المنسوبة إلى صانع الأعاجيب الوثني والمعجزات المنسوبة إلى المسيحيين، وأوحى برفق إلى التشكك فيها وعدم تصديقها جميعاً على حد سواء.وفي "بيان موجز عن ديانة الربوبيين-(1686) اقترح بلونت ديانة خالية من أي عبادة أو طقوس، اللهم إلا عبادة الله بحياة فاضلة قائمة على الأخلاق". وفي "وحي العقل"(1693) أوضح بلونت أن اللاهوت المسيحي قام أول الأمر على توقيع خاطئ لانتهاء العالم في وقت قريب أو مبكر، وسخر من قصص الكتاب المقدس عن الخليقة، ومن مولد حواء من ضلع آدم، ومن الخطيئة الأصلية، ومن إيقاف يشوع الشمس، على أنها جميعاً سخافات صبيانية. وأومأ إلى أن "الاعتقاد بأن أرضنا الحديثة (جسم مظلم تافه في الكون، أصغر شأناً من النجوم الثابتة في الحجم والمنزلة معاً) هي قلب هذا الكون الشاسع الهائل وأعظم أجزائه سمواً وحيوية، إنما هو اعتقاد غير منطقي وغير عقلاني، يتعارض مع طبيعة الأشياء". وحاول كتاب آخر غفل من اسم المؤلف، منسوب إلى بلونت بصفة غير مؤكدة، عنوانه "معجزات لا خرق لقوانين الطبيعة (1683)"، حاول تفسير كثير من قصص المعجزات بأنها أفكار خاطئة راودت العقول البسيطة عن الأسباب والأحداث الطبيعية، وأضاف الكتاب نفسه أن الكتاب المقدس إنما كتب "ليثير مشاعر التقى والورع"، لا ليعلم الفيزياء، وينبغي تفسيره على هذا الأساس: "إن كل ما هو مناف للعقل، وكل ما هو مناف للعقل سخيف يدعو إلى السخرية وينبغي رفضه" على أن بلونت نفسه لم يعبد العقل إلى النهاية، إذا صدقنا ما يروى من أنه قتل نفسه (1693) لأن القانون الإنجليزي لم يكن ليجيز له الزواج من أخت زوجته المتوفاة.

وتابع جون تولاند الحملة. وبحكم مولده في إيرلندة نشأ كاثوليكياً، ولكنه أرتد إلى البروتستانتية في شبابه. ودرس في جلاسجو وليدن وأكسفورد. وفي سن السادسة والعشرين أصدر كتاباً غفلا من اسم المؤلف "المسيحية لا تكتنفها أسرار" (1696) وصفه بأنه "رسالة توضح أنه ليس في الإنجيل شيء ينافي العقل "أو يسمو فوق العقل". ومذ تقبل بقبول حسن كتاب لوك الحديث "بحث في العقل البشري" حيث أثبت أن الإحساس هو أصل كل المعرفة، فإنه أي جون تولاند، خرج منه بعقلانية متطرفة. أنا أعتقد أن "العقل" هو الأساس الوحيد لكل حقيقة يقينية، ولا يستثنى من مجال بحث هذا العقل أي وحي أكثر مما يستثنى الظواهر العادية للطبيعة "..... إن الاعتقاد بألوهية الأسفار المقدسة أو معنى أية قطعة فيها، دون برهان عقلاني أو حجة دامغة قوية، إنما هو سذاجة أو سرعة تصديق جديرة باللوم... ومن المألوف أن يميل بعض الناس إلى سرعة التصديق عن جهل وعن عمد، لكن الأكثر من هذا أن ما يتوقعون من نفع هو الذي يدفعهم إلى سرعة التصديق.

وكان هذا بمثابة إعلان للحرب. ولكن تولاند في سياق حديثه بعد ذلك رفع غصن الزيتون، حيث أردف أن المبادئ المسيحية الأساسية عقلانية باستثناء تحول خبز القربان والخمر إلى جسد المسيح ودمه. وعلى الرغم من ذلك لم يسكتوا على هذا التحدي، فقد اجتمع كبار المحلفين في مدلسكس ودبلن عبر بحر أيرلندة ليستنكروا الكتاب، فأحرق بصفة رسمية أمام أبواب البرلمان الأيرلندي، وحكم على تولاند بالسجن، ولكنه هرب إلى إنجلترا، ولما عجز عن إيجاد عمل له فيها، هاجر إلى القارة. ولبعض الوقت لقي ترحيباً لدى صوفيا هانوفر وابنتها صوفيا شارلوت ملكة بروسيا.

وإلى صوفيا شارلوت هذه وجه تولاند "رسائل إلى سيرينا" (1714). وفي إحداها حاول أن يتعقب أصل عقيدة الخلود ونموها، وكانت هذه إحدى المحاولات الأولى في التاريخ الطبيعي للمعتقدات الخارقة للطبيعة. وفي رسالة ثانية عارض تولاند الرأي القائل بأن المادة في حد ذاتها جامدة لا حركة فيها، وقال أن الحركة صفة أساسية للمادة ملازمة لها، وليس ثمة جسم في سكون مطلق. وكل الظواهر المدركة بالحواس إن هي إلا حركات في المادة، بما في ذلك الأفعال التي يأتيها الحيوان، وقد يصدق هذا على الإنسان كذلك. ومهما يكن من أمر فإن تولاند عرض نفسه هنا للخطر، فإن مثل هذه الأفكار ينبغي أن لا تنشر علانية، حيث يجب ترك الجمهور غير المتعلم على معتقداته التقليدية دون إزعاج أو تشويش، باعتبار أن هذا وسيلة للسيطرة عليه أو التحكم فيه من الناحيتين السياسية والاجتماعية. ويجدر أن يكون التفكير الحر واجب الأقلية المتعلمة وامتيازاً مقصوراً عليها، وينبغي ألا يكون ثمة رقابة على هذه الأقلية "فلندع كل الناس يتحدثون بما يفكرون فيه كما يحلو لهم، دون أن يوصموا بالعار أو يعاقبوا إلا على ما يأتون من أعمال سيئة ضارة". وظاهر أن تولاني هو الذي ابتكر مصطلحي "المفكر الحر" و "المؤمن بوحدة الوجود" (القائل بأن الله والطبيعة شيء واحد، وأن الكون المادي والإنسان ليسا إلا نظاهر للذات الإلهية).

ويوحي بحثه "ابن الناصرة" (1718) بأن المسيح لم يكن يقصد الفصل بين أتباعه وبين اليهودية، وأن المسيحيين اليهود الذين ظلوا يتبعون شريعة موسى وكانوا يمثلون "الخطة الأصلية الحقة للمسيحية" وهناك رسالة صغيرة "الإيمان بوحدة الوجود" شرح فيها مذهب وطقوس جمعية سرية وهمية. وربما كان تولاند عضواً في Mother Grand Dlodge الماسونيين الأحرار التي أسست في لندن 1717. إن هذه الجمعية كما وصفها تولاند نبذت كل الوحي الخارق للطبيعة، وقدمت ديناً جديداً يتفق مع الفلسفة، وقالت بالتماثل بين الله والكون، واستبدلت بالقديسين في التقويم المسيحي أبطال الحرية والفكر. وأجازت الجمعية لأعضائها القيام بالعبادات العامة المألوفة ما داموا، عن طريق نفوذهم السياسي يستطيعون الحيلولة دون أن يكون التعصب أمراً مؤذياً ضارياً.

وزاول تولاند أعمال مختلفة لفترات متقطعة، وركن تولاند إلى حياة الفقر والعوز، لم ينقذه منها من الموت جوعاً إلا لورد مولزورث والفيلسوف شافتسبري. واحتمل في صبر وجلد حملات التفنيد التي شنت على كتبه (54 مرة في ستين عاماً). وزعم أن الفلسفة أسبغت عليه "هدوءاً تاماً"، وحررته من "فزع الموت. وفي سن الثانية والخمسين أصيب بداء عضال يستعصي البرء منه (1722) وكتب بنفسه عبارة قصيرة ملؤها الزهو والفخر لتنقش على قبره:

هنا يرقد جون تولاند الذي ولد.. بالقرب من لندندري.... نهل من مختلف الآداب والمعارف، وكان ملماً بأكثر من عشر لغات، وكان نصير الحق والمدافع عن الحرية، لم يربط نفسه بإنسان، ولم يتملق إي إنسان، ولم يحد تحت تأثير التهديد أو تحت ضغط البؤس والفاقة عن نهجه المرسوم الذي سار عليه حتى النهاية، مضحياً بمصلحته في سبيل السعي وراء الخير العام، إن نفسه متحدة مع الأب الذي في السماء الذي جاء منه في البداية، وليس ثمة أدنى شك أنه سيحيا ثانية في الخلود، ومع ذلك فإنه لن يكون هناك تولاند آخر.... لأن سائر الناس سوف يسترشدون بكتاباته.

وحمل أنطوني كولنز أمانة مذهب الربوبية بعد تولاند، في براعة وتواضع أكثر. وكان خير عون له في مهمته أنه كان ثرياً، وأن له بيتاً في الريف وآخر في المدينة، فلم يكن لينبذ لأنه معدم يتضور جوعاً. وكان ذا سلوك قويم، وخلق ليس فيه مطعن. كتب إليه لوك الذي عرفه كل المعرفة: "إن حب الحق من أجل الحق وحده هو الجانب الأساسي في الكمال الإنساني في هذه الدنيا، ومنبت كل الفضائل، وإذا لم أكن مخطئاً، فإنك جمعت منها قدر ما وجدته في أي إنسان". إن كتاب كولنز "بحث في التفكير الحر" (1713) أحسن شرح للربوبية في هذا العصر.

إنه عرف التفكير الحر بأنه "استخدم الفهم في إيجاد معنى لأية قضية أياً كانت، والتأمل في طبيعة الدليل، لها أو ضدها، والحكم عليها وفقاً لنقاط القوة أو الضعف الظاهرة في الدليل" "وليس ثمة وسيلة أخرى للكشف عن الحقيقة". إن تباين المذاهب والتفسيرات المتناقضة لنصوص الكتاب المقدس لتضطرنا إلى قبول حكم العقل، فلمن نتحكم بعده اذن، اللهم إلا أن نحتكم إلى القوة؟. وكيف يتسنى إلا طريق البينة والتأمل والاستنتاج، أن نقرر أي الأسفار في الكتاب المقدس حجة موثوقة، وأيها يطرح جانباً على أنها مشكوك في صحتها. وينقلا كولنز عن أحد رجال الدين أن أحصي ثلاثين ألف قراءة مختلفة اقترحها العلماء لنصوص العهد الجديد (الإنجيل) وحده. ويشير إلى ريتشارد سيمون ونقده المتعلق بنصوص الأسفار المقدسة.

ويحاول كولنز أن يرد على الاعتراضات التي آثارها المحاذرون من الرجال ضد الفكر الحر: حيث ذهبوا إلى أن معظم الناس لم يؤتوا القدرة على أن يفكروا تفكيراً حراً لا يضر ولا يؤذي في أمهات المسائل الأساسية، وأن مثل هذه الحرية قد تؤدي إلى انقسامات لا نهاية لها في الرأي وفي الشيع والمذاهب، ومن ثم تؤدي إلى الخلل والاضطراب في المجتمع، وأن حرية التفكير قد تفضي إلى الإلحاد في الدين والفجور والخلاعة في الخلق. ويضرب كولنز اليونان القديمة وتركيا الحديثة مثلاً للنظام الاجتماعي الذي يحتفظان به على الرغم من حرية الرأي واختلاف الأديان. وينكر أن حرية الفكر تؤدي إلى الإلحاد. ويقتبس عن بيكون قوله المأثور بأن الفكر الضيق ينزع بنا إلى الإلحاد، وبأن التفكير الواسع يصرفنا عنه، ويؤيد كولنز حكمة بيكون، ثم يضيف في إخلاص واضح، أن الجهل "هو أساس الإلحاد، والتفكير الحر هو علاجه". ويعدد المفكرون الأحرار الذين كانوا "أفضل الناس في كل العصور": سقراط، أفلاطون، أرسطو، ابيقور، بلوتارك، فارو، كاتو الوقيب، كاتو أوتيكا، شيشرون، سنكا، سليمان، الرسل، أوريجن ارازمز، مونتاني، بيكون، هوبز، ملتون، تللوستون، ولوك. وهنا وعند تولاند أيضاً، نجد نموذجاً لقائمة أوجست كونت عن أعلام مذهب الوضعية، ويرى كولنز أنه في الإمكان وضع قائمة أخرى تضم أعداء الأفكار الحرة الذين جلبوا الخزي والعار على الإنسانية بقساوتهم الوحشية بحجة تمجيد الله.

وأنيرت له المنابر والجامعات وأمطرته وابلاً من الردود، وقالت أن كولنز رأى أن التعقل يتطلب الترحال. أنه ربما تأثر أثناء إقامته في هولندا بآراء سبينوزا وبيل، ولدى عودته إلى إنجلترا أثار عاصفة أخرى بكتابه "بحث في الحرية الإنسانية" (1715) الذي بسط فيه ببيان قوي واضح موضوع "الجبرية" أو الإيمان بالقضاء والقدر، حيث وجد كولنز نفسه مفكراً حراً عباً لإرادة غير حرة. وبعد ذلك بتسع سنين أثار جو اللاهوت برسالته "بحث في أسس الدين المسيحي وتفسيره". واقتبس عن الرسل وعن بسكال ما بنوا به شرحهم للمسيحية على نبوءات العهد القديم التي حققتها الشريعة الجديدة فيما يبدو، وجادل في أن هذه النبوءات لم تتضمن أية إشارة إلى المسيحية والمسيح. ورد عليه خمسة وثلاثون من رجال اللاهوت في خمس وثلاثون رسالة. وكان الخلاف ما زال محتد ما حين وصل فولتير إلى إنجلترا 1726، وطابت به نفسه في عبث مزعج، ونقله إلى فرنسا حيث وجد طريقه إلى "الاستنارة" المتشككة.

وواصل حركة الربوبية في إنجلترا وليم هويستون، ماتيو تندال، توماس تشب وكونيرز مدلتون، وانتقلت عن طريق بولنريك والفيلسوف شافتسبري إلى جيبون وهيوم. ولم تعد مقبولة عند الطبقات الحاكمة مذ ارتابوا في إنها تشجع الأفكار الديموقراطية، ولكن أثرها المباشر كان ملموساً في تزعزع عابر في العقيدة الدينية. وفي 1711 رفع إلى مجلس اللوردات تقرير رسمي عن هذا الموضوع. من المجلس الكنسي والإنجيلي في مقاطعة كنتربري. ويصف التقرير سعة انتشار الكفر والدنس، والشكوك في الخلود، وانتقاص من قدرة القساوسة على أنهم دجالون. وفي مطلع القرن الثامن عشر في إنجلترا "هبط الدين إلى الربوبية"، وهنا في هذه الأزمة هب نفر من ذوي العقول الجبارة في بريطانيا في قوة ونشاط للدفاع عن المسيحية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ذروة الربوبية (1696–1801)

يمثل ظهور مقالة حول الفهم الإنساني (1690) لجون لوك نقطة تحول هامة ومرحلة جديدة في تاريخ الربوبية الإنگليزية. كانت نظرية المعرفة للورد هربرت مبنية على فكرة "المفاهيم المشتركة" (أو الأفكار الفطرية). كانت مقالة لوك بمثابة هجوم على أسس الأفكار الفطرية. بعد لوك، لم يعد الربوبيون قادرين على اللجوء إلى الأفكار الفطرية كما فعل هربرت. بدلاً من ذلك، اضطر الربوبيون إلى اللجوء إلى الحجج القائمة على الخبرة والطبيعة. وتحت تأثير نيوتن، تحولوا إلى حجة التصميم باعتبارها الحجة الرئيسية لوجود الله.[31]

يحدد پيتر پاي كتاب جون تولاند المسيحية ليست غامضة (1696)، و"الرد العنيف" الذي أثاره، على أنه بداية الربوبية ما بعد لوك. من بين الشخصيات البارزة، يصف گاي تولاند وماثيو تيندال بأنهما الأكثر شهرة؛ ومع ذلك، اعتبرهم گاي دعاية موهوبين وليس فلاسفة أو علماء. يعتبر كونيرز ميدلتون وأنتوني كولينز مساهمين أكثر في جوهر النقاش، على عكس الكتاب الهامشيين مثل توماس تشب وتوماس وولستون.[32]

من بين الربوبيين الإنگليز الآخرين البارزين خلال هذه الفترة: وليام ولاستون، تشارلز بلونت، هنري سانت جون،[7] وفي الجزء الأخير، پيتر آنيت، توماس تشب، وتوماس مورگان. كان أنتوني أشلي-كوپر مؤثرًا أيضًا؛ على الرغم من أنه لم يقدم نفسه كربوبي، إلا أنه شارك في العديد من المواقف الرئيسية للربوبيين ويُنظر إليه الآن عادةً باعتباره ربوبياً.[33]

تجدر الإشارة بشكل خاص إلى كتاب ماثيو تيندال المسيحية قديمة قدم الخليقة (1730)، والذي أصبح، بعد وقت قصير جدًا من نشره، المركز المحوري للجدل الربوبي. نظرًا لأنه يمكن العثور هنا تقريبًا على كل الحجج والاقتباسات والقضايا التي أثيرت على مدى عقود، غالبًا ما يُطلق على العمل اسم "الكتاب المقدس الربوبي".[34] في أعقاب هجوم لوك الناجح على الأفكار الفطرية، أعاد "الكتاب المقدس" لتيندال تعريف أساس الربوبية، نظرية المعرفة، باعتبارها معرفة مبنية على الخبرة أو العقل البشري. أدى هذا إلى توسيع الفجوة بين المسيحيين التقليديين ومن أسماهم "الربوبيين المسيحيين"، لأن هذا الأساس الجديد يتطلب التحقق من صحة الحقيقة "المعلن عنها" من خلال العقل البشري.

ربوبية التنوير

جوانب الربوبية في فلسفة التنوير

تتألف الربوبية التنويرية من تأكيدين فلسفيين: (1) العقل، إلى جانب سمات العالم الطبيعي، هو مصدر صالح للمعرفة الدينية، و(2) الوحي ليس مصدرًا صالحًا للمعرفة الدينية. توسع فلاسفة ربوبيون مختلفون في هذين التأكيدين ليخلقوا ما أسماه ليزلي ستيفن فيما بعد الجوانب "البناءة" و"النقدية" للربوبية.[35][36] التأكيدات "البناءة" - التي شعر بها الكتاب الربوبيون كانت مبررة من خلال مناشدات العقل وخصائص العالم الطبيعي (أو ربما كانت واضحة بشكل حدسي أو مفاهيم شائعة) - تتضمن:[37][38]

  • الله موجود وخلق الكون.
  • أعطى الله البشر القدرة على التفكير.

وكانت التأكيدات "النقدية"-التي تلت إنكار الوحي كمصدر صالح للمعرفة الدينية - أكثر عددًا بكثير، وتضمنت:

  • رفض جميع الكتب (بما فيها الكتاب المقدس) التي تدعي أنها تحتوي على الوحي الإلهي.[39]
  • رفض فكرة الثالوث غير المفهومة وغيرها من "الأسرار" الدينية.
  • رفض أخبار المعجزات والنبوات وغيرها.

أصول الدين

كانت الفرضية المركزية للربوبية هي أن الأديان في عصرهم كانت مفسدة للدين الأصلي الذي كان نقيًا وطبيعيًا وبسيطًا وعقلانيًا. لقد فقدت الإنسانية هذا الدين الأصلي عندما أفسده الكهنة فيما بعد وتلاعبوا به لتحقيق مكاسب شخصية ولمصالح الكهنوت الطبقية،[40] وغلفوه بالخرافات و"الألغاز" - المذاهب اللاهوتية غير العقلانية. أشار الربوبيون إلى هذا التلاعب بالعقيدة الدينية باسم "مهارة الكهنة"، وهو مصطلح مهين.[41] بالنسبة للربوبيين، تم تصميم هذا الفساد للدين الطبيعي لإبقاء الناس العاديين في حيرة من أمرهم بشأن "الأسرار" والاعتماد على الكهنوت للحصول على معلومات حول متطلبات الخلاص. أعطى هذا للكهنوت قدرًا كبيرًا من القوة، والتي اعتقد الربوبيون أن الكهنوت عمل على الحفاظ عليها وزيادتها. رأى الربوبيون أن مهمتهم هي تجريد "المهارة الكهنوتية" و"الألغاز". ادعى تندال، الذي ربما كان أبرز كاتب ربوبي، أن هذا هو الدور الأصلي الصحيح للكنيسة المسيحية.[42]

كان أحد الآثار المترتبة على هذه الفرضية هو أن المجتمعات البدائية الحالية، أو المجتمعات التي كانت موجودة في الماضي البعيد، يجب أن يكون لديها معتقدات دينية أقل تشويشًا بالخرافات وأقرب إلى معتقدات اللاهوت الطبيعي. أصبح هذا الموقف أقل قبولا عندما بدأ مفكرون مثل ديڤد هيوم في دراسة التاريخ الطبيعي للدين واقترحوا أن أصول الدين لم تكن في العقل لكن في المشاعر، مثل الخوف من المجهول.

خلود الروح

كان لدى الربوبيين المختلفين معتقدات مختلفة حول خلود الروح، وحول وجود الجحيم واللعنة لمعاقبة الأشرار، ووجود الجنة لمكافأة الأبرار. يعتقد أنتوني كولينز،[43] كان بولن‌بروك، توماس تشوب، وپيتر أنيت ماديين وأنكروا أو شككوا في خلود الروح.[44] وكان بنجامين فرانكلين يؤمن بالتناسخ أو القيامة. أما اللورد إدوارد هربرت ووليام ولاستون[45] فيعتقدان أن الأرواح موجودة، وتنجو من الموت، وفي الحياة الآخرة يكافئها الله أو يعاقبها على سلوكها في الحياة. آمن توماس پين "باحتمالية" خلود الروح.[46]

المعجزات والعناية الإلهية

كان الموقف الأكثر طبيعية للربوبيين هو رفض جميع أشكال الخارقة للطبيعة، بما في ذلك قصص المعجزات في الكتاب المقدس. كانت المشكلة أن رفض المعجزات يبدو أيضًا أنه يستلزم رفض العناية الإلهية (أي أن الله يتدخل في شؤون البشر)، وهو الأمر الذي كان العديد من الربوبيين يميلون إلى قبوله.[47] أولئك الذين آمنوا بالله صانع الساعات رفضوا إمكانية المعجزات والعناية الإلهية. لقد اعتقدوا أن الله، بعد أن وضع القوانين الطبيعية ودفع الكون إلى الحركة، رحل. لم يكن بحاجة إلى الاستمرار في العبث بخليقته، وكان الاقتراح الذي فعله مهينًا.[48] ومع ذلك، كان آخرون يؤمنون إيمانًا راسخًا بالعناية الإلهية، ولذلك اضطروا على مضض إلى قبول إمكانية حدوث المعجزات على الأقل. كان الله، بعد كل شيء، كلي القدرة، ويمكنه أن يفعل ما يريد، بما في ذلك تعليق قوانينه الطبيعية مؤقتًا.

الحرية والضرورة

كان فلاسفة التنوير تحت تأثير العلم النيوتوني يميلون إلى النظر إلى الكون كآلة ضخمة، خلقها وحركها كائن خالق يستمر في العمل وفقًا للقانون الطبيعي دون أي تدخل إلهي. ومن الطبيعي أن يؤدي هذا الرأي إلى ما كان يسمى آنذاك "الضرورانية"[49] (المصطلح الحديث لها هو "الحتمية"): الرأي القائل بأن كل شيء في الكون - بما في ذلك السلوك البشري - يتم تحديده بشكل كامل وسببي من خلال الظروف السابقة والقانون الطبيعي. (انظر، على سبيل المثال، الآلة البشرية لجوليان دلا متري) نتيجة لذلك، كانت المناقشات حول الحرية مقابل "الضرورانية" سمة منتظمة للمناقشات الدينية والفلسفية التنويرية. مما يعكس المناخ الفكري في ذلك الوقت، كانت هناك اختلافات بين الربوبيين حول الحرية والحتمية. البعض، مثل أنتوني كولينز، كانوا في الواقع من أتباع نظرية الضرورانية.[50]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ديڤد هيوم

تختلف الآراء حول ما إذا كان ديڤد هيوم ربوبيًا أم ملحدًا أم شيئًا آخر.[51] على غرار الربوبيين، رفض هيوم الوحي، وقدمت مقالته الشهيرة عن المعجزات حجة قوية ضد الإيمان بالمعجزات. ومن ناحية أخرى، لم يعتقد أن اللجوء إلى العقل يمكن أن يوفر أي مبرر للدين. في مقالة ((التاريخ الطبيعي للدين (1757)، أكد أن تعدد الآلهة، وليس التوحيد، هو "الدين الأول والأكثر قدماً للبشرية" وأن الأساس النفسي للدين ليس العقل، بل الخوف من المجهول.[52] في كلمات تحذيرية كتب هيوم:

اختفت المعقولية الواضحة للدين الطبيعي أمام نظرة شبه تاريخية إلى ما يمكن معرفته عن الإنسان غير المتحضر - "حيوان همجي وضروراني"، كما وصفه هيوم. كان يُنظر إلى الدين الطبيعي، إذا كان يعني بهذا المصطلح، المعتقدات والممارسات الدينية الفعلية للشعوب غير المتحضرة، على أنه نسيج من الخرافات. لم يكن الإنسان البدائي فيلسوفًا نقيًا، يرى بوضوح حقيقة الله الواحد. ولم يكن تاريخ الدين، كما أشار الربوبيون، رجعيًا؛ إن ظاهرة الخرافة المنتشرة على نطاق واسع لم يكن سببها الحقد الكهنوتي بقدر ما كان سببها انعدام العقل البشري أثناء مواجهته لتجربته.[53]

الربوبية في الولايات المتحدة

المستعمرات الثلاثة عشر في أمريكا الشمالية – والتي أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب الثورة الأمريكية 1776 – كانت جزءًا من الإمبراطورية البريطانية، والأمريكيون، بصفتهم رعايا بريطانيين، تأثروا وشاركوا في الحياة الفكرية لمملكة بريطانيا العظمى. كان للربوبية الإنگليزية تأثير هام على تفكير توماس جفرسون ومبادئ الحرية الدينية المؤكدة في التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة. أما الآباء المؤسسون الآخرون الذين تأثروا بدرجات متفاوتة بالربوبية فهم إيثان ألين،[54] بنجامين فرانكلين، كورنليوس هارنيت، گوڤرنير موريس، هيو ويليامسون، جورج واشنطن، وربما ألكسندر هاملتون.

في الولايات المتحدة، هناك قدر كبير من الجدل حول ما إذا كان الآباء المؤسسون مسيحيين أم ربوبيين أم شيئًا بينهما.[55][56] ويحتدم بشكل خاص الجدل الدائر حول معتقدات بنجامين فرانكلين، وتوماس جفرسون، وجورج واشنطن.[57][58][59]

في سيرته الذاتية، كتب فرانكلين أنه عندما كان شابًا: "وقعت بعض الكتب ضد الربوبية في يدي؛ وقيل إنها جوهر الخطب التي ألقيت في محاضرات بويل. وحدث أنها أحدثت تأثيرًا علي مخالفًا تمامًا إلى ما قصدوه؛ لأن حجج الربوبيين، التي تم الاستشهاد بها لدحضها، بدت لي أقوى بكثير من الدحض؛ باختصار، سرعان ما أصبحت ربوبيًا شاملاً".[60][61] مثل بعض الربوبيين الآخرين، اعتقد فرانكلين أن "الإله يتدخل أحيانًا من خلال عنايته الخاصة، ويضع جانبًا الأحداث التي كان من الممكن أن تحدث في مسار الطبيعة، أو من خلال الوكالة الحرة للبشر"،[62] وفي المؤتمر الدستوري ذكر أنه "كلما طالت حياتي، رأيت أدلة أكثر إقناعًا على هذه الحقيقة - أن الله يحكم في شؤون البشر".[63]

ربما يكون توماس جفرسون هو الأب المؤسس الذي يظهر بوضوح الميول الربوبية، على الرغم من أنه أشار إلى نفسه عمومًا على أنه توحيدياً وليس ربوبياً. مقتطفاته من الأناجيل القانونية (المعروفة حالياً بإنجيل جفرسون) تجرد كل المراجع الخارقة للطبيعة والعقائدية من السرد عن حياة يسوع. مثل فرانكلين، آمن جفرسون بنشاط الله المستمر في شؤون البشر.[64]

توماس پين جدير بالملاحظة بشكل خاص لإسهاماته في قضية الثورة الأمريكية وكتاباته في الدفاع عن الربوبية، إلى جانب نقد الديانات الإبراهيمية.[19][65][66][67] في عصر العقل (1793–1794) وكتابات أخرى، دافع عن الربوبية، وروج للعقل والفكر الحر، وعارض الأديان المؤسسية بشكل عام والعقيدة المسيحية بشكل خاص.[19][65][66][67] كان "عصر العقل" قصيرًا وسهل القراءة، وربما كان الأطروحة الربوبية الوحيدة التي لا تزال تُقرأ وتؤثر حتى اليوم.[68]

كان آخر مساهم في الربوبية الأمريكية هو إلايهو پالمر (1764-1806)، الذي كتب "إنجيل الربوبية الأمريكية"، "مبادئ الطبيعة"، عام 1801. كان پالمر جدير بالملاحظة من أجل محاولته جلب بعض التنظيم إلى الربوبية من خلال تأسيس "الجمعية الربوبية في نيويورك" وغيرها من المجتمعات الربوبية من مين إلى جورجيا.[69]

الربوبية في فرنسا وأوروپا القارية

ڤولتير في عمر 24. الپورتريه بريشة نيكولا دى لارجيليير.

كان لفرنسا تقاليدها الخاصة في الشكوكية الديني واللاهوت الطبيعي في أعمال مونت، وبيل، ومونتسكيو. أشهر الربوبيين الفرنسيين هو ڤولتير، الذي تعرف على العلوم النيوتونية والربوبية الإنگليزية أثناء فترة نفيه التي دامت عامين في إنگلترة (1726-1728). وعندما عاد إلى فرنسا، أحضر كليهما معه، وكشف لهما جمهور القراء الفرنسيين (أي الطبقة الأرستقراطية)، في عدد من الكتب.

ومن بين الربوبيين الفرنسيين أيضًا ماكسميليان روبسپيير وروسو. أثناء الثورة الفرنسية (1789–1799)، تأسست ديانة الكائن الأسمى – وهي تعبير مباشر عن آراء روبسپيير اللاهوتية – لفترة وجيزة (أقل من ثلاثة أشهر بقليل) باعتبارها دين الدولة الجديد في فرنسا. استبدلت فرنسا الكنيسة الكاثوليكية المخلوعة والملحد المنافس ديانة العقل.

كان هناك أكثر من خمسمائة من الثوريين الفرنسيين الذين كانوا ربوبيين. لا يتناسب هؤلاء الربوبيون مع الصورة النمطية للربوبيين لأنهم آمنوا بالمعجزات وكثيرًا ما كانوا يصلون إلى الله. وفي الواقع، اعتقد أكثر من سبعين منهم أن الله ساعد الثورة الفرنسية بطريقة إعجازية على تحقيق الانتصارات على أعدائها. علاوة على ذلك، كتب أكثر من مائة من الربوبيين الثوريين الفرنسيين أيضًا صلوات وتراتيل لله. كان المواطن ديڤيلير واحدًا من العديد من الربوبيين الثوريين الفرنسيين الذين آمنوا بأن الله يصنع المعجزات. قال ديڤيلير: "إن الله الذي يدير مصائرنا، تنازل ليهتم بمخاطرنا". لقد أمر بروح النصر لتوجيه يد الفرنسيين المؤمنين، وفي غضون ساعات قليلة تلقى الأرستقراطيون الهجوم الذي أعددناه، وتم تدمير الأشرار وانتقمت الحرية.[70]

الربوبية في ألمانيا ليست موثقة بشكل جيد. نحن نعلم من المراسلات مع ڤولتير أن فريدريش الأكبر كان ربوبيًا. إن تعريف إمانوِل كانط للربوبية أمر مثير للجدل.[71]

تراجع الربوبية التنويرية

يصف پيتر گاي الربوبية التنويرية بأنها دخلت مرحلة التراجع البطيء كحركة يمكن التعرف عليها في ثلاثينيات القرن الثامن عشر.[72] وأُقترح عدد من الأسباب لهذا التراجع، بما في ذلك:[73] التأثير المتزايد للطبيعية والمادية.

على الرغم من تراجع شعبية الربوبية بمرور الوقت، إلا أن العلماء يعتقدون أن هذه الأفكار لا يزال لها تأثير باق على المجتمع الحديث.[74] إحدى الأنشطة الرئيسية للربوبيين، هي النقد الكتابي، الذي تطور إلى نظام خاص به عالي التقنية. تطور الرفض الربوبي للدين السماوي وساهم في اللاهوت البريطاني الليبرالي وظهور التوحيدية في القرن التاسع عشر.[73]

الربوبية المعاصرة

تحاول الربوبية المعاصرة دمج الربوبية الكلاسيكية مع الفلسفة الحديثة والحالة الراهنة للمعرفة العلمية. أنتجت هذه المحاولة مجموعة واسعة من المعتقدات الشخصية تحت التصنيف الواسع لمعتقد "الربوبية".

هناك عدد من الفئات الفرعية للربوبية الحديثة، بما في ذلك الربوبية التوحيدية (المفهوم الافتراضي القياسي للربوبية)، الربوبية الكلية، الربوبية الشاملة، الربوبية الروحية، الربوبية العملية، الربوبية المسيحية، الربوبية متعدة الآلهة، الربوبية العلمية، والربوبية الإنسانية.[75][76][77] يرى بعض الربوبيين الخلق في الطبيعة والهدف في الكون وفي حياتهم. ويرى آخرون أن الله والكون في عملية إبداعية مشتركة. يرى بعض الربوبيين أن الله من الناحية الكلاسيكية يراقب الإنسانية ولكنه لا يتدخل بشكل مباشر في حياتنا، بينما يرى آخرون أن الله روح خفية ومقنعة خلق العالم، ثم تراجع للمراقبة.


النقاشات الفلسفية الأخيرة للربوبية

في الستينيات ، قام اللاهوتي تشارلز هارتشورن بفحص ورفض كل من الربوبية ووالربوبية الكلية (بالإضافة إلى الواحدية) بدقة ورفضها لصالح تصور عن الله تشمل خصائصه "الكمال المطلق في بعض النواحي، الكمال النسبي في جميع الآخرين "أو" AR، حيث كتب أن هذه النظرية "قادرة باستمرار على استيعاب كل ما هو إيجابي في الربوبية أو الواحدية"، وخلص إلى أن "عقيدة الربوبية الشاملة تحتوي على كل الربوبية والواحدية باستثناء إنكاراتهما التعسفية".[78]

أظهر تشارلز تايلور، في كتابه الصادر عام 2007، الدور التاريخي للربوبية، مما أدى إلى ما يسميه "الإنسانية الحصرية". تستدعي هذه النزعة الإنسانية نظامًا أخلاقيًا يكون التزامه الوجودي كليًا داخل الإنسان دون أي إشارة إلى التعالي.[79] أحد الإنجازات الخاصة لهذه النزعة الإنسانية القائمة على الربوبية هو أنها تكشف عن مصادر أخلاقية جديدة لمركزية الإنسان يتم من خلالها تحفيز البشر وتمكينهم من إنجاز أعمال ذات منفعة مشتركة.[80] هذا هو مجال الذات العازلة والمنفصلة، والتي هي موضع الكرامة والحرية والانضباط، والتي تتمتع بإحساس بالقدرة الإنسانية.[81] وفقًا لتايلور، بحلول أوائل القرن التاسع عشر، تطورت هذه النزعة الإنسانية الحصرية التي تتوسطها الربوبية كبديل للإيمان المسيحي بالإله الشخصي ونظام من المعجزات والغموض. وقد اتهم بعض منتقدي الربوبية أتباعها بتسهيل ظهور العدمية.[82]

الربوبية في ألمانيا النازية

عن إيمان إيجابي ألماني بالله (1939).

في ألمانيا النازية، گوتگ‌لاوبيگ (تعني حرفياً "الإيمان بالله")[83][84] هو مصطلح ديني نازي لشكل من أشكال اللاطائفية يمارسه هؤلاء المواطنون الألمان الذين تركوا الكنائس المسيحية رسميًا لكنهم أعلنوا إيمانهم ببعض القوى العليا أو الخالق الإلهي.[83] كان يُطلق على هؤلاء الأشخاص اسم گوتگ‌لاوبيگه ("المؤمنون بالله")، وكان مصطلح الحركة الشاملة گوتگ‌لاوبيگ‌كايت ("الإيمان بالله")؛ يشير إلى شخص لا يزال يؤمن بالله، على الرغم من عدم وجود أي انتماء ديني مؤسسي.[83] لم يكن هؤلاء الاشتراكيون الوطنيون مؤيدين للمؤسسات الدينية في عصرهم، ولم يتسامحوا مع الإلحاد من أي نوع داخل صفوفهم.[84][85] يُعرف القاموس الفلسفي 1943 الگوتگ‌لاوبيگ بأنها: "تسمية رسمية لأولئك الذين يصرحون بنوع معين من التقوى والأخلاق، دون الارتباط بطائفة كنسية، مع رفضهم أيضًا اللادينية والإلحاد".[86] يعتبر الگوتگ‌لاوبيگ‌كايت أحد اشكال الربوبية، وكان "يعتمد في الغالب على وجهات النظر الخلقية والربوبية".[87]

في البرنامج الاشتراكي الوطني 1920 الخاص بحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني، ذكر أدولف هتلر لأول مرة عبارة "المسيحية الإيجابية". لم يرغب الحزب النازي في ربط نفسه بطائفة مسيحية معينة، بل بالمسيحية بشكل عام، وسعى إلى حرية الدين لجميع الطوائف "طالما أنها لا تعرض وجودها للخطر أو تعارض الحواس الأخلاقية للعرق الجرماني." (النقطة 24). عندما وصل هتلر والحزب النازي إلى السلطة عام 1933، سعوا إلى تأكيد سيطرة الدولة على الكنائس، من ناحية من خلال "الرايخس‌كونكوردات" مع كنيسة الروم الكاثوليك، والاندماج القسري من اتحاد الكنيسة الإنجيلية الألمانية إلى كنيسة الرايخ الپروتستانتية من جهة أخرى. يبدو أن هذه السياسة سارت بشكل جيد نسبيًا حتى أواخر عام 1936، عندما أدى "التدهور التدريجي للعلاقات" بين الحزب النازي والكنائس إلى ظهور الكيرخن‌اوستريت ("ترك الكنيسة").[83] على الرغم من عدم وجود توجيه رسمي من أعلى إلى أسفل لإلغاء عضوية الكنيسة، بدأ بعض أعضاء الحزب النازي في القيام بذلك طوعًا ووضعوا الأعضاء الآخرين تحت الضغط ليحذوا حذوهم.[83] تم تصنيف أولئك الذين غادروا الكنائس على أنهم "گوتگ‌لاوبيگه" ("المؤمنون بالله")، وهو مصطلح اعترف به رسميًا وزير الداخلية ڤلهلم فريك في 26 نوفمبر 1936. وشدد على أن المصطلح يدل على الانفصال السياسي عن الكنائس، وليس عملاً من أعمال الردة الدينية.[83] مصطلح "المنشق"، الذي استخدمه بعض من تركوا الكنيسة حتى ذلك الحين، كان مرتبطًا بكونهم "بلا إيمان" (glaubenslos)، بينما أكد معظمهم أنهم ما زالوا يؤمنون بإله، وبالتالي يتطلبون كلمة مختلفة.[83]

التعداد السكاني في مايو 1939، بعد ست سنوات من العصر النازي[88] وبعد ضم دولة النمسا الفيدرالية وتشيكوسلوڤاكيا ذات الأغلبية الكالثوليكية المحتلة من قبل ألمانيا،[89] إلى أوروپا المحتلة من ألمانيا، يشير[90] إلى أن 54% من السكان يعتبرون أنفسهم پروتستانت، و41% يعتبرون أنفسهم كاثوليكيين، و3.5% يعتبرون أنفسهم گوتگ‌لاوبيگ،[91][92] و1.5% يعتبرون أنفسهم "ملحدين".[91]

الربوبية في تركيا

مصطفى كمال أتاتورك، الأب المؤسس لجمهورية تركيا، عمل كأول رؤسائها من 1923 حتى وفاته في 1938. قام بالإصلاحات التقدمية الكاسحة، التي حولت تركيا إلى دولة علمانية وصناعية.[93][94][95]

أشار تقرير صدر في أوائل أبريل 2018 عن وزارة التعليم التركية، بعنوان "الشباب ينزلق نحو الربوبية"، أن عددًا متزايدًا من التلاميذ في مدارس الإمام خطيب ينكرون الإسلام لصالح الربوبية (الاعتقاد غير الديني في وجود الله الخالق).[96][97][98][99][100][101][102] أثار نشر التقرير جدلاً واسع النطاق في الصحافة التركية والمجتمع ككل، وكذلك بين المحافظين الطوائف الإسلامية ورجال الدين المسلمين، والأحزاب الإسلامية في تركيا.[96][97][98][99][100][101][102]

أشار العالم اللاهوت المسلم التقدمية مصطفى أوزتورك إلى التوجه الربوبي بين الشعب التركي قبل عام، مجادلًا بأن "المفهوم العقائدي القديم جدًا للدين" كان اعتقاد غالبية أولئك الذين يزعمون أنهم يمثلون الإسلام سببًا في "جعل الأجيال الجديدة غير مبالية، بل وحتى بعيدة، عن النظرة الإسلامية للعالم". وعلى الرغم من الافتقار إلى بيانات إحصائية موثوقة، يبدو أن العديد من الحكايات والدراسات الاستقصائية المستقلة تشير إلى هذا الاتجاه.[96][97][98][99][100][101][102] على الرغم من أن بعض المعلقين يزعمون أن علمنة تركيا هي مجرد نتيجة للنفوذ الغربي أو حتى "المؤامرة" المزعومة، إلا أن معلقين آخرين، وحتى بعض المؤيدين للحكومة، توصلوا إلى استنتاج مفاده أن "السبب الحقيقي لفقدان الإيمان بالإسلام ليس الغرب، بل تركيا نفسها".[103]

الربوبية في الولايات المتحدة

على الرغم من أن الربوبية تراجعت في الولايات المتحدة بعد عصر التنوير، إلا أنها لم تنقرض تمامًا. توماس إديسون، على سبيل المثال، تأثر بشدة بكتاب عصر العقل لتوماس پين.[104] دافع إديسون عن "ربوبية پين العلمية" قائلاً: "لقد وُصف بأنه ملحد، لكنه لم يكن ملحدًا. كان پين يؤمن بالذكاء الأسمى، باعتباره يمثل الفكرة التي غالبًا ما يعبر عنها الرجال الآخرون باسم الإله".[104] وفي عام 1878، انضم إديسون إلى الجمعية الثيوصوفية في نيوجرزي،[105] لكن بحسب مؤسستها هلينا بلاڤاتسكي، لم يكن إديسون عضواً نشطاً للغاية.[106] في مقابلة بتاريخ 2 أكتوبر 1910 مع نيويورك تايمز، صرح إديسون:

الطبيعة هي ما نعرفه. نحن لا نعرف آلهة الأديان. والطبيعة ليست لطيفة أو رحيمة أو محبة. إذا كان الله قد جعلني – الإله الأسطوري للصفات الثلاث التي تحدثت عنها: الرحمة، واللطف، والحب – فهو أيضًا خلق السمك الذي أصطاده وآكله. ومن أين تأتي رحمته ولطفه وحبه لتلك السمكة؟ لا؛ الطبيعة هي التي صنعتنا – الطبيعة هي التي صنعت كل شيء – وليس آلهة الأديان.[107]

بسبب تلك التصريحات صُنف إديسون كملحداً، وعلى الرغم من أنه لم يسمح لنفسه بالانجرار إلى الجدل علنًا، إلا أنه أوضح نفسه في رسالة خاصة:

لقد أخطأت في فهم المقال بأكمله، لأنك قفزت إلى نتيجة مفادها أنه ينفي وجود الله. لا يوجد مثل هذا الإنكار، ما تسميه الله أسميه الطبيعة، الذكاء الأسمى الذي يحكم المادة. كل ما ورد في المقال هو أنه من المشكوك فيه في رأيي أن يعيش ذكائنا أو روحنا أو ما يمكن تسميتها فيما بعد كياناً أو تتفرق مرة أخرى من حيث أتت، متناثرة بين الخلايا التي خلقنا منها.[104]

وقال أيضًا: "أنا لا أؤمن بإله المتكلمين، لكن هناك عقلاً علياً لا أشك فيه".[108]

قدر تقرير مسح التعريف الديني الأمريكي (ARIS) لعام 2001، أنه بين عامي 1990 و2001 ارتفع عدد الربوبيين الذين يعرفون أنفسهم كذلك من .6000 إلى 49.000، وهو ما يمثل حوالي 0.02% من عدد سكان الولايات المتحدة في ذلك الوقت.[109] وجد مسح التعريف الديني الأمريكي لعام 2008، استنادًا إلى معتقداتهم المعلنة بدلاً من هويتهم الدينية، أن 70% من الأمريكيين يؤمنون بإله شخصي:[i] ما يقرب من 12% هم ملحدين أو لا أدريين، و12% يؤمنون "بمفهوم ربوبي أو وثني للإله كقوة عليا" بدلاً من إله شخصي.[110]

صيغ مصطلح "الربوبية الاحتفالية" عام 1962 وأستخدم منذ عام 1984 من قبل المحكمة العليا للولايات المتحدة لتقييم الإعفاءات من بند إنشاء التعديل الأول على دستور الولايات المتحدة، يُعتقد أنه تعبير عن التقاليد الثقافية وليس استدعاءاً جاداً للإله. وقد لوحظ أن المصطلح لا يصف أي مدرسة فكرية داخل الربوبية نفسها.[111]

انظر أيضاً

المصادر

الحواشي

  1. ^ The American Religious Identification Survey (ARIS) report notes that while "[n]o definition was offered of the terms, [they] are usually associated with a 'personal relationship' with Jesus Christ together with a certain view of salvation, scripture, and missionary work" (p. 11).

الهوامش

  1. ^ R. E. Allen, ed. (1990). The Concise Oxford Dictionary. Oxford University Press.
  2. ^ "Deist – Definition and More from the Free Merriam-Webster Dictionary". Merriam-webster.com. 2012. Archived from the original on 2012-01-12. Retrieved 2012-10-10.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Harper, Leland Royce (2020). "Attributes of a Deistic God". Multiverse Deism: Shifting Perspectives of God and the World. Lanham, Maryland: Rowman & Littlefield. pp. 47–68. ISBN 978-1-7936-1475-9. LCCN 2020935396.
  4. ^ أ ب Peters, Ted (2013). "Models of God: Deism". In Diller, Jeanine; Kasher, Asa (eds.). Models of God and Alternative Ultimate Realities. Dordrecht and Heidelberg: Springer Verlag. pp. 51–52. doi:10.1007/978-94-007-5219-1_5. ISBN 978-94-007-5219-1. LCCN 2012954282.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ Smith, Merril D., ed. (2015). "Deism". The World of the American Revolution: A Daily Life Encyclopedia. Vol. 1. Santa Barbara, California: Greenwood Publishing Group, imprint of ABC-Clio. pp. 661–664. ISBN 978-1-4408-3027-3. LCCN 2015009496.
  6. ^ أ ب ت ث ج Bristow, William (Fall 2017). "Religion and the Enlightenment: Deism". In Zalta, Edward N. (ed.). Stanford Encyclopedia of Philosophy. The Metaphysics Research Lab, Center for the Study of Language and Information, Stanford University. ISSN 1095-5054. OCLC 643092515. Archived from the original on 11 December 2017. Retrieved 3 August 2021. Deism is the form of religion most associated with the Enlightenment. According to deism, we can know by the natural light of reason that the universe is created and governed by a supreme intelligence; however, although this supreme being has a plan for creation from the beginning, the being does not interfere with creation; the deist typically rejects miracles and reliance on special revelation as a source of religious doctrine and belief, in favor of the natural light of reason. Thus, a deist typically rejects the divinity of Christ, as repugnant to reason; the deist typically demotes the figure of Jesus from agent of miraculous redemption to extraordinary moral teacher. Deism is the form of religion fitted to the new discoveries in natural science, according to which the cosmos displays an intricate machine-like order; the deists suppose that the supposition of a God is necessary as the source or author of this order. Though not a deist himself, Isaac Newton provides fuel for deism with his argument in his Opticks (1704) that we must infer from the order and beauty in the world to the existence of an intelligent supreme being as the cause of this order and beauty. Samuel Clarke, perhaps the most important proponent and popularizer of Newtonian philosophy in the early eighteenth century, supplies some of the more developed arguments for the position that the correct exercise of unaided human reason leads inevitably to the well-grounded belief in a God. He argues that the Newtonian physical system implies the existence of a transcendent cause, the creator a God. In his first set of Boyle lectures, A Demonstration of the Being and Attributes of God (1705), Clarke presents the metaphysical or "argument a priori" for God's existence. This argument concludes from the rationalist principle that whatever exists must have a sufficient reason or cause of its existence to the existence of a transcendent, necessary being who stands as the cause of the chain of natural causes and effects.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح Manuel, Frank Edward; Pailin, David A.; Mapson, K.; Stefon, Matt (13 March 2020) [26 July 1999]. "Deism". Encyclopædia Britannica. Edinburgh: Encyclopædia Britannica, Inc. Archived from the original on 9 June 2021. Retrieved 3 August 2021. Deism, an unorthodox religious attitude that found expression among a group of English writers beginning with Edward Herbert (later 1st Baron Herbert of Cherbury) in the first half of the 17th century and ending with Henry St. John, 1st Viscount Bolingbroke, in the middle of the 18th century. These writers subsequently inspired a similar religious attitude in Europe during the second half of the 18th century and in the colonial United States of America in the late 18th and early 19th centuries. In general, Deism refers to what can be called natural religion, the acceptance of a certain body of religious knowledge that is inborn in every person or that can be acquired by the use of reason and the rejection of religious knowledge when it is acquired through either revelation or the teaching of any church.
  8. ^ أ ب ت Gomes, Alan W. (2012) [2011]. "Deism". The Encyclopedia of Christian Civilization. Chichester, West Sussex: Wiley-Blackwell. doi:10.1002/9780470670606.wbecc0408. ISBN 9781405157629. Deism is a rationalistic, critical approach to theism with an emphasis on natural theology. The deists attempted to reduce religion to what they regarded as its most foundational, rationally justifiable elements. Deism is not, strictly speaking, the teaching that God wound up the world like a watch and let it run on its own, though that teaching was embraced by some within the movement.
  9. ^ أ ب ت ث ج Pitassi, Maria-Cristina (22 August 2005). "Déisme". Historical Dictionary of Switzerland (in الفرنسية). Geneva: Swiss Academy of Humanities and Social Sciences. Archived from the original on 29 March 2023. Retrieved 30 May 2023. Si le terme de déisme se trouve déjà chez Pierre Viret en 1563, ce n'est qu'aux XVIIe et XVIIIe s. que le mouvement connut son véritable essor. Il fut actif surtout en Angleterre où Herbert of Cherbury d'abord, Matthew Tindal, John Toland, et Anthony Collins ensuite lui donnèrent ses bases intellectuelles. [...] Malgré des sensibilités assez différentes à l'intérieur du mouvement, le déisme se caractérise par une attaque virulente de la révélation biblique et des institutions ecclésiastiques au nom d'une religion naturelle que l'être humain peut découvrir en utilisant exclusivement sa raison. [...] Assimilés par les apologistes chrétiens à des athées, les déistes ne niaient pas l'existence de Dieu mais dénonçaient sans indulgence les prétendues incohérences, voire les immoralités de l'Ecriture; celle-ci, considérée dans le meilleur des cas comme un amas de contradictions et dans le pire comme une supercherie habilement exploitée par les autorités ecclésiastiques, était ainsi dépouillée de tout caractère sacré. Pourtant, en dépit de son côté radical et polémique, la réflexion déiste sur l'Ancien et le Nouveau Testament a contribué au développement du criticisme biblique, en particulier en ce qui concerne l'élucidation des origines juives et chrétiennes, l'histoire du canon ou l'interprétation des prophéties.
  10. ^ أ ب ت ث Kohler, Kaufmann; Hirsch, Emil G. (1906). "Deism". Jewish Encyclopedia. Kopelman Foundation. Archived from the original on 15 January 2013. Retrieved 3 August 2021. A system of belief which posits a God's existence as the cause of all things, and admits His perfection, but rejects Divine revelation and government, proclaiming the all-sufficiency of natural laws. The Socinians, as opposed to the doctrine of the Trinity, were designated as deists [...]. In the seventeenth and eighteenth centuries deism became synonymous with "natural religion," and deist with "freethinker." England and France have been successively the strongholds of deism. Lord Herbert of Cherbury, the "father of deism" in England, assumes certain "innate ideas," which establish five religious truths: (1) that God is; (2) that it is man's duty to worship Him; (3) that worship consists in virtue and piety; (4) that man must repent of sin and abandon his evil ways; (5) that divine retribution either in this or in the next life is certain. He holds that all positive religions are either allegorical and poetic interpretations of nature or deliberately organized impositions of priests.
  11. ^ [3][5][6][7][8][9][10]
  12. ^ Doniger, Wendy; Eliade, Mircea, eds. (1999). "DEUS OTIOSUS". Merriam-Webster's Encyclopedia of World Religions. Springfield, Massachusetts: Merriam-Webster. p. 288. ISBN 9780877790440. OCLC 1150050382. Archived from the original on 2023-03-13. Retrieved 2023-03-15. DEUS OTIOSUS (Latin: "inactive god") in the history of religions and philosophy, a High God who has withdrawn from the immediate details of the government of the world. [...] In Western philosophy, the deus otiosus concept has been attributed to Deism, a 17th–18th century Western rationalistic religio-philosophical movement, in its view of a non-intervening creator of the universe. Although this stark interpretation was accepted by very few Deists, many of their antagonists attempted to force them into the position of stating that after the original act of creation God virtually withdrew and refrained from interfering in the processes of nature and human affairs.
  13. ^ [3][5][6][7][9][10]
  14. ^ [3][5][6][7][8][9]
  15. ^ Rowe, William L. (2022) [2017]. "Deism". In Craig, Edward (ed.). Routledge Encyclopedia of Philosophy. London and New York: Routledge. doi:10.4324/9780415249126-K013-1. ISBN 9780415250696. In the popular sense, a deist is someone who believes that God created the world but thereafter has exercised no providential control over what goes on in it. In the proper sense, a deist is someone who affirms a divine creator but denies any divine revelation, holding that human reason alone can give us everything we need to know to live a correct moral and religious life. In this sense of 'deism' some deists held that God exercises providential control over the world and provides for a future state of rewards and punishments, while other deists denied this. However, they all agreed that human reason alone was the basis on which religious questions had to be settled, rejecting the orthodox claim to a special divine revelation of truths that go beyond human reason. Deism flourished in the seventeenth and eighteenth centuries, principally in England, France, and America.
  16. ^ أ ب Herrick, James A. (1997). "Characteristics of British Deism". The Radical Rhetoric of the English Deists: The Discourse of Skepticism, 1680–1750. Studies in Rhetoric/Communication. Columbia, South Carolina: University of South Carolina Press. pp. 23–49. ISBN 978-1-57003-166-3.
  17. ^ [5][6][7][9][10][16]
  18. ^ [5][6][7][10][16]
  19. ^ أ ب ت Claeys, Gregory (1989). "Revolution in heaven: The Age of Reason (1794-95)". Thomas Paine: Social and Political Thought (1st ed.). New York and London: Routledge. pp. 177–195. ISBN 9780044450900.
  20. ^ 2011, p. 4.
  21. ^ Stromata, book 7, ch. 3. Alexander Roberts and James Donaldson (eds.), Ante-Nicene Christian Library: Translations of the Writings of the Fathers down to AD 325, vol. 12, p. 416
  22. ^ Piland 2011, p. 5.
  23. ^ أ ب  • Treiger, Alexander (2016) [2014]. "Part I: Islamic Theologies during the Formative and the Early Middle period – Origins of Kalām". In Schmidtke, Sabine (ed.). The Oxford Handbook of Islamic Theology. Oxford and New York: Oxford University Press. pp. 27–43. doi:10.1093/oxfordhb/9780199696703.013.001. ISBN 9780199696703. LCCN 2016935488. Archived from the original on 2022-11-18. Retrieved 2021-10-19.
     • Abrahamov, Binyamin (2016) [2014]. "Part I: Islamic Theologies during the Formative and the Early Middle period – Scripturalist and Traditionalist Theology". In Schmidtke, Sabine (ed.). The Oxford Handbook of Islamic Theology. Oxford and New York: Oxford University Press. pp. 264–279. doi:10.1093/oxfordhb/9780199696703.013.025. ISBN 9780199696703. LCCN 2016935488. Archived from the original on 2022-11-18. Retrieved 2021-10-19.
  24. ^ أ ب Peters, J. R. T. M. (1980). "La théologie musulmane et l'étude du langage". Histoire. Épistémologie. Langage (in الفرنسية). Paris: Société d'histoire et d'Épistémologie des Sciences du Langage. 2 (1: Éléments d'Histoire de la tradition linguistique arabe): 9–19. doi:10.3406/hel.1980.1049. ISSN 1638-1580. Archived from the original on 2021-11-30. Retrieved 2021-11-30.
  25. ^ أ ب Thiele, Jan (2016) [2014]. "Part I: Islamic Theologies during the Formative and the Early Middle period – Between Cordoba and Nīsābūr: The Emergence and Consolidation of Ashʿarism (Fourth–Fifth/Tenth–Eleventh Century)". In Schmidtke, Sabine (ed.). The Oxford Handbook of Islamic Theology. Oxford and New York: Oxford University Press. pp. 225–241. doi:10.1093/oxfordhb/9780199696703.013.45. ISBN 978-0-19-969670-3. LCCN 2016935488.
  26. ^ أ ب ت Rudolph, Ulrich (2016) [2014]. "Part I: Islamic Theologies during the Formative and the Early Middle period – Ḥanafī Theological Tradition and Māturīdism". In Schmidtke, Sabine (ed.). The Oxford Handbook of Islamic Theology. Oxford and New York: Oxford University Press. pp. 285–290. doi:10.1093/oxfordhb/9780199696703.013.023. ISBN 9780199696703. LCCN 2016935488. Archived from the original on 2023-01-01. Retrieved 2023-06-02.
  27. ^ Hussaini, Sayed Hassan (2016). "Islamic Philosophy between Theism and Deism". Revista Portuguesa de Filosofia. Braga: Aletheia - Associação Científica e Cultural. 72 (1: Teísmos: Aportações Filosóficas do Leste e Oeste / Theisms: Philosophical Contributions from the East to the West): 65–83. doi:10.17990/RPF/2016_72_1_0065. ISSN 0870-5283. JSTOR 43816275.
  28. ^ Bayle, Pierre (1820). "Viret". Dictionnaire historique et critique (in الفرنسية). Vol. 14 (Nouvelle ed.). Paris: Desoer. Retrieved 2017-11-23. (1697/1820) Bayle quotes Viret (see below) as follows: “J'ai entendu qu'il y en a de ceste bande, qui s'appellent déistes, d'un mot tout nouveau, lequel ils veulent opposer à l'athéiste,” remarking on the term as a neologism (un mot tout nouveau). (p.418)
  29. ^ Orr, John (1934). English Deism: Its Roots and Its Fruits. Eerdmans. The words deism and theism are both derived words meaning "god" - "THE": Latin ZEUS-deus /"deist" and Greek theos/ "theist" (θεός). The word deus/déiste first appears in French in 1564 in a work by a Swiss Calvinist named Pierre Viret, but was generally unknown in France until the 1690s when Pierre Bayle published his famous Dictionary, which contained an article on Viret.“Prior to the 17th Century the terms ["deism" and "deist"] were used interchangeably with the terms "theism" and "theist", respectively. .. Theologians and philosophers of the 17th Century began to give a different signification to the words. .. Both [theists and deists] asserted belief in one supreme God, the Creator. .. But the theist taught that God remained actively interested in and operative in the world which he had made, whereas the Deist maintained that God endowed the world at creation with self-sustaining and self-acting powers and then surrendered it wholly to the operation of these powers acting as second causes.” (p.13)
  30. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
  31. ^ Note that Locke himself was not a deist. He believed in both miracles and revelation. See Orr, pp.96-99.
  32. ^ Gay. (see above). “Among the Deists, only Anthony Collins (1676–1729) could claim much philosophical competence; only Conyers Middleton (1683–1750) was a really serious scholar. The best known Deists, notably John Toland (1670–1722) and Matthew Tindal (1656–1733), were talented publicists, clear without being deep, forceful but not subtle. ... Others, like Thomas Chubb (1679–1747), were self-educated freethinkers; a few, like Thomas Woolston (1669–1731), were close to madness.” (pp.9-10)
  33. ^ Gay. (see above). Gay describes him (pp.78-79) as "a Deist in fact, if not in name".
  34. ^ Waring. (see above). p.107.
  35. ^ Stephen, Leslie (1881). History of English Thought in the Eighteenth Century 3rd Edition 2 vols (reprinted 1949). London: Smith, Elder & Co. ISBN 978-0844614212. Archived from the original on 2015-06-30. Retrieved 2019-01-04. Stephen’s book, despite its “perhaps too ambitious” title (preface, Vol.I p.vii), was conceived as an “account of the deist controversy” (p.vi). Stephen notes the difficulty of interpreting the primary sources, as religious toleration was yet far from complete in law, and entirely not a settled fact in practice (Ch.II s.12): deist authors “were forced to .. cover [their opinions] with a veil of decent ambiguity.” He writes of Deist books being burned by the hangman, mentions the Aikenhead blasphemy case (1697) [1] Archived 2019-01-06 at the Wayback Machine, and names five deists who were banished, imprisoned etc.
  36. ^ Gay (Fröhlich), Peter Joachim, ed. (1968). Deism: An Anthology. Princeton etc: Van Nostrand. ISBN 978-0686474012.
    • "All Deists were in fact both critical and constructive Deists. All sought to destroy in order to build, and reasoned either from the absurdity of Christianity to the need for a new philosophy or from their desire for a new philosophy to the absurdity of Christianity. Each deist, to be sure, had his special competence. While one specialized in abusing priests, another specialized in rhapsodies to nature, and a third specialized in the skeptical reading of sacred documents. Yet whatever strength the movement had—and it was at times formidable—it derived that strength from a peculiar combination of critical and constructive elements." (p.13)
  37. ^ Tindal: "By natural religion, I understand the belief of the existence of a God, and the sense and practice of those duties which result from the knowledge we, by our reason, have of him and his perfections; and of ourselves, and our own imperfections, and of the relationship we stand in to him, and to our fellow-creatures; so that the religion of nature takes in everything that is founded on the reason and nature of things." Christianity as Old as the Creation (II), quoted in Waring (see above), p.113.
  38. ^ Toland: “I hope to make it appear that the use of reason is not so dangerous in religion as it is commonly represented .. There is nothing that men make a greater noise about than the "mysteries of the Christian religion". The divines gravely tell us "we must adore what we cannot comprehend" .. [Some] contend [that] some mysteries may be, or at least seem to be, contrary to reason, and yet received by faith. [Others contend] that no mystery is contrary to reason, but that all are "above" it. On the contrary, we hold that reason is the only foundation of all certitude .. Wherefore, we likewise maintain, according to the title of this discourse, that there is nothing in the Gospel contrary to reason, nor above it; and that no Christian doctrine can be properly called a mystery." Christianity Not Mysterious: or, a Treatise Shewing That There Is Nothing in the Gospel Contrary to Reason, Nor above It (1696), quoted in Waring (see above), pp. 1–12
  39. ^ Stephens, William. An Account of the Growth of Deism in England. Archived from the original on 2019-01-05. Retrieved 2019-01-04. (1696 / 1990). Introduction (James E. Force, 1990): "[W]hat sets the Deists apart from even their most latitudinarian Christian contemporaries is their desire to lay aside scriptural revelation as rationally incomprehensible, and thus useless, or even detrimental, to human society and to religion. While there may possibly be exceptions, .. most Deists, especially as the eighteenth century wears on, agree that revealed Scripture is nothing but a joke or "well-invented flam." About mid-century, John Leland, in his historical and analytical account of the movement [View of the Principal Deistical Writers [2] Archived 2019-01-05 at the Wayback Machine (1754–1755)], squarely states that the rejection of revealed Scripture is the characteristic element of deism, a view further codified by such authorities as Ephraim Chambers and Samuel Johnson. .. "DEISM," writes Stephens bluntly, "is a denial of all reveal'd Religion."”
  40. ^ Champion, J.A.I. (2014). The Pillars of Priestcraft Shaken: The Church of England and its Enemies, 1660-1730. Cambridge University Press (Cambridge Studies in Early Modern British History). Champion maintains that historical argument was a central component of the Deists' defences of what they considered true religion.
  41. ^ Paine, Thomas. The Age of Reason. "As priestcraft was always the enemy of knowledge, because priestcraft supports itself by keeping people in delusion and ignorance, it was consistent with its policy to make the acquisition of knowledge a real sin." (Part 2, p.129)
  42. ^ “It can't be imputed to any defect in the light of nature that the pagan world ran into idolatry, but to their being entirely governed by priests, who pretended communication with their gods, and to have thence their revelations, which they imposed on the credulous as divine oracles. Whereas the business of the Christian dispensation was to destroy all those traditional revelations, and restore, free from all idolatry, the true primitive and natural religion implanted in mankind from the creation.” Christianity as Old as the Creation (XIV), quoted in Waring (see above), p.163.
  43. ^ Orr. (see above). p.134.
  44. ^ Orr. (see above). p.78.
  45. ^ Orr. (see above). p.137.
  46. ^ Age of Reason, Pt I:

    I believe in one God, and no more; and I hope for happiness beyond this life.

    and (in the Recapitulation)

    I trouble not myself about the manner of future existence. I content myself with believing, even to positive conviction, that the power that gave me existence is able to continue it, in any form and manner he pleases, either with or without this body; and it appears more probable to me that I shall continue to exist hereafter than that I should have had existence, as I now have, before that existence began.

  47. ^ Most American Deists, for example, firmly believed in divine providence. See this article, Deism in the United States.
  48. ^ See for instance Paine, Thomas. The Age of Reason., Part 1.
  49. ^ David Hartley, for example, described himself as "quite in the necessitarian scheme. See Ferg, Stephen, "Two Early Works of David Hartley", Journal of the History of Philosophy, vol. 19, no. 2 (April 1981), pp. 173–89.
  50. ^ See for example Liberty and Necessity (1729).
  51. ^ Hume himself was uncomfortable with both terms, and Hume scholar Paul Russell has argued that the best and safest term for Hume's views is irreligion. Russell, Paul (2005). "Hume on Religion". Stanford Encyclopedia of Philosophy. Retrieved 2009-12-17.
  52. ^ Hume, David (1779). The Natural History of Religion. “The primary religion of mankind arises chiefly from an anxious fear of future events; and what ideas will naturally be entertained of invisible, unknown powers, while men lie under dismal apprehensions of any kind, may easily be conceived. Every image of vengeance, severity, cruelty, and malice must occur, and must augment the ghastliness and horror which oppresses the amazed religionist. .. And no idea of perverse wickedness can be framed, which those terrified devotees do not readily, without scruple, apply to their deity.” (Section XIII)
  53. ^ Waring. (see above).
  54. ^ "Excerpts from Allen's Reason The Only Oracle Of Man". Ethan Allen Homestead Museum. Archived from the original on 2008-05-02. Retrieved 2008-05-01.
  55. ^ "The Deist Minimum". First Things. 2005. Archived from the original on 2006-09-01. Retrieved 2006-09-14.
  56. ^ Holmes, David (2006). The Faiths of the Founding Fathers. New York, NY: Oxford University Press, USA. ISBN 0-19-530092-0.
  57. ^ David Liss (11 June 2006). "The Founding Fathers Solving modern problems, building wealth and finding God". Washington Post. Archived from the original on 12 May 2017. Retrieved 20 September 2017.
  58. ^ Gene Garman (2001). "Was Thomas Jefferson a Deist?". Sullivan-County.com. Archived from the original on 2006-08-30. Retrieved 2006-09-14.
  59. ^ Walter Isaacson (March–April 2004). "Benjamin Franklin: An American Life". Skeptical Inquirer. Archived from the original on 2007-10-12.
  60. ^ Franklin, Benjamin (2005). Benjamin Franklin: Autobiography, Poor Richard, and Later Writings. New York, NY: Library of America. p. 619. ISBN 1-883011-53-1.
  61. ^ "Benjamin Franklin, Autobiography". University of Maine, Farmington. Archived from the original on 2012-12-10.
  62. ^ Benjamin Franklin, On the Providence of God in the Government of the World (1730).
  63. ^ Max Farrand, ed. (1911). The Records of the Federal Convention of 1787. Vol. 1. New Haven: Yale University Press. p. 451. Archived from the original on 2011-03-08. Retrieved 2011-02-26.
  64. ^ Frazer, following Sydney Ahlstrom, characterizes Jefferson as a "theistic rationalist" rather than a Deist, because Jefferson believed in God's continuing activity in human affairs. See Frazer, Gregg L. (2012). The Religious Beliefs of America's Founders: Reason, Revelation, Revolution. University Press of Kansas. p. 11 and 128. ISBN 9780700618453. See Ahlstrom, Sydney E. (2004). A Religious History of the American People. p. 359. See Gary Scott Smith (2006). Faith and the Presidency: From George Washington to George W. Bush. Oxford U.P. p. 69. ISBN 9780198041153.
  65. ^ أ ب Gelpi, Donald L. (2007) [2000]. "Part 1: Enlightenment Religion – Chapter 3: Militant Deism". Varieties of Transcendental Experience: A Study in Constructive Postmodernism. Eugene, Oregon: Wipf and Stock. pp. 47–48. ISBN 9781725220294. Archived from the original on 2023-01-22. Retrieved 2023-01-22.
  66. ^ أ ب Fischer, Kirsten (2010). Manning, Nicholas; Stefani, Anne (eds.). ""Religion Governed by Terror": A Deist Critique of Fearful Christianity in the Early American Republic". Revue Française d'Études Américaines. Paris: Belin. 125 (3): 13–26. doi:10.3917/rfea.125.0013. eISSN 1776-3061. ISSN 0397-7870. LCCN 80640131 – via Cairn.info.
  67. ^ أ ب Paine, Thomas (2014). "Of the Religion of Deism Compared with the Christian Religion, and the Superiority of the Former over the Latter (1804)". In Calvert, Jane E.; Shapiro, Ian (eds.). Selected Writings of Thomas Paine. Rethinking the Western Tradition. New Haven: Yale University Press. pp. 568–574. doi:10.12987/9780300210699-018. ISBN 9780300167450. S2CID 246141428. Archived from the original on 27 August 2016. Retrieved 7 August 2021.
  68. ^ In its own time it earned Paine widespread vilification. How widespread deism was among ordinary people in the United States is a matter of continued debate."Culture Wars in the Early Republic". Common-place. Archived from the original on 2014-03-02.
  69. ^ Walters, Kerry S. (1992). Rational Infidels: The American Deists. Durango, CO: Longwood Academic. ISBN 0-89341-641-X.
  70. ^ Devillere, Citizen (1987). Archives parlementaires de la révolution français. Éditions du Centre National de la Recherche Scientifique. pp. 361–362.
  71. ^ Allen Wood argues that Kant was Deist. See "Kant's Deism" in P. Rossi and M. Wreen (eds.), Kant's Philosophy of Religion Reconsidered (Bloomington: Indiana University Press, 1991). An argument against Kant as deist is Stephen Palmquist's "Kant's Theistic Solution". http://www.hkbu.edu.hk/~ppp/srp/arts/KTS.html Archived 2005-07-22 at the Wayback Machine
  72. ^ Gay. (see above). “After the writings of Woolston and Tindal, English deism went into slow decline. ... By the 1730s, nearly all the arguments in behalf of Deism ... had been offered and refined; the intellectual caliber of leading Deists was none too impressive; and the opponents of deism finally mustered some formidable spokesmen. The Deists of these decades, Peter Annet (1693–1769), Thomas Chubb (1679–1747), and Thomas Morgan (?–1743), are of significance to the specialist alone. ... It had all been said before, and better. .” (p.140)
  73. ^ أ ب ت Mossner, Ernest Campbell (1967). "Deism". Encyclopedia of Philosophy. Vol. 2. Collier-MacMillan. pp. 326–336.
  74. ^ Van den Berg, Jan (October 2019). "The Development of Modern Deism". Zeitschrift für Religions- und Geistesgeschichte: Journal of Religious and Cultural Studies. Leiden and Boston: Brill Publishers. 71 (4): 335–356. doi:10.1163/15700739-07104002. eISSN 1570-0739. ISSN 0044-3441. S2CID 211652706.
  75. ^ José M. Lozano-Gotor, "Deism", Encyclopedia of Sciences and Religions (Springer: 2013). "[Deism] takes different forms, for example, humanistic, scientific, Christian, spiritual deism, pandeism, and panendeism."
  76. ^ Mikhail Epstein, Postatheism and the phenomenon of minimal religion in Russia, in Justin Beaumont, ed., The Routledge Handbook of Postsecularity (2018), p. 83, n. 3: "I refer here to monodeism as the default standard concept of deism, distinct from polydeism, pandeism, and spiritual deism."
  77. ^ What Is Deism? Archived 2016-04-17 at the Wayback Machine, Douglas MacGowan, Mother Nature Network, May 21, 2015: "Over time there have been other schools of thought formed under the umbrella of deism including Christian deism, belief in deistic principles coupled with the moral teachings of Jesus of Nazareth, and Pandeism, a belief that God became the entire universe and no longer exists as a separate being."
  78. ^ Hartshorne, Charles (1964). Man's Vision of God and the Logic of Theism. Archon Books. p. 348. ISBN 0-208-00498-X.
  79. ^ Taylor, C (2007). A Secular Age. Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press. p.256.
  80. ^ Taylor. (see above). p.257.
  81. ^ Taylor. (see above). p.262.
  82. ^ Essien, Anthonia M. "The sociological implications of the worldview of the Annang people: an advocacy for paradigm shift." Journal of Emerging Trends in Educational Research and Policy Studies 1.1 (2010): 29-35.
  83. ^ أ ب ت ث ج ح خ Steigmann-Gall, Richard (2003). "Gottgläubig: Assent of the Anti-Christians?" (PDF). The Holy Reich: Nazi Conceptions of Christianity, 1919–1945. Cambridge: Cambridge University Press. pp. 218–260. doi:10.1017/CBO9780511818103.009. ISBN 9780511818103. Archived (PDF) from the original on 28 April 2021. Retrieved 9 March 2022.
  84. ^ أ ب Ziegler, Herbert F. (2014). Nazi Germany's New Aristocracy: The SS Leadership, 1925-1939. Princeton, New Jersey: Princeton University Press. pp. 85–87. ISBN 978-14-00-86036-4. Archived from the original on 10 May 2018. Retrieved 9 March 2022.
  85. ^ Burleigh, Michael: The Third Reich: A New History; 2012; pp. 196–197 Archived 27 مايو 2016 at the Wayback Machine
  86. ^ "amtliche Bezeichnung für diejenigen, die sich zu einer artgemäßen Frömmigkeit und Sittlichkeit bekennen, ohne konfessionell-kirchlich gebunden zu sein, andererseits aber Religions- und Gottlosigkeit verwerfen". Philosophisches Wörterbuch Kröners Taschenausgabe. Volume 12. 1943. p. 206.. Cited in Cornelia Schmitz-Berning, 2007, p. 281 ff.
  87. ^ Bear, Ileen (2016). Adolf Hitler: A Biography. Alpha Editions. p. 75. ISBN 9789386019479.
  88. ^ Johnson, Eric (2000). Nazi terror: the Gestapo, Jews, and ordinary Germans New York: Basic Books, p. 10.
  89. ^ In 1930, Czechia had 8.3 million inhabitants: 78.5% Catholics, 10% Protestants (Hussites and Czech Brethren) and 7.8% irreligious or undeclared citizens. "Population by religious belief and sex by 1921, 1930, 1950, 1991, 2001 and 2011 censuses 1)" (in التشيكية and الإنجليزية). Czech Statistical Office. Archived from the original on 17 January 2017. Retrieved 2 January 2017.
  90. ^ Ericksen & Heschel 1999, p. 10.
  91. ^ أ ب Richard J. Evans; The Third Reich at War; Penguin Press; New York 2009, p. 546
  92. ^ Lumans, Valdis O. (1993). Himmler's Auxiliaries: The Volksdeutsche Mittelstelle and the German National Minorities of Europe, 1933–1945. Chapel Hill, North Carolina: University of North Carolina Press. p. 48. ISBN 9780807820667. Archived from the original on 2023-04-17. Retrieved 2023-05-17.
  93. ^ Cuthell, David Cameron Jr. (2009). "Atatürk, Kemal (Mustafa Kemal)". In Ágoston, Gábor; Masters, Bruce (eds.). Encyclopedia of the Ottoman Empire. New York: Facts On File. pp. 56–60. ISBN 978-0-8160-6259-1. LCCN 2008020716. Retrieved 23 January 2021.
  94. ^ (in en)Atatürk, Kemal, Philip's, 2014, doi:10.1093/acref/9780199546091.001.0001, ISBN 9780199546091, https://archive.org/details/worldencyclopedi00oxfo, retrieved on 9 June 2019 
  95. ^ Books, Market House Books Market House (2003), Books, Market House, ed. (in en), Atatürk, Kemal, Oxford University Press, doi:10.1093/acref/9780192800916.001.0001, ISBN 9780192800916, https://archive.org/details/whoswhointwentie00brig, retrieved on 9 June 2019 
  96. ^ أ ب ت McKernan, Bethan (29 April 2020). "Turkish students increasingly resisting religion, study suggests". The Guardian. London. ISSN 1756-3224. OCLC 60623878. Archived from the original on 22 November 2021. Retrieved 17 January 2022.
  97. ^ أ ب ت Sarfati, Yusuf (15 April 2019). "State Monopolization of Religion and Declining Piety in Turkey". Berkley Forum. Washington, D.C.: Berkley Center for Religion, Peace, and World Affairs (Georgetown University). Archived from the original on 16 May 2021. Retrieved 17 January 2022.
  98. ^ أ ب ت Bekdil, Burak (20 May 2021). "Turks May Be Rediscovering the Merits of the Secular Paradigm". BESA Center Perspectives. Tel Aviv: Begin–Sadat Center for Strategic Studies (Bar-Ilan University). Archived from the original on 18 July 2021. Retrieved 17 January 2022.
  99. ^ أ ب ت Akyol, Mustafa (12 June 2020). "How Islamists are Ruining Islam". Current Trends in Islamist Ideology. Washington, D.C.: Hudson Institute. Archived from the original on 25 December 2021. Retrieved 17 January 2022.
  100. ^ أ ب ت Bilici, Mucahit (Fall 2018). "The Crisis of Religiosity in Turkish Islamism". Middle East Report. No. 288. Tacoma, Washington: MERIP. pp. 43–45. ISSN 0899-2851. JSTOR 45198325. OCLC 615545050. Archived from the original on 13 October 2021. Retrieved 17 January 2022.
  101. ^ أ ب ت Girit, Selin (10 May 2018). "Losing their religion: The young Turks rejecting Islam". BBC News. London. Archived from the original on 6 December 2021. Retrieved 17 January 2022.
  102. ^ أ ب ت Külsoy, Ahmet (6 May 2018). "What is pushing half of Turkey towards Deism?". Ahval News. Cyprus. Archived from the original on 9 November 2020. Retrieved 17 January 2022.
  103. ^ Akyol, Mustafa (16 April 2018). "Why so many Turks are losing faith in Islam". Al-Monitor. Washington, D.C. Archived from the original on 15 August 2021. Retrieved 17 January 2022.
  104. ^ أ ب ت Israel, Paul (2000). Edison: A Life of Invention. John Wiley & Sons. ISBN 978-0-471-36270-8.
  105. ^ "Theosophical Society Members 1875–1942 – Historical membership list of the Theosophical Society (Adyar) 1875–1942". tsmembers.org. Archived from the original on October 9, 2018. Retrieved October 8, 2018.
  106. ^ Blavatsky, Helena Petrovna (1980). Collected Writings, Vol. XII. Wheaton, IL: Theosophical Publishing House. p. 130.
  107. ^ ""No Immortality of the Soul" says Thomas A. Edison. In Fact, He Doesn't Believe There Is a Soul—Human Beings Only an Aggregate of Cells and the Brain Only a Wonderful Machine, Says Wizard of Electricity". The New York Times. October 2, 1910. Thomas A. Edison in the following interview for the first time speaks to the public on the vital subjects of the human soul and immortality. It will be bound to be a most fascinating, an amazing statement, from one of the most notable and interesting men of the age ... Nature is what we know. We do not know the gods of religions. And nature is not kind, or merciful, or loving. If God made me—the fabled God of the three qualities of which I spoke: mercy, kindness, love—He also made the fish I catch and eat. And where do His mercy, kindness, and love for that fish come in? No; nature made us—nature did it all—not the gods of the religions.
  108. ^ The Freethinker Archived يونيو 19, 2020 at the Wayback Machine (1970), G.W. Foote & Company, Volume 90, p. 147
  109. ^ "American Religious Identification Survey, 2001" (PDF). 2001. Archived (PDF) from the original on 2015-11-23. Retrieved 2019-09-18.
  110. ^ "ARIS Summary Report, March 2009" (PDF). 2009. Archived (PDF) from the original on 2012-01-05. Retrieved 2017-03-18.
  111. ^ Martha Nussbaum, Under God: The Pledge, Present and Future Archived 2017-08-07 at the Wayback Machine

المراجع

Wikiquote-logo.svg اقرأ اقتباسات ذات علاقة بربوبية، في معرفة الاقتباس.


تأريخات

  • Betts, C. J. Early Deism in France: From the so-called 'deistes' of Lyon (1564) to Voltaire's 'Lettres philosophiques' (1734) (Martinus Nijhoff, 1984)
  • Craig, William Lane. The Historical Argument for the Resurrection of Jesus During the Deist Controversy (Edwin Mellen, 1985)
  • Hazard, Paul. European thought in the eighteenth century from Montesquieu to Lessing (1954). pp 393–434.
  • Herrick, James A. (1997). The Radical Rhetoric of the English Deists: The Discourse of Skepticism, 1680–1750. U of South Carolina Press.
  • Hudson, Wayne. Enlightenment and modernity: The English deists and reform (Routledge, 2015).
  • Israel, Jonathan I. Enlightenment contested: philosophy, modernity, and the emancipation of man 1670-1752 (Oxford UP, 2006).
  • Lemay, J. A. Leo, ed.Deism, Masonry, and the Enlightenment. Essays Honoring Alfred Owen Aldridge. (U of Delaware Press, 1987).
  • Lucci, Diego. Scripture and deism: The biblical criticism of the eighteenth-century British deists (Peter Lang, 2008).
  • McKee, David Rice. Simon Tyssot de Patot and the Seventeenth-Century Background of Critical Deism (Johns Hopkins Press, 1941)
  • Orr, John. English Deism: Its Roots and Its Fruits (1934)
  • Schlereth, Eric R. An Age of Infidels: The Politics of Religious Controversy in the Early United States (U of Pennsylvania Press; 2013) 295 pages; on conflicts between deists and their opponents.
  • Willey, Basil. The Eighteenth Century Background: Studies on the Idea of Nature in the Thought of the Period (1940)
  • Yoder, Timothy S. Hume on God: Irony, deism and genuine theism (Bloomsbury, 2008).

مراجع أساسية

مراجع ثانوية

قراءات إضافية

قالب:EB9 Poster

وصلات خارجية