أبو منصور الماتريدي

أبو منصور الماتريدي
Imammaturidi.jpg
ضريح الإمام الماتريدي، سمرقند
رئيس أهل السنة
إمام أهل السنة والجماعة
شيخ أهل السنة والجماعة
إمام الهدى
علم الهدى
إمام المتكلمين
مصحح عقائد المسلمين
قدوة أهل السنة والاهتداء
رافع أعلام السنة والجماعة
قالع أضاليل الفتنة والبدعة
شيخ الإسلام[1]
وُلِد853
سمرقند
توفي944
سمرقند
مكرّم في
Traditional Sunni Islam[note 1]
الضريح الرئيسيضريح الإمام الماتريدي، سمرقند
الصفاتكتاب التوحيد
 • تفسير تأويلات أهل السنة
يرعىينتهي نسبه إلى الصحابي أبي أيوب الأنصاري، مضيف النبي الذي نزل عليه في دار الهجرة بعد هجرته من مكة إلى المدينة.
تأثر بـأبو حنيفة النعمان
أثر علىغالبية علماء الحنفية
Tradition/Genre
الفقه، أصول الفقه، أصول الدين، علم الكلام، علم التفسير

أبو منصور الماتريدي من كبار علماء أهل السنة والجماعة، ومن أبرز الشخصيات الإسلامية التي كان لها دور مهم في شرح عقيدة أهل السنة والجماعة وتوضيحها بالنقل والعقل. ينتسب إليه اليوم أكثر من خمسين بالمائة من سكان العالم الإسلامي.[2] وهو إمام المدرسة الماتريدية التي يتبعها غالبية أتباع المذهب الحنفي في العقيدة، وقد استفاد من آراء أبي حنيفة[؟] الكلامية، ولكنه لم يكن مجرد شارح ومفصل لطريقة أبي حنيفة، بل كان مبتكراً، له منهجه الخاص به، وهو أحد مجددي الإسلام في زمانه، وينتهي نسبه إلى الصحابي أبي أيوب الأنصاري، مضيف النبي الذي نزل عليه في دار الهجرة بعد هجرته من مكة إلى المدينة.[3] لهذا يذكره كمال الدين البياضي فيقول: الإمام أبو منصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي الأنصاري. وهو علم من أعلام الفكر الإسلامي، وكان له دور كبير في نصرة عقائد أهل السنة والرد على أهل البدع والضلالات، وقد سبق الإمام الماتريدي الإمام الأشعري في القيام بهذه المهمة في الدفاع عن العقيدة. وقد لقبه أصحابه بألقاب مختلفة؛ منها: "إمام الهدى"، و"علم الهدى"، و"إمام المتكلمين"، و"مصحح عقائد المسلمين"، و"رئيس أهل السنة"، و"قدوة أهل السنة والاهتداء"، و"رافع أعلام السنة والجماعة"، و"قالع أضاليل الفتنة والبدعة". فهذه الأوصاف والألقاب تدل على عظمة مكانته في نفوس أصحابه، وإلى دور بارز تحقق له في نصرة السنة والدفاع عنها، حيث نهض الماتريدي في الأقاليم الشرقية من العالم الإسلامي، ونهض أبو الحسن الأشعري في الأقاليم المتوسطة لمجابهة ذوي الأفكار المتطرفة. فالإمام الماتريدي وُلد تقريباً بعد مائة عام من وفاة الإمام أبي حنيفة، والإمام الأشعري تبنى عقيدة أهل السنة بعد مرور الثلث الأخير من عمره. وكلهم قد تبنّوا منهجاً مماثلاً وطبّقوه، فاستطاعوا بمرور الزمن أن يشكّلوا مدرسة كلامية سنية انتسب إليها أكثر من تسعين بالمائة من مسلمي العالم الإسلامي.[4]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

أبو منصور الماتريدي.png

عاش الماتريدي في سمرقند وقد تولى مُلك سمرقند: آل سامان، وهم من قرية بنواحي سمرقند يقال لها سامان، وهم من أحسن الملوك سيرة وإجلالاً للعلم وأهله، وقد كانت الأحوال السياسية والفكرية في بيئة الماتريدي مرتبطة بالأحوال السائدة في الدولة الإسلامية، فقد شهدت الدولة في النصف الثاني من القرن الثالث والرابع للهجرة انقسامات سياسية خطيرة أدت إلى تعدد مناطق النفوذ، ولقد ساعد على هذا الانقسام ضعف الخليفة العباسي في بغداد، وأما الحالة العلمية فكانت أنضج منها في العصر الذي قبله، فقد أخذ علماء هذا العصر ما نقله المترجمون قبلهم فشرحوه وهضموه، وكانت النتيجة لذلك نهضة علمية كبيرة وتعدد مراكز العلم في أرجاء الدولة الإسلامية، هذا وقد كانت الدولة العباسية تعاني من الضعف إلى أن جاء المتوكل ابن المعتصم إلى الخلافة سنة (232 هـ) -أي في سنوات طفولة الماتريدي- فأمر بإبطال المحنة والنهي عن الجدال في القرآن، وبعد عامين رد المتوكل على الفقهاء وأصحاب الحديث حريتهم، وأحسن إليهم، وأذن بأن يجلسوا إلى الناس ويحدثونهم في قضايا التوحيد، وعزل المعتزلة. وبذلك فقد عاش الماتريدي في عصر الجدل والمناظرات بين المعتزلة وأهل السنة، وتفقه في العلم على أئمة العلماء في عصره الذين أخذوا العلم عن سلسلة من العلماء تنتهي إلى الإمام الأعظم أبي حنيفة، أما مؤلفاته فهي دالة على أنه كرّس حياته للعلم لحراسة العقيدة والرد على المنحرفين في عقائدهم، فألف في الفقه والأصول وعلم الكلام، والتفسير، ومن مؤلفاته المنسوبة إليه: كتاب التوحيد، والمقالات، ورد أوائل الأدلة للكعبي، ورد تهذيب الجدل للكعبي، وبيان وهم المعتزلة، ووعيد الفساق ورد الأصول الخمسة لأبي عمر الباهلي، والرد على أصول القرامطة، ومآخذ الشرائع في أصول الفقه، والجدل في أصول الفقه، ورد الإمامة لبعض الروافض، والدرر في أصول الدين، وله كتاب جليل في تفسير القرآن وهو تأويلات أهل السنة، وهو من أهم ما صنف الإمام الماتريدي، وقد قال عنه ابن أبي الوفاء القرشي الحنفي: "وهو كتاب لا يوازيه فيه كتاب، بل لا يدانيه شيء من تصانيف من سبقه في ذلك الفن"، إلى غير ذلك من الكتب المنسوبة إليه، والتي ما زال أكثرها مخطوطاً أو ضائعاً.

ومما يدعو إلى العجب إغفال ترجمة الإمام الماتريدي في أكبر وأشهر كتب التراجم، بالرغم من أنه عاش في بلاد اتسمت بالاستقرار في عصره، وبنضج الحركة العلمية والفكرية فيها، ومن أسباب ذلك الإغفال التي ذكرها بعض الباحثين:[5]

  1. بُعد بلاد ما وراء النهر عن معترك الساحة الثقافية في المشرق العربي ومغربه، وبُعد ماتريد عن مركز الخلافة العباسية ببغداد، مما أدي إلى انقطاع أخبار الماتريدي عن علماء ومؤرخي المشرق والمغرب.
  2. لم تذكر المصادر قيام الماتريدي برحلات إلى المشرق العربي ودخوله حلقات المناظرات والمجادلات فيها مباشرة، والتي كانت تعقد في بغداد والمواقع العربية الأخرى.
  3. ظهور الإمام أبي الحسن الأشعري في المشرق العربي، وشهرته من حيث أنه متكلم ناصر لأهل السنة والجماعة، مع أن الماتريدي كان أسبق من الأشعري في ابتداء الكلام وفق عقيدة أهل السنة وإظهار مذهب الإمام أبي حنيفة.
  4. لم يرزق الماتريدي كما رزق غيره من المتكلمين بأتباع يفسرون ويشرحون كتبه بشكل كبير كما فعل أتباع الأشعري الكبار، إذ أن أتباع الماتريدي نادراً ما يشيرون إلى اسمه، وكأنهم -من دون قصد- لم يولوا اهتماماً أو عناية بشيخهم الماتريدي؛ لانصرافهم إلى تدعيم مذهب الماتريدي الكلامي العقدي وليس دعم شخصه، كما أنهم كانوا يكتفون بالنسبة إلى الإمام أبي حنيفة باعتباره الأصل، إذ إن المذهب الماتريدي في الفقه يمثل مذهبه الكلامي ذاته، بحيث أصبحت الماتريدية والحنفية لفظين مترادفين لمعنى واحد.[6]
  5. دعم القوة السياسية مدرسة أبي الحسن الأشعري التي نشأ صاحبها وتوفي في بغداد مركز الخلافة.
  6. نصرة المذهب المالكي والشافعي المدرسة الأشعرية، وبقاء المدرسة الماتريدية الحنفية وحدها لم تدعمها مذاهب أخرى.
  7. سهولة المواصلات على العلماء الدارسين بين مركز الخلافة وبلادهم القريبة منه، وصعوبة المواصلات إلى ما وراء النهر.[7]

ومهما يكن من أمر فقد كان الإمام الماتريدي فقيهاً حنفياً ومتكلماً على مذهب أهل السنة، وخصماً للمعتزلة، وإليه تنسب الماتريدية أو المذهب الماتريدي، ولقد انتشرت الماتريدية وكثر أتباعها في ما وراء النهر، وانتشرت فيما بعد في عهد الخلافة العثمانية في بلاد الشام ومصر وكثر أتباعها، وشاعت آراء الماتريدي في البلاد التي ساد فيها المذهب الحنفي، وبخاصة فيما وراء النهر، والهند، وباكستان، وتركيا.[8]


مولده

ولد بماتريد أو ماتريت (بضم التاء) وهي محلة بسمرقند في بلاد ما وراء النهر، ويوصف بالماتريدي تارة، وأحيانًا تضاف نسبته إلى سمرقند، فيقال: أبو منصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي السمرقندي، وكنيته: أبو منصور. وقد اتفق المترجمون له على أنه توفي عام 333 هـ، ولم يعيّنوا تاريخ ميلاده، ولكن يمكن تعيينه على وجه التقريب من جانب مشايخه الذين تخرج عليهم في الحديث، والفقه، وعلم الكلام، فإن أحد مشايخه هو نصير بن يحيى البلخي المتوفّى عام 268 هـ فلو تلقّى عنه العلم وهو ابن عشرين يكون هو من مواليد عام 248 هـ، أو ما يقاربه.

نسبه

ينتهي نسبه إلى الصحابي أبي أيوب الأنصاري، مضيف النبي في دار الهجرة، وقد وصفه بذلك الإمام كمال الدين البياضي في إشارات المرام.[9]

ألقابه

لُقِّبَ بألقاب كثيرة، منها:

  1. "إمام الهدى".
  2. و"إمام المتكلمين".
  3. و"مصحح عقائد المسلمين".
  4. و"رئيس أهل السنة".
  5. و"إمام أهل السنة والجماعة".
  6. و"شيخ أهل السنة والجماعة".
  7. و"قدوة أهل السنة والاهتداء".
  8. و"رافع أعلام السنة والجماعة".
  9. و"قالع أضاليل الفتنة والبدعة".
  10. و"شيخ الإسلام".[1]

ويلقب أيضاً بـ "علم الهدى" لكونه كان واحدا من الذين وقفوا في خطّ الدفاع عن السنة والتصدي لمن يحاول تشويهها، وينتهي نسبه إلى أبي أيوب الأنصاري، مضيف النّبي الذي نزل عليه في دار الهجرة بعد هجرته من مكة إلى المدينة.[3] لهذا يذكره كمال الدين البياضي فيقول: الإمام أبو منصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي الأنصاري.


مشايخه

إن المراجع لم تذكر إلا القليل من مشايخه الذين تلقى علومه عنهم إلا أنهم جميعًا يصل سندهم في العلم إلى الإمام الجليل أبي حنيفة النعمان، وقد ذكر صاحب "الجواهر المضيئة" أن الماتريدي تخرج بأبي نصر أحمد بن العباسي بن الحسين العياضي، وتفقه على أبي بكر أحمد الجوزجاني ونصير بن يحيى البلخي، ومحمد بن مقاتل الرازي.

أما أبو نصر العياضي وأبو بكر الجوزجاني فقد تفقها على الإمام أبي سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني، وهذا الأخير تفقه على صاحبي أبي حنيفة: أبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسن الشيباني الذين تفقها على أبي حنيفة. وأما نصير البلخي ومحمد بن مقاتل الرازي فقد تفقّها على الإمامين أبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي، وأبي مقاتل حفص بن سلم السمرقندي الذين تفقها على الإمام أبي حنيفة كذلك.

وأما علومه فقد دارت حول تأويل القرءان الكريم وأصول الفقه وعلم الكلام وما يتعلق به، وقد درس العلوم العقلية، كما درس العلوم النقلية درسًا متقنًا عميقًا، ووقف على دقائقها حتى صار إمامًا مبرزًا في الفقه والتأويل وعلم الكلام.

وبعد أن نال القسط الوفير من الثقافة والعلم انصرف إلى التدريس والتثقيف، فصنّف وألّف وكرّس حياته لحماية الإسلام ونصرة عقيدة أهل السنة والجماعة حتى وصفه العلماء بأنه كان إمامًا جليلاً، مناضلاً عن الدين، موطدًا لعقائد أهل السنة، قطع المعتزلة وذوي البدع في مناظراتهم، وخصمهم في محاوراتهم إلى أن أسكتهم.

مؤلفاته

كان للإمام أبي منصور الماتريدي العديد من المؤلفات، منها ما كان في علم الكلام والعقيدة، ومنها ما كان في أصول الفقه، ومنها ما كان في تأويل القرءان.

أما في علم الكلام فله عدة مصنفات منها كتاب "التوحيد"، وكتاب "المقالات"، وكتاب "الرد على القرامطة"، و"بيان وهم المعتزلة"، و"رد الأصول الخمسة لأبي محمد الباهلي" و"أوائل الأدلة للكعبي" و"رد كتاب وعيد الفساق للكعبي" و"رد تهذيب الجدل للكعبي" وغيرها.

وأما في علم أصول الفقه فقد ذكرت كتب الطبقات وكتاب "كشف الظنون" كتابين في أصول الفقه هما: "الجدل"، وكتاب "مأخذ الشرائع في أصول الفقه" وجاء في "بدائع الصنائع" في أثناء استنباط أوقات الصلوات الخمس من قوله تعالى: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيًا وحين تُظهرون} [سورة الروم/ءاية 17-18] قال الشيخ أبو منصور الماتريدي السمرقندي إنهم فهموا من هذه الآية فرضية الصلوات الخمس، ولو كانت أفهامهم مثل أفهام أهل زماننا لما فهموا منها سوى التسبيح المذكور.

وأما مؤلفات الإمام الماتريدي في تأويل القرءان فمنها كتاب "تأويلات أهل السنة"، وقد ذكره بهذا العنوان صاحب "كشف الظنون"، لكن نسخة "كوبريلّي" عنونت بـ"تأويلات الماتريدي في التفسير"، وأما أصحاب الطبقات فقد ذكروه باسم "تأويلات القرءان" وهذا الاسم تحمله النسخ الأخرى الموجودة في تركيا والهند وألمانيا والمدينة المنورة ودمشق والمتحف البريطاني وطشقند. ولعل الكتاب كان يحمل الاسمين في مبتدإ الأمر فاختصره المؤرخون وأصحاب الطبقات على ذلك.

وقد وصف الإمام عبد القادر القرشي المتوفى سنة سبعمائة وخمس وسبعين للهجرة هذا الكتاب بقوله: "هو كتاب لا يوازيه فيه كتاب بل لا يدانيه شيء من تصانيف من سبقه في ذلك الفن".

وجاء في نسخة مكتبة "خدابخش" في الصحيفة الأولى إسناد كتاب "تأويلات القرءان" إلى الماتريدي، وجاء فيما يليه مقدمة من مؤلف هذا الكتاب وعن تعريف التفسير والتأويل، وجاء في مقدمة الكتاب أيضًا ما نصه: "قال الشيخ الإمام الزاهد علم الدين شمس العصر، رئيس أهل السنة والجماعة أبو بكر محمد بن أحمد السمرقندي تعالى: إن كتاب التأويلات المنسوب إلى الشيخ الإمام أبي منصور الماتريدي كتابٌ جليل القدر، عظيم الفائدة في بيان مذهب أهل السنة والجماعة في أصول التوحيد، ومذهب أبي حنيفة وأصحابه رحمهم الله في أصول الفقه وفروعه على موافقة القرءان" ا.هـ.

وذكر صاحب "كشف الظنون" كتاب "تأويلات القرءان" تحت عنوان "تأويلات الماتريدية في بيان أصول أهل السنة وأصول التوحيد"، وصرح بأنه ثمانية مجلدات وأن الشيخ علاء الدين محمد بن أحمد هو الذي جمعه.

وجاء في "تأويلات القرءان" في تفسير قوله تعالى: {قال ربّ أرني أنظر إليك قال لن تراني} [سورة الأعراف/ءاية:143] قوله: "والقول بها [يعني رؤية الرب] لازم عندنا في الآخرة، وحق من غير إدراك ولا تفسير" ا.هـ. أي من غير تشبيه ولا كيفية.

ومن تصانيف الإمام أبي منصور الماتريدي كتاب "شرح الفقه الأكبر" وهو كتاب يُعرف محتواه من عنوانه، فقد تناول كتاب "الفقه الأكبر" لأبي حنيفة بالشرح والإيضاح والتفسير.

وفاته

ذكر صاحب كتاب "كشف الظنون" أن الإمام الماتريدي توفي سنة ثلاثمائة واثنين وثلاثين للهجرة، غير أنه عاد بعد ذلك في مواطن أخرى فاتفق مع جمهرة المؤرخين على أن وفاته كانت سنة ثلاثمائة وثلاث وثلاثين للهجرة. وذكر عبد الله القرشي في "الفوائد البهية" بأنه توفي سنة ثلاثمائة وثلاث وثلاثين للهجرة، وأن قبره بسمرقند.

أقوال العلماء عنه وعن مذهبه

  • يقول الكفوي في ترجمته: "إمام المتكلمين ومصحح عقائد المسلمين، نصره الله بالصراط المستقيم، فصار في نصرة الدين القويم، صنف التصانيف الجليلة، ورد أقوال أصحاب العقائد الباطلة".
  • وقال عنه الشيخ عبد الله مصطفى المراغي في كتابه الفتح المبين في طبقات الأصوليين: "إن أبا منصور قوي الحجة، فحماً في الخصومة، دافع عن عقائد المسلمين، ورد شبهات الملحدين".[10]
  • وقال عنه الشيخ أبو الحسن الندوي في كتابه رجال الفكر والدعوة: "جهبذ من جهابذة الفكر الإنساني، امتاز بالذكاء والنبوغ وحذق الفنون العلمية المختلفة" بل وكان يرجحه على أبي الحسن الأشعري في كتابه تاريخ الدعوة والعزيمة.[10]
  • وقال الإمام ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر: "المراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجماعة الشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي".[11]
  • وقال الإمام حسن بن أبي عذبة صاحب الروضة البهية: "اعلم أن مدار جميع عقائد أهل السنة والجماعة على كلام قطبين: أحدهما: الإمام أبوالحسن الأشعري والثاني: الإمام أبو منصور الماتريدي. فكل من اتبع واحداً منهما اهتدى وسلم من الزيغ والفساد في عقيدته".[12]
  • وقال العلامة طاش كبري زاده في مفتاح السعادة: "ثم اعلم أن رئيس أهل السنة والجماعة في علم الكلام - يعني العقائد - رجلان، أحدهما حنفي والآخر شافعي، أما الحنفي فهو أبو منصور محمد بن محمود الماتريدي، إمام الهدى... وأما الآخر الشافعي فهو شيخ السنة ورئيس الجماعة إمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين والساعي في حفظ عقائد المسلمين، أبو الحسن الأشعري البصري.. حامي جناب الشرع الشريف من الحديث المفترى، الذي قام في نصرة ملة الإسلام فنصرها نصراً مؤزراً".[13]
  • وقال الإمام الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح: "...ومنه قوله تعالى: {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} فالمراد بالأهواء مطلقا الاعتقادات، وبالمنكرات الأهوية الفاسدة التي غير مأخوذة من الكتاب والسنة، وقال ابن حجر[؟]، والأهواء المنكرة هي الاعتقادات الفاسدة المخالفة لما عليه إمام أهل السنة والجماعة أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي".[14]
  • وقال الإمام محمد زاهد الكوثري: "فالأشعري والماتريدي هما إماما أهل السنة والجماعة في مشارق الأرض ومغاربها، لهم كتب لا تحصى، وغالب ما وقع بين هذين الإمامين من الخلاف من قبيل الخلاف اللفظي، وقد دونت عدة كتب في ذلك، وقد أحسن تلخيصها البياضي في"إشارات المرام في عبارات الإمام" ونقل نصه الزبيدي في شرح الإحياء".[15]
  • وقال الحافظ مرتضى الزبيدي في شرح إحياء علوم الدين: "إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية".[16] وقال أيضاً في موضع آخر: "والمراد بأهل السنة هم الفرق الأربعة، المحدثون والصوفية والأشاعرة والماتريدية".[17]
  • وقال الإمام السفاريني الحنبلي في لوامع الأنوار البهية: "أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: الأثرية: وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه، والأشعرية: وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله، والماتريدية: وإمامهم أبو منصور الماتريدي، وأما فرق الضلال فكثيرة جداً".[18]
  • وقال علامة الكويت الشيخ عبد الله بن خلف الدحيان تعليقا على تقسيم السفاريني لأهل السنة إلى ثلاث فرق: "فإذا قلت: لفظ الحديث يقتضـي عدم التعْدِيَة (أي أن لفظ الحديث يقتضي قصر النجاة على فرقة واحدة وعدم تعديته إلى ثلاث فرق) حيث قال فيه: "ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة كلهم في النار إلا فرقة واحدة وهي ما كان على ما أنا عليه وأصحابي" فالجواب: أن الثلاث فرق هي فرقة واحدة لأنهم كلهم أهل الحديث، فإن الأشاعرة والماتريدية لم يردوا الأحاديث ولا أهملوها، فإمّا فوضوها وإمّا أوّلوها، وكل منهم أهل حديث، وحينئذ فالثلاث فرقة واحدة، لاقتفائهم الأخبار وانتحالهم الآثار، بخلاف باقي الفرق فإنهم حكّموا العقول وخالفوا المنقول فهم أهل بدعة وضلالة ومخالفة وجهالة والله تعالى أعلم".[19]
  • وقال العلامة المواهبي الحنبلي في العين والأثر: "طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة، وحنابلة، وماتريدية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة".[20]
  • وقال المحدث محمد بن درويش الحوت البيروتي في رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة: "فائدة: المالكية والشافعية أشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، والحنفية ماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي، وهما إماما أهل السنة والجماعة، والحنابلة أثرية".[21]
  • وقال الإمام أحمد الدردير في شرحه على منظومته في العقائد المسماة بخريدة التوحيد: "(واتبع سبيل الناسكين العلماء) ثم شرح عبارته فقال (جمع عالم وهو العارف بالأحكام الشرعية التي عليها مدار صحة الدين اعتقادية كانت أو عملية والمراد بهم السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان وسبيلهم منحصر في اعتقاد وعلم وعمل على طبق العلم (أي: وعمل مطابق للعلم)، وافترق من جاء بعدهم من أئمة الأمة الذين يجب اتباعهم على ثلاث فرق، فرقة نصبت نفسها لبيان الأحكام الشرعية العملية وهم الأئمة الأربعة وغيرهم من المجتهدين، ولكن لم يستقر من المذاهب المرضية سوى مذاهب الأئمة الأربعة، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال ببيان العقائد التي كان عليها السلف وهم الأشعري والماتريدي ومن تبعهما، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال بالعمل والمجاهدات على طبق ما ذهب إليه الفرقتان المتقدمتان وهم الإمام أبو القاسم الجنيد ومن تبعه، فهؤلاء الفرق الثلاثة هم خواص الأمة المحمدية ومن عداهم من جميع الفرق على ضلال وإن كان البعض منهم يحكم له بالإسلام فالناجي من كان في عقيدته على طبق ما بينه أهل السنة".[22]
  • وقال الإمام عبد الله بن علوي الحداد في رسالة المعاونة والمظاهرة والمؤازرة: "وعليك بتحسين معتقدك وإصلاحه وتقويمه على منهاج الفرقة الناجية، وهي المعروفة من بين سائر الفرق الإسلامية بأهل السنة والجماعة، وهم المتمسكون بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأنت إذا نظرت بفهم مستقيم عن قلب سليم فـي نصوص الكتاب والسنة المتضمنة لعلوم الإيمان، وطالعت سير السلف الصالح من الصحابة والتابعين علمت وتحققت أن الحق مع الفرقة الموسومة بالأشعرية، نسبة إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمه الله، فقد رتب قواعد عقيدة أهل الحق وحرَّرَ أدلتها، وهي العقيدة التي أجمع عليها الصحابة ومن بعدهم من خيار التابعين، وهي عقيدة أهل الحق من أهل كل زمان ومكان، وهي عقيدة جملة أهل التصوف كما حكى ذلك أبو القاسم القشيري في أول رسالته، وهي بحمد الله عقيدتنا.. وعقيدة أسلافنا من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.. والماتريدية كالأشعرية في جميع ما تقدم".[23]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضا

مراجع

  1. ^ أ ب الموسوعة الفقهية الكويتية. Archived 2016-10-01 at the Wayback Machine
  2. ^ كتاب التوحيد للإمام أبي المنصور الماتريدي، تحقيق: الأستاذ الدكتور بكر طوبال أوغلي، والأستاذ المساعد الدكتور محمد آروشي، طبعة: دار صادر بيروت، ومكتبة الإرشاد استانبول، تقديم الطبعة الجديدة، ص: 5.
  3. ^ أ ب الماتريدي .. إمام المتكلمين - جريدة الاتحاد. Archived 2016-08-07 at the Wayback Machine
  4. ^ كتاب التوحيد للإمام أبي المنصور الماتريدي، تحقيق: الأستاذ الدكتور بكر طوبال أوغلي، والأستاذ المساعد الدكتور محمد آروشي، طبعة: دار صادر بيروت، ومكتبة الإرشاد استانبول، تقديم الطبعة الجديدة، ص: 7-9.
  5. ^ انظر هذه الأسباب في: مواقف حسون البندي، أبو منصور الماتريدي ومدرسته الكلامية، رسالة ماجستير، جامعة بغداد، 1990م، ص: 9-11.
  6. ^ انظر لويس غردية وج. قنواتي، فلسفة الفكر الديني بين الإسلام والمسيحية، ترجمة: د. صبحي الصالح والأب د. فريد جبر، دار العلم للملايين، بيروت، 1967م، ط1، ج1، ص: 108. د. محمد أبو ريان، تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1984م، ط4، ص: 331.
  7. ^ انظر هذه الأسباب للدكتور بلقاسم الغالي نقتلها عنه فاطمة الخمي، في: فاطمة يوسف الخمي، مقدمة تحقيقها لتأويلات أهل السنة للماتريدي، مؤسسة الرسالة ناشرون، بيروت، 2004م، ط1، ج1، ص: 7.
  8. ^ كارل بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ترجمة: د. السيد يعقوب بكر ود. رمضان عبد التواب، دار المعارف، مصر، 1975م (د. ط)، ج4، ص: 41.
  9. ^ مقدمة كتاب التوحيد للإمام أبي منصور الماتريدي [PDF]. Archived 2016-10-03 at the Wayback Machine
  10. ^ أ ب ترجمة أبو منصور الماتريدي - الموسوعة الإسلامية.
  11. ^ الزواجر عن اقتراف الكبائر، ص: 82.
  12. ^ خلاف التنوع بين الأشعرية والماتريدية. Archived 2017-12-29 at the Wayback Machine
  13. ^ مفتاح السعادة 2 / 33.
  14. ^ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح. Archived 2016-06-10 at the Wayback Machine
  15. ^ مقدمات الإمام الكوثري، ص: 51.
  16. ^ إتحاف السادة المتقين 2 / 6.
  17. ^ إتحاف السادة المتقين 2 / 86.
  18. ^ لوامع الأنوار البهية 1 / 73.
  19. ^ تبصير القائع، ص: 73.
  20. ^ العين والأثر، ص: 53.
  21. ^ رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة، ص: 77.
  22. ^ شرح العلامة أحمد الدردير على منظومته في العقائد المسماة بخريدة التوحيد ص: 194.
  23. ^ رسالة المعاونة والمظاهرة والمؤازرة، ص: 67ـ68.


خطأ استشهاد: وسوم <ref> موجودة لمجموعة اسمها "note"، ولكن لم يتم العثور على وسم <references group="note"/>