ولي الدين العراقي

ولي الدين العراقي ويعرف أيضا بأبي زُرْعَة ابن العراقي

هو أبو زرعة أحمد بن الحافظ الكبير أبي الفضل عبد الرحيم العراقي بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم الكردي المعروف بابن العراقي [1](عاش 1360- 1422)، كردي الأصل قاهري المولد والنشأة والوفاة ، أحد أئمة الشافعية بمصر في عصره ، كان عالما فاضلا ، صاحب كتب في الأصول والفروع [2].

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مولده ونشأته

-ولد سنة 762 هـ الموافق 1360

-اعتنى به والده وبكر به أبوه فأحضره عند المسند أبي الحرم محمد القلانسي في الأولى وفي الثانية، واستجاز له من أبي الحسن الفرضي، ثم رحل به الشام في سنة 765 وقد طعن في الثالثة، فأحضره عند جمع كثير من أصحاب الفخر ابن البخاري وأنظارهم مثل الشمس الحسيني والتقي ابن رافع والمحدث أبي الثناء المنبجي

-رجع من الرحلة فحفظ القرآن وعدة مختصرات من الفنون ونشأ يقظا واجتهد في استيفاء شيوخ الديار المصرية وأخذ عمن دب ودرج. فطلب بنفسه بالقاهرة ومصر وقد أكمل أربع عشرة سنة، فطاف على الشيوخ، وقرأ بنفسه، وكتب الطباق وفهم الفن، واشتغل في الفقه والعربية والمعاني والبيان

-بعد سنة 780 رحل ثانياً إلي دمشق مع رفيق والده الهيثمي لكن بعد موت الطبقة الأولي فسمع من أصحاب تقي الدين سليمان بن حمزة ابن قدامة الحنبلي وأبي نصر محمد بن محمد الشيرازي الفارسي والمطعَّم

-أجيز بالفتوى والتدريس. ودّرس في عدة أماكن وهو شاب.

-أقبل على التصنيف فصنف أشياء لطيفة في فنون الحديث، وأقبل على الفقه فصنف وظهرت نجابته مع حسن شكله وشرف نفسه

- ارتحل مع أبيه إلى مكة والمدينة غير مرة

-مات أبوه تقرر في وظائفه، فدرس بالجامع الطولوني وغيره وكان مجلس الإملاء قد انقطع بعد موت أبيه إلي أن شرع هو فيه من ابتداء شوال سنة 810 فأحيي الله به نوعاً من العلوم كما أحياه الله قبل ذلك بأبيه

-استقر شيخا بالجمالية بعد موت همام الدين

-ناب في الحكم عن قضاة الشافعية نحواً من عشرين سنة متوالية ثم ترك ذلك بآخرة ثم ولي المنصب في شوال سنة 824 بعد موت القاضي جلال الدين البُلقيني فباشره بعفّة ونزاهة وصرامة وشهامة إلا أنه غلب عليه بعض أصهاره ممن لم تسر سيرته فلزق به اللوم وتغضب عليه بعض أهل الدولة فصرف عنه فحصل له سوء مزاج من كونه صرف ببعض تلامذته بل ببعض من لا يفهم عنه كما ينبغي

كان بارعا في الحديث والأصول والفقه واللغة ، تولى القضاء نحو عشرين عاما ثم تركه ليتفرغ إلى الإفتاء والتعليم والتأليف ، ثم تولى أخيرا قضاء الديار المصرية بعد جلال الدين البلقيني [3].

وكان من خير أهل عصره بشاشة وصلابة في الحكم وقياما في الحق وطلاقة وجه وحسن خلق وطيب عشرة.[4]


ثناء أهل العلم عليه

قال البرهان الحلبي: «وكان بعد موت الجلال البلقيني أوحد فقهاء مصر والقاهرة، وعليه المعتمد في الفتيا»

وقال ابن تغري بردي: «كان إماماً فقيهاً عالما، حافظاً محدثاً أصولياً، محققاً واسع الفضل، غزير العلم، كثير الاشتغال»

وقال ابن حجر العسقلاني: «واستيعاب فضائله يطول، وكان من خير أهل عصره بشاشة وصلابة في الحكم، وقياماً في الحق، وطلاقة وجه، وحسن خلق، وطيب عشرة»

وقال السخاوي: « وبالجملة فهو مكثر سماعا وشيوخا وكتب الطباق وضبط الأسماء وسمع الأئمة بقراءته وخرج لغير واحد من شيوخه ... ولم يتهيأ له إفراد شيوخه ومسموعه لعله لقصور الهمم خصوصا في هذا النوع، نعم عمل لنفسه فهرستا لطيفا ...وتدرب بوالده في الحديث وفنونه وكذا في غيره من فقه وأصل وعربية وعادت بركة تربيته عليه وكذا تفقه بالأبناسي وعظم انتفاعه به ... وبالسراج البلقيني بحيث كان معوله في الفقه عليه ... ولم يلبث أن برع في الحديث والفقه وأصوله والعربية والمعاني والبيان وشارك في غيرها من الفضائل، وأذن له غير واحد من شيوخه بالإفتاء والتدريس، واستمر يترقى لمزيد ذكائه حتى ساد وأبدى وعاد وظهرت نجابته ونباهته واشتهر فضله وبهر عقله مع حسن خلقه وخلقه ونور خطه ومتين ضبطه وشرف نفسه وتواضعه وشدة انجماعه وصيانته وديانته وأمانته وعفته وطيب نغمته وضيق حاله وكثر عياله، ودرس وهو شاب في حياة أبيه وشيوخه في عدة أماكن »

وقال الداوودي: «وبرع في الفنون، وكان إماماً محدثاً، حافظاً فقيهاً محققاً، أصولياً صالحا، له الخبرة التامة بالتفسير والعربية»

وقال بدر الدين العيني: «كان عالماً فاضلاً، له تصانيف في الأصول والفروع، وفي شرح الأحاديث، ويد طولى في الإفتاء، وكان آخر الأئمة الشافعية بالديار المصرية»

وقال ابن هداية: «كان أعجوبة أهل زمانه، قوي الفكر، موجه الاعتراض، حلاَّل الألفاظ الموهمة، ومفصل العبارات المجملة»

وقال السيوطي: «كان إماماً محدثا، حافظا محققا، أصوليا صالحا»

مصنفاته

  1. شرح سنن أبي داود ( ناقص لم يتمه )
  2. الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية
  3. مختصر المهمات .
  4. تحرير الفتاوى على التنبيه والمنهاج والحاوي : النكت على المختصرات الثلاث
  5. شرح جمع الجوامع في الأصول  : الغيث الهامع شرح جمع الجوامع
  6. شرح نظم البيضاوي .
  7. النكت على منهاج البيضاوي .
  8. شرح تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد للعراقي
  9. التعليق على الكشاف للزمخشري.
  10. نكت الأطراف والمهمات .
  11. البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح
  12. أخبار المدلسين
  13. إكمال طرح التثريب للعراقي
  14. أمالي أبي زرعة ابن العراقي
  15. الأربعون في الجهاد بدون الإسناد
  16. الاستعاذة بالواحد من إقامة جمعتين في مكان واحد
  17. التحرير لما في منهاج الأصول من المعقول والمنقول.
  18. الجواهر البهية شرح الأربعين النووية
  19. الدليل القويم على صحة جميع التقديم
  20. الذيل على ذيل ذيل العبر للعراقي
  21. المستدرك على تحفة الأشراف للمزي
  22. المستفاد من مبهمات المتن والإسناد
  23. المعين على فهم أرجوزة ابن الياسمين في الجبر والمقابلة
  24. النكت على المختصرات الثلاثة
  25. تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل
  26. تحفة الوارد بترجمة الوالد
  27. تنقيح واختصار اللباب للمحاملي
  28. جمع حواشي البلقيني على الروضة
  29. حل الرموز وكشف الكنوز
  30. ذيل الكاشف للذهبي
  31. شرح نظم الاقتراح للعراقي
  32. شرح الصدر بذكر ليلة القدر
  33. شرح النكت لأبي إسحاق الشيرازي
  34. النهجة المرضية شرح البهجة الوردية
  35. شرح منظومة الوضوء للعراقي
  36. فضل الخيل وما فيها من الخير والنيل
  37. ما ضعف من أحاديث الصحيحين والجواب عنه
  38. إكمال شرح الأحكام للعراقي
  39. البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح وقد مس بضرب من التجريح
  40. التذكرة المفيدة
  41.  تراجم رجال منهاج الأصول
  42. التعقيبات على الرافعي
  43. جمع طرق حديث المهدي
  44. الحكم بالصحة والحكم بالموجب
  45. الذيل على ذيل ذيل صلة التكملة للعراقي
  46. شرح ألفيه الحديث للعراقي
  47. شرح قطعة من كتاب الدقائق في الرقائق
  48. شرح متن منهاج الأصول
  49. شرح النجم الوهاج في نظم المنهاج للعراقي
  50. شرح نظم كتاب الاقتراح للعراقي
  51. فتاوى أبي زرعة ابن العراقي
  52. مختصر الكشاف للزمخشري
  53. مختصر المنسك الكبير لابن جماعة
  54. النكت على الإيضاح في المناسك للنووي

وفاته

توفي مبطونا في يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر رمضان سنة 826 هـ (الموافق 1422) عن ثلاث وستين سنة وثمانية أشهر ودفن عند والده، رحمهما الله تعالى.

مصارد ترجمته

  • إنباء الغمر بأبناء العمر لابن حجر العسقلاني
  • المجمع المؤسس للمعجم المفهرس لابن حجر العسقلاني
  • الضوء اللامع للسخاوي
  • مقدمة تحقيق عبد الرحمن فهمي محمد الزواوي للنكت على المختصرات الثلاث
  • مقدمة تحقيق محمد محمد تامر الدرعمي للأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية

المراجع