16 أكتوبر في حرب أكتوبر

"يوميات حرب أكتوبر"
سبت أحد إثنين ثلاثاء أربعاء خميس جمعة
4 5 6 7 8 9 10
11 12 13 14 15 16 17
18 19 20 21 22 23 24
25 26 27 28


16 أكتوبر، هو اليوم الحادي عشر من أيام حرب أكتوبر 1973.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأحداث

محاولات الهجوم يوم 16 أكتوبر 1973

قرر أريل شارون دعم لواء آمنون حتى يمكنه الاستمرار في الهجوم ، فألحق عليه كتيبة دبابات من لواء حاييم، وكتيبه أخرى من لواء (توفيا)، وأصدر أوامره إلى آمنون للقيام بمحاولة جديدة لفتح طريق طرطور، على أن يبدأ الهجوم الساعة السابعة صباحاً. ويتم فتح هذا الطريق من اتجاه الشمال الشرقي، ولكن آمنون لم يستطع التقدم كثيراً، فقد أصيبت دباباته بقصفة من الصواريخ من تجاه المزرعة الصينية، واضطرت إلى الانسحاب.[1]

حاول آمنون مرة سادسة، بعد المحاولة السابقة مباشرة، ولكن دمّرت المقاومة المصرية عدداً آخر دباباته، واضطر للانسحاب، مع إخلاء نحو 20 جريح من جنوده.

وفي حوالي الساعة الثانية صباحاً، بدأت محاولة جديدة للهجوم من اتجاه الشرق، وشمال طريق طرطور، وأصيبت 3 دبابات من القوة المهاجمة، وفشل الهجوم مجدداً.

كانت المحاولة الأخيرة لآمنون في الساعة التاسعة إلا عشر دقائق صباح يوم 16 أكتوبر 1973 واستطاع خلالها أن يستولي على تقاطع وصلة طرطور مع طريق ليكسيكون، مستتراً ببقايا الدبابات المصرية المحترقة والأسلحة المضادة للدبابات التي تركها المصريون. وأصبح طريق أكافيش مفتوحاً، أما طريق طرطور فلا يزال مغلق.

وفي الساعة التاسعة صباح يوم 16 أكتوبر 1973، تقدم حاييم ومعه كتيبة دبابات وكتيبة مظليين على محور (أكافيش)، للمرور إلى نقطة العبور على الساحل الشرقي للبحيرات المرة، ولكنهم وقعوا تحت تأثير نيران الصواريخ المصرية، ودُمّرَتْ 4 دبابات، فأصدر حاييم أوامره إلى جنود المظلات بالعودة، واتجه ومعه باقي كتيبة الدبابات جنوباً.

دعم القوات غرب القناة

صدرت الأوامر صباح يوم 16 أكتوبر 1973 إلى حاييم للعبور على المعديات إلى الغرب، للاشتراك في تدمير وحدات صواريخ الدفاع الجوى المصري، غرب القناة، بالتعاون مع قوة مظلات داني، التي سبق عبورها ليلة 15/16.

في الساعة العاشرة صباحاً، بدأت قوة حاييم في العبور على المعديات، من قطاع شمال البحيرات المرة، ومعه عشرون دبابة و7 مركبات مدرعة، وبمجرد وصوله بدأ يتجه غرباً، ولعمق 20 كيلو مترا من القناة، حيث استطاع أن يدمر في طريقه عدة مواقع صواريخ دفاع جوى للمصريين، محدثاً ثغرة كبيرة في وسائل الدفاع الجوى المصرية، كما باغت قوة مدرعة مصرية، تقدر بكتيبة دبابات، واستطاع أن يدمر منها 10 دبابات و25 مركبة مدرعة. وفي الساعة الرابعة بعد الظهر عاد مرة أخرى إلى منطقة رأس الكوبرى، بالقرب من المعديات.

كانت قوات أريل شارون، بعد قتال ليله 15/16 وصباح يوم 16 أكتوبر 1973، منهكة وغير قادرة على الاستمرار في الهجوم. وفشلت في تحقيق هدفين رئيسيين وهما:

أ. الأول كان عدم القدرة على إنشاء ممر آمن إلى موقع الدفرزوار من أجل إقامة الجسور لعبور القوات.

ب. أما الثاني فكان أكثر خطورة، حيث لم يصل جسر حتى ذلك الوقت إلى نقطة العبور على القناة، ومن ثم أصبحت القوة الموجودة في غرب القناة في خطر.

وإزاء هذا الموقف الصعب، أصدرت القيادة أوامرها بإيقاف نقل دبابات إلى الضفة الغربية للقناة، وأن تبذل الجهود للتركيز على الهجوم في شرق القناة، وأن يتم إشراك قوات آدن مع قوات شارون، لاستكمال فتح محوري أكافيش وطرطور للوصول إلى الدفرزوار (مازميد).

لقد أصبحت ساحة القتال مليئة بالدبابات والمركبات المدرعة المدمرة من الجانبين. حوالي 50 دبابة إسرائيلية مدمرة في هذه المنطقة، وكذلك نحو 150 دبابة ومركبة مدرعة مصرية، لقد دمرت كل منها الأخرى من مسافات قصيرة جداً بسبب التداخل بينهما، قد أصبح الطريق مملوءاً بجثث القتلى من الإسرائيليين والمصريين. لا يمكن تصور هذا الموقف بأي صورة، لبشاعته، لقد فقدت القوات الإسرائيلية خلال هذه المعركة ما يقرب من 300 قتيل، ومئات من الجرحى.

هجوم قوات آدن يوم 16 أكتوبر 1973

اللواء أڤراهام أدان، قائد الفرقة 162.

نَسّقْ أڤراهام أدان وشارون جهودهما، ونظما تعاوناً بين قواتهما، وتم الاتصال بين القوتين من خلال لواء (ناتك) من قوات آدن، كان الهدف الذي حدد للقوتين هو فتح محوري "أكافيش" Akavish وطرطور "Tirtur".

وفي الساعة الثالثة ظهراً بدأت قوات آدن هجومها من جنوب "ميسوري"، واستمر الهجوم حتى الساعة الرابعة، دون أن يحرز آدن أي نجاح. كانت أي محاولة للتقدم عبر الأرض المكشوفة، تواجه بالصواريخ المضادة للدبابات والتي تطلق نيرانها من عدة اتجاهات، من مواقعها بالمزرعة الصينية. واقترح آدن على قيادة الجبهة أن يتم تطهير منطقة المزرعة بالمشاة ليلاً، ووافقت القيادة على هذه الفكرة، والواقع أن شارون لم يحاول جدياً الاستيلاء على المزرعة الصينية.

عندما فشل آدن في فتح محوري أكافيش ـ طرطور، تقرر إشراك لواء المظليين بقيادة (عوزي)في الهجوم، مع قوات آدن، ولكن عوزي لم يكن قد وصل بعد، إذ لن يصل قبل مضي 5 ساعات، وعلى آدن الاعتماد على نفسه، "أي القتال بدباباته فقط" من أجل فتح محاور الطرق.

موشيه ديان

وصل موشيه ديان إلى قيادة الجبهة الجنوبية عصر يوم 16 أكتوبر 1973، واجتمع مع الجنرال جونين، لدراسة الموقف معه، وأوضح جونين، أن شارون لم ينفذ المهمة لإقامة رأس الكوبري حتى ذلك الوقت، ولكنه أكد على أنه سيتم خلال الليل "أي ليلة 16/17" فتح الطريقين المؤديين إلى الدفرزوار، وإذا لم يستطع تنفيذ ذلك، سيخلي القوات التي عبرت إلى الضفة الغربية من خلال البحيرات المرة. كذلك أوضح الجنرال بارليف أن المعاونة الجوية لم تكن ذات فائدة مؤثرة، بسبب التداخل الكبير بين القوات المصرية والإسرائيلية.

أكد ديان على ضرورة فصل القوات المتضادة، حتى يمكن استخدام السلاح الجوى بكفاءة. وأنتظر الجميع ما يمكن أن يحدث مساءً، لقد نجح المصريون في إيقاف القوة الدافعة للهجوم الإسرائيلي.

أما مدير الاستخبارات الإسرائيلي "إيلي زعيرا"، فقد أوضح أن القوات المصرية لم تهتم حتى الآن بالتعامل مع القوات التي عبرت غرباً، سواء باستخدام القوات الجوية، أو باستخدام الاحتياطيات. كذلك كان تقدير رئيس الأركان، بأن العملية تعتبر قد نجحت جزئياً حتى الآن. وتوقع أنه خلال الليل سيمكن إحداث تغيير في الموقف، وعبور مزيد من القوات، من خلال الجسر المنتظر إنشاؤه إلى غرب القناة.

أكد جونين على أن شارون وآدان سيمكنهما فتح المحاور وإقامة الكباري، ولكن ديان يكرر ثانية: "إني أقبل الاستمرار، ولكن يجب تحديد خط أحمر، للحظة التي تُـعاد فيها جميع القوات من الجانب الثاني، إذا لم يتم إقامة الكوبري حتى تلك اللحظة". وفي ذلك الوقت استطاع شارون أن يعبر من خلال البحيرة المرة إلى الضفة الغربية للقناة، حيث استمع من رجاله عن المعارك التي دارت غرب القناة، وعن دهشة المصريين الذين صادفوهم، ويرى شارون ضرورة تعديل الخطة بأن يقوم هو بالعبور وليس آدن، على أن تقوم قوات آدن بتأمين رأس الكوبري، بمعنى أن يتم تبادل المهام بين قوات شارون وقوات آدن.

لم يكن شارون يريد الانتظار حتى يقام الكوبري، وإنما كان يفكر في نقل قواته على المعديات، حتى يباغت المصريين بحشد كبير من القوات، قبل أن تتدخل احتياطياتهم.

موقف القوات

الموقف المصري

الموقف السياسي

أحمد إسماعيل

من الواضح أن القيادة العليا في مصر، لم تكن تعرف بالضبط، ما كان يحدث في شمال البحيرة المرة وغربي قناة السويس، وفي قيادة الجيش الثاني، يعتقدون أن قوة إسرائيلية صغيرة عبرت القناة، وأنها مجرد قوة إغارة صغيرة، سوف تعود بسرعة، وإلا ستباد بسهولة. ويتحدث الرئيس السادات أمام جلسة خاصة لمجلس الشعب، ويصف تسلسل المعارك، وفي نفس الوقت أعرب عن استعداده لوقف إطلاق النار، ولكن بشرط أن تنسحب إسرائيل إلى حدود عام 1967. ومن الواضح أن التقارير من الجبهة ليس فيها ما يزعج، إن تفكير السادات مشغول بضيفه وهو رئيس وزراء الاتحاد السوڤيتي "كوسيجين". ويأمر أحمد إسماعيل وزير الحربية قائد الجيش الثاني بألا يسمح للقوة الإسرائيلية بعمل ما يحلو لها، ولذلك أصدر له التعليمات بأن يوجه إليها الضربات من المدرعات والكوماندوز للقضاء عليها، ولكن قائد الجيش الثاني يقوم بتهدئة وزير الحربية ويعد بالهجوم في نفس اليوم.

الموقف في الاتحاد السوفيتي

الموقف السياسي

في الكرملين كانوا يدركون، أن الحرب في الشرق الأوسط وصلت لمفترق طرق، وأن العرب غير قادرين على تحقيق مكاسب عسكرية أخرى أو حسم القتال لمصلحتهم، فقد استنفذوا قوتهم ولم يعد لديهم احتياطيات للاستمرار. ومن الآن من المحتمل أن يتحدوا فقط، ولكن إسرائيل قادرة على إحداث مباغتة. في سورية يقف الإسرائيليون من دمشق على مدى المدافع . ويقوم الجسر الجوى الروسي، بنقل كميات كبيرة من العتاد العسكري إلى الجيش السوري، ولكن الطائرات الإسرائيلية بدأت تتدخل في إزعاج حركة الجسر الجوى في أنحاء سورية. وقد اقتربت اللحظة التي سيكون فيها على الاتحاد السوڤيتي العمل على وقف المعارك.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموقف الإسرائيلي

الموقف السياسي

  • السادات يلقي خطاباً في مجلس الشعب، كان الأول منذ بدء حرب أكتوبر، وأعلن فيه عن عبور القوات المصرية إلى شرق القناة. ولم يذكر (وربما لم يعلم) بعبور القوات الإسرائيلية إلى غرب القناة في اليوم السابق.
گولدا مائير
  • بعد خطاب السادات، قالت گولدا مائير في خطابها بالكنيست يوم 16 أكتوبر 1973 في عبارة قصيرة "في هذه اللحظة تعمل قوة من الجيش في الجانب الغربي من القناة" وتناول رئيس المعارضة مناحم بيگن كذلك، في حديثه الإشارة إلى عملية الجيش الإسرائيلي وراء القناة، لم يكن بيان رئيسة الوزراء يشتمل على تفاصيل، ولكنهم في القيادة الجنوبية غير راضين عن بيانها، كان من الأفضل الانتظار إلى الغد، حتى تتضح نتائج العمليات. فالموقف مازال حرجاً، بالنسبة إلى القوات الموجودة في الغرب.
السادات يستقبل ألكسي كوسيگن
  • وصل رئيس وزراء الاتحاد السوڤيتي ألكسي كوسيگن إلى القاهرة في زيارة غير معلنة هدفها إقناع أنور السادات بأن الوقت حان للعمل على وقف اطلاق النار. كان الرجلان يلتقيان كل يوم. وقد أنكر السادات أن مصر تواجه صعوبات في الجبهة، وقلل من خطر عبور الإسرائيليين إلى الضفة الغربية لقناة السويس. ولكي يقنع كوسيگن الرئيس المصري بعكس ما يقول عرض عليه صورا فوتوغرافية التقطتها الأقمار الصناعية السوفيتية. وحاول المصريون أن يطوقوا القوات الإسرائيلية التي عبرت القناة، إلا أنهم لم يفلحوا.


الموقف العسكري مساء يوم 16 أكتوبر 1973

أصبح الجهد الرئيسي للقوات الإسرائيلية موجهاً كله لاقتحام المحورين، الذي يجب نقل معدات العبور عليهما. إذ يدافع مئات من رجال المشاة المصريين على أحد المحورين، ومن ثَمّ يتقرر أن يتم هجوم ليلى بواسطة المظليين الإسرائيليين لدفع المواقع المصرية شمالاً، وبدأت قوات المظليين، المنقولة بالطائرات العمودية في الوصول إلى الطاسة للاشتراك مع قوات آدن. في الساعة الحادية عشر والنصف مساءً، بدأ هجوم لواء المظليين، بدون معاونة مدفعية أو طائرات، كما لا ترافقهم الدبابات. ويقاتل المظليون أثناء تقدمهم على الطريق في معارك عنيفة، ويتوقفوا تحت تأثير نيران المدافع المصرية التي تطلق عليهم النيران من شمال الطريق، ويكتشف المظليون بغتة أنهم توغلوا داخل موقع مصري، مستعد لهم تماماً. حاول المظليون الانقضاض على مواقع الأسلحة، ولكن النيران المصرية تلاحقهم من مسافة قريبة وتتفرق عناصر المظليين في جماعات صغيرة متناثرة، غير ذات فاعلية بعد أن أصيبوا بخسائر كبيرة.

ومع بزوغ الفجر، كانت بقايا المظليين ما زالوا في المنطقة دون أن يحققوا المهمة التي جاءوا من أجلها، وأصبحت المشكلة كيف يمكن إنقاذهم وإخلاء الجرحى والقتلى منهم؟ وعند الفجر كان لا بد من إرسال قوة مدرعة لإنقاذهم.


المصادر