البلاغات العسكرية المصرية التي صدرت فى اليوم التاسع عشر من الحرب (من البلاغ 58 حتى 60)

البلاغات العسكرية المصرية التي صدرت في اليوم التاسع عشر من الحرب (من البلاغ 58 حتى 60)، القاهرة، في 24 أكتوبر 1973، منشور من جريدة الأهرام،العدد الصادر في 25 أكتوبر 1973.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المنشور

البلاغ رقم 58 : (أذيع في الساعة 12.30 ظهراً)

عند صدور الأمر بوقف إطلاق النار في الساعة 18.52 مساء يوم 22 أكتوبر 1973 بتوقيت القاهرة كانت قواتنا شرقي القناة متمسكة بالأرض التي استردتها في سيناء، ولم يفلح العدو خلال هجماته المتكررة ضد رؤوس الشواطئ شرقي القناة أن يكتسب منها أي جزء سوى ثغرة في منطقة الدفرسوار وهي المنطقة التي تمكنت أجزاء من قوات العدو من التسرب منها والانتشار في بعض المناطق غرب القناة.

ولقد أعلنت إسرائيل في بيانها الصادر في الساعة 20.00 يوم 22 أكتوبر 1973 أن قواتها انتشرت في مساحة 475 ميلاً مربعاً غربي القناة أي حوالي 24 ميلاً طولاً في 20 ميلاً عرضاً. وعلى الرغم من أن هذه المساحة مبالغ فيها ولا تتفق والواقع إذ أن قوات إسرائيل لم يكن لها السيطرة عليها حيث تتواجد قوات لنا متداخلة بين قوات العدو المتفرقة في هذه المنطقة، على الرغم من ذلك فإن هذا الإعلان من جانب إسرائيل جاء لاحقاً لبدء سريان وقف إطلاق النار في الساعة 18.52 يوم 22 أكتوبر 1973. ومنذ ذلك التوقيت وحتى الساعة السابعة من صباح اليوم 24 أكتوبر 1973 انتهزت قوات إسرائيل قرار وقف إطلاق النار وتحت ستار ليلة 22 - 23 وليلة 23 - 24 أكتوبر بدأت في الانتشار مرة أخرى في اتجاه الجنوب متداخلة في قواتنا بغرض إظهار اتساع رقعة الأرض المتواجدة فيها ولكنها اصطدمت بقواتنا واشتبكت معها بالنيران، فقامت قواتنا بالرد عليها. وقد استخدم العدو قواته الجوية لتمكين بعض وحداته الصغرى من التسرب جنوباً في اتجاه ميناء الأدبية.

وبذا يمكن تلخيص موقف قواتنا صباح اليوم كالآتي:

أولاً: قواتنا في سيناء تحتل الشاطئ الشرقي لقناة السويس وتسيطر عليه وتؤمنه بقوة على طول المواجهة من رأس مسلة على الشاطئ الشرقي لخليج السويس حتى بورفؤاد بطول 200 كيلومتر وبعمق يتراوح بين 12 و 17 كيلومتراً شرقاً بما فيها مدينة القنطرة شرق، عدا ثغرة بسيطة من الدفرسوار شمالاً بطول 7 كيلومترات ملاصقة للبحيرات المرة، وتبلغ المساحة التي تسيطر عليها قواتنا شرق القناة ثلاثة آلاف كيلومتر مربع.

ثانياً: لا توجد قوات للعدو إطلاقاً غرب القناة بالقطاع الشمالي من طريق الإسماعيلية وشمالاً.

ثالثاً: توجد بعض وحدات فرعية للعدو مبعثرة ومتداخلة بين قواتنا في بعض الأجزاء غرب القناة خلف المحور الجنوبي حتى ميناء الأدبية.

رابعاً: لا تواجد إطلاقاً للعدو في أي مدينة من مدن القناة الرئيسية السويس- الإسماعيلية-بورسعيد.

خامساً: يحاول العدو بعد إيقاف إطلاق النار صباح اليوم قطع الطرق المؤدية إلى مدينة السويس، ولكن قواتنا تمنعه بالقوة من تنفيذ أهدافه.

سادساً: التموين لجميع قواتنا شرق القناة مستمر وبصورة منتظمة ولم يتوقف لحظة واحدة. وقواتنا متمسكة بمواقعها في سيناء.

البلاغ رقم 59: (أذيع في الساعة الرابعة و20 دقيقة بعد الظهر)

استمر العدو في كسر وقف إطلاق النار طوال اليوم فقد قامت تشكيلات من قواته الجوية صباح اليوم بهجمات عديدة ومكثفة على مواقع قواتنا في القطاع الجنوبي شرقي قناة السويس.

وفي حوالي الساعة الحادية عشرة قبل ظهر اليوم حرك العدو مجموعات من دباباته في اتجاه مدينة السويس وحاولت اقتحامها فتصدت لها قوات مدينة السويس ودمرت منها 13 دبابة ولا زال العدو يواصل إعتداءاته وفتح نيرانه على قواتنا في القطاع الجنوبي.

البلاغ رقم 60 : (أذيع في الساعة الخامسة و45 دقيقة من بعد الظهر)

نتيجة لاستمرار هجوم العدو على مواقع قواتنا شرق القناة، فقد تصدت له طائراتنا المقاتلة، ودارت معركة جوية أسقطنا للعدو فيها ثماني طائرات من طراز ميراج.

وقد لوحظ أن بعض طائرات الميراج التي قامت بالعدوان على قواتنا اليوم، يتبع القوات الجوية لإحدى الدول الأجنبية.

ولا يزال العدو يواصل إعتداءاته الجوية على قواتنا، مواصلاً بذلك انتهاكاته لقرار وقف إطلاق النار.


المصادر