رسالة أحمد حسن البكر إلى أنور السادات مناشداً اياه التخلي عن اتفاق كامب ديفيد

رسالة أحمد حسن البكر رئيس الجمهورية العراقية، بصفته رئيس مؤتمر القمة العربي التاسع، إلى أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية مناشداً إياه التخلي عن اتفاق كامب ديفيد، بغداد، العراق، "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1978، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 14، ط1، ص 655 - 656"، عن جريدة الثورة، بغداد، العدد الصادر في 5 نوفمبر 1978.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المنشور

السيد الرئيس انور السادات المحترم.

بعد التحية:

انعقد مؤتمر القمة العربي في بغداد في 2 تشرين الثاني - نوفمبر - 1978 من أصحاب الجلالة والسيادة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية وممثليهم. وكان محور مناقشات المؤتمر الاتفاقات التي عقدتموها والتي تسعون الى التوقيع عليها مع العدو الصهيوني والتي سميت باتفاقيات كامب ديفيد وبلير هاوس.

وقد وجد السادة المجتمعون ان هذه الاتفاقيات لا تخدم الامة العربية وحقوقها في فلسطين والقدس وسيناء والجولان ولا قضايا الشعب المصري الاخرى في المعنى الشمولي لقضيته وفي ترابطها المبدئي والعملي مع القضية القومية بل وانها تلحق أفدح الاضرار بالامة العربية وبمصلحة الشعب المصري الشقيق في اطار المعاني والمبادىء التي أشرنا اليها. وعليه فاننا باسم مصلحة الامة العربية وباسم المبادىء التي تجمعنا مع الشعب المصري المناضل هذه المبادىء التي تشكل القانون الاساسي في حاضرنا ومستقبلنا على طريق صيانة الكرامة والاستقلال وتحقيق الازدهار نناشدكم ان ترجعوا نهائيا عن هذه الاتفاقيات صراحة وفورا وتعودوا الى صف الاجماع العربي مع اشقائكم الذين شاركوكم السراء والضراء في أقصى المحن وضحوا مع الشعب العربي المصري وجيشه البطل سافكين دماءهم في خنادق القتال مع العدو الصهيوني مضحين ما لديهم من اجل استرداد أراضينا العربية المقدسة التي اغتصبها العدو الصهيوني.

اوفد مؤتمر القمة وفدا الى القاهرة قوامه الدكتور سليم الحص رئيس مجلس الوزراء اللبناني، والسيد طارق عزيز عضو مجلس قيادة الثورة العراقي، والسيد أحمد اسكندر أحمد وزير الاعلام السوري، والسيد أحمد خليفة السويدي وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة، لمقابلة الرئيس السادات وتسليمه هذه الرسالة. هذا وقد سجلت دول الجبهة القومية للصمود والتصدي في مذكرتها الى الرئيس البكر تحفظها من ارسال هذا الوفد.

انكم بعودتكم عن هذه الاتفاقيات انما تسدون خدمة كبيرة للامة العربية ولمستقبل شعبنا العربي في مصر وتجنبون الامة من مخاطر كبيرة وستجدون الامة العربية مصممة وقادرة على حماية نفسها واسترجاع أراضيها من خلال السير على طريق العمل المشترك والحفاظ على المبادئ الأساسية التي قامت عليها الامة وقام عليها نضالها ضد الصهيونية طيلة ثلاثين عاما.

ان الامة العربية ومن خلال ما قرره ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية على استعداد لان تقدم لمصر كل ما يجعلها قادرة على مواصلة النضال الى جانب أشقائها العرب وكل ما يحمي كرامة الشعب المصري . وقد تضمن المشروع المقدم الى اجتماع القمة ما يؤكد هذا الالتزام. اللهم اشهد اننا قد بلغنا والله من وراء القصد ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


المصادر