ميديون

Median Empire

Mādai
ح. 678 ق.م.–549 ق.م.
A map of the Median Empire; based on Herodotus
A map of the Median Empire; based on Herodotus
العاصمةEcbatana, modern Hamadan
اللغات الشائعةMedian language
الدين Old Iranian religion (related to Mithraism, early Zoroastrianism)
الحكومةملكية
King 
• 678–665 BC
Deioces or Kashtariti
• 665–633 BC
Phraortes
• 625–585 BC
Cyaxares
• 589–549 BC
Astyages
الحقبة التاريخيةIron Age
• تأسست
ح. 678 ق.م.
• Conquered by قورش الأكبر
549 ق.م.
سبقها
تلاها
Neo-Assyrian Empire
Urartu
Achaemenid Empire
Today part of
تاريخ الأكراد
مانيون
كاردوخيون
ميديون
هزوانيون
شداديون
حسنويون
عنازيون
مروانيون
أيوبيون
بدليسيون
أردلانيون
بهدينانيون
سورانيون
بابانيون

الميديون كانوا أحد الاقوام التي استوطنت ايران قديما حيث عاشوا في الشمال الغربي لما يعرف الان بايران وكان موطنهم حسب الجغرافية الحالية تشمل طهران و همدان و أصفهان و أذربيجان و منطقة كاردوخ وإستنادا إلى كتابات هيرودوت فإن الميديين كانوا مؤلفين من 6 قبائل رئيسية وهم بوزا و باريتاك و ستروخات و آريا و بودي و موغي وأطلق هيرودوت إسم الآريين على القبائل الميدية [1].

لايعرف الكثير عن أصل الميديين و إستنادا على العهد القديم من الكتاب المقدس فإنهم من سلالة يافث إبن نوح وأول ذكر لهم في المخطوطات اليونانية كان في عام 836 قبل الميلاد عندما تم ذكر دفع الميديون الجزية للملك الآشوري شلمنصر الثالث وهناك نوع من الإجماع إن الميديين لم يكونوا من الفرس علما إن لغتهم كانت متقاربة [2].

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأصول

The Apadana Palace in Persepolis, Iran, northern stairway (detail) – fifth-century BC Achaemenid bas-relief shows a Mede soldier in traditional Mede costume (behind Persian soldier)

ترى من هم الميديون الذين كان لهم شأن أيما شأن في تحطيم دولة أشور؟ أما معرفة أصلهم فأمر معجز الدرك عزيز المطلب، ذلك أن التاريخ كتاب يجب أن يبدأه الإنسان من وسطه. وأول ما وصل إلينا من أخبارهم في لوحة تسجل حملة بعث بها شلما نصّر الثالث إلى بلد يسمى بارسوا في جبال كردستان (837 ق. م). ويلوح أنه كان في ذلك البلد سبعة وعشرون من الرؤساء- الملوك، يحكمون سبعاً وعشرين ولاية قليلة السكان يسمى أهلها أماداي أو ماداي أو ميديين. وهم أقوام من الجنس الهندوربّي يرجح أنهم جاءوا من شواطئ بحر الخزر إلى غرب آسية قبل المسيح بنحو ألف عام، ويشيد الزند- أبستاق وهو كتاب الفرس المقدس بذكر هذا الموطن القديم ويصفه بأنه جنة من الجنان. ذلك أن الأرض التي نقضي فيها شبابنا، وأيام هذا الشباب نفسه، جميلة على الدوام على شرط ألا نضطر إلى الحياة من جديد في تلك الأرض أو في تلك الأيام.

إستنادا إلى د.زيار في كتابه "إيران ... ثورة في انتعاش" والذي طبع في نوفمبر 2000 في باكستان [3] فإنه بحلول سنة 1500 ق.م. هاجرت قبيلتان رئيسيتان من الآريين من نهر الڤولگا شمال بحر قزوين وإستقرا في إيران وكانت القبيلتان هما الفرس والميديين. اسس الميديون الذين إستقروا في الشمال الغربي مملكة ميديا. وعاشت الاخرى في الجنوب في منطقة اطلق عليها الاغريق فيما بعد اسم بارسيس ومنها اشتق اسم فارس. غير ان الميديين و الفرس اطلقوا على بلادهم الجديدة اسم ايران التي تعني "أرض الآريين" [4].

هناك إعتقاد راسخ لدى الأكراد أن الميديين هم احد جذور الشعب الكردي و يبرز هذه القناعة في ما يعتبره الأكراد نشيدهم الوطني حيث يوجد في هذا النشيد إشارة واضحة إلى إن الأكراد هم "ابناء الميديين" وإستنادا إلى المؤرخ الكردي محمد أمين زكي (1880 - 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" فإن الميديين وإن لم يكونوا النواة الأساسية للشعب الكردي فإنهم إنظموا إلى الأكراد و شكلوا حسب تعبيره "الأمة الكردية".

يستند التيار المقتنع بان جذور الأكراد هي جذور آرية على جذور الميديين حيث إن هناك إجماعا على إن الميديين هم اقوام آرية. إستنادا إلى كتابات هيرودوت فإن أصل الميديين يرجع إلى شخص إسمه دياكو الذي كان زعيم قبائل منطقة جبال زاكروس وفي منتصف القرن السابع قبل الميلاد حصل الميديون على إستقلالهم وشكلو إمبراطورية ميديا وكان فرورتيش (665 - 633 ق.م.) أول إمبراطور و جاء بعده إبنه هووخشتره

إمبراطورية ميديا

بحلول القرن السادس قبل الميلاد تمكنوا من انشاء امبراطورية ضخمة امتدت من ما يعرف الان باذربيجان إلى اسيا الوسطى و افغانستان. اندمج الميديون مع الفرس ويعتبر الكثير من القوميات في يومنا هذا انفسهم كامتداد للميديين كالاكراد و اللر و الاصفهانيون و الأزرييون. اعتنق الميديون الديانة الزردشتية وتمكنوا في 612 قبل الميلاد من تدمير عاصمة الأشوريين في نينوى. هذا الحدث اوقع خشية في قلوب البابليين الذين بادروا لعقد الصلح مع الميديين حيث قام الملك البابلي نبوخذنصر بالزواج من ابنة امبراطور الميديين سياخاريس. استمر نفوذ الميديين في المنطقة إلى ان تمرد الملك الفارسي كورش على الميديين وحقق انتصارا كبيرا عليهم سنة 553 ق.م. [5].

الميديون هم قبيلة ايرانية من المنطقة الجبلية في الشمال الغربي من ايران. في بداية تاريخهم، أخضع المادايون الاشوريين. وحين صاروا قوّة كبرى في أيام ملكهم اواكشترا (كذا في الاكادية. في اليونانية : قياشار)، هدَّأوا المنطقة الوسطى في المملكة الاشورية. كانت عاصمتهم احمتا (او اكباتان أو همدان). واحتل البابليون الجدد بقيادة نبوفلاسر عاصمة أشورية بمعاونة المادايين واسكوتيي اومان ماندا. فنال الميديون القسم الشمالي من المملكة الفارسية ومدّوا سلطانهم على ارمينيا والمنطقة الجبلية في آسية الصغرى حتى هاليس. ولكن حكمهم كان قصيرا.


الحضارة

ويلوح أن الميديين كانوا يضربون في إقليم بخارى وسمرقند، وأنهم توغلوا منه نحو الجنوب شيئاً فشيئاً، حتى وصلوا آخر الأمر إلى بلاد فارس(1)، فوجدوا النحاس والحديد والرصاص والذهب والفضة والرخام والحجارة الكريمة في الجبال التي اتخذوها موطناً لهم جديداً(2)، ولما كانوا قوماً أشداء بسطاء في معيشتهم، فقد أخذوا يفلحون أرض السيول وسفوح التلال وعاشوا عيشة رخية.

وفي إكباتانا أي "ملتقى الطرق الكثيرة" الواقعة في واد جميل المنظر أخصبته المياه الذائبة من الثلوج المغطية لقمم الجبال أنشأ ديوسيس أول ملوكهم عاصمته الأولى، وزينها بقصر ملكي يشرف عليها ويغطي ثلثي ميل مربع من الأرض. ويقول هيرودوت في فقرة من كتابه لم تجد ما يؤيدها: إن ديوسيس هذا قد وصل إلى ما وصل إليه من القوة بما اشتهر به من العدالة. فلما أن بلغ ما بلغ طغى وتجبر وأصدر أوامر تقضي "بأن لا يسمح لإنسان بالمثول بين يديه، بل عليه أن بعرض أمره على يد رسله، وأن يعد من سوء الأدب أن يضحك إنسان أو يبصق أمامه. وقد أراد بهذه المراسم التي فرضها حوله... أن يبدو لمن لا يرونه أنه من طبيعة غير طبيعتهم"(3). واشتد ساعد الميديين في أيامه بفضل حياتهم الطبيعية الاقتصادية، وأصبحوا بتأثير عاداتهم وبيئتهم ذوي جلد وصبر على ضرورات الحروب، فكانوا بزعامته خطراً يهدد أشور، فأغارت هذه على بلاد ميديا مرة بعد مرة. وظنت أنها قد هزمتها هزيمة منكرة لا تجرؤ معها على مناوئتها ولكنها وجدتها لا تمل الكفاح لنيل حريتها. واستطاع سياخار (سيساكزارس) أعظم ملوك الميديين أن يحسم هذا النزاع بتدمير نينوى. وأوحى هذا النصر آمالاً كباراً فاجتاحت جيوشه بلاد آسية الغربية حتى وصلت إلى أبواب سرديس، ولم يَرُدّ هذه الجيوش عنها إلا كسوف الشمس. فقد ارتاع القائدان المتقاتلان لهذا الذي ظناه نذيراً لهما من السماء، فوقّعا معاهدة للصلح أبرماها بأن شرب كل منهما جرعة من دماء عدوه (4). ومات كيخسرو في السنة التالية بعد أن وسع رقعة دولته في خلال حكمه وحده فأصبحت إمبراطورية تشمل أشور وميديا وفارس بعد أن كانت خاضعة لسلطان غيرها. لكن هذه الإمبراطورية قضي عليها ولم يمض على وفاة هذا الملك جيل واحد.

وقد كانت هذه الدولة قصيرة الأجل، فلم تستطع لهذا السبب أن تسهم في الحضارة بقسط كبير، إذا ما استثنينا ما قامت به من تمهيد السبيل إلى ثقافة بلاد الفرس. فقد أخذ الفرس عن الميديين لغتهم الآرية، وحروفهم الهجائية التي تبلغ عدتها ستة وثلاثين، وهم الذين جعلوا الفرس يستبدلون في الكتابة الرق والأقلام بألواح الطين(5)، ويستخدمون في العمارة العمد على نطاق واسع. وعنهم أخذوا قانونهم الأخلاقي الذي يوصيهم بالاقتصاد وحسن التدبير ما أمكنهم في وقت السلم، وبالشجاعة التي لا حد لها في زمن الحرب؛ ودين زردشت وإلهيه أهورا-مزدا، وأهرمان، ونظام الأسرة الأبوي، وتعدد الزوجات، وطائفة من القوانين بينها وبين قوانينهم في عهد إمبراطوريتهم المتأخر من تماثل ما جعل دانيال يجمع بينهما في قوله المأثور عن "شريعة ميدي وفارس التي لا تنسخ"(6). أما أدبهم وفنهم فلم يبق منهما لا حرف ولا حجر.

على أن انحطاط الميديين كان أسرع من نهضتهم نفسياً. فقد أثبت استياجس، الذي خلف أباه سياخار، ما أثبته التاريخ من قبل، وهو أن الملكية مغامرة لا تؤمن مغبتها، وأن الذكاء المفرط والجنون يتقاربان كل القرب في وراثة المُلك.

لقد ورث المُلك مطمئن القلب هادئ البال، وأخذ يستمتع بما ورث، وحذت الأمة حذو مليكها فنسيت أخلاقها الجافة الشديدة وأساليب حياتها الخشنة الصارمة، ذلك أن الثروة قد أسرعت إليها إسراعاً لم يستطع أهلها معه أن يحسنوا استخدامها، وأصبحت الطبقات العليا أسيرة الأنماط الحديثة والحياة المترفة، فلبس الرجال السراويل المطرزة الموشاة، وتجملت النساء بالأصباغ والحلي، بل إن الخيل نفسها كثيراً ما كانت تزين بالذهب(7). وبعد أن كان هؤلاء الرعاة البسطاء يجدون السرور كل السرور في أن تحملهم مركبات بدائية ذات دواليب خشنة غليظة قطعت من سوق الأشجار(8)، أصبحوا الآن يركبون عربات فاخرة عظيمة الكلفة ينتقلون بها من وليمة إلى وليمة.

وبعد أن كان الملوك الأولون يفخرون بعدالتهم جاء استياجس فغضب يوماً على هرباجس فقدم له أشلاء ابنه بعد أن قطع رأسه وأرغمه على أن يأكل لحمه(9)، فأكله هرباجس وهو يقول إن كل ما يفعله المليك يسره، ولكنه انتقم لنفسه بأن أعان قورش على خلع استياجس؛ ذلك أن قورش الشاب النابه حاكم ولاية أنشان الفارسية التي كانت تابعة للميديين خرج على طاغية إكتابانا المخنث، وابتهج الميديون أنفسهم بانتصاره على ذلك الطاغية وارتضوه ملكاً عليهم، ولم يكد يرتفع من بينهم صوت واحد للاحتجاج عليه. وما هي إلا واقعة واحدة حتى انقلبت الآية فلم تعد ميديا سيدة فارس بل أصبحت فارس سيدة ميديا وأخذت تعد العدة لتكون سيدة عالم الشرق الأدنى كله.

السقوط

The Ganj Nameh ("treasure epistle") in Ecbatana. The inscriptions are by Darius I and his son in Xerxes I
Apadana Hall, 5th century BC Achaemenid-era carving of Persian and Median soldiers in traditional costume (Medians are wearing rounded hats and boots), in Persepolis, Iran

كان كورش ملك الفرس السبب في سقوط استياجيس ملك ميديا حوالي سنة 550. وهكذا انضمت مملكة ميديا إلى مملكة فارس. تعدُّ التوراةُ الميديين بين نسل يافث (تك 10 :2؛ 1أخ 1 :5)، وتذكرهم في بعض النصوص ولا سيما في دانيال. اما نصّي 2مل 17 :6؛ 18 :11 (سرجون سبى اسرائيليي السامرة إلى مدن ماداي : رج طو 1 :16) فتتعلّقان بالزمن الاشوري. أما نصوص إش 13 :17؛ 21 :2؛ ار 51 :11 فتشير إلى صراع ماداي ضد بابل. يتكلم دا 6 :1؛ 9 :1؛ 11 :1 عن ملك اسمه دانيال المادايي وعن شرائع ماداي وفارس (دا 6 :9، 13، 16). ونجد العبارة نفسها (فارس وماداي) في اس 1 :18 19 (رج 1 :13، 14، 18؛ 10 :3؛ دا 5 :28؛ 8 :20). يعتبر عز 6 :2 ماداي كمقاطعة فارسية.

انظر أيضاً

مصادر

وصلات خارجية