غزنويون

(تم التحويل من Ghaznavids)

غزنویان
Ghaznavian
السلطنة الغزنوية

963–1187
علم الغزنويون
علم السلطنة الغزنوية
Ghaznavid Empire at its greatest extent
Ghaznavid Empire at its greatest extent
العاصمةغزنة (حتى 1151)
لاهور (منذ 1151)
اللغات الشائعةالفارسية
Oghuz Turkic[بحاجة لمصدر]
الدين الإسلام السني
الحكومةسلطنة
shah 
• 963-977
Alptigin
• 1160-1187
خسرو ملك
الحقبة التاريخيةMedieval
• تأسست
963
• انحلت
1187
Area
1029 est.3,400,000 km2 (1,300,000 sq mi)
سبقها
تلاها
صفاريون
سامانيون
Ghurid Dynasty
سلاجقة
حدود الدولة الغزنوية

الغزنويون، بنو سبكتكين: سلالة تركية حكمت في أفغانستان خراسان وشمال الهند مابين 977-1150م، ثم في البنجاب حتى 1186م.

المقر: غزنة: 977-1156م لاهور: منذ 1156م.

بعد قيام قائد السامانيبن ألبطغين بفتح غزنة سنة 962 م أصبح خليفته سبكتكين (977-997 م) واليا على المدينة. تطور الأمر فصار الوالي الجديد يحكم المنطقة باستقلال شبه تام عن السامانيين. ضم سبكتكين إليه مناطق خراسان (طخرستان، زبلستان و غور).

كان ابنه و خليفته محمود بن سبكتكين (998-1030 م) من كبار القادة والفاتحين الذين عرفتهم دولة الإسلام. في عهوده الأولى قضى الأخير على الوجود الساماني في خراسان (سنة 999 م). غزا بلوشستان وخوارزم اصطلح مع القراخانات على حدود مشتركة حارب البويهيين ومذهبهم الشيعي (استولى على الري: 1029م). خلع عليه الخليفة العباسي لقب السلطان. بدأ منذ 1001م القيام بحملات منظمة لغزو الهند، بلغ في فتوحه كجرات، السند وقناوج (وسط الهند). اعتبر بذلك أول من مهد الطريق للاسلام لدخول إلى الهند.

ركز ابنه مسعود (1030-1040 م) كل جهوده نحو الهند. انهزم أمام السلاجقة في دندكان سنة 1040 م. ثم أزاحهم هؤلاء (السلاجقة) عن خراسان نهائيا وإلى ناحية الشرق. فقد إبراهيم (1059-1099 م) أكثر مناطق الدولة الواقعة شرق نهر جيحون. انحصرت رقعة الدولة في منطقتي شرق أفغانستان و شمال الهند. حكم بهرام شاه (118-1152 م) تحت سيطرة السلاجقة في البنجاب. مع دخول الغوريين و استيلاءهم على غزنة، تزايد الضغط على الغزنويين. كانت النهاية سنة 1186 م عتدما دخل الغوريون لاهور وأنهوا الوجود الغزنوي فيها.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قيام الدولة الغزنوية

كانت "غزنة" بأفغانستان ولاية نائية، تخضع للدولة السامانية التي تحكم خراسان وما وراء النهر، ويقوم عليها ولاة من قِبلها.

مؤسس هذه السلالة سَبُكتكين من قادة السامانيين وولاتهم، اتخذ لنفسه لقب أمير، فلما كان عهد إبراهيم وهو الحاكم الثاني عشر اتخذ لنفسه لقب سلطان، وهو أول من اتخذ هذا اللقب كما يتبين من دراسة النقد الغزنوي.

منذ أن وطد البتكين (مملوك من مماليك السامانيين تدرّج في الرقي إلى أن بلغ مرتبة الإمارة) نفسه في منطقة غزنة سنة 351هـ/962م، بقيت غزنة والمناطق المحيطة بها في أيدي حكام أتراك. وفي سنة 367هـ تولى سبكتكين السلطة في غزنة، واعترف بسيادة السامانيين وقدم لهم العون في حروبهم ضد أعدائهم، كما وجه اهتمامه إلى الدويلات الهندية في البنجاب، ولاسيما سلالة شاهو Shahü التي هزم زعيمها جيبال Djaypal سنة 369 و378هـ، واستولى على عدد من القلاع على الحدود الهندية، وبذلك أرسى سبكتكين هذا الحاكم السني القوي، قواعد واحدة من أكثر الامبراطوريات دواماً في مناطق الحدود الأفغانية الهندية.

تولى السلطة بعد وفاة سبكتكين سنة 387هـ/997م ابنه إسماعيل، ولكن أخاه محمود سرعان ما أطاحه، ولم تأت سنة 389هـ حتى كان قد وطد نفسه.

يُعد محمود الغزنوي من أشهر حكام هذه السلالة، وقد بلغت الدولة الغزنوية أوجها في عهده، فالدولة السامانية كانت قد انهارت، وعقد محمود اتفاقاً مع القرخانينن المنتصرين على أن يكون نهر جيحون الحد الفاصل بين الغزنويين والقَرخانيين.

كان محمود كوالده سنيَّاً متحمساً أظهر ولاءه للعباسيين، وخطب للخليفة العباسي القادر بالله الذي أنعم عليه بلقب يمين الدولة وأمين الملّة، ويؤثر عن محمود الغزنوي كثرة غزواته إلى بلاد الهند، مدفوعاً في ذلك بعامل الجهاد الديني والرغبة في نشر الإسلام بين الهنود الوثنين، وعندما توفى سنة 421هـ/1030م كانت امبراطوريته تضم البنجاب وأقساماً من السند ومجموعة من الولايات الهندية في وادي نهر الغانج التي اعترفت بسلطانه، إضافة إلى أفغانستان بما فيها غزنة وغور وسجستان وخراسان وفارس حتى ميديا (منطقة الجبال) وطخارستان.


الدولة الغزنوية


ولاية محمود بن سبكتكين

بعد موت سبكتكين خلفه ابنه إسماعيل، بعد أن عهد إليه أبوه بالملك من بعده، غير أن أخاه الأكبر محمود -وكان سند والده في غزواته وحروبه- رفض أن يقر لأخيه بالملك لضعفه وسوء تدبيره، فنهض عليه واستطاع بعد سبعة أشهر أن ينتزع الملك لنفسه، ويقبض على زمام الأمور، وبدأ عهد جديد لم تشهده المنطقة من قبل، فلم يكد يستقر الأمر له، حتى بدأ نشاطًا واسعًا في الفتوح، وأثبت أنه واحد من كبار الفاتحين في تاريخ الإسلام، حتى قيل إن فتوحه تعدل في المساحة فتوح عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

قضى محمود الغزنوي الفترة الأولى من حكمه في تثبيت أركان دولته، وتوسيع رقعتها على حساب الدولة السامانية التي دبّ الضعف في أوصالها، فرأى الفرصة سانحة للقضاء عليها، وتم له ذلك في (جمادى الأولى 389هـ= أبريل 999م) بعد انتصاره على عبد الملك بن نوح الساماني في موقعة حاسمة عند مرو، وأصبحت خراسان خاضعة له، ثم تصدى للدولة البويهية، وانتزع منها الري وبلاد الجبل وقزوين.

فتح الهند

مئذنة غزنوية في غزنة، أفغانستان. أحد الآثار القليلة التي بقيت من المجد الغزنوي.

بعد أن استقرت الأحول لمحمود الغزنوي واستتب له الحكم، وأقرته الخلافة العباسية على ما تحت يده من بلاد، تطلّع إلى بسط سيطرته على بلاد الهند، ومد نفوذه إليها ونشر الإسلام بين أهلها؛ ولذلك تعددت حملاته على الهند حتى بلغت أكثر من سبع عشرة حملة، وظل يحارب دون فتور نحوًا من سبع وعشرين سنة، بدأت من عام (390هـ= 1000م)، حيث قاد حملته الأولى على رأس عشرة آلاف مقاتل، والتقى عند مدينة بشاور بجيش "جيبال" أحد ملوك الهندوس، وحقق نصر غاليا، ووقع الملك الهندي في الأسر، الذي لم يستطع أن يتحمل هزيمته والعار الذي لحق به، فأقدم على حرق نفسه، بعدما أطلق الغزنوي سراحه مقابل فدية كبيرة.

ثم تعددت حملات الغزنوي، وفي كل مرة كان يحقق نصرا، ويضيف إلى دولته رقعة جديدة، ويبشر بالإسلام بين أهالي المناطق المفتوحة، ويغنم غنائم عظيمة، حتى توج فتوحاته في الهند بفتح بلاد "الكجرات"، ثم توجه إلى مدينة "سومنات" سنة (416هـ= 1025م) وكان بها معبد من أكبر معابد الهند، يحوي صنما اسمه "سومنات" وكان الهندوس يعظمونه ويحملون إليه كل نفيس، ويغدقون الأموال على سدنته، وكانت مدينة سومنات تقع في أقصى جنوب الكجرات على شاطئ بحر العرب، فقطع الغزنوي الصحاري المهلكة حتى بلغها، واقتحم المعبد، وهزم الجموع الغفيرة التي حاولت إنقاذ المعبد، ووقع آلاف الهندوس قتلى، وسقط المعبد في أيدي المسلمين.

وغنم الغزنوي أموالا عظيمة قُدرت بنحو عشرين مليون دينار، وعاد إلى غزنة سنة (417هـ=1026م) وظلت ذكرى هدم معبد سومنات عالقة في ذاكرة الهندوس لم يمحها كرّ السنين، ولا تغيرها الأحول، حتى إذا ما ظفرت الهند باستقلالها عمدت إلى بناء هذا المعبد من جديد في احتفال مهيب.

ولم يكن الغزنوي مدفوعا في فتوحاته برغبة جامحة في كسب الغنائم أو تحقيق مجد يذكره له التاريخ، ولكن قاده حماسه لنشر الإسلام، وإبلاغ كلمة التوحيد في مجتمع وثني، وكانت تلك الحملات مسبوقة بطلب الدخول في الإسلام، وإلى هذا أشار السير "توماس أرنولد" في كتابه "الدعوة إلى الإسلام" بقوله: وفي الحق أن الإسلام قد عُرض في الغالب على الكفار من الهندوس قبل أن يفاجئهم المسلمون.

وكانت حصيلة جهود محمود الغزنوي أن أتمّ فتح شمال شبة القارة الهندية، ففتح إقليم كابلستان، وملتان، وكشمير، وأخضع البنجاب، ونشر الإسلام في ربوع الهند، وفتح طريقا سلكه من جاء بعده.

وقد نظر المؤرخون المسلمون إلى أعماله نظر إعجاب وتقدير، فقد بلغ بفتوحاته إلى "حيث لم تبلغه في الإسلام راية، وأقام بدلا من بيوت الأصنام مساجد الإسلام".

النهضة الحضارية والثقافية

البيروني

اكتسب الغزنوي مكانته في التاريخ بفتوحاته التي لم تُسبق، وبجهوده الحضارية التي لم يشغله عنها فتوحاته وغزواته، وكان العزنوي نفسه مولعا بعلم الحديث، يستمع إلى علمائه كما كان فقيها له مؤلفات، ولا يكاد يسمع بعالمٍ له مكانة حتى يستدعيه إلى دولته، فاستقدم "أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني" المتوفى سنة (440هـ= 1049م) الذي نبغ في علوم كثيرة، في مقدمتها الرياضة والفلك، وعُدّ من أعظم رجال الحضارة الإسلامية، وتُرجمت كتبه إلى اللغات الأوروبية، وأطلقت روسيا اسمه على جامعة أنشأتها حديثا.

وعني السلطان بالشعر وكان له به شغف، ومن أشهر الشعراء الذين ازدانت بهم دولته الشاعر الفارسي "عنصري" وكان نديما للسلطان وشاعرا له، منحه لقب "ملك الشعراء" في مملكته، و"المسجدي"، و"الفرخي" وهو شاعر فارسي عظيم قيل فيه: إن الفرخي لدى الفرس بمثابة المتنبي لدى العرب.

أما أبرز الشعراء في هذا العصر فهو "الفردوسي" صاحب "الشاهنامة" التي نظمها في خمسة وعشرين عاما من الجهد والإبداع، وتشمل أخبار الفرس القدامى، وهي من عيون الأدب العالمي.

ومن أبرز كتّاب الدولة ومؤرخيها "أبو الفتح البستي" وكان كاتبا للسلطان وموضع سره ومستشاره في كثير من الأمور، وله شعر رائق ونظم جيد، و"أبو نصر محمد بن عبد الجبار العتبي" مؤرخ الدولة الغزنوية وكاتب السلطان مع أبي الفتح البستي، له كتاب "اليميني" نسبة إلى يمين الدولة لقب السلطان محمود الغزنوي، تناول فيه تاريخ الدولة الغزنوية.

وأصبحت غزنة في عهد السلطان محمود منارة للعلم ومقصدا للعلماء، وغدت عامرة بالمساجد والقصور والأبنية التي لا تقل بهاءً وجمالا عن المنشآت الهندية التي اشتهرت بدقة التصميم وجمال العمارة.

وفاة الغزنوي

ظل السلطان محمود الغزنوي يواصل جهاده حتى مرض، وطال به مرضه نحو سنتين، ومع ذلك لم يحتجب عن الناس أو يمنعه المرض من مباشرة أمور رعيته حتى توفي قاعدًا في (23 من شهر ربيع الأول 421هـ= 29 من أبريل 1030م) بعد أن أنشأ دولة واسعة، ضمّت معظم إيران وبلاد ما وراء النهر وشمال الهند كله، ونشر دينًا لا يزال له أتباع كثيرون في الهند.

بعد محمود

خلفه بعد وفاته ابنه محمد سنة 421هـ، ولكن أخاه مسعود عزله في السنة نفسها، وكان مسعود قائد والده المظفر وحاكم أصفهان والري ومحبوباً من قبل أفراد الجيش، ولذلك فإن الجيش الذي أرسله محمد لحربه، خذله وانضم إلى مسعود في مدينة هراة، فأُخذ محمد أسيراً وسملت عيناه.

كان مسعود محارباً جريئاً ولكن تنقصه الكفاءة الدبلوماسية، كما أن الظروف السياسية لم تكن مواتية له كما كانت لأبيه، فعند وصوله إلى السلطة كان السلاجقة يعبرون نهر جيحون وأخذوا يحتلون خراسان شيئاً فشيئاً، وفي سنة 432هـ/1040م، وفي سهوب داندنكان Dandanakan هُزم مسعود هزيمة نكراء خسر نتيجتها ممتلكاته الفارسية كلها، وفي أثناء حملته على الهند سنة 433هـ أطاحته مؤامرة واغتيل في السجن، فتقدم ابنه مودود (432ـ441هـ) بسرعة من بلخ إلى كابل للوقوف في وجه السلاجقة وانتقم من قاتلي أبيه، إلا أن محاولاته إيقاف التقدم السلجوقي في فارس باءت بالإخفاق، وفي سنة 436هـ، هدد السلاجقة غزنة فتصدى لهم القائد الغزنوي نوشتغان Nushtigan ورد هجومهم ونجح في إنقاذ موطن الغزنويين، كما بقيت للسلالة ممتلكاتها في الهند على الرغم من فقدانهم لبعض المناطق مؤقتاً، وتوفي مودود سنة 441هـ في غزنة حينما كان يهّيىء نفسه للقيام بحملة ضد السلاجقة.

حدثت إثر وفاة مودود صراعات دموية بين عدد من المطالبين بالسلطة واستمرت حتى وصول فرخزاد بن مسعود الأول (444ـ451هـ) إلى سدة الحكم، وقد نجح فرخزاد بمساعدة القائد نوشتيغان في صد السلاجقة الذين كانوا في هذه الأثناء يتقدمون نحو بغداد والأناضول، وعقد أخوه إبراهيم (451ـ492هـ) الذي خلفه معاهدة صداقة مع السلاجقة متنازلاً لهم عن الختلان، والصغانيان وقباديان، فوعده السلاجقة أن يتخلوا عن سياستهم التوسعية نحو الشرق.

برهن إبراهيم على أنه ديبلوماسي قدير وسياسي حاذق، قادر على حماية ممتلكاته، وقد وجه اهتمامه ما بين سنة 465 و468 إلى الهند، فاستولى على عدد من القلاع وأعاد تثبيت سلطان الغزنويين في البنجاب، ثم ترك متابعة الحملات نحو الهند لابنه سيف الدولة محمود، وعينه حاكماً على لاهور Lahawur، فاستولى مباشرة على أغرا Agra ومعاقل أخرى، لكنه عندما حاول الاستيلاء على السلطة من أبيه سُجن هو وبعض أتباعه.

الانحدار

Coinage of Mas'ud I of Ghazni, derived from Shahi designs, with the name of Mas'ud in Arabic.

توفي إبراهيم سنة 493هـ/1099م بعد حكم دام 40 سنة وخلفه ابنه مسعود الثالث الذي حافظ على أواصر الصداقة والمصاهرة مع السلاجقة، فلما توفي سنة 508هـ اندلعت المنازعات العائلية وتولى ثلاثة من أبنائه بالتتابع الحكم، ابتدأه شيرزاد الذي اضطر بعد سنة من الحكم سنة 509هـ إلى الفرار إلى طبرستان أمام أخيه ملك أرسلان، ثم فرّ ملك أرسلان إلى الهند بعد هزيمته أمام أخيه بهرام شاه الذي كان قد حصل على دعم السلطان سنجر السلجوقي. وقد كان على بهرام شاه أن يعترف بسيادة السلاجقة وأن يدفع ضريبة باهظة ذكرت بعض المصادر أنها بلغت 1000 دينار يومياً، ومع أن هذه الشروط كانت مجحفة؛ لكنها حفظت لبهرام شاه حكماً هادئاً، ومكنته من تثبيت سلطانه في البنجاب بعد ثلاث حملات قام بها سنة 512هـ، 514هـ، 523هـ.

بقي بهرام شاه معترفاً بسيادة السلاجقة، مع أنه حاول سنة 530هـ/1135م، دون جدوى التخلص من سيادة سنجر ومن دفع الضريبة الباهظة، ولكن علاقته مع الغوريين[ر] تدهورت عندما اغتال بهرام بالسم أحد أفراد الأسرة الغورية في أثناء زيارته غزنة، وأعدم شنقاً أخاً له مع عدد من أتباعه بعد هزيمته في معركة ضده، فكان لهذه الجرائم أثرها السيىء في غزنة، إذ انتقم لمقتلهما علاء الدين حسين الغوري انتقاماً مريعاً فهاجم غزنة ودمّرها وقتل ونهب وسبى وهجّر سكانها، وفرّ بهرام شاه ولم يعد إلا بعد أن أسر السلاجقة علاء الدين حسين، ولكن امبراطورية أجداده أصابها التدهور فقد اقتصر حكم ابنه خسرو شاه على غزنة وزابلستان وكابل إضافة إلى البنجاب، في حين استولى الغوريون على زامنداور وبست ثم على تيجن أباد Tiginabad سنة 552هـ. أما ابنه وخلفه خسرو ملك فقد رأى ممتلكاته تتضاءل شيئاً فشيئاً حتى لم يبق للامبراطورية الغزنوية من وجود، فقد استولى الغوريون على غزنة، ونجح أحد أفراد الأسرة الغورية وهو شهاب الدين في الاستيلاء على الملتان سنة 571هـ وعلى بيشاور سنة 575هـ، ثم أجبر خسرو ملك سنة 583هـ على الاستسلام بعد أن حوصرت لاهور عاصمة البنجاب مراراً، فأُخذ سجيناً ثم أُعدم مع أبنائه في أواخر سنة 585هـ/1190م، وانتهت بذلك سلالة سبكتكين، ولم يبق من هؤلاء الحكام العظام إلا ذكراهم التاريخية.

ذكراهم

Ghaznavid era art: Free-blown, wheel-cut carafes. First half of 11th century. Excavated at Teppe Madraseh, Nishapur, Iran. New York Metropolitan Museum of Art.

سادت الثقافة الفارسية في عصر الغزنويين، وعاش في كنف هذه الدولة الشاعر الإيراني الفردوسي أعظم شعراء الفرس، ونال جائزة السلطان محمود الغزنوي على ملحمته الخالدة «الشهنامة»، وكتب أبو نصر العتبي (ت428هـ) تاريخاً عن حياة محمود الغزنوي وجهاده إلى سنة 409هـ وسماه «التاريخ اليميني» نسبة إلى لقبه يمين الدولة، وألف هذا الكتاب باللغة العربية لما رآه من كثرة كتابات الأدباء باللغة الفارسية عن السلطان محمود، كذلك عاش في كنف الغزنويين في غزنة المؤرخ والعالم أبو الريحان البيروني (ت 440هـ) الذي أهدى كتابه «القانون المسعودي» للسلطان مسعود بن محمود الغزنوي وأهدى كتابه في الأحجار الكريمة للسلطان مودود بن مسعود، وألف كتابه المشهور «الآثار الباقية عن القرون الخالية» كذلك ألّف المؤرخ الفارسي أبو الفضل محمد بن حسين البيهقي (ت 470هـ) بالفارسية كتاباً للسلطان مسعود ووالده محمود الغزنوي عرف بتاريخ البيهقي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قائمة السلاطين

   الحاكم  الحياة  الحكم
1 ناصر الدولة أبو القاسم محمود بن سبكتكين  971-1030   998-1030 
2 جلال الدولة محمد بن محمود  ....-....   1030-1030 
3 شهاب الدولة مسعود بن محمود  ....-....   1030-1041 
2-2 جلال الدولة محمد بن محمود  ....-....   1041-1041 
4 مودود بن مسعود  ....-....   1041-1049 
5 علي بن مودود  ....-....   1049-1049 
6 بهاء الدولة علي بن مسعود  ....-....   1049-1050 
7 عز الدولة عبد الرشيد بن محمود  ....-....   1050-1052 
8 جمال الدولة فروخ زاده بن مسعود  ....-....   1052-1060 
9 ظهير الدولة ابراهيم بن مسعود  ....-....   1060-1099 
10 مسعود بن ابراهيم  ....-....   1099-1115 
11 شير زاده بن مسعود  ....-....   1115-1115 
12 أرسلان شاه بن مسعود  ....-....   1115-1118 
13 بهرام شاه بن مسعود  ....-....   1118-1152 
14 خسرو شاه بن مسعود  ....-....   1152-1156 
15 خسرو ملك بن خسرو  ....-....   1156-1186 

المصادر

جنود فرس تحت فرواهار
تاريخ إيران الكبرى
امبراطوريات فارس • ملوك فارس
قبل-المعاصر
المعاصر

مراجع

نظام الدين بخشي الهروي- المسلمون في الهند- ترجمة أحمد عبد القادر الشاذلي- الهيئة العامة للكتاب- القاهرة 1995م.

عبد المنعم النمر- تاريخ الإسلام في الهند- المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر- بيروت 1401هـ=1981م.

حسن أحمد محمود- الإسلام والحضارة العربية في آسيا الوسطى- دار النهضة العربية- القاهرة 1968م.

عصام الدين عبد الرؤوف- تاريخ الإسلام في جنوب غرب آسيا- دار الفكر العربي- القاهرة 1975م.

حسين مؤنس- أطلس تاريخ الإسلام- الزهراء للإعلام العربي- القاهرة 1407هـ=1987م.


إسلام أون لاين: الغزنوي.. فاتح الهند       تصريح