تاريخ البحرين

يعود تاريخ مملكة البحرين إلى أكثر من 5000 عام عندما كانت مركز حضارة دلمون، التي كانت مسيطرة على الخطوط التجارية بين الدولة السومرية ووادي الهندوس.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تايلوس وأرادوس

في القرن الميلادي الأول، كانت البحرين تسمى "تايلوس" من قبل الإغريق حينما قدم نيرخوس لاكتشافها، تنفيذاً لأمر الإسكندر الأكبر. وكانت تايلوس مركز تجارة الؤلؤ. في حين سميت جزيرة البحرين باسم "تايلوس"، سميت جزيرة المحرق باسم "أرادوس". الجدير بالذكر أن مدينة عراد الواقعة في محافظة المحرق الآن أخذ اسمها من ذلك المسمى. في القرن الرابع الميلادي، أصبح البحرين ملحقة بإمبراطورية الساسانيين (المعروفة بعد ذلك باسم بلاد فارس). المسيحية النسطورية تركت آثارها في المحرق، فأسماء بعض القرى التي أطلقوها كالدير والسماهيج لا زالت موجودة.


وصول الإسلام

وفي خلال ظهور الإسلام في القرن السادس الميلادي، كانت البحرين تمثل منطقة أكبر تمتد من البصرة حتى مضيق هرمز، والذي يعرف باسم "اقليم البحرين". ومن ثم شملت البحرين ما هو الآن الإحساء والقطيف بالمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى "أوال" التي تمثل البحرين الآن. واستمر اسم أوال حتى ثمانية قرون تالية. كانت أوال اسماً لصنم يعبد في البحرين قبل ظهور الإسلام.

البحرين من أوائل الدول التي اعتنقت الإسلام، بعدما ولى رسول الإسلام محمد العلاء الحضرمي إلى القدوم إليها في 629م (العام السابع للهجرة). يعتبر مسجد الخميس من أقدم المساجد التي بنيت في البحرين في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز.

كانت البحرين مركزاً رئيسياً للمعرفة لمئات السنين منذ بداية ظهور الإسلام حتى القرن الثامن عشر الميلادي. كان في البحرين الكثير من الفلاسفة كالشيخ ميثم البحراني الذي توفي عام 1299. وزار الملاح العربي أحمد بن ماجد البحرين عام 1489.

عهد القرامطة والمغول

في نهاية العام الثالث للهجرة قاد أبو سعيد الجنبي ثورة القرامطة، وسيطر على البحرين، وجعل من الإحساء عاصمة لها. وقاوم القرامطة حروبهم حتى هزموا من قبل العباسيين عام 976.

وفي القرن السادس للهجرة، احتل الإمبراطور المغولي جنكيز خان البحرين، ومن ثم هولاكو خان، لحوالي مائة عام، حين تحررت البحرين من حكم المغول لها.

البرتغاليون والفرس

التوسع البرتغالي في المحيط الهندي في بداية القرن السادس عشر كان جزء من رحلات ڤاسكو دا گاما في الخليج العربي. في عام 1521، احتل البرتغاليون البحرين بقيادة أنطونيو كوريا وسيطر على الثورة الناتجة عن تجارة اللؤلؤ، وهزم الملك مقرن، الذي كان يقيم بالقرب من ما هو كرباباد حالياً. وسيطر أيضاً على قلعة البحرين.

في هذه الفترة شهدت البحرين أحداثاً مؤثرة على التجارة الدولية وطرقها الملاحية. كان غلق الطرق التجارية من شرق آسيا إلى غربها أمر مساعد لازدهار الطرق التجارية البحرية من الصين والهند إلى البحر الأحمر ومصر وبلاد الشام، ولكن بعدما جاء البرتغاليين في المنطقة ووصولوا إلى الهند أدى ذلك إلى انهاء ذلك الطريق.

التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي شهدتها البحرين في تلك الفترة انعكست آثارها على العالم في ذلك الوقت. فالكشوف الجغرافية التي كان سببها الرئيسي هوس البحث عن المجهول فضلاً عن اكتشاف العالم الجديد، واستمرار محاولات الحصول على التوابل قلبت أولويات المصالح السياسية والاقتصادية للدول. شهدت منطقة الخليج العربي تحولات سياسية انعكست على تشكل التاريخ السياسي للمنطقة، حيث كان البرتغاليون من أبرز القوى التي حاولت في القرن السادس عشر السيطرة على طرق الملاحة إلى الشرق الأقصى. فحاولوا استعمار المناطق الواقعة على هذه الطرق ولم يكن ذلك سهلاً لأنهم واجهوا مقاومة محلية من وكذلك القوى الكبرى المنافسة من ناحية أخرى. توجهت أطماعهم إلى الخليج واحتلال هرمز وبسط نفوذهم على منطقة الخليج.

بعد سلسلة من الحروب التي اعتمد فيها البرتغاليون على سفنهم الضخمة المزودة بالمدافع تمكنوا من احتلال بعض المناطق على شاطى الخليج العربي. ونجح البرتغاليون في دفع حكام المنطقة إلى إقامة اتفاقيات تضمن خضوع هذه المنطقة لسيطرتهم. بسبب الموقع البحري الاستراتيجي الذي تحتله البحرين ووجودها وسط الخليج العربي وبسبب المكانة الاقتصادية التي كانت تتميز بها، من بينها كثرة البساتين وغزارة المياه ووفرة التمور، كانت البحرين محط أنظار البرتغاليين فاستولوا عليها عام 1521 واستمرت الجزيرة تحت نفوذهم إلى عام 1602. (1)

قاوم البرتغاليون حتى ثمانين عاماً، حين خرجوا من البحرين عام 1602 بسبب تزامن الانتفاضات والنزاع الإقليمي بين البرتغال وأوروبا. بعدها مباشرة قام الشاه عباس الأول الفارسي باحتلال البحرين وجعلها من ضمن الإمبراطورية الصفوية.

آل خليفة

في 1783، رجع آل خليفة الذين ينتمون إلى قبلية بني عتب إلى البحرين ليكونوا أول عرب يحكمونها لمدة تزيد عن 300 عاماً عندما كانوا في الزبارة بقطر المجاورة. وكان أحمد بن خليفة آل خليفة، المعروف باسم أحمد الفاتح، هو القائد في ذلك الوقت. وخلع آل خليفة عام 1799 من البحرين ليستبدلوا بحكم سلطنة عمان أولاً ومن ثم الوهابيون. ولكن آل خليفة استطاعوا العودة للبحرين في عام 1811 بعد تحريرها من الفرس بمساعدة ال بن علي والدواسر. وقد كان للبلوش Baluch دور بارز في تحرير البحرين من الفرس و قد كان قائدهم آنذاك يوسف بن احمد بن فاضل. [بحاجة لمصدر]

في عام 1820 وقع آل خليفة معاهدة سلام مع بريطانيا بعدم القيام بالهجوم ما دام لم يمكن هناك حرب. وكذلك تم توقيع معاهدة الهدنة الدائمة للسلام والصداقة في 1861 للحماية من الهجوم الخارجي. وهذه المعاهدة قامت بها الحكومة البريطانية أيضاً مع دول الخليج العربية الأخرى.

أدت المعاهدة بين البحرين وبريطانيا إلى تغييرات اجتماعية جذرية. تأسست أول مدرسة تعليمية عام 1919 وكانت هي مدرسة الهداية الخليفية للبنين، وكذلك تم افتتاح أول مدرسة للبنات في منطقة الخليج في البحرين عام 1928. اكتشاف النفط في البحرين عام 1932، وكانت البحرين أول منطقة في الخليج اكتشف النفط. تطلب إنتاج النفط آلاف العمال المتعلمين، فظهرت طبقة عاملة جديدة ساهم نتاجها إلى تطوير المجتمع البحريني على السنوات الخمسون التالية.

الاستقلال

الجيش البحريني لتحرير فلسطين عام 1948 بقيادة حسين أحمد بن خميس.

بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت البحرين المركز الأقل أهمية للإدارة البريطانية لدول الخليج العربية. في 1968، عندما أعلنت الحكومة البريطانية قرارها لإنهاء علاقات المعاهدة بمشيخات دول الخليج العربية، انضمت البحرين إلى قطر والإمارات السبع (الذين يمثلون الإمارات العربية المتحدة الآن) لبحث توحيد الإمارات التسع. في منتصف 1971، لم يستطيعوا الاتفاق على ذلك وقررت البحرين بالاستقلال، واستطاعت القيام بذلك في 15 أغسطس، 1971.

الحياة البرلمانية

كانت البحرين من أسبق وأوعى الدول لضرورة وجود مجلس يناقش الحكم ويحاوره ، فبدأت بالبرلمان عام 1973 ، ولكن سرعان ما تم حل هذا البرلمان بقرار من الأمير الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة في العام 1975.

عهد الملك حمد

أصبح الملك حمد بن عيسى آل خليفة أميراً على البحرين عام 1999 خلفاً لأبيه الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة. شهدت البلاد تغييرات كبيرة منها شرع الانتخابات للبرلمان، وأعطى المرأة حقها في التصويت، وأطلق سراح المساجين السياسيين، ووصفت منظمة العفو الدولية هذا بفترة تاريخية لحقوق الإنسان في البحرين. تحولت البحرين من دولة إلى مملكة في فيراير عام 2002.

إنشاء الحركة الوطنية 1954

يصادف يوم ١٣ أكتوبر الذكرى ال٦٦ لتأسيس الهيئة التنفيذية العليا وهي حركة وطنية ضمت أطياف من الشعب البحريني وطالبت بتأسيس مجلس تشريعي ووضع قانون مدني وجنائي وتأليف نقابة للعمال وتأسيس محكمة عليا. الهيئة تكونت من ١٢٠ عضواً تم اختيار ٨ منهم لقيادة الحركة.

وانبثقت هذه الحركة في عام ١٩٥٤ كردة فعل على تبعات فتنة طائفية اندلعت في سبتمبر ١٩٥٣ خلال موكب العزاء في العاشر من محرم، ولكن لم يكن ذلك السبب الوحيد لتأسيس الهيئة حيث أن هذه الحقبة شهدت عدد من التغييرات الاقتصادية والسياسية المهمة في البحرين والخليج والوطن العربي.

تزامنت هذه الأزمات في البحرين مع ارتفاع حدة الفكر المناهض للاستعمار في المنطقة فتم ربط تردي الوضع الداخلي في البحرين بالوجود البريطاني الذي كان متغلغلاً في الإدارة المحلية. كما زاد السخط الشعبي ضد المستشار البريطاني بيلغريف (ألحق فيلم عن الهيئة من ١٩٥٦).

منذ تأسيس الهيئة التنفيذية العليا عام ١٩٥٤ وحتى حلها والقاء القبض على قادتها ومحاكمتهم عام ١٩٥٦، تمكنت الهيئة من الاستمرار في مطالباتها للاصلاح السياسي في البحرين نظراً لشعبيتها الحافلة. وقد حصلت على اعتراف رسمي من الحكومة بشرط تغيير اسمها إلى هيئة الاتحاد الوطني.

نجحت الهيئة في تكوين أول نقابة عمالية في البحرين وأدى ضغطها على الحكومة إلى تكوين لجنة رسمية لتشريع قانون عمالي، إلا أن أهم مطالب الهيئة وهو إنشاء المجلس التشريعي ظل مرفوضاً.

مع صعود المد الناصري والقومي العربي في المنطقة أقلق التحرك الشعبي في البحرين الحكومة والاستعمار البريطاني، حيث شهدت البحرين اضراباً عاماً ومظاهرات كردة فعل على العدوان الثلاثي على مصر في ١٩٥٦ تخللها أعمال شغب كردة فعل على هذه الاضطرابات في البحرين، تم الاستعانة بعدد من الجنود البريطانيين لحماية المنشآت الحيوية، كما تم حل الهيئة واعتقال قادتها ومحاكمتهم، ونفي ثلاثة من قادة الهيئة (وهم عبدالعزيز الشملان وعبدالرحمن الباكر وعبد علي العلويات) إلى جزيرة سانت هيلانة في المحيط الأطلسي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

معرض الصور

مصادر

  • (1) د. فوزية الجيب. تاريخ النفوذ البرتغالي في البحرين (1521 – 1602). منشورات وزارة الإعلام – إدارة الثقافة والفنون – مملكة البحرين، 2003.

انظر أيضاً

وصلات خارجية