العلاقات الإسرائيلية الصينية

العلاقات الصينية -الإسرائيلية
Map indicating locations of Israel and People's Republic of China

إسرائيل

الصين

العلاقات الصينية الإسرائيلية هي العلاقات الثنائية بين الحكومة الصينية و الحكومة الإسرائيلية.

في عام 2000 قام الرئيس الصينِي بزيارة تاريخية لإسرائيل، وفي عام 2007 زارَ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت بكين؛ حيث تَمَّ خلال الزيارة إبرام العديد من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تطور العلاقات الثنائية بين البلدين

شهدت مسيرة العلاقات بين الصين الشعبية وإسرائيل منعطفات خطيرة واختلافات عميقة لعقود طويلة تمتد من أوائل الخمسينيات حتى مطلع التسعينيات، إذ تباينت رؤية الدولتين وأسلوبهما ومواقفهما من عملية إقامة علاقاتهما الدبلوماسية؛ ولذلك اتسم الأداء النظري والعملي والدبلوماسي من جانب الدولتين بالتناقضات المتأرجحة بين "الإقدام والإحجام" و"الحماس والفتور"، وأصبح المشوار الصيني – الإسرائيلي الأكثر طولاً في تاريخ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدول".


عقد الخمسينات: التأرجح بين الاقدام والاحجام

كانت إسرائيل أول دولة في الشرق الأوسط تعترف بالصين الشيوعية. حدث هذا في يناير 1950، أي بعد حوالي ستة أشهر من تولي الحزب الشيوعي الصيني السلطة، لتكون أول دولة شرق أوسطية تقدم على الاعتراف، إلا أن الصين اكتفت برسالة شكر على هذا الاعتراف. إن مواقف إسرائيل وخاصة موقفها من الحرب الكورية في مطلع الخمسينات، ووقوفها إلى جانب الولايات المتحدة في دعمها ارسال قوات الأمم المتحدة إلى كوريا، أدى إلى عدم حدوث أي تقارب سياسي بينهما، بل بدأت الصين تنظر إلى اسرائيل كدولة حليفة للامبريالية وأداة من أدواتها في منطقة الشرق الأوسط. وعلى هذا الأساس جاء تأييدها ومساندتها لمصر ضد العدوان الثلاثي عام 1956، ومواقفها الواضحة الداعمة للحقوق العربية والمعادية للاحتلال الاسرائيلي في مؤتمر باندونگ في العام نفسه، ورفض الطلب الذي تقدم به وفد الحزب الشيوعي الإسرائيلي أثناء حضوره للمؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي الصيني في سبتمبر 1956 والداعي الى اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل. ولم تكن هذه علاقات دبلوماسية رسمية، ولكن جرى التواصل بطريقة سرية. وظهرت أول الوثائق عن هذا التعاون في عام 1979 عندما نقلت إسرائيل سرا تكنولوجيا الدفاع إلى الصين. وعلى مدى العقدين التاليين، أبرمت إسرائيل أكثر من 60 صفقة لنقل التكنولوجيا العسكرية إلى الحزب الشيوعي الصيني، بلغ مجموعها 1 مليار دولار إلى 2 مليار دولار. وشملت الصفقات تقنيات لتحديث الدبابات، وأنظمة الرؤية الليلية، وأنظمة الحرب الإلكترونية، وصواريخ جو-جو، وغيرها. إذ "كان دافع إسرائيل اقتصاديا بشكل أساسي، ولكن أيضا على مستوى ثانوي استراتيجي أمني. كانت إسرائيل تأمل أنه بفضل المساعدات التي قدمتها للصين، ستدرج الصين مصالح إسرائيل الأمنية في جميع اعتباراتها السياسية والأمنية"، وكتب إفرايم هاليفي، رئيس الموساد السابق، أنه على وجه الخصوص، أرادت إسرائيل من الصين ألا تقوي ألد أعدائها في مختلف المجالات. لكن تحطمت هذه الآمال في ذلك الوقت. من ناحية أخرى، تمت تلبية احتياجات الصين، التي كانت أمنية واقتصادية، بما يرضيها".

عقد الستينات: الأسوأ في العلاقات

عقد الستينات كان من اكثر الفترات سوء على العلاقات الصينية الاسرائيلية . فالى جانب المنتغيرات الاقليمية والدولية التي لعبت دورا مهما في تأخر اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كان لوقوف اسرائيل عام 1962 مع الهند ومدها بكافة انواع الاسلحة في حربها مع الصين ، واقامتها لعلاقات وثيقة مع تايوان " الصين الوطنية " ومع كل دول جنوب شرقي اسيا الموالية لامريكا والمعارضة للصين الاثر الكبير في تحديد الموقف الصيني المعارض لاسرائيل والداعم للحق العربي .. فقد شهد عقد الستينات ايضا اقامة العلاقات السرية بين الصين ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 64 وتبعه استقبالها لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1965 واعترافها بالمنظمة كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني وافتتاح مكتب تمثيلي يتمتع بكامل الحقوق الدبلوماسية لها في العاصمة بكين ، ودعم المقاومة الفلسطينية في نضالها ضد الاحتلال الاسرائيلي عسكريا وماديا، ويمكن القول بان الصين كانت اّنذاك قد تبنت تماما الاهداف والمطالب الفلسطينية الداعية الى تحرير الاراضي الفلسطينة التي احتلتها اسرائيل واقامت عليها دولتها عام 1948 .. وبعد حرب 67 وقفت الصين الى جانب الدول العربية في نضالها الهادف الى دحر الاحتلال واستعادة الاراضي المغتصبة ..

عقد السبعينات: مد الجسور والتعاون السري

ففي وقت مبكر من سبعينيات القرن العشرين، بدأ الحزب الشيوعي الصيني للحفاظ على علاقات عسكرية واسعة مع نظام صدام حسين. كان الارتباط الأكثر أهمية هو نقل طنين من اليورانيوم منخفض التخصيب من مفاعل نووي عسكري صيني إلى صدام. صوتت اسرائيل لصالح قبول الصين في الأمم المتحدة في اكتوبر 1971. ومع التقارب الصيني - الأمريكي، وخاصة بعد زيارة الرئيس الأمريكي للصين عام 1972، خفف من حدّة العامل الأمريكي ولم يَعُد عقبة كبرى أمام "الدولتين" في إقامة علاقات دبلوماسية.

عام 1976، ومع نهاية الحقبة الماوية وسقوط الجناح اليساري في الحزب الشيوعي الصيني والمتمثل بـ"عصابة الاربعة"، وسيطرة الجناح الانفتاحي على قيادة الحزب والدولة، ممثلا بالزعيم دينج شياو بينج عام 1978، اتسمت السياسة الصينية بالمرونة والانفتاح والتعاون مع القوى الغربية، وبدى على سياسة الصين الخارجية بوادر تحول سريع مع نهاية عقد السبعينيات وراحت تميل نحو مد جسور اعادة الثقة واقامة العلاقات، مع الدول التي كانت تعتبرها من القوى الرجعية الموالية للامبريالية الاميركية كاسرائيل وجنوب كوريا وغيرهما، واتخذت مواقف "معتدلة" وانتهجت سياسة "مرنة" إزاء العديد من المشكلات الدولية بصفة عامة والصراع العربي- الإسرائيلي بصفة خاصة. كما تفاقم شدة الخلاف بين أكبر دولتين شيوعيتين في العالم: الاتحاد السوفييتي والصين الشعبية، وكان من مصلحة الصين كبح توغل موسكو في شرق آسيا، ونظراً لأن إسرائيل تقف في وجه التوغل السوفييتي في الشرق الأوسط، فإن الصين وجدت نفسها تقف إلى جانب إسرائيل. كما شهدت السبعينيات أول اتصال رسمي معلن بين إسرائيل والصين وكان ذلك عام 1978 عندما اجتمع مندوب الصين الدائم في الأمم المتحدة مع وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية.

عقد الثمانينات: نحو إقامة علاقات دبلوماسية

في سبتمبر 1988، تم اول اتصال رسمي بين الصين واسرائيل، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة، حيث اجتمع وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز مع نظيره الصيني تشيان تشي تشن (QIAN QI CHEN). وجرت العديد من جولات الحوار التي عقدت بين البلدين في هونغ كونغ ادت في نهاية المطاف الى انشاء مكتب تمثيلي لاكاديمية العلوم الانسانيه الاسرائيلية ببيكن في فبراير 1989، في الوقت الذي فتحت الصين فيه مكتبا سياحيا لها في تل أبيب يقوده دبلوماسي من وزارة الخارجية الصينية. وجرى يناير 1989 لقاء بين وزير الخارجية الصيني تشيان تشي تشن مع نظيره الاسرائيلي موشي ارنز في باريس حيث دلت التصريحات انذاك على امكانية اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين[1] وخلال الثمانينيات ساعدت الصين إيران، ووفرت لها منشأة لإنتاج اليورانيوم.

عقد التسعينات: التطبيع الكامل واقامة العلاقات الدبلوماسية

في مطلع التسعينيات، ومع التغيرات المتسارعة التي عصفت بالاوضاع الاقليمية والدولية والتي اهمها تفكك المنظومة الاشتراكية وانهيار الاتحاد السوفياتي، وانعقاد مؤتمر مدريد، وتحول النظام الدولي من ثنائي القطبية الى احاديها ، وانطلاقا من مصالح واهداف كل منهما تم اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يناير 1992، وجاء ذلك نتيجة العديد من اللقاءات التي تمت بين كبار المسؤولين والمشاورات الماراثونية التي جرت بين الطرفين في ثمانينات القرن الماضي ..

فعلى الصعيد الإسرائيلي:

عملت إسرائيل وبكل ثقلها لفتح ثغرة في سور الصين العظيم والحصول على اعتراف من أكبر دولة بشرية في العالم والتأثير على سياستها تجاه الصراع العربي–الإسرائيلي، وخاصة كبح التعاون العسكري الصيني-العربي؛ الحصول على حيز أكبر في السوق الصينية؛ وخاصة في مجال التعاون العسكري والتكنولوجي.

الأهم هو ما بدأت تلمسه إسرائيل من فتور في حرارة الدعم الغربي لسياستها، وسعي واشنطن إلى تحديد خطوط حمراء لإسرائيل لا ينبغي أن تتعداها وعليه تعمل إسرائيل على اعادة تعريف علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن على ضوء المعطيات الدولية والإقليمية الجديدة، والتطورات التي تشهدها عملية السلام في الشرق الأوسط. وإيمانها المطلق بأن الصين هي المنافس الأبرز للولايات المتحدة لتصبح القوة الأعظم في العالم.

كسر اّخر قيود الحصار الدولي المفروض عليها خاصة وأن الصين من الأعضاء الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي.

أما على الصعيد الصيني:

الاستفادة من الخبرة الاسرائيلية في مجال التكنولوجيا المتطورة التي لا تستطيع الحصول عليها من امريكا والغرب، إلى جانب الاتصالات والزراعة ونظم الري الحديثة حيث تعتبر إسرائيل من اكثر الدول تقدما في هذه المجالات.

استخدام النفوذ الإسرائيلي في الدول الغربية ولا سيما في الولايات المتحدة. الحصول على تقنيات عسكرية أمريكية غربية متقدمة من إسرائيل في الوقت الذي تفرض فيه أمريكا والغرب حظر نقل الاسلحة للصين التي تسعى لتحديث قواتها العسكرية. وسعي الصين في لعب دور يليق بها في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في عملية السلام المبعدة عنها في الشرق الأوسط.

وبحسب إفرايم هاليفي "في أوائل تسعينيات القرن العشرين، علمت إسرائيل أن الصين تعتزم تزويد إيران بمنشأة UF6 – سادس فلوريد اليورانيوم 6، وهو عنصر أساسي في أي برنامج مصمم لإنتاج اليورانيوم المخصب"، وأضاف "إنه عنصر أساسي لإنتاج المواد النووية لإنتاج الأسلحة." "ومحاولة تغيير تعامل الصين مع هذه القضية لم يسفر عن نتائج إيجابية"، لذا "قرر رئيس الوزراء ووزير الدفاع إسحاق رابين الاستفادة من الزيارة التي كان على وشك القيام بها إلى الصين لإثارة هذه القضية على أعلى مستوى في الصين. ورافقه رئيس الموساد، شبتاي شافيت، الذي كان مسؤولا عن هذه المسألة على أعلى مستوى تنفيذي، وقد أثار إسحاق رابين هذه القضية بأقصى صرامة، بما في ذلك في اجتماع محدود عقده مع القيادة الصينية. ولم يتم نشر تفاصيل ذلك الاجتماع حتى يومنا هذا، ولكن المهم أن نلاحظ أنه لم تكن هناك تحركات صينية بعد الزيارة يمكن أن تشير إلى أن طلب إسرائيل قد تمت تلبيته. حتى المطالب الأمريكية الواضحة والقاطعة تم التعامل معها بشكل سلبي. ويعتقد البعض أن المنشأة نقلت كما هي من الصين إلى الإيرانيين، في حين يفترض أن البعض الآخر أنه تم تسليم الرسومات فقط إلى إيران. ويتابع إفرايم هاليفي: "تم بناء المنشأة في منشأى أصفهان النووية. وبدونها، لم يكن بإمكان الإيرانيين المضي قدما في خططهم، ولم يكن أي طرف آخر على استعداد لمنح الإيرانيين هذه القدرة، وليس هناك ما يخبرنا ما إذا كان بإمكانهم بنائها بناء على رؤاهم الهندسية والعلمية".

كما يوجد أيضاً العديد من صفقات الأسلحة السرية الموقعة بين الصين وإيران، والتي تضمنت نقل التكنولوجيا لإنتاج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية والأسلحة الكيميائية والأسلحة البيولوجية والأسلحة التقليدية المتقدمة. وكتب مدير وكالة المخابرات المركزية الأدميرال ويليام أوليفر ستودمان في عام 1993 أن "الصين أثبتت نفسها كمورد رئيسي لإيران للتكنولوجيا النووية". وبحسب مجتمع الاستخبارات الأمريكي، فإن الشركات الصينية قد نقلت معدات الحرب البيولوجية إلى إيران، كما كشفت مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك، في يناير 1997 ردا على سؤال من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي. وأضافت أن مسؤولو المخابرات الأمريكية يعرفون أن الشركات الصينية "باعت إيران مصانع بأكملها لإنتاج الغازات الفتاكة". على مدى سنوات، تم الإعلان عن عشرات الصفقات العسكرية الأخرى بين الصين وإيران، بدءا من الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس حربية من أي نوع، إلى المعرفة التكنولوجية المستخدمة في تصنيع أنواع مختلفة من الأسلحة التقليدية. "لقد كان من الواضح لسنوات أن الصين لديها دعم كبير، وأحيانا هائل، لأكثر أعدائنا تطرفا".

الألفية: تحالف وثيق

أثناء زيارة مفصلية لإسرائيل استمرت أسبوعاً، جيانگ زمين يطفو في البحر الميت، في 14 أبريل 2000.


2022: التقارب التايواني

رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت، بنيامين نتنياهو يصافح الرئيس الصيني شي جن‌پنگ أثناء محادثات ثنائية في بكين، 2017.

في 9 أغسطس 2022، كتبت جروسالم پوست، إن التوترات الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين بسبب زيارة نانسي پلوسي لتايوان يمكن أن تؤدي لمزيداً من التدهور بل قد تؤدي إلى صراع مفتوح، ولا يمكن لإسرائيل أن تلعب دوراً مباشراً في هذا الصراع، لكن عليها أن ترسل رسالة واضحة: "إسرائيل تقف مع أمريكا".[2]

هذا هو الوقت المناسب أيضاً لإعادة تقييم علاقات إسرائيل مع تايوان، فلا يوجد سبب لإدخال إصبع في عين التنين الشيوعي الصيني، فهذا غير ضروري لأن إسرائيل تواجه أعدائها القريبين مثل إيران، في حين تتمتع إسرائيل بالعلاقات الأكثر دفئاً بينها كدولة يهودية والدولة الصينية الديمقراطية، وكلاهما يتعرض للهجوم من قبل ديكتاتوريات خطيرة، وهذه السياسة الذكية التي يمكن اتباعها.

تتوقع واشنطن من حلفائها أن يصطفوا في هذه الحرب الباردة الجديدة، ولا نخطئ حينما نقول بأن: المنافسة الصينية الأمريكية ستكون شديدة مثل الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن، وقد اختارت إسرائيل بحكمة خلال تلك السنوات حلفائها والآن عليها أن تختار مرة أخرى بأكثر حكمة حلفائها.

أدت الأزمات بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان عامي 1995 و1996، عندما أجرت الصين تجارب صاروخية في المياه المحيطة بتايوان وأرسل الرئيس كلنتون مجموعات قتالية أمريكية إلى مضيق تايوان، إلى زيادة الحساسية تجاه التعاون الإسرائيلي مع الصين في العقد التالي.

فيما أثارت المبيعات الإسرائيلية لتكنولوجيا عسكرية حساسة لبكين، بما في ذلك مسيرات هارپي وطائرات الإنذار المبكر من طراز فالكون، أزمات سياسية خطيرة بين واشنطن وتل أبيب، وقد خفت حدة التوترات فقط عندما طبقت إسرائيل آليات جديدة لمراقبة الصادرات في وزارة الحرب تفيد بتقيد بيع التقنيات العسكرية.

تشكل العلاقات المتنامية بين إيران والصين مصدر قلق كبير لكل من تل أبيب وواشنطن، ويخطط الصينيون لاستثمار 400 مليار دولار (1.3 تريليون شيكل) على مدى السنوات الـ 25 المقبلة في الاقتصاد الإيراني مقابل النفط الإيراني المخفض بشدة، وتعاون عسكري أعمق، مما يقوض الجهود الأمريكية لفرض عقوبات على طهران وعزلها.[3]

سيساعد تدفق هذه الأموال لإيران في تعزيز صناعة الدفاع التقليدية لديها، مع الوصول إلى الأسلحة الصينية المتطورة ودعم برامجها النووية والصاروخية الباليستية، وسيمكن من تمويل أنشطة للحرس الثوري، بما في ذلك دعم حزب الله وحماس، وبالنسبة لإسرائيل يجب أن تكون هذه الصفقة بمثابة جرس إنذار آخر ينذر بالخطر، فبكين ليست صديقة وقد حان الوقت للابتعاد عنها.

إن الأخطار كبيرة بنفس القدر بالنسبة لواشنطن، حيث يسعى الزعيم الصيني شي جن‌پنگ إلى استبدال الولايات المتحدة كقوة مهيمنة في المحيطين الهندي والهادئ، في حين تعتبر الصين هي ناشر متسلسل للتكنولوجيا النووية والصاروخية لإيران وكوريا الشمالية وپاكستان.

يقوم شي بعسكرة بحر الصين الجنوبي، ويسرق الملكية الفكرية على نطاق واسع، ويرتكب انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان، وقد كذب هو ورفاقه بشأن ڤيروس كوڤيد-19، حيث قاموا بتعتيم المعلومات الحيوية التي كان من الممكن أن تحتوي على كارثة بشرية واقتصادية عالمية مدمرة.

وكما أوضحت بكين بعد زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي پلوسي عندما أطلقت تدريبات عسكرية واسعة النطاق وأطلقت صواريخ دقيقة في مضيق تايوان، فإن جيش التحرير الشعبي سيستخدم القوة العسكرية لتهديد الحلفاء الأمريكيين، وتبقى تايوان الآن في مرمى النيران.

إن الانفصال عن بكين بالنسبة لإسرائيل لن يكون سهلاً، حيث تعد الصين من أكبر الشركاء التجاريين لإسرائيل ومصادر الاستثمار الأجنبي، وتتطلع بكين إلى إضافة البنية التحتية الحيوية لإسرائيل إلى مبادرة الحزام والطريق، ويشمل ذلك ميناء حيفا وميناء أشدود والأنفاق تحت الأرض وأنظمة التحكم في جبال الكرمل الشمالية ونظام مترو الأنفاق في تل أبيب.

إن الأهمية الاستراتيجية لهذه البنية التحتية واضحة؛ حيث يعمل بعضها جنباً إلى جنب مع المنشآت العسكرية الرئيسية والشركات الكبرى وموردي المواد الغذائية وغيرها من الخدمات العسكرية والمدنية الإسرائيلية الأساسية.

كما تعتبر الصين بقطاع التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل ومؤسسات البحث الأكاديمي ذات المستوى العالمي كمصدر أساسي للتكنولوجيا، وتعتبر استثمارات بكين الصغيرة نسبياً ذات طبيعة استراتيجية ومصممة للاستفادة من مكانة إسرائيل في مجال الذكاء الاصطناعي، والتقنيات التي تفوق سرعة الصوت، والحوسبة المتطورة، والمركبات المستقلة، والروبوتات، والبيانات الضخمة، هذه كلها تقنيات معترف بها من قبل وزارة الدفاع الأمريكية على أنها ضرورية لجهود التحديث العسكري الخاصة بها، حتى لو كانت لها أيضاً تطبيقات مدنية.

سيكون الأمر مؤلماً، لكن على إسرائيل إعادة تقييم هذه العلاقات، فالقيادة العسكرية والسياسية والاقتصادية الأمريكية أمر بالغ الأهمية لأمن إسرائيل، والتعاون التكنولوجي الصيني الإسرائيلي يضعف القيادة الأمريكية، ويجب أن يدرك الأساتذة الإسرائيليون أن البحث المشترك مع الشركاء الصينيين، خاصة مع أولئك المرتبطين بالحكومة الصينية أو الجيش الصيني، سيضر بقدرتهم على العمل مع الولايات المتحدة.

يجب على رواد الأعمال الإسرائيليين في مجال التكنولوجيا الفائقة أن يدركوا أيضاً أن التعاون الصيني سيحد بشدة من وصولهم إلى رأس المال والأسواق الأمريكية، ويجب على الإسرائيليين من جميع القطاعات التخلي عن الوهم القائل بوجود خط مشرق بين المشاريع والتكنولوجيات المدنية والعسكرية في الصين.

وبدلاً من ذلك يتعين على الأكاديميين الإسرائيليين ورجال الأعمال في مجال التكنولوجيا تعميق علاقاتهم مع تايوان، في حين أن اقتصادها صغير مقارنة باقتصاد الصين، إلا أنها ليست فأرة اقتصادية، حيث يصل الاقتصاد التايواني إلى حوالي 800 مليار دولار (2645 تريليون شيكل) من الناتج المحلي الإجمالي ويحتل المرتبة 22 في العالم، وتم تصنيفها أيضاً كواحدة من أكثر الاقتصادات حرية في آسيا، مع سيادة القانون القوية وحماية الملكية الفكرية والالتزام بالأسواق الحرة، في المقابل بينما أغرى الاقتصاد الصيني الشركات الإسرائيلية بحجمه ومعدلات نموه، سرعان ما اكتشفوا أن شركاتهم وتقنياتهم مسروقة، مع القليل من اللجوء إلى الوزارات والمحاكم الصينية.

في التحليل النهائي لا خيار أمام إسرائيل سوى الوقوف إلى جانب أمريكا، ويجب أن ينعكس هذا في السياسة والإجراءات الرسمية، فلا تحتاج إسرائيل إلى إثقال قطاعها الخاص بقوانين أو أنظمة غير ضرورية، أو إصدار إعلانات عامة من شأنها إثارة غضب بكين، لكن النظام الإسرائيلي غير الرسمي، الذي يتألف من شبكة صغيرة ومحكمة من كبار البيروقراطيين والمسؤولين الأمنيين، يمكن أن يكون فعالاً للغاية في تقييد العلاقات الصينية بهدوء، فهذه قضايا أمنية حساسة ويجب أن تتجاوز الأجندات الضيقة.

يمكن لواشنطن أن تساعد من خلال تعزيز العلاقات الدفاعية والأكاديمية ذات التقنية العالية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث تعد مجموعة العمل المعنية بالتكنولوجيا العملياتية التي تم تكليفها من قبل الكونگرس، والتي تم إنشاؤها مؤخراً بين الپنتاگون ووزارة الحرب الإسرائيلية، نموذجاً جيداً لما يمكن أن يسفر عنه التعاون النشط، تم تصميم مجموعة العمل لضمان مقاتلي الحرب لدينا لا يواجهون أبداً خصوماً مسلحين بأسلحة أكثر تقدماً.

يستفاد من الخبرة الإسرائيلية في ساحة المعركة والجداول الزمنية للتطور السريع مع النطاق والقوة العسكرية الأمريكية، تخيل لقاء الأمة الناشئة مع أمة التوسع في مجال التكنولوجيا العسكرية، لن تنجح هذه المبادرات إلا إذا كان هناك يقين بأن هذه التقنيات لن تتسرب إلى الصين.

مع فصل إسرائيل عن الصين ستكون هناك فرص أكبر لتعاون أكبر بين الحلفاء المقربين، فإن براعة السوق الحرة سوف تتفوق على أي شيء يمكن أن ينتجه النموذج الاستبدادي الذي تديره الدولة في الصين، مع دعم بكين لأخطر أعداء “سرائيل في إيران، حيث ترى إسرائيل الآن بوضوح أنه يجب عليها دعم أفضل صديق لها والابتعاد عن أكبر منافس لها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العلاقات الاقتصادية

الاتفاقيات التجارية

رئيس مجلس الدولة الصيني لي كى‌چيانگ (يمين) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين)، أثناء مراسم توقيع الاتفاقيات التجارية بين البلدين، قاعة الشعب، بكين، 20 مارس 2017.[4]

في فبراير 1955، وبناء على دعوة من الحكومة الصينية، قام وفد تجاري اسرائيلي برئاسة دافيد كوهين بزيارة للصين بهدف اقامة علاقات تجارية، الا ان الوفد اخفق في مهمته بسبب الاعتراض الامريكي على اي علاقات اسرائيلية مع الصين .

في عام 1993، وقعت وزارتا الزراعة الاسرائيلية والصينية مذكرة تفاهم بينهما Memorandum of Understanding on Agricultural Cooperation. ومن ثم اقامت جامعة الهندسة الزراعية ببكين مركز تدريب وتأهيل زراعي صيني اسرائيلي مشتركا، ومزعة نموذجية صينية اسرائيلية في ضواحي بكين .

وفي عام 1997 أنشأ الطرفان بشكل رسمي " لجنة زراعية صينية اسرائيلية مشتركة " .. وفي السنوات الاخيرة ظل التعاون الزراعي بين البلدين في تطور مستمر ، حيث تم انشاء قواعد نموذجية للتربية النباتية والهيئات الزراعية وزراعة الزهور وتربية الابقار الحلوبة في كل من مقاطعات شاندونغ، وشانشي، وشينجيانغ، ويونان ..

اكتوبر 1992، وقع البلدان اتفاقية تجارية بين الحكومتين . ومن ثم اتفاقيات تجنب الازدواج الضريبي، وحماية الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتجاري، البحوث والتطوير الصناعي وغيرها من لاتفاقيات ..

نوفمبر 2005، اعترفت اسرائيل رسميا بمكانة الصين كسوق اقتصادي .. يناير 2007، وقع الجانبان خلال زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت للصين " اتفاقية بين الادارة الوطنية الصينية للجودة والاشراف والتفتيش والحجر الصحي GENERAL ADMINISTRATION OF QUALITY SAPENVISION , INSPECTION AND QURANTINE 0F THE PRC وبين وزارة الزراعة والتنمية الريفية الاسرائيلية بشأن متطلبات الحجر الصحي عند تصدير الحمضيات الاسرائيلية للصين " و" مذكرة التفاهم بين حكومة بلدية بكين ووزارة الصناعة والتجارة والعمل الاسرائيلية حول التعاون في الشؤون المائية "

بلغ اجمالي حجم التبادل التجاري الاسرائيلي الصيني 3.876 مليار دولار أمريكى عام 2006، احتلت الصادرات الصينية منها 2،561 مليار دولار امريكي، والواردات 1،314 مليار دولار أمريكي. بينما عام 2007 بلغ اجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين 5،306 مليار دولار أمريكي، بلغت الصادرات الصينية منها 3،655 مليار دولار امريكي والواردات 1،651 مليار دولار أمريكي. وفي سنة 2010 بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 10 مليار دولار.

  • أكتوبر 1993: اتفاقية حول تبادل افتتاح قنصليات عامة (October 1993)

اتفاقية اطار للتعاون في الابحاث والتطوير الصناعة وفي مجال التنمية بين حكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة دولة اسرئيل " ( أبريل 2000 )

اتفاقية حول التعاون في مجال الحجر الصحي النباتي بين حكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة دولة اسرائيل)) ( 2003 )

مذكرة حول تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين حكومة جمهوزرية الصين الشعبية وحكومة دولة اسرائيل )) ( تشرين الثاني 2005 )

مشروعات تطوير بنية تحتية

في 23 ديسمبر 2018 بدأت الصين الصين في بناء رصيف في ميناء حيفا، بإسرائيل، لها حق استغلاله 25 سنة. وكذلك بناء ميناء متكامل في أشدود بتكلفة 3 مليار دولار. أثار ذلك قلق الولايات المتحدة من قرب التواجد الصيني من أماكن تردد سفن الأسطول السادس الأمريكي.[5]

التعاون العسكري

شهدت علاقات إسرائيل العسكرية مع الصين انتعاشا كبيرا منذ الثمانينات، خاصة مع شعور الصين بحاجتها إلى التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية، والتي استفادت كثيراً من التعاون الإستراتيجي مع واشنطن، فضلا عن تراجع مبيعات الأسلحة الإسرائيلية في تلك الفترة إلى جنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية.وإضافة إلى تشابك المصالح الأمنية والعسكرية بين الصين وإسرائيل، فإن إسرائيل تنظر باهتمام إلى السوق الصيني الواسع والمتعطش للسلع والخدمات المتقدمة، الذي يمكن لإسرائيل أن تحتل موطئ قدم فيه.وقد مهدت العلاقات العسكرية والأمنية بين البلدين لتطبيع العلاقات وتبادل التمثيل الدبلوماسي في يناير عام 1992.

العلاقات الإسرائيلية الصينية ظلت غائبة حتى قرب أواخر السبعينات، بل إن العداء كان هو السمة المميزة لهذه العلاقات، بالنظر إلى أن إسرائيل كانت طوال سنوات الحرب الباردة جزءاً من شبكة الدفاع الغربي في مواجهة الشيوعية، فضلا عن أن الصين كانت تميل تقليديا إلى تأييد العرب سياسيا وعسكريا خلال هذه السنوات.أضف إلى ذلك أن تحرر إسرائيل من إمكانية إقامة علاقات جيدة مع الصين إبان الحرب الباردة، جعلها تنفتح على الدول الآسيوية التي تكن العداء للصين مثل تايوان والهند.فقد قدمت إسرائيل خلال الحرب التي نشبت بين الصين والهند عام 1962، أسلحة بريطانية الصنع للهند، كما تحدثت عدة تقارير عن تنامي التعاون الهندي الإسرائيلي في مجال الأبحاث النووية.

أيضا قامت إسرائيل بتزويد تايوان بأسلحة خفيفة خلال السنوات الممتدة منذ عام 1949 وحتى عام 197، ومؤخرا أثيرت قضية احتمال قيام إسرائيل ببيع صفقة رادارات متطورة وصواريخ مضادة للصواريخ لتايوان، وهو أمر لا يمكن أن تتسامح فيه الصين، التي لازالت تعتبر تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وتقيس عمق علاقاتها الدولية والإقليمية مع أي طرف بموقفه من قضية تايوان.

الولايات المتحدة غضت الطرف كثيرا عن تجارة الأسلحة الإسرائيلية للصين، حيث اعتبرت واشنطن أن مبيعات الأسلحة الإسرائيلية تساهم في توطيد أركان الدول اليهودية وتزيد من مكانتها الإقليمية والدولية.ولكن مع نهاية الحرب الباردة أدركت واشنطون أن العلاقات العسكرية بين تل أبيب وبكين تشكل تهديداً لمصالحها في آسيا، حيث تساعد الصين على لعب دور عالمي متزايد على نحو يهدد النفوذ الأمريكي.

كانت تل أبيب قد وقعت مع بكين في أواخر التسعينات صفقة لبيع خمس طائرات تجسس هجومية متطورة من دون طيار، تستخدم ضد الأهداف المعادية الحساسة، مثل محطات الرادار، وأجهزة المراقبة بأنواعها، لكن الولايات المتحدة طلبت من حليفتها المدللة وقف هذه الصفقة، استناداً إلى أن مثل هذه الأسلحة قد تشكل خطرا على أمنها، خاصة إذا تم نقلها أو بيعها لدول غير صديقة مثل كوريا أو إيران، واضطرت إسرائيل آنذاك للاستجابة للضغوط الأمريكية.

وما كادت تهدأ هذه الأزمة، حتى عادت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية للتوتر من جديد، عقب اصطدام طائرة تجسس أمريكية بطائرة عسكرية صينية في أبريل 2002، ونشرت عدة صحف أمريكية صوراً تكشف أن الطائرة المقاتلة الصينية التي اصطدمت بالطائرة الأمريكية كانت مسلحة بصواريخ جو -جو من طراز "پيتون -3"، وقد تسربت هذه الصور عن طريق وزارة الدفاع الأمريكية، التي قالت مصادر من داخلها أن هذه الصور التقطت قبل ذلك بواسطة طيارين أمريكيين خلال مناورة في بحر الصين الجنوبي. وقد أثار نشر هذه الصور الجدل داخل الإدارة الأمريكية حول صفقات الأسلحة الإسرائيلية للصين، ومنها صفقة "صواريخ پيتون -3"، والتي أنكرتها تل أبيب.

إسرائيليون يرحبون بإحدى قطع الأسطول 11 الصيني في قاعدة حيفا في 13 أغسطس 2012.
اللواء شرڤيط (يسار) يرحب بالأميرال يانگ، في قاعدة حيفا في 13 أغسطس 2012.

وفي 13 أغسطس 2012، قامت سفن من الأسطول الحادي عشر للمرافقة من بحرية جيش التحرير الشعبي،[6] بقيادة أميرال المؤخرة يانگ جون-فـِيْ، بالرسو في قاعدة حيفا البحرية في إسرائيل[7] في زيارة حسن نوايا لمدة أربعة أيام،[6] احتفالاً بالذكرى العشرين للتعاون بين قوات الدفاع الإسرائيلية وجيش التحرير الشعبي (الصيني).[7] وقد رحب بالسفن وطواقمها قائد قاعدة حيفا البحرية، الجنرال إلي شرڤيط[7] ومسئولون من السفارة الصينية بإسرائيل.[6]

التوتر في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية أطل برأسه في 2005، بسبب ما تسرب من أنباء حول قيام إسرائيل بتوقيع صفقة جديدة مع الصين، يتم بمقتضاها بيع عدد من الطائرات الهجومية من طراز "فالكون" المطورة، والتي سبق أن باعت إسرائيل خمس طائرات منها إلى الصين في منتصف التسعينيات. هذه الطائرات قادرة على تدمير محطات الرادار والمدفعية المضادة للطائرات، وتخشى الولايات المتحدة من تأثير هذا التعاون العسكري على التوازن الاستراتيجي الدقيق بين الصين وتايوان بالإضافة إلى المصالح الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادي.[8]

في مايو 2011 زارَ الأدميرال وو شنگلي قائد القوات البحرية الصينية إلى إسرائيل والْتَقَى بوزير الحرب الإسرائيلي إيهود بارك ونظيره الإسرائيلي إليعازر موران، وفى عام 2010 قام عدد من جنرالات الجيش الإسرائيلي بزيارة بكين، بِمَن فيهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين. كما كانَ الزعماء السياسيون يُواظِبون على زياراتٍ متبادلةٍ تعكس الدفء الكبير الذي تعيشه العلاقات بين الجانبين.[9]

احدى سفن الأسطول 11 التابع للبحرية الصينية يدخل ميناء حيفا، 15 أغسطس 2012.

في 15 أغسطس 2012 الموافق الذكرى ال20 للتعاون العسكري الصيني الإسرائيلي وصل أسطول الحراسة رقم 11 التابع للبحرية الصينية إلى ميناء حيفا الإسرائيلي، في زيارة ودية تستغرق 4 أيام. استقبل السفن قائد قاعدة البحرية الإسرائيلية في حيفا إلياهو شارڤيط والمسئولون بالسفارة الصينية.[10]

التعاون التكنولوجي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إسرائيل

توگا نتووركس، مركز هواوي للبحث والتطوير في إسرائيل.

على الرغم من إدراجها في القائمة السوداء الأمريكية للشركات الصينية، فإن عمليات هواوِيْ الصينية في إسرائيل أكبر من أي وقت مضى، حيث يعمل بها حوالي 500 باحث في حيفا وهود هشارون. ربما تكون شركة علي بابا الصينية العملاقة قد أغلقت مركز البحث والتطوير الإسرائيلي الخاص بها، لكن هواوِيْ تحتاج حقًا إلى المعرفة والخبرة الغربية، وهي أيضًا على استعداد لدفع ثمنها. في مايو 2019، وضعت وزارة التجارة الأمريكية هواوِيْ على قائمة سوداء. تتطلب المؤسسات أو الشركات الأمريكية التي تستخدم التكنولوجيا الأمريكية ترخيصًا من الحكومة الأمريكية للبيع للشركات الموضوعة على القائمة السوداء. إلى جانب هواوِيْ، أُدرجت 68 شركة أخرى من الشركات التابعة لها من جميع أنحاء العالم في القائمة في ذلك الوقت. أضيفت 46 شركة تابعة إضافية إلى القائمة في أغسطس 2019.[11]

لكن اسمًا واحدًا كان غائبًا بشكل مفاجئ من كلا القائمتين: مركز البحث والتطوير التابع لشركة هواوِيْ في إسرائيل، توگا نتوركس Toga Networks. فوجئ الموظفون في مكاتب توگا في هود هشارون وحيفا أيضًا بعدم إدراج الشركة، وحتى يومنا هذا ليس من الواضح تمامًا كيف تمكنت الشركة التابعة الإسرائيلية من تجنب ذلك. أحد التفسيرات التي قدمها الموظفون هو أن اسم توگا، الذي لا يحتوي على كلمة "هواوِيْ"، أربك السلطات الأمريكية، ولكن يبدو أن الأمر لم يكن كذلك. على أي حال، انتهت فترة السماح في أغسطس 2020، وتم إدراج توگا في الجولة الثالثة من القائمة إلى جانب كيانات هواوِيْ الأخرى، من تشيلي إلى سنغافورة.

وفقًا للموظفين السابقين، استغلت الشركة التابعة الإسرائيلية الفترة بين إدراج هواوِيْ في القائمة السوداء وقائمة توگا للتخزين المكثف لمعدات الاختبار والتطوير قبل فرض العقوبات عليها أيضًا. في بعض الحالات، وفقًا لموظفين سابقين، طلب الموردون، الذين لا يريدون المخاطرة بالتورط مع حكومة الولايات المتحدة، تصريحات من مديري شركة توگا بأن المعدات ستستخدم فقط من قبل العمال الإسرائيليين في الفرع في إسرائيل. تزعم مصادر قريبة من مركز البحث والتطوير أنه لم تكن هناك مثل هذه المشتريات الخاصة، وأن المعدات تم شراؤها فقط وفقًا لاحتياجات المشروع. بعد وضعها على القائمة السوداء، مُنعت توگا من استخدام برامج شائعة مثل أداة البرمجة ماتلاب. بدلاً من ذلك، يستخدم موظفو توگا بدائل مفتوحة المصدر أو برامج غير أمريكية أو أدوات طورتها هواوِيْ. في أعقاب العقوبات، غادر بعض الموظفين المركز أيضًا، خوفًا من أن العمل لدى هواوِيْ قد يضر بوظائفهم المستقبلية، وخاصة التوظيف في المستقبل مع الشركات الأمريكية.

ومع ذلك، بعد عامين من الإدراج، أصبحت مراكز البحث والتطوير التابعة لتوگا في إسرائيل أكبر من أي وقت مضى، حيث توظف حوالي 500 شخص في 12-14 مجموعة بحثية مسؤولة عن مشاريع في مجالات مختلفة. في الوقت الحالي، بينما تقوم مراكز التطوير الأخرى بتقليص حجم التوظيف، يوجد في توگا 55 وظيفة شاغرة. وعلى الرغم من إغلاق شركة عملاقة صينية أخرى، علي بابا، مركز البحث والتطوير في إسرائيل يوليو 2022، يبدو أن مراكز التطوير الإسرائيلية لديها أهمية خاصة لشركة هواوِيْ، ربما بسبب العقوبات الأمريكية.

تأسست توگا نتووركس عام 2009 من قبل إتسيك مالوباني، وهو مهندس أول سابق في إنديگو، ونائب رئيس البحث والتطوير في شركتي كونكت ون وتراشيپ. في البداية، كان توگا مقاولًا من الباطن للبحث والتطوير لمركز هواوِيْ في ألمانيا، وكان أول مشروع بقيادة مالوباني هو تطوير شريحة لأجهزة توجيه هواوِيْ. في نفس الوقت مع مالوباني ، بدأ عمون سندروڤيتش، نائب الرئيس السابق للبحث والتطوير في ECI، العمل بشكل منفصل على تطوير البرامج لشركة هواوِيْ ألمانيا؛ لاحقًا اندمج الفريقان تحت اسم توگا.

يعتقد توگا أن هذا النهج يستخدم بشكل أفضل المهندسين الإسرائيليين ذوي القيمة العالية في المرحلة الأكثر أهمية، ولا "يضيعهم" في أشياء يمكن القيام بها بتكلفة أقل في أماكن أخرى. في كثير من الحالات، تتمثل طريقة هواوِيْ القياسية في جعل العديد من الفرق حول العالم تعمل على نفس المشكلة؛ الفريق الذي يحقق أسرع تقدم يفوز بالمشروع. يزعم موظف سابق في شركة توگا أن هذا النهج يمثل مشكلة. وزعم "بخلاف مراكز التطوير الغربية الأخرى في إسرائيل، فإن مركز هواوِيْ في إسرائيل ليس مسؤولاً عن منتج". "تطلب توگا من مهندسيهم أن يأخذوا مشكلة ما، ويحلونها، ويسلمونها إلى الفريق في الصين. لست متأكدًا دائمًا بالضبط من المنتج الذي سينتهي به الأمر. يبدو أحيانًا أن الهدف هو نقل المعرفة الفنية من الموظفين".

التعاون الثقافي والسياحي والتبادلات الشعبية

الوفد الصيني المشارك في مسيرة القدس، 24 سبتمبر 2013.

وقَّعت الدولتان في عام 1991م اتفاقية رسمية للتعاون بين أكاديميات العلوم فيهما أثناء زيارة الوفد العلمي الصيني إلى إسرائيل، وكانت جامعة بكين شهدت في عام 1986م افتتاح كلية لتعليم اللغة العبرية والآداب والتاريخ والديانات اليهودية، كما افتتحت إسرائيل مركزاً أكاديميًّا لها في بكين عام 1991م، كما تمَّ ترجمة بعض الكتب الصينية إلى العبرية.

في مايو 1993 وقع الطرفان اتفاقية تبادل ثقافي

وفي عام 2007 وقعا " خطة تنفيذ الاتفاقية الثقافية للفترة 2007 – 2010 بين حكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة دولة إسرائيل ". والآن يتم المحافظة على مائة طالب اسرائيلي وافد الى الصين سنوياً، ومائة طالب صيني في اسرائيل. ففي مايو 2007 تم افتتاح " يوم الثقافة الصينية في اسرائيل، وتم اقامة معهد كونفوشيوس في جامعة تل أبيب."

في مارس 1992 وقعت مصلحة الطيران المدني لكلا البلدين مذكرة تفاهم، تسير من خلالها اسرائيل لرحلات جوية مباشرة بين تل أبيب وبكين.

وفي اكتوبر 1993 وقع الطرفان على اتفاقية في مجال الطيران المدني تسير اسرائيل بموجبها رحلة اسبوعية الى بكين.

في يونيو 1994، وقع الطرفان على اتفاقية تعاون في مجال السياحة، حيث بدأ يتزايد تدريجيا عدد السواح الاسرائيليين للصين.

وفي يونيو 1995 اعلن الجانب الصيني عن ادخال اسرئيل كهدف سياحي للمواطنين الصينيين .. وفي اكتوبر 2007 وقعت الدولتان (( مذكرة تفاهم حول تطبيق مشروع ذهاب الفرق السياحية الصينية الى اسرئيل ))

الخطة التنفيذية لاتفاقية التبادل الثقافي للفترة 2007 – 2010 بين حكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة دولة اسرائيل )) ( كانون الثاني 2007)

مذكرة التفاهم حول تنفيذ مشروع ذهاب الفرق السياحية الصينية الى اسرائيل )) ( اكتوبر 2007 )


أهم الزيارات بين البلدين

السنة الجانب الإسرائيلي السنة الجانب الصيني
1992 ليفي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية
هيرزيك رئيس الدولة
1992 تشيان تشي تشن QIAN QI CHENعضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني
1993 بيريس وزير الخارجية
رابين رئيس الوزراء
1994 باراك رئيس هيئة الاركان 1994 جو جيا خوى نائب رئيس الوزراء ZHOU JIA HUA
1995 وو ييWU YI وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الاقتصادي
1996 اسحق رئيس هيئة الأركان
1997 ليفي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية 1997 لي لان تشنج LI LAN QING نائب رئيس الوزراء
ون جيا باو WEN JIA BAO عضو المكتب السيباسي للحزب الشيوعي
تشيان تشي تشن QIAN QI CHEN نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية
1998 نيتنياهو رئيس الوزراء
مردخاي وزير الدفاع
1999 وايزمان رئيس الدولة 1999 تشي خاو تيان CHI HAO TIAN وزير الدفاع
لي بانج LI PENG رئيس المجلس الوطني لنواب الشعب
2000 پيريس وزير التعاون الاقليمي جيانگ تزى مين JIANG ZE MIN الرئيس الصيني
2002 بيريس نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية 2002 يانگ ون تشانگ YANG WEN CHANG نائب وزير الخارجية
2003 كساف رئيس الدولة
2004 اولمرت نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والتجارة
سيلڤان شالوم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية
2004 تانگ جيا شوان TANG JIAXUAN عضو مجلس الدولة
2005 بوريس رئيس الادارة العامة للخارجية 2005 لي جاو شينگ LI ZHAO XING وزير الخارجية
وانگ جيا رويه WANG JIA RUI رئيس دائرة الاتصالات الخارجية للحزب
لوي شينگ خوى LU XING HUA نائب وزير الخارجية المبعوث الخاص للحكومة
2006 هانگبي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيسيت
ليتزمان رئيس اللجنة المالية في الكنيسيت، ورئيس تحالف الكتاب اليهودي المقدس
2006 سوينگ بي قان SUN BI GANالمبعوث الصيني الخاص للشرق الاوسط
لي يوان تشاو LI YUAN CHAO أمين اللجنة الحزبية لمقاطعة جيانگسو
ليو تشي LIU QI المكتب السياسي للحزب الشيوعي امين اللجنة الحزبية لمدينة بيجينگ
جاي جوين ZHAI JUN مساعد وزير الخارجية
2007 اولمرت رئيس الوزراء
موفاز نائب رئيس الوزراء وزير المواصلات وأمن الطرقات
وهابي نائب رئيس الكنيسيت
ليفني النائب الاول لرئيس الوزراء وزيرة الخارجية
2007 سوين بي گان SUN BI GAN المبعوث الخاص للشرق الاوسط
تشانگ كه رين CHANG KE REN نائب وزير الثقافة
سوين جنگ تساي ZHENG CAISUN وزير الزراعة
خو صي يي HU SI YI نائب وزير الثروة المائية
2008 نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والتجارة والعمل

مرئيات

زيارة رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الصينية لإسرائيل، 15 أغسطس 2011

المصادر

  1. ^ "عناوين في العلاقات الصينية الاسرائيلية". المركز العربي للمعلومات، الصين. 2008-05-15. Retrieved 2011-11-15.
  2. ^ "Time for Israel to pivot away from Beijing - opinion". جروسالم پوست. 2022-08-09. Retrieved 2022-08-11. }}
  3. ^ "حان الوقت "لإسرائيل" للابتعاد عن بكين". شبكة الهدهد الإخبارية. 2022-08-10. Retrieved 2022-08-11. }}
  4. ^ "After Saudi king, China warmly welcomes Israel's prime minister". رويترز. 2017-03-20. Retrieved 2020-06-15.
  5. ^ "Is China getting too close to Israel?". Asia Times. 2018-12-23. Retrieved 2018-12-24.
  6. ^ أ ب ت "Chinese navy ships visit Israel's Haifa Port". The People's Daily Online. Xinhua. 14 August 2012. Retrieved 15 August 2012. {{cite news}}: Italic or bold markup not allowed in: |newspaper= (help)
  7. ^ أ ب ت "Cooperation strengthens: Chinese fleet vessels arrive in Israel". IDF website. 13 August 2012. Retrieved 15 August 2012.
  8. ^ عبد الله صالح (2005-05-24). "مستقبل العلاقات الإسرائيلية الصينية". مجلة العصر.
  9. ^ صالح النعامي (2011-08-21). "التقنيات المتقدِّمة.. ودورها في العلاقات الصينية الإسرائيلية". التجديد العربي.
  10. ^ "سفن البحرية الصينية تزور ميناء حيفا الاسرائيلى". شبكة الصين. 15-8-2012. Retrieved 18-8-2012. {{cite web}}: Check date values in: |accessdate= and |date= (help)
  11. ^ "Huawei paying top dollar for Israeli engineers". globes.co.il. 2022-08-08. Retrieved 2022-08-17.

وصلات خارجية