قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973

UN مجلس الأمن
القرار 1973
Libya-War-Map.png
الأخضر: قوات التحالف في منطقة حظر الطيران.
البرتقالي: ليبيا.
التاريخ17 مارس 2011
اجتماع رقم6,498
الكودS/RES/1973 (Document)
الموضوعالثورة الليبية 2011
ملخص التصويت
10 مع
None ضد
5 امتنع
النتيجةاٌعتمد
تشكيلة مجلس الأمن
الأعضاء الدائمون
الأعضاء غير الدائمين


قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 هو قرار أصدرته الأمم المتحدة بتاريخ يوم الخميس 17 مارس 2011 كجزء من رد الفعل الدولي على ثورة 17 فبراير يَقتضي فرض عدة عقوبات على حكومة القذافي الليبية تتضمن حظر الطيران فوق ليبيا وتنظيم هجمات مُسحلة ضد قوات القذافي الجوية لمنعها من التحليق في الأجواء الليبية وإعاقة حركتها.[1][2][3]

شاركت عدة دول غربية بتطبيق هذا القرار من أبرزها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، لكن بالرغم من ذلك فقد أبرزت بعض الدول الأخرى اعتراضاً عليه، من أبرزها روسيا التي اعترض رئيس وزرائها بحدة شديدة على قرار مجلس الأمن وألمانيا التي أبدى وزير خارجيتها قلقاً إزاءه هو الآخر والأمين العام للجامعة العربية الذي انتقد هذا التدخل العسكري.[4]

وُوجه قرار مجلس الأمن رقم 1973 ببعض الشكوك والمَخاوف الأخرى من أطراف مختلفة بشأن الأهداف الخفية من ورائه، ولذا فقد كررت تصريحات البيت الأبيض ورئيس الوزراء البريطاني وليام هيگ عدة مرات أن الهجمات التي يُنظمها القرار لن تهدف إلى احتلال ليبيا أو استعمارها وإنما ستكتفي بحماية المدنيين وصد قوات القذافي، بينما لن يَتدخل المتجمع الدولي في قضية تغيير النظام الحاكم أو خلع معمر القذافي من الحُكم.[4]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

القرار

النقاط الرئيسية

تضمن القرار عدة نقاط تركز على مُعاقبة القذافي ومنع قواته من التقدم وفي الوقت ذاته مُساعدة المدنيين وإنقاذهم منه، ومن أهم نقاطه - التي تنصب جميعاً في هذا الشأن -:[5]

  1. فرض منطقة حظر جوي فوق أراضي ليبيا شاملة فوق ليبيا تتضمن الطائرات التجارية والعسكرية لمنع تحليق وتحرك قوات القذافي في أجوائها وإيقافها عن قصف المدنيين، أما الطائرات التي تحمل المُساعدات الإنسانية للسكان فلا بأس بمرورها.
  2. مُناشدة جميع دول الأمم المتحدة بمنع إقلاع أو هبوط أي طائرة عسكرية أو حتى تجارية قادمة من ليبيا أو متجهة إليها من أراضي الدولة.
  3. مُطالبة جميع دول الأمم المتحدة بإجراء كافة الخطوات الضرورية لحماية المدنيين في ليبيا حتى لو تطلب الأمر تدخلاً عسكرياً من الدولة، لكن في الوقت ذاته فالقرار يُؤكد على أنه من المُستبعد أن تتدخل قوات الأمم المتحدة العسكرية أرضياً في ليبيا لاحتلال أراضيها.
  4. مُطالبة القذافي بإيقاف فوري للنزاع وإطلاق النار، وفي حال رفض القذافي ذلك فسيُباح لدول الأمم المتحدة أن تنظم عمليات قصف - غير منطقة حظر الطيران - لتدمير قوات القذافي وحماية السكان منها.
  5. مُطالبة القذافي بالسماح بمرور كافة المساعدات الإنسانية بسهولة ويسر إلى الأراضي الليبية دون مُهاجمتها أو منعها.
  6. تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1970 المُتعلق بحظر الأسلحة لقوات القذافي على نطاق أوسع وبشكل أفضل، إلى جانب إضافة المزيد من أسماء الأشخاص والمُنظمات إلى قائمة حظر السفر وتجميد الأموال. وتستند هذه القائمة حسب القرار إلى كافة الأموال والأملاك التي يَملكها القذافي أو له يَد فيها بطريقة أو بأخرى في أي من دول الأمم المتحدة.
  7. المُطالبة بتجميد كافة أصول المؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي الليبي نظراً لتبعيتهما للقذافي.
  8. مُطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتشكيل لجنة مراقبة تتألف من ثمانية أشخاص للتحقق من تنفيذ هذه القرارات جميعاً وتنفيذها بكافة بنودها.[5]

التصويت

موافقة (10) امتناع(5) معارضة (0)

* الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن بالخط العريض.

رد الفعل الليبي

القذافي

صرح سيف الإسلام القذافي مُباشرة بعد اعتماد القرار رقم 1973 بأن حكومة القذافي ليست خائفة أو مُرتعدة من التحالف الدولي ضدها، وفي المُقابل هدد بأن الهجوم والضربات العسكرية لن تنقذ المدنيين بل - على العكس - ستقتلهم وتخرب مدنهم كما لا يُريد أحد أن يَحصل.[2] وبالإضافة إلى هذه التهديدات ادعى القذافي أن هجمات قوات التحالف الدولي قتلت عدداً كبيراً من المدنيين الأبرياء في طرابلس وعدة مدن أخرى، كما ادعت وكالة الأنباء الليبية الموالية لنظامه أن الغارات الجوية الدولية استهدفت مستشفيات ومناطق سكنية في المدن وأدت إلى مقتل الناس هناك.[6] وبالرغم من استهداف غارات التحالف التي أطلقت على طرابلس لمقر القذافي الرئيسي المدعو باب العزيزية، فقد صرح في خطاب له يوم 23 مارس - كان أول ظهور له منذ خطابه يوم 17 مارس - بإصراره على عدم الاستسلام وأعلن أنه لن يَرضخ لقرار الأمم المتحدة وسيَستمر في المقاومة بغض النظر عن عنف الهجمات ضده. وقد قالت الولايات المتحدة في المقابل أنها تخشى من أن القذافي ربما يَستمر في الاختباء طويلاً والمقاومة بالرغم من فرض الحظر الجوي.[7]

الثوار

قبل اعتماد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، وجه المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي بالإضافة إلى بعض الدبلوماسيين الليبيين انتقادات إلى المجتمع الدولي خصوصاً الجامعة العربية لبتاطؤهم في مُناقشة واعتماد ما يَلزم من القرارات لدحض القذافي وإنقاذ المدنيين في ليبيا، بالرغم من تصريح الجامعة بأنها مُستعدة في الحال لمُناقشة هذه القضية فور اتصال الحكومة الانتقالية بها.[8] لكن في الأيام الأخيرة قبل التصويت على القرار ومع تصاعد الأحداث في ليبيا وتهديد عاصمة الثوار، بدأ المجلس الانتقالي بالقلق كثيراً وأخذ يُلح على المجتمع الدولي بشدة بالتحرك سريعاً لحماية المدنيين في بنغازي، وقد انتقد رئيسه مصطفى عبد الجليل تباطؤ الحراك الدولي لتنفيذ القرار وتطبيقه واستمر في طلب التدخل العسكري من الأمم المتحدة لحماية الثوار.[1] ولاحقاً طالب المجلس القوات الدولية بالتحرك إلى طرابلس لضرب مقر القذافي الرئيسي.[9]

شهدت ليبيا احتفالات عارمة أيضاً مُباشرة بعد بدأ الطائرات الفرنسية بعملياتها الأولى حول مدينة بنغازي لإنقاذ مدنييها في يوم الجمعة 19 مارس، وكانت قد ظهرت مسيرات واحتفالات شارك فيها آلاف الليبيين بعد انتهاء صلاة الجمعة ظهر ذلك اليوم في مدن من بينها درنة، وانتشرت الاحتفالات في العديد من مدن شرق ليبيا وبشكل خاص في بنغازي. وأظهر الناس خلال هذه الاحتجاجات شكرهم لفرنسا لدورها الكبير في اعتماد القرار وتنفيذه ودعمه، كما كانت بمثابة تعبير للشعب الليبي عموماً عن دعمه الشديد للقرار وابتهاجه ببدأ الحظر الجوي.[10][11]

التنفيذ

US Air Force Lockheed EC-130J aircraft broadcasts a naval blockade warning message to Libyan ports during Operation Odyssey Dawn on March 20th, 2011.

بدأ تنفيذ وتطبيق القرار رقم 1973 للمرة الأولى في صباح يوم الأحد 19 مارس، عندما أخذت طائرات فرنسية بقصف قوات تابع للقذافي مناطق حول مدينة بنغازي.[12] ثم في اليوم التالي 20 مارس تابعت القوات الفرنسية عملياتها، مما مهد الطريق للثوار لكي يَسيروا نحو أجدابيا مُحاولين استعداتها من القذافي بعد إطباق سيطرته عليها قبل ذلك ببضعة أيام.[13] وفي اليوم ذاته بدأت 20 طائرة فرنسية بقصف كبير غطى مساحة قطرها 100 كم حول بنغازي مُستهدفة قوات القذافي المنتشرة هناك،[14] وفي الوقت ذاته أخذت بارجات وغواصات أمريكية مُختلفة قرب السواحل بإطلاق صواريخ توماهوك - بلغ عددها في النهاية 110 صواريخ - نحو أهداف تابعة للقذافي في ليبيا،[15] فضلاً عن هجمات أخرى استهدفت مقر القذافي الرئيسي في باب العزيزية.[16] وبعد استمرار العمليات العنيفة على هذا النحو خلال يوم الإثنين وسير الثوار إلى أجدابيا، أعلنت قوات التحالف الدولي المُعادي للقذافي أنها استطاعت دحر وتدمير الجزء الأكبر من قواته الجوية.[15] لكن بالرغم من ذلك فقد أعلن التحالف أنه من المُتوقع أن تدوم العمليات العسكرية بهذا الشكل لمدة 3 أشهر إضافية.[17]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ أ ب بدأ العمليات العسكرية الدولية في ليبيا. الجزيرة نت. تاريخ الولوج 22-03-2011.
  2. ^ أ ب فرنسا: مهاجمة ليبيا خلال ساعات. الجزيرة نت. تاريخ الولوج 22-03-2011.
  3. ^ مجلة الأمن يَتبنى قراراً تاريخياً لحماية المدنيين في ليبيا. الموقع الرسمي للأمم المتحدة. تاريخ الولوج 23-03-2011.
  4. ^ أ ب التحالف: العمليات لا تستهدف القذافي. الجزيرة نت. تاريخ الولوج 22-03-2011.
  5. ^ أ ب القرار الأممي رقم 1973 بشأن ليبيا. الجزيرة نت. تاريخ الولوج 22-03-2011.
  6. ^ قوات التحالف تقصف طرابلس. تاريخ الولوج 25-03-2011.
  7. ^ القذافي يتحدى التحالف الدولي وواشنطن تخفف طلعاتها الجوية. تاريخ الولوج 25-03-2011.
  8. ^ ليبيا: المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي يعلن أنه الممثل الوحيد للشعب.. والثوار يصدون هجومين لقوات القذافي. صحيفة المدينة. تاريخ الولوج 25-03-2011.
  9. ^ تحالف غربي يوجه ضربات عسكرية لقوات القذافي. تاريخ الولوج 25-03-2011.
  10. ^ احتفالات ليبية بفرض حظر الطيران. الجزيرة نت. تاريخ الولوج 25-03-2011.
  11. ^ طرابلس تترقب وبنغازي ترقص احتفالاً بفرض الحظر الجوي على القذافي. تاريخ الولوج 25-03-2011.
  12. ^ بدأ التدخل العسكري في ليبيا... فرنسا تقصف بالطائرات وأمريكا تطلق صواريخ كروز. تاريخ الولوج 21-03-2011.
  13. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة النتائج1
  14. ^ القذافي يستنفذ مراوغاته بعد الاشتباك مع القوات الفرنسية. تاريخ الولوج 25-03-2011.
  15. ^ أ ب كتائب القذافي تحت القصف الدولي. الجزيرة نت. تاريخ الولوج 25-03-2011.
  16. ^ واشنطن: ضرب باب العزيزية لم يستهدف القذافي. جريدة الرياض. تاريخ الولوج 25-03-2011.
  17. ^ استمرار مهمة الحظر الجوي على ليبيا 90 يوماً. تاريخ الولوج 25-03-2011.

وصلات خارجية

اقرأ نصاً ذا علاقة في

قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973