شارع محمد محمود

شارع محمد محمود

شارع محمد محمود في وسط القاهرة يربط ميدان التحرير بوزارة الداخلية. وهو مسمى على اسم رئيس وزراء مصر السابق محمد محمود باشا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

تاريخياً، يبدو أن الشارع يستمد قوته من اسم صاحبه محمد محمود باشا، الذي شكل الوزارة أربع مرات في العهد الملكي، وشغل فيها منصب وزير الداخلية، وكان معروفاً باستخدام القوة.[1]

وهو من رموز النضال ضد الإحتلال الإنجليزي. ولد محمد محمود في قرية ساحل سليم مركز أبو تيج في أسيوط في 4 إبريل 1878. أبوه هو محمود باشا سليمان وكيل مجلس شوري القوانين‏،‏ ومن كبار ملاك الأراضي الزراعية في الصعيد‏،‏ ورث عنه‏ 1600‏ فدان‏.

تلقى تعليمه الأولي في المدرسة التوفيقية في القاهرة، ويعتبر أول مصري يتخرج في جامعة أكسفورد في إنجلترا. وكان أول من أطلق فكرة تأليف وفد في سبتمبر 1918، للمطالبة بحق مصر في تقرير مصيرها وفقاً للمبادئ التي أعلنها الرئيس الأميركي " ولسن" عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى.

تعرّض محمد محمود للإعتقال من جانب الإحتلال الإنجليزي في اليوم السابق لثورة 1919، وهو يوم 8 مارس 1919، واعتقل مع زعيم الثورة سعد زغلول، إضافة إلى رفيقيه، حمد الباسل وإسماعيل صدقي، ونفوا إلى مالطة، مما أدى إلى إنفجار الثورة.

وإضطر الإنجليز إلى الإفراج عنهم. وسافروا إلى باريس لإجراء مباحثات مع البريطانيين، من أجل إنهاء الإحتلال لمصر، وإستمرت عامين من دون أن تسفر عن نتائج ملموسة.

شكل محمد محمود الحكومة أربع مرات متاليية في الفترة من 1928 وحتى 1939، وجمع فيها بين منصب رئيس الحكومة ووزير الداخلية، وكان معروفاً بميله إلى إستخدام سياسة القبضة الحديدية.

كانت الوزارة الأولى في الفترة من 25 يونيو 1928 حتى 2 أكتوبر 1929، والثانية من 30 ديسمبر 1937 حتى 27 إبريل 1938. والثالثة في الفترة من 27 إبريل حتى 24 يونيو 1938، والرابعة في الفترة من 24 يونيو 1938 حتى 18 أغسطس 1939.

وكان محمد محمود باشا أول رئيس حكومة في مصر، يعطّل الدستور بالكامل، ويعلن أنه سوف يحكم بـ‏'"اليد القوية‏"‏. وتوفي في عام 1 فبراير 1941، بعدما قضى في سرير المرض حوالى ثمانية أشهر.


أهم المعالم

جغرافياً، يتفرّع شارع محمد محمود من ميدان التحرير في وسط القاهرة، وينتهي في شارع بورسعيد، ويضم مجمّع مباني الجامعة الأمريكية في القاهرة، ويتفرع منه شارع منصور، المؤدي إلى وزارة الداخلية، على بعد بضعة مترات. وتضم مباني الجامعة الأميركية الواقعة فيه قاعات المحاضرات والمكتبة، والمقر الإداري. وتقع فيه مطاعم هارديز الأميركية، والعديد من المقاهي، ومدرسة ليسيه الحرية.

الثورة المصرية

تحول شارع محمد محمود باشا إلى واحد من معالم الثورة المصرية بعد المواجهات المختلفة التي شهدها منذ اندلاع الثورة في 25 يناير 2011. منذ نوفمبر 2011 تجري المواجهات بين قوات الأمن والمحتجين على حكم المجلس العسكري، ووقعت فيه مواجهات مماثلة على مدار 18 يوماً، هي عمر الثورة، تارة بين قوات الأمن، وطورًا بين مجموعات "البلطجية".

شهد شارع محمد محمود الكثير من المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين منذ اندلاع ثورة 25 يناير، كان أولها في اليوم نفسه الذي اندلعت فيه الثورة، وأسفرت عن جرح نحو 150 شخصاً، ووفاة إثنين.

إستمرت الموجهات لمدة ثلاثة أيام حتى يوم جمعة الغضب في 28 يناير 2011، وسقط نحو 70 قتيلاً في ذلك اليوم، لا سيما بعد إعتلاء قناصة وزارة الداخلية أسطح البنايات المطلة عليه، وخاصة الجامعة الأميركية، وأطلقوا الرصاص على المحتجين ضد نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك.

آثار المعركة في شارع محمد محمود ملتقطة 2-12-2011.
المصدر: إسلام أبو علم.

وفي 28 و29 يونيو 2011، شهد الشارع مواجهات مماثلة، حيث اندلعت إحتجاجات واسعة بين قوات الأمن والمحتجين على أثر إستخدام الشرطة العنف ضد مجموعة من أسر القتلى والمصابين، أثناء إحتفال أقيم في مسرح البلون في حي العجوزة القريب من ميدان التحرير، فانتفض الآلاف من الشباب للدفاع عن أسر القتلى والمصابين، ووقع شيء ما يشبه حرب الشوارع مع قوات الأمن على مدار يومين، سقط فيها نحو 1124 مصاباً، ولكن من دون سقوط وفيات.

وإتهمت لجنة تقصي الحقائق التابعة للمجلس القومي لحقوق الإنسان الشرطة بالإفراط في إستخدام القوة في تلك الأحداث، وقالت في تقريرها "تأكد استخدام الشرطة المفرط للقوة، متمثلاً في إطلاق عدد كبير من القنابل المسيلة للدموع، لا يتناسب مع إجمالي أعداد المتظاهرين، وكذلك استخدام طلقات الخرطوش على نحو أدى إلى ارتفاع عدد المصابين.

وبفحص نوعية بعض الفوارغ من القنابل المسيلة للدموع التى حصل عليها أعضاء اللجنة تبين أنها من طرازات (518، و501، و560، و350) التي تتفاوت في المدى والقوة"، مشيرة إلى "اعتقال الشرطة بعض المواطنين أثناء إسعافهم، وقد ساهم ذلك، إلى جانب استخدام الشرطة للقوة المفرطة، في إثارة المواطنين وانضمام أعداد كبيرة منهم إلى المتظاهرين".

وقعت مواجهات في الشارع نفسه، في ما سمّي بأحداث السفارة الإسرائيلية، أثناء جمعة تصحيح المسار في 9 سبتمبر 2011، ولكنها لم تكن في عنف الموجهات السابقة، لاسيما بعدما أخلت قوات الأمن الشارع، وتركته مفتوحاً أمام المتظاهرين، الذين وصلوا إلى أبواب وزارة الداخلية، وتظاهروا أمامها، بل وأسقطوا اللافتة الموضوعة على واجهتها.

معركة محمد محمود

قوات الجيش تعتلي الحاجز الخرساني الذي قاموا بإنشائه في 24 نوفمبر لسد شارع محمود محمود. المصدر: النيويورك تايمز.
الحائط الخرساني الذي بناه الجيش في شارع محمد محمود.

أثناء ثورة 25 يناير شهد شارع محمد محمود معارك طاحنة بين المتظاهرين، الذين كانوا يحاولون الوصول إلى مبنى وزارة الداخلية، وقوات الشرطة والجيش منذ 19 نوفمبر 2011، حتى 24 نوفمبر حين استولى شباب الإخوان المسلمين على مدخله من ناحية ميدان التحرير، وبعدها قامت قوات الجيش بإنشاء حاجز خرساني بعرض الشارع لمنع تقدم المتظاهرين. استشهد في تلك المعركة 41 متظاهر، وأصيب نحو 3,000 من المتظاهرين. وفيه تم تصوير قناصة الشرطة تستهدف عيون المتظاهرين، ومنهم الملازم أول محمد الشناوي، الذين تم تصوير فيديو له وهو يفتخر بأنه أصاب أحد المتظاهرين في عينه ويهنئه زميله على ذلك.

وفي 2 ديسمبر قامت تظاهرة مليونية في ميدان التحرير وفاء وتكريماً لشهداء شارع محمد محمود. ويقترح البعض تغيير اسم الشارع إلى "شارع عيون الحرية"، في إشارة إلى العشرات الذين فقدوا أبصارهم في المعركة.

مرئيات

تقرير طبي عن قتلى الفسفور الأبيض
<embed width="320" height="240" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?fid=cbb0acad1e6ca74b9aa" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/</embed>


الهامش