الإسلام في اليابان

جزء من السلسلات حول
إسلام حسب البلد

IslamicWorldNusretColpan.jpg
 ع  ن  ت

الإسلام في اليابان، عرف اليابانيون معلومات أولية عن الإسلام من جيرانهم الصنيون، فأخدوا معلوماتهم من الكتب الصينية، ومما كتبه الأوروبيون.

مسجد في طوكيو

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الإنفتاح

Shaykh Ibrahim Sawada, Imam of Ahlulbayt Islamic Center in Tokyo

جاءت دفعة جديدة بانفتاح اليابان على العالم الخارجي والإتصال بالبلاد الإسلامية:

  • في سنة 1308هـ زترت إحدى السفن الحربية التركية موانيء اليابان زيارة مجاملة ، ولكنها تحطمت قي عودتها قرب جزر اليابان ، ومات العديد من طاقمها ، فأرسلت اليابان إحدى سفنها تحمل الأحياء من الباخرة التركية إلى استنبول وكان هذا أول (اتصال إسلامي رسمي ) باليابان .
  • افتتح اليابانيون مفوضية بالقسطنطنية في أعقاب الحرب العالمية الأولي وبدأ اتصالهم بالعالم الإسلامي ، فأرسلو مبعوثاً لهم إلى جدة لتوثيق العلاقات بالعالم الإسلامي ، وعندما عقد مؤتمر اليانات يطوكيو في سنة 1326 هـ حضره مندوبون من بعض الدول الإسلامية .
  • عندما قامت الحرب بين الروس واليابانين في مستهل هذا القرن زاد اتصال اليابان بالعالم الإسلامي ، ووصل إلى اليابان العديد من المسلمين كان من بينهم (عبد الرشيد إبراهيم ) الذي طرد من روسيا بسبب نشاطة التتارية الإسلامية ، وكان صديقاً للجنرال الياباني (أكاشي ) وساعدة في الدخول إلى اليابان في سنة 1327هـ ، وكان عبد الرشيد داعية إسلامياً نشيطاً ، أسلم على يديه العديد من اليابانيون منهم (كوتارو-ياما أوكا ) وحج الاثنان معاً في سنة 1327 ، وتوفي عبد الرشيد إبراهيم سنة 1364هـ ، وزاد اتصال المسلمين باليابان بعد الحرب العالمية الأولي.
  • في سنة 1342هـ قدم إلى اليابان مسلم لاجيء طرده الماركسيون من التركستان ويدعى (محمد عبد الحي قربان) . كما قدم إلى اليابان في أعقاب وصول عبد الحي قربان 600 لآجيء من مسلمي التركستان ، وكان هذا أول (وصول جماعي للمسلمين ) إلى اليابان ، ولهذا يوجد العديد من الأتراك الذين ينتسبون إلى التركستان بوسط آسيا .
  • عرقيا : "اليابان وكوريا ومنغوليا وغالبية وسط أسيا وشرق وجنوب روسيا _الحالية_ والأتراك" من الجنس التتري "مغول".


أول مسجد في طوكيو

أسس قربان أول مسجد في طوكيو في سنة 1357هـ، والذي حضر افتتاحه المرحوم حافظ وهبة سفير المملكة في لندن مندوباً عن المرحوم الملك عبد العزيز آل سعود ، وحضر سيف الإسلام الحسين من اليمن ، ومحمود فوزي قنصل مصر في اليابان ، والذي أصبح فيما بعد وزيراً للخارجية ونائباً لرئيـس الجمهورية.وألحق بالمسجد مدرسة لتعليم القرآن، وأسره الروس في نهاية الحرب العالمية الثانية، ونفي إلى سيبريا وظل بها حتي توفي في سنة 1372هـ.

ما قبل 1900

Kobe Mosque in Kobe, Japan

في بداية عصرالنهضة اليابانية ويدعى "عصر ميجي ""MEIJI والذي بدأ عام 1868 كانت دولتان وحيدتان في آسيا هما اللتان تتمتعان بالاستقلال وهما العثمانية واليابانية ، وكلاهما تواجهان ضغوطاً من الدول الغربية ، فحرص الجانبان على إقامة علاقات ودية بينهما ، وتم تبادل الزيارات، وكانت أهمها البعثة التي أرسلها المرحوم السلطان عبد الحميد الثاني إلى اليابان على الباخرة "آل طغرل" وعلى ظهرها أكثر من ستمائة ضابط وجندي عثماني (تركوعرب وألبان وبوسنيون .... الخ) يقودهم الأمير العثمان باشا، وذلك عام 1890. وبعدأن أدت البعثة مهمتها في اليابان وقابل رئيسها الإمبراطور، عادت أدراجها، إلا أنهاوهي لا تزال على الشواطئ اليابانية وليس بعيداً عن أوساكا هب عليها إعصار شديد، أدى إلى تحطمها واستشهد أكثر من خمسمائة وخمسين شخصاً بما فيهم أخو السلطان ومعهم عثمان باشا.

هزت الحادثة الطرفين، ونقل الناجون على باخرتين يابانيتين إلى إسطنبول، ودفن الشهداء عند الموقع، وعمل متحف بجانبهم، ويحتفل اليابانيون والأتراك إلى يومنا هذاكل خمس سنوات بهذا الحادث في نفس الموقع رغم تبدل الحكومات، وهذا دليل على إخلاص اليابانيين في صداقتهم.

بعد سنة من الحادث تصدى صحفي ياباني شاب ([أوشاتارو نودا]) لجمع تبرعات من اليابان لعوائل الشهداء وذهب إلى اسطنبول عام 1891، وسلم التبرعات للسلطات العثمانية، وقابل السلطان عبد الحميد ، وأثناء إقامته في إسطنبول لقي أول مسلم إنجليزي وهو "عبد الله غليام" وهو من مدينة ليفربول، وبعد التحادث معه قبل دين الإسلام وتسمى "عبد الحليم"، كما تظهر الوثيقة العثمانية المرفقة. ويمكن اعتبار "عبد الحليم نودا" أول مسلم ياباني ، تبعه بعد ذلك يامادا الذي وصل إسطنبول عام 1893 يحمل التبرعات لعوائل الشهداء وطلب منه السلطان عبد الحميد تدريس اللغةاليابانية للضباط العثمانيين، واتخذ اسـم خليل أو عبد الخليل، فبهذا يمكن اعتباره ثاني مسلم ياباني. أما الشخص الثالث فهو أحمد أريجا Ahmad Ariga وكان مسيحياً يعمل في التجارة، زار مدينة بومبي عام 1900، ولفت نظره مسجد فيها فدخله وأسلم هناك، وعاد داعية وشارك في أحد ترجمات القرآن الكريم لليابانية ، وفي هذه المرحلة سكن تجار مسلمون من الهند في كل من طوكيو ويوكوهاما وكوبي ، وبهذا يعتبرون أول جالية إسلامية تقيم في اليابان.

انتشار الإسلام في اليابان

بعد الحرب اليابانية الروسية نشرت أنباء عالمية عن اهتمام اليابان بالإسلام والعالم الإسلامي،مما حفز المسلمين في كل مكان على القيام بنشر الإسلام في اليابان ، فقد ذكر العقاد أن ضباطاً مصريين بهرتهم انتصارات اليابان على روسيا فتطوعوا في الجيش الياباني وتزوجوا يابانيات، وخلفوا، منهم من عاد إلى مصر ومنهم من بقي .

كما زار الداعية الهندي سر فراز حسين اليابان في أواخر عام 1905 وأوائل [1906] وألقى محاضرات عن الإسلام في ناغاساكي وطوكيو ، وأقيم أول مسجد في أوساكا للأسرى المسلمين الروس بعدالحرب التي ذكرناها وذلك عام 1905.

كما نشرت الأخبار في العالم الإسلامي أن مؤتمراً يعقد في طوكيو عام 1906 يقارن فيه اليابانيون بين مختلف الأديان لاختيارالدين الصحيح، هكذا وصلت الأخبار المبالغ فيها، فتحمس المسلمون في كل مكان لحضورالمؤتمر، وذكر السيد على أحمد الجرجاوي وهو محامي شرعي أزهري أنه ذهب لحضور المؤتمر، وألف كتاباً عام 1907 أسماه "الرحلة اليابانية" ادعى أنه ومعه داعية صيني يُدعى سليمان الصيني وروسي يدعى مخلص محمود وهندي اسمه حسين عبد المنعم، كونوا جمعية في طوكيو للدعوة الإسلامية، وأسلم على أيديهم اثنا عشر ألف يابانياً.

وازدهر انتشار الإسلام بين اليابانين في أعقاب الحرب العالمية الثانية، فبعودة الجنود اليابانين من البلاد الإسلامية في جنوب شرقي آسيا، برزت خطوة جديدة زادت من انتشار الإسلام فقد اعتنق بعض هؤلاء الجنود الإسلام أثناء وجودهم في تلك البلاد ومنهم (عمر بوكينا )، وهناك جهود فردية مثل ماقام به (الحاج عمر ميتان )وقد اعتنق الإسلام أثناء وجوده في بكين، وعاد إلى اليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وذهب إلى الباكستان، ثم لإلى مكة المكرمة، وعاد منها في سنة 1385هـ بعد أن زاد تعمقة في الإسلام ونشط الحاج عمر في الدعوة الإسلامية، وأسس الجمعية الإسلامية في سنة 1380هـ، وهاجر عدد من مسلمي الصين إلى اليابان بعد استيلاء الشيوعيين على حكم الصين ، ومنذ عام 1386هـ - 1956 م بدأت وفود جماعة التبليغ تتردد على اليابان قادمة من الهند والباكستان وهناك نشاط ملحوظ في نشر الدعوة تقوم به جمعية الطلبة المسلمين. وزادن مجهودات اليابانين أنفسهم في الدعوة، وهناك عدد من المسلمين اليابانين تحملوا مسؤلية الدعوة، ومن أنشط المسلمين طبيب ياباني اسمه (شوقي فوتاكي ) افتتح مستشفي خاص وأسلم على يدية الآلاف وساعدته في ذلك جمعية تعاونية إسلامية، ساعدت في إقامة المستشفي في قلب مدينة طوكيو، كما أسلم تاجر لحوم في مدينة ساكو وأصبح يزود المسلمين بحاجنهم من اللحوم المذبوحة بالطريقة الإسلامية، وقد ازداد اتساع الإسلام في السنوات الإخيرة ويقدر عددهم ب 75ألفاً ، المناخ مناسب للدعوة فالدستور الياباني ينص على عدم التدخل في المعتقدات الدينية، وينتشر المسلمون اليابانيون في مناطق طوكيو، وفي منطقة كَنْسَاي، وأُوساكا، وكوبي، وكِيُوتُو، وفي نَاجويا، وفي جزيرة هُوكَّايْدو، ومنطقة سِنْدَاي، وشِيزُوكَا، وهِيروشيما، وتبذل الهيئات الإسلامية في المملكة العربية السعودية جهوداً في سبيل نشر الدعوة الإسلامية، ودعمها ماديا وثقافياً، وقد زارت اليابان وفود عديدة من المملكة العربية السعودية. كما زار اليابان محمد بركة الله من بهوبال في الهند ، وهو أول من علم الأردية في جامعة اللغات الأجنبية في طوكيو وأصدر لثلاث سـنوات مجلة الأخوة الإسلامية ISLAMIC FRATERNITY مابين 1910-1912.

وأسلم علي يديه عدد من اليابانيين، ومن الضباط الذين ذكرهم العقاد أحمد فضلي الذي أقام في اليابان وتزوج يابانية عام 1908 ولقي عبد الرشيد إبراهيم وتعاون معه، كما تعاون مع بركةالله لستة شهور في إصدار المجلة ثم تركه، وألف فضلي كتاب "سر تقدم اليابان" عام 1911 عربية، كما ترجم من اليابانية كتاب "النفس اليابانية" التي توضح الشخصيةاليابانية، وزار جامعة واسيدا بصحبة عبد الرشيد ، وترجم له محاضرة عن الإسلام بالجامعة لثلاث ساعات ..

وذكر عبد الرشيد أن في جامعة واسيدا حوالي الألف صيني من بينهم تسع وثلاثون مسلمون ، وهم الذين أصدروا صحيفة إسلامية باللغة الصينية عنوانها" الاستيقاظ الإسلامي" هكذا كتبوا العنوان بالعربية. كما أصدر حسن هاتانو الذي أسلم على يد بركة الله مجلة شهرية مصورة باللغة الإنجليزية أسماها أيضاً " الأخوةالإسلامية " واسمها بالإنجليزيةIslamic Brotherhood وذلك في عام 1918، كما أنه أصـدر في عام 1911 مجـلة Islam باليابانيةوالإنجليزية، وأدى الحج أول ياباني عام 1909 عمر ياما أوكا ، فقد صاحب عبد الرشيد إبراهيم إلى الديار المقدسة ثم إلى إسطنبول.

ونشرت مجلة العالم الإسلامي بالفرنسية عام 1911 خبراً عن إسلام شخصين يابانيين مقيمين في الصين، وعزمهما على نشر الإسلام في اليابان بعد عودتهما إلى بلدهما.

( 1900- 1920 )

زار اليابان مبعوث للسلطان عبد الحميد يدعى "محمد علي" في عام 1902 وذكرت الوثائق أنه كان يخطط لإقامة مسجد في يوكوهاما. كما زار اليابان الضابط برتوباشا، مبعوث السلطان عبد الحميد لمراقبة الحرب اليابانية الروسـية (1904-1905) وأقام سنتين، وقابل الإمبراطور وألف كتاباً من جزأين باللغة التركية.

العشرينات : 1920-1930

تمام اليابان بالعالم الإسلامي لأغراض متعددة، توسعية، اقتصادية، ثقافية، كما تمت ترجمات لمعاني القرآن الكريم ، وشكلت الجمعيات ، وألفت الكتب الإسلامية الاستشراقية.

وبدأ المهاجرون من المسلمين التتار يفدون اليابان فراراً من الحكم الشيوعي في روسيا، واستقر أكثرهم في طوكيو وناغويا وكوبي ، كما أدى ثاني مسلم ياباني فريضة الحج وهو المرحوم نور أبي تاناكا IPPEI TANAKA الذي أسـلم في الصين ، كما أسلم في الصين المرحوم عمر ميتا مترجم معاني القرآن الكريم ، زار عمر ياما أوكا مصر ، وذهب إلى الأزهر عام 1924 وله صورة تذكارية بالزي الأزهري، يعلو وجهه النور ، وكأنه أحد علماء إندونيسيا وماليزيا.

الثلاثينات 1930 – 1940

برز اسم "عبد الحي قربان علي" كزعيم ديني للمسـلمين التتار ، وأصدر مجلة باللغة التتارية "جابان مخبري" توزع في داخل اليابان وخارجه، وأنشأ مطبعة بالحروف العربية طبع فيها الكتب الإسلامية باللغة التتارية،وطبع القرآن الكريم الذي كان قد طبع في مدينة قازان قبل الحكم الشيوعي ، وقوى علاقاته بالسلطات اليابانية.

عاد ثانية إلى اليابان عام 1933 الداعية عبد الرشيد إبراهيم وتعاون مع قربان علي في قيادة الجالية الإسلامية حيث أصبح الضباط الشباب الذين أسلموا على يديه في زيارته الأولى أصبحوا هم الذين يتولون سياسة البلد.

كما جاءت شخصية هندية لامعة لليابان وهو "نور الحسن برلاس" الذي تولى كرسي اللغة الأردية في جامعةاللغات الأجنبية منذ عام 1932 إلى عام 1949، وكان له نشاط مع المسلمين وكتب الكثيرعن الإسلام في اليابان باللغة الأردية ، ترجمها كاتب هذه السطور للعربية ، وقابلت ابنهفي كراتشي عام 1997 وأحفاده في كراتشي وإسلام آباد والرياض.

وزار اليابان كذلك الداعية العالم الهندي "عليم الله صديقي" وألقى محاضرات عن الإسلام في طوكيو، وهو من أوائل الرحالة والدعاة العالميين الذين أنشئوا مراكز وزاروا أقطار الدنيا،وترك أثراً في كل بلد، وقد ألقا خطاباً في فندق الأوريون في جينـزا GINZA بقلب طوكيو عام 1936 عن مكانة المرأة في الإسـلام ، وقد أسس في هذه الفترةمسجد كوبيعام 1935 من قبل المسلمين الهنود وساهم المرحوم فيروز بأكبر قسط من المال ، وقابلت ابنه في دلهي عام 1995 وقبلت رأسه احتراما لوالده.

كما بنى المسلمون التتار مسجداًفي مدينة ناجويا بنفس الفترة ، واهتمت اليابان بتركستان الشرقية ( التي هي جزء من الصين ) واستدعت زعماء المسلمين هناك والطلبة لليابان ، ومنهم أمين إسلامي الذي أصبح إماماً لمسجد طوكيو من 1938 إلى 1953، وهاجر بعدها للملكة في الطائف ثم جدة ، وعمل في الإذاعة ووزارة الحج وأبناؤه في جدة.

كما برز في هذه الفترة وأسلم المرحوم مصطفى كومورا ، وكان له دور مع مسلمي تركستان الشرقية ويوننان في الصين ، وبعد الحرب شكل جمعيتين إسلاميتين معترف بهما رسمياً ، وبهذا يعتبر أشطر وأول اليابانيين المسلمين في التسجيل الرسمي ، والذي يعتبر أصعب شيء في اليابان ، وأرسل عشرات الطلبةإلى باكستان وماليزيا ثم المملكة، وشارك عمر ميتا في ترجمة معاني القرآن الكريم في مكة المكرمة ، وألف موسوعة ضخمة عن تاريخ الإسلام في اليابان باللغة اليابانية ترجمت للإنجليزية.

وفي هذه الفترة بدأ سيل من المسلمين اليابانيين الذهاب لأداء فريضة الحج في سنوات متتالية ، حظي أبرزهم المرحومصالح سوزوكي بمقابلة المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود ، حيث كان يعطي اهتماما كبيراً للحجاج اليابانيين.

وجاء اليابان التاجر اللبناني الأديب عبدالرحمن قليلات قادماً من البرازيل ومعه عائلته، وله إسهامات مع المسلمين في اليابان، كما سكنت اليابان عائلة الدبس وكبيرهم المرحوم عبد الهادي الدبس، وهم تجاركبار من سوريا، وإن ابن عمه السيد فؤاد الدبس متعه الله بكامل الصحة والعافية،الذي يقيم في كوبي، وله ولآل الدبس أيادي بيضاء في دعم الوجود الإسـلامي فياليابان.

الأربعينات 1940- 1950

وصل اليابان عام 1941 الشيخ عبد الله طوغاي مبعوث الأزهر إلى اليابان ، وبقى ستة أشهر فقط حيث عاد إلى مصر بسبب انضمام مصر إلى الحلفاء ضد المحور أثناء الحرب العالمية الثانية، وتعلم العربية عليه الأستاذ عمر هاياشي.

ومع عبد الله طوغاي تواجد في اليابانمحمد كامل طبارة تاجر الأسهم اللبناني، وهو الذي فك الرموز والكتابات التي تمتلكها قبائل العَينو ، وهم سكان اليابان الأصليين. فهذه الكتابات عجز عن فكها فطاحلة علوم الألسن والأجناس اليابانيون ، وأعلن طبارة ترجمتها في مؤتمر صحفي كبير في طوكيو عقد في حينه.

دخلت اليابان الحرب واحتلت أجزاء من آسيا، واحتك اليابانيون بمسلمي الصين وماليزيا واندونيسيا والفلبين وبورما ، وظهرت أسماء "عمر يوكيبا" ، وهو موجود بالندوة هذه ، حيث أسلم في ماليزيا، والمرحوم عبد المنير واطانابا أسلم في إندونيسيا ، والمرحوم صادق إيمازومي، والمرحوم فاروق ناغاسي وسودا وماتسوباياشي وغيرهم.

توفي رائد الدعوة الإسلاميةفي اليابان عبد الرشيد إبراهيم عام 1944 وهو دفين مقبرة المسلمين في "مقبرة تاما" بضواحي طوكيو. وخسرت اليابان الحرب وعاد ثلاثة ملايين ياباني ومن بينهم الذين أسلموا في آسيا. رجع نور الحسن برلاس عام 1949 وباع طوابع قديمة ليقطع تذكرة له ولزوجته ليعود إلى باكستان ، وقابلت ابنه عام 1997 كما قلت في كراتشي ، ويبلغ من العمر 82 عاماً وكان قد درس في يوكوهاما.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الخمسينات 1950 – 1960

Islam was thought to have first come to Japan in the early 1900s when Muslim Tatars

  • اجتمع المسلمون اليابانيون، عمر ميتا، صادق إيمازومي، عبد المنير واطانابا، عمر يوكييا،عمر ياما أوك، مصطفى كومورا .. الخ ، وشكلوا أول جمعية للمسلمين اليابانيين عام 1953.
  • بدأت طلائع جماعة الدعوة والتبليـغ ترد اليابان من باكستان، ما بين 1956 - 1960 فأول بعثة لهم كانت عام 1956 (بقي شبير أحمد الوحيد من بينهم على قيد الحياة وقابلته قبل بضعة شهور في رايوند بلاهور).

لقد زاروا اليابان أربع مرات،رافقتهم في المرة الرابعـة عام 1960. لقد أحيوا المســلمين القدماء بروح الدعوة )عمر ميتا ومصطفى كومورا) وأدخلوا جدداً في الإسلام ، عبد الكريم سايتو رحمه الله،خالد كيبا، والدكتور عمر كاواباتا وزكريا ناكاياما وعلي موريوأمين ياماموتو (والأربعة الآخرون رحمهم الله من أكبر الدعاة إلى الله في جزيرةشكوكو رابع جزيرة في اليابان وهم من جماعة خالد كيبا). كما أسلم على يد صادق إيمازومي كل من رمضان إيسـوزاكي وزبير سوزوكي وصديق ناكاياما ويوسف إيموري.

  • برز في هذه الفترة رائد عملاق وهو المرحوم عبد الرشيدأرشد وهو مهندس باكستاني من التبليغ وحافظ للقرآن الكريم وداعية من الطراز الأول،زار اليابان في بعثة تدريبية على حساب الحكومة اليابانية عام 1959 والتحق بالبعثةالتبليغية الثالثة ،
  • أشرف عبد الرشيد أرشد في أوائل الستينات على مد الخطوط التلفونية بين مكة والمدينة وفي عام 1961 بدأ عمر ميتا يترجم معاني القرآن الكريم، فاتصل وهو مقيم بمكة المكرمة بالرابطة أول تأسيسها فاستدعت عمر ميتا وبعدها مصطفى كومورا ، وترجم ثلاثتهم سوية معاني القرآن الكريم لليابانية، وتوفى عبد الرشيد بحادث سيارة بين المدينة ومكة عام 1964 أو أوائل 1965،وكان معه مصطفى كومورا وعمر ميتا.
  • ممن أسلم في هذه الفترة عملاق ياباني آخر ورائد كبير في مسيرةالدعوة الإسلامية في اليابان ، وهو المرحوم البروفسور عبد الكريم سايتو، أسلم على يد أهل التبليغ وعمل أستاذاً في جامعة تاكشوكو Takushoku وأسلم على يديه عشرات من الشباب اليابانيين.

أرسلناهم سوية في الستينات للأزهر وفي السبعينات للمملكةالعربية السعودية، وهم الآن يتولون تعليم اللغة العربية في الجامعات اليابانيةوالعمل في كبرى الشركات، ومنهم من يتولى إدارة جمعية مسلمي اليابان الآن مثل الأستاذ خالد هيكوجي Higuch رئيس الجمعية والأستاذ أمين توكوماتسو والأستاذ يحيى إيندو.

الستينات 19601970

  • وصل اليابان الطلاب المسلمون الأجانب،باكستانيون، عرب وأتراك، وأعداد كبيرة من إندونيسيا،وشكلا أول جمعية للطلبة المسلمين في اليابان في أوائل عام 1961 ومن إدارتها د. زحلمن إندونيسيا (الآن بروفسور في جامعة جاكرتا الوطنية ووزير سابق ، وجمع مبلغاً محترماً للمساعدة في إعادة بناء مسجد طوكيو المركزي )، مظفر أوزي (تركي) أحمدسوزوكي (ياباني أزهري يمثل الجيل الثاني حيث إن والده مسلم وخاله مسلم) وعبد الرحمنصديقي (باكستاني) وصالح السـامرائي (عربي).
  • شكل الطلبة المسلمون مجلس مشترك للدعوة مع جمعية مسلمي اليابان (عمر ميتا، عبد المنير واطنابا، وعبد الكريمسايتو) من الجانب الياباني و (عبد الرحمن صديقي ومظفر أوزي وصالح السامرائي من جانبالطلبة) ومن النشاطات التي قام بها المجلس:

1ـ أصدر كتيبات عن الإسلام من تأليف عمر ميتا ، وترجم ونشر كتاب ما هو الإسلام للمودودي. 2ـ ساعد الأخ فاروق ناغاسيب إصدار جريدة صوت الإسلام في اليابان. 3ـ أرسل الشباب اليابانيين للدراسة فيالأزهر ، وقبل إرسالهم عمل لهم دورات مكثفة. 4ـ والى شؤون الدعوة في أنحاء اليابانبعد أن انقطع أهل التبليغ. . 5ـ اشترى المجلس أول مقبرة للمسلمين في إينـزان بتبرع من المملكة العربية السعودية والكويت ، ومن خالص أموال المرحوم عبد الكري مسايتو (سجلت المقبرة فيما بعد باسم جمعية مسلمي اليابان ، وعلى أساسها حصلت الجمعيةعلى التسجيل الرسمي في محافظة ياماناشي المجاورة لطوكيو). 6ـ قدم المجلس البروفيسور عبد الكريم سايتو للعالم الإسلامي ، فأول ما زار العراقثم مصر ثم المملكةالعربية السعودية ، وبعدها الكثير من البلدان الإسلامية. 7ـ فتح المجلس أول مركزإسلامي في طوكو شيما بجزيرة شكوكو عام 1965 ، ولم يستمر إلا لسنة واحدة. 8ـ فتح أولمركز إسلامي في طوكيو عام 1965 بدعم من أول سفير لدولة الكويت الشقيقة (الأستاذالصنيع وعلمت أنه ذهب إلى ربه. واستمر المركز لسنة تقريباً، وأغلق لأن السفير انتقل من اليابان وانقطع الدعم. 9- سعادة الأستاذ المنقورسفير المملكة العربية السعودية في طوكيو ومعه الأستاذ محمد بشير كردي، والأستاذ صلاح الحسيني (وهو نجل المرحوم حاج أمين الحسيني مفتي فلسطين) في سفارة المملكة بطوكيو كانوا يدعمون نشاطنا، والأستاذ المنقور كان يدفع لنا في كل مناسبة مبلغاً محترماً للقيام بالنشاطات المختلفة. 10- الإخوة الإندونيسيون كان لهم مقر ضخم في قلب طوكيو وقرب مسجدها المركزي،وكنا نحيي فيه المناسبات الإسلامية وخصوصاً عيد الفطر المبارك، حيث يعملون حفلة ضخمه فيها لذيذ الطعام يسمونها "الحلال بالحلال" يأتيها المسلمون وكبار المسئولين اليابانيين ، وحتى أعضاء البرلمان فكانت تظاهرة إسلامية كبيرة. 11- في الثلث الأخير من هذه الفترة وبعد أن عاد أكثر الطلبة إلى بلدانهم وقل نشاطهم جاء إلى اليابان عملاق آخر وداعية قل نظيره، هو "سيد جميل" المحاسب القانوني الأول في حكومة باكسـتان Chief Accountant ورئيـس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بكراجي ، لقد تابع مابدأ به الآخرون ووسع. كما نشر بعض الرسائل باللغة اليابانية وشمل نشاطه كورياأيضاً. 12- وجاء إلى اليابان أستاذ مصري قدير هو المرحوم علي حسن السمني حيث علم اللغة العربية في جامعة اللغات الأجنبية والمعاهد اليابانية الأخرى من 1963 - 1978 وتخرج عليه المئات من اليابانيين، وراجعه كبار الأساتذة واستفادوا منه، وأنعمعليه إمبراطور اليابان السابق بوسام رفيع تقديراً لخدماته في حقل الثقافة العربيةالإسلامية. وكان يجلس في السبعينات في مسجد طوكيو بعد عصر كل يوم أحد ومعه المرحوم عبد الكريم سايتو وكاتب هذه السطور لاستقبال من يسأل عن الإسلام من اليابانيين. 13- كما لا ننسى إمامي المسجد المركزي في طوكيو مفتاح الدين وعينان صفا تغمدهما الله برحمته وكذلك السيد كلكي إمام مسجد كوبي رحمه الله ، وهم منالتتار المهاجرين حيث كانت لهم خدمات جلية للجالية الإسلامية. 14- ونود أننؤكد أنه في هذه المرحلة كان الدعم المادي الرئيسي للنشاطات العامة التي يقوم بهاالمجلس الإسلامي المشترك كان من الكويت الشقيق، وكان الواسطة في ذلك الأستاذ عبدالله العقيل والمرحوم عبد الرحمن الدوسري، حيث كانا يجمعان لنا التبرعات من أهلالخير وعلى رأسهم المرحوم عبد الرزاق الصالح المطوع القناعي والشيخ عبد الله العليالمطوع وغيرهم، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

في السبعينات 19801970

  • في عام 1970م زار المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز اليابان والتقى بوفد من المسلمين في اليابان ومعهم وفد من مسلمي كوريا، وتقدم الدكتور عبد الباسط السباعي رئيس جمعية الطلبة المسلمين في اليابان في ذلك الحين بطلب للملك فيصل يرجو ابتعاث الدكتور صالح السامرائي الأستاذ بجامعة الرياض ليساعدفي الدعوة الإسلامية في اليابان، فاستجاب رحمه الله لهذا الطلب في عام 1973 م.
  • رعى المرحوم الملك فيصل ترجمة معاني القرآن الكريم لليابانية الذي قام بها عمر ميتا ، ورصد الأموال في سفارةالمملكة بطوكيو لتصرف كلما نفذت الطبعة ، وذكر عمر ميتا في المقدمة أن السيد أحمدسوزوكي والدكتور صالح السامرائي ساعداه في المراجعة الأخيرة بالرياض صيف 1970 .
  • في السنتين الأوليتين استمر سيد جميل يقود العمل الإسلامي في اليابانوكوريا.
  • في عام 1973 أرسل الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود للدعوة الإسلامية في اليابان ومعه ستة آخرون خالد كيبا (ياباني)وأسعد قربان علي (ابن مؤسس مسجد طوكيو المرحوم عبد الحي قربان علي) وعبد الباسط السباعي (مصري) وعلي الزعبي (سوري) وعبد الرحمن صديقي (باكستاني) وموسى محمد عمر(سوداني) وهم ممن درس في جامعات اليابان ، ولهم سابقة بالعمل الإسلامي فيها.

أسس هذاالفريق أول مركز إسلامي متكامل في اليابان بالتعاون مع آخرين يابانيين ومقيمين من أمثال عمر ميتا مترجم معاني القرآن الكريم لليابانية ، وعبد الكريم سايتو ومصطفى كومورا ، وتميم دار محيط ، وعبد المنير واطانابا ، وعمر دراز خان ، وعلى حسن السمني ، ومطلوبعلي ، وعينان صفا.

  • كان دور الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ ـ رحمه الله ـ فقد كان الساعد الأيمن للمرحوم الملك فيصل في هذا الأمر ، ووالى دعم نشاط المركز الإسلامي والدعوة الإسلامية في اليابان، وكذلك جهود المرحوم الشيخ عبد العزيز بن باز، وهذان الرجلان عملاقان في الدعوة الإسلامية.
  • جاء تشكيل المركز فيفترة هامة مرت بها اليابان وهي أزمة البترول لعام 1973 وما بعدها فبدأ اليابانيون يهتمون بالإسلام، حيث إن أكثر الدول المصدرة للبترول إن لم تكن جميعها هي دول إسلامية.

وكان تأسيس هذا المركز تحقيقا لحلم كل من اهتم بالدعوة الإسلامية في اليابان منذ مائة عام حيث كل من قرأنا لكتاباتهم من الذين زاروا اليابان وعملوا فيالدعوة من أمثال عبد الرشيد إبراهيم وبركة الله ونور الحسن برلاس وغيرهم كانوا يتمنون إقامة مركز إسلامي يقوم بالدعوة ويعمل به يابانيون ومن لهم معرفة باللغة اليابانية، ويصدر كتبا باللغة اليابانية ويقدم الإسلام للشعب الياباني. 1 ـ بدأ يفد إلى المركز الإسلامي الآحاد والعشرات بل المئات من اليابانيين ودخلوا في الإسـلامأفواجاً.

2 ـ قام المركز بإصدار أعداد كبيرة من الكتب والكتيبات عن الإسلامباللغة اليابانية ، وأصدر مجلة السلام باللغة اليابانية.

3 ـ غطى البلاد من أقصىالشمال إلى الجنوب بالنشاط الدعوي ووصل الإسلام لأول مرة جزيرة هوكايدو في أقصىالشمال ، وفتح الفروع في مدن عدة.

4 ـ أرسل الطلبة إلى المملكة العربية السعوديةومصر للدراسات الإسلامية.

5 ـ أسس أول مجلس للتنسيق بين الجمعيات الإسلامية، وعددها حينذاك اثنا عشر تضم التجمعات الإسلامية اليابانية في عدة مدن والجاليةالإندونيسية وجمعية الطلبة المسلمين ، وذلك في عام 1976.

6 ـ كما عملت في عام 1977 أول ندوة عن الشريعة الإسلامية أقامها المركز بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي وجامعة شو أو CHUO وكان محركها الأستاذ خالد كيبا ، وحضرها عم الإمبراطور الحاليوأعضاء المحكمة العليا وثلاثمائة من أئمة القانون في اليابان ، وحضرها المرحوم محمدعلي الحركان أمين عام رابطة العالم الإسلامي ، واسـتمرت لثلاثة أيام ، ونشرت وقائعهاباللغات العربية واليابانية والإنجليزية، وكان من نتيجة هذه الندوة أن عملت دراساتمستمرة حتى يومنا هذا عن الشريعة الإسلامية في اليابان.

7 ـ كما عقدت ندوات ثقافية حضرها الآلاف في طوكيو والمدن الأخرى برعاية كبريات الصحف اليابانية التي تصدر الملايين لكل صحيفة بالتعاون بين المركز الإسلامي وجامعة الرياض حيث حضرها معالي الدكتور عبد العزيز الفدا وسعادة الدكتور توفيق الشاوي.

8 ـ نظم رحلات إلى الحج أولها عام 1976 واستمرت سنوياً بدعم سخي من سموالأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود نائب وزير الداخلية ، واسـتضافة كريمة من رابطةالعالم الإسلامي، كما أشرف على أكبر بعثة حج لثلاثة وأربعين مسلماً ومسلمة يابانيينقاموا بها بخالص أموالهم بقيادة الداعية الياباني الحاج محمد ساوادا، وأرسل المركز معهم الأستاذ نعمة الله ، والأستاذ عبد الرحمن صديقي. كما شارك في إعداد أكبر تجمعآخر للحج بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين في حج عام 1420. وإن آخر بعثة نظمهاالمركز لحج 1421 هي بدعم سخي واستضافة كاملة من سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بنعبد العزيز آل سعود فجزي الله الجميع خير الجزاء ، وأخلف عليهم بالخير.

9 ـ وفي زيارة للمركز قام بها معالي المرحوم حسن آل الشيخ عام 1975 طلب المركز من معاليه إقامة معهد عربي إسلامي في طوكيو ؛ ليكون مرجعية إسلامية في اليابان ، ويعلم اللغةالعربية والثقافة الإسلامية للشعب الياباني ، فأحال الأمر إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وتولى معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي المهمة فأنشأ هذا الصرح الشامخ ، ونهل آلاف اليابانيين منه الثقافة الإسلامية واللغةالعربية وأسلم العديد.

كما تنازل سمو الأمير سعود الفيصل عن مقر سفارة خادم الحرمين الشريفين في طوكيو وأرضها ليبنى عليه هذا الصرح الذي نحتفل بافتتاحه ، حيث إن خادم الحرمين الشريفين الملكفهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ومتعه بوافر الصحة والعافية دعم البناء الحالي بعشرة ملايين دولار ، وجهزه ومول تسييره بأكثر من مليون دولار.

10ـ كنا نعد المسلمين اليابانيين قبل هذه الفترة ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف، وبدأنا فيها نعد المسلمين بعشرات الآلاف، وانتشر الوعي الإسلامي لدى الشعب الياباني، فبعد أن كان الدين الإسلامي يدعى كاي كيو KaiKyo أصبح يدعى إسرام Isram،لعدم وجود حرف اللام باللغة اليابانية ، ويستبدلونها بالراء.

  • في آخر هذه الفترة، رجع الداعية المرحوم سيد جميل ثانية إلى اليابان ، وأدى آخر أعمالهالجليلة في المنطقة ، ورافقه فيها عملاق آخر هو الشيخ نعمة الله الذي لا يزال فيقمة النشاط الدعوي في اليابان حتى يومنا هذا.
  • كان الدعم الرئيسي المادي والأدبي والثقافي للنشاطات الإسلامية في اليابان خلال هذه المرحلة والمراحل التيبعدها يأتي أولاً من المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً ومن رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة ، كما كان الدعم يأتي من دولة قطر ودولة الإمارات العربيةالمتحدة والكويت وسلطنة عمان ، وكذلك من جمهورية مصر العربية ممثلة في أزهرها العتيد وليبيا بالدعاة الذين أرسلتهم.

والأستاذ حمد الهاجري أول سفير لدولة قطر الشقيقة في اليابان ، حيث قدم لنا أول دعم مادي في أول مرحلة من تأسيس المركز، والمرحوم الشيخ عبد الله الأنصاري رئيس المحاكم الشرعية في قطر ، وكذلك المرحوم عبد العزيز المبارك رئيس المحاكم الشرعية في الإمارات العربية المتحدة والمرحوم عبد الله المحمود في الشارقة لدعمهم النشاطات الإسلامية فياليابان.

الثمانينات والتسعينات 1980 -2001

  • في أوائل الثمانينات تبرع الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود بأرض من أجل إقامة مقر شامخ للمركز الإسلامي، ورعى الأميران الكريمان نايف بن عبد العزيز وأحمد بن عبدالعزيز تشييد البناء ، وبذلك أصبح المركز الإسلامي معلماً إسلامياً يقصده الأساتذةوالطلبة والصحافيون والتلفزيون وعامة الناس، منهم من يعلن إسلامه ، ومنهم من يستعلمعن الإسلام ، ولا يزال هذا المقر يؤدي دوره بتطور وتحسن مستمر. .
  • زارالمركز سمو الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود عام 1985 وسمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود عام 1986 وقدما الدعم المادي والأدبي لنشاطاته.
  • إن أكبر تطور في تاريخ الوجود الإسـلامي في اليابان بدأ من أواسط الثمانينات حتى الآن، ألا وهو هجرة أعداد كبيرة من المسلمين إلى اليابان بعد أول هجرة للمسلمين التتار، إن أكثرهم من إندونيسيا وباكستان وبنغلادش والهند وسريلانكاوإيران وأفغانستان ثم من الأفارقة والأتراك ويليهم العرب ، لقد جاء الجميع إلى اليابان طلباً للرزق فتزوجوا اليابانيات بعد إسلامهن ، وحصلوا على الإقامة الدائمة، ومنهم من حصل على الجنسية وأبناؤهم يابانيون بالولادة ، فأبناء اليابانية هم يابانيون.

لقد بنى هؤلاء المساجد والمصليات ، وأقاموا محلات بيع المواد الغذائيةالحلال ، وفتحوا مطاعم الحلال ، وعمروا المساجد بالصلاة ، وأصبحت مقراتهم ومساجدهم محلاتلقاء وتربية للمسلمين الجدد من اليابانيين.

  • في عام 1986 هدم مسجد طوكيو وسط دموع المسلمين وكان الهدف هو إعادة بنائه في نفس الموقع ، إلا أن صعوبات جمةوعراقيل وضعت أمام ذلك ، وبعد جهود متواصلة من قبل المركز الإسلامي ومن قبل المحبين للإسلام في داخل تركيا الشقيقة وخارجها، أعيد بناء المسجد في وسط عام 2000 صرحاًشامخاً جميلاً وعلى الطراز العثماني ، وأصبح مقصداً لجميع اليابانيين يزورونه، ويتعرفون على الإسلام بواسطته ، وقد أشرفت رئاسة الشؤون الدينية في تركيا على البناءتقريباً، وقام المسلمون في اليابان وخارجها بجمع ثلث كلفة البناء تقريباً، تولىمركزنا الإسلامي جمع أكثرها.

وتتولى رئاسة الشؤون الدينية مأجورة إدارة المسجد إماماً ومؤذناً وإدامة.

  • تم بناء ملحق بمسجد كوبي العريق يتخذ مركزاً إسلامياً ثقافياً في جنوب غرب اليابان ، وتولى أكثر الصرف على بنائه عائلة الدبسوممثلهم في كوبي الأستاذ فؤاد الدبس، وهو صرح إسلامي آخر في ذلك الجزء من اليابانيؤدي دوره الإسلامي بكل كفاءة.
  • في ناغويا تم بناء مسجد جميل، عوض اللهبه عن المسجد القديم الذي دمرته قنابل الحرب العالمية الثانية، وتولى تأسيسه التاجر الباكستاني المفضال الأستاذ عبد الوهاب قريشي ، وافتتحه معالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس إدارة الحرمين الشريفين ، وأصبح هذا المسجد ملتقى لمسلمي المنطقة،على سعتها، للعبادة والتعلم ، وأقام هذا الأخ مدرسة قريبة منه لتعليم أولاد المسـلمين.
  • أما الأخوة الباكستانيون والبنغلادشيون والأفارقة فمساجدهم لا تعد ولا تحصى، فمن مسجد إيجي نيواري الذي بناه أهل التبليغ وسلسلة مساجدهم الأخرى إلى مساجد الحلقة الإسلامية من أتباع الجماعةالإسلامية في باكستان ، ومسجد أوتسوكا الذي حظي بتبرع كريم من صاحب السمو الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ، وافتتحه فضيلة الدكتور عمر بن عبد الله السبيل إمام الحرم المكي الشريف، ومسجد تودا الذي كان مصنعاً، ومسجد إيساساكي ، ومسجد الأخوةالأفارقة وغيرها.

كما حظي الأخوة في جمعية مسلمي اليابان بتبرع كريم من سموالأمير عبد الله بن عبد العزيز مكنهم من شراء مقر جديد لهم.

  • إن هدم مسجدطوكيو في عام 1986 حدث، فرغم الحزن الذي عم المسلمين والحيرة والتفرق بعد أن كان يجمعهم هذا المسجد، هيأ الله سبحانه وتعالى بدائل وشجع المسلمين الذين تزايدت أعدادهم على إقامة المساجد والمصليات، وكان أول بديل هوالمعهد العربي الإسلامي بمقره القديم والجديد ، حيث قام بالدور الرئيسي في استيعاب المصلين في الأوقات الخمسة والأعياد ، فجزي الله القائمين عليه خير الجزاء .

كما إن الأخوة الإندونيسيون استوعبوا أعداداً كبيرة من المصلين في مصلى سفارتهم ومصلى مدرستهم، وكذلك الأخوة في سفارتي إيران وماليزيا، إن جماعة الدعوة والتبليغ هم أول من كسر حاجز إقامة مساجد جديدة ، وأعقبهم بقية المسلمين في شراء وتأجير المصليات. والمركز الإسلامي يتحمل نصف أجرة المصليات في المناطق التي يتواجد فيها الطلبة ويقلفيها التجار المسلمون، وذلك من أقصى شمال اليابان إلى جنوبه. ومن أحدث المساجد التي أقامها المسلمون مسجد في مدينة أيبينا Ebina في محافظة Kanagawa التي تعتبر يوكوهاما مركزها ولا تبعد كثيراً عن طوكيو. إن المسجد كلف مليون دولار ، ولم يجمع المسلمون قرشاً خارج محافظتهم. أما آخر صرح للدعوة الإسلامية فهو المسجدالذي تبرع ببنائه مأجوراً سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظهالله في منطقة هاجي أوجي Hachioji في ضواحي طوكيو ، وهو إضافة في سلسلة قافلة الخيرالتي تقودها وتدعمها المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومةً وشعباً.

  • من الأحداث المهمة في هذه الفترة ندوة "العلاقات بين اليابان والعالم الإسلامي ومائة عام من تاريخ الإسلام في اليابان" التي أقامها المركز الإسلامي في اليابان بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي ومقرهافي جدة ، وذلك في شهر مايو عام 2000 بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أيده الله ومن رابطة العالم الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية والندوةالعالمية للشباب الإسلامي والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، حيث حضرالندوة حوالي السبعين ممثلاً للمسلمين من الدول المجاورة وذات الاهتمام وعلى رأسهم معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة ، وحضرها جمع غفير من المثقفين اليابانيين وألقى كبار الأساتذة اليابانيين المسلمين وغير المسلمين أبحاثاً قيمة ، وكذلك كلمات وأبحاث من الوفود بمافيهم مندوب وزير الخارجية الياباني.

كما حضرها وتعاون في إنجاحها مندوبون من مختلف الجمعيات الإسلامية داخل طوكيو وخارجها، واستمرت الندوة لثلاثة أيام ، أبرزت الوجودالإسلامي ، ورحب المسئولون اليابانيون وخصوصاً في الخارجية اليابانية بهذا النشاط، وطالبوا بتكراره لتعميق الصلات بين اليابان والعالم الإسلامي.

  • شهدت هذه الفترة إقامة مخيمات سنوية نظمها المركز الإسلامي بالتعاون مع الندوة العالميةللشباب الإسلامي ودعم من سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز مادياًوأدبياً ، بحضور مسـتشار سموه فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريك الذي أضفى على هذه المخيمات حياة في مجال العقيدة والعلم والتوجيه.
  • كان لفضيلةالشيخ سعد البريك دور كبير أثناء انعقاد المخيمات في إحياء مجلس التنسيق بين الجمعيات الإسلامية الذي كان نشيطاً للعشرين سنة الماضية ، وتوقف نشاطه بوفاة منسقه العام البروفيسور عبد الكريم سـايتو رحمه الله.

فقد وقع أثناء هذه المخيمات ثلاثمائة وخمسون مندوباً مسلماً من جميع أنحاء اليابان على إحياء هذا المجلس، وانتخاب الأستاذ خالد كيبا العالم الياباني المعروف وعضو المجلس التأسيسي لرابطةالعالم الإسلامي ومدير الشؤون المالية في المركز الإسلامي منسقاً عاماً لمجلس التنسيق. لقد والى المركز الإسلامي إيفاد بعثات الحج ، ومنها إشرافه على أكبر بعثة حج لثلاثة وأربعين مسلماً يابانياً ومسلمة ، وقدموا من خالص أموالهم ، وكانوابقيادة الداعية الياباني الحاج محمد ساوادا، وأرسل المركز معهم للإرشاد الشيخ نعمةالله والأستاذ عبد الرحمن صديقي، كما ساهم المركز بدور كبير في إعداد تجمع ضخم للحجمن اليابانيين عام 1420 بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. وإن آخر بعثة نظمها المركز للحج عام 1421 وهي بدعم سخي واستضافة كاملة من سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز.

  • إن من أكبر هموم المسلمين في اليابان دفن موتاهم خصوصاً بعدأن أصبح وجودهم كثيفاً ، يابانيون وأجانب مقيمون.

إن كلفة الحصول على قبر في المقبرة الحالية إينـزان والتي أصبحت تحت إشراف إخواننا بجمعية مسلمي اليابان تبلغ أكثر منمليون ين (أكثر من عشرة آلاف دولار)، لهذا فقد حرص المسلمون على شراء أرض في إحدىالمحافظات المجاورة لطوكيو ، يدفن بها موتى المسلمين مجاناً ، وبدءوا بمحاولة لجمعتبرعات من الجالية ، وهنا جاءهم العون، فقد امتدت يد كريمة لترعى مشروعهم ، وهي يد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ حيث قدم تبرعاً كريماً مقداره سبعمائة ألف دولار لشراء أرض للمقبرة. إن لجنة المقبرة ورئيسهاالأستاذ ميان أفتاب التاجر الباكستاني في يوكوهاما ، طلبت أن تسجل أرض المقبرة باسم المركز الإسلامي ؛ لأنه يكاد يكون الهيئة الدينية الرئيسيةالوحيدة المسجلة رسمياً لدى الحكومة اليابانية؛ لأن الهيئة الدينية الرسمية هي التيمن حقها أن تطلب إقامة مقبرة، وقد لبى المركز الأمر ، ويسعى سوياً مع اللجنة لاستكمالامتلاك أرض للمقبرة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الوجود الإسلامي الحالي

إن المسـلمين في اليابان يابانيون ومقيمـون يتواجدون من أقصـى جزيـرة في شـمال اليابان (هوكايدو) إلى أقصى جزيرة صغيرة في جزر أوكيناوا جنوباً قرب تايوان، ومن أقصى الشـرق (طوكيو) إلى أقصى الغرب (كانازاوا وشمياني توتوري).

أصناف المسلمين في اليابان

يمكن أن نصنف المسلمين في اليابان في الفئات التالية:

المسلمون اليابانيون

وهم موزعون كالآتي: 1ـ جمعيات خاصة بهم ، ومن الأمثلة على ذلك:

  • جمعية مسلمي اليابان

إن حصيلةالوجود الإسلامي للمسلمين اليابانيين حتى عام 1953 هي جمعية مسـلمي اليابان، وهي أول جمعية إسلامية خالصة أسسها مسلمو ما قبل الحرب العالمية الثانية ، والذين عادوابعد إسلامهم في إندونيسيا وماليزيا والصين ، وكذلك من بقي حياً من المسلمين الأوائلفي اليابان ، ولقد سبقتها قبل الحرب جمعيات إسلامية استشرافية. لقد أدت هذه الجمعيةولا تزال دوراً كبيراً في الدعوة الإسلامية ، ويقوم عليها الآن خريجو الأزهر ، وجامعات المدينة المنورة ، وأم القرى فهي الجمعية الأم، ويكاد ينحصر نشاطها في طوكيو ورئيسهاالحالي الأســتاذ خالد هيكوجي Higuchi أزهري، ومن أعضائها يحيى إندو (الجامعةالإسلامية في المدينة المنورة ) نور الدين موري (أم القرى في مكة المكرمة ).

  • الجمعية الإسلامية في هوكايدو (عبد الله أراي ) .
  • جمعية الصداقة الإسلامية فيكيوتو (علي كوباياشي(
  • جمعية الدعوة الإسلامية في أوساكا (عبد الرحيم ياماكوجي).
  • الجمعية الإسلامية في نارا (محمد ناكامورا)
  • جمعية المرأةالمسلمة - أوساكا وكيوتو ( الأخت زيبا كومي ).
  • جمعية الثقافة العربية في طوكيو (الأخت جميلة تاكاهاشي ) .

2 ـ جماعات مندمجة مع جمعيات تضم الطلبة المسلمينوالمسلمين الأجانب المقيمين. إن هذا الصنف منتشر في جميع أنحاء اليابان وأعدادهمكبيرة ، ومن الأمثلة عليهم الأستاذ خالد كيبا (مع المركز الإسلامي وله جمعية خاصةبه في طوكوشيما بجزيرة شكوكو) البروفسور عبد الجبار مائدا (الجمعية الإسلامية فيميازاكي-كيوشو) والأخ محمد سـاتو (مع الجمعية الإسلامية في سنداي) البروفيسور مرتضىكوراساوا (في جامعة ناغويا وهو أحد مدراء المركز الإسلامي) وإلى غير ذلك منالشخصيات والأفراد اليابانيين .

3 ـ أفراد: الواحد منهم يعادل أمة في نشاطهالإسلامي ، وهم الأكثرية الساحقة من المسلمين اليابانيين يديرون أكثر من خمسة عشرصفحة الكترونية باللغة اليابانية، يدعون فيها الناس للإسلام ، ومثال عليهم:

  • سليمان هاماناكا في جزيرة شكوكو (له صفحة الكترونية(
  • بروفيسور كوسوجي في جامعةكيوتو، له صولات وجولات في التلفزيون الوطني الرئيسي لليابان NHK وفي قاعاتالمحاضرات والمؤتمرات.
  • بروفسور أونامي (جامعة كيوتو- هندسة)، يضع ترجمة معاني القرآن الكريم باليابانية على صفحته الإلكترونية.
  • بروفيسور شيرو تاناكا (متقاعد من جامعة اللغات الأجنبية في كيوتو ، وحافظ للقرآن الكريم ).
  • بروفيسور هشام كورودا (الجامعة الدولية في نيغاتا ، وصاحب المؤلفات العديدة ، وتلميذ العالم الراحل المشهور جعفر إيزيتسو IZITSU
  • الأستاذ أشرف ياسوي (أستاذ اللغة العربيةفي المعاهد اليابانية).

إن وضع مسلمي اليابان أشبه ما يكون بالعهد المكي ،حينما كان المسلمون الجدد أفراداً متواجدين في مدن وقرى وواحات الجزيرة العربية ، كليقيم دينه في محل إقامته، منهم من يخفي إيمانه ، ومنهم من يظهره ويؤذى بسببه ، ومنهم منيدعو رغم الإيذاء إلى أن أذن الله بالهجرة إلى المدينة المنورة.

المسلمون المهاجرون

1 ـ إن طلائع المسلمين المهاجرين إلى اليابان هم من شبه القارة الهندية قبل الاستقلال، جاءوا لليابان في أواخر القرن التاسع عشر ، واشتغلوا بالتجارة ، وأقاموا في طوكيو ويوكوهاما وكوبي، وهم الذين بنوا أول مسجد دائم في اليابان وذلك في مدينة كوبي عام 1935، وصمد هذا المسجد شامخاً رغم قنابل الحرب العالمية الثانية التي حطمت كنيسة مجاورة له ، ورغم الزلزال الكبير عام 1995 الذي هدم الكنيسـة المجاورة للمرة الثانية.

2 ـ أما الدفعة الثانية من المهاجرين فهم المسلمون التتار أو أتراك القازان الذين لجئوا لليابان فراراً من الشيوعية ، وجاءوا في أوائل العشرينات من القرن الماضي، وعاشوا مع الهنود في كوبي ، وضم الجميع مســجدها، وأقاموا مسـجداً في ناغويا (دمرته الحرب العالمية الثانية) وأقاموا مسجد طوكيو عام 1938،قائدهم في العمل المرحوم "عبد الحي قربان علي" ومن بقاياهم حتى الآن الأستاذ تميم دار محيط. نستطيع أن نقول: إنهم هم أول جالية إسلامية تستقر في اليابان، ولقد هاجر شبابهم إلى تركيا وأورباوأمريكا والقليل منهم موجود الآن في اليابان.

3 ـ الإندونيسيون والماليزيون هم ثالث جالية ترد اليابان وهم الذين حدث خلاف مذهبي بينهم (وهـم على مذهب الإمام الشــافعي) وبين التتار وهـم (أحناف) مما دفع المرحوم "عبد الحي قربان علي" الإمام التتاري أن يكتب لإمام الحرمين "المعصومي" عن هذا الخلاف فأجابه المعصومي برسالة "هدية السلطان إلى بلاد اليابان" وذلك في الثلاثينات من القرن العشرين ، وقد أعيد طبع هذه الرسالة عدة مرات وهي متداولة الآن. ولا تزال الجالية الإندونيسية من أكبر الجاليات ، ولهم مدرسة ومسجد في طوكيو، أدى دوراً كبيرا ً حين افتقد المسلمون مسجد طوكيو.

4 ـ أما الهجرة الكبرى فهي التي حدثت منذ الثمانينات والتي سبق ذكرها، وتمثل مختلف الجنسيات ، والكثير منهم استقر بعد زواجه من اليابانيات ، ويوجد اتجاه جديد وهو زواج اليابانيين بعد إسلامهم من المسلمات ، وأكثرهن من إندونيسيا وماليزيا والفلبين ، ومن العربيات المسلمات ، ومن آخر الزيجات زواج ياباني بعد إسلامه من مسلمةروسية.

الطلبة المسلمون القادمون من البلدان الإسلامية

إن أوائل الطلبة المسلمين هم من المسلمين الصينيين الذين درسوا في جامعة واسيدا عام 1909 وعددهم حوالي الأربعين ، وأصدروا مجلة باللغة الصينية "الاستيقاظ الإسلامي"، كماجاء ثلاثة طلاب عثمانيون إلى جامعة واسيدا عام 1911 منهم ابن الرحالة الداعية عبدالرشيد إبراهيم ، وأثناء الحرب العالمية الثانية جاءت أعداد من الطلبة الإندونيسـيين والماليزيين، استشهد منهم عدد في قنبلة هيروشيما ، ومنهم من شفى من أثر القنبلة وبقي على قيد الحياة، وقد اجتمعنا بأحدهم قبل سنتين في إندونيسيا. كما درس أبناء التتارالمهاجرين في الجامعات والمدارس اليابانية ، منهم الدكتور التنباي والأستاذ تميم دارمحيط ، وحرمه الدكتورة ثالثة ، ورمضان صفا ، وأسعد قربان علي، متعهم الله جميعاً بالصحة، وكانوا أسسوا جمعية خاصة بهم في الأربعينات من القرن العشرين. أما الأعدادالكبيرة من الطلبة المسلمين فقد بدأت بعد الحرب العالمية الثانية ، وفي أواخرالخمسينات وهي تتزايد حتى يومنا هذا . إن أكثرهم من الإندونيسيين ثم الماليزيين ثممن باكستان وبنغلادش ثم العرب والترك والإيرانيين والأفارقة.

إن هؤلاء مع المسلمين اليابانيين والمسلمين المقيمين شكلوا تجمعات مشتركة ، في كل مدينة يقيمون مصلى مؤجراً(وبدءوا بإقامة مساجد ثابتة مملوكة) يضم مكتبة وثلاجة لبيع اللحم الحلال ، إضافةلمكان الصلاة والاجتماعات، وعلى ذكر المصليات كنت دائماً أتأسف وأقول ، كل الأقوامالمسلمة من المقيمين في اليابان أقاموا مصليات ومسـاجد إلا قوم الرسول صلى اللهعليه وسلم من العرب، وأخيراً أقام الطلبة العرب وأكثرهم مصريون ، أقاموا مصلى فيمنطقة إقامتهم في ضواحي طوكيو (شن ميساتو( Shin Misato وأدى خمسـة وعشرون شخصاً منهمومن الطلبة الآخرين فريضة الحج لعام 1421، إضافة لأعداد كبيرة من الطلبة من الجنسـيات الأخرى حجت هذا العام.

المتدربون من البلدانالإسلامية

تأتي اليابان أعداد كبيرة من المتدربين من البلدان الإسلامية لفترة من أسابيع إلى سنة ، وهؤلاء لهم احتياجاتهم من التعرف على الأطعمة الحلال ومواقيت الصلاة، كما إن الكثير منهم يتعرضون لأسئلة عن الإسلام، وبذلك تأتينا في المركز الإسلامي أسئلة وطلبات بالبريد الإلكتروني والفاكس ننفذها في الحال.

إن لهؤلاءالمتدربين دور كبير في التعريف بالدين الإسلامي، وإن محض وجودهم كمسلمين يعلماليابانيين شيئاً عن الإسلام، خصوصاً حينما يتحرى هؤلاء المسلمون العيش ضمن تعاليمالإسلام.

التجار والسياح المسلمون

العلاقات التجارية بين العالم الإسلامي واليابان قديمة ومستمرة ، ويؤم اليابان سنوياً عدد من التجار ، وكذلك السياح، ولهؤلاء دور في التعريف بالإسلام. إن مركزنا الإسلامي متخصص في الكتاب الإسلامي باللغة اليابانية ، ويزود كافة الجمعيات الإسلامية في اليابان والطلاب والمتدربين والتجار والسياح وغيرهم بالمادة الإسلامية المقروءة ، ويزود المتدربين وحديثي القدوم إلى اليابان بالمعلومات اللازمة عن المساجد وأوقات الصلاة والأطعمةالحلال ومراكز تجمع المسلمين.

المساجد

يوجد باليابان عدة مساجد، واحد بطوكيو أسسه المرحوم -بأذن الله- (محمد عبد الحي قربان ) سنة 1357هـ وهو على طراز المساجد التركية، وقد تصدع بنيانه والمسجد الآن ملك السفارة التركية، ومسجد في مدينة أوساكا، ومسجد في مدينة كوبي، وهناك مسجد أثري في مدينة ناجويا وقد تهدم في غارات الحرب العالمية الثانية، وتبرعت وزارة الأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة بمبلغ مليون وثلث المليون دولار لبناء المسجد، وباقي المساجد موزعة في بعض المدن خارج طوكيو، وتبرعت المملكة العربية السعودية بأرض سفارتها القديمة في طوكيو لإقامة مسجد ومركز إسلامي.

القرآن

ترجمت معاني القرآن إلى اللغة اليابانية، وكانت أول ترجمة في سنة 1339هـ، وصدرت الترجمة الثانية في سنة 1393هـ، ويجب التدقيق فيما صدر من تراجم، فقد استمدت مصادرها من تراجم إنجليزية والحاجة ماسة إلى توزيع نسخ من القرآن الكريم، وإلى ترجمة كتب الحديث والفقه والتوحيد وبناء المدارس الإسلامية ومدها بالمدرسين المؤهلين.

التعليم

يتلقى المسلمون تعليم قواعد الإسلام في مسجد طوكيو، ومسجدي كوبي وأوساكا، ولاتوجد مدارس إسلامية لحد الآن. كما أنشأت جامعة الإمام محمد بن سعود المعهد العربي الإسلامي في اليابان ونشاطة يتمثل في دورات لتعليم اللغة العربية، مدرسة الروضة الإسلامية لتعليم الأطفال، الإسهام في المنح الدراسية للطلاب المسلمين.

الجمعيات

يوجد في اليابان عدة جمعيات إسلامية منها: الجمعية الإسلامية اليابانية، والجمعية اليابانية الثقافية، والمؤتمر الإسلامي الياباني الذي قام بفتح فصول لتحفيظ القرآن الكريم، والمركز الإسلامي الياباني، وجمعية الطلاب اليابانين المسلمين، وجمعية الوقف الإسلامي باليابان، كما قام المركز الإسلامي بطبع كتيبات ومجلة إسلامية باللغة اليابانية، كما تصدر مجلة إسلامية باللغة الصينية (الصراط المستقيم )، وترعي المملكة العربية السعودية إقامة المعهد العربي الإسلامي في طوكيو بحيث يضم مسجداً ومدرسة وقاعة محاضرات ومكتبة وتم افتتاح المركز في سنة 1403هـ

وفد من الساموراي

واحدة من أشهر الصور القديمة التي تربط بين الشرقين هي صورة وفد من الساموراي يمثل تمثال أبو الهول في مصر عام 1864 أثناء عودتهم من فرنسا. واحدة من أشهر الصور القديمة التي تربط بين الشرقين هي صورة وفد من الساموراي يمثل تمثال أبو الهول في مصر عام 1864 أثناء عودتهم من فرنسا.
واحدة من أشهر الصور القديمة التي تربط بين الشرقين هي صورة وفد من الساموراي يمثل تمثال أبو الهول في مصر عام 1864 أثناء عودتهم من فرنسا.


وفد من الساموراي3.jpg [[Image:|{{{5}}}px|]]

إيكيدا ناگاوكي، كان قائد هذه البعثة التي هدفت إلى تحسين العلاقات مع فرنسا بعد اغتيال الملازم هنري كامو في يوكوهاما على يد رون.

على اليسار: صحيفة أسبوعية عثمانية تظهر شوتارو نودا، أحد أوائل اليابانيين الذين اعتنقوا الإسلام وأقاموا في اسطنبول (1891).على اليمين: الغلاف الأمامي لصحيفة يابانية (1918) على اليسار: صحيفة أسبوعية عثمانية تظهر شوتارو نودا، أحد أوائل اليابانيين الذين اعتنقوا الإسلام وأقاموا في اسطنبول (1891).على اليمين: الغلاف الأمامي لصحيفة يابانية (1918)
على اليسار: صحيفة أسبوعية عثمانية تظهر شوتارو نودا، أحد أوائل اليابانيين الذين اعتنقوا الإسلام وأقاموا في اسطنبول (1891).على اليمين: الغلاف الأمامي لصحيفة يابانية (1918)
وفد من الساموراي6.jpg [[Image:|{{{5}}}px|]]

كان العديد من المسلمين من روسيا قد هاجروا بالفعل إلى اليابان بعد الثورة البلشفية عام 1917.

كان هؤلاء المهاجرون المسلمون أول جالية مسلمة في اليابان، على الرغم من اندماج الكثيرين أو تركهم البلاد إلى تركيا بعد الحرب العالمية الثانية.

كان هذا المجتمع من الروس الناطقين باللغة التركية هو الذي بدأ في بناء مسجد كوبي ثم مسجد طوكيو في عام 1938.

وفد من الساموراي7.jpg وفد من الساموراي8.jpg

صورة لطلاب من معهد طوكيو الإسلامي في المعهد الإسلامي في طوكيو ، تعلم الأطفال اليابانية والتتار وكذلك العربية. (مايو 1938)

وفد من الساموراي9.jpg [[Image:|{{{5}}}px|]]

في المعهد الإسلامي في طوكيو، تعلم الأطفال اليابانية والتتار وكذلك العربية.

مسجد كامي بطوكيو ، عامي 1938 و 2021. مسجد كامي بطوكيو ، عامي 1938 و 2021.
مسجد كامي بطوكيو ، عامي 1938 و 2021.
وفد من الساموراي12.jpg وفد من الساموراي13.jpg

إحياءً لذكرى تشييد المسجد عام 1938، نُظمت أيضًا وليمة. حضرها الأمير اليمني حسين بن يحيى والمبعوث السعودي حافظ وهبة. وكان أطفال صغار يابانيون يرقصون على طريقة كينشبو التقليدية بالشفرات احتفالاً بافتتاح مسجد طوكيو عام 1938.

وفد من الساموراي14.jpg وفد من الساموراي15.jpg

كما قام الوفد المسلم بزيارة جامعة واسيدا وحضر جلسة رماية بالسهام. والمنفيون التتار والبشكير يقومون بالدعاء في مقبرة مسجد طوكيو التاريخية، حوالي عام 1940

وفد من الساموراي16.jpg وفد من الساموراي17.jpg

كان الحج ما بين الحربين معقد، وربما كانا من بين الجواسيس الذين أرسلوا للقيام بالدعاية في الشرق الأوسط، حيث يندد المسلمون الصينيون بجرائم اليابانيين.

وفد من الساموراي18.jpg وفد من الساموراي19.jpg

أوكاوا شومي: أكاديمي، ومجرم حرب من الدرجة الأولى ، يُلقب بـ "جوبلز الياباني"، ولكنه أيضًا عالم إسلامي مشهور. نجا من عقوبة الإعدام عام 1946، ووضع في مصحة للأمراض العقلية، حيث ترجم القرآن وأعلن أنه التقى بالنبي محمد.

فتيات تتار صغيرات من المعهد الإسلامي بطوكيو يصلن من أجل انتصار اليابان وألمانيا النازية على الشيوعيين (1936) فتيات تتار صغيرات من المعهد الإسلامي بطوكيو يصلن من أجل انتصار اليابان وألمانيا النازية على الشيوعيين (1936)
فتيات تتار صغيرات من المعهد الإسلامي بطوكيو يصلن من أجل انتصار اليابان وألمانيا النازية على الشيوعيين (1936)
علي اليسار مسلمو موروس من الفلبين جاءوا للدراسة في اليابان حوالي عام 1943. علي اليسار مسلمو موروس من الفلبين جاءوا للدراسة في اليابان حوالي عام 1943.
علي اليسار مسلمو موروس من الفلبين جاءوا للدراسة في اليابان حوالي عام 1943.
على اليسار مسجد كوبي وعلى اليمين طريق طوكيو على اليسار مسجد كوبي وعلى اليمين طريق طوكيو
على اليسار مسجد كوبي وعلى اليمين طريق طوكيو

انظر أيضا

المصادر

  • الأقليات المسلمة في آسيا واستراليا – سيد عبد المجيد بكر (بتصرف).
  • [1]
  • Abu Bakr Morimoto, Islam in Japan: Its Past, Present and Future, Islamic Centre Japan, 1980.
  • Arabia, Vol. 5, No. 54. February 1986/Jamad al-Awal 1406.
  • Hiroshi Kojima, "Demographic Analysis of Muslims in Japan," The 13th KAMES and 5th AFMA International Symposium, Pusan, 2004.
  • Michael Penn, "Islam in Japan: Adversity and Diversity," Harvard Asia Quarterly, Vol. 10, No. 1, Winter 2006.
  • Keiko Sakurai, Nihon no Musurimu Shakai (Japan's Muslim Society), Chikuma Shobo, 2003.
  • Esenbel, Selcuk; Japanese Interest in the Ottoman Empire; in: Edstrom, Bert; The Japanese and Europe: Images and Perceptions; Surrey 2000
  • Esenbel, Selcuk; Inaba Chiharū; The Rising Sun and the Turkish Crescent; İstanbul 2003, ISBN 975-518-196-2
  • A fin-de-siecle Japanese Romantic in Istanbul: The life of Yamada Torajirō and his Turoko gakan; Bull SOAS, Vol. LIX-2 (1996), S 237-52

الهوامش

وصلات خارجية

المعهد العربي الإسلامي [المركز الإسلامي باليابان http://www.islamcenter.or.jp/] مسجد كوبي isuramu الوقف الإسلامي باليابان