الإسلام في ساحل العاج

جزء من السلسلات حول
إسلام حسب البلد

IslamicWorldNusretColpan.jpg
 ع  ن  ت

يشكل المسلمون 25-40% (حوالي 36.7%) من سكان ساحل العاج.

كانت أراضي ساحل العاج جزءاً من ممالك غانا ومالي، وبدأ توافد تجار الرقيق إليها في القرن الخامس عشر الميلادي، إلى أن تحولت إلى مستعمرة فرنسية عام 1895، وصارت جزءاً من مستعمرة غربي إفريقيا الفرنسية. وبموجب استفتاء جرى عام 1958 اقتصر الاشتراك فيه على الجالية الفرنسية، منحت جمهورية ساحل العاج الحكم الذاتي، وفي عام 1960 أعلن استقلال ساحل العاج نهائياً، لكنها بقيت على روابط وثيقة بفرنسا. [1]

وكانت ساحل العاج في وقت من الأوقات عدة دويلات أسستها مجموعات إفريقية مختلفة. ففي عام 1483م بدأ البحارة الفرنسيون بالتجارة مع الأفارقة في تلك المنطقة. وبعد ذلك تحولت تجارة الرقيق إلى تجارة مهمة. وفي عام 1637م وصلت الحملات التنصيرية الفرنسية إلى هناك.

وفي عام 1842م اشترى الفرنسيون منطقة جراند ـ بسَّام ووضعوها تحت حمايتهم. وعززت المعاهدات التي أبرمها الفرنسيون مع رؤساء القبائل الإفريقية من نفوذ الفرنسيين في هذه المنطقة وتحولت منطقة ساحل العاج إلى مستعمرة فرنسية حتى عام 1895م وأصبحت جزءًا من مستعمرة غرب إفريقيا الفرنسية. وبعد الحرب العالمية الأولى بنى الفرنسيون الموانئ والسكك الحديدية، وعبّدوا الطرق، كما زرعوا البن وأشجار المطاط، وأنشأوا المراكز الطبية. وفي عام 1932م تحولت المستعمرة الفرنسية المعروفة باسم فولتا العليا (تسمى حاليا بوركينا فاسو) إلى جزء من جمهورية ساحل العاج. وفي عام 1947م جعل الفرنسيون من هاتين المنطقتين مستعمرتين منفصلتين.

بعد الحرب العالمية الثانية شرع الفرنسيون في تطوير المصادر الطبيعية في جمهورية ساحل العاج، وسرعان ما أصبحت هذه المستعمرة من أغنى مناطق غربي إفريقيا الفرنسية. وفي عام 1946م حول الفرنسيون منطقة ساحل العاج إلى مقاطعة داخل الاتحاد الفرنسي. وجرى في عام 1958م (داخل الجالية الفرنسية) تصويت جعل منطقة ساحل العاج جمهورية ذات حكم ذاتي، وكانت تلك الجاليات بمثابة تنظيم يربط فرنسا الأم بمستعمراتها فيما وراء البحار. وفي عام 1959م انضمت ساحل العاج إلى داهومي المعروفة حاليًا باسم بنين وإلى النيجر، وكذلك إلى فولتا العليا التي يطلق عليها حاليًا اسم بوركينا فاسو لتشكل مايعرف باسم مجلس التحالف؛ وهو اتحاد فيدرالي غير محدد المعالم. وفي السابع من أغسطس عام 1960م أعلنت ساحل العاج أنها جمهورية مستقلة. إلا أنها أبقت على روابط اقتصادية وثيقة مع فرنسا.

شغل فيليكس هوفويه-بواني وهو الشخصية التي قادت حركة الاستقلال في المقاطعات الفرنسية الواقعة في غرب إفريقيا ـ منصب رئيس جمهورية ساحل العاج منذ عام 1960م حتى وفاته 1993م. والجدير بالذكر أن الرئيس فيليكس كان رئيس الحزب السياسي الكبير في البلاد الذي يسمى الحزب الديمقراطي في جمهورية ساحل العاج.

شهدت جمهورية ساحل العاج بعد الاستقلال الكثير من النمو الاقتصادي. حيث أصبحت المدن الرئيسية في البلاد أكثر ازدحاما بالسكان الذين يبحثون عن العمل في وظائف الحكومة أو في القطاعات الصناعية. وقد ارتفع عدد سكان أبيدجان من 180,000 نسمة في عام 1960م إلى حوالي 1,900,000 نسمة في عام 1990م. إن عدد مواطني ساحل العاج الذين يشغلون مناصب رفيعة المستوى في الحكومة والقطاع الصناعي يعد قليلاً جدًا. إذ أن العديد من الأشخاص غير الأفارقة يشغلون تلك المناصب، ولهذا فإن الكثيرين من أهالي ساحل العاج يشعرون بالاستياء نتيجة لذلك.

حدث في عام 1983م أن صادق المجلس التشريعي على اقتراح بنقل عاصمة البلاد من أبيدجان إلى مدينة ياموسوكرو. ونظرًا لعدم توافر الاعتمادات المالية الكافية ظلت معظم دوائر الحكومة في مدينة أبيدجان. ظل هوفيت بويجني رئيسًا لساحل العاج حتى وفاته عام 1993م فخلفه، بنص الدستور، رئيس المجلس الوطني هنري كونان بيديه. وفي عام 1995م، انتخب بيديه رئيساً للبلاد بعد أن استبعد الحسن وطارا الذي كان يمثل الشمال المسلم ولوران جباجيو الذي كان يمثل الجنوب والغرب النصرانيين. أطاح الجيش بقيادة روبير گي بالرئيس بيديه، وتم إجراء انتخابات رئاسية في 22 أكتوبر 2000م، وأعلن فوز جي بنسبة 52,72% وحل لوران جباجبو ثانياً بنسبة 41,20%. رفض جباجبو نتيجة الانتخابات، وطلب من مؤيديه الخروج في مظاهرات اضطر على إثرها جي للهرب إلى دولة بنين. أصبح جباجبو رئيساً للبلاد وطلب من وطارا المشاركة وحزبه في حكم البلاد.[2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

دخول الإسلام

تعددت طرق دخول الإسلام إلى ساحل العاج وكان أسبقها وأنجعها طريق التجارة، مع تنقلات التجار المسلمين ورحلاتهم المستمرة إلى غرب أفريقيا سعيًا وراء الرزق، وشيئًا فشيئًا توغل التجار جنوبًا للحصول على العاج المستخرج من سن الفيل في ساحل العاج؛ حيث أدهش القبائل الوثنية صلاة المسلمين، ودفعهم للتعرف على دينهم.[3]

وكانت أخلاق المسلمين وصدقهم وأمانتهم الأساس في نشر الإسلام بين القبائل الوثنية التي حاز انتباهها كتاب "القرآن الكريم" الذي يحمله المسلمون في كل مكان، وظنوا أنه السر وراء ثرائهم، كما اعتمد الملوك الوثنيون على المسلمين في إدارة الشئون المالية والإدارية؛ ما ساهم في نشر الإسلام بالبلاد. واعتمد التجار في نشر الدعوة على أخلاقهم إلا أنهم عمدوا في القرن العاشر الميلادي إلى استقدام الفقهاء خاصة من المغرب لنشر الفقه الإسلامي في المناطق التي يكثر بها المسلمون، ولذلك ساد المذهب المالكي في ساحل العاج وغرب إفريقيا كما يسود في المغرب كله.

وشعرت القبائل الوثنية بعلاقات قريبة مع التاجر المسلم، خاصة أن الأخير مع تعدد رحلاته وطول إقامته كان يلجأ لبناء منزل على الطرز الإسلامية الحديثة، ويتزوج من أهل البلاد، فدعم ذلك وشائج المودة مع أصهاره، وساهم في دخولهم الإسلام.

وإذا كانت المدن وأسواقها قبلة التجار، فقد ارتحل إلى ساحل العاج العديد من الدعاة والمتصوفين قصدوا ريفها وغاباتها، بغرض الدعوة للإسلام والبعد عن شهوات وملذات الدنيا، فكان لهم أكبر الأثر في نشر الإسلام وتصحيح العقيدة، وحث القبائل على التخلي عن عادتها الوثنية. الماندينجو

أما الانقلاب الأكبر وسبب تحول ساحل العاج إلى الإسلام فيأتي عام 1025م حين اعتنق زعماء قبيلة الماندينجو الإسلام، والماندن أو الماندينجو إحدى أكبر وأهم قبائل إفريقيا الغربية، وينتشرون منذ القديم على ضفتي نهر النيجر وما حوله من حزام الصحراء الكبرى شمالاً وشرقًا، إلى ضفاف المحيط الأطلنطي غربًا وجنوبًا.

وهي المنطقة التي تتوزع اليوم بين كل من: غينيا، ومالي، وساحل العاج، وغامبيا، وسيراليون، وليبيريا، والسنغال، وغانا، وبوركينافاسو، والنيجر، ويطلق على لغتهم "أنكو"، وقد أدى اتساع رقعة المناطق التي يسكنونها إلى انقسام لغتهم إلى أربع لهجات رئيسية: ماندنكا، بمبارا، مندنكو، جولا، وتتفرع عن كل لهجة رئيسية بضع لهجات فرعية، ولكنها تدل على مسمى واحد وعلى شعب واحد.

واستطاعت قبائل الماندينجو المسلمة في شمال ساحل العاج من الاستقلال عن مملكة غانة 1050م، قبل أن تتمكن دولة المرابطين من احتلال عاصمة المملكة بعد حرب دامت نحو عشرين عامًا، والقضاء نهائيًّا على مملكة غانة عام 1076م على يد أمير المرابطين في الجنوب أبو بكر بن عمر.

وبعد دخول قبائل الماندنيجو في الإسلام، انطلق رجالها لنشر الدعوة الإسلامية، في غرب إفريقيا كلها، وإن لم يستطع الإسلام الانتشار في جنوب ساحل العاج؛ بسبب وجود الغابات الكثيفة التي تفصل بين الشمال المسلم والجنوب الوثني، كذلك بعد عواصم الممالك الإسلامية عن ساحل العاج.

واستطاع الإسلام بناء حضارات جديدة بالبلاد وغيَّر- على نطاق واسع- من عادات أهلها وثقافتهم، فاندثرت عادة العري وشيوعية الجنس، وتم تنظيم الزواج وتحديد عدد الزوجات مع منح المرأة حق اختيار زوجها، ووقف عادة توريث المرأة للابن أو الأخ، كما حدد الإسلام العلاقات الأسرية وأعطى المرأة حق الحضانة، وتم تقسيم الميراث على أساس الشرع، وعقاب المجرمين وفقًا لأحكام الإسلام في القصاص.

وتوالت الممالك الإسلامية في غرب إفريقيا وساحل العاج وأهمها مملكة مالي التي اشتهر ملوكها برحلات الحج، ثم صنغاي وكانم وبرنو وغيرها، حتى ظهرت الأساطيل الأوربية على شواطئ غرب إفريقيا أواسط القرن الخامس عشر الميلادي، وكان السبق للبرتغال ثم تلتها فرنسا وبريطانيا.

وبعد اكتشاف الأمريكتين عام 1492م، تعرضت ساحل العاج لهجمات أوربية واسعة لسلب ونهب ثرواتها واختطاف الأطفال والشباب والفتيات، وحمل ذلك كله على سفنهم المتجه إلى أمريكا، واستمرت هذه الجرائم البشعة حتى تم تحريم تجارة الرقيق عام 1848م، بعد ما تسببت في تفكيك قبائل الماندينجو ونشر الذعر والهلع في غرب أفريقيا كله.


ساموري توري

الإمام ساموري توري.

وفي عام 1835م ولد ساموري توري لوالدين مسلمين، وقيل كافرين ولكنه اعتنق الإسلام في زيارته لساحل العاج ليجلب منها السلاح، وتعلم القتال في جيش الملك الوثني سوري بيراما ملك بيساندوجو.

وفي عام 1861م، تحصن بالجبال وجمع حوله العديد من رجال قبائل الماندينجو المسلمين، وأسس أكبر إمبراطورية إسلامية وقتها في غرب إفريقيا، وكانت تضم أجزاء شاسعة من بلاد ساحل العاج.

وأعلن ساموري تطبيق الشريعة الإسلامية في مملكته عام 1884م، ولقب نفسه بأمير المؤمنين؛ وذلك بعد انتصاره على القوات الفرنسية التي بدأت الحرب ضده عام 1881م، ورغم هزيمتها إلا أنها واصلت الزحف نحو مملكته فواجهها ببسالة من جديد واستطاع تكبيد حملاتها خسائر فادحة على مدار 17 عامًا حتى لقبه الفرنسيون بـ"نابليون الإفريقي".

واستخدمت فرنسا كل قوتها المدفعية واستعانت بالقبائل الوثنية في الشرق، كما استمالت ملك غينيا المسلم تيبا لضرب ساموري؛ ما اضطر الأخير لعقد هدنة مع الفرنسيين عام 1887م، تخلى بموجبها عن بعض المناطق لفرنسا التي لم تكتف بذلك، وعادت لإعلان الحرب، حتى استولت على عاصمته كانان، فأسس عاصمة جديدة في مدينة داباقالا بساحل العاج 1891م لتكون بعيدة على الفرنسيين.

وبعد حروب طويلة قدم فيها ساموري ومسلمو ساحل العاج أروع صور الجهاد، استطاعت القوات الفرنسية محاصرتهم في غابات ساحل العاج، ووقع ساموري في الأسر بمنطقة جويلمو، ليتم سجنه في 29 سبتمبر 1898م، وترحيله إلى الجابون حيث لقي ربه عام 1900م.

الاحتلال الفرنسي

وكانت فرنسا قد خلفت البرتغال على جنوب ساحل العاج، وعقدت عام 1843م معاهدة مع ملك الأغني، قرب مدينة أبيدجان، وبموجبها بسطت الحماية على الجنوب، وبعد الانتصار على ساموري، دانت البلاد كلها لفرنسا، التي كانت تعرف أن الإسلام والمسلمين هم فقط من يهددون مشروعها الإستراتيجي في ساحل العاج.

وكان الشمال ذاخرًا بالمدارس الإسلامية التي تعلم الدين واللغة العربية، فاتجهت فرنسا لعلمنتها، وإبعاد الدين عنها، فيما نشرت البعثات التنصيرية خاصة الكاثوليكية التي تدين بها فرنسا، وأنشأت العديد من المدارس المسيحية لنشر تعاليمها، بينما دخلت البروتستانتية على يد واعظ ليبيري عام 1913م، يدعى وليام هاريس.

وفترت الأعمال الفرنسية مع نشوب الحرب العالمية الأولى، قبل أن تعود مجددًا بعد انتهائها لمواصلة المشروع الفرنسي بمسخ هوية البلاد، واستخدام ذهب المعز وسيفه لتحويل المسلمين عن دينهم، ولتعزيز الكاثوليكية، فأنشأت المدارس الفرنسية التي سمحت بالدراسة فيها للمسيحيين والوثنيين فقط، فيما حرمت المسلمين من شغل الوظائف الحساسة والمهمة في بلادهم، ومكنت الكاثوليك من السيطرة على الجهاز الإداري للدولة.

وفي عام 1939م صدر قانون غرضه وضع رموز وزعماء المسلمين تحت المراقبة، ليمكن وزارة الداخلية من التضييق على أصحاب الشعبية من المسلمين، وحصر أعمال الدعاة وتحديد أماكن تحركاتهم، لإفساح المجال أمام المنصرين فقط في الغابات الاستوائية جنوب ساحل العاج.

كما قررت سلطة الاحتلال منح مكافآت فورية لكل من يرتد عن الإسلام ومنحه الجنسية الفرنسية، ومنعت تدريس الإسلام في المدارس، وشمل الحظر لغة الأنكو الخاصة بقبائل الماندينجو المسلمة التي أصبحت لغة الإسلام في غرب أفريقيا، فيما حرصت على تعليم ضعاف العقيدة من المسلمين في مدارسها أو نقلهم إلى باريس، حتى يتشربوا بالثقافة الفرنسية، ويحتقروا هويتهم وتعاليمهم ومن ثم إشاعة ذلك بين أهاليهم وفي مناطقهم.

وحاول حاماله بن محمد بن عمر مواجهة الإفساد الفرنسي بعد قدومه لشمال ساحل العاج منفيًا من السودان عام1930م؛ حيث اشتغل بالوعظ والإصلاح ودعا لتغيير العادات الوثنية واستبدالها بالتقاليد الإسلامية، كما هاجم الصوفية المبتدعة، واستطاع أعداؤه إقناع السلطات الفرنسية في كوت ديفوار بأنه كان المسئول في وقت سابق عن الانتفاضات السياسية في السودان الفرنسية، فطردته السلطات من كوت ديفوار وحظرت تعاليمه.

ورغم كل الممارسات الفرنسية لبتر الإسلام والمسلمين من ساحل العاج، إلا أن انتشار الإسلام تنامى ليبلغ نحو 2.5%؛ وذلك بسبب تلاقي الإسلام مع الفطرة النقية لأغلب القبائل الوثنية، والخصوبة العالية للشماليين التي سجلت أعلى معدلات الخصوبة في غرب إفريقيا بنحو 8 مواليد لكل امرأة، وزاد من أعداد المسلمين الهجرات المتتالية من الدول الإسلامية المجاورة للعمل في ساحل العاج الغنية خاصة في فترات الجفاف، ثم الاستقرار بها، حتى أن بعض الدراسات تؤكد أن 20% من العاجيين مولودون خارج البلاد.

وارتفعت أعداد المسلمين حتى بلغت نحو 60% من السكان وتمثل السُنة نحو 95% من المسلمين، والباقون من الشيعة البالغ تعدادهم نحو نصف مليون؛ وذلك نظرًا لهجرة آلاف اللبنانيين من جنوب لبنان إلى ساحل العاج التي يقطن بها نحو 150 ألف من أصل لبناني، مع وجود ملحوظ للجماعة الأحمدية الضالة، ومبتدعها ميرزا غلام أحمد والتي حكم العلماء بخروج معتنقها من الملة الإسلامية.

المجتمع المسلم

ويلتزم معظم المسلمين بالمذهب المالكي كشأن دول غرب إفريقيا، وفيما تجد تمثيلاً للعديد من الطرق الصوفية بين مسلمي ساحل العاج، وتستحوذ الطريقة القادرية التي تأسست في القرن الحادي عشر وتنتشر بالغرب، والتجانية التي تأسست في القرن الثامن عشر وتسود بالشرق، على النصيب الأكبر من الشعبية، كما تحظى السنوسية المدعومة من ليبيا بنصيب وافر.

وستجد بالشمال المرابطين ممن سكنوا ساحل العاج في عهد امتداد دولة المرابطين بالقرن الحادي عشر الميلادي، وللمرابط سلطة دينية مهمة؛ فهو ذلك الطبيب والصوفي وصاحب المعجزات وهو يملك سلطة سحرية وأخلاقية، وهو من يصنع التمائم التي تحمي من يرتديها مسلمًا أو غير مسلم ضد الشر.

وتأثير المرابطين أنتج عددًا من ردود الفعل في مجتمع ساحل العاج، من بينها سلسلة من الحركات الإصلاحية المرتبطة بالسعودية التي كانت ترسل مع الحجيج كتب حركتها الوهابية، أو تنشر فكرها عبر من يتعلمون في مكة والمدينة ويعودون إلى ساحل العاج، وهذه الحركات الإصلاحية في كثير من الأحيان تدين تصوف المرابطين وتصفه بأنه غير إسلامي، ولكن غالبية الفقراء يرون أن المرابطين يتحدثون بالنيابة عن المضطهدين، ويرون أن حركات الإصلاح الوهابية تسعى لدعم مصالح المسلمين الأكثر ثراء.

ويعد عيدي الفطر والأضحى من أهم وأشهر أيام البلاد؛ حيث يأخذ المسلمون إجازة رسمية ويقومون في نهاية شهر رمضان بإعداد ولائم ضخمة تجتمع حولها القبائل فرحة بتوفيق الله لهم للصيام، ويصلي المسلمون معًا في ساحات واسعة، ويقضون أيام العيد في زيارات الأصدقاء والأهل وتبادل الهدايا.


انظر أيضا

المصادر