الإسلام في الصومال

جزء من السلسلات حول
إسلام حسب البلد

IslamicWorldNusretColpan.jpg
 ع  ن  ت

الإسلام في الصومال الشعب الصومالي من أشد شعوب العالم الإسلامي تدينا و صلاة و إيمانا بالله و بوطنه و إخوانه و كل من يتصل بالصوماليين يعرف ما للدين في حياتهم من أهمية، فهم في أحزانهم و متاعبهم ينظرون إلي الله، فيمدهم إيمانهم هذا بقوة تشعرهم بالراحة النفسية و القوة في الحياة. و في فترات الرخاء و السعادة و الأفراح، تمتلىء نفوسهم بالشكر و الشعور بأنه موجود في كل مكان و زمان. إن عقيدة الإسلام قوة وحدوية ربطت بين الصوماليين و دعمت من أخويتهم و تعاونهم لما فيه صالحهم و صالح الأمة الإسلامية، فكأن الدين عامل من العوامل الكبرى في الوجود الصومالي كوحدة قائمة بذاتها في شرق أفريقيا.

خطأ في إنشاء صورة مصغرة: الملف مفقود
مسجد في بوراما، الصومال.

والشعب الصومالي شعب مسلم سني، يتبعون المذهب الشافعي، و يحكم فيهم القضاة في مثل قضايا الطلاق و الميراث أو أي مسائل أخرى تتعلق بالدين.

وفي وجود مدارس قرآنية لتعليم الصغار وتحفيظهم القرأن باللغة العربية و يدرب معلمو هذه المدارس في المعاهد القرآنية و من أكبرها: معهد الدراسات الإسلامية، ومعهد برعو الديني، وكلاهما على غرار المعاهد الدينية بالجمهورية العربية المتحدة، ويقوم بالتدريس بها أساتذة من المعلمين العرب و الصوماليين و علماء البعثة الأزهرية بالصومال و على عاتقهم توضيح التعاليم الإسلامية و الفقة الإسلامي و تفسير السيرة و أخبار الإسلام بالإضافة إلي الوعظ و الإرشاد في المساجد و المحافل الإسلامية. و يوجد اتجاهان مميزان للإسلام يمكن ملاحظتها بوضوح في ممارسة و هو الاتجاه الذي يتبعه القضاة في أحكامهم و في تأدية الصلاة في المساجد و ذلك يتمشى في يسر مع نظام الإسلام ذلك الدين الحنيف اللين الذي يتفق في كل أموره مع مطالب المجتمع.

صبي ريفي يمسك بلوح تحفيظ القرآن.

أما الاتجاه الثاني فهو ما تتبعه الطرق الصوفية وهذه الناحية الصوفية في الدين تتركز في حب الله من أجل الله وذلك وسيلة لممارسة الحياة الروحية للحصول على السعادة الدائمة في الدنيا و الآخرة و ذلك عن طريق الورع. وتزدهر الطرق الصوفية في الصومال وفي كل بلد به جماعات صومالية تدين بالإسلام.

وأنشأ هذه الطرق الصوفية شيوخ مسلمون، و قد سميت بالطرق لأنها الطريق إلي الجنة، و تعتمد الطرق الصوفية على الصلة المباشرة بالله عن طريق الورع والحياة الطيبة والتأمل في ملكوت الله.

ويعتقد المتصوفون أن الشخص يمكن أن يصل إلي حد القداسة في الحياة والتصوف له معنى عميق في حياة كثير من الصوماليين. وتوجد بالبلاد ثلاث طرق صوفية رئيسية هى القادرية والصالحية والأحمدية، وأوجه التميز بين طريقة و أخرى في اختلاف بسيط للغاية في الزهد و التصوف. [1]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

مسجد فخر الدين: أقدم مسجد في مقديشو، الصومال. ويقع في حمر وين (حرفياً "البلدة الكبيرة")، أقدم جزء في المدينة.

حين بدأ تيار الإسلام يتجه نحو مواني زيلع وبربرة مع الرواد العرب والتجار والمهاجرين، وجد في أول الأمر مقاومة شديدة من جماعة الاستراجوني والسحرة، لأن الدين الجديد يدعو إلي عبادة الله وحده والإخاء بين الناس و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و أن الحكم وفق الشريعة الإسلامية مما جعل رؤساء القبائل الذين كانوا بمثابة آلهة وكهان معاً يقاومون النظام الجديد، ولكن لم تستمر مقاومتهم طويلا فقد أحسوا أنهم كانوا في ضلال كبير، وأن الدين الجديد يحمل الخير لهم ولوطنهم، وينظم حياتهم ويدعو إلي العمل الصالح، فأسرع رؤساء القبائل ومن معهم إلي اعتناق الدين الإسلامي في قوة وإيمان، ومن كان قد أخذ بالمسيحية خلال فترة الحروب العربية الحبشية، أو هؤلاء الذين يسكنون على الطريق السهل بين اليمن و الحبشة في الأراضي الصومالية أثناء امتداد الحركة الدينية المسيحية من اليمن إلي الحبشة، هؤلاء وغيرهم دخلوا في الإسلام الحنيف. حتى أن رؤساء القبائل والعامة قد اتجهوا في مجموعات ضخمة إلي اليمن وغيرها من البلاد الإسلامية في شبه جزيرة العرب للاستزادة من المعرفة بالدين الجديد وحفظ القرآن الكريم وتعاليم الرسول الكريم وأصحابه.

وباتساع الرقعة الإسلامية ازداد عدد الوافدين إلي الصومال لنشر الدعوة الإسلامية، وهؤلاء الدعاة من الحجاز ونجد واليمن ومصر و غيرها، قد وجدوا كل استجابة وتأييد للدعوة الإسلامية، وما هى إلا فترة وجيزة حتى أصبح من الصوماليين أنفسهم من له دراية بالدين وفقه بالشريعة الإسلامية وكانوا أشد تمسكاً بمبادىء الإسلام من العرب أنفسهم.

وعندما استقرت أول عائلات مهاجرة إلي الصومال في القرون الأولى للهجرة حدث تنظيم اجتماعي جديد على أسس إسلامية في المعاملات والتجارة، وكان أقواها أثراً وأبعدها مدى هو تنظيم العلاقة الاجتماعية بين الرؤساء والشعب ومنح المرأة حقوقها الكاملة.

ومن أخبار القرون الأولى للهجرة نسمع عن وجود نظام فدرالي بين العرب والصوماليين في مقديشو، فقد كان المجتمع صغيراً في عدده، والأغلبية من المسلمين وكان لمدينة مقدشوة مجلس من الأشراف والأعيان للنظر في أمور البلاد (مجلس الشورى) وكان أعضاء هذا المجلس يسمون بالمتقدمين، ولهذا الانسجام الجديد بين الحاكم والمحكوم تقدر المعمار، واتسعت المدينة و كثر سكانها، وأخذت المساكن الحجرية تحل محل الأكواخ الخشبية.

وبتطور الحياة المدنية واتساعها واستكمالها لنهضتها انحل عهد الحياة الإدارية الفدرالية في المجتمع الإسلامي الصومالي بأن تولى أمور البلاد حاكم واحد من أبناء البلاد، وبدأ عهد جديد من عهود السلاطين الصوماليين، و اتخذت الحياة الاجتماعية نمطاً جديداً يتسم بالحياة الصومالية الخالصة متأثراً في كافة مظاهره بالثقافة و الحضارة السامية الإسلامية.


تصاعد الإسلاموية

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ راجع الجزء الأول الصومال قديماً وحديثاً ...للمؤلف

وصلات خارجية