العلاقات الأمريكية السورية

العلاقات الأمريكية السورية
Map indicating locations of Syria and USA

سوريا

الولايات المتحدة
البعثات الدبلوماسية
السفارة السورية، واشنطن دي سيالسفارة الأمريكية، دمشق

العلاقات الأمريكية السورية هي العلاقات الثنائية بين الحكومة الأمريكية والحكومة السورية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

ناظم القدسي أول سفير سوري في واشنطن مع وزير الخارجية الأمريكي إدوارد ستيتينوس، 1945. عُين الدكتور قدسي سفيراً من قبل الرئيس شكري القوتلي وقدم أوراق اعتماده للرئيس الأمريكي فرانكلن روزڤلت عام 1944.

عام 1944، قدم ناظم القدسي أوراق اعتماده للرئيس الأمريكي فرانكلن روزڤلت كأول سفير سوري في واشنطن. وكان ذلك في عهد الرئيس شكري القوتلي.

مذكرة سرية من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سنة 1986، تقول أن أفضل وضع لمصالح الولايات المتحدة في سوريا سيتحقق بوجود نظام حكم سني. المذكرة تسرد سيناريوهات لتحقيق ذلك الهدف للاطاحة بالرئيس السوري حافظ الأسد والإتيان بنظام حكم سني يعتمد على مهنيين من الإخوان المسلمين. المذكرة أميط عنها لثام السرية في أبريل 2018.[1]


حافظ الأسد يستقبل بيل كلنتون في دمشق، 27 أكتوبر 1994.

وفي 27 أكتوبر 1994 - لقاء يجمع بين الرئيس بيل كلنتون والرئيس حافظ الأسد في دمشق، هو الثاني من نوعه خلال أقل من عام، لمناقشة عملية السلام وما سمي يومها بـوديعة رابين حول الإنسحاب الإسرائيلي من الجولان السوري المحتل. في 10 أكتوبر 1961: الولايات المتحدة تعترف رسمياً بحكومة الانفصال في سوريا وذلك بعد 12 يوماً من الانقلاب العسكري الذي أطاح بالوحدة مع مصر.


إدارة جورج بوش

تميزت العلاقات بين دمشق وواشنطن في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بالتوتر، ولاسيما بعد حرب العراق، ووصلت هذه العلاقة إلى حد القطيعة واستدعاء واشنطن لسفيرتها مارگرت سكوپي من دمشق بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005.

أما على صعيد التعاون الإستخباراتي فقد كانت الإستخبارات السورية على تعاون و تنسيق أمني مع المخابرات المركزية الأمريكية، إذا كانت سوريا الوجهه المفضلة لبرنامج الاعتقال والترحيل التابع للمخابرات المركزية الأمريكية‏ بعد أحداث 11 سبتمبر حسب تقرير منظمة "مبادرة العدالة في المجتمع المفتوح" عام 2013. [2]

إدارة أوباما

مع رحيل بوش وقدوم أوباما تغيرت قواعد اللعبة بين سوريا وأمريكا، إذ بدأ أوباما في انتهاج سياسة جديدة تختلف عن سياسة سلفه بوش، يسعى من خلالها إلى التقارب مع سوريا التي تعد لاعبا لا يمكن تجاهله في الشرق الأوسط.

وفي 29 ديسمبر 2010: عينت الولايات المتحدة سفيراً لها في سوريا للمرة الأولى منذ خمس سنوات. ومنذ وصول الرئيس باراك أوباما إلى البيت الأبيض، حاول إعادة السفير إلى سوريا واختار الدبلوماسي روبرت فورد للمنصب، إلا أنه اصطدم بمعارضة الأغلبية الجمهورية في الكونجرس التي اعتبرت إعادة السفير مكافأة لسوريا من غير مقابل. وقد استغل أوباما عطلة الأعياد لتعيين روبرت فورد سفيراً دون الحاجة للرجوع إلى الكونجرس.

وبدأ التقارب بين البلدين بزيارات وفود من الكونگرس ووفود دبلوماسية أخرى.


الانفتاح الأمريكي على سوريا مشروط بمساهمتها في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، بهذا المضمون عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون يوم 24 فبراير 2010ٍ أمام لجنة الموازنة في الكونگرس بقولها: "أكدنا للسوريين الحاجة إلى المزيد من التعاون حول العراق، ووقف التدخلات في لبنان ونقل أو تسليم سلاح إلى حزب الله، واستئناف المحادثات الإسرائيلية السورية". لكن الهدف الأهم الذي تسعى إليه واشنطن من وراء انفتاحها على دمشق هو إبعاد سوريا عن المحور الإيراني، إذ أفصحت كلينتون عن رغبة واشنطن في أن "تبدأ دمشق بالابتعاد في علاقتها عن إيران التي تتسبب في اضطرابات للمنطقة وللولايات المتحدة".

وهذا يثير التساؤل عن مدى واقعية الشروط الأمريكية، وفيما إذا كانت سوريا ستستجيب لها؛ عن ذلك يجيب الدكتور عمرو حمزاوي، الباحث في معهد كارنگي للسلام في بيروت في حديثه مع دويتشه فيله: " أشك في واقعية الطلب الأمريكي، لأن العلاقة السورية الإيرانية علاقة وثيقة استراتيجيا واقتصادياً وتجاريا" ويضيف حمزاوي بأن سوريا لا تملك حتى الآن رؤية واضحة لما يمكن أن تحصل عليه من الانفتاح الأمريكي عليها، هل هي معاهدة سلام مع إسرائيل أم غير ذلك؟ "وبالتالي نحن في مرحلة رمادية فيها انفتاح أمريكي سوري، ولكن فيها استمرار في العلاقة الخاصة بين سوريا وإيران".[3]

أما رد دمشق على طلب وزيرة الخارجية الأمريكية بالابتعاد عن طهران، فجاء على لسان الرئيس السوري بشار الأسد في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نظيره الإيراني أحمدي نجاد الذي كان في زيارة قصيرة إلى دمشق اليوم الخميس، إذ قال الأسد بتهكم: "نحن التقينا اليوم لنوقع اتفاقية ابتعاد بين سوريا وإيران"، وتابع "لكن بما أننا فهمنا الأمور خطأ ربما بسبب الترجمة أو محدودية الفهم فوقعنا اتفاقية إلغاء التأشيرات لا نعرف أكان هذا يتوافق مع ذاك". وبدوره أكد الرئيس الإيراني على عمق العلاقات السورية الإيرانية التي وصفها بالأخوية والعميقة وأنها تتطور وتتعمق أكثر فأكثر.

هذا ويرى الباحث في معهد كارنغي للسلام في بيروت أن تأثيرات الانفتاح الأمريكي على سوريا وتداعياته لن تقتصر على البلدين فقط، وإنما له تداعيات إقليمية مهمة تتعلق بطبيعة علاقات سوريا الإقليمية التي "كانت قريبة للغاية طوال الفترة الماضية من إيران، ومن أطراف أخرى كحزب الله وحماس، وكانت سوريا أحد الأطراف الفاعلة فيما سمي بمعسكر المقاومة العربية".

وفي حال استمرار تطور العلاقات السورية الأمريكية باتجاه التهدئة والتحسن واستجابة دمشق لمطالب واشنطن ولو نسبياً، فإنها ستتجه بدورها أيضاً بطلبات محددة إلى واشنطن وستطلب ثمناً غالياً لتعاونها معها في المنطقة. ويجمل حمزاوي في حديثه مع دويتشه فيله أبرز ما يمكن أن تطلبه دمشق بقوله: "المطلوب سوريا هو حل قضية الأرض السورية المحتلة من جانب إسرائيل أي مرتفعات الجولان، وبالتالي الانفتاح نحو إمكانية سلام بين سوريا وإسرائيل، وأن تعود سوريا إلى خانة العلاقات الطبيعية مع الغرب، وأن تقبل الولايات المتحدة بالدور المركزي لسوريا إقليميا في محيطها العربي والشرق أوسطي" ويصل حمزاوي إلى نتيجة مفادها أن الانفتاح الحقيقي على سوريا سيستغرق وقتاً وطالما أن الثمن "المتوقع أو المكسب المرجو غير واضح لدى السوريين حتى الآن، فلن يقبلوا بأن ترتهن علاقاتهم مع إيران بهذا الانفتاح المبدئي".

ورغم هذا الانفتاح المبدئي الذي مازال في بداياته، فإن وزيرة الخارجية الأمريكية متفائلة بتحقيق المزيد من التقدم في علاقة بلادها مع سوريا؛ واستشهدت كلينتون أمام لجنة الموازنة في الكونغرس بالزيارات التي قام بها مسؤولون أمريكيون ووفود من الكونغرس إلى سوريا، وتسمية سفير أمريكي في دمشق وهو الأمر الذي ينهي خمسة أعوام من عدم وجود سفير أمريكي في سوريا. وقالت كلينتون "هناك انفراجة طفيفة، بالنسبة لنا يمكن أن نبني عليها". هذا وتجدر الإشارة إلى أن واشنطن شطبت مؤخراً اسم سوريا من قائمة الدول الممنوع السفر إليها، مع إبقائها على قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وإبقاء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

إداارة ترمپ الأولى

من أجل مواجهة داعش، دعا ترمپ في 2015 للسيطرة على المناطق الغنية بالنفط والواقعة تمت سيطرة داعش، باستخدام القوات الجوية والبرية الأمريكية.[4] في 2016، دعا ترمپ إلى إرسال 20.000-30.000 جندي أمريكي إلى المنطقة،[5] الموقع الذي تراجع عنه لاحقاً.[6]

في 29 مارس 2018، قال ترمپ، إن الولايات المتحدة، ستغادر سوريا قريباً، وستعيد قواتها إلى البلاد وستترك الوضع لدول أخرى، وفق تعبيره. وأضاف ترمپ في خطاب ألقاه في ولاية أوهايو الأمريكية، سنخرج من سوريا قريباً جداً، وسندع الآخرين يعتنون بها. وقد شكا ترمپ من إنفاق الولايات المتحدة على سوريا، مشيراً إلى وجود تقدم عسكري ضد تنظيم داعش في المنطقة. [7]

وفي السياق ذاته، قالت الخارجية الأمريكية إنه ليس لديها علم بأي خطة لسحب القوات الأمريكية من سوريا بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس في تجمع بأوهايو، حسب ما نقلت رويترز.

وللولايات المتحدة نحو ألفي جندي في سوريا، على الرغم من تصريح وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس في وقت سابق إنه ستكون هناك زيادة في عدد الدبلوماسيين في المناطق التي سيطرت عليها الولايات المتحدة عبر ميليشيا قسد بعد انسحاب تنظيم داعش منها.

وسبق لوزير الدفاع الأمريكي أن قال إن القوات الأمريكية ستبقى في سوريا إذا واصل داعش القتال للحيلولة دون أن يعيد التنظيم بناء نفسه. وقال ماتيس "عندما تستقدم مزيدا من الدبلوماسيين فسيعملون على إعادة الخدمات واستقدام المتعاقدين". وأضاف "هناك أموال دولية ينبغي إدارتها بحيث تثمر عن شيء ما ولا ينتهي بها الأمر في جيوب الأشخاص الخطأ".

من جهة أخرى، قال مسؤول أمريكي كبير في رسالة إلى أعضاء التحالف إنه يتوقع استمرار العمليات العسكرية خلال الربع الأول من عام 2018.

يشار إلى أن نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، ألكسندر ڤينيديكتوڤ، كشف مؤخراً أن الولايات المتحدة أنشأت نحو 20 قاعدة عسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرة "الوحدات الكردية" في سوريا.

وكانت الوحدات الحماية، كشفت في يوليو 2017، وجود سبع قواعد ومراكز ومطارات عسكرية أمريكية في المناطق التي تستولي عليها بشمال شرق سوريا. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط آنذاك عن القيادي في "الوحدات" سبان حمو تأكيده أن الجيش الأمريكي أقام قواعد ومطارات ومراكز في سبعة مواقع تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرق نهر الفرات، أبرزها في عين العرب حيث أقيم مطار كبير ومتطور.

وتشمل القائمة مطارين في الحسكة، ومطاراً في القامشلي واثنين آخرين في المالكية (ديريك)، ومطاراً في تل أبيض على حدود تركيا، إضافة إلى "مفرزة عسكرية" في منبج بريف حلب، وتضم هذه المراكز نحو 1300 مقاتل من التحالف الدولي لقتال تنظينم "الدولة" بقيادة الولايات المتحدة.[8]

وإلى جانب هذه القواعد و المراكز السبعة، معسكر التنف الأميركي في زاوية الحدود السورية - العراقية - الأردنية، ومعسكر الزقف شمال التنف باتجاه مدينة البوكمال، وسط أنباء عن تفكيك الأخير مقابل وجود خطة لإقامة قاعدة في الشدادي في ريف الحسكة قرب دير الزور.

الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

في 21 مارس 2019، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ على حسابه على تويتر: "بعد 52 عاماً، حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي".[9]

وكان تقرير سنوي لوزارة الخارجية الأمريكية بشأن حالة حقوق الإنسان في أنحاء العالم، قد أشار إلى الجولان باعتبارها أرضاً "تسيطر عليها إسرائيل" بدلاً من استخدام مصطلح، "تحتلها إسرائيل، الذي دأبت عليه قبل ذلك.

وقد رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ترمپ على موقع تويتر وشكره "لاعترافه الشجاع بسيادة إسرائيل على الجولان". وأضاف قائلاً: "في الوقت الذي تتخذ إيران سوريا قاعدة لتدمير إسرائيل، يعلن الرئيس الأمريكي اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان".

كانت إسرائيل قد استولت على هضبة الجولان أثناء حرب 1967، قبل أن تضمها رسمياً عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وقال ريتشارد هاس، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية والرئيس الحالي لمجلس العلاقات الأجنبية، إن اعتراف ترمپ بالسيادة الإسرائيلية على الجولان من شأنه انتهاك قرارات مجلس الأمن الذي يستبعد الاعتراف بأراض أُخذت عن طريق الحرب.

ويأتي اعتراف الرئيس الأمريكي في وقت يواجه فيه نتنياهو انتخابات عامة في 9 أبريل 2019، وسلسلة اتهامات بالفساد.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ قد وقع في عام 2017 قراراً يعتبر القدس عاصمة لإسرائيل، وقرر نقل السفارة الأمريكية إلى هناك، رغم الإدانة العربية لهذه الخطوة، ودعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إلغاء هذا القرار.

في 30 سبتمبر 2020، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فرض عقوبات جديدة على سوريا، تشمل 3 أشخاص مقربين من نظام الأسد و13 كياناً حكومياً.

وجاء في بيان الوزارة عبر موقعها الرسمي: "اليوم، وفي إطار جهود الحكومة الأمريكية المستمرة للتوصل إلى حل سياسي سلمي للنزاع السوري، تتخذ وزارة الخزانة إجراءات ضد العناصر التمكينية الرئيسية لنظام الأسد". وأضافت: "هذه العناصر مرتبطة بالفرقة الرابعة في الجيش العربي السوري، ومديرية المخابرات العامة السورية ومصرف سوريا المركزي". وتابع البيان: "على وجه التحديد، أضاف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة، ثلاثة أفراد و13 كيانًا، إلى قائمة الرعايا المعينين على وجه التحديد والأشخاص المحظورين".

وقالت الوزارة إن عقوباتها شملت "رجل أعمال سوريا بارزاً، مرتبطاً بالنظام، ويعمل كوسيط للفرقة الرابعة في الجيش العربي السوري، وتدر شبكة أعماله إيرادات للحكومة وداعميها". كما شملت رئيس مديرية المخابرات العامة السورية، ومحافظ مصرف سوريا المركزي.

وفي تغريدة عبر "تويتر"، قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك پومپيو، إن العقوبات الجديدة شملت "قادة عسكريين وحكوميين ورجال أعمال فاسدين تابعين للحكومة السورية، فضلاً عن شركات مستفيدة من الصراع في البلاد"، مضيفاً: "أفعالهم تضر بالشعب السوري وتطيل معاناته بلا داع. قرار مجلس الأمن رقم 2254 هو السبيل الوحيد للمضي قدماً".[10]

وكان پومپيو قد أعلن في منتصف سبتمبر عزم واشنطن تقديم مساعدات بقيمة 720 مليون دولار إلى المدنيين المتضررين من الحرب في سوريا. وقال: "للمساعدة في معالجة الأزمة التي خلقتها الحملة العسكرية الوحشية لنظام الأسد وروسيا وإيران، أعلنت الولايات المتحدة عن أكثر من 720 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لدعم المدنيين المتضررين من الصراع المستمر في سوريا".

وفي 15 سبتمبر، أفاد تقرير لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بسوريا، بأن العقوبات الاقتصادية الأمريكية تزيد من تفاقم الوضع في سوريا، وقد تؤدي إلى تجدد النزاعات داخل البلاد. وقال: "لقد تفاقمت المخاوف بشأن الحصول على المياه والكهرباء والوقود التي جري الحديث عنها سابقا، بسبب الأزمة الاقتصادية المتسارعة التطور وتفشي الوباء العالمي والعقوبات المتزايدة".

المبعوث الأمريكي الخاص ديڤد براونستين في هجين دير الزور يلبس عبائة أهداها له مختار محلي من أبو حمام.

في 19 أكتوبر 2020، ذكر مسؤول أمريكي، طلب عدم نشر اسمه، أن كاش باتل نائب أحد مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ قد سافر إلى دمشق في وقت سابق من 2020 لإجراء مباحثات مع النظام السوري من أجل الإفراج عن مواطنين أمريكيين تعتقد الولايات المتحدة أنهما محتجزان هناك منذ سنوات. وكان أوستن تايس، الصحفي الحر، اختفى خلال عمله الصحفي في سوريا عام 2012، وكذلك اختفى ماجد كمالماز، وهو طبيب سوري-أمريكي، بعدما أوقفته السلطات عند نقطة تفتيش تابعة للحكومة عام 2017.

وقالت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين في إدارة ترمپ وآخرين مطلعين على المفاوضات، إن رحلة باتل كانت أول مناسبة يلتقي فيها مسؤول أمريكي كبير بمسؤولين بحكومة دمشق في سوريا خلال أكثر من عشر سنوات.

وذكرت وول ستريت جورنال أن مسؤولين أمريكيين عبروا عن أملهم في إبرام اتفاق مع الأسد يسمح بإطلاق سراح أوستن تايس، الصحفي الحر والضابط السابق بمشاة البحرية الذي اختفى خلال عمله الصحفي في سوريا عام 2012، وماجد كمالماز، وهو طبيب سوري-أمريكي اختفى أيضا بعدما أوقفته السلطات عند نقطة تفتيش تابعة للحكومة عام 2017. وأضافت الصحيفة أن السلطات الأمريكية تعتقد أن الحكومة السورية تحتجز أربعة أمريكيين آخرين على الأقل لكنها أوضحت أنه لا يُعرف عنهم سوى القليل. وذكرت وول ستريت جورنال أن ترمپ بعث برسالة خاصة إلى الأسد في مارس 2020 يعرض فيها "حواراً مباشراً" بشأن تايس. [11]

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني التقى بمستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين في البيت الأبيض مطلع أكتوبر لبحث قضية الأمريكيين المحتجزين في سوريا. ونقلت وول ستريت جورنال عن المصادر قولها إن المحادثات لم تحرز تقدماً يذكر مشيرة إلى أن دمشق طالبت واشنطن مراراً بسحب جميع قواتها من البلاد.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إدارة بايدن

في مارس 2023، شنت الولايات المتحدة غارة جوية على سوريا رداً على مقتل متعاقد أمريكي بمسيرة عراقية الصنع. كما أسفر الهجوم عن إصابة جنود أمريكيين ومتعاقد آخر. وصرح الرئيس جو بايدن بأن الولايات المتحدة "ستحمي شعبها بكل قوة".[12]

في سبتمبر 2023، ألقت الولايات المتحدة القبض على مسؤول في داعش بعد شن غارة بمروحية في شمال سوريا.[13]

منذ 7 أكتوبر، وقعت ما لا يقل عن تسع هجمات بمسيرات وصواريخ على أفراد أمريكيين في سوريا مع تصاعد التوترات الإقليمية المرتبطة بالحرب الإسرائيلية على غزة 2023.[14]

الحكومة الانتقالية السورية

بعد سلسلة الهجمات التي شنتها المعارضة السورية والتي أدت إلى سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، وتشكيل حكومة انتقالية سورية في اليوم التالي، بدأ البلدان العمل معاً حول عدد من القضايا المهمة التي تضمنت مكافحة فلول داعش في بادية الشام وتحديد أماكن المواطنين الأمريكيين الذين أُطلق سراحهم مؤخراً من سجون الأسد.[15][16]

في 20 ديسمبر 2024، رفعت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 مليون دولار لاعتقال أحمد الشرع بعد اجتماعات عُقدت في دمشق مع دبلوماسيين كبار وممثلين عن هيئة تحرير الشام بهدف المساعدة في العلاقات بين الحكومة السورية الجديدة والولايات المتحدة.[17][18] تناولت الاجتماعات بين مسؤولين أمريكيين ومسؤولين من هيئة تحرير الشام قضية المواطنين الأمريكيين المفقودين، بمن فيهم الصحفي أوستن تايس. وكان هذا الاجتماع هو الأول منذ أكثر من عقد في سوريا بين الولايات المتحدة والحكومة السورية، وكان الهدف الرئيسي، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، هو المساعدة في تشكيل المشهد السياسي في سوريا.[19] علاوة على ذلك، تم تحديث كتاب حقائق العالم التابع للمخابرات المركزية الأمريكية لإدراج محمد البشير كرئيس وزراء لسوريا.[20]

وقد توترت العلاقات لعدم وجود رد أمريكي قاسي على حملة القصف الإسرائيلية والتوغلات في سوريا بعد تشكيل الحكومة الانتقالية مباشرة.[21] وعلى الرغم من ذلك، كان العديد من المسؤولين الأمريكيين على اتصال مباشر بالنظام الجديد.[22]

إدارة ترمپ الثانية

الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترمپ وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في العاصمة السعودية الرياض، 14 مايو 2025.

في 21 يناير 2025، هنأ الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ على تنصيبه، معرباً عن ثقته بقدرة ترمپ على "إحلال السلام في الشرق الأوسط". وأكد الشرع، الذي تولى الرئاسة عقب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر 2024، رغبة إدارته في تحسين العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة عبر الحوار والتفاهم. وسلط الضوء على المعاناة الهائلة التي تحملتها سوريا على مدى العقد الماضي بسبب الصراع، وأعرب عن تفاؤله بإمكانية استعادة الاستقرار في المنطقة بقيادة ترمپ.[23]

في 25 مارس 2025، سلمت إدارة ترمپ سوريا قائمة شروط مقابل تخفيف جزئي للعقوبات ودعمها لوحدة أراضي سوريا، والتي تضمنت التزام سوريا بتدمير أسلحتها الكيميائية المتبقية، والتعاون في مكافحة الإرهاب، ومنع المقاتلين الأجانب من تولي مناصب حكومية عليا، ومساعدة الجهود الأمريكية للعثور على أوستن تايس، وتصنيف الحرس الثوري الإسلامي الإيراني كمنظمة إرهابية.[24][25]

الحكومة الانتقالية السورية

في 13 مايو 2025، أثناء زيارته إلى السعودية، أعلن ترمپ أنه سيرفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، قائلاً أنهم "تحملوا ما يكفي من الكوارث والحروب والقتل" وأن إدارته مستعدة لتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة.[26] وبحسب وزير الخارجية التركي خاقان فيدان، فإن وزراء خارجية تركيا والولايات المتحدة وسوريا سيجتمعون لمناقشة تفاصيل تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ برفع العقوبات عن سوريا.[27]

في 14 مايو 2025، التقى الشرع مع ترمپ في السعودية، في أول لقاء بين رئيسي الولايات المتحدة وسوريا منذ اجتماع بيل كلينتون وحافظ الأسد في جنيڤ عام 2000.[28]

رفع العلم الأمريكي فوق مقر السفير الأمريكي بالعاصمة السورية دمشق بحضور المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك.

.

في 29 مايو 2025 رُفع العلم الأمريكي فوق مقر إقامة مبعوث واشنطن الخاص إلى سوريا توم باراك، للمرة الأولى منذ إغلاق السفارة عام 2012 أثناء الثورة السورية التي شهدتها البلاد. لم تُعيّن الولايات المتحدة سفيراً لها في سوريا بعد، ولم تُعِد فتح سفارتها. وصرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قبل أيام بأنّ قرار عدم إعادة فتح السفارة حتى الآن "يعود كلياً إلى مخاوف أمنية".[29]

وأظهر مقطع ڤيديو لرويترز المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، وهو السفير الأمريكي لدى تركيا أيضاً، بينما يرفع العلم بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني. وفي وقت سابق، التقى باراك الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز المخابرات حسين سلامة، بحسب وزارة الخارجية السورية.

وقال باراك في كلمة ألقاها خلال حفل مراسم اتفاقية بقيمة 7 بليون دولار لتزويد سوريا بالكهرباء بين دمشق وشركات قطرية وتركية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ اتخذ قراراً "جريئاً" بإعلانه رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا هذا الشهر. وأدلى باراك بتصريحات أمام الحضور ومن ضمنهم الشرع، قال فيها: "لن ألقي عليكم خطاباً سياسياً، بل سألقي عليكم خطاباً عاطفياً"، وتابع: "ويأتي هذا الخطاب المؤثر من الرئيس دونالد ترمپ ووزير خارجيته ماركو روبيو، تكريماً لهذه الحكومة الجديدة الشجاعة والجريئة والمذهلة".

كانت الولايات المتحدة قد أغلقت سفارتها في سوريا عام 2012 وسحبت موظفيها المتبقين بعد أن رفضت الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد معالجة المخاوف الأمنية، بحسب ما قالته وزارة الخارجية في ذلك الوقت. وأطيح بالأسد في هجوم خاطف عام 2024 بقيادة الشرع، وهو عضو سابق في تنظيم القاعدة وزعيم جماعة إسلامية متشددة صنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.

وبعد ضغط من السعودية وتركيا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ هذا الشهر أن العقوبات المشددة على سوريا سوف يتم رفعها لإعطاء البلاد "فرصة للوصول للعظمة". وفي أعقاب الإعلان، التقى ترمپ بالشرع في الرياض، وهو أول لقاء بين رئيس أمريكي ورئيس سوري منذ 25 عاماً.

أنظر أيضاً

المصادر

This article contains material from the US Department of State's Background Notes which, as a US government publication, is in the public domain.[1]

  1. ^ المذكرة في موقع وكالة المخابرات المركزية
  2. ^ https://web.archive.org/web/20130228101538/http://www.opensocietyfoundations.org:80/sites/default/files/globalizing-torture-20120205.pdf
  3. ^ "العلاقات السورية الأمريكية....دبلوماسية المصالح ومعادلة الثوابت". مؤسسة دويتشه فيله . 2010-02-25.
  4. ^ "Trump once called for sending US ground troops to fight ISIS and 'take that oil'". Mother Jones.
  5. ^ Gaouette, Nicole (March 11, 2016). "Trump wants 30,000 troops. Would that defeat ISIS?". CNN. Retrieved July 12, 2016.
  6. ^ "The Latest: Trump backtracks on US forces to fight militants". U.S. News & World Report. Associated Press. March 21, 2016. Archived from the original on August 14, 2016. Retrieved July 12, 2016. {{cite news}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  7. ^ "Trump: 'We'll be coming out of Syria, like, very soon'". جريدة الشرق الأوسط. 2018-03-29. {{cite web}}: Unknown parameter |politico.com= ignored (help)
  8. ^ "ترامب يتحدث عن مصير القوات الأمريكية في سوريا". أورينت نت. 2018-03-29. {{cite web}}: Unknown parameter |politico.com= ignored (help)
  9. ^ "ترامب: حان الوقت للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان "المحتلة"". بي بي سي. 2019-03-21. Retrieved 2019-03-22.
  10. ^ "أمريكا تفرض عقوبات جديدة على سوريا تشمل مؤسسات حكومية وعسكرية". سپوتنيك نيوز. 2020-09-30. Retrieved 2020-09-30.
  11. ^ "مسؤول بالبيت الأبيض زار سوريا لبحث الإفراج عن مواطنين أمريكيين محتجزين". فرانس 24. 2020-10-19. Retrieved 2020-10-19.
  12. ^ Callahan, Michael; Liebermann, Oren; Bertrand, Natasha; Britzky, Haley (2023-03-24). "Biden vows US will 'forcefully protect our people' as Iranian-backed groups launch more attacks on US troops in Syria | CNN Politics". CNN (in الإنجليزية). Retrieved 2023-03-25.
  13. ^ "US Central Command forces capture Islamic State official in Syria after helicopter raid". Reuters (in الإنجليزية). 2023-09-25. Retrieved 2023-09-29.
  14. ^ "US forces have been attacked 23 times in Iraq, Syria since Hamas assault on Israel". The Times of Israel. 30 October 2023.
  15. ^ D’Antonio, Betsy Klein, Aileen Graef, Kayla Tausche, Jack Forrest, Isabelle (2024-12-08). "Biden offers a blueprint for US support in Syria, announces airstrikes against ISIS targets | CNN Politics". CNN (in الإنجليزية). Retrieved 2024-12-13.{{cite web}}: CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  16. ^ "Blinken says Washington working to bring home US citizen found in Syria". Al Jazeera (in الإنجليزية). Retrieved 2024-12-13.
  17. ^ "US scraps $10m bounty for arrest of Syria's new leader Sharaa". BBC News (in الإنجليزية البريطانية). Retrieved 2024-12-21.
  18. ^ "US drops $10m reward for arrest of Syria's new leader after Damascus talks". Al Jazeera English (in الإنجليزية). Retrieved 2024-12-21.
  19. ^ "Senior U.S. Diplomats Meet With Governing Militias in Syria". The New York Times (in الإنجليزية). 2024-12-20. ISSN 1553-8095. OCLC 1645522. Archived from the original on 2024-12-20. Retrieved 2024-12-21.
  20. ^ "Syria". Central Intelligence Agency. December 22, 2024 – via CIA.gov.
  21. ^ "US repeats Israel's 'right to defend itself' after seizure of buffer zone with Syria". Middle East Eye (in الإنجليزية). Retrieved 2024-12-13.
  22. ^ "US officials in 'direct contact' with victorious Syria rebels". www.bbc.com.
  23. ^ "Syria's Al-Sharaa says US President Trump will 'bring peace' to the Middle East". 2025.
  24. ^ "US gave Syria list of conditions for partial sanctions relief, sources say". Reuters (in الإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2025-03-27. Retrieved 2025-04-02.
  25. ^ "US offers Syrian government conditions for limited sanctions relief - AL-Monitor: The Middle Eastʼs leading independent news source since 2012". www.al-monitor.com (in الإنجليزية). Retrieved 2025-04-02.
  26. ^ Adelson, Daniel; York, New (2025-05-13). "Trump Lifts Syria Sanctions: 'They Have Endured Enough Disasters'". Ynetnews (in الإنجليزية). Retrieved 2025-05-13.
  27. ^ "Turkish, US, Syrian top diplomats to weigh details of Syria's release from US sanctions". reuters. 14 May 2025.
  28. ^ Miller, Zeke; Gambrell, Jon; Madhani, Aameer (14 May 2025). "Trump meets with Syria's interim president, a first between the nations' leaders in 25 years". AP News. Retrieved 14 May 2025.
  29. ^ "سوريا.. رفع العلم الأمريكي في دمشق للمرة الأولى منذ أكثر من عقد.. وتوقيع اتفاقيات طاقة بـ7 مليارات دولار". سي إن إن. 2025-05-29. Retrieved 2025-06-04.