التدخل الإيطالي في الحرب الأهلية الليبية

قوات إيطالية في قاعدة بحرية ليبية

التدخل الإيطالي في الحرب الأهلية الليبية هو تدخل عسكري من قبل إيطاليا في الشؤون الداخلية لليبيا.

إيطاليا هي الدولة المستعمرة السابقة لليبيا، وقدمت تسهيلات للحملة العسكرية الغربية على ليبيا قديما، وفي الوقت نفسه قامت بمساعدة وتقديم العون لعائلة القذافي.

ترتبط ليبيا بعلاقة وثيقة مع الجارة الأوروبية إيطاليا، حيث أن القراءة التاريخية تؤكد على علاقات التداخل والتفاعل المستمر مع الدول الأوروبية على الضفة المقابلة للبحر المتوسطٍٍ، وترتبط إيطاليا بعلاقة وثيقة مع ليبيا نظراً لموقعها الجيوسياسي وثرواتها الطبيعة خاصة النفط. فإن ليبيا تحتاج بشكل خاص إلي إيطاليا بسبب فوائد قيام شراكة ليبية إيطالية سيكون من مصلحة الطرفين، حيث أن ايطاليا تعتبر أكبر شريك تجاري لليبيا، وأن النفط الليبي يعتبر بدوره سلعة استراتيجية لا غنى عنها بالنسبة لإيطاليا.[1]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أحداث

في يوليو 2018 قال سفير إيطاليا في ليبيا إن بلاده ليس لديها قواعد عسكرية في جنوب ليبيا، في حين أكدت الحكومة الليبية المؤقتة وجودها.

الجيش الوطني الليبي سيلجأ للقوة في حال نشر قوات إيطالية في الجنوب .. كلمات حذر بها الجيش علي لسان المتحدث باسمه العميد أحمد المسماري من حال وجود أي إيطالي في بلاده.

التحذير جاء عقب تضارب التصريحات من المسؤولين الإيطاليين الذين اتهموا البعض بمحاولة تشويه العلاقات الإيطالية الليبية، في حين أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية أنها ستقود أي تدخل عسكري محتمل بليبيا، ما أثار العديد من الأسئلة حول الوجود الإيطالي على الأراضي الليبية.[2]


سفارة إيطاليا تنفي وجود قواعد

ونفى سفير إيطاليا في ليبيا جوزيبي بيروني، أي نية لبلاده لنشر قوات بليبيا، قائلا: "الشائعات حول إنشاء إيطاليا لقاعدة عسكرية في جنوب ليبيا هي ببساطة أخبار مزيفة".

وتابع بيروني، في تغريدة على صفحته بـ "تويتر"، أن بلاده تقود برنامج الاتحاد الأوروبي الهادف إلى تقوية السيادة الليبية وإمكانيات وقدرات حرس الحدود لمكافحة الاتجار بالبشر.

بيروني أكد ذلك النفي مرة أخرى، وقال، "لن تكون هناك نقاط ولا عمليات عسكرية من طرفنا في الجنوب، ما نسعى إليه هو مساندة ليبيا في تنفيذ خطتها التي تهدف إلى مراقبة الحدود وبسط للأمن على كامل التراب الليبي".

وفي تغريدة أخري استنكرت سفارة إيطاليا في ليبيا محاولات تشويه العلاقات بين إيطاليا وليبيا، مؤكدة أن "إيطاليا أكثر البلاد اهتماما بتحقيق الاستقرار في ليبيا، وأن ليبيا أولوية لإيطاليا وليست ملكية لها".

الدفاع الإيطالية تؤكد التدخل

"لنكن واضحين.. القيادة في ليبيا لنا".. هكذا حذرت وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا، في تصريحات نقلتها صحيفة "الجورنال" الإيطالية، السلطات الفرنسية من تدخلها في الشأن الليبي، على هامش الاجتماع الوزاري بمقر الناتو في بروكسل، ما يتناقض مع موقف السفارة الإيطالية.

الوزيرة الإيطالية عادت وأكدت النية في التدخل في الشؤون الليبية، في تصريحات نقلتها الإذاعة الحكومية الإيطالية، موضحة بالقول إن "فرنسا وبريطانيا لن تقدما على حرب منفردة في ليبيا كما كان في عام 2011، وقيادة التحرك العسكري المقبل سيكون لإيطاليا".

وأضافت ترينتا: "اتفقنا على ذلك خلال الاجتماع الأخير لوزراء دفاع دول التحالف الذي حضره وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، آشتون كارتر، والفرنسي جان-إيڤ لو دريان، والبريطاني مايكل فالون".

وتابعت "ترينتا": "لقد تم الاتفاق على التحرك في ليبيا بصورة منسقة على أن تكون إيطاليا صاحبة الدور القيادي في العملية، ولمست عزيمة قوية من حلفائنا في هذا الصدد".

وأفادت الوزيرة الإيطالية بأن "العملية العسكرية المقبلة ستكون أيضاً لحماية الآبار التي تستثمرها مؤسسة الطاقة الإيطالية إني والعاملين لديها في ليبيا".

وذكرت الوزيرة أن بلادها لا تتحدث عن أي حرب، بل عن حرب على الإرهاب، ما يحتاج إلى تمويل إضافي لمبلغ 600 مليون يورو، مشيرة إلى أن البرلمان الإيطالي قد خصص هذا المبلغ للحرب على تنظيم داعش الإرهابي في العراق فقط.

وأضافت أن "هذا بالطبع لن يكفي فيما لو فتحنا جبهة جديدة في ليبيا، وشرعنا في عمليات على سواحل البحر الأبيض المتوسط".

الحكومة المؤقتة

من جانبها، أكدت وزارة الداخلية التابعة للحكومة الليبية المؤقتة وجود قواعد عسكرية إيطالية في شمال غربي ليبيا، مضيفة أن روما تسعى للأمر نفسه في مدينة غات، جنوب البلاد.

وقال رئيس ديوان وزارة الداخلية العقيد أحمد بركة، إن هناك قواعد وقوات عسكرية إيطالية، بشكل علني ومعلوم، في مدينة مصراتة، شمال غرب ليبيا.

وأوضح بركة، في تصريحات تليفزيونية، أن روما تحاول توطين المهاجرين الأفارقة في مدينة غات، لإبعادهم عن جزيرة صقلية وعن أوروبا، مضيفاً، أن هناك مؤشرات قوية على سعي إيطاليا وحلفائها إلى إعادة احتلال ليبيا، دون إرادة الشعب الليبي.

وتابع بركة أن منطقة غات واحة حيوية استراتيجية سياحية، تطل على الجزائر، ويتدفق إليها المهاجرون من كل من دولتي مالي وتشاد.

واعتبر رئيس ديوان وزارة الداخلية أن رفض إيطاليا والدول الأوروبية تسليم الموانئ النفطية إلى المؤسسة المنبثقة عن الحكومة المؤقتة يشير إلى الرغبة في عدم معرفة حجم ثروات الليبيين من عائدات النفط، ومراقبة إنفاقها.

وأشار المسؤول الليبي إلى أنه قد اتضح لأهالي الجنوب أن أموال النفط، والذين يبذلون جهدا كبيرا من أجل حمايته، في حقول الفيل والشرارة وغيرهما، يتم حرمانهم منها، ومنحها للإرهابيين، ليعيدوا محاربة الشعب الليبي، وذلك رغم أن الجنوب يعاني تدهورا على المستوى الأمني والصحي والاقتصادي.

وأشار بركة إلى تدخل إيطاليا في أزمة الاقتتال بين قبيلتي "التبو" و"أولاد سليمان"، وعقد مؤتمر المصالحة في روما، بحضور وزير الداخلية الإيطالي؛ حيث تم الاتفاق خلال الاجتماع على عدة بنود، منها الرجوع إلى اتفاقية عام 2008، والتي أبرمت بين ليبيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، بإنشاء قواعد عسكرية للجيش الليبي.

وأكد بركة أن أهالي الجنوب يرفضون التدخلات والمحاولات الإيطالية بقوة، مشيراً إلى قيام قبيلة الطوارق بالتنسيق مع قبائل الجنوب، وأهالي غات بإغلاق المطار ومنع دخول الإيطاليين، بالإضافة إلى مطالبة القيادة العامة للجيش الوطني باستهداف أي جسم أجنبي، ومنع انتهاك السيادة الوطنية.

تحذير الجيش الليبي

حذر الجيش الليبي باللجوء للقوة في حال نشر قوات إيطالية في الجنوب، مؤكدا على لسان المتحدث باسمه العميد أحمد المسماري، أن أي وجود إيطالي في ليبيا سيقابل بالقوة.

وحول الخطوات التي تم اتخاذها لمواجهة المخططات الإيطالية، كشف القيادة العامة للقوات المسلحة، عن تكليف اللواء توفيق الشريف، آمرا للكتائب والقوات المكلفة بحماية المنطقة.

واجتمعت قبائل الطوارق، والتبو، وأولاد سليمان، والقذاذفة، والورفلة، والمقارحة، وجميع مكونات الجنوب، حيث تم الاتفاق على عقد اجتماع طارئ لأعيان ومشايخ قبائل الجنوب، بمدينة مرزق.


تطورات

Italian soldiers.jpg
الجنرال فرانشيسكو پاولو فليولو في الجيش الإيطالي

في 18 يونيو 2021، أعلنت إيطاليا استبدال 200 جندي من قاعدتها العسكرية في مصراتة بليبيا.

وفي 19 يونيو 2022، قال الجنرال في الجيش الإيطالي فرانشيسكو پاولو فليولو خلال زيارته الأخيرة إلى ليبيا، إن إيطاليا تحافظ على وجودها العسكري في ليبيا على مر السنين، بناءً على "الاحتياجات التي اقترحتها حكومة طرابلس". وأنها ستركز أكثر على أنشطة التدريب للأفراد الليبيين، دون أن تنسى دعم السكان المحليين.

تواجد فليولو في مصراتة حيث التقى الجنود الإيطاليين من فرقة عمل أبقراط. من الناحية الرسمية، كان الغرض من المهمة هو نشر مستشفى ميداني لمحاربة داعش.

ومع ذلك، وفقًا لفليولو، تطورت المهمة رغما ان تهديد داعش "لم يعد جوهريًا وقويًا كما كان في الأشهر والسنوات الماضية".

قال فليولو للجنود الإيطاليين في مصراتة: "لقد تطورت مهمتنا اليوم". "لقد تغيرت على أساس الاحتياجات التي اقترحتها حكومة طرابلس".

بقيت وحدة طبية من نوع رولي ون- بلس في مصراتة، لذلك ما زلنا قادرون على تقديم الدعم ليس فقط لموظفينا، ولكن أيضًا للسكان المحليين، وتوفير التطبيب عن بعد والعلاج الطبيعي والزيارات المتخصصة، مع إمكانية نقل الأطفال والبالغين في أكثر المستشفيات اعتمادا في إيطاليا، ومن بينها، مجمع سيليو العسكري لدينا إذا لزم الأمر.[3]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "التدخل الإيطالي في الصراع في ليبيا". books.google. 2015-10-12. Retrieved 2022-11-16.
  2. ^ "هل توجد قواعد عسكرية إيطالية في ليبيا؟". al-ain. 2018-07-13. Retrieved 2022-11-15.
  3. ^ "Italian general says his country's mission in Libya "evolved"". libyaupdate. 2022-07-19. Retrieved 2022-11-16.