مثنوي معنوي

(تم التحويل من المثنوي)
المقدمة العربية للجزء الأول من المثنوي.
مخطوطة من كتاب المثنوي لجلال الدين الرومي

المثنوي أو "مثنوي معنوي" بالفارسي، هو ديوان شعري باللغة الفارسية لجلال الدين الرومي. والمثنوي يعني بالعربية النظم المزدوج الذي يتّحد شطرا البيت الواحد ويكون لكل بيت قافيته الخاصّة، وبذلك تتحرر المنظومة من القافية الموحدة. وهو أحد أهم الأعمال في الصوفية. وقد بدأ الرومي في إملائه وهو في عمر الرابعة والخمسين، حوالي سنة 1258، وواصل التأليف حتى وفاته في 1273. المجلد السادس والأخير يبقى غير مكتمل.[1] وكل مجلد يحوي تقريباً نحو 4,000 بيت شعر، ويضم كل مجلد مقدمة وخاتمة نثريتين. ويقترح بعض الدارسين أنه بالاضافة إلى المجلد السادس غير المكتمل، فلربما كان كناك أيضاً مجلد سابع.[2]

وللمثنوي طبعات متعددة ونسخ مخطوطة كثيرة منتشرة في مكتبات العالم، كما أن له شروحاً كثيرة بلغات مختلفة، منها الشرقي ومنها الغربي وبلغت عدد أبيات المثنوي 25,632 بيتاً، موزعة بين أجزائه الستّة[3] وفيه 424 قصة تشرح معاناة الأنسان للوصول إلى حبه الأكمل الذي هو الله.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

دواعي كتابته

وهناك روايتان حول تأليف الكتاب.


رواية المريدين

مثنوي وحسام‌ الدین حسن چلبی

الرواية الأولى عن طرح حسام الدين حسن چلبي، وهو أقرب المقربين للرومي، فكرة كتابة كتاب مثل "حديقة الحقيقة" لسنائي أو "إلهي نامه" و"منطق الطير" لفريد الدين العطار لتكون مصاحبة للكثير من الرُحّل يملأون قلوبهم بأشعار الرومي ويؤلفون الموسيقى في مصاحبتها. عند ذلك ابتسم جلال الدين وأخرج من عمامته قطعة من الورق مكتوب عليها أول ثمانية عشر بيتا من المثنوي والذي يبدأ بـ:

اصغ إلى الناي وهو يقص قصته/وكيف يغني ألم الفراق

. توسل حسام الدين بجلال الدين أن يكتب أكثر وقد رد عليه قائلاً "إذا وافقت أن تكتب لي فسوف أنشد" وهكذا كان فقد. ابتدأ مولانا في بداية الخمسينيات من عمره يملي هذا العمل الضخم كما وصفه حسام الدين قائلاً:

"إنه- أي جلال الدين - لم يمسك أبداً بقلم في يده حين تأليف المثنوي وأينما أراد أن يملي سواء في المدرسة أو في ساحات قونية أو في بساتين الكروم فكنت أكتب ما يملي علي وبالكاد أستطيع ملاحقته لأنها تستمر ليلا ونهارا ولبضعة أيام وفي أوقات أخرى لا يؤلف شيئا لعدة أشهر ومرة استمر الحال لمدة سنتين لم يؤلف شيئا وفي كل مرة يكتمل جزء كنت أعيد قراءته عليه لكي يستطيع تصحيح ما كتب"[4].

رواية ابن بطوطة

وروى الرحالة ابن بطوطة قصة مختلفة إذ قال أن الرومي:

...كان في بدء أمره فقيهاً مدرساً، يجتمع إليه الطلبة بمدرسته بقونيه، فدخل يوماً إلى المدرسة رجل يبيع الحلوى، وعلى رأسه طبق منها، وهي مقطعة قطعاً، يبيع القطعة منها بفلس. فلما أتى مجلس التدريس قال له الشيخ: هات طبقك. فأخذ الحلواني قطعة منه وأعطاها للشيخ.. فأخذها الشيخ بيده، وأكلها. فخرج الحلواني، ولم يطعم أحداً سوى الشيخ. فخرج الشيخ في اتباعه، وترك التدريس، فأبطأ على الطلبة. طال انتظارهم إياه، فخرجوا في طلبه فلم يعرفوا له مستقراً. ثم إنه عاد إليهم بعد أعوام، وصار لا ينطق إلا بالشعر الفارسي المتعلق الذي لا يفهم. فكان الطلبة يتبعونه ويكتبون ما يصدر عنه من ذلك الشعر، وألفوا منه كتاباً سموه المثنوي. وأهل تلك البلاد يعظمون ذلك الكتاب ويعتبرون كلامه، ويعلمونه ويقرأونه بزواياهم في ليالي الجمعات"[5].

مراجع

  1. ^ (Franklin Lewis, "Rumi, Past and Present, East and West: The Life, Teachings and Poetry of Jalâl al-Din Rumi," Oneworld Publications, England, 2000.)
  2. ^ Rumi, Jalal Al-Din. Rumi The Masnavi Book One. Trans. Jawid Mojaddedi. Oxford UP, 2004. Print. Pg xxii
  3. ^ كتاب المثنوي
  4. ^ مولانا جلال الدين الرومي، مثنوي، ترجمة د. إبراهيم الدسوقي شتا، مجلس الأعلى للثقافة، القاهرة’ 2002
  5. ^ ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة، نسخة موقع الوراق، صفحة 141
  • "قصص المثنوي في جزئين لجلال الدين الرومي"، جمع محمد المحمدي الاشتهاري.
  • مولانا جلال الدين الرومي، مثنوي، ترجمة د. إبراهيم الدسوقي شتا، مجلس الأعلى للثقافة، القاهرة’ 2002
  • جلال الدين الرومي، المثنوي - كتاب العشق والسلام، ISBN 977-6148-38-7

وصلات خارجية

قالب:Urdu poetry