العلاقات الأمريكية اللبنانية

العلاقات الأمريكية اللبنانية
Map indicating locations of Lebanon and USA

لبنان

الولايات المتحدة
البعثات الدبلوماسية
السفارة اللبنانية في واشنطنالسفارة الأمريكية في بيروت

العلاقات الأمريكية اللبنانية، هي العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ولبنان. بدأت العلاقات الرسمية بين البلدين عام 1944، عندما قدم الدبلوماسي الأمريكي جورج وادزورث أوراق اعتماده كمبعوث. كانت العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة وثيقة تاريخياً؛ فقد أرسلت الولايات المتحدة مساعدات مالية إلى لبنان في حالات متعددة. الرأي العام اللبناني تجاه الولايات المتحدة منقسم بشكل عام، حيث أن حوالي 40 إلى 45% من السكان لديهم وجهة نظر إيجابية. يختلف الرأي بناءً على الدين، حيث يكون المسلمون اللبنانيون بشكل عام أكثر معاداة لأمريكا، والمسيحيون اللبنانيون أكثر تأييداً لأمريكا.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وزعيم تيار المستقبل اللبناني رفيق الحريري عام 2014.

في أكتوبر 1942 أرسلت الولايات المتحدة الدبلوماسي جورج وادزورث إلى لبنان بصفته "وكيلاً وقنصلاً عاماً" بينما كان لبنان لا يزال جزءاً من انتداب دولي يحكمه الفرنسيون. اعترفت الولايات المتحدة بلبنان كدولة مستقلة في 8 سبتمبر 1944. وتأسست العلاقات الرسمية في 16 نوفمبر 1944، حيث قدم وادزورث أوراق اعتماده بصفته مبعوثاً.[1] وكان أول سفير للولايات المتحدة هو هارولد ماينور الذي عُين في المنصب في أكتوبر 1952.[2]

تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على علاقاتها الوثيقة التقليدية مع لبنان، والمساعدة في الحفاظ على استقلاله وسيادته ووحدته الوطنية وسلامة أراضيه. وتدعم الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع المجتمع الدولي، التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1559، بما في ذلك نزع سلاح جميع الميليشيات ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جميع أنحاء لبنان. وتعتقد الولايات المتحدة أن لبنان المسالم والمزدهر والمستقر يمكن أن يقدم مساهمة مهمة في تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط.

لقد كان أحد التدابير التي تعكس اهتمام الولايات المتحدة ومشاركتها في هذا الشأن هو برنامج الإغاثة وإعادة التأهيل والتعافي الذي بلغ إجماليه من عام 1975 حتى 2005 أكثر من 400 مليون دولار من المساعدات المقدمة إلى لبنان. وفي أعقاب حرب لبنان 2006، عززت الحكومة الأمريكية هذا البرنامج بشكل كبير، وتعهدت بتقديم أكثر من بليون دولار من المساعدات الإضافية للسنتين الماليتين 2006 و2007. ولا يعكس هذا الدعم المخاوف الإنسانية والروابط التاريخية فحسب، بل يعكس أيضاً الأهمية التي توليها الولايات المتحدة للتنمية المستدامة واستعادة لبنان المستقل والسيادي والموحد. ويستخدم بعض التمويل الحالي لدعم أنشطة المنظمات التطوعية الخاصة الأميركية واللبنانية المنخرطة في برامج التنمية الريفية والبلدية على مستوى البلاد، وتحسين المناخ الاقتصادي للتجارة والاستثمار العالميين، وتعزيز الأمن وإعادة التوطين في جنوب لبنان. كما تدعم الولايات المتحدة برامج إزالة الألغام ومساعدة الضحايا.

وعلى مر السنين، ساعدت الولايات المتحدة أيضاً الجامعة الأمريكية في بيروت والجامعة الأمريكية اللبنانية من خلال دعم الميزانية والمنح الدراسية للطلاب. كما قُدمت المساعدة إلى المدرسة الأمريكية المجتمعية والكلية الدولية في بيروت.

عام 1993، استأنفت الولايات المتحدة برنامج التعليم والتدريب العسكري الدولي في لبنان للمساعدة في تعزيز القوات المسلحة اللبنانية - المؤسسة الوطنية الوحيدة الغير طائفية في البلاد - وتعزيز أهمية السيطرة المدنية على الجيش. استؤنفت مبيعات المواد الدفاعية الزائدة عام 1991 وسمحت للقوات المسلحة اللبنانية بتعزيز قدراتها في مجال النقل والاتصالات، والتي تدهورت بشدة أثناء الحرب الأهلية. زادت المساعدات الأمنية لكل من القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي بشكل كبير بعد حرب 2006، من أجل دعم الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في لبنان أثناء تنفيذها لمتطلبات قرار مجلس الأمن رقم 1701 وتؤكد سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية.

في 24 أكتوبر 2012، وبعد خمسة أيام من تفجير سيارة مفخخة في بيروت أسفر عن مقتل رئيس المخابرات اللبنانية وسام الحسن، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ڤيكتوريا نولاند أن الحكومة الأمريكية ستدعم دعوة ائتلاف المعارضة السياسية اللبنانية لتشكيل حكومة جديدة خالية من النفوذ السوري، فضلاً عن مساعدة لبنان في التحقيق في التفجير.

في أوائل نوفمبر 2018، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية أربعة أعضاء بارزين في حزب الله على قائمة برنامج الإرهابيين العالميين المعينين بشكل خاص. وكان من بينهم يوسف هاشم، وعدنان حسين كوثراني، ومحمد عبد الهادي فرحات، وشبل محسن عبيد الزيدي الذي كان بمثابة حلقة وصل بين حزب الله، والحرس الثوري الإيراني وأنصارهم في العراق.[3]

في يونيو 2019، فرضت إدارة ترمپ عقوبات على ثلاثة مسؤولين كبار في حزب الله في لبنان، وهم وفيق صفا، ومحمد حسن رعد، وأمين شري. وأضيف هؤلاء المسؤولون إلى قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية واتهموا بامتلاك "أجندة خبيثة" لدعم الحكومة الإيرانية.[4]

في أكتوبر 2023، انتشرت معلومات غير مؤكدة تفيد بأن الولايات المتحدة ستغلق سفارتها في بيروت أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة. وتبين لاحقاً أن هذه المعلومات كاذبة، وصرحت السفارة الأمريكية في بيروت أن المكتب "مفتوح ويعمل بشكل طبيعي". جاءت هذه الأخبار بعد أن أفادت إسرائيل بأن هناك تسلل محتمل من حزب الله إلى إسرائيل من جنوب لبنان. وحذرت الولايات المتحدة حزب الله في لبنان من التورط في حرب غزة.[5]

في يونيو 2024، أفاد الجيش اللبناني أن مسلحاً هاجم السفارة الأمريكية في بيروت. أطلق الجنود النار على المهاجم، الذي وُصف بأنه مواطن سوري، ثم نُقل إلى المستشفى. ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية، استمر تبادل لإطلاق النار لمدة نصف ساعة تقريباً بالقرب من البعثة الدبلوماسية الأمريكية في إحدى ضواحي بيروت الشمالية.[6][7]


في 2 سبتمبر 2020، وصل إلى بيروت مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديڤد شنكر. ودعا شنكر جميع الحكومات المستقبلية في لبنان لتبني الحياد، وقال إن الولايات المتحدة تعمل على حياد لبنان.[8]

وعن مشاركة حزب الله في الحكومات اللبنانية، قال شنكر إن هذا الحزب "ليس مهتماً بالإصلاح، وإنه يفضل الوضع الراهن ويهتم بالاستمرار في الدفاع عن الإيرانيين، وعدم دفع تكلفة الجمارك التي توفر عائدات للدولة".

في 6 نوفمبر 2020، علنت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات مالية على السياسي والوزير اللبناني السابق جبران باسيل لاتهامه بالفساد. وأعلنت في بيان تجميد جميع أصوله في الولايات المتحدة، وطلبت من المصارف اللبنانية، التي تجري تعاملات بالدولار، القيام بنفس الشيء في لبنان.[9]

ومن الأسباب التي أوردها البيان أن باسيل الذي "تبوأ مناصب رفيعة في الحكومة اللبنانية، بما فيها وزير الاتصالات ووزير الطاقة والمياه ووزير الخارجية والمغتربين"، متورط "بمزاعم كبيرة بالفساد". وتابع "في عام 2017، عزز باسيل قاعدته السياسية بتعيين أصدقاء له في مناصب (...). في عام 2014، عندما كان وزيرا للطاقة، وافق على مشاريع عدة من شأنها توجيه أموال من الحكومة اللبنانية إلى أفراد مقربين منه من خلال مجموعة من الشركات الواجهة". كما قالت الوزارة إن باسيل "مسؤول أو متواطئ، أو تورط بشكل مباشر أو غير مباشر في الفساد، بما في ذلك اختلاس أصول الدولة ومصادرة الأصول الخاصة لتحقيق مكاسب شخصية"، متحدثة أيضا عن فساد "متعلق بالعقود الحكومية أو استخراج الموارد الطبيعية، أو الرشوة".

وسارع باسيل إلى الرد على القرار الأمريكي عبر تويتر، قائلا إن العقوبات لا تخيفه. وكتب باسيل: "لا العقوبات أخافتني ولا الوعود أغرتني. لا أنقلب على أي لبناني... ولا أُنقذ نفسي ليَهلك لبنان". وأضاف "اعتدت الظلم وتعلّمت من تاريخنا: كُتب علينا في هذا الشرق أن نحمل صليبنا كل يوم... لنبقى".

وتأتي العقوبات في إطار قانون ماگنيتسكي، وهو اسم محام روسي توفي قيد الاعتقال في موسكو بعدما كشف قضية فساد. وتم إقراره في الولايات المتحدة في 2012 لمكافحة إفلات الأفراد والشركات من العقاب على مستوى العالم لدى انتهاكهم حقوق الإنسان أو ارتكابهم أعمال فساد.

وغرّد وزير الخارجية الأمريكي مايك پومپيو أن "على الزعماء اللبنانيين الإصغاء لشعبهم وتنفيذ إصلاحات ووضع حد للفساد"، مضيفاً "اليوم، صنفت الولايات المتحدة جبران باسيل، وهو وزير سابق فاسد أساء استغلال مناصبه الحكومية". وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية في مؤتمر صحفي إن جبران باسيل "استخدم نفوذه لتأخير جهود" تشكيل حكومة في لبنان. وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه "بهذا العمل اليوم، نشجع لبنان على تشكيل حكومة من دون سياسيين معروفين بممارسة الفساد، وعلى بدء إصلاحات اقتصادية جدية". وتابع "الشعب اللبناني يستحق أفضل من جبران باسيل".

ويعد باسيل من أكثر الأشخاص قرباً من الرئيس ميشال عون الذي يعتبره بمثابة وريثه السياسي. وهو رئيس التيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية. ومنذ وصول عون إلى سدة الرئاسة عام 2018، ينظر على نطاق واسع إلى باسيل على أنه "رئيس الظل". فهو الذي يفاوض عن تيار الرئيس خلال تشكيل الحكومات، وكان من الوزراء الأكثر حضوراً على الساحة السياسية والأكثر إثارة للجدل.


في 19 أغسطس 2021، أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الولايات المتحدة أبلغت الرئيس ميشال عون بوضعها خطة تشمل الأردن وسوريا ومصر لمساعدة بلده في احتواء أزمة الطاقة الكهربائية التي يعاني منها حالياً.[10]

وذكرت الرئاسة البنانية على حسابها في تويتر أن عون تلقى اتصالاً هاتفياً من سفيرة الولايات المتحدة لدى بيروت، دوروثي شيا، أبلغته خلاله بقرار الإدارة الأمريكية بمساعدة لبنان في استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا عن طريق الغاز المصري. وأوضحت السفيرة الأمريكية، حسب الرئاسة اللبنانية، أن الخطة تقضي بتسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولاً إلى شمال لبنان، مشيرة إلى أن المفاوضات جارية مع البنك الدولي لتأمين تمويل ثمن الغاز المصري وإصلاح خطوط نقل الكهرباء وتقويتها والصيانة المطلوبة لأنابيب الغاز. أفادت أنباء برفض سوريا مقترح السفيرة الأمريكية على الرئيس عون.[11]


استطلاعات الرأي

وفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجراها مركز پيو للأبحاث، من عام 2002 حتى 2017، أعرب 44% من اللبنانيين في المتوسط ​​عن رأي إيجابي تجاه الولايات المتحدة (أدنى مستوى عام 2003 بنسبة 27%، وأعلى مستوى عام 2009 بنسبة 55%)، بينما أعرب 55% في المتوسط ​​عن رأي سلبي (أعلى مستوى عام 2003 بنسبة 71%، وأدنى مستوى عام 2009 بنسبة 45%).[12] إن وجهات النظر تجاه الولايات المتحدة متحيزة بشكل كبير بسبب الدين، حيث أن المسيحيين اللبنانيين أكثر تأييداً لأمريكا والمسلمين اللبنانيين أكثر معاداة لأمريكا.

عام 2005 (وهو العام الذي كان فيه 42% من اللبنانيين لديهم آراء إيجابية تجاه الولايات المتحدة)، "كان لدى 22% فقط من المسلمين رأي إيجابي عن الولايات المتحدة ـ وهو مستوى يتسق مع المشاعر المعادية لأمريكا المنتشرة في أغلب أنحاء العالم الإسلامي. ومع ذلك، كان لدى ما يقرب من ثلاثة من كل أربعة مسيحيين (72%) رأي إيجابي عن الولايات المتحدة".[13]

انظر أيضاً


المصادر

  1. ^ "A Guide to the United States' History of Recognition, Diplomatic, and Consular Relations, by Country, since 1776: Lebanon". U.S. Department of State. Retrieved December 27, 2017.
  2. ^ Lori Clune (2016). Executing the Rosenbergs: Death and Diplomacy in a Cold War World. New York: Oxford University Press. p. 238. ISBN 978-0-19-026590-8.
  3. ^ US Targets Hezbollah Iraq Network With New Sanctions
  4. ^ Rappeport, Alan (2019-07-09). "U.S. Imposes Sanctions on Hezbollah Officials Accused of Supporting Iran". The New York Times.
  5. ^ “US government is not currently considering evacuating Americans from Lebanon” Al Arabiya. (12 Oct 2023). Accessed 12 Oct 2023.
  6. ^ Press, The Associated (2024-06-05). "Lebanese army says gunman attacked US embassy". Toronto Star (in الإنجليزية). Retrieved 2024-06-05.
  7. ^ Prentis, Jamie; Naar, Ismaeel (2024-06-05). "Shooting reported near US Embassy in Lebanon's Beirut". The National (in الإنجليزية). Retrieved 2024-06-05.
  8. ^ "ماكرون يمهل السياسيين اللبنانيين 3 أشهر هددهم بعقوبات في حال فشلت الإصلاحات... وديفيد شنكر لـ«الشرق الأوسط»: واشنطن مع حياد لبنان". جريدة الشرق الأوسط. 2020-09-02. Retrieved 2020-09-03. {{cite web}}: line feed character in |title= at position 40 (help)
  9. ^ "الولايات المتحدة تفرض عقوبات مالية على الوزير اللبناني السابق جبران باسيل لاتهامه بـ"الفساد"". فرانس 24. 2020-11-06. Retrieved 2020-11-06.
  10. ^ "خطة أمريكية تشمل الأردن وسوريا ومصر لمساعدة لبنان في تجاوز أزمة الكهرباء". روسيا اليوم. 2021-08-19. Retrieved 2021-08-19.
  11. ^ "Unofficial initial leaks: Flag of Syria Damascus rejected the proposal of the US Flag of United States ambassador to President Aoun. Flag of Lebanon". INTELSky. 2021-08-19. Retrieved 2021-08-19.
  12. ^ Pew Global Indicators Database. Pew Research Center. Accessed April 5, 2019.
  13. ^ Rosentiel, Tom. "Lebanon's Muslims." Pew Research Center, Washington D.C. July 2006.

قراءات إضافية

  • Riedel, Bruce (2020). Beirut 1958: How America's Wars in the Middle East Began. Washington, D.C.: Brookings Institution Press. ISBN 978-0815737292.
  • Stocker, James R. Spheres of Intervention: US Foreign Policy and the Collapse of Lebanon, 1967–1976 (Cornell University Press 2016)
  • Varady, Corrin. US Foreign Policy and the Multinational Force in Lebanon: Vigorous Self-Defense (2017)
  • Waage, Hilde Henriksen, and Geir Bergersen Huse. "A Careful Minuet: The United States, Israel, Syria and the Lebanese Civil War, 1975–1976." International History Review (2019): 1-22.

وصلات خارجية