عراق المنشية

عراق المنشية
Mainirqmansheh.png
من الأعلى باتجاه عقرب الساعة: صورة منظر عام لبيوت قرية عراق المنشية وسكانها (نادرة)، والبقية صور ملتقطة عام 1949 لترحيل اهالي القرية بعد استيلاء العصابات الصهيونية عليها وطرد سكانها المحليين.
عراق المنشية is located in فلسطين الانتداب
عراق المنشية
عراق المنشية
بالعربية
معنى الاسم "The cliff of the place of growth"[1]
تهجيات أخرى عراق المنشية[1]
المقاطعات غزة
الاحداثيات 31°36′17″N 34°46′59″E / 31.60472°N 34.78306°E / 31.60472; 34.78306Coordinates: 31°36′17″N 34°46′59″E / 31.60472°N 34.78306°E / 31.60472; 34.78306
التعداد 2,220[2] (1945)
المساحة 17,901 dunums

17.9 km²

تاريخ التهجير فبراير–يونيو 1949[3]
أسباب التهجير طردتهم القوات الإسرائيلية
المواضع الحالية كرات گات، Sde Moshe

عراق المنشية إنگليزية: Iraq al-Manshiyya هي قرية فلسطينية مهجَّرة كانت تابعة لقضاء المجدل عسقلان التابعة لمدينة غزة، وتبعد عن عنها حوالي 32 كم إلى الشمال الشرقي. وتضاريس عراق المنشية هي عبارة عن مجموعة من التلال المتموجة، بالإضافة إلى أختراق هذه التلال عدداً من الوديان ومن أشهرها وادي فتالة وهو أحد الروافد الرئيسية لوادي المحور القادم من الفالوجة وتميل الأراضي في عراق المنشية إلى الإرتفاع كلما أتجهنا نحو الشرق باتجاه أراضي قضاء الخليل وتميل إلى الانخفاض والاستواء كلما اتجهنا نحو الغرب وتصبح ساحلية بمعنى الكلمة لأنها تكون على الأطراف الشرقية للسهل الساحلي الفلسطيني، وترتفع 125 م عن سطح البحر، بلغت مساحة أراضيها 17,901 كم، ويحيط بها من الشمال قرية زيتا قضاء الخليل ومن الغرب قرية الفالوجة ومن الجنوب فطاطة وأراضي عشيرة الوحيدات الجبارات في قضاء بير السبع ومن الشرق بيت جبرين قضاء الخليل،وتعد قرية عراق المنشية من أواخر القرى التي سقطت بيد العصابات الصهيونية بعد عام كامل من عام النكبة وظلت صامدة حتى عام 1949 تحت القصف والدمار بفضل المتطوعيين من القرية والجيش المصري والسوداني، قامت العصابات الصهيونية المسلحة بعد الاتفاقية رودوس بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي 2332 نسمة، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستعمرة "كريات غات" التي تعد اضخم مدن الاحتلال في هذه الايام.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

منظر من أحد تلال قرية عراق المنشية (الارض المشار اليها في الصورة تعود ملكيتها إلى المختار الحاج أحمد دعيس الطيطي )

تقول الرواية الشفوية بالإجماع إننا ورثنا هذا الإسم عراق المنشية عن الأباء والاجداد وأن عراق المنشية مكون من مقطعين الأول عراق وهذا اسم قديم والثاني المنشية فهو محدث وكان يطلق عليها اسم عراق في سنة 1596.

أما أهل اللغة فقد عرفوا كلمة عراق أنها تطلق على المناطق القريبة من شط البحر أو شط النهر وكذلك سفح أو جرف الجبل أو التل أو الجبل الصغير أما أهل فلسطين فيطلقون كلمة عراق على المنطقة الصخرية الظاهرة بين الحقول والبساتين وأحياناً تكون ملساء وكلمة المنشية إصطلاح معروف يطلق على المنشأ الجديد أو موقع هام في القرية أو المدينة وأكثر من منطقة أحدثت في فلسطين أطلق عليها أسم المنشية مثل منشية يافا وعكا وصفد والناصرة وجنينـ أما قرى فلسطين والتي تبدأ بكلمة عراق هي : عراق المنشية وعراق سويدان وعراق التايه وعراق الشباب .

أما الوثائق العثمانية تفيد أنه في القرن السادس عشر الميلادي كان في سنجق غزة ثلاث قرى اسمها عراق وهي:

  1. عراق حالا: وهي ضمن أراضي المنشية اليوم.
  2. عراق الهتيم (حاتم): وهي ضمن أراضي المنشية اليوم.
  3. عراق: ويطلق عليها اليوم عراق سويدان.

وبناء على الوثائق العثمانية والخرائط القديمة واستشارة المؤرخ الدكتور كمال عبدالفتاح تبين لنا أن قرية عراق الهتيم وقرية عراق حالا هما متلاصقتان، وتقريباً في نهاية القرن الثامن عشرالميلادي توحدت القريتان وأطلق عليهما اسم قرية عراق المنشية.


الأهمية الاستراتيجية

منظر عام لبيوت قرية عراق المنشية وسكانها.

في أواخر القرن التاسع عشر كانت قرية عراق المنشية مبنية بالطوب وتحيط بها الأراضي الزراعية. وكان للقرية شكل دائري.

في موقع فريد تقع عراق المنشية حيث تلتقي ثلاث أقضية فلسطينية حول جسمها وهي قضاء الخليل وقضاء بئر السبع وقضاء غزة. هذا التمازج أكسب القرية ميزة الجمع الفريدة بين بيئة الجبل والساحل متمثلة في جبال الخليل وسهول الساحل الغربي الفلسطيني وصحراء النقب وتقع القرية على بعد 32 كم من مدينة غزة، وتبعد عن مدينة يافا المحتلة (تل ابيب) ما يقارب 56 كم و43 كم من بئر السبع و68 كم من مدينة القدس، ترتفع 125 متراً عن سطح البحر وهي إلى الشمال الشرقي منها.

وقد أكتسب موقع عراق المنشية أهمية لوقوعها على الطريق الموصل بين الخليل وغزة وكذلك لوقوعها على مفترق طرق وهي طريق بئر السبع المتجهة جنوباً وطريق الفالوجة المتجهة غرباً، وطريق الخليل المتجهة شرقاً ومن ثم إلى الطريق الشمالي المؤدي إلى إسدود.

وكذلك اكتسبت أهمية لمرور خط سكة الحديد من أراضيها والذي كان يربط بئر السبع بشمال البلاد الفلسطينية.

التاريخ

أطلال القرية المدمرة واضحة في الإتجاه الغربي من وسط القرية.لاحظ حظ سكة الحديد بالقرب من الأشجار 1991

الكنعانيون

كانت فلسطين آهلة بالسكان في عصور ما قبل التاريخ ، وقد تعرضت في أواخر الألف الرابع وأوائل الألف الثالث قبل الميلاد لموجات عربية سامية كبيرة وهي الموجة المعروفة باسم ( الأمورية. الكنعانية) والتي تعاظم أمرها قبل عام 2500 قبل الميلاد نزل الأموريون داخل بلاد الشام وجنوبها واستوطن الكنعانيون ساحلها وجنوبها الغربي.

وقد كانت لهم حضارة معروفة ومشهود لها وعليه فإن الكنعانيين دخلوا بلادنا وهم متقدمين في المدينة فأخذوا يتابعون نشاطهم ويمارسون حضارتهم على نطاق واسع في وطنهم الجديد وقد كان الكنعانيون يقسمون إلى عدة قبائل ومنها:

  1. اليبوسيون : وقد دعوا بذلك نسبة إلى "يبوس" جدهم الأعلى وكانت منازلهم في مدينة "يبوس" وحولها ويبوس أسم القدس العربي الكنعاني.
  2. الحويون : وكانت منازلهم في مدينة نابلس ثم انتشروا في شمال فلسطين حتى جبل الشيخ وجبل لبنان.
  3. العمالقة أو "العماليق" : وكانت بلادهم تقع في جنوب فلسطين وفي الأراضي الكائنة إلى الغرب والشمال الغربي من البتراء.
  4. الفرزيون : وكانوا يسكنون القرى ولم يسمع لهم اسم بعد القرن الخامس قبل الميلاد.
  5. العناقيون : وهو الفرع من الكنعانيين الذين ينسب إليهم أهالي "جت" عراق المنشية، كانت منازل العناقيون تمتد من جنوبي الخليل إلى القدي ونزل بعضهم الساحل فأقاموا في "جت" وينسب إليهم بناء أسدود ونذكر من العناقيين "أربع" ويعتبر أعظم رجل ظهر في قومه، وهو باني ومؤسس مدينة الخليل ونسبة إليه دعيت يومئذ (قرية أربع) بمنى مدينة أربع.

بيليست

شعوب البحر، فهم: بيليست peleset، أو بلستي، الذين ذكروا في العهد القديبم باسم الفلسطينيين : وهم قوم أتوا من جزيرة كريت، فسكنوا غزّة وجوارها، وتوالت هجراتهم من كريت إلى فلسطين، حيث امتلكوا الساحل الفلسطيني حتى جبل الكرمل، ووصلوا شرقاً إلى رؤوس الجبال الشرقية في فلسطين. ويضيف مصطفى مراد الدبّاغ، أنّه كانت مدن الفلسطينيين المهمّة، خمسة مدن، هي: غزّة، وعسقلان وأسدود وعقرون، وجت (عراق المنشية)، كذلك مدينة يبنة شمالي أسدود. وكان حاكم المدينة، يلقب بلقب سيرين Seren، كذلك مدينة اللُّد، ومدينة صقلاغ التي كانت تقوم في تل خويلفة على بعد 25 كم، شمال شرق بئر السبع. ويُعتقد أنهم، أي الفلسطينيين، هم من علّم الفينيقيين، مجموعة من الخبرات البحرية، وللفلسطينيين أثر كبير في المدنيّة الكنعانية، حيث كانوا يتقنون صناعة الحديد، وأقدم الآثار الحديدية، عُثر عليها في تلّ الفارعة، وتل جمّة، ومجدّو. ومن أبطال الفلسطينيين، جوليات Goliath، الذي ولد في عراق المنشية، وأخيش Achich، هو ملك عراق المنشية.

العصور القديمة

عراق المنشية (هي مدينة جت الكنعانية) جاء في موسوعة بلادنا فلسطين للمؤرخ الفلسطيني المرحوم مصطفى مراد الدباغ، في الجزء الثامن بالديار الغزية صفحة 230 فقرة صغيرة نذكرها حرفياً وهي : (وقريتنا هذه تقوم على البقعة التي كانت بلدة "جت" الكنعانية، سكنها في بادئ أمرها "العناقيون" ولما نزل الفلسطينيون، الأتون من كريت، هذه الناجية من بلادنا كانت "جت" أحدة مدنهم الخميس العظيمة وهي جت وغزة وعاقر وأسدود وعسقلان، وقد ولد فيها "جالوت.جليات" الجبار الفلسطيني).

وقد دارت على هذه البلدة نكبات من الزمن فقد هدمها اليهود في عهد ملكهم "عزيا" في القرن التاسع قبل لميلاد وضربوها ضربة قاضية.

والظاهر أنها في أوائل العهد المسيحي عادت للظهور ولكنها قرية متواضعة حملت أسمها القديم: جت، ولم يدم ذلك طويلاً إذ لم نسمع لها اسماً في عهد الفتوح العربية والإسلامية ولا في أيام الحروب الصليبية.

وفي عام 2012 عثر على كنز في عراق المنشية يعود للعهد البيزنطي، حيث يحتوي الكنز على قطع نقدية، ومجوهرات نادرة، وخواتم مرصعة بالأحجار الكريمة من الفترة البيزنطية. وقال إميل الجم الباحث الإسرائيلي المسؤول عن الحفريات الخاصة بالتنقيب عن الآثار: يعود الكنز لفترة القيصر نيرون "حارق روما" والقيصر فتريانوس، حيث حكما في الفترة ٥٤ - ١١٧ بعد الميلاد.وأضاف: تحمل القطع النقدية الذهبية صور القيصرين كما كان مألوفا في بيوت صك العملة وقتها ولجانبها رموز إخوة المقاتلين وآلهة اليونان.

القرية في القرن السادس عشر

قلنا أن الوثائق العثمانية تشير أن عراق الهيتم (حاتم) وعراق حالا هما قريتان متلاصقتان وتوحدتا مع خرب أخرى وأطلق عليها قرية عراق المنشية واعتقد أيضاً بوجود أكثر من قرية أو خربة ضمت إلى عراق المنشية مثل خربة الجديدة والتي هي اليوم إحدى خرب عراق المنشية وكانت في القرن السادس عشر لها وجود ومن القرى المشهورة . وللأهمية أن عدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة عام 1596 - 1597 لقرى عراق حالا وعراق الهيتم (حاتم) وخربة الجديدة وهم اليوم ضمن أسم قرية عراق المنشية وذلك من كتاب جغرافية فلسطين وشمال الأردن وجنوب سوريا للمؤلف الكبير الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله هيتروت:

  1. عراق حالا : عدد أرباب الأسر الدافعة للضريبة سبعة وقيمة الضريبة 25% ومجموع الضريبة (1100) أقجة (الأقجة عملة عثمانية كانت مع بداية العهد العثماني لها قيمتها ومصنوعة من الفضة) وهذه الضريبة تدفع على الحنطة والشعير وبقية الحبوب وكذلك أشجار العنب والفواكة وضريبة الماعز ورسوم الزواج .
  2. عراق الهتيم (حاتم) عدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة 11 وقيمة الضريبة (25%) ومجموع الكلي للضريبة 1200 أقجة وهي ضريبة الحنطة والشعير والماعز.
  3. خربة الجديدة: كان عدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة فيها (12) وقيمة الضريبة (33.3%) والمجموع الكلي للضريبة (8676) أقجة، كانت تدفع على الحنطة والشعير والسميم وبقية الحبوب وأشجار العنب مع المقائي والحدائق والبساتين وضريبة الماعز ورسوم الزواج.

عهد المماليك

أنشئ خان على تل الشيخ أحمد العريني في 717 هجري (1317-1318)، في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون، تاسع سلاطين المماليك البحرية، هذا وفقاً للنقوش على جانبي مدخل مقام الشيخ أحمد العريني.

عراق المنشية نهاية الدولة العثمانية

من المعروف أن قضاء غزة في نهاية الحكم العثماني قسم إلى مركز وناحيتين وكان المركز مدينة غزة ويتبعه 15 قرية والنواحي هي: خان يونس والمجدل، وقرية عراق المنشية كانت تتبع ناحية المجدل مع (18) قرية وهي: الفالوجة، كراتيا، حليقات، حتا، صميل، جسير، بعلين، عراق المنشية، تل الترمس، ذنبه (إذنبه)، التينة، ياسور، المسمية الكبير ، المسمية الصغيرة، قسطينة، جلدية، بيار تعبيا.

في أواخر العهد العثماني تأسست محطة للسكك الحديدية بالقرب من القرية، ومع ذلك، تم تدمير هذه المحطة في الحرب العالمية الأولى.

مقام الشيخ أحمد العريني

مقام الشيخ أحمد العريني موجود على قمة التل الذي سمي بأسمه ويرتفع ما قارب 32 م وكان الضريح يتألف من الجدران المكشوفة المصنوعة من كتل حجرية، ويقع المدخل في منتصف الجدار الشمالي، فوق المدخل كان الرخام في حين كان على جانب الباب النقوش وعلى الجدار الجنوبي كان المحراب المقعر العميق.

الجغرافيا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المساحة والحدود

خريطة موقع عراق المنشية بين القرى والاقضية المحيطة

حسب خريطة فلسطين ووثائق الإنتدال البريطاني عام 1945 فإن مساحة عراق المنشية (17901) دونم، ويحدها من الشمال قرية زيتا قضاء الخليل ومن الغرب قرية الفالوجة ومن الجنوب فطاطة وأراضي عشيرة الوحيدات الجبارات في قضاء بير السبع ومن الشرق بيت جبرين قضاء الخليل.

التضاريس

عراق المنشية، منظر من أحد تلال قرية عراق المنشية (الارض المشار اليها في الصورة تعود ملكيتها إلى المختار الحاج أحمد دعيس الطيطي )

لالتقاء أقدم سلسلة جبال الضفة الغربية وبالتحديد أقدم جبال الخليل مع الأطراف الشرقية للسهل الساحلي الفلسطيني مع الأطراف الشمالية للنقب الشمالي شكل هذا الوضع مجموعات من التلال المتموجة ولذلك فإن تضاريس عراق المنشية هي عبارة عن مجموعة من التلال المتموجة ويعد تل العريني أشهرها، بالإضافة إلى أختراق هذه التلال عدداً من الوديان ومن أشهرها وادي فتالة وهو أحد الروافد الرئيسية لوادي المحور القادم من الفالوجة وتميل الأراضي في عراق المنشية إلى الإرتفاع كلما أتجهنا نحو الشرق باتجاه أراضي قضاء الخليل وتميل إلى الانخفاض والاستواء كلما اتجهنا نحو الغرب وتصبح ساحلية بمعنى الكلمة لأنها تكون على الأطراف الشرقية للسهل الساحلي الفلسطيني.

المناخ

بسبب وقوع قرية عراق المنشية في الوسط الغربي لفلسطين ولوقوعها على الأطراف الشرقية للسهل الساحلي الفلسطيني، فإن مناخها حار نسبياً في الصيف مع قليل من الرطوبة، وماطر معتدل شتاءً، وتمتاز بأمطار غزيرة دافئة نسبياً بسبب الرياح الجنوبية الغربية التي تهب من البحر الأبيض المتوسط الحاملة للرطوبة والماء وعند اصطدامها بالأرض فإنها تتمدد وترتفع وتبرد وتتكاثف قطرات الماء فتتساقط أمطاراً غزيرة ويتميز الشتاء بشكل عام بالدفء، فقد تتساقط حبات البرد بالرغم من دفء الجو في ذلك البلد شتاءً. وأن كمية الأمطار التي تسقط تكون كافية لنمء كافة أنواع المزروعات وبخاصة الأشجار المثمرة مثل اللوز والعنب والتين والمشمش والزيتون وغيرها وكذلك القمح والشعير وكافة أنواع الحبوب والبقوليات بالإضافة إلى السمسم.

المياه والآبار

وقد كان لوقوع عراق المنشية عند أقدام جبال الخليل أثر كبير في كثرة الينابيع والآبار لا سيما على طول التقاء السهل بالجبل وعمق آبارها بين (15 و 22) متر هذه الينابيع والآبار الارتوازية مياهها غزيرة عذبة وكان قسم كبير يذهب سدى دون أن يستغل في الزراعة المروية جيدا.

ولبركة هذه الأرض كان الناس في وإنما عدة أمتار القرية لا يحفرون عميقا بسيطة فتخرج المياه عذبة وغزيرة ومن أشهر تلك الآبار:

  1. بئر عبدالله صافي الطيطي: يقع من حوله بيارة ويقع جنوب القرية.
  2. بئر الزلطة (بئر البلد): ويقع في وسطها وهو أشهر آبار البلد وكان أكثر الاعتماد عليه لأنه يوجد بين تجمع أهل البلد ومركز القرية.
  3. بئر محمود ظاهر شمال شرقي البلد.
  4. بئر علي حسن ويقع غربي البلد.
  5. بئر عبد العزيز ناجي صلاح ويقع جنوب البلد.
  6. بئر الحاج زكوت ويقع جنوب البلد.
  7. بئر محمود أبو محيسن ويقع جنوب شرقي البلد.

وهناك الكثير نت الآبار والينابيع الأقل شهرة وعن السؤال عن كيفية استخراج تلك المياه من هذه الآبار أجاب سكان البلدة بأنه كان يستعمل الطريقة التقليدية وهو استعمال الدواب كالبغال والأبقار وبأسلوب السواقي حيث كانت الدواب تدور حول هذه السواقي وتستخرج منها المياه وخاصة للزراعة.

التربة

تقع القرية ضمن السهول الداخلية وهي المناطق شبه الرطبة وتسود فيها التربة الرسوبية، وتنتشر هذه التربة في السهول الداخلية والأشرطة المحيطة بهوامش الشفا وتتكون من الطمي ويميل لونها إلى البني وتتصف بالعمق والقوام الناعم الطفلي وهي ذات جودة وإنتاج عاليين حيث تتجدد قوتها وطاقتها الانتاجية.

بتجدد عناصرها والمواد المكونة لها ، وذلك نتيجة نقل السيول والأمطار وللمياه الجارية للمواد الرسوبية الناعمة من المرتفعات المحيطة، أو المطلة على السهول والمدخنات كل سنة.

الزراعة

استخدام الأراضي عام 1945

نوعية المساحة المستخدمة فلسطيني (دونم) يهودي (دونم)
مزروعة بالبساتين المروية 53 0
مزروعة بالحبوب 13,463 3,433
مبنية 169 35
صالح للزراعة 13,516 3,433
بور 748 0

أراضي القرية سهلية وتربتها طينية صالحة للزراعة ولذلك فهي صالحة للزراعة التي كانت تعتمد على مياه الأمطار. وكان السكان يعملون على الأغلب في الزراعة فيزرعون الحبوب والعنب والكثير من أصناف الأشجار المثمرة (مثل الزيتون واللوز) وبيارات الحمضيات، وكانت الزراعة بعلية في معظمها ولا سيما على طول خط تماس السهل بالسفوح الغربية.

  1. نماذج الزراعة في القرية: القمح والشعير والحبوب بشكل عام والعنب وأصناف الأشجار المثمرة مثل الزيتون واللوز
  2. الإنتاجات اخرى مثل الماعز وخلايا النحل
  3. كان الماعز والضأن يوفران لسكانها المواد اللازمة (الصوف والغزل) لحياكة البسط، وكان سكان القرية يصبغون بسطهم في الفالوجة

أهم الخرب التابعة لعراق المنشية

تتبع هذه القرية بعض الخرب ومن أهمها:

  1. خربة الفرط : قد تكون (الفرت) من (فرتا) السريانية بمعنى الخصب والأثمار والخربة تقع على الحدود بين قضائي غزة وبئر السبع .وتحتوي على صهاريج وأرضية مرصوفة بالفسيفساء وحجارة ساقطة وطريق قديمة ومعصرة زيتون وبركة متهدمة .
  2. قرية أم الكلخة : تقع بين قضائي غزة والخليل على أساس شقف فخار .
  3. خربة البرجالية : لعل كلمة البرجالية من البرج وهي كلمة يونانية بمعنى مكان عال مشرف للمراقبة ، وتعرف هذه الخربة باسم خربة (الوحيدي) وتحتوي على بئر. مبنية وصهاريج مهدمة وأكوام فخار .
  4. خربة الجديدة : وتقع في الجنوب الغربي من عراق المنشية ، وتحتوي على صهاريج وحجارة مبعثرة وشقف فخار .
  5. خربة أولاد سلامة : تقع في شرقي البلد حيث يختلط السهل بالجبل.

الآثار في القرية

كانت القرية كغيرها من القرى الفلسطينية تحوي في داخلها مجموعة من الآثار التي تثبت وتدل على أن هذه الأرض فلسطينية كنعانية منذ آلاف السنين ولتدحض أكاذيب العدو الصهيوني وزيف أقوالها حول أن الأرض لهم. ومن هذه الآثار.

  • التل ( تل العريني):وهو شيخ مصري عاش في القرية قبل مئات السنين وربما أكثر وبقي المكان الذي دفن فيه كمزار للسكان يتبركون به.
  • بركة البلدة:- ويعود تاريخها إلى ما قبل العهد العثماني وإلى عصور قديمة حيث كانت مياه السيول والأمطار تتجمع فيها لري المزروعات في الصيف.
  • المحطة:- وهي عبارة عن آثار قديمة كان القطار يتوقف فيها لدى مروره من أفريقيا إلى مكة المكرمة أو آسيا قادماً من مصر إلى السعودية ولنقل التجارة والجيوش.

ومنذ احتلال القرية من العدو الصهيوني في العام 1949م بدأ بتغيير وتدمير كل ما فيها وليمحوا كل الآثار فقد غيَّر اسمها ليصبح (كريات قات) بدل عراق المنشية, ثم دمَّر بيوت القرية وأقام مكانها المستوطنات ومصانع السكر والحديد.

ولكن بقيت بعض الآثار قائمة برغم الزمن المر الرديء مثل التل, ووادي البلدة وبعض بيارات البرتقال والعنب, ومنطقة صغيرة كان قد زرع فيها الصبر وأشجار الجميز وبعض القبور لأهل البلدة.

المساجد والمقامات

كان هناك في العهد العثماني مسجد واحد في عراق المنشية ولا يعرف متى تم بناؤه وقد وسع على عدة مراحل. وبني مسجد جديد في القرية كان يعتبر من أجمل مساجد المنطقة وأوسعها وهذا الجامع هو ملحق بزاوية للمتصوفين وقد أشترك في إنشاءه المجلس الإسلامي الأعلى وإتباع الشيخ خير الدين الشريف والشيخ حسن القواسمي وهم من مشايخ الطرق الصوفية في المنطقة . وفي عراق المنشية عدد من المقامات مثل مقام أبي الدرداء ومقام الشيخ أحمد العريني بالإضافة إلى مقامات الأربعين الذين شاركوا مع عمرو بن العاص في الفتوحات الإسلامية ضد الروم .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الخطباء والأئمة

من خطباء وأئمة المساجد في كل من مسجد أبوسل القديم والزاوية المسجد الجديد عرف كل من:

  1. الشيخ شعبان سلمان الجوابرة.
  2. الحاج عمرو جبريل خليل الجوابرة.
  3. الشيخ محمد عبد الله نمر الجوابرة.
  4. الشيخ محمد أبو زغيريت.

ومن الأئمة أيضا

  1. الشيخ حسن عبدالعاطي البدوي.
  2. الشيخ محمد أحمد عبد الرحمن أبوسل.
  3. الشيخ خليل محمد عبد العزيزي أبوسل.
  4. الشيخ محمد عبد الله حسن الجوابرة.
  5. الشيخ عبد الحي القواسمي.

ولأهمية عراق المنشية فقد كان الواعظ الديني لمنطقة غزة الشيخ فهمي الأغا يزور القرية كثيرا خصوصا بين أعوام 1935 إلى 1938 وكان يسر المسجد الذي ذكره في كتاباته من خلال جولاته الوعظية في قرى غزة إذ قال: (إنه مسجد في غاية الإتقان)، ومن الوعاظ أيضاً الذين زاروا القرية الشيخ شعبان أفندي صبح واعظ قضاء بئر السبع وزار القرية أكثر من مرة في عام 1936.

المدرسة والكتاب

بدأ التعليم في عراق المنشية منذ العهد العثماني وخصوصا في الزاوية التابعة لطرق الصوفية على شكل كتاب (الكتاتيب) وبقي الحال كذلك حتى عام 1934 عندما تأسست مدرسة إبتدائية وكان في القرية أكثر من شيخ يدرس الكتاب قبل افتتاح المدرسة وكانت عراق المنشية مشهورة بين القرى في من يلم بالقراءة والكتابة في نهاية العهد العثماني والإنتداب البريطاني وقال المرحوم المؤرخ مصطفى الدباغ في موسوعته أنه في القرية (294) رجلاً ليمون بالقراءة والكتابة وكان عدد من ابناء عراق المنشية حملة شهادات من الأزهر الشريف في القاهرة وعندما افتتحت المدرسة عام 1934 بلغ عدد طلابها (80) يوزعون على ستة صفوف ثلاثة يعلمهم أربعة معلمين تدفع القرية عمالة ثلاثة منهم وفي عام 1945 م وصل عدد طلاب المدرسة (201) ومن المدرسين الذي هم من اهل القرية منذ تأسيس المدرسة 1934 م حتى عام النكبة:

  1. الشيخ عبد المجيد حبوش.
  2. الشيخ شعبان سليمان الجابري.
  3. الشيخ محمد عبد المحسن أبو زغيريت الجابري.
  4. الأستاذ عبد الفتاح محمود سويلم الجابري.
  5. محمد نمر عبد الله الجابري.
  6. الشيخ حسن عبد العاطي.

ومن أساتذة مدرسة القرية أيضا:

  1. الأستاذ ربيع أبو الليل من بلدة برير.
  2. الاستاذ ربيع فايز الدبشة مدرس أنجليزي.
  3. الأستاذ أحمد شتات مدرس من قرية جسير.
  4. الأستاذ محمود شريم من قلقيلية.
  5. الأستاذ عبد الكريم أبودف من مدينة غزة.
  6. الشيخ شكري أبو رجب من مدينة الخليل.
  7. الأستاذ خضر زمو.

البيوت المعمورة في عراق المنشية

جاء في كتاب ملكية الأراضي في متصرفية القدس 1858 م - 1918 م للمؤرخ الدكتور أمين مسعود أبو بكر أن بيوت قرية عراق المنشية عام 1871 م (114) بيت معمور وفي عام 1905 م حسب الوثائق العثمانية (126) بيت معمور وفي عام 1931 م أصبحت البيوت المعمورة (299) بيت وقبل تهجيرهم يوم 1 / 3 / 1949 م كانت البيوت المعمورة في القرية (517) بيت .

عائلات عراق المنشية

التعداد السكاني

السنة نسمة
1596 61
1922 1,132
1931 1,347
1945 2,220 (210 يهودي)
1948 2,332
تقدير لتعداد الاجئين في 1998 14,319

كان عدد اهالي عراق المنشية قبل تهجيرهم من قريتهم عام النكبة (2332) نسمة موزعين إلى العائلات التالية:

عائلة الطيطي (وبطونها)، عائلة الجوابرة (وبطونها)، عائلة أبوسل (وبطونها)، عائلة أبو محيسن (وبطونها)، عائلة البدوي (وبطونها)، عائلة أبو داود، عائلة أبو ريا، عائلة أبو عريش، عائلة أبومحفوظ، عائلة أبوهشهش، عائلة أبو وردة، عائلة البطحيشي، عائلة البلاصي ، عائلة الجعافرة (الجعفري)، عائلة الجنازرة، عائلة الجندي، عائلة الحمامي، عائلة الراعي، عائلة الشريف، عائلة الطرشا، عائلة العطار، عائلة العفيفي، عائلة العيساوي، عائلة القريقي، عائلة المزين، عائلة المعيوي، عائلة ثلجي، عائلة حبوش ، عائلة دخان، عائلة سمور، عائلة شعفوط، عائلة عايش، عائلة عقيل، عائلة مقبل، عائلة نصار، عائلة الجبر، عائلة صلاح، عائلة أبو خيران، عائلة الجابري، عائلة عوكل، عائلة عبد العاطي.

وكان أهالي عراق المنشية من طبقة ذات مستوى واحد ويعود ذلك إلى العقلاء من كبار السن وكانوا واحدة متعاونين في الأفراح والأتراح واحترام يدا الكبير واجب.

مخاتير القرية

كان في الغالب في عراق المنشية مختاران في البلدة وكان مركز المختار مهماً ومهامه كثيرة منها الرسمية والشعبية بالإضافة إلى الاصلاح بين الناس وبيته كان مجمعاً وملتقى رجالات البلدة بالإضافة إلى أنه هو المسؤول عن الوفيات والمواليد وهو الشاهد الأول على عملية عقود الزواج ومن المخاتير:

المختار يونس أدعيس الطيطي، المختار خالد حمدان الطيطي، المختار عبدالله صافي حمدان الطيطي، والمختار أحمد حمدان الطيطي، والمختار جبرين خليل حمدان الجوابرة، المختار نجيب مصطفى حماد البدوي، المختار أحمد يوسف نمر الجوابرة، المختار عبد الفتاح أحمد يوسف الجابري.

الساحات والدواوين

الديوان أو المضافة أو مقاعد الرجال أو الساحات يطلق عليها اسم حارة وخصوصا عند العشاير وهذه الحارات من الأمكنة التي يتواجد فيها الرجال بصورة دائمة ومن حارات أو دواوين عراق المنشية:

حارة (ديوان) عشيرة الطيطي ، حارة (ديوان) عشيرة الجوابرة، حارة (ديوان) عشيرة أبو محيسن، حارة (ديوان) عشيرة أبوسل ، حارة (ديوان) عشيرة البدوي. ولهذه الحارات والدواوين دور في اجتماع العائلات والحمايل وهي مأوى الضيف وعابر السبيل وتقام فيها الأفراح والأتراح والصلح العشائري وقبل الرحيل كبرت القرية وكثرت الدواوين.

السوق في قرية عراق المنشية

كان السوق في القرية هو عبارة عن عدة بقالات صغيرة وبسيطة تحتوي على الأساسيات الضرورية من سكر وأرز وسمن وشاي والحلاوة والحلقوم وغيره من الأساسيات الضرورية والبسيطة في نفس الوقت كان في عراق المنشية عدد من تجار القبان وهم تجار القمح والشعير والكرسنة والسمسم حيث زرعت معظم أراضي القرية بالحبوب والقطاني وفي القرية عدد من الملاحم بالإضافة إلى النجارين والحدادين والحلاقين ومحلات صغيرة لبيع الأقمشة واشتهروا بصنع البسط في البيوت وهذه قائمة ممن عرفنا من أصحاب البقالات والملاحم:

  1. بقالة أحمد الطيطي.
  2. بقالة محمود العبد الطيطي.
  3. بقالة رمضان أبوريا.
  4. بقالة إبراهيم خميس أبو خيران.
  5. بقالة محمد حسن المعيوي.
  6. بقالة عبد أبو ريا.
  7. بقالة خميس الجابري.
  8. بقالة إبراهيم الجابري.
  9. بقالة محمد المزين.
  10. بقالة محمد محيي الدين الجابري.
  11. بقالة حسن الويفي.

أما الملاحم عرفنا منها:

  1. ملحمة عبدالقادر الفضيلات.
  2. ملحمة إبراهيم أبوريا.
  3. ملحمة كام أبوهشهش.

وكان للبلدة طابور طحين يملكه السيد (محمود أبو محيسن) وكان يخدم أهل البلدة ويستفيد من خدماته كذلك القرى المجاورة وخصوصاً عشائر منطقة شمال بئر السبع المحيطين بقرية عراق المنشية، وكان أهل القرية يملكون شاحنتين خاصتين فقط استفاد منهما أهل القرية للتبادل التجاري ونقل البضائع وأهمها الحبوب بين البلدة والقرى المجاورة وخصوصاً بلدة الفالوجة، وكانوا إذ أرادوا السفر إلى أي مكان في فلسطين، فإنهم كانوا يذهبون إلى الفالوجة ومنها يستقلون الحافلة إلى الوجهة التي يريدون وبالأحرى فإن الفالوجة هي المتنفس الوحيد لأهالي القرية حيث كانوا يؤمونها للتسوق لأنها كانت مركزاً هاماً من مراكز القضاء وكان سوق الفالوجة يوم الخميس من كل أسبوع له شهرة واسعة في قضاءي غزة وبئر السبع.

الصحة

كان أهل القرية يؤمون الفالوجة للإفادة من العلاج الطبي الذي كان متوفراً في عيادتها باعتبارها عيادة مركزية وفي نفس الوقت كان يؤم قرية عراق المنشية أطباء ميدانيون يقدمون العلاج اللازم وذلك بسبب انتشار أمراض العيون المختلفة هناك في ذلك الوقت.

أراضي عراق المنشية

تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة وعلى بعد 32 كم منها، وترتفع 125 م عن سطح البحر، إلى الغرب من بيت جبرين، وعلى بعد 15 كم تقريبا، جنوب شرق الفالوجة. اسمها أي (عراق) (جمع عرق, ومعناه الجبل الصغير)، يشير إلى موقعها أما الجزء الثاني، أي (المنشية) فقد أضاف السكان إلى الاسم لتمييز قريتهم من قرية مجاورة رحلوا عنها،وتدعي أيضا عراق. في سنة 1596، كانت عراق المنشية قرية في ناحية عزة(لواء غزة)، وفيها 61 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير, بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل.

العادات والتقاليد

الأفراح

لم تختلف العادات والتقاليد في هذا الموضوع كثيرا عن وقتنا الحاضر الا الشيء البسيط فقد كان اهل العريس يرسلون امرأة إلى الفتاة للتعرف عليها قبل خطبتها ثم يذهب أهل العريس في جاهة كبيرة لبيت الفتاة لخطبتها وكانت تقام الافراح لمدة تتراوح ما بين الاسبوع والعشرة الايام.

وكان مهر العروس يتراوح ما بين 60- 80 ما يعادل الدينار الأردني بالجنيه الفلسطيني. وكانت كسوة العروس تشتمل على ثوب وقماش لعمل شاشة (جلجلي) توضع على الرأس وتنورة وشنابر ( حرير) وجلالي ( ثياب مختلفة كل قطعة بلون مختلف) وبغمة (وزريات للقلادة مثل العقد التي توضع في الرقبة) ووقاة ( قطعة من القماش توضع على الرأس منسوج عليها قطعة ذهبية او فضية) ولفالف ( جرائد من القماش توضع على الظهر).

وكان الرجال ينصبون السامر ( الدبكة) في هذه الفترة منذ المساء وحتى منتصف الليل والنساء يغنين اغانٍ شعبية فلكلورية فلسطينية مثل دلعونا ويا ظريف الطول وغيرها من الاغاني الشعبية الشائعة في تلك الحقبة الزمنية.

الأتراح

وفي الأحزان والمآتم حيث كان في القرية مجلس لكل حامولة يسمى حارة يجتمع فيها الرجال عند الصباح وحتى منتصف الليل وكانت بيوت العزاء تفتح ولمدة ثلاثة أيام في هذه الاماكن حيث يستقبل أهالي الميت لثلاثة أيام متواصلة ويقوم الجيران والعائلات الأخرى بإطعام أهل الميت طعام الفطور والغداء والعشاء ويخففون من آلامه وأحزانه.

الضيافة

كانت الحامولة تستقبل الضيف القادم من خارج القرية في مجلس الحامولة وكان يقيم فيها ويبيت فيها ويقدمون له الطعام والشراب في المجلس بغض النظر عن العائلة التي ستقدم الطعام في ذلك اليوم وبالنسبة لاهل القرية فقد كانوا يطعمون بعضهم من الطعام حيث تقوم المرأة بتوزيع بعض الاطعمة على الجيران وخصوصاً أنواع الطعام التي لها علاقة بالتراث والمواسم مثل الخبيزة والزعتر بالخبز وغيرها

دور المرأة في القرية

كان للمرأة دور مميز في القرية حيث كانت تقوم على خدمة الرجل وبيته ومساعدته في أعماله اليومية مثل الزراعة والرعي وحلب الأغنام والأبقار وحصاد المزروعات ودرسها مع زوجها وأهله ونقل مياه الشرب إلى البيت من الابار القريبة والبعيدة ونقل الحطب وغيرها من الاعمال الاخرى بالاضافة إلى تربية الأولاد وخدمة الجميع.

ثورة فلسطين 1936

وكأي قرية فلسطينية ومدينة شاركت عراق المنشية واهلها بدورهم الطبيعي ضد قوات الانتداب الإنجليزية والعصابات الصهيونية المموله منهم لطرد سكانها الاصليين من بلادهم، حيث كان في القرية ما بين الاعوام 1936 -1939 م كان فصيل ثوري نسق نشاطه مع قائدي منطقة الخليل عيسى البطاط وبعده عبد الحليم الجولاني .


كلمات لبعض الشعراء والادباء عن عراق المنشية

  • قال الشاعر محمد زعيزع الطيطي في عراق المنشية

يـــا سائـــلاً عنــي وعن عنوانــي أنــا ابن بيتٍ راســخ الأركــانِ
لعشيرة ( الطيطي ) أعود وأنتمي أهـــل كـــرام حبـهم عنوانـــي
إن تـــدعهم للخيــــر أهل حميـــةٍ وبيــوتهم في خدمة الضيــفان
تـــــا ريخ أجــدادي سجل بطولــةٍ عطر يفوح على مدى الأزمان
اسأل ( جمال ) عن الصمود بعزة : من قاوم المحتل فـي الميـدان
فــــي قريـــــةٍ منسيـــةٍ سكانهــا رمـــز لكــل بســـالة الســـكان
كانـــت مثــــالا للتوحـــد يُحتـذى من مصر وفلسطين والسودان
( منشيتي ) لــو لــم اراك مــرة أقسمت ؟ لن أنساك؟ بالرحمن
نحن الشباب اليوم نجمع شملنا علم وديـن فــي عــلا الأوطــان
بمخيــم العــروب أو فــي إربــد في جرش في الفوار في عمان
ان كانــت الأميـــال تفصل بيـننا فالـدم يـجمعنـــا كــما الإخــوان
ســـنظل فـــي كــل البــلاد احبة ســنداً لنــصرة بعضنــا بتفانــي
كـــل التحيـــة للعشـــائر كلـهـا وعشيرة (الطيطي) لها وجداني

احتلال القرية وتطهيرها عرقيا ( القصة الكاملة )

كانت عراق المنشية في الأراضي المخصصة للدولة العربية بموجب قرار التقسيم للأمم المتحدة عام 1947.

عراق المنشية
1948 Arab Israeli War - May 15-June 10.svg
موقع العمليات
التاريخ15 مايو 1948 – 1 مارس 1948
( اكثر من عام على صمود القرية )
الموقع
دولة فلسطين عراق المنشية
النتيجة أتفاقية رودوس وطرد السكان المحليين بعدها من قبل العصابات الصهيونية
المتحاربون
دولة فلسطين عراق المنشية
(أهل قرية عراق المنشية)
مصرالجيش المصري
السودان
(المتطوعون السودانيون)
إسرائيل (العصابات الصهيونية (لواء غفعاتي، لواء ألكسندروني)
القادة والزعماء
دولة فلسطين المختار خالد حمدان الطيطي (عميد بلدة عراق المنشية)
دولة فلسطين المختار يونس أدعيس الطيطي(قائد)
دولة فلسطين احمد دعيس الطيطي(قائد)
مصر جمال عبد الناصر (قائد)
مصر السيد طه الملقب بالضيع الأسود (قائد)
إسرائيل دافيد بن غوريون (رئيس الوزراء)
إسرائيل يغآل ألون (قائد)
القوى
دولة فلسطين 250 مقاتل
مصر 4،000 جندي
السودان 100 مقاتل
إسرائيل 2000 جندي.
دبابات، أسلحة المدفعية، طائرات
الضحايا والخسائر
مجموع الشهداء: 110 مجموع القتلى: حسب الرواية الشفوية من اهل القرية هناك 400 قتيل صهيوني
 عرض  نقاش  تعديل 

الرواية الشفوية

بدأت المناوشات في القرى المحيطة بعراق المنشية بشكل عام وفي عراق المنشية بشكل خاص في أواخر آذار عام 1948 م ولكن المعارك الحقيقية بدأت في آواخر شهر حزيران، وإزدادت حدة وشراسة المعارك وتضييق الحصار الخانق عليها من قبل اليهود بعد سقوط بيت جبرين والتي أحتلت من قبل العصابات الصهيونية يوم 27/10/1948 م وفي ذلك الوقت سقطت قرية قبية بني عواد وانسحب جزء من الجيش المصري إلى الخليل وبدأ أهالي القريتين أي بيت جبرين والقبية بالرحيل عنهما شرقاً إلى الدوايمة وقرى أخرى . وتبع ذلك سقوط عراق سويدان في أيدي اليهود بعد أن قاموا بهجوم ناجح على مفترق الطرق عند عراق سويدان وبذلك تم عزل القوات المصرية في عراق المنشية والفالوجة عن قيادتها في المجدل وغزة .

وسقوط كل من بيت جبرين شرقاً وعراق سويدان غرباً ضيق الخناق على الجيش المصري وأهالي القرية التي كانت حينها تعج وتغص بمئات اللاجئين الذي لجأوا إليها من القرى المجاورة، وفي هذا الحصار لم يبق اتصال يصل القرية بباقي أرجاء الوطن إلا من شريان واحد يصل شرق الفالوجة بغربي عراق المنشية، فلم يكن خيار للجيش المصري والأهالي إلا الاستبسال والإستماتة للدفاع عن شرفهم ولأن الإستسلام لليهود كان يعتبر بمثابة انتحار جماعي، فأقسم الجميع أي من كان قادراً على حمل السلاح من الجيش المصري والأهالي على خوض معركة الشرف تلك، فإما الموت وإما الشهادة (وعلي وعلى أعدائي) . وقد تعاون الجميع على تجاوز تلك المحنة وامتزج الدم المصري والسوداني بدماء المتطوعين من أهلي القرية وسال زكياً على تراب عراق المنشية الطاهر، كان سكان القرية فلاحين تتوفر عندهم الحبوب في الخوابي والمخازن وكذلك يتوفر لديهم الكثير من الأبقار والأغنام والطيور الداجنة في حظائرهم فقد كان هذا عاملاً مهماً في رفد الحصار وإطالة أمد الصمود وخصوصاً أتخذت هذه المواد الغذائية كإمدادات للجيش المصري الذي انطعت سبل إتصاله بقيادته وبطرق إمدادته وتعاون الأهالي والجيش المصري الذي تعداده 1300 جندي في القرية في القيادة العليا إلى القيادة المصرية ولكن كان يقودههم على المستويات الأقل ضابطان سودانيان، وهم المللازم (عبدالله) و المللازم (بشير) الذي استشهد في إحدى المعارك غربي البلد رحمه الله .

دور السكان في تقديم المأكل للجيش المصري

  1. اللحوم : تقدم وجبة واحدة أسبوعياً يوم الجمعة على حسب السكان في القرية، يوم على عشيرة الطيطي وتوابعها، ويوم على عشيرة الجوابرة وتوابعها ... الخ ، وقد كانت تشمل هذه اللحوم كلاً من الأبقار والأغنام والدجاج. (وكان يتم تنظيم هذه الأمر بالتعاون بين الحاج المختار خالد حمدان الطيطي عن عشيرة الطيطي والمختار عبدالفتاح أحمد يوسف مختار الجوابرة، ومعهم شخص مصري يدعى الصاغ عمر وبإشراف مباشر من البكباشي جمال عبد الناصر .)
  2. أما الخبز وإمداداته من القمح وكانت تقسم حسب ممتلكات الفلاحين وسعة أراضيهم فكان يفرض على كل شخص حصة ونصيب حسب طاقته وإمكانياته .

تدمير بابور الطحين

كانت الحبوب أول الأمر تطحن في بابور طحين تابع للقرية كان يمتلكه المواطن محمود أبو محيسن فعرف اليهود مدى أهميته وحيويته بالنسبة للقرية فركزوا عليه قصفهم حتى دمروه تدميراً كاملاً فأصبحت هناك مشكلة كيفيه طحن الحبوب .

المطاحن اليدوية

وجدت هذه المشكلة حلها وذلك بتوزيع الحبوب على نساء القرية لكي يتم طحنها بواسطة الطواحين الحجرية اليدوية (الرحى) حيث كانت كل أمرأة تتسلم مقداراً معيناً من الحبوب سواء القمح أو الشعير يجب عليها أن تطحنها على جاروشتها وتعيده طحيناً . وكانت امرأة قوية أسمها عزيزة كلفت من قبل المختار الحاج خالد الطيطي بتوزيع الحبوب على النساء وبعد فترة تعود لتجمعه طحيناً وقد لقبت بالشاويش . أما أشهرؤ النساء اللواتي عرفن بمهارتهم في نجاعة طحنهن للقمح والشعير على جواريشهن :

  1. شايقة أدعيس امرأة عطا الله قنديل الطيطي .
  2. الشهيدة فاطمة ظاهر عبدالله .
  3. فاطمة العبد عياش.
  4. لطيفة إسماعيل أبوهشهش أمرأة يونس خليل.
  5. صبحة ظاهر عبدالله.
  6. سعيدة أم محمد حسين نمر.
  7. ساره محسن الجابري زوجة محمود جاد الله أبو محيسن.
  8. لبقة نمر زوجة جبرين خليل.
  9. شايقة امرأة محمد حسين نوفل البدوي.

وغيرهن من الحرائر بطلات ملحمة صمود عراق المنشية.

وجبات الأكل

أما وجبات الأكل فهي عبارة عن عجوة التمر تمرس (تنقع في الماء) ووجبات من الخبز والعدس ووجبات من جريشة القمح مع اللحم والبندورة المجففة والطبيعة وكذلك الفول والحمص.

طريقة الخبز

أما طريقة الخبز : فقد كان يوجد في البلد فرن لشخص اسمه (عبد الكريم عثمان أبو سل) يشعل بواسطة الأخشاب وضعه صاحبه تحت تصرف المقاتلين وعندما نفدت الأخشاب أضطر المواطنون لهدم بعض المنازل وتقديم أخشابها وقوداً للفرن وقد دمر الفرن من قبل العصابات الصهيونية أيضا، وأضطر المواطنون لخبز الخبز المقدم للجيش المصري في الطوابين وأحياناً على الصاج .

بداية المعارك

قائد الكتيبة المصرية اللواء السيد طه والملقب بالضبع الأسود

في أحد الهجمات بعد سقوط المجدل وكرتيا غرب البلد استطاعت العصابات الصهيونية دخول المنازل الغربية فتصدت لهم الوحدة السودانية والمتطوعين من أبناء البلدة الذين بلغ عددهم 200 متطوع بالإضافة إلى الجيش المصري. وبتضافر جميع الجهود والعناية الإلهية قبل كل شيء وبتخطيط من البيك (طه) الذي خطط لاستعمال الهنابر وهو نوع من المركبات كالدبابات والمدرعات تحمل نوعاً من أنواع المدفعية، وقد تم صد العدو وقد خلف مئات القتلى والجرحى وقد دفنت الجث التابعة للعدو في مقابر جماعية (تقول الرواية التاريخية الشفوية ان دفن جثث اليهود في المقابر الجماعية كان كبير جداً حتى ان اهل القرية دفنوهم وبين كل جثة وجثه مقدار لوح صبر)

استدراج اليهود

[[ملف:|تصغير|200px|نصب تذكاري للقوات الصهيونية من فرقة جفعاتي التي اجتاحت القرية الترجمة إلى العربية تقول ( عراق المنشية،نصب تذكاري، أنه في تموز _تشرين أول، 27 أكتوبر 1948، 3 نوفمبر 1948، وفي اواسط آب يوم الجمعة من تشرين الثاني في 16 أكتوبر 1948، أقيم هنا هذا النصب التذكاري لتحرير المنطقة على يد الكتيبة الثامنة،وفي أسفل الشعار كتب عبارة كتيبة قفعاتي ) ]]

أما الهجوم الثاني المشهور فقد جاء من الشمال وقد استعمل جمال عبد الناصر حيلة لاستدراج اليهود في فخ نصبه لهم وقد كان حينها مفاوضات بين جمال عبد الناصر والقائد اليهودي (سايل سكرمان) أصبح عام 1949 م متصرفاً للواء المجدل، وقد استدعوا وقتها جمال عبد الناصر ليمثل الجيش المصري إلى المستعمرة (جات) شمال البلد واتفقوا معه على أن يسلم الجيش المصري بلا قتال مقابل عدم الانتقام من الجيش والأهالي بعد الكارثة التي حلت باليهود في هجومهم الأول والذي فقدوا فيه المئات من جنودهم، واتفقوا معه تحت شروط وضعها جمال عبد الناصر (أن يدخل جنود العصابات الصهيونية بلا أسلحة وكان يريد أن يستدرجهم إلى حتفهم الذي ينتظرهم وقال لهم بأن هذا هو شرطه خوفاً على سكان القرية أن يروعوا ). حينها رجع جمال عبد الناصر من مقابلة اليهود، وطاف على مواقع الجيش المصري وعلى مواقع المتطوعين من السودانيين والأهالي وأخبرهم بأن اليهود قادمون بدون أسلحتهم الثقيلة فلا تطلقوا النار حتى أعطي الإشارة بواسطة طلقة حمراء، وحينما وصل اليهود ويقال أنهم وصلوا بأفرادهم مجندين ومجندات وضباطاً يرقصون ويغنون ظناً منهم أنهم حصلوا أخيراً على عراق المنشية وبكل سهولة . وعندما أصبحوا على بعد 100 متر تقريباً أطلقت طلقة الإشارة وأخذ الجيش المصري يقذف بحممه وبكثافة ولم ينج منهم إلا من كان متأخر في القدوم إلى البلد عندئذ فقد اليهود صوابهم وفقدوا ثقتهم بعبد الناصر وأصبحوا لا يأمنون له جانباً وقد خلفوا وقتها قتلى كثيرين (تقول الرواية التاريخية الشفوية ان دفن جثث اليهود في المقابر الجماعية كان كبير جداً حتى ان اهل القرية دفنوهم وبين كل جثة وجثه مقدار لوح صبر).

ملف:Picture12665.jpg
نصب تذكاري للقوات الصهيونية من فرقة جفعاتي الترجمة إلى العربية تقول ( وجد هنا ضريح الشيخ العريني على التل المقابل للطريق المتجة إلى جبال الخليل،وكتب أيضا أنه في يوم 8 يوليو 1948 وفي أواسط .. تم التقدم نحو عراق السودان وبيت جبرين وقلعة الشرطة وتم الأستيلاء عليها، ثثم بعد ذالك تم التوجه نحو الفالوجة وعراق المنشية وكان بها كتيبة مصريه (كتيبة الأكسنرونه)،ثم خضعت الفالوجه وعراق المنشيه بإتفاقية وقف إطلاق النار مع المصريين وانسحابهم منها،)

رواية البكباشي جمال عبدالناصر في عراق المنشية (عن مذكراته)

صورة للرئيس جمال عبد الناصر مع مختار عراق المنشية الحاج خالد حمدان الطيطي

قال الرئيس عبد الناصر في 3 آذار/ مايس/1955: [إني أذكر يوم 16 أكتوبر (تشرين الأوّل) من عام 1948م. وكانت الهدنة قائمة وهجم اليهود هجوماً غادراً على موقع الكتيبة السادسة في عراق المنشية ، ولكنهم هزموا شر هزيمة.

ولستُ أنسى معركة 16 أكتوبر عام 1948 في عراق المنشية حين واجهنا اليهود وهم متفوقون في القوة والعدد وكنا نحن في موقع منعزل محاصر، وتمسكنا بالشرف، وتمسكنا بالواجب، وتمسكنا بالوطن. فهزمنا المعتدين. فرأيت العسكري اليهـودي وهو يفر مذعوراً لمجرد رؤيتنا. رأيتهم يُهزمون رغم دباباتهم ومدرعاتهم التي تركوا بعضها في الميدان].

وقال الرئيـس بتاريخ 22 يونيو (حزيران) 1962: [وفي سنة 1948م. حاربنا وحوصر جزء من الجيش المصـري في الفالوجة وعراق المنشية. ولقد رأيت الفلسطينيين في عراق المنشية. وكان معنا الشيخ خالد(خالد الطيطي والذي منحة الرئيس جمال عبد الناصر فيما بعد وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى) مختار في عراق المنشية، وقد أستشـــهد أبناؤه أمامي ولم يكن يلتفت لأحد من أبنائه، وقد أُريق في هذا اليوم الدم الفلسطيني والدم المصري، وقد بلغ عدد الذين أستشهدوا 150 شهيداً من الكتيبة المصرية وقتل أيضاً عدد كبير من الفلسـطينيين المناضلين ودخل اليهود وأستولوا على ثلثي عراق المشية ولكن لم يتمكنوا من الصمود وأســتطعنا أن نعيد الأستيلاء على مواقعنا وتكبد اليهود في هذا اليوم يوم 28 ديسـمبر (كانون الأوّل) سنة 1948 خسـائر بلغت حوالي 400 قتيل. وقمنا بدفنهم. وأنا ذهبت بعد أنتهاء الحرب وبعد الهدنة إلى عراق المنشية في يناير (كانون الثاني) سـنة 1950 ودخلت بواسطة رجال الهدنة لأطلع اليهود على مقابر هؤلاء الجنود لأنهم لم يستطيعوا معرفتها وطلبوا من رجال الهدنة أن يرسلوا أحد المصريين ليريهم هذه المقابر… وقد أوفدني الجيش المصري لأعّين لهم المقابر لأننا كنا نتبادل الجثث].

وسام الشجاعة المصري من الطبقة الاولى للحاج خالد حمدان الطيطي مختار عراق المنشية

العتاد الزائف ومذبحة السودانيين

وفق يوم 17/2/1949 م أتى من الخليل 100 جمل محمل ببعض العتاد الزائف وقليل من التموين بحجة أنها دعم إلى الجيش المصري والمواطنين وكان يقود هذه القافلة ضابط بريطاني عرف فيما بعد وكان يلبس الكوفية الحمراء والعقال وأخذ يطوف في مواقع البلد التي تحيط بالبلدة ويلتقط صوراً للمواقع ويستكشف نقاط الضعف . وبعد خروجه بأربع وعشرين ساعة حل القصف من جانب العصابات الصهيونية على البلد من كل جانب بالطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة، وبعد ساعات طويلة من القصف العنيف هذا القصف وكأن شيئاً لم يكن وفي منتصف اليل دخل اليهود جنوب البلد وقد كان الجيش المصري منهك القوى ومتعباً من شدة ما صب عليه من حمم القصف من قبل العصابات الصهيونية وقد كان يعاني من البرد والجوع والنعاس. دخل اليهود من مواقع كان يسيطر عليها السودانيون فذبحوا من السودانيين ما يقرب من 54 جندياً وضابطاً ودخلوا البلدة مع تأمين لخطوطهم الجنوبية للإنسحاب وقت الحاجة، وجمعوا السكان جنوب البلدة أي عشيرة الطيطي في مكان يقال له حارة الطيطي وظنوا انه لا يوجد في البلد غير هؤلاء لظنهم أن القصف العشوائي المركز قد أفنى باقي السكان، فتحرك وقتها مع الفجر جمال عبد الناصر وفي يده قطعة سلاح وفي يده الأخرى عصا (درة) وهو ينادي الله أكبر ويرد الجنود المصريين الهاربون وهو يحاول لملمتهم ثانية على أرض المعركة، وكان يبث الثقة في نفوسهم وشاء الله أن نزلت امطار غزيرة انهمرت كالقرب من افواه السماء بوصف لم يحدث من قبل فتجمع الضباط اليهود في منزل أحد السكان ويدعى (أحمد اخريوش) فأتت طائرة صهيونية ظناً من طيارها ان المجتمعين في هذه الدار هم من المصريين الهاربين فقصفت المنزل ولم ينج أحد من اليهود وأتت قوات مصرية من الفالوجة وأعطت الأوامر بإبادة البلدة بمن فيها من مصريين ويهود تحت مبدأ (علي وعلى أعدائي) إذا تعذر اقتحام واستعداة البلدة من قبل المصريين، وبعد أن قصفت الطائرة بطريق الخطأ الضباط اليهود والعصابات الصهيونية ذعر جيش العدو وأخذ بالهرب طالباً النجاة وقد وقع في الأسر خمسة من الضباط اليهود ولحسن الحظ كان من بين هؤلاء القائد الإنجليزي الذي قاد ما يسمى قافلة الإمدادات من الجمال التي اتت سابقاً إلى البلدة بحجة أنها إمدادات عربية لنجدة الأهالي والقوات المصرية وضبطت الخرائط في حوزته والتي دخلت بها القوات الصهيونية بواسطتها وأيضاً كان من بينهم طبيب صهيوني كان معروفاً لدى أهالي البلدة. وأطلق سراحهم فيما بعد وبعد مفاوضات (رودوس) التي بواسطتها تحويل القريتين (عراق المنشية والفالوجة) إلى منطقتين محرمتين وبواسطة هذه الإتفاقية تم سحب الجيش المصري إلى غزة يوم 25/2/1949 م .

التهجير ونكبة أهل القرية

في يوم 26/2/1949 م دخلت القوات الصهيونية إلى القرية أخذوا يعيثون في القرية فساداً وتدميراً لأنهم ركزوا على عراق المنشية بشكل خاص لأنهم كانوا قد أخلوا الفالوجة تماماً من سكانها وقد ركزوا بشكل خاص لإجبار الأهالي على الهجرة . غير ان السكان صمدوا وأبوا أن يغادروا رغم ترويع اليهود لهم ولأنها أي عراق المنشية منطقة حرام وهذا ساعد قليلاً في منع اليهود من ارتكاب مجازر رهيبة في البلدة مع أنهم قاموا بمثل هذه المذابح ضد الكتيبة السودانية وكذلك قتلوا الكثير من الأهالي والمصريين، وأمام سمع وبصر أهل القرية قام اليهود بقتل الشابين وهما (سلطان ماضي 45 عاماً) من الجوابرة و (بد المجيد محمد يوسف أبو محيسن 28 عاماً ) وذلك بقصد ترويع وإرهاب الأهالي لإجبارهم على الرحيل . عندئذ ذكر السكان وطلبوا حماية دولية واجتمع أهل القرية في منزل شخص يدعى (عيسى حبوش) مع المراقبين الدوليين وأحدهما مصري ومراقب دولي أخر يدعى (تيستي) من السويد زطام يترأس الاجتماع من السكان الشيخ جبرين خليل الجوابرة فطلب حماية من تيستي غير أن جوابه كان: لا استطيع حمايتكم والأفضل أن تخرجوا، وكان جواب الأهالي: لا نريد الخروج بل نريد أن نبقى في وطننا وأمرنا إلى الله، فكان الجواب من تيستي سيء جدا ولا يذكر في هذا المقام، بعدها أصاب الناس كثيراً من اليأس والقنوط وأجبروا مرغمين وصاغرين على الخروج فتم إخراجهم على ثلاث مراحل أيام 24 و 25 و 26 من الشهر الثاني لعام 1949 م كان آخر رجل غادر القرية. فخرجوا من عراق المنشية بواسطة سيارات صهيونية انتظرتها سيارات أردنية في مكان يقال له (السنابرة قرب ترقوميا) وتم ترحيلهم إلى مكان يقال له العروب بين بيت لحم والخليل حيث كانت الخيام منصوبة تنتظرهم، وهذا يدل على مؤامرة دولية دبرت للشعب الفلسطيني .

وكما ذكرنا سابقاً عن الحرب والاتفاقية لقد بقيت عراق المنشية صامدة امام جرائم العصابات الصهيونية، وجرت اتفاقية بين مصر وإسرائيل برعاية دولية على ان يبقى اهل قرية عراق المنشية وقرية الفالوجة عليها وقد شهد على ذلك عدة اطراف دولية ولكن العصابات الصهيونية سرعان ما نبذ هذه الاتفاقية وقامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد اهلها، وكان ذلك في 24/2/1949 وهنالك جدال قانوني دولي حتى يومنا هذا على عدم شرعية تهجير اهل هذه القرية بسبب الاتفاقية المصرية ووجود شهود دوليين على الاتفاقية وعلى ما اقترفته العصابات الارهابية الصهيونية هناك.

رالف بنش الوسيط الدولي بين العرب والعصابات الصهيونية

شهادة من الوسيط الدولي (رالف بانش Ralph Bunche ) وذكر وسيط الامم المتحدة رالف بانش ثم بدأت العصابات الصهيونية بأنتهاك وقف اطلاق النار، حيث بدأ الجنود بترويع وتخويف المدنيين العرب والتي شملت على حالات الضرب المبرح والسرقات ومحاولات الاغتصاب لجعل سكان القرية يغادرون عن بيوتهم، وهذا الاسباب اضطر المدنيين لمغادرة قريتهم في 22 أبريل وبدأت العصابات الصهيونية بهدم المنازل في يوم 27 من نفس الشهر .

الإنطلاق من مخيم العروب

ومن مخيم العروب التحق قسم كبير منهم بمخيم الفوار في بداية الخمسينات ومنهم من انتقل إلى الضفة الشرقية حيث استقر قسم كبير منهم في مخيمات الأردن وتحديداً مخيمات اربد وحوله، وبعد نكسة حزيران عام 1967 م نزح قسم كبير منهم من مخيمي العروب والفوار إلى الضفة الشرقية واستقروا في مخيمات أقيمت في الأردن خصيصاً لأستيعاب الأعداد الهائلة من النازحين.

أسماء شهداء حرب عراق المنشية

هناك اكثر من 100 شهيد وشهيدة سقطو على من سكان عراق المنشية ولكن للاسف استطعنا إلى الأن احصاء هذه المجموعة البسيطة منها :

الشهداء من الذكور

  1. الشهيد محمد حسن محمود شحادة الطيطي
  2. الشهيد جهاد محمود شحادة الطيطي
  3. ابناء الحاج خالد الطيطي
  4. الشهيد المصري أحمد عبد العزيز ليلة 22-23-/1948/8 (كانت منطقة عراق المنشية مستهدفة من اليهود مما دعا القيادة العامة إلى منع السير على هذا الطريق بالليل. وكانت ترابط بها كتيبة عسكرية لديها أوامر بضرب كل عربة تمر في ظلام الليل. وما أن وصلت السيارة إلى مواقع عراق المنشية واشتبه بها أحد الحراس (العريف بكر الصعيدي) وظنها من سيارات العدو وصاح الحارس يأمر السيارة القادمة بالوقوف ولكن لسوء الحظ ضاع صوت الحارس في ضجيج السيارة فأطلقت نقطة المراقبة النار وتدخل سوء الحظ مرة أخرى حين أصابت أول رصاصة البكباشي (أحمد عبد العزيز) في جنبه، وحمله مرافقوه إلى عيادة طبيب بمدينة (الفالوجا)، ولكن قضاء الله سبقهم إليه فصعدت روحه إلى بارئها.)
  5. الشهيد المصري عبد التواب سعيد قطب (عسكري من سلاح المدفعية)
  6. الشهيد المصري عبد العزيز عزب السيد (عسكري من سلاح المدفعية)
  7. الشهيد المصري محمد عطية قاسم (عسكري في ك 1 مدفعية)
  8. الشهيد المصري حسنين عبد المجيد بحيري (أونباشي ك 1 مشاة)
  9. الشهيد المصري حميد سعد الله حميده (عسكري من سلاح المدفعية)
  10. الشهيد المصري محمد عطية قاسم (عسكري في ك 1 مدفعية)
  11. الشهيد المصري محمود حماد خليل (عسكري في ك 2 مشاة)
  12. الشهيد المصري بشير بادي أفندي
  13. الشهيد أحمد أبو ريا
  14. الشهيد محمد عبد الرحمن يوسف الجابري
  15. الشهيد محمد جابر فحجان
  16. الشهيد شرف سليم البلاصي
  17. الشهيد حسين الحمامي
  18. الشهيد إبراهيم عطية حماد فحجان
  19. الشهيد حسن أبو وردة
  20. الشهيد محمد مهدي نوفل البدوي
  21. الشهيد عمر الحاج عبد العاطي البدوي
  22. الشهيد يوسف المزين
  23. الشهيد حلمي مصطفى عرفات الراعي
  24. الشهيد أحمد أبو هشهش
  25. الشهيد حسن عبد القادر البلاصي
  26. الشهيد الشيخ محمد أبو زغريت
  27. الشهيد سلطان ماضي
  28. الشهيد أحمد عبد الرحمن نصار
  29. الشهيد محمد سليم البلاصي
  30. الشهيد عبد الفضيلات
  31. الشهيد يحيى محمد نمر الجابري
  32. الشهيد كامل المزين
  33. الشهيد عبدالله مهدي البدوي
  34. الشهيد عبد المجيد أبو محيسن
  35. الشهيد جاسر محمود ماضي

الشهداء من الاناث

  1. الشهيدة فاطمة ثلجي
  2. الشهيدة ساره محمد عبدالعزيز أبو سل
  3. الشهيدة خضرة محمود سويلم الجابري
  4. الشهيدة ثريا سليم البلاصي
  5. الشهيدة رحمة إبراهيم أبو ريا
  6. الشهيدة فاطمة عبد الرحمن البلاصي
  7. الشهيدة غياهب جبرين خليل الجوابرة
  8. الشهيدة أم أحمد الشريف

رواية المؤرخين الصهاينة عن حرب عراق المنشية

ملف:Iraq al-Manshiyya3.jpg
مستعمرة إسرائيلية على اراضي القرية (أيار / مايو 1987) [عراق المنشية]

استنادا إلى ما ذكره المؤرخ الإسرائيلي بني موريس فإن لواء غفعاتي حاول احتلال القرية في أواخر تموز\ يوليو 1948, خلال الهدنة الثانية في الحرب, غير أنه أخفق وجاء في تقرير لصحيفة(نيورك تايمز) في 28 تموز\ يوليو, أن القوات الإسرائيلية كانت تهاجم المواقع التي تتركز فيها الاتصالات والعربات المصرية في عراق المنشية. وبعد ذلك بيومين, أورد تقرير للصحيفة ذاتها حدوث (اشتباكات عنيفة نوعا ما بين حتا وعراق المنشية) ويقول المؤرخ الفلسطيني عارف العارف إن القرية كانت هدفا (لهجمات متواصلة) خلال الهدنة الثانية, ولاسيما في 22 آب \أغسطس. جرت محاولة كبيرة لاحتلال القرية عند انتهاء الهدنة الثانية في بداية عملية يوآف (أنظر بربرة, قضاء عزة), وذلك في 16 تشرين الأول\ أكتوبر. وهذه المرة دحر الجيش الإسرائيلي وبصورة حاسمة على يد القوات المصرية وقد حدث ذلك بعد أن نجحت وحدة مدرعة إسرائيلية في اقتحام القرية. وجاء على لسان ناطق إسرائيلي استشهدت صحفية (نيورك تايمز) به, أنه لدى دخول هذه القوات المدرعة عراق المنشية, (أطلق الجيش الإسرائيلي النار على القرية فقتل عددا من المصريين, ودمر مستودعات الذخيرة والمدافع...) ووصف الناطق هذا الهجوم بأنه (غارة تأديبية), كما اعترف بخسارة ثلاثة دبابات. شن الهجوم الأخير في 27- 28 كانون الأول\ديسمبر من جانب وحدات تابعة للواء ألسكندروني نجحت في دخول القرية, غير أنها طردت منها مجددا لدى وصول إمدادات مصرية. وعند نهاية الحرب, كانت القرية تقع في (جيب الفالوجة), وهو جيب حوصر فيه 3000 مدني فلسطيني ولواء مصري(خدم فيه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر, الذي كان آنئذ ضابطا في الجيش المصري). ويقول موريس إنه بعد أيام م توقيع اتفاقية الهدنة بين مصر وإسرائيل في 24 شباط \ فبراير 1949, خرقت إسرائيل شروط الاتفاقية مستخدمة الرعب والإرهاب لحمل 2000-3000 من سكان عراق المنشية والفالوجة على الفرار. وقد ذكر وسيط الأمم المتحدة أن الجنود الإسرائيليون ضربوا المدنيين في ذاك اغتصاب عدة. ويقول موريس إن قرار ترويع السكان لحملهم على الفرار من قراهم اتخذه قائد القطاع الجنوبي الإسرائيلي يغآل ألون، وبموافقة رئيس الحكومة دافيد بن غوريون في أغلب الظن. * اقتباس من كتاب كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي

أحصائيات تاريخ الاحتلال الصهيوني

إحصاءات وحقائق القيمة
تاريخ الاحتلال الصهيوني 1 آذار، 1949
البعد من مركز المحافظة 32 كم شمال شرقي غزة
متوسط الارتفاع 125 متر
العملية العسكرية التي نفذت ضد البلدة يوعاف
الكتيبة المنفذة لللعملية العسكرية الإسكندروني
سبب النزوح نتيجة طرد القوات الصهيونية للسكان.
مدى التدمير دمرت بالكامل
المدافعون الجيش المصري
التطهير العرقي لقد تم تطهير البلدة عرقياً بالكامل

العلاقات المصرية الفلسطينية (عراق المنشية) قبل وبعد ثورة يوليو المجيدة

وسام الشجاعة المصري من الطبقة الاولى للحاج خالد حمدان الطيطي مختار عراق المنشية

دور الزعيم جمال عبد الناصر في عراق المنشية وتوجيهاته لرعاية لعدد من رجالات فلسطين في عراق المنشية

اطلق عبد الناصر عبارته المجلجلة أرجاء الدنيا قائلاً :"إن من قاتل من أبناء فلسطين قاتل ببسالة ومن استشهد منهم استشهد بشرف...".

( قام جمال عبد الناصر بتسمية ابنه خالد نسبة إلى خالد الطيطي عميد قرية عراق المنشية)

في الثامن والعشرين من أيلول العام 1970، فجمعت الأمة العربية بفقدان جمال عبد الناصر الذي انتقل إلى رحاب ربه بعد قيامه بوداع آخر الزعماء العرب الذين حضروا اجتماعات مؤتمر القمة العربية الطارئ الذي دعا لانعقاده جمال عبد الناصر حقنا للدم العربي ودفاعا عن الشعب الفلسطيني وحماية لحركة المقاومة الفلسطينية. نعم كانت خسارة الأمة بفقدان جمال عبد الناصر فادحة، لكن خسارة الشعب الفلسطيني كانت أكثر فداحة وأشد إيلاما، إذ لم يكن جمال عبد الناصر كأي من زعماء العرب في علاقته بالقضية الفلسطينية وفي دفاعه عن الشعب الفلسطيني، بعد أن اقتسم شعب فلسطين لقمة العيش مع القوات المصرية أثناء حصار الفالوجا حتى أوائل العام 1949 وبعد أن سال الدم المصري مختلطا مع الدم الفلسطيني على أرض فلسطين في الفالوجا وعراق المنشية اثناء الحرب العربية - الإسرائيلية العام .1948 كانت القوات المحاصرة المدافعة بقيادة السيد طه الملقب بالضيع الأسود ورئيس أركانه جمال عبد الناصر الذي كان اثناء قتاله القوات الصهيونية، يحمل ورفاقه من الضباط الأحرار هموم وطنهم مصر بعد أن تفجرت فضيحة الأسلحة الفاسدة فوق أرض الفالوجا وعراق المنشية. وعند انطلاق ثورة يوليو 1952 المجيدة في مصر بقيادة جمال عبد الناصر كاتب عبارته الشهيرة التي انطلقت مجلجلة في أرجاء الدنيا. "إن من قاتل من أبناء فلسطين قاتل ببسالة ومن استشهد منهم استشهد بشرف...". وهكذا توافقت إرادة حكومة ثورة يوليو بقيادة جمال عبد الناصر مع إرادة الشعب الفلسطيني في الصمود وفي الحفاظ على القضية الفلسطينية وفي الدفاع عنها لترتفع عالياً وليرتفع بها ومعها الشعب الفلسطيني بدعم ومساندة قويين من جمال عبد الناصر. ولا ينسى أحد منا ما أحاطته حكومة الثورة بتوجيهات من جمال عبد الناصر من رعاية لعدد من رجالات فلسطين في الفالوجا وعراق المنشية تقديراً لجهودهم من جانب وتكريماً للشعب الفلسطيني في أشخاصهم من جانب آخر: أحمد حسن عواد مختار الفالوجا الذي أصيب في معارك الفالوجا ففقد بصره فبعث به جمال عبد الناصر للعلاج في ألمانيا. خالد الطيطي، مختار عراق المنشية، منحه جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى. تعددت أشكال ونماذج دعم جمال عبد الناصر للشعب الفلسطيني ولقضيته الوطنية. ولا يتسع المجال اليوم لحصرها، لكن نتناول من باب التذكير على سبيل المثال دور جمال عبد الناصر في مؤتمر القمة العربية الأول (13 كانون الثاني 1964) والذي حضره أحمد الشقيري ممثلاً لفلسطين بدعم مباشر من جمال عبد الناصر حتى انعقاد المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول (28 آيار 1964) في القدس ليحضره اثنان من وزراء عبد الناصر ليشهدا مع آخرين إعلان قيام منظمة التحرير الفلسطينية. وفي مؤتمر قمة الإسكندرية (أيلول 1964) والشقيري يقدم للقادة العرب اللجنة التنفيذية الأولى في م.ت.ف تأتي مبادرة عبد الناصر بالاعتراف بالمنظمة قوية حاسمة وليحذو حذو عبد الناصر عدد من الزعماء العرب الآخرين.


القرية اليوم

يذكر ان العصابات الصهيونية قامت بهدم كل الاثار الموجودة للقرية والبيوت الزرع ولم يبقى منها حتى يومنا هذا الا بعض العلامات للشوارع مع الصبار المتناثر هنا وهناك في القرية المنكوبة .

وغرست غابة الكينا في الموقع وثمة إشارتان بالعبرية والإنكليزية تعرف هذه الغابة بأنها (غابة مرعولين للسلام) ولم يبق من القرية سوى آثار شوارعها مع بعض نبات الصبار المبعثر. ويستغل المزارعون الإسرائيليون قسما من الأراضي المجاورة.

عراق المنشية منظر شامل من الاعلى للقرية المسروقة من قبل العصابات الصهيونية والتي اسموها كريات جات

المستطونات الصهيونية على اراضي القرية

أقيم كيبوتس يدعى غان(130115) في سنة 1941 على أراض كانت تابعة تقليديا للقرية, كما استولى هذا الكيبوتس في سنة 1949 على مزيد من الأراضي بعد طرد السكان. وبعد ذلك التاريخ بخمس سنوات, أي في سنة 1954 أنشئت بلدة كريات غات(128113) على أراضي القرية, وأقيمت أيضا مستعمرة سدي موشيه (131113) في سنة 1956 على أراضي القرية إلى الشرق من موقعها.

قضية عراق المنشية مع شركة انتل للكمبيوتر والعلامات التجارية الاخرى

  • شركة انتل : يدعو تحالف "العودة إلى فلسطين" لمقاطعة مصانع "إنتل" في "كريات جات"، وهي الموقع السابق لقرية "عراق المنشية " الفلسطينية، وتهيمن معالجات "إنتل" على 80% من حواسب العالم، هذا فيما كانت قد وردت تقارير عن استثمارات بقيمة 2.7 مليار رصدتها الشركة لتطوير مصانع المنطقة.

"إنتل" الشركة التكنولوجية الكبرى: استثمارات في "إسرائيل" بـ10 مليارات دولار

بدأت الثورة التكنولوجية في إسرائيل أساساً، عندما أفلحت الدولة العبرية في تغيير منهاجها التعليمي من جهة، واستيعاب الهجرة الروسيَّة من جهةٍ ثانية. وبديهي أنَّ الجيش الإسرائيلي، وعبر محاولات تطويره على أرضية الرغبة في الحفاظ على تفوّقه النّوعي في مواجهة الجيوش العربيّة، شكَّل قاطرة تطوير لهذا القطاع أيضاً، الَّذي غدا قطاعاً مركزياً في الحياة العامة الإسرائيليَّة، فنصف صادرات إسرائيل الصناعيَّة هي نتاج تكنولوجيا عالية لشركات محليّة ودوليّة تعمل هناك.

وعند الحديث عن الشركات التكنولوجيّة العاملة في إسرائيل، يُخصّص جانب مهم لشركة "إنتل". ومن بين حوالى 20 ألف خبير ومتخصص تستخدمهم الشركات الدولية العاملة في إسرائيل، يعمل حوالى نصفهم (8500)، في مراكز شركة "إنتل" الكبيرة المقامة في كل من حيفا، و"ياكوم"، و"بيتح تكفا"، والقدس، و"كريات غات".

وخلافاً لمعظم الشركات الدولية المستجدة النشاط في إسرائيل، فإن شركة "إنتل" تعمل في الدولة العبرية منذ السبعينيات. وتقوم المراكز الإسرائيلية للشركة بدور مركزي في أهم التطويرات التي أدخلتها الشركة على منتجاتها الأساسية، وعلى رأسها المعالجات التي تشكل قلب كل حاسوب يُباع في أرجاء العالم.

وعلى سبيل المثال، فإن معالج "سنترينو"، الذي تم تطويره في إسرائيل ووزع في العالم ابتداءً من العام 2003، احتوى على تكنولوجيا "WIFI"، جعلت منه للمرة الأولى معياراً للحاسوب المحمول الخفيف المقتصد في الطاقة، والمؤهّل للارتباط بالإنترنت لاسلكياً. كما أن معالج "ساندي بريدج"، الذي أدخل إلى الخدمة في العام 2011 من إنتاج مركز "إنتل" في حيفا، أما خلفه أي معالج "هايفي بريدج"، الذي طُوّر في إسرائيل وأميركا، فينتج حالياً بكميات هائلة في مصنع الشرائح التابع لـ"إنتل" في "كريات غات".

وفضلاً عن ذلك، فإن رابط "ثاندربولت" الموجود في حواسيب "ماكبوك" (والمعد لخلافة رابط USB مستقبلاً)، طوّره المركز الإسرائيلي لـ"إنتل" بالشراكة مع "أبل". وفي الأسابيع الماضية، أعلنت "إنتل" عن الجيل الجديد من الروابط القادرة على أن تنقل للحاسوب معلومات بسرعة 20 جيغا بايت في الثانية، وهي أيضاً نتاج تكنولوجيا إسرائيلية.

وتركّز الشركة حالياً في مركزها في إسرائيل على تطوير القفزة التالية في عالم الحواسيب، والمسماة "الحوسبة الحساسة"، والتي ترمي إلى السيطرة مستقبلاً على الحواسيب والأجهزة الأخرى عبر حركات الجسم والكلام، أو النظرة وحتى عبر الأحاسيس.

وبغية فهم المعنى الحقيقي لاستثمارات "إنتل" في إسرائيل، يمكن الإشارة إلى ما قاله رئيس "إنتل إسرائيل"، مولي أدان، عن استثمار 10,5 مليارات دولار حتى الآن في مصانع الشركة في إسرائيل.

وبعد تعرض "إنتل" وعدد من الشركات الدولية لانتقادات واسعة في إسرائيل جراء تمتعها بإعفاءات ضريبية، دافع أدان عن شركته قائلاً إنها خسرت مؤخراً فرصة إقامة مصنع آخر يشغّل 4500 مستخدم، لأن العرض الإيرلندي كان أفضل من الإسرائيلي. وأكد أن هناك منافسة شديدة بين الدول لاجتذاب استثمارات تكنولوجية، مشدداً على أن الخسارة لا تنحصر فقط في فقدان أماكن عمل، بقدر ما تتمدَّد لتشمل خسائر مداخيل مالية كبيرة من الضرائب التي تجبيها الدولة من منتجات هذه المصانع.

وأشار أدان إلى الصورة الكاملة التي تعمل فيها الشركات العالمية في إسرائيل، مثل "تيفع" للدواء، و"كيل" للأدوات، و"إنتل" لمنتجات الحواسيب، وأثرها في الاقتصاد الإسرائيلي. وأوضح مثلاً أن "إنتل" توفر 8500 فرصة عمل هي من الوظائف المنتجة والمجددة وذات الرواتب العالية. ويضاف إلى ذلك، أن لذلك تأثيراً على الأعمال غير المباشرة مثل مقدمي الخدمات، من معدي البرامج وصولاً إلى خدمة الإطعام والنقل، والتي تخلق أيضاً حوالى 25 ألف فرصة عمل. وقد بلغت صادرات "إنتل" الإسرائيلية 4,6 مليارات دولار في العام 2012.

ولتوضيح الصورة أكثر، بيّن أدان أن "الصادرات الصناعية من إسرائيل تبلغ 46 مليار دولار"، ما يعني أن حصة "إنتل" وحدها من هذه الصادرات بلغت 10%، مشيراً إلى أن "صادرات التكنولوجيا العالية تبلغ 21,5 مليارات دولار، ما يعني أن "إنتل إسرائيل" التي تصدّر بقيمة 4,6 مليارات دولار، تشكل 20% من مجموع صادرات التكنولوجيا العالية الإسرائيلية. وكل استثمار جديد لإنتل يشكّل إضافة لأماكن عمل، وزيادة في الصادرات وزيادة في المداخيل الضريبيّة للدولة، بحيث إن إسرائيل تخرج في نهاية المطاف رابحة من كل استثمارات إنتل".

وسنة بعد سنة، تكبر "إنتل" في إسرائيل، ويزداد عدد المستخدمين فيها، وتزداد عوائد الدولة العبرية من الضرائب المفروضة على منتجاتها وعلى العاملين فيها. ووفقاً لرئيس الشركة في إسرائيل، فإن الدولة العبرية تجبي ضريبة دخل من مستخدمي الشركة أعلى بستة أضعاف من متوسط ضريبة الدخل في إسرائيل. ولكن ما لا يقل عن ذلك أهمية، أن "أكثر من 12 ألف مستخدم تركوا شركة إنتل وانخرطوا في القطاع الاقتصادي، وأقاموا مئات الشركات التكنولوجية. كما أن الكثير ممن انتقلوا للعمل مع مركز شركات أخرى في إسرائيل، مثل أبل وياهو، هم من متخرّجي إنتل".

تجدر الإشارة إلى أن 40% من صادرات إسرائيل هي من إنتاج عشر شركات كبرى فقط، وهذه هي سيرورة تطور الاقتصاد الذي يغدو أكثر تركيزاً واحتكاراً.

  • شركة VISONIC : تنتج أنظمة Azhka المنزلية والصناعات.
  • مصنع Numonix، ومشروعات التكنولوجيا الفائقة والتي أنشئت من قبل شركة انتل والآس تي. للالكترونيات الدقيقة .
  • مصنع HP - مجالات إنتاج المصنع المتقدمة تتألف نفسها أجهزة كمبيوتر وطابعات .
  • Hmsbb : مصنع المعادن والبلاستيك .
  • كوكا كولا : وفي تموز 2002 أَعلنتْ كوكاكولا ستبني مصنعًا جديدً لها في "كريات غات"
  • Nestle : لديها مصنع بني على انقاض قرية عراق المنشية .

حروب غزة ( 2008 - 2014 )

خلال عملية معركة الفرقان من ديسمبر 2008 أطلقت على عراق المنشية المحتلة صواريخ غراد من غزة. مما وتكررت هجمات المقاومة الصاروخية من قطاع غزة على القرية المحتلة. في عام 2012 أطلق نحو عشرات من صواريخ غراد على عراق المنشية (كريات جات)، وتسببت في أضرار واسعة النطاق لعدة مبان .

أعلام القرية

خرج من عراق المنشية أو من لاجئين القرية عددٌ من الشخصيات، ومنهم:

  • المرحوم الاستاذ هاني مصباح الطيطي، كاتب وباحث ومربي فلسطيني وله عدد من القصص والمقالات "رابط الموقع".
  • المرحوم الاستاذ عبد القادر عبد الفتاح الطيطي، مربي فلسطيني.
  • هيثم هاني الطيطي، مدون وناشط فلسطيني "رابط الموقع".
  • يونس إسماعيل الطيطي، كاتب صحفي .
  • المرحوم الحاج خالد الطيطي، مختار عائلة الطيطي قبيل عام 1949، منحه الرئيس جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى.
  • المرحوم الحاج عناز محمد مشعل الطيطي (1911-1996)، مختار ال الطيطي في مخيم الفوار في سبعينات و ثمانينات القرن العشرين ، شارك في حرب 1948
  • المرحوم الاستاذ اسحق عناز محمد الطيطي (1934 - 2003) ، مربي فاضل ، وكان يحظى باحترام أهالي مخيم الفوار و خصوصاً لدوره في تأسيس جميعة كهرباء الفوار و شركة الباصات و مشاريع اخرى .
  • المرحوم الأستاذ عبد اللطيف عثمان الطيطي، مدير التربية والتعليم في وكالة الغوث الدولية في منطقة الخليل وبيت لحم.
  • د جمال أحمد المحيسن، عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
  • الشيخ حسن عبد العاطي يوسف البدوي أحد أئمة عراق المنشية.
  • الدكتور سعيد خالد عثمان عبد اللطيف الطيطي دكتور في جامعة الملك سعود الرياض السعودية، معلم ومشرف تربوي في وزارة التربية والتعليم ، باحث تربوي له أبحاث ودراسات تربوية.
  • المرحوم الشيخ خالد عثمان عبد اللطيف الطيطي وقاضي صلح عشاءري ، حارب في حرب 1948.
  • المرحوم الشيخ محمود المحيسن،.وكان له دور كبير بدعم القوات المصرية التي حوصرت بالقرية.
  • الاستاذ جميل إسماعيل الجابري، مربي فلسطيني .
  • عبدالفتاح محمود سويلم الجوابرة , مربي فلسطيني.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب Palmer, 1881, p. 365
  2. ^ Government of Palestine, Department of Statistics. Village Statistics, April, 1945. Quoted in Hadawi, 1970, p. 45
  3. ^ Morris, 2004, p xix, village number 320. Also gives the cause for depopulation

المراجع

وصلات خارجية

أفلام تسجيلة مصورة

فيلم مصور عن عراق المنشيه تم تصويره عام 1998

كل ما تبقى من عراق المنشية منذ النكبة

مقابلات التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية

منوعة عن عراق المنشية