علي بن الحسين

بسم الله الرحمن الرحيم
Allah-eser-green.png

هذه المقالة جزء من سلسلة:
الإسلام

علي بن الحسين القرشي الهاشمي إبن الحسين بن علي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته عند أهل السنة

هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي المدني، زين العابدين. وأمه هي أم ولد سندية تسمى سلافة. ويعد من تابعي أهل المدينة. ولد سنة 38 هـ، وتوفي سنة 93 أو 94 هـ بالمدينة المنورة، و هو ابن ثمان و خمسين.

قال شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري: كان علي بن الحسين من أفضل أهل بيته، و أحسنهم طاعة، و أحبهم إلى مروان بن الحكم و عبد الملك بن مروان. و قال معمر، عن الزهري: لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن الحسين. و قال ابن وهب، عن مالك: لم يكن في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل علي بن الحسين، و هو ابن أمة. و قال أبو معاوية الضرير، عن يحيى بن سعيد، عن علي بن الحسين أنه قال: يا أهل العراق أحبونا حب الإسلام، و لا تحبونا حب الأصنام، فما زال بنا حبكم حتى صار علينا شينا.

قال الأصمعي: لم يكن للحسين بن علي عقب إلا من ابنه علي بن الحسين، و لم يكن لعلي ولد إلا من أم عبد الله بنت الحسن، و هي ابنة عمه ، فقال له مروان بن الحكم: أرى نسل أبيك قد انقطع، فلو اتخذت السراري لعل الله أن يرزقك منهن. فقال: ما عندي ما أشترى به السراري. قال : فأنا أقرضك. فأقرضه مئة ألف درهم، فاتخذ السراري، و ولد له جماعة من الولد، ثم أوصى مروان لما حضرته الوفاة أن لا يؤخذ منهم ذلك المال.

قال سعيد بن عامر، عن جويرية بن أسماء: ما أكَل علي بن الحسين بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم درهما قط. و قال يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق: كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم، فلما مات على بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل.

و قال عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه: ما رأيت هاشمياً أفقه من علي بن الحسين; سمعت علي بن الحسين و هو يُسأل: كيف كانت منزلة أبى بكر و عمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأشار بيده إلى القبر، ثم قال: منزلتهما منه الساعة. و قال يحيى بن كثير، عن جعفر بن محمد بن على بن الحسين، عن أبيه: جاء رجل إلى أبي، فقال: أخبرنى عن أبي بكر، قال: عن الصديق تسأل؟ قال: قلت: رحمك الله و تسميه الصديق ؟! قال: ثكلتك أمك، قد سماه صديقا من هو خير مني و منك; رسول الله صلى الله عليه وسلم و المهاجرون و الأنصار، فمن لم يسمه صديقاً، فلا صدق الله قوله في الدنيا و لا في الآخرة، اذهب فأحب أبا بكر و عمر، و تولهما فما كان من أمر ففي عنقي.



سيرته عند الشيعة

الإمام علي بن الحسين المعروف بالسجاد إبن الإمام الحسين رابع أئمة الشيعة ، أمه شاه زنان (أي ملكة النساء)وقيل شَهر بانو ، هي بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى آخر ملوك الفرس ، ولد في المدينة يوم الجمعة الخامس شعبان سنة 38 هجري . لقب بزين العابدين، و السجاد، و ذو الثفنات مدة إمامته 35 عاماً من سنة 61 إلى 95 هجرية

أبنائه

أولاده:

محمد الباقر ، عبد الله ، الحسن ، الحسين ، زيد ، عمر ، الحسين الأصغر ، عبد الرحمن ، سليمان ، علي ، محمد الأصغر

بناته:

خديجة ، أم كلثوم ، فاطمة ، عليّة

حياته

شهد معركة كربلاء و كان عمره يوم واقعة الطف ثلاثا و عشرين سنة ، وواكب مسير العائلة الأسرى بعد المعركة إلى الكوفة ، في جلس عبيدالله بن زياد حيث جرت في المجلس محاورة غضب لها ابن زياد و امر الإمام السجاد فما راعه هذا التهديد و قال لابن زياد مقولته المشهورة : (( أبالقتل تهددني يا ابن زياد ؟ أما علمت أن القتل لنا عادة ، و كرامتنا من الله الشهادة ))

ومن الكوفة إلى الشام ، ثم مجلس يزيد بن معاوية في الشام ، و في الشام ألقى الإمام علي بن الحسين خطبة شهيرة قال فيها:

(( أيها الناس اُعطينا ستا وفضلنا بسبع: اُعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين. وفضلنا بأن منا النبي المختار محمداً، ومنا الصديق، ومنا الطيار، ومنا أسد الله وأسد رسوله، ومنا سبطا هذه الاُمة، ومنا المهدي. من عرفني فقد عرفني ومَن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي.

أيها الناس أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الرداء، أنا ابن خير مَن ائتزر وارتدى، أنا ابن خير مَن انتعل واحتفى، أنا ابن خير مَن طاف وسعى، أنا ابن خير مَن حج ولبى، أنا ابن من حمل على البراق في الهواء، أنا ابن مَن اُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أنا ابن من بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى، أنا ابن مَن دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى، أنا ابن من صلى بملائكة السماء، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى، أنا ابن محمد المصطفى، أنا ابن علي المرتضى، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا الله.

أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله بسيفين، وطعن برمحين، وهاجر الهجرتين، وبايع البيعتين، وقاتل ببدر وحنين، ولم يكفر بالله طرفة عين، أنا ابن صالح المؤمنين، ووارث النبيين، وقامع الملحدين، ويعسوب المسلمين، ونور المجاهدين، وزين العابدين، وتاج البكّائين، وأصبر الصابرين، وأفضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين، أنا ابن المؤيد بجبرئيل، المنصور بميكائيل، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين، وقاتل المارقين والناكثين والقاسطين، والمجاهد أعداءه الناصبين، وأفخر من مشى من قريش أجمعين، وأول من أجاب واستجاب لله ولرسوله من المؤمنين، وأول السابقين، وقاصم المعتدين، ومبيد المشركين، وسهم من مرامي الله على المنافقين، ولسان حكمة العابدين، وناصر دين الله، ووليّ أمر الله، وبستان حكمة الله، وعيبة علمه.

سمح، سخي، بهي، بهلول، زكي، أبطحي، رضي، مقدام، همام، صابر، صوام، مهذب، قوام، قاطع الأصلاب، ومفرق الأحزاب، أربطهم عنانا، وأثبتهم جناناً، وأمضاهم عزيمة، وأشدهم شكيمة، أسد باسل، يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنة وقربت الأعنة طحن الرحا، ويذروهم فيها ذرو الريح الهشيم. ليث الحجاز، وكبش العراق، مكي، مدني، خَيفي، عقبي، بدري، أُحدي، شجري، مهاجري، من العرب سيدها، ومن الوغى ليثها، وارث المشعرَين، وأبو السبطين الحسن والحسين، ذاك جدي علي بن أبي طالب.

أنا ابن فاطمة الزهراء ، أنا ابن سيدة النساء. أنا ابن خديجة الكبرى، أنا ابن المقتول ظلماً، أنا ابن المجزوز الرأس من القفا، أنا ابن العطشان حتى قضى، أنا ابن طريح كربلاء، أنا ابن مسلوب العمامة والرداء، أنا ابن من بكت عليه ملائكة السماء، أنا ابن من ناحت عليه الجن في الأرض والطير في الهواء، أنا ابن من رأسه على السنان يهدى، أنا ابن مَن حرمه من العراق إلى الشام تُسبى.

أيّها الناس إن الله تعالى وله الحمد ابتلانا أهل البيت ببلاء حسن، حيث جعل راية الهدى والعدل والتُقى فينا، وجعل راية الضلالة والردى في غيرنا.))

فضج الناس بالبكاء والنحيب، وخشي يزيد أن تكون فتنة، فأمر المؤذن فقطع عليه الكلام. فلما قال المؤذن: الله أكبر، قال علي: لا شيء أكبر من الله، فلما قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، قال علي بن الحسين: شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي. فلما قال المؤذّن: أشهد أنّ محمداً رسول الله، التفت من فوق المنبر إلى يزيد فقال: محمد هذا جدي أم جدك يا يزيد؟ فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت وكفرت، وإن زعمت أنه جدّي فلِِم قتلت عترته

خلفاء عصره

عاصر من الخلفاء الأمويين:

شعر في الإمام

قصة هشام بن عبد الملك وعلي زين العابدين بن الحسين بالحج، يرويها حسن نصر الله.

روي أنه حج هشام بن عبد الملك فلم يقدر على استلام الحجر بسبب الزحام، فنصب له منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام، فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين وعليه إزار ورداء، فجعل يطوف فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى الناس حتى يستلمه هو هيبة له.

فقال شامي: من هذا يا أمير؟

فقال-لئلا يرغب فيه أهل الشام-: لا أعرفه.

فقال الفرزدق وكان حاضرا: لكني أنا أعرفه.

فقال الشامي: من هو يا أبا فراس؟

فأنشأ:

اقرأ نصا ذا علاقة بقصيدة الفرزدق في علي بن الحسين، في ويكي مصدر مستودع النصوص المجانية.

يا سائلي أيـــن حل الجود والكرم***عــنـــدي بـــــيان إذا طــــلابه قدموا

هذا الذي تعـــرف البطحاء وطأته***والبــيت يعــرفه والحــل والحـــــرم

‏هــذا ابــن خــــير عــباد الله كلهم***هــــذا التــــقي النــقي الطاهر العلم‏

هــــذا الـــذي أحمد المختار والده***صلى عــــليه إلهـــي ما جرى القلم

فغضب هشام ومنع جائزته وقال: ألا قلت فينا مثلها؟!

قال: هات جداً كجده، وأبا كأبيه، وأما كأمه، حتى أقول فيكم مثلها.

فحبسوه بعسفان بين مكة والمدينة، فبلغ ذلك علي بن الحسين فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال: ( أعذرنا يا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به ). فردها وقال: يا ابن رسول الله، ما قلت الذي قلت إلا غضبا لله ولرسوله، وما كنت لأرزأ عليه شيئا.فردها إليه وقال: ( بحقي عليك لما قبلتها فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك فقبلها )

كتبه


وفاته

قضى الإمام علي بن الحسين عليه السلام مسموما ، بأمر من الوليد بن عبد الملك على يد هشام بن عبد الملك، كان ذلك في الخامس والعشرين من المحرم سنة 95 هجري ودفن في البقيع في المدينة المنورة بجانب قبر عمه الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين


قبله:
الحسين بن علي
أئمة الشيعة
680 – 713
بعده:
محمد الباقر