الأحزاب في الولايات المتحدة

(تم التحويل من Political parties in the United States)

هذا المقال يعرض التطور التاريخي ودور الأحزاب السياسية في سياسة الولايات المتحدة، واستعراض أكثر تفصيلاً عن أبرز الأحزاب السياسية المعاصرة. على مدار معظم تاريخها، هيمن نظام الحزبين على السياسة الأمريكية. ومع ذلك، فقد كان الدستور الأمريكي صامتاً تجاه قضايا الأحزاب السياسية؛ عند توقيعه عام 1787، حيث لم يكن هناك في البلاد أحزاب. في واقع الأمر، لا يوجد أمة في العالم تمتلك أحزاب سياسية على أساس الناخبين. الحاجة لكسب دعم شعبي في الجمهورية أدت إلى الابتكار الأمريكي للأحزاب السياسية في تسعينيات القرن الثامن عشر.[1] كان الأمريكيون مبكترون بصفة خاصة في استنباط تقنيات جديدة للحملات الانتخابية تربيط بين الرأي العام بالسياسة العامة عن طريق الحزب.[2]

كانت الأحزاب السياسية ولا تزال جزءا لا يتجزأ من نسيج الديمقراطية الأميركية منذ قيام الدولة تقريباً، على الرغم من أن الدستور الأميركي لا يذكرها أبداً، وان بعض الآباء المؤسسين للدولة رفضوها برمتها.

وكان ألكسندر هاملتون وجيمس ماديسون قد حذرا، في "الأوراق الفدرالية" سنة 1788، من أخطار الأحزاب السياسية المحلية. كما أن جورج واشنطن، أول رئيس للبلاد، لم ينضم أبداً إلي أي حزب سياسي، وأعرب عن أمله بأن لا يتم تشكيل أحزاب سياسية. [3]

ومن المثير للسخرية أن نظام الحزبين في أميركا قام على يد مستشارين لواشنطن، بمن فيهم هاملتون وماديسون. وكان الحزب الفدرالي برئاسة هاملتون يفضل حكومة مركزية قوية وقامة روابط وثيقة بين الحكومة والأغنياء. أما الحزب الجمهوري الذي أسسه ماديسون وتوماس جفرسون، فقد أيد دوراً محدوداً للحكومة المركزية واعتماد نهجا مستمدا من عامة الشعب تجاه الحكومة.

وقد أضعف الطابع النخبوي جاذبية الفدراليين، كما أن رفضهم تأييد الحرب سنة 1812 انقلب عليهم عندما انتهت الحرب بنجاح، فاختفى الحزب في غضون سنوات قليلة.

وكما يدل عليه اسمه، كان عصر الشعور بالاطمئنان (1816-1824) في في ظل رئاسة جيمس مونرو زمناً خفت فيه السياسات الحزبية إلى أدنى حد، لكن الخلافات الداخلية فجرت الانقسامات ضمن الحزب الديمقراطي – الجمهوري. تحول الديمقراطيون الجاكسونيون، بقيادة بطل الحرب والرئيس المقبل أندرو جاكسون، إلى الحزب الديمقراطي الحديث، وشكلت مجموعة أخرى محافظة من هؤلاء، بقيادة هنري كلاي، حزب "الويغ" الذي أصبح الحزب الجمهوري الحديث.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تحول السياسات

دعم الديمقراطيون سيادة السلطة التنفيذية (الرئيس) على السلطات الحكومية الأخرى وعارضوا البرامج التي كانوا يشعرون أنها تبني الصناعة على حساب دافعي الضرائب. ودافع حزب "الويغ" عن سيادة السلطة التشريعية (الكونغرس) ودعموا التحديث الصناعي والحماية الاقتصادية. انهار حزب "الويغ" في الخمسينات من القرن التاسع عشر، وحلّ محله الحزب الجمهوري المعارض للعبودية، والذي تبنى العديد من السياسات الاقتصادية للويغ، مثل دعم البنوك الوطنية، والسكك الحديدية، والتعرفات الجمركية العالية. وخلال العقود التالية، لم تتغير أسماء الحزبين السياسيين الأميركيين الرئيسيين لكن السياسات التي دافعا عنها تحولت مع تغير الظروف في البلاد وفي أولويات الناخبين. يُعتبر الآن الحزب الديمقراطي بأنه الحزب الأكثر ليبرالية والحزب الجمهوري الأكثر محافظة. وضمن هاتين الفئتين الأيديولوجيتين الواسعتين، يضم كل من الحزبين طائفة واسعة من المعتقدات والآراء. والعديد من الأميركيين يعرّفون عن أنفسهم "كمستقلين" (لا ينتمون إلى أي حزب) كما ان عدد هؤلاء الناخبين آخذ في الازدياد.


نظام الحزبين

في عام 2008، كان الحزب الديمقراطي أكبر حزب سياسي، إذ حظي بتأييد أكثر من 74 مليون مقترع (37 بالمئة من الناخبين المسجلين) الذين يعتبرون أنفسهم منتمين إليه، وذلك وفقاً لمركز بيو للأبحاث. باراك أوباما هو الديمقراطي الخامس عشر الذي يشغل منصب الرئاسة.

وكان جورج بوش الجمهوري التاسع عشر الذي شغل هذا المنصب. سنة 2008، كان الحزب الجمهوري ثاني أكبر حزب سياسي أميركي حيث يضم قرابة 56 مليون عضو مسجل فيه، أو حوالي رُبع الناخبين المسجلين. وقد فاز مرشح من الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري في كل انتخابات رئاسية أميركية بعد العام 1848، وسيطر أحد هذين الحزبين على مجلس النواب ومجلس الشيوخ منذ العام 1856. وقد كسبت أحزاب أخرى تمثيلاً لها على المستوى القومي ومستوى الولايات لكن أحداً منها لم يحصل على الدعم الكافي لتشكيل كتلة انتخابية في الكونغرس أو لتشكيل تحدٍ جدي لرئاسة الولايات المتحدة.

تشمل ما تسمى "بالأحزاب الثالثة" التي تتنافس على اجتذاب الناخبين الأميركيين، الحزب الدستوري الذي يدافع عن العودة إلى ما يؤمن بأنها كانت النوايا الأصلية للآباء المؤسسين؛ وحزب الخضر، الذي يدافع عن الاهتمام بالبيئة ويدعم العدالة الاجتماعية؛ والحزب التحرري الذي يدعم دوراً ضئيلاً للحكومة في حياة المواطنين.

الأحمر والأزرق

في ليلة الانتخابات، تقوم شبكات التلفزيون بتحديث خرائط الولايات الأميركية وتصبغها بأنماط غريبة تتألف من اللون الأحمر للجمهوريين واللون الأزرق للديمقراطيين للإشارة إلى أي جهة صوتت الولايات. وهو عرض يفهمه الأميركيون بالفطرة لأن نظام الحزبين هو جزء من حياتهم اليومية.

الأحزاب السياسية المعاصرة

مقارنة بين الأحزاب السياسية المعاصرة
القضايا حزب الخضر الحزب الديمقراطي الحزب الليبرالي الحزب الجمهوري حزب الدستور
قضايا رئيسية متعلقة
القضايا* Abortion restrictions لا[4] لا[5] لا[6] نعم[7] نعم[8]
Limiting private financing of campaigns نعم[4] نعم[5] لا[6] لا[9] لا[10]
Legalization of same-sex marriages نعم[4] نعم[5] نعم[11] لا[12] لا[13]
Universal government health care نعم[4] نعم[5] لا[6] لا[14] لا[15]
Progressive taxation نعم[4] نعم[5] لا[6] لا[16] لا[17]
Immigration restrictions لا[4] لا[5] لا[18] نعم[19] نعم[20]
Capital punishment لا[4] لا[5] لا[6] نعم[21] نعم[22]
Drug liberalization نعم[23] لا[5] نعم[24] لا لا[25]
Civilian gun control نعم[26] نعم[5] لا[6] لا[12] لا[27]
Non-interventionist foreign policy نعم[4] لا[5] نعم[6] لا[12] نعم[28]

* The top issues in the country are selected for this table.

التاريخ

Popular votes to political parties during presidential elections.
Political parties derivation. Dotted line means unofficially.


الهامش

  1. ^ Roy Franklin Nichols (1967). The invention of the American political parties. Macmillan.
  2. ^ Robert J. Dinkin, Campaigning in America: A History of Election Practices. (Greenwood 1989) online version
  3. ^ "الانتخابات الأميركية: الأحزاب السياسية الأميركية". iipdigital.usembassy. 2013-05-24. Retrieved 2013-11-12.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Green Party 2004 Platform" (PDF). Green Party. 2004. Retrieved 2011-05-12.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "The 2012 Democratic Party Platform: Moving America forward". Democratic Party. 2012. Retrieved 2012-09-14.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Libertarian Party Platform". Libertarian Party. 2010. Retrieved 2011-05-12.
  7. ^ "2004 Republican Party Platform: on Abortion". United States Republican Party. 2004. Retrieved 2007-02-12.
  8. ^ "Constitution Party Platform (Sanctity of Life)". Archived from the original on 2012-07-17. Retrieved 2008-03-25.
  9. ^ "Republican Platform: Protecting the Right to Vote in Fair Elections". United States Republican Party. 2008. Retrieved 2011-05-12.
  10. ^ "Constitution Party Platform (Election Reform)". Archived from the original on 2012-07-17. Retrieved 2008-03-25.
  11. ^ "Libertarians press Congress on DOMA, 'don't' ask, don't tell'". Libertarian Party. 2009-08-17. Retrieved 2009-08-26. Libertarians are the only party committed to equal justice under the law, whether it is protection from violence, marriage equality or the ability of a qualified person to serve in the military
  12. ^ أ ب ت Republican Platform: Values
  13. ^ "Constitution Party Platform (Family)". Archived from the original on 2012-07-17. Retrieved 2008-03-25.
  14. ^ Republican Platform: Health Care
  15. ^ "Constitution Party Platform (Health Care and Government)". Archived from the original on 2012-07-17. Retrieved 2008-03-25.
  16. ^ Republican 2008 Platform: Government Reform
  17. ^ "Constitution Party Platform (Taxes)". Archived from the original on 2012-07-17. Retrieved 2008-03-25.
  18. ^ Libertarian Issues: Immigration
  19. ^ Republican 2008 Platform: National Security
  20. ^ "Constitution Party Platform (Immigration)". Archived from the original on 2012-07-17. Retrieved 2008-03-25.
  21. ^ Republican 2008 Platform: Crime
  22. ^ "Constitution Party Platform (Crime)". Archived from the original on 2012-07-17. Retrieved 2012-02-12. We favor the right of states and localities to execute criminals convicted of capital crimes and to require restitution for the victims of criminals.
  23. ^ Ii. Social Justice
  24. ^ lp.org - LP Monday Message: 20 Obama problems, 20 Libertarian solutions
  25. ^ "Constitution Party Platform (Drug Abuse)". Archived from the original on 2012-07-17. Retrieved 2012-02-12.
  26. ^ Green Party Platform: Criminal Justice
  27. ^ "Constitution Party Platform (Gun Control)". Archived from the original on 2012-07-17. Retrieved 2012-02-12.
  28. ^ "Constitution Party Platform (Foreign Policy)". Archived from the original on 2012-07-17. Retrieved 2012-02-12.