لويز إناسيو لولا دا سيلفا

(تم التحويل من لولا دا سيلفا)
لويز إناسيو لولا دا سيلڤا
Luiz Inácio Lula da Silva
پورتريه لويز إناسيو لولا دا سيلڤا
Coat of arms of Brazil.svg
رقم 35 رئيس البرازيل
في المنصب
1 يناير 2003 – 1 يناير 2011
نائب الرئيسخوسيه ألنكار
سبقهفرناندو إنريكي كاردوزو
خلـَفهديلما روسف
Coat of arms of Brazil.svg نائب فدرالي
في المنصب
15 مارس 1985 – 15 مارس 1989
تفاصيل شخصية
وُلِد27 أكتوبر 1945
كايتـِس، پرنامبوكو، البرازيل
القوميةبرازيلي
الحزبحزب العمال
الزوجماريا دي لورديز دا سيلڤا (توفت)
ماريا لتيسيا روكو كازا (1974–الآن)
الأنجالفابيو لويس
لوريان كورديرو
لويس كلاوديو
ماركوس كلاوديو (بالتبني)
ساندرو لويس
الإقامةساو برنارندو دو كامپو، ساو پاولو
المهنةعامل سيارات
منظم نقابة
التوقيعلولا (توقيع لويز إناسيو لولا دا سيلڤا)

لويز إناسيو لولا دا سيلڤا (Luiz Inácio Lula da Silva البرتغالية: [luˈiz iˈnasju ˈlulɐ dɐ ˈsiwvɐ] ( استمع)؛ و. 27 أكتوبر 1945، شهرته لولا،[2] هو سياسي برازيلي. كان عضو مؤسس لحزب العمال (PT – Partido dos Trabalhadores) وخاص انتخابات الرئاسة ثلاث مرات ولم يفز، الأولى في انتخابات 1989، ومرة أخرى في انتخابات 1994 و1998. فاز لولا في انتخابات 2002 وتُوج رئيساً في 1 يناير 2003. في انتخابات 2006 أعيد انتخابه لفترة رئاسية ثانية، والتي انتهت في 1 يناير 2011.[3] خلفته في المنصب مساعدته ديلما روسف.

يشار إليه عادة على أنه أحد أكثر السياسيين شعبية في تاريخ البرازيل، وفي عهده، كان من أشهر السياسيين في العالم.[4][5][6] يشتهر عهده بالبرامج الاجتماعية مثل برنامج مصروف الأسرة وبرنامج القضاء على الجوع. لعب لولا دوراً بارزاً في تنمية العلاقات الدولية الحديثة، وتشمل برنامج إيران النووي والاحترار العالمي، وكان يوصف على أنه "الرجل صاحب الطموحات الجريئة لتغيير توازن القوى بين الأمم".[7] كان على قائمة تايم لأكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم عام 2010،[8] وأطلق عليه "أنجح سياسي في زمنه."[9]

في القرن 21، اعتبر لولا من قبل معظم السياسيين اليساريين والمفكرين البرازيليين أنه من أعظم رؤساء البرازيل.[بحاجة لمصدر]

في أكتوبر 2011، كان لولا مدخناً منذ أربعين عاماً[10]—أصيب بسرطان القصبة الهوائية وبدأ سريعاً العلاج الكيميائي. بعد تعافيه من السرطان أعلن عودته للحياة السياسية.[11]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته المبكرة

لولا دا سيلڤا متحدر من أسرة فقيرة من شمال شرقي البرازيل. ويعد لولا، والتي تعني بالپرتغالية الحبار وهو نوع من الكائنات البحرية (أطلق دا سيلڤا هذا الاسم أثناء حملته الانتخابية عام 1982)، من أبرز الزعماء السياسيين الذين خرجوا من رحم الفقر والتهميش إلى قمة هرم السلطة في بلادهم. وُلد لولا في 27 أكتوبر 1945، بمدينة كارانيونس الواقعة في ولاية پرنامبوكو الفقيرة شمال شرقي البرازيل، حيث عاش الهنود الحمر آلاف السنين، قبل أن يأتي الپرتغاليون، ليختلطون معهم، ويتزوجوا منهم. واليوم، تتكون أغلبية سكان الولاية من مستيزو (الخليط الأسمر). لكن توجد أقليات بيضاء وسوداء وحمراء. ويشير كايتـِساسم المدينة التي ولد فيها دا سيلڤا، إلى قبيلة من قبائل الهنود الحمر. وهو الطفل السابع لعائلته المكونة من ثمانية أطفال.

وحسب كتاب لولا البرازيل، الذي كتبه ريتشارد بورن، كانت طفولة لولا، كما في عنوان الجزء الأول من الكتاب: "قاسية وصعبة". اجتماعيا، لأنه ولد في منطقة فقيرة. وعائلياً، لأنه ولد في عائلة غير مستقرة. كان واحدا من سبعة أولاد وبنات. وبعد أسبوعين من ولادته، سافر والده، مع بنت عمه، إلى ساو پاولو (عاصمة البرازيل التجارية) بحثاً عن عمل. وعندما طالت المدة، ولم يعد، ولم يرسل أخبارا، اعتقدت الوالدة أنه عثر على عمل، وانتقلت، مع الأولاد والبنات إلى ساو پاولو. لكنها فوجئت بأن زوجها تزوج بنت عمه، وعرفت أنهما كانا يعيشان قصة حب سرية منذ سنوات.


التعليم والعمل

اضطرت العائلة أن تسكن في غرفة واحدة في منطقة فقيرة في المدينة، غرفة خلف ناد ليلي، تنبعث منه موسيقى صاخبة، وشتائم سكارى. وقد أسهمت الأم أريستيديس بشكل كبير في تربية وتكوين شخصية دا سلفيا، ولذلك يعترف لولا قائلا «لقد علمتني أمي كيف أمشي مرفوع الرأس وكيف أحترم نفسي حتى يحترمني الآخرون». بدأ لولا دراسته في سن مبكرة، غير أنه توقف عن التحصيل الدراسي في مستوى الخامسة من التعليم الأساسي، بسبب المعاناة الشديدة والفقر الذي أحاط بأسرته، الأمر الذي اضطره إلى العمل كماسح للأحذية لفترة ليست بالقصيرة بضواحي ساو پاولو، وبعدها صبيا بمحطة بنزين، ثم خراطا، وميكانيكي سيارات، وبائع خضار، لينتهي به هذا الحال كمتخصص في التعدين، بعد التحاقه بمعمل «فيس ماترا» وحصوله على دورة لمدة ثلاث سنوات. وفي سن الـ 19، خسر لولا أصبعه الصغير في يده اليسرى في حادث أثناء العمل في مصنع قطع غيار للسيارات، الأمر الذي دفعه للمشاركة في اتحاد نقابات العمال ليدافع عن حقوقه وحقوق زملائه.

وقد تحقق ذلك في أوائل العشرينات من عمره عندما دخل لولا العمل النقابي وتفوق فيه بفضل أخيه فريرا دا سيلفا. واستطاع لولا أن يحتل منصب نائب رئيس نقابة عمال الحديد جنوب ساو باولو بدلا من أخيه الذي انسحب من منصبه عام 1967. وفي عام 1978 انتخب لولا رئيسا للنقابة والتي كانت تضم آنذاك 100 ألف عامل، من معظم مرافق صناعة السيارات في البرازيل مثل فورد، فولكس فاغن، تويوتا، مرسيدس بنز، وغيرها.

العمل النقابي

اقتداءاً بشقيقه فري شيكو، انضم لولا إلى حركة العمل عندما كان يعمل في ڤيلاريس للصناعات. سرعان من تدرج لولا في المناصب، وانتخب عام 1975، واعيد انتخابه عام 1978، رئيساً لنقابة عمال الصلب في ساو برناردو دو كامپو وديادما. كلا المدينان تقعان في اقليم إيه بي سي، مركز مراكز صناعة السيارات في البرازيل (مثل فورد، فولكس‌ڤاگن، تويوتا، مرسيدس بنز ومصانع أخرى) وكانت من بين أكثر الأقاليم الصناعية في البلاد. في أواخر السبعينيات، عندما كانت البرازيل تحت الحكم العسكري، ساعد لولا في الأنشطة التنظيمية للنقابة، بما فيها الاضرابات الكبرى. وجدت محاكم العمل الاضرابات غير قانونية، وسجن لولا لمدة شهر. نظراً لذلك، ومثل المعتقلون الآخرون لأنشطة سياسية تحت الحكومة العسكرية، منح لولا بعد سقوط النظام معاش مدى الحياة.

بدأت حياة لولا السياسية حينما دفعه حبه ونشاطه في العمل النقابي إلى تأسيس أول حزب عمالي في العاشر من فبراير 1980 برفقة العديد من المثقفين والسياسيين، وهو حزب دوس ترابالهادوريس أو حزب العمال، وهو حزب يساري ينتمي للأفكار التقدمية التي تفجرت في خضم الديكتاتورية العسكرية في البرازيل، لكنه اعتقل في العام نفسه لمدة شهر بسبب الإضرابات التي قامت بها النقابة العمالية.

حياته السياسية

لولا يتحدث في جلسة عامة بمجلس النواب.


الانتخابات

لولا وعمدة ساو پاولو، خوسيه سـِرّا، في 2004. انتصر لولا على سـِرا في الانتخابات الرئاسية 2002.

وفي عام 1984 انضم لولا للحملة التي تطالب بإجراء تصويت شعبي مباشر لانتخابات الرئاسة البرازيلية آنذاك، حيث كان الرئيس في ذلك الوقت ووفقا لدستور عام 1967، ينتخب عبر الكونگرس، وقد نجحت الحملة وتم إجراء أول انتخابات عام 1989 بالاقتراع الشعبي المباشر.

وحصل لولا على مقعد في الكونگرس في انتخابات عام 1986، ومنه دخل المنافسة على منصب رئيس للجمهورية في انتخابات عام 1989، غير أنه انهزم أمام منافسه فرناندو كولور .

هزيمة لولا عام 1989 دفعته للمنافسة مجددا لكنه فشل أيضا في الوصول لهذا المنصب الرفيع أعوام 1994 و1998. إلا أن عدم نجاحه في الانتخابات الرئاسية ثلاث مرات متتالية، لم يثنه عن التقدم للترشح مرة أخرى. إلى أن انتُخب رئيسا للجمهورية في أكتوبر 2002، بعد حصوله على أكثر من 51 مليون صوت (62%)، ليصبح أول رئيس يساري ينتخب منذ إنشاء جمهورية البرازيل في 15 نوفمبر عام 1889.

الفترة الرئاسية الأولى

لولا في زيارة دولة إلى موزمبيق، في نوفمبر 2003. هدف الرئيس إلى بناء علاقات البرازيل مع الدول الأخرى الناطقة بالبرتغالية.

مع نهاية 2002 أُعلنت نتيجة الانتخابات الرئاسية في البرازيل لتُظهر فوز مرشح اليسار ورئيس اتحاد النقابات العمالية "لولا دا سيلفا"، وفى البداية سادت حالة من الخوف والترقب بين أوساط رجال الأعمال والمستثمرين المحليين من أن يتبنى الرئيس الجديد سياسات اقتصادية يسارية على خلاف مجمل الرؤساء المتلاحقين منذ بداية الحقبة المدنية في منتصف الثمانينات ومن قبلهم الحكومات العسكرية المتعاقبة. ولفهم هذه المخاوف التي ساورت الطبقة الرأسمالية في البرازيل ينبغي الإشارة ولو بصورة موجزة لحياة هذا الرجل الدرامية، والتي من المنطقي أن تثير مخاوف عديدة لديهم.

وقد كان من المتوقع وبعد إيضاح خلفية هذا الرجل الدرامية، أن يتجه إما لانتهاج سياسات اشتراكية عنيفة بل وانتقامية من أصحاب المصانع ورجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال بشكل عام، أو أن يغرق هو وحاشيته في الفساد في محاولة لتحقيق مكاسب شخصية بحتة، ولعل هذان هما النموذجان الشائعان في المنطقة العربية على مدار العقود الماضية. لكن ما حدث كان أمرا مختلفا تماما.

فقد كان من الواضح أن "لولا" بعد سنوات طويلة من العمل النقابي والدفاع عن حقوق العمال والحياة وسط طبقة الفقراء والنضال من اجل حياة أفضل لهم منذ الستينيات، وصل إلى درجة من النضج عند دخوله انتخابات 2002 وهو في السابعة والخمسين من عمره جعلته يدرك أن للأغنياء أيضا حقوق وللطبقة الرأسمالية مصالح ومطالب ، وقد أوضح هذا في لقاء تليفزيوني له مع قناة الجزيرة الانجليزية في 2010 وقبل انتهاء فترة رئاسته الثانية بشهور قليلة حين قال: (مقتنع بأنني يجب أن أعطى الأولوية للفقراء... والفقراء يحتاجون إلى الإعانات لتكون حياتهم أفضل... ومن جهة أخرى عندما تحصل على المال من الأغنياء فإنك بذلك تؤثر سلبا على رضاءهم).

باختصار شديد تبنى هذا الرجل سياسات يسارية لحل معضلة الفقر البرازيلي ولانجاز تقدم قوى في تحقيق العدالة الاجتماعية، من جهة أخرى انتهج سياسات ليبرالية تفوق كل أحلام شريحة الرأسماليين لحماية صناعتهم واستثماراتهم لدرجة جعلت هذه الطبقة أكثر تأييدا لحكم لولا من الطبقتين الوسطى والفقيرة التي كان يمثل لهم البطل ذو الشعبية المطلقة لدرجة أن شعبيته كادت تصل إلى 80% قبيل انتهاء فترة رئاسته الثانية وكان هناك مطلب شعبي عارم بتغيير الدستور لتمكينه من فترة رئاسية ثالثة إلا انه رفض وفضل دعم "روسيف" مرشحة حزبه ورئيسة وزراءه السابقة .

البرازيل عند تولي لولا الحكم

مشكلات اقتصادية

تعاظمت المشكلات الاقتصادية وقد كان منها: مشكلة انخفاض قيمة الريال البرازيلي أمام الدولار الأمريكي - أربع ريالات للدولار الواحد، والتضخم وارتفاع مستويات الدين العام سواء الخارجي أو الداخلي إلى 250 مليار دولار، وهو الأمر الذي أدى إلى ما عرف بأزمة الثقة وضعف معدلات النمو . بالإضافة إلى مشكلة النقص الحاد في توصيل الكهرباء إلى مساحات شاسعة من البلاد، وهو ما يعيق مشروعات التنمية الزراعية والصناعية بشكل كبير ومن ثم أيضا معدلات النمو.

مشكلات اجتماعية

منها على سبيل المثال مشكلة التسرب من التعليم وتردى أحوال المدارس بشكل عام. بالإضافة إلى انتشار الجريمة المنظمة وخاصة تجارة المخدرات شأنها في ذلك شأن معظم دول القارة. إلى جانب مشاكل الجوع والبطالة والفقر الحاد والتفاوت الشديد بين طبقات المجتمع، الذي كان ينقسم بوضوح شديد إلى طبقتين، الأولى عبارة عن شريحة رفيعة جدا من الأغنياء غنىً فاحش في مقابل شريحة عريضة من الفقراء فقر مدقع فيما تكاد تكون الطبقة الوسطى غير مرئية على الإطلاق في مشهد صارخ للتفاوت الاقتصادي وانعدام شبه كامل للعدالة الاجتماعية.


ولعله من الصعب رسم خط فاصل بين المشكلات الاقتصادية من ناحية والاجتماعية من ناحية أخرى، حيث أن كلا منهما يؤدى إلى الآخر وفى البرازيل تبدو الأمور أكثر تداخلا وتعقيدا. فعلى سبيل المثال هناك حلقة مغلقة تدور فيها مشكلتي التسرب التعليمي وعصابات المخدرات، بمعنى أن أطفال الأحياء الفقيرة يتسربون من التعليم فتضيع فرصهم في الحصول على وظائف محترمة فلا يجدوا أمامهم سوى العمل في عصابات المخدرات، وتلك العصابات تقاوم بشدة كافة برامج الإصلاح الحكومي للأحياء الفقيرة لان هذا الإصلاح من شأنه الإضرار بتجارتها، ومن ثم يزيد الفقر والجوع بسبب عدم الحصول على التعليم وهكذا، حتى تتصل الدائرة وتغلق وتحكم الخناق على مستقبل النمو والتقدم في البرازيل. وفى مثال آخر فإنه وبسبب الفقر لجأت الدولة مرارا للاستدانة من الخارج لتوفير الاحتياجات الأساسية ولكن زيادة هذه الديون أدى بالبلاد إلى أزمة ثقة قوية حجبت عنها الاستثمارات الأجنبية بل والمحلية ومن ثم تناقصت المشروعات الاستثمارية، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة ومعدلات الفقر وهكذا، مما يعنى مجموعة من الحلقات المغلقة التي تجعل الحلول تؤدى في اغلب الأحيان إلى مزيد من المشكلات وتردى الأوضاع الاقتصادية.

ولذلك يمكن القول أن " لولا " تسلم مقاليد حكم دولة تشرف على الإفلاس لعدم قدرتها على سداد دين خارجي كبير، وتعانى من أزمة ثقة حقيقية حالت دون حصولها على قروض جديدة بدعوى عدم قدرة الاقتصاد الوطني على السداد، والاهم من كل ذلك انه أصبح رئيسا لدولة يقترب عدد سكانها من 200 مليون مواطن يعانى اغلبهم من كوارث اجتماعية متمثلة في الفقر والجوع والبطالة وغيرها كما سبق الإشارة وسط آمال وطموحات عريضة من ناخبين أعطوه أصواتهم ليكون لهم بمثابة طوق النجاة من هذا الظلم الاجتماعي الذي توارثته أجيال وراء أجيال في تلك الدولة وخاصة باعتباره رئيسا ذو خلفية عمالية وانتماء يساري قوى.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

موقفه من العمال

ولأن لولا أصيب بسبب إهمال صاحب المصنع الذي كان يعمل فيه، ولأنه عانى حتى وجد علاجا، انضم إلى نقابة عمالية بهدف تحسين أوضاع العمال. ولأن البرازيل، في ذلك الوقت، في الستينات، كانت تحكمها سلسلة من العسكريين الديكتاتوريين، بالتحالف مع مجموعة من الرأسماليين، تحول دا سيلفا نحو اليسار. لم يكن شيوعيا، لكنه كان اشتراكيا، آمن بتدخل الدولة في النظام الاقتصادي لحماية الأطفال وكبار السن والمحتاجين وصار بسبب أجندته هذه أول رئيس برازيلي من حزب العمال.

ومثل كثيرين من السياسيين المتطرفين يمينا أو يسارا، اعتدل دا سيلفا في برامجه السياسية بعد أن صار رئيسا للجمهورية. لكن، سبب ذلك غضب الجناح اليساري في حزب العمال، وانقسم الحزب، وكون اليساريون حزبين: حزب العمال الاشتراكي، وحزب الاشتراكية والحرية.

التوجه السياسي

لولا صاعداً الطريق الذي يؤدي إلى پلاسيو دو پلانالتو، برفقة نائبه خوسيه ألنكار، لحضور المراسم الرسمية للتويجه لفترته الرئاسية الثانية في 2007.

المشروعات الاجتماعية

لولا يلقي خطبة في ديادما، أثناء منح الحكومة مساعدات إجتماعية إضافية على شكل إسكان مدعوم وقروض مصروف الأسرة.
لولا مع الفنان بونو، الذي تبرع بگيتار لبرنامج Fome Zero.

بعد عرض كل الجوانب السابقة من برنامج "لولا" الإصلاحي الاقتصادي يبقى الإشارة إلى الجانب اليساري من خطة الإصلاح الاقتصادي وهو الشق المتعلق بالإعانات الاجتماعية ورفع مستويات الدخل. وقد كان في قلب هذا الجانب هو سياسة الإعانة البرازيلية المعروفة بـ (بولسا فاميليا)، وهو برنامج بدأ منذ منتصف التسعينيات أي في عهد "كاردوسو" قبل وصول "لولا" للحكم، ولكنه استمر في متابعة هذا البرنامج ويعود له الفضل في توسيع نطاق المنفعة من هذا المشروع وضخ طاقة اكبر وأموال أكثر فيه. وقد كان إجمالي الإنفاق على البرنامج يصل إلى 0.5 % من إجمالي الناتج المحلى بتكلفة تقدر بين 6 و 9 مليار دولار . ويقوم البرنامج على أساس إعطاء معونات مالية للأسر الفقيرة بقصد رفع مستواها وتحسين معيشتها، على أساس أن تُعَرف الأسر الفقيرة بأنها الأسرة التي يقل دخلها عن 28 دولار شهريا.

والمهم هو ربط هذه المعونات بشروط صارمة تشمل التزام الأسرة بإرسال أطفالها للتعليم والالتزام بالحصول على الأمصال واللقاحات للأطفال بشكل منتظم. وبعد التأكد من التزام الأسرة بالشروط السابقة، تحصل الأسرة على دعم بمتوسط يبلغ تقريبا 87 دولار شهريا وهو ما يعادل 40% من الحد الأدنى للأجر في البلاد، وتصرف الإعانة عن كل طفل بحد أقصى ثلاثة أطفال، كما تصرف هذه الإعانات للام بهدف ضمان صرفها لتحسين ظروف الأطفال والأسرة.

وقد كانت انجازات هذا البرنامج باهرة خلال العقد الماضي، فقد وصل عدد المستفيدين إلى نحو 11 مليون أسرة، وهو ما يعنى 64 مليون شخص بما يعادل حوالي 33% من الشعب البرازيلي. ويمكن توضيح معنى استفادة الأسر الفقيرة من البرنامج على النحو التالي، انه لم يكن مشروعا سحريا للقضاء النهائي على الفقر ولكنه كان مشروعا واقعيا أدى إلى نتائج ملموسة، مثل التمكن من العيش بشكل أفضل والحصول على الطعام واقتناء بعض السلع المعمرة لأول مرة في حياتهم. إذا برامج "لولا" لم تقضى على الفقر تماما ولكنها حركت ملايين الأسر من منطقة الفقر إلى منطقة "الطبقة الوسطى الجديدة"، حيث تقول مؤسسة سيتيليم المتخصصة في أبحاث المستهلكين انه قد صعد أكثر من 23 مليون شخص من الطبقتين (د) و(و) إلى الطبقة (ج)، وهى الطبقة التي يتراوح دخلها من 457 إلى 753 دولارا شهريا .

وبشكل عام فقد ساعد برنامج (بولس فاميليا) في خفض مؤشر جينى بنسبة 21%، في حين أدت عمليات رفع الحد الأدنى من الأجور إلى خفض المؤشر بنسبة 32%. و يقول البنك الدولي أن دخل أفقر 10% من السكان يزيد بنسبة 9% سنويا في حين يزيد دخل الطبقات الأغنى بنسبة تتراوح بين 2-4% سنويا، وهذا يعنى تقليل الفجوة بين الطبقات بصورة تدريجية. إذا فقد توصل "لولا" اليساري إلى العدالة الاجتماعية عن طريق رفع الحد الأدنى للأجور وإعطاء الإعانات للأسر الفقيرة، وليس عن طريق تبنى سياسات التأميم، بمعنى انه ترك قمة المجتمع وعمل على تحسين قاعدة المجتمع.

ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى انه على الرغم من المساعي الحثيثة لمقاومة الفقر، إلا أن الفقر ما زال موجودا والتفاوت الاجتماعي مازال كبيرا. لكن المهم انه اقل مما كان وبنسب ومعدلات كبيرة وهذا يشير إلى أن الاستمرار على هذا المنوال سيعنى مزيدا من النجاح في إتمام الهدف. وقد قال الرئيس لولا في احد اللقاءات التليفزيونية ردا على سؤال عن استمرار الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين فئات المجتمع البرازيلي، قال: (انه لا يمكن حل مشكلات 500 سنة في 8 أعوام فقط.... لقد بدأت عملية العدالة الاجتماعية وعليها أن تستمر لتؤتى ثمار اكبر... وأنا أرى ان المهم في التقدم الاقتصادي ليس التقدم على مستوى الناتج المحلى الاجمالى فقط ولكن الأهم هو الانجاز في مجال السياسات الاجتماعية أو العدالة الاجتماعية....لقد زاد دخل السكان السود في عهدي بنسبة 220%.... والفقراء أصبحوا يتسوقون من المراكز التجارية. وهو ما لم يكن متاحا لهم من قبل)

الاقتصاد

موقع إنشاء سد سان أنطونيو، بتمويل من برنامج تعجيل النمو.

"تحت حكم لولا، أصبحت البرازيل ثامن أكبر اقتصاد في العالم، وخرج أكثر من 20 مليون شخص خارج خط الفقر المدقع واستضافت ريو ده جانيرو الاولميپاد الصيفية 2016، التي تعقد لأول مرة في أمريكا الجنوبية."

— واشنطن پوست، أكتوبر 2010[12]

بعد تولي لولا السلطة في انتخابات 2002، أدى الخوف من حدوث تغييرات جذرية، ومقارنة بهوگو تشاڤيز في ڤنزويلا، تزايدت المضاربات في السوق الداخلية. أدى هذا إلى حدوث بعض الهستريا في السوق، مما ساهم في إنخفاض قيمة الريال، وأدى إلى انخفاض التصنيف الائتماني للبرازيل.[13]

في بداية ولايته، اختار كان وزير المالية الذي عينه لولا هو أنطونيو پالوتشي، طبيب وناشط تروتسكي تراجع عن آراؤه اليسارية أثناء عمله كمدير لمركز صناعة قصب السكر في ريبريراو پرتو، في ولاية ساو پاولو. اختار لولا أيضاً إنريكي ميرليس من الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي، اقتصادي بارز، كرئيس للبنك المركزي البرازيلي كمدير تنفيذي سابق لبنك بوسطن كان معروفاً للسوق.[14] انتخب ميرليس في مجلس النواب عام 2002 كعضو عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي المعارض، لكنه استقال كنائب ليصبح محافظ للبنك المركزي.[14]

اتبع سيلڤا ومجلس وزراءه جزئياً مبادرة الحكومة السابقة،[15] بتجديد جميع الاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي، والتي تم توقيعها عندما تخلفت الأرجنتين عن اتفاقياتها مع البرازيل في 2001. حققت حكومته فائض أولي مُرضي في الميزانية في أول سنتين، حسب ما تطلبته اتفاقية صندوق النقد الدولي، وتخطت الهدف في السنة الثالثة. في أواخر 2005، سددت الحكومة ديونها بالكامل لصندوق النقد الدولي، قبل عامين من الوقت المحدد.[16] بعد ثلاث سنوات من الانتخابات الرئاسية، اكتسب لولا ثقة السوق ببطئ لكن بثبات، وتراجعت مؤشرات المخاطر السياديةإلى حوالي 250 نقطة. أبقى خيار الحكومة استهداف التضخم على استقرار السوق، وكان محل ثناء خلال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في داڤوس في 2005.

بصفة عامة لم يتأثر الاقتصاد البرازيلي بفضيحة منسالاو.[17] في أوائل 2006، لكن قدم پالوتشي استقالته كوزير للمالية بسبب تورطه في الفضيحة باساءة استخدام السلطة. عين لولا گويدو مانتـِگا، اقتصادي وعضو بحزب العمال، كوزيراً للمالية. مانتـِگا، الماركسي السابق الذي كتب أطروحة الدكتوراه (في علم الاجتماع) عن تاريخ الفكر الاقتصادي في البرازيل من وجهة نظر اليسار، يشتهر الآن لنقده لمعدلات الفائدة المرتفعة، التي يدعي أنها تلبي المصالح المصرفية. حتى الآن، تظل معدلات الفائدة في البرازيل الأعلى في العالم. وكان مانتـِگا يدعم زيادة فرص العمل من جانب الدولة.

بعد وقت قصير من توليه ولايته الثانية، أعلن لولا ومجلس وزرائه، عن برنامج تسريع النمو (Programa de Aceleração de Crescimentoأو PAC، بالپرتغالية)، برنامج استثماري لحل الكثير من المشكلات التي تعوق الاقتصاد البرازيلي عن التوسع بمعدلات سريعة. تضمنت التدابير الاستثمار في إنشاء وإصلاح الطرق والسكك الحديدية، تسهيل وتقليل الضرائب، تحديث انتاج الطاقة في البلاد لتفادي المزيد من النقص. المبلغ المفترض إنفاقه على البرنامج كان حوالي 500 بليون ريال (أكثر من 250 بليون دولار) على مدى أربع سنوات. لا يزال جزء من التدابير يعتمد على موافقة الكونگرس. قبل توليه المنصب، كان لولا ناقداً لسياسة الخصخصة. ومع ذلك، ففي حكومته، منحت ادارته امتيازات شركة حكومية-خاصة لسبع طرق فدرالية مُعبدة.[18]

بعد عقوك كأكبر صاحبة دين خارجي بين الاقتصادات الناشئة، أصبحت البرازيل بلا ديون لأول مرة في يناير 2008.[19] في منتصف 2008، رفعت فيتش وستاندرد أند پورز تصنيف الدين البرازيلي من درجة المضاربة إلى الاستثمار. وحققت أرباح البنوك أرقام قياسية في حكومة لولا.[20] ساعدت السياسات الاقتصادية لادارة لولا أيضاً في ارتفاع مستويات المعيشة بشكل ملحوظ، وارتفعت نسبة البرازيليين المنتمين للطبقة الوسطى من 37% إلى 50% من السكان.


الرئيس البرازيلي لولا دا سيلڤا يقف لالتقاط صورة مع الفريق المسئول عن الاكتشاف في طبقة ما قبل الملح، على المنصة P-52، أول منصة انتاج نفط مصنوعة في البرازيل. عام 2006

إذا عند وصول لولا إلى الحكم في 2003 كانت البرازيل لديها خبرة 17 عاما من التجربة الديمقراطية بعيدا عن تدخل المؤسسة العسكرية بعد تاريخ طويل من الاستبداد والقهر العسكري، هذا المناخ الديمقراطي افرز إرادة شعبية قوية ورغبة عارمة لدى البرازيليين لتحقيق النجاح والنمو والتقدم رغم الفقر الشديد، وفى النهاية توفر للبرازيل زعيم برتبة رئيس لديه تاريخ طويل من العمل السياسي والنقابي ولديه خبرة حقيقية بمشكلات الدولة والشعب والاهم أن لديه إرادة للنجاح وتحقيق النمو والتقدم وهدف وحيد وهو مصلحة البرازيل، وكما يقول المحللين في البرازيل أن لولا مكث في الرئاسة ثماني سنوات لم يتربح لنفسه ريالا واحدا على الإطلاق. امتلك "لولا" عزيمة قوية للنجاح وكاريزما جعلت من اوباما يقول عنه: (لولا هو السياسي الأكثر شعبية على وجه الأرض).[21]

لولا دا سيلفا (يسار) والمدير العام الجديد لصندوق النقد الدولي دومنيك ستروس-كان، يتصافحان في 10 ديسمبر 2007، في السفارة البرازيلية في بوينس آيرس، أثناء مباحثات ثنائية على هامش احتفالات ترسيم الرئيسة المنتخبة كريستينا كيرشنر.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تنفيذ برنامج للتقشف

نفذت البرازيل برنامجا للتقشف وفقا لخطة صندوق النقد الدولي بهدف سد عجز الموازنة والقضاء على أزمة الثقة، والمهم انه عند تولى "لولا" الرئاسة لم يتراجع عن هذا البرنامج الذي كان قد بدأه سلفه "كاردوسو" بل استمر فيه على غير توقعات ومخاوف الطبقات العليا، حيث لجأ للصراحة والمكاشفة وأعلن أن سياسة التقشف هي الحل الأول والأمثل لحل مشاكل الاقتصاد، وطلب دعم الطبقات الفقيرة له والصبر على هذه السياسات، وقد كان له هذا بسبب شعبيته ونجاحاته المتتالية.

وقد أدى برنامج التقشف إلى خفض عجز الموازنة وارتفاع التصنيف الائتماني للبلاد ومن ثم ساهم ذلك بقوة في القضاء على انعدام الثقة في الاقتصاد البرازيلي، وبناء عليه تلقت البرازيل نحو 200 مليار دولار استثمارات مباشرة من 2004 وحتى 2011 ، بالإضافة إلى ذلك دخل ما يقرب من 1.5 مليون اجتبى للإقامة في البرازيل في 2011 وعاد نحو 2 مليون مهاجر برازيلي إلى البلاد. وقد أدت هذه الاستثمارات إلى رفع الطاقة الإنتاجية للدولة وهو ما يعنى توفير فرص عمل جديدة ومن ثم المساهمة في حل مشكلة الفقر. وبعد أن كان صندوق النقد يرفض إقراض البرازيل في أواخر عام 2002 أصبح الآن بعد ثماني أعوام من العمل في برنامج لولا الاقتصادي مدين للبرازيل ب 14 مليار دولار.

تغيير سياسات الإقراض

تم توفير تسهيلات ائتمانية، حيث خُفضت سعر الفائدة من 13.25% إلى 8.75 % وهو ما سهل الإقراض بالنسبة للمستثمرين الصغار، ومن ثم أدى ذلك إلى تسهيل إقامة المشروعات الصغيرة وتوفير فرص عمل ورفع مستوى الطاقة الإنتاجية والنمو وهو ما ساهم بشكل عام في حل مشكلة الفقر. وتشير الأرقام إلى أن نصف سكان البلاد زاد دخلهم خلال العقد الأخير بنسبة 68% .


التوسع في الزراعة واستخراج النفط والمعادن

الواقع أن البرازيل تمتلك قدرات طبيعية ضخمة من أراضى زراعية شاسعة وانهار وأمطار بوفرة كبيرة ومناخ جعل منها منتجة لمحاصيل زراعية متميزة عليها طلب عالمي وغير متوفرة في بلاد أخرى مثل البن وأنواع من الفواكه، وكذلك أيضا ثروات معدنية ونفطية هائلة. وقد اعتمدت البرازيل على تصدير هذه المنتجات الخام في السنوات الأولى في حكم "لولا" وقبل الأزمة العالمية في 2008 واستفادت من ارتفاع أسعار المواد الخام في الأسواق العالمية وهو الأمر الذي أدى بالتبعية إلى سد العجز في ميزان المدفوعات الذي كان يعانى منه الاقتصاد البرازيلي قبيل عام 2003.

التوسع في الصناعة

اتجهت السياسات الاقتصادية في هذا الشأن إلى الاهتمام بشقين للصناعة:

  • الشق الأول: هو الصناعات البسيطة القائمة على المواد الخام مثل تعدين المعادن والصناعات الغذائية والجلدية والنسيج، وهى كانت بالفعل قائمة من قبل لكن حدث فيها توسعات نتيجة للتوسع في الزراعة والاكتشافات البترولية ومن ثم التوسع في هذه الصناعات والتصدير كما سبق الإشارة.

أما الشق الآخر فهو الصناعات التقنية المتقدمة، حيث خطت البلاد خطوات واسعة في العقد الأخير في صناعات السيارات والطائرات، ومن أهم الأمثال شركة إمبراير، والتي تعتبر ثالث أكبر شركة تصنيع طائرات تجارية بعد إيرباص وبوينغ وأكبر شركة مصدرة في كل البرازيل، وتمثل طائرات شركة «إمبراير» 37% من أسطول شركات الطيران الإقليمية في أمريكا. وقد تم إنشاء هذه الشركة من قبل النظام العسكري في 1969 ولكنها ظلت شركة خاسرة، حتى تم خصخصتها في 1994 في عهد الرئيس الأسبق "كاردوزو"، ومن ثم أخذت في التقدم ولكنها حققت نجاحا كبيرا ومتميزا في السنوات الأخيرة .

تنشيط قطاع السياحة

إن البرازيل بما تمتلكه من طاقات طبيعية نادرة ومذهلة من غابات وشواطئ وجبال مؤهلة وبقوة لاجتذاب أفواج سياحية كبيرة، لكن الواقع إن هذه القدرات وحدها غير كاف لهذا بل يجب أن يكون هناك جهود مبذولة لتنشيط السياحة، وقد شهدت البرازيل في الفترة السابقة نموا ملحوظا في هذا المجال، حيث ابتكرت نوع خاص من السياحة يعرف بسياحة المهرجانات، فالبرازيل دولة تمتلك تراث شعبي شديد الخصوصية في الاحتفال عن طريق المهرجانات الجماهيرية التي تشهد حالة من الاحتفال الجماعي في الشوارع برقصات السامبا والموسيقى والألوان والاستعراضات المبهرة، وقد نجحت في الترويج لمثل هذا اللون الخاص من السياحة ونجحت في استقبال 5 ملايين سائحا سنويا. وهو الأمر الذي يساهم كذلك في إنعاش الاقتصاد وتحقيق مزيدا من النمو.

التوجه نحو التكتلات الاقتصادية

من جهة أخرى لم تكتفي البرازيل بالعمل على استخدام السياسات الاقتصادية الداخلية للنهوض بالاقتصاد البرازيلي، وإنما أيضا خطت خطوات متميزة على مستوى السياسات الاقتصادية الخارجية. من خلال منظمة (الميروكسور) وهى بمثابة السوق المشتركة لدول الجنوب وتشكلت باعتبارها اتفاقية للتجارة الإقليمية بين كل من البرازيل والأرجنتين وباراجواى واوروجواى في 1991 وعضوية غير كاملة لفنزويلا وبوليفيا. وهى تعد اليوم رابع اكبر قوة اقتصادية في العالم، وقد اهتمت سياسة "لولا" الاقتصادية على المستوى الخارجي بالقيام بدور قوى في التأثير على النظام الاقتصادي العالمي من خلال اجتماعات مركوسور. ويرصد الباحثون الاقتصاديون تنامي ذلك الكيان الاقتصادي الجنوبي في الوقت الذي يتدهور فيه الاتحاد الأوروبي.

وعلى جانب آخر شكلت البرازيل مع روسيا والصين والهند مجموعة بريكس في 2009 ثم انضمت لهم جنوب أفريقيا في 2010. ويعتبر تجمع لخمس دول تعد صاحبة اكبر اقتصاديات على مستوى الدول النامية، حيث يعادل الناتج الإجمالي المحلى لتلك الدول مجتمعة ناتج الولايات المتحدة. وقد قام هذا الكيان على أساس أطروحة مفادها انه بحلول 2050 ستنافس اقتصاديات تلك الدول اقتصاد أغنى دول العالم. وهى على اى حال تشكل واحدة من اكبر الأسواق العالمية وأسرع الاقتصاديات نموا في العالم.

وخلاصة القول فإن إتباع سياسات التقشف أدى إلى استعادة الثقة في الاقتصاد البرازيلي ومن ثم زيادة الاستثمارات والإنتاج كذلك أيضا تشجيع الصناعة والزراعة وتشجيع السياحة كل ذلك أدى إلى فرص عمل ومن ثم زيادة الدخل للبرازيليين، ومن جهة أخرى ساعدت برامج الإعانة الاجتماعية بشكل مباشر إلى رفع مستوى الدخل وتحسن المستوى المعيشي للطبقات الفقيرة مما أدى إلى خلق قاعدة عريضة للطلب، وخاصة أن البرازيل دولة كبيرة في عدد السكان كان اغلبهم يعانى من الفقر الشديد وهو ما يعنى عدم القدرة على الشراء. ولكن مع تحسين دخلهم أصبحت هذه الطبقات تمثل قوة شرائية كبيرة ساعدت في ازدهار المشروعات الإنتاجية الوطنية ومثلت بديلا عن السوق الخارجي، وقد ظهر هذا بوضوح خلال فترة الأزمة العالمية في 2008، حيث كانت البرازيل اقل دول العالم تأثرا بالأزمة. فقد حققت البرازيل في هذا العام نموا وصل إلى 5.1% وذلك لاعتبار الاقتصاد البرازيلي اقتصادا مغلق نسبيا يعتمد على السوق المحلى بنسبة كبيرة.


ترجمة النجاح الاقتصادي إلى مكاسب سياسية

من المهم الإشارة إلى انه مع وصول الرئيس السابق "لولا" إلى الحكم في 2003 لم يقتصر برنامجه الرئاسي على إصلاح الوضع الاقتصادي المتردي للبلاد فقط، بل أيضا كان له برنامج شديد الطموح فيما يخص السياسة الخارجية. وقد استخدم "لولا" ببراعة شديدة النجاحات الاقتصادية التي استطاع تحقيقها في فترة رئاسته الأولى للحصول على مكاسب في مسار السياسة الخارجية، ومن جهة أخرى وجه سياسته الخارجية النشيطة لتحقيق مكاسب اقتصادية جديدة وهكذا بالتوازي.

إذا فقد كان برنامجه للسياسة الخارجية يقوم على أساس القيام بعمل دبلوماسي نشيط ليس فقط على المستوى الإقليمي داخل قارة أمريكا الجنوبية ولكن على المستوى الدولي، ويقوم على أساس احترام البرازيل للسيادة الوطنية للدول والحفاظ على علاقات تتسم بالسلمية مع كافة دول العالم، بل وأيضا مع طرفي العداء، بمعنى أن البرازيل في عهده قد التزمت بعلاقات ودية جدا مع الولايات المتحدة وكذلك أيضا إيران على الرغم من الصراع الدائر بين الدولتين. وقد شهدت فترة رئاسته تطورا ملحوظا في العلاقات البرازيلية الإيرانية، حيث استطاعت الدبلوماسية البرازيلية وفى قلبها شخصية الرئيس "لولا" أن تلعب هذا الدور ببراعة كبيرة والحفاظ على مسافات متساوية مع جميع الفرقاء، ولكن مع الاحتفاظ بدور فعال وليس مجرد التواجد على هامش المشهد الدولي.

وقد تميزت سياسة " بأمر غاية في الأهمية، ألا وهو معرفة حجم بلاده دون الوقوع في احد الخطأين وهما التهويل أو التقليل من الذات، وهو الأمر الذي يجعل قرارات السياسة الخارجية أكثر رشاده وتصب في مصلحة الداخل ولا تؤدى إلى دخول البلاد في مشكلات اقتصادية وسياسية لا قبل لها بها. ففي حديث للرئيس لولا في 2010 قال: (عندما نجحت في الانتخابات الرئاسية وقبيل تسلمي السلطة بشكل فعلى....ذهبت إلى واشنطن في 10/9/2002 وقابلت الرئيس الامريكى بوش وقلت له أن قضيتي ليست العراق ولكن قضيتي هي محاربة الفقر لشعبي ...) إذا كان ملايين البرازيليين من الفقراء والجوعى فكيف لي أن اهتم بالعراق..) امتلك الرئيس "لولا" امتلك الحكمة التي جعلته لا يتورط في صراع مع الولايات المتحدة في بداية فترة حكمه، حيث انه تسلم دولة لديها جملة من المشكلات الاقتصادية وشعبا يعانى من الفقر والجوع. ولكن وفى فترة رئاسته الثانية وبعد أن تجاوزت البرازيل كبوتها الاقتصادية أبدى انطلاقا اكبر على مستوى السياسة الخارجية والتدخل في قضايا قد كانت من قبل بعيدة عن اهتمام حكام البرازيل أو هو نفسه، مثل الملف النووي الإيراني، ففي نفس الحديث التليفزيوني السابق الذي تحدث فيه عن موقفه من العراق يكمل قائلا: (لقد كانت قصة العراق أكذوبة ولذلك لا أريد تكرارها مع إيران) وبالفعل قامت الدبلوماسية البرازيلية بدور محوري في الدفاع عن حق إيران لامتلاك تكنولوجيا نووية، كما واجهت بالرفض الشديد لأي محاولة أمريكية لضرب إيران عسكريا كما عارضت فرض عقوبات على الأخيرة. إذا فيبدو أن الرؤية السياسية البرازيلية في عهده عبرت عن الارتباط الحكيم بين القوة الاقتصادية وبين اتخاذ مواقف فعالة في السياسة الخارجية.

من جهة أخرى تقوم البرازيل من خلال (البريكس) بمحاولة تقديم نفسها باعتبارها دولة صاعدة تسعى إلى وضع دولي أفضل يتمثل في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن. وفى واقع الأمر فإن "لولا" لم يعلن عن مطلبه هذا فور وصوله إلى الحكم ولكنه بدأ في الإعلان عنه عقب نحو 3 سنوات، ثم زادت نبرة المطالبة بالعضوية مع كل تقدم اقتصادي وهو الأمر الذي مازال مستمرا إلى اليوم في فترة رئاسة خليفته "روسف" باعتباره مطلبا لم يتحقق بعد.

كذلك فإن البرازيل في السنوات القليلة الماضية أصبحت احد الدول المقرضة للبنك الدولي بعد أن كانت مدينه له، ومن ثم استخدمت ذلك الوضع للمطالبة بكوته تصويتية اكبر للدول النامية.

في مشهد آخر وبعد تحقيق البرازيل لنموها الاقتصادي الكبير والذي تزامن مع التدهور الحاد الذي أصاب دول الاتحاد الأوروبي، نجد البرازيل تقوم بشراء السندات الحكومية البرتغالية في محاولة منها لمساعدتها، بل والأكثر فقد صرح "لولا" قبيل خروجه من الرئاسة بدعمه لفقراء أوروبا ورفضه فرض برامج التقشف عليهم. وهو بهذه السياسات يسعى لكسب دعم دولي له في قضية الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن باعتباره قطب اقتصادي وسياسي دولي صاعد.

السياسة الخارجية

زعماء بريك في 2008 - مانموهان سنغ، دميتري مدڤييدڤ، هو جينتاو ولويز إناسيو لولا دا سيلڤا.
الرئيس لويز إناسيو لولا دا سيلڤا والرئيس المكسيكي فليپ كالدرون أثناء مراسم الاستقبال الرسمية بمكسيكو سيتي، 6 أغسطس 2007.
الرئيس باراك اوباما يستقبل الرئيس لولا في المكتب البيضاوي، مارس 2009.
لولا والسيدة الأولى ماريا لتيسيا روكو كازا، الصورة في پالسيو دا ألڤورادا، المقر الرسمي لرئيس البرازيل.

دولياً، يعد لولا الرئيس الأكثر نشاطا لمحاربة الجوع عالميا، ويعتبره الكثير من التقارير خبيرا في مجال الاقتصاد برغم افتقاره للخلفية الأكاديمية، وقد اقترح لولا تمويل برنامج لمكافحة الفقر من خلال فرض ضريبة على مبيعات الأسلحة في العالم، كما ينتقد باستمرار الاتجاهات الحمائية في التجارة، ويحمل الدول الصناعية الكبرى سبب الأزمة المالية العالمية الحالية، وقد دعاها إلى أن تتحمل مساعدة الدول الفقيرة من أجل تجاوز تداعياتها.

أما فيما يتعلق بسياسة لولا الخارجية، فهو يتبنى سياسة خارجية براگماتية، ويرى نفسه مفاوضا وليس أيديولوجيا، ونتيجة لذلك، فقد جمعته علاقة صداقة بالرئيس الفنزويلي هوگو شاڤيز والرئيس الأمريكي السابق جورج و. بوش، ثم تمتع بعلاقات جيدة مع الرئيس باراك أوباما والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. ويعد حصول البرازيل على مقعد كعضو دائم في مجلس الأمن هدف لولا الرئيسي في السياسة الخارجية. كما يعد الالتفات نحو منطقة الشرق الأوسط، وتوطيد علاقاته مع العالم العربي، توجها رئيسيا لدى الرئيس لولا، ولذلك فهو يعتبر «مهندس قمة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية» التي انطلقت في برازيليا عام 2005، وله العديد من المواقف الجيدة في دعم القضية الفلسطينية، وتنديده بالعدوان الإسرائيلي المستمر، وسعيه الدائم لأن يكون له دور أكبر في المساهمة في إحلال السلام في الشرق الأوسط.

الانتخابات الرئاسية 2006

وفي سنة 2006، في الانتخابات الرئاسية، لم يحصل على أغلبية في دورة التصويت الأولى، لكنه فاز في الدورة الثانية. والآن، من قبل الانتخابات الرئاسية في السنة القادمة، قال إنه لا يمكن أن يعدل الدستور ليتمكن من أن يترشح للمرة الثالثة. وفي السنة الماضية قال لمجلة «برازيل» «قبل عشرين سنة، ناضلت، ودخلت السجن لمنع الرؤساء من أن يبقوا في الحكم أطول من المدة القانونية. كيف أسمح لنفسي أن افعل ذلك الآن؟» رغم اتهامات الفساد، واستقالة وزراء ومسؤولين كبار، وزيادة الجريمة في الأحياء الفقيرة للمدن الكبيرة، استطاع دا سيلفا أن يرفع مستوى البرازيل في المجالين الاقتصادي والسياسي.

في السنة الماضية، وضعته مجلة «نيوزويك» الأميركية في قائمة «گلوبال إيليت» (الصفوة العالمية). وقالت «عندما فاز النقابي العمالي دا سيلفا أول مرة، ارتجف رأسماليون وغضب يمينيون. لكنهم، بعد فترة غير طويلة، تنفسوا الصعداء». وأضافت «كانت البرازيل على شفا الهاوية، وهي الآن تتمتع بفائض يزيد على مائتي مليار دولار، وأقل نسبة غلاء في العالم الثالث. شكرا لسياسة لولا الاقتصادية».

وجاء في كتاب «لولا البرازيل» أن قصة الرجل صارت حلم ملايين الفقراء والعمال والبؤساء، ليس فقط في البرازيل، ولكن في كل العالم. وأن «هذا السياسي التقدمي، الذي كان عاملا في مصنع حديد، صار رئيسا لأكبر وأقوى دولة في أميركا الجنوبية والوسطى».

وفي الأسبوع الماضي، كتب مؤلف الكتاب رأيا عنوانه «ما هي حدود انتشار نجم لولا؟»، إشارة إلى أنه بعث الأمل في قلوب البائسين. وقال «يقف لولا في جانب الحرية والفقراء. رغم أننا دخلنا القرن الحادي والعشرين، تظل هذا مبادئ تستحق التقدير».

وقال إنه، عندما تقابل دا سيلفا وأوباما في قمة الأمريكتين في أبريل (نيسان) الماضي، لاحظنا أن هناك «علاقة خاصة» تربط بينهما، وأن أوباما تندر قائلا «لولا أكثر شعبية منى. إنه أكثر شعبية في كل الكرة الأرضية».

لكن، أشار ريتشارد بورن إلى أن «النظام البرازيلي ليس جنة». وقال إن هناك مشكلات كثيرة، خاصة الجريمة في الأحياء الفقيرة في المدن. هذا بالإضافة إلى فضيحة قرار أعضاء الكونغرس البرازيلي بمضاعفة رواتبهم. وأن دا سيلفا لم يعارض ذلك كثيرا، حتى واجه ضغطا شعبيا في الإعلام والشوارع.


الفترة الرئاسية الثانية

أعيد انتخابه لولاية ثانية في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2006 بعد أن فاز بـ 60% من أصوات الناخبين في الجولة الثانية، بعد أن أخفق في حسم الانتخابات من جولتها الأولى، وبالتالي أصبح رئيسا للجمهورية حتى 1 يناير 2011.

ورغم نفيه المستمر، تنتشر بين الحين والآخر تكهنات حول احتمالية قيام دا سيلفا بتعديل الدستور كي يتمكن من خوض الانتخابات الرئاسية عام 2010 للمرة الثالثة على التوالي.

ويتمتع لولا بشعبية كبيرة بين البرازيليين خاصة الفقراء منهم؛ ولذلك يطلقون عليه «نصير المحرومين» أو «بطل الفقراء»، حيث استطاع أن يقنع العديد من رجال الأعمال والطبقة المتوسطة بالالتفاف حول الفقراء، كما وضع برامج اجتماعية أسهمت إلى حد كبير في التحسينات الأخيرة التي تشهدها البرازيل. لكنه أيضا واجه انتقادات كبيرة بسبب فضائح الفساد المتكررة والتي تستفيد بها مجموعات خاصة في الدولة وشخصيات من حزبه.

سنوات حكمه

وعن سنوات حكم حزب العمال، قال «في اختبار حكم العمال للدول، لم ينجح الحزب كثيرا، لكنه نجح قليلا. في جانب، واجه اتهامات الفساد، وفي الجانب الآخر، صار واقعيا، وقلل من تطرفه، وتحالف مع غير العماليين». وأضاف «ليست البرازيل جنة. تظل المناورات والتحالفات، ويظل التعاون المريب بين السياسيين ورجال الأعمال. في هذه الناحية، لم تتغير البرازيل كثيرا».

جدل وفضائح فساد

رئاسة 2022

في 31 أكتوبر 2022، فاز لولا بعد جديد في رئاسة البرازيل وذلك بعد فوزه بالإنتخابات على الرئيس المنهية ولايته، جايير بولسونارو، وبفارق لم يتجازو 1% في الجولة الثانية من الإنتخابات، إذ حصل لولا على 50.9% من الأصوات، ونال منافسه 49.1%.[22]

حياته الأسرية

حياة لولا الأسرية لا تختلف كثيرا عن معاناته السابقة فقد تزوج عام 1969 من ماريا دي، التي توفيت بسبب التهاب الكبد الوبائي عام 1970، ثم تزوج المرأة الثانية «ماريزا ليتسيا لولا دا سيلفا» عام 1974 والتي أصبحت السيدة الأولى في البرازيل، وأنجب منها خمسة أبناء هم على الترتيب: ماركوس كلاوديو، لوريان، فبيلة لويز، سانترو لويس، لويس كلاوديو.

جوائز وتكريمات

Approval ratings of Lula from April 2006 until December 2010. At the end of his term he had an approval rating of 87%. Source: CNT / Sensus.


لولا دا سيلفا

نال لولا العديد الجوائز والأوسمة، أبرزها وسام الاستحقاق البرازيلي، ووسام الصليب الجنوبي، جائزة أمير أستورياس للتعاون الدولي عام 2003، الشخص الوحيد في أميركا اللاتينية الذي ورد اسمه في قائمة الـ 50 الأكثر نفوذا من زعماء العالم، كما حاز من اليونيسكو على جائزة «فيليكس هوفويه ـ بوانيي للسلام» لعام 2008، بفضل أعماله في السعي من أجل السلام والحوار والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق، وكذلك لمساهمته القيمة في القضاء على الفقر وحماية حقوق الأقليات.

وقد نشرت مجلة «برازيل» التي تصدر في ريو دي جانيرو، أن لولا يصر على عدم إلغاء زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، التي حدد لها يوم الأحد، رغم الحملة الإعلامية المكثفة، والمظاهرات في عدد من المدن، واعتراض عدد كبير من أعضاء الكونغرس البرازيلي. وقالت المجلة إن للزيارة هدفين: أولا: وساطة دا سيلفا بين نجاد والرئيس الأميركي باراك أوباما، وذلك بحكم العلاقة القوية التي نمت أخيرا بين أوباما ودا سيلفا. ثانيا: معرفة مصير استثمارات شركة «پتروبراس» النفطية البرازيلية في إيران، بعد أن تعرضت الشركة إلى ضغوط أميركية بوضعها في قائمة الإرهاب إذا لم توقف نشاطاتها هناك.

هل يقدر دا سيلفا على التوسط؟ هل سيستفيد من مزحة كان قالها في واشنطن عندما جاء ليهنئ أوباما بعد تنصيبه رئيسا: إن الرجلين «ميستيزو»، وهي كلمة برازيلية تعني خليطا من بيض وسود، إشارة إلى أن أغلبية سكان البرازيل، مثل أوباما، خليط من بيض وسود.

نجحت الوساطة أو لم تنجح، صار واضحا أن بين الرجلين علاقة من «نوع خاص». وأنها ستساعد دا سيلفا على النهوض بالبرازيل، التي، رغم أنها من دول العالم الثالث، وتعاني ما تعاني، تتقدم سريعا نحو العالم الأول. وفي الشهر الماضي، خرج البرازيليون من منازلهم وأماكن أعمالهم إلى الشوارع، يحتفلون باختيار ريو دي جانيرو لدورة الألعاب الأولمبية سنة 2016 (فازوا على الأمريكان، رغم أن أوباما نفسه ذهب إلى الدنمارك للدعاية لشيكاغو، مدينته). لكن، بعد ذلك بشهر، بقي البرازيليون في منازلهم وأماكن أعمالهم لأن التيار الكهربائي انقطع لست ساعات عن ريو دي جانيرو، وعن أكثر من خمسين مليون شخص، هم ربع السكان. وسألت جريدة برازيلية على صدر صفحتها الأولى: «ماذا لو كانت الألعاب الأولمبية بدأت أمس؟» ورد وزير الكهرباء: «لن يخذلنا إيتايپو». هذه إشارة إلى «سد أتايپو»، أكبر سد لتوليد الطاقة الكهربائية في العالم، على نهر پارانا، بين البرازيل واوروگواي. وقال الوزير «تقدر البرازيل التي بنت أكبر سد كهربائي في العالم، على استضافة أكبر منافسة رياضية في العالم».

وهكذا، في جانب، تتطور البرازيل وتتقدم نحو دول العالم الأول، وفي الجانب الآخر، لا تزال مع دول العالم الثالث.

«بيم ڤندو أو برازيل» (مرحبا بكم في البرازيل، باللغة البرتغالية، لغة البلاد الرسمية) هكذا تتم تحية من يدخلون تلك البلد القارة، فالبرازيل هي الأولى في أميركا الجنوبية حجما وهي تتربع في قلب القارة، وتجاور أغلبية دول القارة. وهي الأولى في القارة سكانا (200 مليون شخص). وهي الأولى في القارة اقتصادا (والعاشرة في العالم). وهي الأولى في القارة إنتاجا وإطلاقا للصواريخ (تتعاون مع ناسا، وكالة الفضاء الأميركية).

وهي الأولى في القارة استضافة للألعاب الأولمبية، سنة 2016. وهي الأولى في كأس العالم لكرة القدم (قبل ثلاث سنوات). وكانت الأولى خمس مرات خلال خمسين سنة. وربما ستكون الأولى سنة 2014، عندما تستضيف هي نفسها منافسات كأس العالم لكرة القدم. وهي وطن بيليه ورونالدو.

وربما أهم من ذلك كله، هي الأولى في العالم في التنوع السكاني (ولهذا، في الانفتاح الثقافي). هي قبل الولايات المتحدة، حيث تظل هناك تقسيمات عرقية، وحيث يمتلئ التاريخ بمشكلات عرقية. والسبب الرئيسي هو أن الأوروبيين المسيحيين البروتستانت (خاصة من بريطانيا)، الذين أسسوا الولايات المتحدة، فرقوا بينهم وبين الأفارقة السود والهنود الحمر، بينما الأوروبيون المسيحيون الكاثوليك (خاصة من البرتغال)، الذين أسسوا البرازيل، تزوجوا من الأفارقة السود والهنود الحمر. لهذا، اليوم، رغم أن نصف السكان تقريبا يقولون إنهم بيض، تتبع الأغلبية لخليط أسود وأبيض (مولاتو)، أو أبيض وأحمر (كابوكلوس)، أو أسود وأحمر (كافوزو). ويسمون كلهم «ميستيزو» (خليط). إلى هؤلاء ينتمي دا سيلفا.

وبعد فوز أوباما، كان أول رئيس من أمريكا الجنوبية يزوره. وفي واشنطن، تندر بأن الأمريكان يقولون إن أوباما أول رئيس أسود، لكنه، في الحقيقة، نصف أبيض ونصف أسود. وأن أوباما «براون» (أسمر)، أو «مستيزو» (خليط، مثل أغلبية البرازيليين).

لولا في الثقافة العامة

  • في الفيلم البرازيلي لولا، ابن البرازيل، الذي رشح لجائزة أوسكار 2009، من إخراج فابيو باريتو، صور الفيلم حياة لولا بعد الخامسة والثلاثين من عمره.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "Folha Online – Mundo – "Lula é um católico a seu modo", diz d. Cláudio Hummes". .folha.uol.com.br. 06/04/2005. Retrieved 2010-10-03. {{cite web}}: Check date values in: |date= (help)
  2. ^ "Luiz Inácio Lula da Silva". The New York Times. 26 August 2012.
  3. ^ Liz Throssell (30 September 2010). "Lula's legacy for Brazil's next president". BBC News. Retrieved 29 March 2012.
  4. ^ "Lula leaves office as Brazil's 'most popular' president". bbc.co.uk. 31 December 2010. Retrieved 4 January 2011.
  5. ^ "'The Most Popular Politician on Earth'". newsweek.com. 31 December 2010. Retrieved 4 January 2011.
  6. ^ "Lula's last lap". economist.com. 8 January 2009. Retrieved 4 January 2011.
  7. ^ Hemispheres 2004 Edition. Retrieved 17 August 2010.
  8. ^ Time (May 10, 2010). p. 20. {{cite book}}: |access-date= requires |url= (help)
  9. ^ Perry Anderson (31 March 2011). "Lula's Brazil". London Review of Books. Retrieved 5 April 2011.
  10. ^ Rory Carroll (10 March 2010). "Lula stubs out smoking habit". The Guardian. Retrieved 29 March 2012.
  11. ^ "Brazil ex-President Lula diagnosed with throat cancer". BBC News. 29 October 2011.
  12. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة WPost
  13. ^ "Brazil hit by debt downgrade". BBC News. BBC. 21 June 2002. Retrieved 2007-08-09.
  14. ^ أ ب "Henrique de Campos Meirelles". Banco Central do Brazil. Archived from the original on 27 September 2007. Retrieved 2007-08-09.
  15. ^ Balbi, Sandra (18 December 2005). "Economistas Alertam para Desindustrialização". Folha de S. Paulo (in Portuguese). Retrieved 2008-04-05.{{cite news}}: CS1 maint: unrecognized language (link)
  16. ^ "Brazil to pay off IMF debts early". BBC News. BBC. 14 December 2005. Retrieved 2007-04-27.
  17. ^ Newsroom. "O Chefe (The Boss) by Ivo Patarra".
  18. ^ Clemente, Isabel. "Enfim, Lula privatizou..." Época (in Portuguese). Rede Globo. Retrieved 2008-04-05. {{cite news}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)CS1 maint: unrecognized language (link)
  19. ^ Parra-Bernal, Guillermo. "Brazil Became Net Creditor for First Time in January". Bloomberg.com. Bloomberg. Retrieved 2008-01-06. {{cite news}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  20. ^ "Lula e o lucro recorde dos bancos" (in Portuguese). La Agencia Latinoamericana de Información – ALAI. 16 August 2007. Retrieved 2009-06-23. {{cite web}}: Check |url= value (help)CS1 maint: unrecognized language (link)
  21. ^ أمل مختار (2012). "تجربة النمو الاقتصادي في البرازيل: نموذج استرشادي لمصر". مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
  22. ^ الميادين
  23. ^ "Declaration of War," Giannina Braschi in "United States of Banana", pages 240-275; publisher: AmazonCrossing, Seattle, 2011.ISBN 9781611090673

الهوامش

  • ^ الكنية: لويز إيناسيو دا سيلڤا كان اسم الميلاد الكامل للولا، والذي استخدمه من 1945 حتى 1982، ولكنه أصبح يُكنى لولا Lula (والتي تعني أيضاً حبار) منذ الطفولة؛ الكنية نفسها هي تدليل للاسم لويز. وبالتالي، أصبح لولا الاسم العُرف به سيلڤا كيلة حياته كعامل سمكرة معادن، وبصعوده في المسرح القومي كزعيم نقابي، وطيلة حياته السياسية. وفي 1982، لكي يترشح لمنصب حاكم ولاية ساو پاولو، غير لولا اسمه القانوني، مضيفاً الكنية لولا التي كان مشهوراً بها في أرجاء الوطن. وحسب قوانين الانتخابات البرازيلية في ذلك الوقت، فقد كان بإمكان المرء أن يغير اسمه القانوني استعداداً للترشح لمنصب عام. وحالياً، تشير الصحافة البرازيلية إليه إما (بشكل رسمي) باستخدام اسمه الكامل لويز إيناسيو لولا دا سيلڤا أو (بشكل غير رسمي أو في الإشارة إليه) فقط بكنيته لولا.
  • تعود شعبية لولا جزئياً إلى قدرته على التواصل مع الشعب البرازيلي بلغة بسيطة، على العكس من العديد من السياسيين الذين يتكلمون بطريقة أكثر تعقيداً. يشتهر لولا باستعاراته ومقاراناته، التي يستخدمها للتعبير عن آراء مركبة بطريقة بسيطة، أو لانتقاد أشخاص بدون الإساءة إليهم. وفيما يلي بعض الأمثلة من تلك الاستعارات:
    • "التجارة الدولية هي مثل بيضة بدون صفار."
    • "نمو البرازيل يجب ألا يكون مثل تحليق الدجاجة."[1]
    • "القراءة مثل عجلة التريض الثابتة في غرفتنا. في البداية نتكاسل عن استخدامها، ولكن لاحقاً نعتاد عليها ولا يمكننا الاستغناء عنها."
    • "منتقدو حزب العمال يبيعون عظام الدجاج على أنها ديناصور"
    • "الدولة هي مثل الأم، والأم ستعطي المزيد من الرعاية لأضعف أطفالها."[2]

قراءات إضافية

وصلات خارجية

Wikiquote-logo.svg اقرأ اقتباسات ذات علاقة بلويز إناسيو لولا دا سيلفا، في معرفة الاقتباس.

؛ خطابات

مناصب حزبية
منصب حديث المرشح الرئاسي لحزب العمال
1989، 1994، 1998، 2002، 2006
تبعه
ديلما روسف
مناصب سياسية
سبقه
فرناندو إنريكي كاردوزو
رئيس البرازيل
1 يناير 2003 – 1 يناير 2011
تبعه
ديلما روسف