عمر الخيام

عمر الخيام
عمر الخيام.jpg
رسمي تخيلي لعمر الخيام
وُلِدَ1048 [1]
توفي1131[1]
العصرالفلسفة الإسلامية
المنطقة{{{منطقة}}}
المدرسةرياضيات فارسية، شعر فارسي، فلسفة فارسية
الاهتمامات الرئيسية
شعر، رياضيات، فلسفة، فلك
تمثال عمر الخيام في نيسابور بايران
قبر عمر الخيام في نيسابور بايران

غياث الدين أبو الفتح عمر إبراهيم الخيام، المعروف باسم عمر الخيام (18 مايو 1040-1131م) عالم وشاعر إيراني مسلم، ولد في نيسابور. والخيّام هو لقب والده، حيث كان يعمل في صنع الخيام. وهو صاحب رباعيات الخيام المشهورة.

وكان أثناء صباه يدرس مع صديقين حميمين، وتعاهد ثلاثتهم على أن يساعد من يؤاتيه الحظ الآخرين، وهذا ما كان. فقد وصل إلى الوزارة نظام الملك فخصّ عمر الخيَّام عندها بمائتين وألف مثقال ذهب يتقاضاها من بيت المال كل عام. وهكذا صار لعمر بن الخيام الوقت الكافي للتفكير بأمور وأسرار الحياة ، بعد أن توفّرت له أسباب المعيش. الصديق الثالث كان الفلكي نصير الدين الطوسي الذي أصبح وزيراً لهولاكو وشيد له مرصد المراغة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته المبكرة

اسمه عمر بن إبراهيم، كنيته أبو الفتح، ولقبه غياث الدين، وأُطلق عليه حجة الحق الإمام الفيلسوف، واشتُهر بالخيّام لقيام والده بهذه الصناعة. هو رياضي وفيلسوف وفلكي وشاعر فارسي مستعرب، وكان علاّمة عصره، فقد جمع الفلك إلى الفقه، والطب إلى قراءات القرآن الكريم، والفلسفة إلى علوم اللغة، والشعر إلى الكيمياء، واللاهوت إلى الرياضيات والتاريخ. أجمعت الروايات المختلفة على أنه كان قوي الذاكرة سريع الحفظ، وذكر الشهرزوري في كتابه «نزهة الأرواح وروضة الأفراح» أن عمر الخيّام تأمل كتاباً في أصفهان سبع مرات فحفظه ثم عاد إلى نيسابور فأملاه. يذهب معظم الباحثين إلى أنه ولد وتوفي في مدينة نيسابور، ولا يزال قبره فيها في المدفن المعروف بمشهد علي.[2]

كانت نيسابور في العصر الذي عاش فيه الخيّام تموج بالتيارات الفكرية والعلمية، وكانت مصدراً من مصادر المعرفة في عدد من المجالات. وقد قرّب الحكّام الخيّام لصفاته العلمية والأدبية، فكان السلطان ملكشاه السلجوقي ينزله منزلة الندماء، وكان الخاقان شمس الملوك البخاري يجلسه معه على عرشه، كما كان صديقاً لنظام الملك وحسن الصباح. وقد ألبت هذه المكانة التي تبوأها الحساد والخصوم ضده وحاولوا النيل منه بأي طريقة، فطعنوا في عقيدته وذهبوا إلى أنه إباحي وباطني ومستهزئ بالدين ونسبوا إليه الزندقة واللاأدرية والدهرية، ودسوا عليه بعض الرباعيات للنيل منه. وكان الخيّام متصوفاً ومشهوراً بالشطح، فخشي على نفسه، فتكتم في لسانه وفي قلمه، ثم حج، وأقام مدة في بغداد، ثم عاد إلى نيسابور يتقي الناس بالتقوى،وسد الباب دون مريديه.

كان الخيّام متسامحاً يرى أن التسامح هو اللبنة الأولى في بناء الصداقة، كما كان عاشقاً للجمال والحياة والحب، روحه معلقة بالمحبوب دائماً. أحب الخمرة ووصفها في شعره عامة وفي الرباعيات خاصة، لكن الدارسين اختلفوا حول طبيعة هذه الخمرة، أهي من عصير العنب أم هي خمرة روحية صوفية.

أتقن عمر الخيام اللغتين الفارسية والعربية وكتب وألف فيهما، ومؤلفاته متنوعة ومختلفة في معظم المجالات والمعارف والعلوم، لكنها تعرضت للتلف والنهب والحرق ولم ينجُ منها إلا القليل. ومما كتبه «رسالة في الموسيقا»، كما ذاعت شهرته وبراعته في العلوم الرياضية والفلكية، فعهد إليه السلطان السلجوقي ملكشاه بناء مرصد لمراقبة النجوم، وطلب منه تعديل التقويم السنوي، فوضع تقويماً كان موضع إعجاب من عاصره واستمر الاهتمام به إلى الوقت الحاضر. وينسب إليه الباحث حنا برداق نظرية «إن حاصل مجموع عددين مكعبين لا يمكن أن يكون عدداً مكعباً»، ويرى أنه سـبق بـها العـالـم الرياضي الفرنسي پيير دي فِرما Pierre De Fermat. ولقد حقق الباحثان رشدي راشد وأحمد الجبار رسالتيه: «قسمة ربع الدائرة» و«مقالة في الجبر والمقابلة». والرسالة الثانية من أهم تصانيف الخيام، إذ يقول بروكلمان: «إنها أول محاولة ناجحة لحل المعادلات التكعيبية»، وقد طبعت هذه الرسالة في باريس عام 1815. وحقق الباحثان أيضاً مجموعة رسائل للخيام نشرها معهد التراث العلمي في حلب عام 1981 تحت عنوان «رسائل الخيام الجبرية» وتضمنت «رسالة في شرح ما أشكل من مصادرات إقليدس»، و«مسائل نجومية»، وترجمت هذه الأعمال إلى عدة لغات عالمية، وتوجد مخطوطاتها الأصلية في مكتبات العالم. وللخيام أيضاً رسالة في «الاحتيال لمعرفة مقداري الذهب والفضة في جسم مركب منهما» وتعرف باسم «ميزان الحكم». أما في العلوم الإنسانية والفلسفة فقد كتب «رسالة في الكون والتكليف» بالعربية، و«الرسالة الأولى في الوجود أو الضياء العقلي»، و«رسالة في الوجود»، و«رسالة في كلية الوجود» بالفارسية.


الرياضيات

الكثير من الناس يعتقدون بأنّ الخيام لم يكن إلا شاعراً. والصحيح انه كان من أكبر علماء الرياضيات في عصره، واشتهر بالجبر واشتغل في تحديد التقويم السنوي للسلطان ملكشاه، والذي صار التقويم الفارسي المتبع إلى يومنا هذا.

وهو أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع الـمخروط.

وقد وضع الخيام تقويما سنوياً أدقّ من التقويم السنوي الذي نعمل به اليوم.

و قد فسر البعض فلسفته و تصوّفه على أنه إلحاد وزندقة وأحرقت كتبه، ولم يصلنا منها سوى الرباعيات لأنّ القلوب أحبّتها وحفظتها من الضياع. غير أن الخيام كان عالماً عبقرياً وملماً ومبدعاً أكثر بكثير من كونه شاعراً . وضياع كتبه في الرياضيات والفلسفة حرم الإنسانية من الاستفادة من الإطلاع على ما وضعه في علوم الجبر والرياضيات.

الشعر

تمثال لعمر الخيام في بوخارست.

أما الرباعيات فهي مقطوعات شعرية نظمها الخيام بالفارسية وترجع شهرته منذ القرن التاسع عشر إليها، وخاصة بعد أن ترجمها إدوارد فتسجرالد Edward Fitzgerald إلى الإنكليزية شعراً. والرباعية مقطوعة شعرية من أربعة أبيات تدور حول موضوع معين، وتكوِّن فكرة تامة. وفيها إما أن تتفق قافية البيتين الأول والثاني مع الرابع، أو تتفق جميع الأبيات الأربعة في القافية. وقد تُرجمت الرباعيات إلى معظم لغات العالم الحيّة، ومنها العربية شعراً ونثراً وبالعامية، وزادت ترجماتها على الخمسين من الفارسية والإنكليزية والفرنسية. وممن ترجمها إلى العربية نثراً أحمد حافظ عوض ومصطفى وصفي التل ومحمد المنجوري وجميل صدقي الزهاوي، وممن ترجمها شعراً اسكندر معلوف ووديع بستاني وعبد الرحمن شكري وعبد اللطيف النشار ومحمد السباعي وأحمد رامي وعبد الحق فاضل وأحمد الصافي النجفي. وتنبغي الإشارة إلى أن يد الفساد والنحل قد لحقت بالرباعيات التي تناقلتها الأيام والسنون، فأصابها الحذف والتبديل والتحوير والزيادة، وأن بعضها اختلط ببعض، وأصبح من المتعذر التمييز بين الأصيل والدخيل. فمن المؤكد أن عدداً غير قليل من الرباعيات مدسوس عليها، حتى إن بعض الباحثين ومنهم أبو النصر مبشر الطرازي غالوا في رأيهم وذهبوا إلى أنها ليست من شعر الخيام. ومن ثم اخْتُلف في عددها فثمة من ذهب إلى أنها لا تتجاوز الأربعين أو الخمسين، وآخرون ذهبوا إلى أضعاف هذا العدد. كما أنها لم تكن مرتبة لكنها رُتبت فيما بعد حسب القافية، فضاع تسلسل أفكار الخيام، ولم تعد تقدم صورة عن تطور فكره وآرائه زمنياً، فاختلط المتفائل منها بالمتشائم، والقدري بالمتصوف، والتقي بالمستهتر، وهي بكاملها تشير إلى نفس قلقة حائرة تبحث عن الهدوء والحقيقة في هذا الوجود. فبرزت نزعة التشاؤم وكثرت فيها التساؤلات حول مصير الإنسان والشكوى والدعوة إلى اللامبالاة، واقتناص الفرص للعيش والنهل من لذائذ الحياة، والعيش في أحضان الطبيعة، وإرضاء النفس قبل إرضاء الناس. وفيها تأثر واضح بلزوميات أبي العلاء المعري وأفكاره، ولاسيما أن الخيام كان يتقن اللغة العربية، وأنه ولد في أيام شيخوخة المعري وإبان شهرته.

لم يقتصر اهتمام الأدباء العرب في العصر الحديث على ترجمة الرباعيات ودراستها والكتابة عن سيرة صاحبها، وإنما التفت بعضهم إلى سيرته فوجدوها مادة غنية للتعبير بوساطتها عن تجارب معاصرة، فاتخذه الشاعر عبد الوهاب البياتي قناعاً في قصيدته الطويلة التي نشرها في كتاب بعنوان «الذي يأتي ولا يأتي»، وفي مجموعته الشعرية «الموت في الحياة»، واستلهم حياته وحولها إلى أسطورة، وخاصة حبه لعائشة، الصبية التي أحبها الخيام حباً كبيراً، لكنها ماتت بالطاعون، ويصفها البياتي بأنها امرأة أسطورية ورمز للحب الأزلي. ويمثل الخيام في قصائد البياتي الإنسان الباحث عن الحقيقة والحرية في كل زمان ومكان، وهو الذي عاش عصراً تفسخّت فيه الحضارة العباسية، وقامت الحروب بين الشرق والغرب، وشهد بعض الخلافات المذهبية العنيفة، لذلك كان البحث عن عائشة سيدة النساء، وعن نيسابور المدينة الفاضلة.


يقول عمر الخيام:

أفنيتُ عمري في اكتناه القضـاء
وكشف ما يحجبـه في الخـفاء
فلم أجـد أسـراره وانقضـى
عمري وأحسست دبيب الفـناء

ويقول في رباعياته:

لبستُ ثوب العمر لـم أُسْتَشَـرْ
وحرت فيه بيـن شتّـى الفكـر
وسوف أنضو الثوب عني ولـم
أدركْ لمـاذا جئـتُ أيـن المقـر
لـم يبرح الداء فؤادي العليـل
ولـم أنل قصدي وحان الرحيـل
وفـات عمـري وأنا جاهـل
كتاب هذا العمر حسم الـفصول

وهو يعجب لهذا الفناء السريع للشباب والحياة 'فيقول':

تناثرت أيّـام هـذا العـمر
تناثـر الأوراق حول الشـجر
فانعم من الدنيـا بلذّاتـهـا
من قبل أن تسقيك كفّ القدر
أطْفِىءْ لظى القلب ببرد الشراب
فإنمـا الأيام مثــل السحاب

وفي موضع آخر يتدارك نفسه فيقول:

يا عالم الأسرار علـم اليقين
يا كاشف الضرّ عن البائـسين
يا قابـل الأعذار فئنــا إلى
ظلّك فاقبـل توبـة التائبيـن

من هنا نرى أن رباعيات الخيام تتراوح بين الإيمان والإلحاد وبين الدعوة للمجون والدعوة للهو وبين طلب العفو من الله عزّ وجلّ وإعلان التوبة.

لذا اختلف العلماء في تصنيف عمر الخيام والأرجح أنه لم يخرج عن المألوف إنما هي صرخة في وجه الظلم والأمور الدخيلة على الدين الإسلامي في عصره.

ولم يفكّر أحد ممن عاصره في جمع الرباعيات. فأوّل ما ظهرت سنة 865 هـ، أي بعد رحيله بثلاثة قرون ونصف. ولعلّهم كانوا يخشون جمعها لما حوته من جرأة وحكمة.

وأوّل ترجمة للرباعيات كانت للغة الإنجليزية، وظهرت سنة 1859، أما الترجمة العربية من الفارسية فقام بها الشاعر المصري أحمد رامي. وهناك ترجمة أخرى للشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي.

نقد

O cleric, we are more active than you,
even so drunk, we are more attentive than you,
You drink the blood of men, we drink the blood of grapes [wine],
Be fair, which one of us is more bloodthirsty?

تعتبر تهمة الإلحاد والزندقة من المسائل الجدلية في التاريخ الإسلامي ففي حين أن هذه التهمة أثبتها فريق كبير من الناس على الخيام إلا أن هناك فريق كبير آخر يقر له بأنه مات على الإسلام.

الفلسفة

عمر الخيام في الفن

قد أسهم الفن السينمائي في تناول سيرة الخيام وعصره، فأُنتج في مصر فيلم يحمل اسمه، من بطولة الممثل عمر الشريف. كما أسهمت الشاشة الصغيرة بمسلسل عربي من ثلاثين حلقة عُرضت في عام 2002، كان معظم ممثليه وممثلاته من سورية.

انظر أيضا

هوامش

  1. ^ أ ب Professor Seyyed Hossein Nasr and Professor Mehdi Aminrazavi. “An Anthology of Philosophy in Persia, Vol. 1: From Zoroaster to ‘Umar Khayyam”, I.B. Tauris in association with The Institute of Ismaili Studies, 2007.
  2. ^ الخيام (عمر)، الموسوعة العربية، خليل الموسى

المصادر

  • Turner, Howard R. (1997). Science in Medieval Islam: An Illustrated Introduction. University of Texas Press. ISBN 0292781490.{{cite book}}: CS1 maint: ref duplicates default (link)
  • Jos Biegstraaten (2008). "Omar Khayyam (His impact on the literary and social scene abroad)". Encyclopaedia Iranica. Vol. vol. 15. Encyclopaedia Iranica Foundation. {{cite encyclopedia}}: |volume= has extra text (help)
  • Nasr, S. H. (2006). Islamic Philosophy from Its Origin to the Present: Philosophy in the Land of Prophecy. SUNY Press. ISBN 0791467996.
  • Katz, Victor (1998). A history of mathematics: An introduction (2 ed.). Addison-Wesley. p. 879. ISBN 0321016181.{{cite book}}: CS1 maint: ref duplicates default (link)
  • KnoebelNasr, Arthur; Laubenbacher, Reinhard; Lodder, Jerry; Pengelley, David (2007). Mathematical Masterpieces: Further Chronicles by the Explorers. Springer. ISBN 0387330615.
  • ed. by J.A. Boyle. (1968). The Cambridge History of Iran (5): The Saljug and Mongol Periods. Cambridge University Press. ISBN 052106936X. {{cite book}}: |author= has generic name (help)
  • Smith, David Eugene (1935). "Euclid, Omar Khayyâm, and Saccheri". Scripta Mathematica. III (1): 5–10. OCLC 14156259.{{cite journal}}: CS1 maint: ref duplicates default (link)
  • Rozenfeld, Boris A. (1988). A history of non-euclidean geometry. Springer Verlag. p. 471. ISBN 0387964584.{{cite book}}: CS1 maint: ref duplicates default (link)
  • E.G. Browne. Literary History of Persia. (Four volumes, 2,256 pages, and 25 years in the writing). 1998. ISBN 0-7007-0406-X
  • Jan Rypka, History of Iranian Literature. Reidel Publishing Company. 1968 OCLC 460598. ISBN 90-277-0143-1
  • Omar Khayyam: Vierzeiler (Rubāʿīyāt) übersetzt von Friedrich Rosen mit Miniaturen von Hossein Behzad. ISBN 978-3-86931-622-2 Details


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية