كابل التلغراف عبر الأطلسي

(تم التحويل من Transatlantic telegraph cable)
خريطة مسار الكابل عبر الأطلسي 1858.

كابل التلغراف عبر الأطلسي transatlantic telegraph cable كان أول كابل يستخدم لاتصالات التلغراف يُمـضد على قاع المحيط الأطلسي. وقد عبر من تلگراف فيلد، خليج فويل‌هومرم، جزيرة ڤالنتيا، في أيرلندة الغربية إلى هارتس كونتنت في نيوفاوندلاند الشرقية. الكابل عبر الأطلسي ربط أمريكا الشمالية باوروبا، وقد سرّع الاتصالات بين القارتين. بينما كانت الرسالة يستغرق تسليمها في المعتاد على الأقل عشرة أيام بالباخرة، فقد أصبحت تأخذ دقائق بالتلغراف.

واليوم، أُستُبدِلت كابلات التلغراف عبر الأطلسي بكابلات اتصالات عبر الأطلسي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ المبكر

كان سايروس وست فيلد المحرك وراء إنشاء أول كابل تلغراف عبر الأطلسي، فقد حاول دون توفيق في 1857 ثم اكتمل الكابل في 5 أغسطس 1858. وبالرغم من أنه لا يُعتبر ناجحاً أو معمراً، فقد كان أول مشروع كابل عبر الأطلسي يثمر نتائج عملية. أول رسالة رسمية مرت بين القارتين كانت رسالة تهنئة من الملكة ڤيكتوريا من المملكة المتحدة إلى رئيس الولايات المتحدة جيمس بيوكانن في 16 أغسطس. دُمـِّر الكابل في الشهر التالي عندما استخدم ويلدمان وايتهاوس فرق جهد مفرط في الكابل أثناء محاولته تحقيق تشغيل أسرع للتلغراف. (وقد جودل أن عيوب الصنع والتخزين والمناولة لكابل 1858 كانت ستؤدي إلى فشل مبكر في جميع الأحوال).[1] وقد قوضت قصر فترة الاستخدام ثقة الجمهور والمستثمرين في المشروع، وعطلت جهودا استعادة الوصلة. وكانت المحاولة التالية في 1865 بمواد أفضل كثيراً، وبعد بعض الانتكاسات، اكتملت الوصلة عبر الأطلسي ووُضِعت قيد الاستخدام في 28 يوليو 1866. تلك المرة، كانت الوصلة معمرة، ورفعت ثقة العامة مما أسفر عن نجاح الاتصالات. وحتى حين تعرض لمشكلة فقد تم اصلاحه وعاد للخدمة سريعاً.

وبينما كان الاتصال بين اوروبا والأمريكتين يتم فقط عن طريق السفن، فقد سرَّعه الكابل العابر للأطلسي ليتم في دقائق، متيحاً الفرصة لارسال سؤال وتلقي الاجابة عليه في نفس اليوم. وفي عقد 1870، أقيمت أنظمة الإرسال والاستقبال المزدوجة والرباعية التي أتاحت إرسال عدة رسائل على الكابل في نفس الوقت. وفي المضاربة على العملات عبر الأطلسي، فإن سعر تحويل الجنية الاسترليني إلى الدولار الأمريكي أصبح يشار إليه بإسم "كيبل cable" وهذا التعبير مازال شائعاً حتى اليوم.[2] تضاعفت منافع الكابل ومازالت تتضاعف حتى يومنا هذا، ولذلك فقد تم مد العديد من الكابلات بعد ذلك. وقد جرت خمس محاولات لمد كابلات في فترة تسع سنوات -في 1857، ومرتان في 1858، وفي 1865، وفي 1866—قبل تحقيق وصلات معمرة في النهاية باستخدام سفينة إيسامبارد كنگدم برونل SS Great Eastern بقيادة جيمس أندرسون، لكابل 1866 ولاصلاح كابل 1865.[3]

تم مد المزيد من الكابلات بين فويلهومرم وهارتس كونتنت في 1873، 1874، 1880، و1894. وبنهاية القرن التاسع عشر، ربطت كابلات ذات ملكية بريطانية وفرنسية وألمانية وأمريكية اوروبا بأمريكا الشمالية في شبكة متقدمة من الاتصالات التلغرافية.


أصول الفكرة

بعد أن قدم وليام كوك وتشارلز ويتستون تلغراف يعمل في 1839، بدأت التفكير في خط بحري عبر المحيط الأطلسي كنصر ممكن في المستقبل. جهر صمويل مورس بإيمانه بالفكرة في عام 1840 وشهد العقد التالي فترة تجارب نمو معرفي حول كابلات التلغراف تحت الماء تـُوِّج بكابل عام 1850 بين إنگلترة وفرنسا. وفي نفس العام، اقترح الأسقف جون ملوك، رأس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في نيوفاوندلاند، مد خط تلغراف عبر الغابة من سانت جونز إلى كيپ راي، وكابلات عبر مصب نهر سانت لورنس من كيپ راي إلى نوڤا سكوتشيا عبر مضيق كابوت.

في نفس الوقت تقريباً، خطرت خطة مماثلة لـ فريدريك نيوتن گيسبورن، مهندس التلغراف في نوڤا سكوتشا. وفي ربيع عام 1851، حصل گيسبورن على منحة من الهيئة التشريعية في نيوفاوندلاند، وبعد أن شكل شركة، بدأ في إنشاء الخط الأرضي. ومع ذلك ، في عام 1853 انهارت شركته. تم القبض عليه بتهمة الديون وخسر كل شيء. في العام التالي ، تعرّف على سايروس وست فيلد. دعا فيلد گيسبورن إلى منزله لمناقشة المشروع. من زائره، وسع فيلد فكرة أن التلغراف إلى نيوفاوندلاند قد يمتد عبر المحيط الأطلسي.

كان فيلد يجهل الكابلات البحرية وأعماق البحار. فاستشار مورس وكذلك الملازم ماثيو موري، وهو حجة في علم المحيطات. تبنى فيلد مخطط گيسبورن كخطوة تمهيدية للمشروع الأكبر ، وروّج لـشركة تلغراف نيويورك ، نيوفاوندلاند ولندن لإنشاء خط تلغراف بين أمريكا وأوروبا.

سانت جونز إلى نوڤا سكوتشيا

كانت الخطوة الأولى هي إنهاء الخط بين سانت جونز ونوڤا سكوتشا، وفي عام 1855 جرت محاولة لوضع كابل عبر مضيق كابوت في خليج سانت لورنس. تم وضعها من صندل شحن في سحب باخرة. وبعد تمديد نصفه هبت عاصفة، ولحفظه من الغرق، تم قطع الكابل وإلقاؤه في المحيط. في الصيف المقبل، تم تجهيز قارب بخاري لهذا الغرض وتم وضع الكابل من رأس راي ، نيوفاوندلاند إلى خليج أسپي، نوڤا سكوتشا بنجاح.

عبر الأطلسي

طابع بريد أمريكي في ذكرى الكابل الأطلسي.

وجـّه فيلد جهوده إلى القطاع عبر المحيط مع تشارلز تيلستون برايت ككبير للمهندسين. تم إجراء مسح خاص على طول المسار المقترح للكابل وكشف أنه ممكن. وتم جمع الأموال من مصادر أمريكية وبريطانية ببيع أسهم في شركة تلغراف الأطلسي. وقام فيلد بإمداد ربع رأس المال المطلوب بنفسه.

يتكون الكبل من سبعة أسلاك نحاسية، يزن كل منها 26 كجم/كم، مغطاة بثلاث طبقات من گوتا-پرشا، يزن 64 كجم/كم وملفوف بقطران القنب، تم وضع غمد من 18 خيطًا ، كل واحد من سبعة أسلاك حديدية ، في دوامة قريبة. كان يزن حوالي 550 كجم/كم، وكان مرنًا نسبيًا وقادرًا على تحمل سحب عدة عشرات من كيلونيوتن (عدة أطنان). تم إعداده بالاشتراك بين شركتين إنجليزيتين - Glass ، Elliot & Co. ، من گرينتش ، و R. S. Newall & Co. ، من ليڤرپول.

أعطت الحكومة البريطانية فيلد إعانة قدرها 1400 جنيه إسترليني سنويًا وأعارته السفن لتمديد الكابل. وكذلك التمس فيلد المساعدة من الكونگرس الأمريكي؛ كان التصويت قريبًا جدًا، إذ عارض أعضاء مجلس من المتخوفين من بريطانيا أي منحة. تم تمرير مشروع القانون من خلال تصويت واحد. في مجلس النواب، حيث واجه عداءً مماثلاً، ولكن تم التوقيع عليه في نهاية المطاف من قبل الرئيس فرانكلن پيرس.

المحاولة الأولى عام 1857 باءت بالفشل. كانت سفن مد الكابلات هي السفن الحربية المحولة HMS "Agamemnon" و USS 'Niagara']. بدأ الكابل في الشريط الأبيض بالقرب من قلعة بالي‌كاربري مقاطعة كري، الساحل الجنوبي الغربي لـ أيرلندا، في 5 أغسطس 1857.[4] انكسر الكابل في اليوم الأول ، ولكن تم إصلاحه وإصلاحه. انكسرت مرة أخرى فوق "هضبة التلغراف" ، التي تقبع على عمق حوالي 3200 متر تحت سطح الماء، وتم التخلي عن العملية لذلك العام.

في الصيف التالي ، حاول كل من "Agamemnon" و "Niagara" مرة أخرى ، بعد تجارب في خليج بسكاي. كان من المقرر أن تلتقي السفن في وسط المحيط الأطلنطي ، حيث سيتم ربط نصفي الكابل معًا ، وبينما تدفع "أجاممنون" شرقًا إلى جزيرة فالنتيا ، كان على "نياجرا" أن تدفع غربا إلى [[نيوفاوندلاند (جزيرة] | نيوفاوندلاند]]. في 26 يونيو، تم عمل الوصلة الوسطى وتم إنزال الكابل. مرة أخرى، انكسر الكابل، في المرة الأولى على بعد أقل من 5.5 كم، ومرة أخرى بعد حوالي 100 كم وللمرة الثالثة بعد مد حوالي 370 كم من الكابل من كل سفينة.

عادت الرحلة إلى كوينزتاون وانطلقت مرة أخرى في 17 يوليو مع القليل من الحماس بين الطواقم. تم الانتهاء من لصق الوسط في 29 يوليو 1858. تم تشغيل الكابل بسهولة هذه المرة. وصلت "نياگرا" إلى خليج ترينيتي، نيوفاوندلاند في 4 أغسطس وفي صبيحة اليوم التالي وصلت نهاية الكابل إلى الشاطئ. حققت السفينة "أگاممنون" نجاحًا متساويًا. في 5 أغسطس ، وصل "أگاممنون" إلى جزيرة ڤالنتيا ، وهبطت نهاية الشاطئ في نايتستاون ثم تم وضعها في سنترال الكابلات القريب.[5]

أول اتصال

تلگراف فيلد، جزيرة ڤالنتيا، موقع أول رسالة تـُرسل من أيرلندة إلى أمريكا الشمالية. في اكتوبر 2002، أقيم نصب تذكاري ليميز مكان مد الكابل عبر الأطلسي إلى نيوفاوندلاند وأزيح عنه الستار على قمة جرف فويلهومرم. مصنوع من إردواز ڤالنتيا وصممه النحات المحلي ألان هول، النصب يميز تاريخ صناعة التلغراف في الجزيرة منذ عام 1857 وصاعداً.

في 16 أغسطس 1858، كانت أول رسالة تعبر المحيط، "المجد لله في الأعالي؛ وعلى الأرض السلام، بالناس المسرة." وكان قد سبقها رسائل اختبار في العشرة أيام السابقة. ثم أرسلت الملكة ڤيكتوريا تلگرام تهنئة إلى الرئيس جيمس بيوكانن عبر الخط، وأعربت عن أملها أن تكون "وصلة اضافية بين الأمم المبنية صداقتها على اهتماماتهم المشتركة والاحترام المتبادل."

رسالتها بدأت في الإرسال الساعة 10:50 صباحاً وانتهى في الساعة 4:30 صباح اليوم التالي، مستغرقة حوالي 18 ساعة لتصل نيوفاوندلاند. وكان طول الرسالة 99 كلمة، مكونة من 509 حرف، فقد تم ارسالها بمتوسط سرعة دقيقتين للحرف. وقد حـُوِّلت الرسالة عبر نيوفاوندلاند عبر سلك هوائي معلق على أعمدة؛ عبر مضيق كابوت على كابل بحري إلى خليج أسپي (دينگوال)، كيپ بريتون؛ ثم على سلك هوائي عبر شرق كندا ومين، ثم عبر بوسطن إلى مدينة نيويورك ثم واشنطن العاصمة.

وقد رد الرئيس قائلاً،

"إنه لنصر أكثر مجداً، لأنه أكثر نفعاً للبشرية، من أي مجد حققه غازٍ في ساحة المعركة. عسى أن يصبح التلغراف الأطلسي، ببركة السماء، رابطة سلام وصداقة دائمين بين الشعوب ذات القربى، أداة مقدرة من العناية الإلهية لنشر الدين والحضارة والحرية والقانون في جميع أرجاء العالم."

هذه الرسائل كانت إشارة البدء لفورة حماس. ففي الصباح التالي، انطلقت المدافع بمائة طلقة تحية في مدينة نيويورك، وزُينت الشوارع بالأعلام، ودقت أجراس الكنائس، أضيئت المدينة بهجة بالحدث.[6] وقد كان كابل الأطلسي موضوعاً لعدد لا نهاية له من الخطب و كم هائل من الشعر الركيك.

فشل الكابل الأول

في سبتمبر، بعد عدة أيام من التدهور المتفاقم للعازل، فشل الكابل تماماً. رد الفعل لتلك الأخبار كان هائلاً. حتى أن بعض الكتاب لمـَّحوا لأن الخط كان مجرد خدعة، وقال آخرون أنها طريقة للتلاعب بالبورصة.

لم يفت العطب في عضد فيلد. فقد كان تواقاً لتجديد العمل، إلا أن العامة فقدوا الثقة في المشروع، ذهبت جهوده لإحياء الشركة سدى. وظل الأمر كذلك حتى 1864 فبمساعدة توماس براسي وجون پندر نجح في جمع رأس المال المطلوب. وقد اتحدت شركات گلاس، إليوت وگوتا-پرچا ليشكلوا شركة انشاء وصيانة التلغراف (Telcon، التي أصبحت لاحقاً جزءاً من BICC)، التي قامت بتصنيع ومد الكابل الجديد. سي.ف. ڤارلي حل محل وايتهاوس ككبير الكهربائيين.

مع تراكم الخبرة، تم مد كابلات طويلة في البحر المتوسط والبحر الأحمر. وبتلك الخبرة تم تصميم كابل محسـَّن. تكون اللب من سبع أسلاك مضفـَّرة من النحاس عالي النقاء زنة 300 رطل لكل ميل بحري (73 كج/كم)، مغلفة بمركب تشاترتون، ثم مُغطاة بأربع طبقات من گوتا-پرچا، بالتبادل مع أربع طبقات رقيقة من المركـَّب الماسك لكل المكونات، والذي يجعل وزن العازل 400 رطل/الميل البحري (98 كج/كم). هذا اللب كان يُغطى بقنب مشبع بمحلول حافظ، وكان ملفوفاً على القنب حلزونياً ثمانية عشر سلكاً من أسلاك مفردة من سلك مسجل ببراءة اختراع انتجته وبستر آند هورسفال من هاي ميلز، برمنگگهام، كل منهم مغطى بجدائل رفيعة من غزل المانيلا مغموسة في مادة حافظة. كان وزن الكابل الجديد 35.75 long hundredweight (4000 رطل) للميل البحري (980 كج/كم)، أو تقريباً ضعف وزن القديم. وقد نجح موقع هاي‌ميلز في صنع 30,000 ميل من السلك (1,600 طن)، قام بصنعه 250 عامل لمدة 11 شهراً.

اصلاح الكابل

تطلبت الكابلات المكسورة إجراء إصلاح معقد. فيتم تحديد المسافة التقريبية إلى الكسر بقياس مقاومة الكابل المكسور. ثم تنتقل سفينة الإصلاح إلى الموقع. ويُربَط الكابل بخطاف ليُرفـَع إلى سطح سفينة الإصلاح لاختبار الاستمرارية الكهربائية. تم نشر العوامات لتمييز نهايات الكابل الجيد ويتم عمل وصلة بين الطرفين.[7][8]

الگريت إيسترن


الگريت إيسترن في هارتس كونتنت

تم تمديد الكابل الجديد بواسطة السفينة الگريت إيسترن بقيادة جيمس أندرسون.[9] تم تجهيز بدنها الضخم بثلاث خزانات حديدية لاستقبال 4,300 كم من الكابلات، وأسطحها مزودة ببكرات إنزال الكابلات. وفي ظهيرة 15 يوليو 1865، غادرت الگريت إيسترن الميناء متجهة إلى خليج فويل‌هومرم، جزيرة ڤالنتيا، حيث تم إنزال النهاية الساحلية للكابل من السفينة كارولاين. فشلت هذه المحاولة في 31 يوليو عندما، بعد إنزال 1968 كم، انقطع الكابل بالقرب من مؤخرة السفينة، وفـُقِدت نهاية الكابل.[10]

أبحرت الگريت إيسترن عائدة إلى إنگلترة، حيث أصدر فيلد نشرة دعوة استثمارية أخرى، وشكـَّل شركة التلغراف الأنگلو-أمريكية، لمد كابل جديد وإتمام الكابل المكسور. وفي 13 يوليو 1866، بدأت الگريت إيسترن في إنزال كابل، مرة أخرى. عدة مرات أثناء فك لفات الكابل، لوحظ أن مسامير قد تم دقها بدافع تخريبه. نشر الكاپتن أندرسون تعميماً أنه إذا تم القبض على الجاني على متن الطائرة ، فسيُلقى به في البحر بدون محاكمة. ومنذ ذلك الحين لم يتكرر الفعل الإجرامي. على الرغم من مشاكل الطقس مساء يوم الجمعة 27 يوليو ، وصلت البعثة إلى ميناء هارتس كونتنت في ضباب كثيف. في صباح اليوم التالي في الساعة التاسعة صباحًا ، نقلت رسالة من إنجلترا هذه الكلمات من افتتاحية في "التايمز": "إنه عمل عظيم ومجد لعصرنا وأمتنا ، الرجال الذين حققوا ذلك يستحقون التكريم بين الخيرين من عرقهم ". "معاهدة السلام الموقعة بين پروسيا والنمسا." وقد وصل نهاية الكابل إلى الشاطئ خلال ذلك النهار بواسطة السفينة "ميدواي". تدفقت التهاني، وتم تبادل البرقيات الودية مرة أخرى بين الملكة فيكتوريا والولايات المتحدة.

خطاف إمساك يُستخدم لرفع الكابل من البحر.

وفي 9 أغسطس خرجت الگريت إيسترن إلى البحر مرة أخرى للإمساك بالكابل الذي كان قد فـُقِد في 1865، إكماله إلى نيوفاوندلاند.[11] كانوا عازمين على العثور عليه. كان هناك البعض ممن اعتقدوا أن المحاولة لا أمل فيها ، معلنين أن تحديد موقع كابل على عمق ميلين ونصف تحت سطح البحر سيكون بمثابة بحث عن إبرة صغيرة في كومة قش كبيرة. لعدة أيام، تحركت "الگريت إيسترن" ببطء هنا وهناك، وأخيراً "الصيد" للكابل المفقود بشظايا في نهاية حبل مشدود. فجأة، "تم الإمساك" بالكابل ونقله إلى السطح، ولكن في حين هتف الرجال، انزلق من قبضة الكلابة واختفى مرة أخرى. لم يتم صيدها مرة أخرى إلا بعد أسبوعين؛ ثم استغرقت 26 ساعة لإحضارها بأمان على متن الگريت إيسترن. تم نقل الكبل إلى غرفة الكهربائيين، حيث تم تحديد أن الكابل متصل. وهتف كل من كان على متن السفينة أو بكى عندما تم إرسال الصواريخ إلى السماء لإضاءة البحر. تم بعد ذلك توصيل الكابل الذي تم وصله بكابل جديد، وبدأ مده إلى هارتس كونتنت، نيوفاوندلاند، حيث وصل يوم السبت 7 سبتمبر. وأصبح منذ تلك اللحظة يوجد خطا تلغراف يعملان.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سرعات الاتصال

في البداية كانت الرسائل يرسلها عامل يدق شفرة مورس، التي هي سلسلة من النقاط والشُرط. وقد كان الاستقبال سيئاً للغاية على كابل 1858، فكان يستغرق 2 دقيقتين لإرسال مجرد حرف واحد (حرف واحد أو رقم واحد)، أي حوالي 0.1 كلمة في الدقيقة. وكان ذلك بالرغم من استخدام گلڤانومتر مرآة عالي الحساسية، وكان اختراعاً حديثاً آنذاك.

استغرقت أول رسالة على كابل 1858 أكثر من 17 ساعة للإرسال.[12] ولكابل 1866، فقد تطورت بدرجة كبيرة طرق صنع الكابل، وكذلك إرسال الرسائل. فكان باستطاعة كابل 1866 ارسال ثمان كلمات في الدقيقة[13] —أسرع 50 مرة من كابل 1858. هيڤيسايد وميهايلو إدڤورسكي پوپن في عقود لاحقة فهموا أن المشكلة كان عدم اتزان بين مفاعلتي السعة والحث، وحلها يكمن في شريط حديدي أو بملفات أحمال. ولم يمكن حتى القرن العشرين أن تتعدى سرعات ارسال الرسائل على كابلات الأطلسي أن تصل 120 كلمة في الدقيقة. وبالرغم من ذلك، فإن لندن أصبحت قلب اتصالات العالم. وبمرور الوقت، امتد 11 كابلٌ من محطة كابلات پورثكرنو بالقرب من لاندز إند وشكلت مع وصلاتها في الكومنولث شبكة "حية" حول العالم.

المكرِّر

كانت الكابلات الأصلية غير مجهزة بمكررات، التي تكبر الإشارة أثناء سفرها. وكان ذلك لعدم وجود طريقة عملية لامداد المُرحـِّلات بالطاقة. ومع تقدم التكنولوجيا، أصبحت المرحـِّلات الوسطى أمراً ممكناً.

في الروايات

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ http://atlantic-cable.com/Books/Whitehouse/DDC/index.htm History of the Transatlantic Cable - Dr. E.O.W. Whitehouse and the 1858 trans-Atlantic cable, retrieved 2010 04 10
  2. ^ The Money Changers: A Guided Tour through Global Currency Markets. Zed Books, 2006.
  3. ^ Wilson, Arthur (1994). The Living Rock: The Story of Metals Since Earliest Times and Their Impact on Civilization. p. 203. Woodhead Publishing. ISBN 9781855733015.
  4. ^ "History of the Atlantic Cable - Submarine Telegraphy - 1857 - Laying the Atlantic Telegraph From Ship To Shore". Retrieved 2008-08-05.
  5. ^ "History of the Atlantic Cable - Submarine Telegraphy - Frank Leslie's Illustrated Newspaper 1858 Cable News". Retrieved 2008-08-05.
  6. ^ "History of the Atlantic Cable - Submarine Telegraphy-1858 NY Celebration". Retrieved 2008-08-05..
  7. ^ The 1911 edition of The Encyclopaedia Britannica: a dictionary of arts, sciences, literature and general information, Volume 26 Page 513-516
  8. ^ History of the Atlantic Cable & Undersea Communications - HOW SUBMARINE CABLES ARE MADE, LAID, OPERATED AND REPAIRED
  9. ^ History of the Atlantic Cable & Submarine Telegraphy - Great Eastern
  10. ^ "History of the Atlantic Cable - Submarine Telegraphy - Daniel Gooch". Retrieved 2008-08-05.
  11. ^ "History of the Atlantic Cable - Submarine Telegraphy-Recovery of the Lost Cable". Retrieved 2008-08-05.
  12. ^ "Famous Messages Received and Sent". Retrieved 2010-07-09.
  13. ^ [1][dead link]
  • Clarke, Arthur C. Voice Across the Sea (1958) and How the World was One (1992); the two books include some of the same material.
  • Gordon, John Steele. A Thread across the Ocean: The Heroic Story of the Transatlantic Cable. New York: Walker & Co, 2002. ISBN 9780802713643.

للاستزادة

  • Murray, Donald (1902). "How Cables Unite the World". The World's Work: A History of Our Time. II: 2298–2309. Retrieved 2009-07-09. {{cite journal}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help); Unknown parameter |month= ignored (help)
  • Rozwadowski, Helen. Fathoming the Ocean (2005). Devotes a good deal of space to the description of cable-laying.
  • Standage, Tom. The Victorian Internet (1998). ISBN 0-75380-703-3. The story of the men and women who were the earliest pioneers of the on-line frontier, and the global network they created—a network that was, in effect, the Victorian Internet.

وصلات خارجية