عصام العطار

عصام العطار
Issam al-Attar
عصام العطار11.png
شخصية
ولد1927 (العمر 96–97)
توفي3 مايو 2024(2024-05-03) (aged 96–97)
الديانةمسلم
الجنسيةسوري
الطائفةسني
حركةسلفية[1]
الأقارب
نجاح العطار (شقيقة)
مناصب رفيعة
سابقهمصطفى السباعي
تابعهعدنان سعد الدين
المرشد العام للإخوان المسلمين في سوريا
في المنصب
1961–1973
النائبعلي صدر الدين البيانوني
سبقهمصطفى السباعي
خلـَفهعبد الفتاح أبو غدة

عصام العطار (و. 1927 - ت. 3 مايو 2024)، هو سياسي وداعية إسلامي سوري والمراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا. وهو شقيق الدكتورة نجاح العطار نائبة الرئيس السوري للشؤون الثقافية والإعلامية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة والأسرة والتعليم

عصام العطار
عصام العطار

ولد العطار عام 1927 في دمشق بسوريا. والده هو الفقيه محمد رضا العطار، وكان عالماً وأحمد رجال القضاء الشرعي والعدلي، وكان رئيساً لمحكمة الجنايات. وكان والده من محبي ومناصري السلطان عبد الحميد، وشارك في محاربة الاتحاديين، فحكم عليه بالإعدام، لكنه هرب وعاش سنوات بين القبائل العربية في جبل الدروز. ثم نفي أخيراً إلى إسطنبول أثناء الحرب العالمية الأولى، ثم عاد إلى سوريا.

عنما كان عصام العطار في سن الحادية عشرة انضم لجمعية "شباب محمد" التي أسسها مصطفى السباعي، الذي أصبح فيما بعد أول زعيم لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا.

وقرأ في صغره لكبار الأدباء العرب مثل مصطفى صادق الرافعي، وطه حسين، وعباس محمود العقاد، وأحمد حسن الزيات، وزكي نجيب محمود، وساطع الحصري، وأحمد أمين، وعلي عبد الواحد وافي، وقسطنطين زريق، وسلامة موسى، وعبد الرحمن بدوي.


الحياة السياسية

بنان الطنطاوي مع زوجها عصام العطار وأبنائهما هادية وأيمن
بنان الطنطاوي مع زوجها عصام العطار وأبنائهما هادية وأيمن

تعرف عصام العطار على مصطفى السباعي بين عامي 1945 و1946. وخلال انتخابات عام 1947، وحيث كان شكري القوتلي في السلطة، أصدرت رابطة العلماء قائمة منفصلة عن الحزب الوطني. وفي عام 1952 ساءت العلاقات بين المشايخ والسباعي في قضية تتعلق بدين الدولة، حيث استغنى المشايخ عن نقطة أن دستور الدولة هو الإسلام مقابل تسميات في الدستور كتمسك الدولة بالإسلام ومبادئه ودين رئيس الدول هو الإسلام. فطلب من عصام العطار أن يرمم العلاقة بين المشايخ والسباعي وقد أصروا عليه برابطة العلماء أن يضموه إليهم، فتعرف إليهم وسمع مناقشاتهم وشارك في نشاطاتهم وكان معهم في بعض اللقاءات المهمة فكان محاورا عنهم.

كان العطار الخطيب شبه الدائم في مسجد الجامعة مع علي الطنطاوي ومصطفى السباعي. وقد هاجم عصام العطار الحكم الديكتاتوري للشيشكلي سنة 1951 هجوماً شديداً فصدر أمر اعتقاله، فنصحه المقربون منه وأجبروه على الخروج إلى مصر. وفيها التقى بـ سيد قطب، ومحمد بشير الإبراهيمي، ومحمود محمد شاكر وعبد الوهاب محمد عزام.[2][3]

لاحقاً عاد إلى سوريا بعد مرض والده. وكان مصطفى السباعي من مصر الذي كان يتابع ما يجري في سورية، وعمل على تقوية ارتباط الجمعيات الإسلامية مع بعضها، وفي عام 1955 عقد مؤتمر في دمشق ضم كل شيوخ سوريا الكبار وكل السياسيين السوريين الإسلاميين ومنهم محمد المبارك، ومعروف الدواليبي، ومصطفى الزرقا، وكل الجمعيات الثقافية الإسلامية. وفي هذا المؤتمر اختير عصام العطار بالإجماع أمينا عاما لهيئة المؤتمر الإسلامي. وكان في وقتها في الهيئة التشريعية والمكتب التنفيذي للأخوان المسلمين وعضوا في مكتب دمشق للأخوان المسلمين.

في عام 1956 أوفدت الجامعة مصطفى السباعي إلى أوروبا للاطلاع على مناهج الدراسات الإسلامية.

كان المكتب التنفيذي للإخوان المسلمين في سوريا يقع مقره في حلب، وقد اختير عصام العطار ممثلا ومتحدثا باسم الإخوان المسلمين، فكان عصام العطار من الناحية الفعلية يحمل مسؤولية المراقب العام للأخوان المسلمين والمكتب التنفيذي في وقت واحد، فكان مصير الجماعة متوقف على موقفه.

في تلك الفترة نشطت المقاومة الشعبية بسوريا كونها كانت مستهدفة من دول عربية وغربية. وكان قائدها المقاومة حينها صلاح البذرة. وتكونت هذه المقاومة للتصدي لتركيا ودول حلف بغداد، يكن الإخوان اعتبروا أن هدفها غير المعلن هو القضاء على الأخوان المسلمين. وأن ورائها الشيوعيون والجيش والمخابرات.

وزار عصام العطار في إحدى المرات شكري القوتلي وكان رئيساً للجمهورية، ووضح له أمور المقاومة الشعبية ومقاصدها، ولكن لم يكن بيده من شيء. فأصدر العطار بياناً إلى الإخوان يشير إلى هذه المعاني. واجتمع عصام العطار مع صلاح البذرة قائد المقاومة الشعبية بحضور فخري البارودي وحذره من أي خطوة تقوم بها الشيوعية في سورية.

وفي عام 1957، رشح فيها السباعي نفسه ومقابله كان رياض المالكي، وكان التنافس محادم بشكل أدى لانقسام البلاد لقسمين، الحكم القائم ومن ورائه الجيش والمخابرات وعبد الناصر، وفي المقابل الأخوان ومعهم بعض رجال الأحزاب، وفريق من أرباب المال والأعمال. فقد اسقطت نيابة أربع نواب من المجلس النيابي، وفتح الطريق لانتخابات تكميلية. وقد حضر العطار اجتماعا تمهيديا في بيت معروف الدواليبي، حضره عدة رؤساء للأحزاب ورجال الأعمال، ولقد أصر عصام العطار على رفض دخول الأخوان في هذه المواجهة، فصحة السباعي لا تساعده على هذه المواجهة، وكان من نتائج خسارة الانتخابات شلل الأستاذ السباعي.


كان عصام العطار مع الوحدة بين سوريا ومصر على أساس ديمقراطي برلماني، لأن أوضاع القطرين متباينة في كثير من النقاط، فتبدأ الوحدة على الصعيد العسكري والخارجي وتعطى فترة حتى تهيئ الأسباب لما هو أكثر. اشترط جمال عبد الناصر أن تحل الأحزاب في سوريا نفسها، فحُلت. ولم يكن حل الجماعة موضع خلاف، فأعلن السباعي حل الجماعة. لكن لاحقاً أصبح اتخذ العطار موقفاً معادياً للـالجمهورية العربية المتحدة،واعتقل عدة مرات بسبب ذلك.



في عام 1961 أصبح المرشد الأعلى الثاني لجماعة الإخوان المسلمين السورية خلفاً لمؤسسها السباعي.[3]

وفي أول انتخابات برلمانية بعد الانفصال أجمع الإسلاميون على ترشيح العطار بقائمة مصغرة من ثلاث أشخاص، ولم ينجح من قائمة الحزب الوطني إلا صبري العسلي. وتألفت أول حكومة، وانتخب ناظم القدسي رئيسا للجمهورية، وكلف معروف الدواليبي بتأليف الوزارة وطلب من العطار بالمشاركة في الوزارة، ولكنه رفض.

بعد عدة أشهر قام انقلاب، واعتقلوا رئيس الدولة، ورئيس الوزارة، ودعوا 13 شخص منهم عصام العطار من أجل أن يشاركوا في إدارة الحكم في سورية. فرفض عصام العطار، ودعا إلى إعادة رئيس الجمهورية إلى مكانه، فأفرجوا عنه ورجع رئيسا للجمهورية. وأجبروه على تكليف بشير العظمة بتأليف الوزارة، فدعا عصام العطار إلى القصر الجمهوري وعرض عليه المشاركة في الوزارة، ولكنه رفض لأن بشير العظمة شيوعي ولا يصلح برأي العطار لتأليف الوزارة، وطلب حكومة ائتلافية يشارك فيها الجميع أو حكومة حيادية يطمئن إليها الجميع. فاتصل رئيس الجمهورية بعصام العطار وعرض عليه أن يسمي أربع وزارء، فرفض. فاضطرت حكومة بشير العظمة للاستقالة.

وجرى منعه من العودة إلى سوريا من قبل الحكومة البعثية المنشأة حديثًا بعد ذهابه إلى الحج في عام 1963،[4] وباستقر في لبنان إلى أن غادر إلى أوروبا عام 1966 ووجد عملاً في أحد المراكز الإسلامية في برلين الغربية.[5]

قاد منظمة الطلائع في ألمانيا منذ أواخر السبعينيات، والتي تعني بالمسلمين في ألمانيا، والتي كانت تتمركز نشاطاتها في مسجد بلال في آخن. واستمر بالتشاور مع جماعة الإخوان المسلمين السورية بشأن القضايا المتعلقة بسوريا.[6] أثناء تمرد الإخوان المسلمين في سوريا،[3]وناشد العطار عناصر الإخوان المسلمين الذين في سوريا بالإلتزام باللاعنف.[5] وبعد النتيجة الكارثية للانتفاضة، اتُهم العطار بأنه مهادن للغاية تجاه نظام الأسد في مؤتمر عقد في بادن عام 1982 من قبل قادة آخرين من إخوان مسلمين السوريين.[7] وفي عام 1992 قدم الرئيس السوري حافظ الأسد عرضاً للعطار بالعودة إلى سوريا لكن العطار رفضه.[5] وخلال الحرب الأهلية السورية، أكد على ضرورة وحدة الصق ورفض الصراع الطائفي وأعطى الأولوية للتنمية الوطنية على تغيير النظام.[4]

الحياة الشخصية

العطار كان متزوج من بنان الطنطاوي ابنة علي الطنطاوي وزوجة عصام العطار التي اغتيلت في ألمانيا عام 17 مارس 1981. وهو شقيق نجاح العطار نائبة الرئيس السوري بشار الأسد منذ 2006.

محاولات الإغتيال

تعرّض العطار لعدة محاولات اغتيال، أولاها كانت عام 1963 وكان حينها في منزل على الطنطاوي، لكن المحاولة باءت بالفشل. وفي ألمانيا كان دائم التنقل لأن الحكومة الألمانية أخبرته بمطاردة مسلحين له يحاولون قتله.

وبقي العطار هكذا سنة ونصف السنة يتنقل في ألمانيا حتى اغتيلت زوجته بنان

المؤلفات

ألف العطار عدة كتب من بينها:

  • لادنا الإسلامية وصراع النفوذ.
  • أزمة روحية.
  • رأي الإسلام في التحالف مع الغرب.
  • الإيمان وأثره في تربية الفرد والمجتمع.
  • كلمات.
  • ثورة الحق.
  • من بقايا الأيام.
  • رحيل، (كتاب شعري).[8]


من أقواله

  • بعض الناس فقدوا نعمة الحرية، والشوق إِليها، والقدرة على الحياة بها، فهم يتنقلون من سيّد إِلى سيّد، ومن نِير إِلى نِير .. سيّدٍ يُسَخّرهم بالخوف والسوط، وسيدٍ يسخرهم بالطمع والفُتات، وهم عبيد، بل شرّ من العبيد، في كلتا الحالتين
  • بعض الناس يخلطون بين الحكمة وبين الذِلَّةِ والخُنوع، فيسمّون ذُلَّهم وخنوعَهم، وإِيثارَهم السلامةَ على الواجب، والدنيا على الآخرة.. حكمة!! وما أبعدهم في ذلك عن الأمانة والصواب!!
  • قد يفقد الإنسانُ منصبه ، أو يفقد ماله ، أو يفقد عزيزاً عليه ، ويبقى الإنسان في جوهره شقيّاً كان أو سعيداً ، غنيّاً كان أو فقيراً ، هو الإنسان , أمّا إذا فقد ذاتيّته وشخصيّته ومبادئه، فقد فقد وجودَه نفسه ولم يبق منه شيء
  • إِذا سرتَ في طريق الحقّ والواجب فلا تَسألْ: ما هو كَسْبِيَ الدُّنيويّ الشخصيّ؟! فَسَيْرُك في طريق الحقّ والواجب هو أعظم كسب، وثوابُ الله عزَّ وجلَّ أثمن من الدنيا ومن ألف دنيا
  • أَمُدُّ نظري عشراتِ السّنينَ فَقَطْ إِلى الأمام، فأرى طواغيتَ العالمِ والعصرِ جُثَثاً مُتَفَسّخَةً يأكلُها الدّود، أو هياكلَ عاريةً من العظام، أو تراباً عاديّاً من تراب الأرض
  • يجبُ أن نَمُدَّ أبصارَنا الحينَ بعد الحينِ في الزّمان والمكان، لتأخذَ الأشياءُ عندَنا حجمَها الحقيقيّ، ووزنَها الواقعيّ، ولِنُفَرّقَ بينَ الزّائلِ والخالد، والعَرَضِ والجوهر، ولنحرّرَ أنفسنا من كلِّ عبوديّةٍ لغيرِ الله الحيِّ الباقي الذي لا يزول، ولا نربِطَ قلوبَنا وعقولَنا بأحدٍ ولا بشيءٍ غيرِه عزَّ وجلَّ

وفاته

في 3 مايو 2024 توفي عصام العطار الداعية والمفكر الإسلامي والمراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، عن عمر ناهز 97 عاماً، في مدينة آخن بألمانيا.[9]

المصادر

  1. ^ S. Moussalli, Ahmad (1999). Historical Dictionary of Islamic Fundamentalist Movements in the Arab World, Iran and Turkey. Folkestone, Kent: The Scarecrow Press. pp. 258–259. ISBN 0-8108-3609-2. AL-SALAFIYYA. .. In Damascus, many Jordanian students were influenced by the Muslim Brotherhood's Shaykh Mustapha al-Siba'i and 'Isam al-'Attar, both with a long history in al-Salafiyya.
  2. ^ Pargeter 2013, pp. 71–73.
  3. ^ أ ب ت "History Repeats Itself as Tragedy". Foreign Policy. 21 September 2012. Archived from the original on 3 September 2014. Retrieved 22 September 2012.
  4. ^ أ ب Cameron-Moore, Simon (13 July 2011). "Syrian exiles call for army to side with people". Reuters. Retrieved 23 September 2012.
  5. ^ أ ب ت Moubayed 2006, p. 180.
  6. ^ "The Battle within Syria: An Interview with Muslim Brotherhood Leader Ali Bayanouni". The Jamestown Foundation. 11 August 2005. Retrieved 22 September 2012.
  7. ^ Schneiders 2013, p. 418.
  8. ^ "عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا". الجزيرة.
  9. ^ "وفاة مراقب الإخوان المسلمين السابق بسوريا عصام العطار". الجزيرة نت.

وصلات خارجية