جبهة النصرة لأهل الشام

(تم التحويل من جبهة النصرة)
جبهة النصرة لأهل الشام
Al-Nusra Front
مشارك في الحرب الأهلية السورية
Flag of Jabhat al-Nusra.jpg
علم جبهة النصرة
فترة النشاطأواخر 2011 - الحاضر
الأيديولوجيةسنية الإسلاموية
الجهادية السلفية
الدوافعالخلافة الإسلامية
القادةأبو محمد الجولاني[1]
منطقة العملياتسوريا
الحجم6,000 - 10,000[2]
الحلفاءسوريا الجيش السوري الحر
Ahrar al-Sham.jpg أحرار الشام
Flag of Jihad.svg غرباء الشام
الخصومسوريا القوات المسلحة السورية

جبهة النصرة لأهل الشام هي منظمة سلفية جهادية تم تشكيلها أواخر سنة 2011 خلال أحداث سوريا. تبنت المنظمة عدة هجمات انتحارية في حلب ودمشق. لا يعرف بالضبط ما أصل هذه المنظمة غير أن تقارير استخبارية أمريكية ربطتها بتنظيم القاعدة في العراق.[3] دعت الجبهة في بيانها الأول الذي أصدرته في 24 يناير 2012 السوريين للجهاد وحمل السلاح في وجه النظام السوري.

تقوم "جبهة النصرة" بنشر بياناتها وإصداراتها بشكل حصري من خلال "مؤسسة المنارة البيضاء للإنتاج الإعلامي".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأيديولوجيا

تعد جبهة النصرة لأهل الشام من الجماعات السلفية الجهادية التي تأسست أواخر عام 2011 بعد قيام الثورة السورية. وحسب البيان الأول للجبهة، والذي أصدرته في 24 يناير 2012، تدعو الجبهة السوريين للجاد وحمل السلاح في وجه النظام السوري برئاسة بشار الأسد.

وفي جاء البيان على لسان زعيم الحركة أبو محمد الجولاني، معلناً فيه تشكيل الجبهة من مجاهدي الشام. وحدد البيان الهدف من إنشاء الجبهة بالقول إنها جاءت سعيا من مؤسسيها "لإعادة سلطانِ اللهِ إلى أرضِه وأن نثأر للعرضِ المُنتَهَك والدمِ النازِف ونردَّ البسمَةَ للأطفالِ الرُضَّع والنِساءِ الرُّمل". واستهجن البيان دعوة البعض للاستعانة بقوى غربية للخلاص من نظام حزب البعث الحاكم، واصفا إياها بأنها "دعوة شاذة ضالة وجريمة كُبرى ومُصيبة عُظمى لا يغفِرُها الله ولن يرحم أصحابَها التاريخُ أبدَ الدهر". وحمل البيان بشدة على الدولة التركية، وعلى مشروع الجامعة العربية الذي حكم عليه بالفشل قبل البدء به.[4]

كما هاجم البيان إيران قائلا إنه "لا يخفى على كلِّ عاقلٍ السعيَ الإيرانيَّ الحثيث معَ هذا النظامِ (البعث) منذُ سنين قد خلتْ لزرعِ الصفوية في هذهِ الأرضِ المُباركةِ لاستعادة الإمبراطورية الفارسية، فالشام لإيران هي الرئتان التي يتنفسُ بها مشروعها البائد".


القيادة

أبو محمد الجولاني هو قائد جبهة النصرة لأهل الشام وأبرز كوادر القاعدة في سوريا. شارك في القتال ضد القوات الأمريكية، تركز نشاطه على تهريب المقاتلين من كل الجنسيات إلى العراق عبر سوريا، اسمه الحقيقي مجهول تماماً، ولم ير أحد وجهه أبداً. حتى في اجتماعه مع مجلس شورى الجبهة الإسلامية حَضَر ملثماً، وتولى أمراء النصرة تأكيد شخصيته للحضور.

عاش الجولاني تجربة القاعدة في العراق، والتحول الذي جرى منذ 2006 بعد مقتل أبو مصعب الزرقاوي بإعلان دولة العراق الإسلامية، وما تبع ذلك من تطبيق الدولة لحكمها ولو على أصغر قرية تسيطر عليها، والتوسع في التكفير والقتل لكل من يعمل في الحكومة بأي شكل، مما أدى في النهاية لقتال داخلي خاضته حركات المقاومة السنية مثل جيش الراشدين، وكتائب ثورة العشرين، والجيش الإسلامي في العراق، وحماس العراق ضد القاعدة حتى 2008 التي شهدت تجربة صناعة الصحوات، حيث مولت أمريكا والحكومة العراقية مليشيات عشائرية، ومدتها بالسلاح لتقاتل القاعدة في مناطقها، وهو ما أدى لانحسارها إلى حد بعيد.

في 2008 تمكن النظام السوري من اعتقال الجولاني في معتقل صيدنايا الشهير، ثم صدر قرار مفاجيء بالإفراج عنه بعد الثورة في 2011، مع عدد كبير من المعتقلين الجهاديين، وفوراً ذهب إلى العراق ليستعين بالأمير أبو بكر البغدادي، الذي قرر "مناصفة بيت المال"، فمنحه الرجال والتمويل والسلاح، ليبدأ فرعاً لتنظيم القاعدة بسوريا، وأطلق عليه اسمه جبهة النصرة، في إشارة لترحيبه باستقبال المقاتلين الأجانب من مختلف الجنسيات، عرب وشيشانيون وأفغان وأوزبك وحتى أوروبيون، ويُطلق عليهم اسم المهاجرون، بينما السوريون هم الأنصار.

في 9 أبريل 2013 أعلن أبو بكر البغدادي، أمير دولة العراق الإسلامية، توسيع دولته لتضم داخلها جبهة النصرة، ويصبح المسمى المشترك هو الدولة الإسلامية في العراق والشام. هنا يسمع العالم للمرة الأولى باسم داعش.

احتوى البيان على استهانة متعمدة بالجولاني "ما الجولاني إلا جندٌ من جنودنا انتدبناه إلى الشام وأرسلنا معه الرجال"

في اليوم التالي 10 أبريل أصدر الجولاني بياناً يرد على البغدادي بمزايدة واضحة، حيث قال إنه استجاب لدعوة البغدادي بالارتقاء "من الأدنى إلى الأعلى"، لذلك فهو يبايع الظواهري مباشرة.

وكان من اللافت في حديث الجولاني إنه قال أنه استخلص من أحداث العراق "العِبَر التي أفادت الجهاد في الشام"، وأن حركته قامت لتحكيم شرع الله، لكنه لم يرغب في الاستعجال بالإعلان "للمصلحة".

أصدر الظواهري في يونيو 2013 قراره بفض الشراكة بين التنظيمين، ومنح البغدادي إمارة التنظيم في العراق، والجولاني إمارته في سوريا، وسمى أبو خالد السوري - قيادي معروف بالقاعدة - حكماً بين الطرفين في حال الخلاف.

لكن البغدادي في أول انشقاق تاريخي داخل القاعدة فجر مفاجأة برفضه أمر الظواهري، واعتبر أن قراره "عليه مؤاخذات شرعية".

انقسمت الأسماء الشهيرة من منظري التيار الجهادي بين الفريقين. كان من اللافت أن الأسماء القديمة، التي جرب أصحابها الهزيمة في الجزائر وأفغانستان والسودان، فضلوا جانب النُصرة والظواهري، مثل أبو قتادة الفلسطيني وأبو محمد المقدسي، بينما فضلت الأسماء الحديثة نسبياً جانب داعش مثل أبو الحسن الأزدي وأبو همام بكر الأسدي، حتى وصل بعضهم للقول بوجوب مبايعة الظواهري نفسه لأمير المؤمنين! "القول الفصل في أن عدم بيعة البغدادي للظواهري هو الأصل".

منذ نشأة تنظيم الدولة وهو يتعامل حرفياً على أنه "دولة". دولة تفضل مد نفوذها إلى الأماكن ذات الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية بغض النظر تماماً عمن يسيطر عليها، (على سبيل المثال قتال جبهة النصرة في دير الزور للسيطرة على حقل كونيكو للغاز، السيطرة على معابر باب السلامة وتل أبيض مع تركيا).

وهي دولة تعتقل معارضيها أو من يُشتبه في امكانية معارضتهم مستقبلا، وبالتالي تم اعتقال مئات من أهم الشباب الناشطين في المجالات الإعلامية ممن بدأوا حِراك الثورة المدنية، وقُتل بعضهم، وتم تفجير مقار إذاعات وصحف الثورة. هي ثورة علمانية ضالة حسب بيانات داعش بالمناسبة.

التاريخ

تشكيل كتائب أحرار الشام

قام مجهولون ببث فيديو على يوتيوب يظهر إعلاناً عن تشكيل كتائب أحرار الشام التابعة لـ "جبهة النصرة"، لكن كتائب أحرار الشام أكدت أنها كتائب مستقلة لا تتبع لجهة أخرى، كما أنها لم تتبنى نشر هذا الفيديو على صفحتها أو قناتها على الفيسبوك، كما تقوم بنشر بياناتها بشكل مستقل [5].

أبرز الهجمات

أثناء الثورة السورية 2011-2012، شنت الجبهة عدداً من الهجمات، معظمها ضد أشخاص منتمون أو مؤيدون للحكومة السورية.

تفجير الميدان

في 6 يناير، انفجرت قنبلة في حي الميدان بدمشق. حسب الحكومة السورية، فقد وقع تفجير انتحاري على حافلات تحمل قوات شرطة مكافحة الشغب قبل وقت قصير من اندلات احتجاجات منهضة للحكومة. وحسب الحكومة، فقط سقط أكثر من 26 شخص وجرح 60 آخرون. معظم الضحايا من المدنيين، حسب ما تدعيه السلطات الحكومية، وأقيمت جنازة رسمية ل11 شرطي سقطوا في الهجوم.[6] وقال بيان الحركة إنهم استهدفوا "باصات تنقل الشبيحة". أدانت التنظيمات الأخرى هذه العملية واعتبرتها بعضهم إرهابية، فتوقفت النُصرة عن هذا الأسلوب.

حققت الجبهة انتصارات باهرة واضحة، خاصة مع استعداد أفرادها دائماً لتفجير أنفسهم لتسهيل اقتحام مقرات جيش بشار.

لكن تنظيم القاعدة في العراق لم يعد راضياً عن أداء قائدها أبو محمد الجولاني، فهو يعطي أولوية للسوريين داخل صفوفه، كما أنه لم يعلن بيعة الدولة الإسلامية. كان لافتأ أن بيان تأسيس جبهة النصرة في 24 يناير 2012 تحدث عن الجهاد "لدفع الصائل" أي الظالم، دون أي سيرة لإقامة دولة الخلافة.[7]

تفجيرات 10 مايو 2012

في فيديو نشر على الإنترنت في 11 مايو 2012، يظهر فيه شخض ممثلاً لجبهة النصرة يعترف فيه بمسئولية الجماعة عن تفجيرات دمشق 10 مايو 2012.[8] غير أنه، في 15 مايو، أنكر متحدث باسم الجماعة مسئوليتها عن الهجوم.[9]

قتلى دير الزور

في 29 مايو 2012، اكتشفت عمليات اعدام عشوائي بالقرب من شرق مدينة دير الزور. حيث عثر على جثامين 13 رجل تم إعدامهم رمياً بالرصاص.[10]

الهجوم على محطة التلفزيون

في 27 يونيو، هاجمت مجموعة من المتمردين السوريين، محطة تلفزيون موالية للحكومة السورية في بلدة الدروشة، جنوب العاصمة دمشق. تم تدمير أستديوهات المحطة بالمتفجرات. قتل سبعة أشخاص في الهجوم على تلفزيون الإخبارية، منهم خمسة حراس وثلاثة صحفيين.[11] ادعى مقاتلي الجيش السوري الحر أن المنشقون عن الحرس الجمهوري كانوا وراء الهجوم.[12] إلا أنه فيما اتضح أن تلك المعلومات غير صحيحة، وتأكد تحمل جماعة النصرة مسئولية الهجوم ونشرت صور ل11 موظف بالمحطة، تم اختطافهم أثناء الهجوم.[13]

مقتل محمد السعيد

مشهد من ميدان سعد الله الجابري بعد هجمات 3 أكتوبر 2012.

في منتصف يوليو، اختطفت الجماعة، محمد السعيد، مذيع أخبار في التلفزيون الحكومي السوري. في 3 أغسطس، نشرت جماعة النصرة بيان تعلن فيه اعدام محمد السعيد.[14][15]

تفجيرات حلب

في 3 أكتوبر، وقعت ثلاث هجموات بسيارات مفخخة في الركن الشرقي من ميدان سعد الله الجابري مما أسفر عن سقوط 48 شخص،[16] حسب ما أعلنته وزارة الداخلية السورية. كما أصيب أكثر من 122 شخص بإصابات خطيرة.[17] وأعلنت جماعة النصرة مسئوليتها عن الهجمات.[18] استهدفت التفجيرات نادي الضباط والمباني القريبة من فندق سياح ومهقى تاريخي. تدمر المقهى بالكامل، وتدمرت أجزاء من الفندق، وانهار كذلك مبنى نادي الضباط.[19][20]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

هجمات القاعد الجوية

قامت الجبهة بقيادة أكبر هجوم على قاعدة الشيخ سليمان، بالقرب من حلب، في 2 نوفمبر، وهي قاعدة عسكرية هامة للجيش السوري، تضم أكثر من 48 مروحية.[21]

عمليات الاعدام في سراقب

سيطرت المجموعة على ثلاث نقاط تفتيش عسكرية حول سراقب في نهاية أكتوبر، وأجبرت الجيش السوري على الانسحاب من المنطقة في اليوم التالية. في المعركة، قُتل 28 جندي سوري بالإضافة غلى خمسة من مقاتلي الجماعة. أدين بشدة تسجيل عمليات الاعدام، وأشارت إليه الأمم المتحدة على أنه يعتبر جريمة حرب.[22][23]

تفجير نوفمبر 2012

قام إثنان من مقاتلي الجماعة بهجمات إرهابية في أوائل نوفمبر. حدثت هجمة إرهابية في مركز تنمية ريفية في صالح الغاب في محافظة حماة، حيث قتل شخصان وجرح آخرون في تفجير سيارة مفخخة. ووقع هجوم آخر في ضاحية المزة في دمشق، حيث قتل 11 شخص بتفجير إنتحاري.[24]

التورط في أحداث أخرى

الاستيلاء على صناديق ضخمة للذخيرة لجبهة النصرة نتيجة كمين أعده فريق الدفاع المدني في قرية بدرعا، أغسطس 2015.[25]

كانت جبهة النصرة طرفاً في عدد من المعارك بالاشتراك مع الجيش السوري الحر ضد القوات السورية.[26]

المصادر

  1. ^ "TIME Exclusive: Meet the Islamist Militants Fighting Alongside Syria's Rebels". Time magazine. 26 July 2012. Retrieved 29 November 2012.
  2. ^ Ignatius, David (30 November 2012). "Al-Qaeda affiliate playing larger role in Syria rebellion". Washington Post. Retrieved 1 December 2012.
  3. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  4. ^ "جبهة النصرة لأهل الشام". الجزيرة نت. 2012-05-08. Retrieved 2012-12-11.
  5. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  6. ^ Syria Live Blog Sat, 7 Jan 2012, 17:28
  7. ^ "لماذا حلت اللعنة على داعش؟ محمد أبو الغيط". جريدة الشروق المصرية. 2014-02-09. Retrieved 2014-02-11.
  8. ^ "Jihadist group claim responsibility for Damascus blasts". ITV News. 12 May 2012. Retrieved 12 May 2012.
  9. ^ http://dawn.com/2012/05/15/jihadist-group-denies-claiming-damascus-bombings/
  10. ^ http://www.nytimes.com/2012/05/31/world/middleeast/another-mass-execution-is-discovered-in-syria.html?_r=1&smid=tw-nytimes&seid=auto
  11. ^ Seven killed in attack on Syrian TV station
  12. ^ Attack Destroys Pro-Government TV Station Near Damascus
  13. ^ Jihadists claim Syria attacks
  14. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة dc4mf.org
  15. ^ Syrian TV presenter Mohammad al Saeed has been executed by Islamist armed group Al-Nusra, says rights group
  16. ^ "Militant group Al-Nusra claim suicide bombings in Aleppo". Yahoo! News. 4 October 2012. Retrieved 5 November 2012.
  17. ^ Sada el-Balad
  18. ^ "Militant group Al-Nusra claim suicide bombings in Aleppo". Reuters. 4 October 2012. Retrieved 8 October 2012.
  19. ^ ABC News:Dozens killed in Aleppo bomb blasts
  20. ^ Aji, Albert. "News from The Associated Press". Hosted.ap.org. Retrieved 2012-10-08.
  21. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة huffingtonpost.com
  22. ^ http://jordantimes.com/syrian-rebels-kill-28-soldiers-as-fighting-continues
  23. ^ http://www.guardian.co.uk/world/middle-east-live/2012/nov/02/syria-conflict-rebel-war-crime-video-live#block-5093b87d95cb1506d244473d
  24. ^ "At least 50 pro-Assad forces killed in Syria suicide bombing, activists say". Haaretz. 5 November 2012. Retrieved 5 November 2012.
  25. ^ [1]
  26. ^ "Syrian rebels launch major assault on northern airbase". The Telegraph. 3 November 2012. Retrieved 2012-11-28.

وصلات خارجية