العمليات الحربية في قطاع بورسعيد (1973)

العمليات الحربية في قطاع بورسعيد أثناء حرب أكتوبر 1973.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

كان قطاع بورسعيد خلال حرب أكتوبر يعتبر من حيث الواقع قطاعا منفصلا عن باقي قطاعات الجبهة. ورغم تبعيته من الناحية الرسمية لقيادة الجيش الثاني الميداني فانها تبعية كادت تكون اسمية بحكم موقعه وطبيعة تكوينه، اذ أن القطاع يشكل جزيرة دفاعية يحيط بها الماء من جميع الجهات، فمن الشمال يحد القطاع البحر المتوسط، ومن الشرق والجنوب منطقة الملاحات، ومن الغرب والجنوب بحيرة المنزلة.

ويمتد القطاع شرقا لمسافة 11 كيلو مترا شرق بور فؤاد، وغربا بامتداد الطريق الساحلي (طريق دمياط) حتى عزبة البرج. وتخترق القطاع قناة السويس من مدخلها الشمالي وتمتد جنوبا حتى منطقة التينة، ويطلق على المنطقة ما بين بورسعيد وبورفؤاد شمالا حتى التينة جنوبة اسم "رقبة الأوزة".

وتقع بحيرة المنزلة في الحد الغربي للقطاع، ومساحتها 750 فدانا، ولا يفصلها عن البحر المتوسط سوى شريط ضيق من الأرض توجد به فتحة واحدة تصل ما بين البحر المتوسط والبحيرة في منطقة الجميل غرب بورسعيد مباشرة، وقد أقيم كوبري على هذه الفتحة وأنشئ طريق يربط بين بورسعيد ودمياط ويبلغ طوله 75 كيلو متر. وتكاد الحافة الشرقية لبحيرة المنزلة تلامس قناة السويس في المنطقة ما بين بورسعيد ورأس العش، ثم يبدأ ساحل البحيرة في التباعد عن قناة السويس في اتجاه الجنوب الغربي. وتكثر ببحيرة المنزلة الجزر التي يعيش بها بعض الصيادين وكانت تستغل لتمركز نقاط الانذار ونقاط المراقبة بالبصر التابعة لحرس السواحل (أصبح يسمى حرس الحدود حاليا). ومياهها على وجه العموم ضحلة وتخترقها قناتان ملاحيتان: الأولى بين بورسعيد والمطرية (قرية تابعة لمحافظة الدقهلية)، والثانية بين المطرية ودمياط. والسواحل الجنوبية والشرقية لبحيرة المنزلة تكاد تكون غير محددة المعالم نظرا لانتشار المناطق السبخية المنخفضة التي تغمرها المياه وقت هبوب الرياح أو أثناء المد العالي.

وتعتبر المنطقة التي تضم بورسعيد وبورفؤاد هي المركز الرئيسي للقطاع من جهتي الموقع والأهمية. ولا تتصل هذه المنطقة بما يحيط بها من أراض إلا عن طريق الكباري بحكم احاطة المياه بها من كل ناحية، فتتصل بورفؤاد بلسان رمانة شرقها عن طريق كوبري القطع، وتتصل المنطقة جنوبها عن طريق كوبري قناة الملح، وتتصل بورسعيد بالجنوب عن طريق كوبريين عند الرسوة وبالغرب عن طريق كوبريين عند أشتوم الجميل (أحدهما كوبري بلي). ويتضح من ذلك مدى سهولة عزل منطقتي بورسعيد وبورفؤاد في حالة ضرب هذه لاكباري. وكان هذا يحتم ضرورة وجود كبار تبادلية عائمة ومخاضات لاستخدامها في حالة تدمير الكباري. ولكن بفضل هذا الوضع، اكتسبت منطقتا بورسعيد وبورفؤاد موقعا حربيا حصينا نظرا لاحاطتهما بالموانع الطبيعية المائية من كل جانب، وهي: البحر المتوسط من الشمال، وقناة السويس التي تمتد بين بورفؤاد وبورسعيد غربا ويبلغ اتساعها (200 متر) عند مبنى الحجر الصحي (على بعد 7 كم جنوب بورفؤاد)، ثم تتسع كلما اتجنا شمالا حتى تصل إلى أكثر من 400 متر عند مدخلها الشمالي من جهة البحر. وتعتبر المسطحات المائية وهي الملاحات شرقا وبحيرة المنزلة غربا موانع طبيعية حول القطاع.

ونظرا لوجود قناة السويس والقنوات المائية العديدة داخل القطاع، فقد استلزم الأمر توفير تجهيزات ووسائل للعبور لتحقيق سرعة المناورة والقدرة على عمليات الامداد والاخلاء بين وحدات القطاع.

وقد ظهرت صعوبة في عملية الدفاع عن الطقاع بسبب خلوه من الهيئات الأرضية الحاكمة من جهة، وبسبب اترفاع منسوب المياه الجوفية مما يتعذر معه القيام بأعمال الحفر من جهة أخرى. ولذا استلزم الأمر اقامة النقاط القوية للدفاع عن المواقع الحيوية فوق الأرض بواسطة تجهيزات هندسية مجلوبة من خارج القطاع. وقد اقتضت طبيعة المواجهات الواسعة والمسافات الكبيرة بالقطاع أن يعتمد الدفاع بصفة أساسية على عدد من النقاط القوية الموزعة على طول المواجهة بقوة سرايا أو فصائل مع تأمين الفواصل بين هذه النقاط بأعمال الدوريات والكمائن ونقاط الملاحظة، وكذا بالنيران والموانع، مع الاحتفاظ باحتياطيات قوية خفيفة الحركة ومدعمة بعناصر مجنزرة للقيام بالهجمات المضادة بسرعة وبقوة صدمة عالية في اتجاه المواقع المهددة. كما وزعت نيران المدفعية والدفاع الجوي لتغطية مواقع التجميع الرئيسي للقطاع (منطقتي بورسعيد وبورفؤاد).

ونتيجة لاحتمال عزل الأطراف الخارجية بالقطاعات الفرعية، تم توفير احتياطيات محلية لكل قطاع فرعي وكذا تزويده بالاحتياجات الادارية اللازمة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الاداري بكل موقع.

كما أن احتمال عزلة المدينة بضرب الكباري حولها في أي وقت جعل من الضروري وجود تكديسات من كل الاحتياجات العسكرية والادارية بداخلها بكميات كافية. وكذا ضرورة زيادة مستوى الخدمات الطبية والفنية سواء بدفع أقسام متقدمة من ورش الجيش أو بتعبئة المستشفيات المدنية أو بتزويد بحيرة المنزلة وميناء بورسعيد ببعض اللنشات للقيام عند الضرورة بأعمال الامداد والاخلاء. وقد استلزم ذلك الوضع أيضا ضرورة ان تكون مصادر الامداد والاخلاء قريبة ما أمكن من بورسعيد، ولذا كانت مدينة دمياط وقرية المطرية مناسبتين تماما لهذا الغرض.


الأعمال التحضيرية السابقة على الهجوم

دور هيئة قناة السويس في خدمة المجهود الحربي

التخطيط للعملية الهجومية

أوضاع القوات الإسرائيلية على مواجهة قطاع بورسعيد

طرق الاقتراب المفتوحة للقوات المصرية تجاه القوات الإسرائيلية

خطة الهجوم على النقطة القوية عند الكيلو 19

معركة الكيلو 19 (حصن لحظنيت)

معركة الكيلو 10 (حصن أوركال)

فشل الإسرائيليين في محاولة الهروب

حصن بواپست

المصادر

حماد, جمال (2002). المعارك الحربية على الجبهة المصرية. القاهرة، مصر: دار الشروق. {{cite book}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)