بيان مجلس الأمة في الجمهورية العربية المتحدة حول سياسته بشأن أزمة الشرق الأوسط

بيان مجلس الأمة في الجمهورية العربية المتحدة حول سياسته بشأن أزمة الشرق الأوسط، القاهرة، 29 مارس 1971، منشور من جريدة الأهرام، 30 مارس 1971.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المنشور

إن مجلس الأمة إذ يتابع بكل الاهتمام الواجب، ظروفنا المصيرية الحالية، وما يتوالى خلالها يومياً من وقائع وتصريحات. وإذ يعايش أعضاؤه قوى شعبنا العاملة في كل المواقع التي تبنى وتدعم فيها كل يوم مجتمعنا الاشتراكي، وتستعد بكل قوتها لحمايته ولمعركة تحرير الجزء الذي يحتله العدو منه. وإذ ينظر بكل الأمل والثقة والتقدير لقواتنا المسلحة رمز الإصرار على حماية المجتمع الاشتراكي وعدة المعركة التي يقف الشعب خلفها لتحرير الأرض.

يقرر ما يلي:

1. إنه يعبر عن وقوف المجلس ووقوف الشعب كله خلف قائده الرئيس أنور السادات، خليفة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، فيما أعلنه وأكده من أننا لن نفرط، مهما كانت الظروف، في شبر من الأرض ولا حفنه رمل من ترابنا، مهما كانت الضغوط ومهما كانت المعارك. ومن أن لا تفريط ولا مساومة في حقوق شعب فلسطين.

2. إننا لن نقبل مطلقا، وأياً كانت الظروف، نزع سلاح سيناء، وإن المجلس ليعتبر أن أي تفكير في جعل سيناء منطقة منزوعة السلاح، هو محاولة للقضاء على سيادة مصر على أراضيها، ويجعل مصر بشعبها وأرضها وبما تمثله كمركز للتحرر العربي كله، تحت رحمة إسرائيل وسيطرتها، ويمهد لإسرائيل لكي تحقق في المستقبل وعلى مراحل سياستها التوسعية في الأراضي العربية، وهي السياسة التي لا يتوقف الزعماء الإسرائيليون عن ترديدها. إن المجلس إذ يرفض كل ذلك، يقرر أن ما أعلنه الرئيس السادات في هذا الخصوص يعبر تعبيراً كاملاً عن رأي الشعب كله.

3. إن المجلس إذ يعبر عن لسان الشعب بحتمية المعركة لتحرير الأرض، ومهما كانت التكاليف والتضحيات، يؤكد ما أعلنته قيادتنا من أن المعول في هذه المعركة علينا نحن، وعلى إرادتنا نحن، وعلى تقديرنا نحن. ويعبر أيضاً عن يقينه من أن الولايات المتحدة التي ترسل الفانتوم لإسرائيل قادرة، إذا أرادت، على الضغط على إسرائيل، وإنها إذ تترك نفسها، على عكس ذلك، تتعرض للضغوط من جانب إسرائيل، التي تصر على كسب ثمار العدوان. فإن ذلك يزيد من عمق إيمان شعبنا بحتمية المعركة ويجعله، قياسا على التاريخ، يزيد من حذره ويقظته، ويضاعف جهده في سبيل معركة التحرير وفي سبيل حماية الاشتراكية.

4. إن المجلس يؤمن بما أعلنته القيادة من أهمية وضرورة الاستمرار في كسب مزيد من الرأي العام العالمي إلى جانبنا عن طريق توضيح رغبته الحقيقية في السلم العادل، وببيان كيف ترفض إسرائيل الاستجابة لهذه الرغبة، وتصر على التوسع، مما يجعلنا لا نجد طريقاً أمامنا غير معركة التحرير. ولذلك فإن المجلس يؤيد الجهد المتزايد في هذه المرحلة الذي يبذله في هذا السبيل الرئيس السادات، والاتحاد الاشتراكي وتنظيماته المعاونة، والحكومة. ويرى في هذا الجهد السياسي المتزايد تدعيماً للمعركة نفسها وضماناً لأن نخوضها في إطار عالمي مناسب ومؤيد، حتى يتحقق لنا النصر بإذن الله.


المصادر