بيان المتحدث الرسمي المصري بتكرار دعوة الأطراف المعنية إلى حضور مؤتمر القاهرة

بيان المتحدث الرسمي المصري بتكرار دعوة الأطراف المعنية إلى حضور مؤتمر القاهرة، القاهرة، منشور من جريدة الأهرام، العدد الصادر في 15 ديسمبر 1977.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المنشور

- يفتتح غدا الأربعاء - 14 ديسمبر [كانون الأول] 1977 - مؤتمر القاهرة التحضيري للاعداد لمؤتمر السلام، وهو المؤتمر غير الرسمي الذي دعا اليه السيد الرئيس السادات في خطابه يوم 26 نوفمبر [ تشرين الثاني ] الماضي، امام مجلس الشعب المصري اثر عودته من رحلته التاريخية الشجاعة الى القدس. وتدخل قضية الشرق الأوسط نتيجة مبادرة الرئيس السادات التاريخية مرحلة جديدة ودقيقة، ويعتبر مؤتمر الغد أول خطوة تنفيذية فيها. ولقد وجهت وزارة الخارجية المصرية الدعوة لمؤتمر القاهرة الى كافة أطراف المشكلة وهي: سورية والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية ولبنان وإسرائيل، والى الدولتين رئيستي مؤتمر جنيف: الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، والى السكرتير العام للأمم المتحدة باعتبار الأمم المتحدة الإطار الذي تقرر فيه عقد مؤتمر السلام في جنيف.

وقبلت الدعوة حتى الآن كل من الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، وإسرائيل، ومصر ( الداعية الى المؤتمر ) ولا تزال الدعوة قائمة الى بقية الأطراف، والى الاتحاد السوفياتي الرئيس المناوب لمؤتمر جنيف، وستظل أماكن جميع الأطراف محفوظة حول مائدة المباحثات، كما صرح الرئيس السادات.

وترجو مصر أن تعيد هذه الأطراف النظر في موقفها، وأن تقرر الحضور والمشاركة في أعمال المؤتمر، قبولا منها لمبادرة السلام الشجاعة، ومحافظة على استمرار جهود السلام، ووصولا الى الحل الدائم العادل للمشكلة . ولا شك في ان اشتراك الأمم المتحدة في المؤتمر يضمن استمرار الإطار الذى ارتضته الأطراف المعنية، وبصفة خاصة الأطراف العربية، ليتم فيه التوصل الى الحل الشامل، واقامة السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط، كما ان وجود الولايات المتحدة، أحد رئيسي مؤتمر السلام والدولة العظمى ذات المسؤوليات الدولية الواسعة، انما يؤكد البعد الدولي والمشاركة الدولية في جهود الحل السلمي، بالإضافة الى تأكيد الدور الهام والرئيسي الذي تلعبه الولايات المتحدة بصفة خاصة في هذا المضمار.

الموقف الثابت الذى عبرت عنه مصر دائما في كافة المحافل الدولية، هو ان حل مشكلة الشرق الأوسط لا يمكن ان يتم الا على أسس ثلاثة رئيسية: أولها، انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية التي احتلت في الخامس من يونيو [ حزيران ] 1967؛ وثانيها، استعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وتأمين حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة؛ وثالثها، حق كل دولة من دول المنطقة في العيش في سلام داخل حدود آمنة ومعترف بها.

وعبر السيد الرئيس السادات عن كل ذلك بالوضوح الكامل في خطابه أمام الكنيست، كما أكده مرارا، بما لا يترك مجالا للشك، في ثبات الموقف المصري وحفاظه على الحقوق العربية.

وليست جمهورية مصر العربية في حاجة للتأكيد من جديد ان موقفها لا يزال على التزامه الكامل بمقررات القمة العربية السابقة في الرباط في أكتوبر [ تشرين الأول ] 1974، والتي أقرت المبادئ الأساسية المتقدمة.

وان مهمة مؤتمر القاهرة التحضيري الرئيسية هي الإعداد الجيد والفعال لمؤتمر جنيف، حتى لا يدخل هذا المؤتمر حين انعقاده، في متاهة المناقشات الإجرائية والأمور التفصيلية والثانوية.

ان جمهورية مصر العربية لتعتبر ان مؤتمر القاهرة التحضيري هو الخطوة الاولى في العمل الجاد من أجل التوصل الى السلام، في هذه المرحلة الدقيقة، التي لا تحتمل المزايدات في القضية على حساب الحقوق المشروعة للشعب العربي.

وقد شهد العالم، في الفترة الأخيرة، خطوة ثورية شجاعة نحو السلام قام بها الرئيس السادات، مستلهما وجه الله والعروبة والوطن، فقابلها بما تستحق من تقدير وعرفان. وانطلاقا من هذا الموقف، فان مصر تسير في طريقها نحو تسوية شاملة لإقامة سلام شامل عادل، وهي في هذا لن تتوقف عن مسيرتها. فهي باسم الشعوب العربية تتحرك، وفي سبيل الحقوق العربية تناضل.

ولقد ناضلت مصر بالسلاح في حرب أكتوبر [ تشرين الأول ] المجيدة، فأعادت للجندي المصري والعربي كرامته، وللكفاح العربي قيمته، وللإنسان العربي شعور الانتماء والفخر لعروبته وأمته.

وجمهورية مصر العربية تناضل اليوم في سبيل نفس الهدف يدعمها في ذلك ادراك الأمة العربية الحقيقي، وإدراكها هي بأن هذا هو الطريق السليم لإقامة صرح السلام كما يدعمها تأييد دولي واسع لم تحصل عليه الأمة العربية من قبل.

اننا نقف اليوم على ارض ثابتة، ونتحرك بقدمين ثابتتين نحو الهدف الأسمى للامة العربية، وهو استعادة أرضها وحقوقها وفرض السلام العادل الدائم.


المصادر