برقية العقيد معمر القذافي الى الملوك والرؤساء العرب حول توقيع المعاهدة المصرية - الإسرائيلية

برقية العقيد معمر القذافي إلى الملوك والرؤساء العرب حول توقيع المعاهدة المصرية الإسرائيلية، طرابلس، ليبيا، في 28 مارس 1979، منشور من "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1979، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 15، ط1، ص 148"، عن جريدة الفجر الجديد، طرابلس.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المنشور

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ان تحققت رؤيا الثورة الليبية وتنبؤاتها السياسية. لقد قلنا لكم مرارا وتكرارا ان السادات خائن وقلتم ان هذا الاتهام مصدره الخلافات الثنائية بينكم. قلنا لكم انه سيكون اقرب الى الاسرائيليين منه الى العرب، ضحكتم وقلتم انه ايضا بسبب الخلافات الثنائية بينكم.

وقلنا لكم انه يحاربنا لانه قرر عدم محاربة العدو نهائيا .. قلتم أبدا انتم الذين تحاربون رجلا كل همه ان يحارب العدو لتحرير فلسطين، وضحكنا نحن هذه المرة.

فالحمد لله الذي أكد كل ما قلناه، وها هي الاتهامات تتحول إلى حقائق مخجلة منقولة بالاقمار الصناعية تشهد العالم على صدق تنبؤات الثورة الليبية.

والحمد لله، لقد تحصحص الامر، ولم يعد امامنا في الوطن العربي إلا لون أبيض ولون أسود فقط، ولكن علينا لكي لا نقع في الأخطاء التي كنا ننبه عنها مرة أخرى.

علينا ألا نقبل بعد الآن اصحاب اللون الاربش، الذين يتلونون مثل الحرباء، الذين اوطانهم وبقاؤهم معنا وقلوبهم مع العدو. هؤلاء نقول لكم مرة اخرى عليهم ان يثبتوا على لون واحد اما ابيض واما أسود. ولكن أنى للحرباء أن تثبت على لون واحد .. بل علينا ان نفعل معهم كما فعل جحا مع حميره. تلك حكمة ذات معنى عميق يحفظها لنا، تراثنا رغم مظهرها المضحك وهو انه اخذ يضرب الحمار المربوط وأراد ان يقضي عليه تاركا الحمار المطلوق يأكل الزرع، وعندما سئل لماذا تفعل هكذا؟ قال ان الحمار المربوط هو السبب فربطه وأطلق سراح الآخر، والآخر هذا قد أكل الزرع وانتهى أمره، أما هذا فيجب الانتقام منه حتى لا يفعل اكثر مما فعله المطلوق فيأكل البقية الباقية من الزرع.

هكذا انتم الآن امام خائن خان وانتهي امره فأصبح مع العدو، وأمام منافقين يتلونون إذا تركناهم فلسوف يقضون على ما تبقى هؤلاء هم السبب الحقيقي وراء خيانة السادات. هم ممولو الخيانة ومغنوها. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى لا يوجد مد عدواني إلا لوجود جزر قومي. نحن في النهاية عدا الوحدويين شركاء في الجريمة، وذلك بالمواقف الانفصالية المعادية للوحدة العربية، وليس من رد حاسم الآن بعد ان تأكد التحالف الفرعوني العبراني الأميركي ضد الامة العربية إلا قيام الوحدة الجماهيرية الفورية بين سورية والعراق وليبيا والجزائر والمقاومة الفلسطينية والأردن كعملية دك استراتيجي على جانبي الخرق السوقي الخطير الذي حدث. ثم التعجيل بوحدة اليمن شماله وجنوبه وبالتالي وحدة الجزيرة العربية بأي وسيلة.

إلا أن الخطر لا زال كامناً في تجاهل تنبؤات الثورة الليبية التي برهن الزمن على صدقها بالكامل. ذلك أن الثورة الليبية هى ضمير الامة العربية ورائدها الحقيقي، والرائد لا يكذب أهله.

هذه حقائق ثابتة وذلك هو التوجه الصحيح، وهذا هو دور الثورة الليبية، كضمير يؤنب من اجل الحق والخير حتى ولو كابر المكابرون .. فتلك مكابرة ليس إلا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


المصادر