معركة حصن أوراكال

معركة حصن أوراكال
جزء من حرب أكتوبر
التاريخ6 أكتوبر، 1973
الموقع
النتيجة انتصار مصر
المتحاربون
مصر مصر إسرائيل إسرائيل
القادة والزعماء
صلاح عبد الحليم
علي المزاحي
جاد سوميخ
داڤيد أبودرهام
ديسبرج
القوى
كتيبة مشاة عدا سرية غير معروفة

معركة حصن أوراكال، هي احدى معارك حرب أكتوبر وقعت في حصن اوراكال، أحد حصون خط بارلڤ 6 أكتوبر 1973.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المعركة

كان الحصن الاسرائيلي أوراكل وفقا لما ورد في المصادر الاسرائيلية عبارة عن منطقة دفاعية كبيرة تتكون من ثلاثة حصون، هي أوراكال (أ، ب، ج). وعندما نشب القتال يوم 6 أكتوبر 73، كانت ترابط في أوراكال قوة قوامها 20 جنديا تحت قيادة النقيب جاد سوميخ الذي كان يتولى قيادة قوات الحصن بقطاعاته الثلاثة. وكان معه في أوراكال أ الملازم عيزرا. وفي أوراكال ب كان يرابط 6 من الجنود تحت قيادة الملازم دافيد أبودرهام، وكان يرابط في أوراكال ج 18 جنديا تحت قيادة الملازم ديسبرج. وفي الساعة الثانية مساء يوم كيبور 6 اكتوبر قصفت الطائرات المصرية الموقع وركزت المدفعية المصرية غلالاتها عليه، فهرع الجنود الاسرائيليون يستترون داخل الملاجئ. وعلى الجانب المصري وفي أثناء التمهيد النيراني للمدفعية ووفقا للخطة الموضوعة، تم عبور مفرزة من جنود الصاعقة للقناة الى الشاطئ الشرقي حيث قامت بعزل الحصن الاسرائيلي عند الكيلو متر 11 (من اتجاه الجنوب).[1]

ومن قطاع بورفؤاد في الشمال، قامت قوات المجهود الرئيسي (كتيبة مشاة عدا سرية من اللواء 135 مشاة) بالهجوم بالطريق البري في اتجاه الجنوب وفقا للخطة الموضوعة، وكانت تتقدمها بضع دبابات (مجهزة بدقاقات لتفجير الألغام). ولكن الهجوم لم يلبث أن توقف عقب تدمير دباباتين دقاقتين على أثر غرز الدبابات في الارض السبخية قبل الوصول الى حقل الالغام الممتد شمال الحصن الاسرائيلي والذي كان عمقه حوالي 150 مترا. وفي الوقت نفسه، قامت السرية الباقية من الكتيبة (عدا فصيلة)، والتي كانت قد اخذت موقعها على الشاطئ الغربي للقناة في مواجهة الحصن لمهاجمته من الناحية الغربية بعبور القناة، ولكنها ازاء كثافة نيران العدو لم تتمكن من الوصول الا الى الساتر الترابي على حافة المياه حيث توقفت. ولم تستطع الفصيلة الباقية من السرية (الاحتياطي) العبور خلف الفصيلتين الأماميتين، بسبب شدة قصف مدفعية العدو على المعابر، مما أدى الى أن يجرف التيار قوارب الاقتحام المعدة لعبور الفصيلة في اتجاه الجنوب. وبذلك أصبحت الفصيلتان اللتان عبرتا من الغرب شبه معزولتين على الساتر الترابي بالضفة الشرقية.. ورغم توقف كتيبة اللواء 135 مشاة شمال الحصن أمام حقل الألغام، وتوقف فصيلتي المشاة التابعتين لها على الساتر الترابي غرب الحصن بعد عبورها القناة، فان القوة المصرية – رغم تثبيتها في مكانها – اشتبكت بالنيران من اتجاهي الشمال والغرب مع القوة الاسرائيلية التي كانت تواجهها، في (أوراكال أ و أوراكال ب) اشتباكا عنيفا مما ألحق الاسرائيليين خسائر كبيرة. وحرصا على تحريك الموقف وتعزيز القوة الدافعة للهجوم، أصدر قائد قطاع بورسعيد اللواء عمر خالد تعليماته الى العقيد أ. ح مصطفى العباسي قائد اللواء 30 مشاة مستقل، بأن يدفع سرية من الكتيبة التابعة له، والتي كانت متمركزة في الاحتياطي جنوب بورسعيد عند الكيلو متر 11 غرب القناة، بالعبور الى الشاطئ الشرقي لمهاجمة القطاع الغربي من الحصن الاسرائيلي. وفي الساعة الرابعة مساء يوم 6 أكتوبر قامت السرية المشاة (من اللواء 30 مشاة مستقل) بعبور القناة في قوارب اقتحام من جنوب القطاع الجنوبي من الحصن (أوراكال ج)، وخلال اختراقها للخنادق المحيطة بالموقع دار بين الجنود المصريين المهاجمين والجنود الاسرائيليين المدافعين قتال عنيف متلاحم انتهى بدخول المصريين الى الحصن الجنوب (أوراكال ج) في حوالي الساعة السادسة مساء، وتمكن أفراد السرية المصرية من تطهير ملجأين للعدو ومن العثور على تعليمات شفرة العدو ومفاتيح الشفرة المستخدمة في الحصن الاسرائيلي، وتم تسليمها الى مكتب المخابرات الحربية في بورسعيد في الساعة التاسعة مساء من نفس اليوم. وفي الساعة التاسعة والنصف مساء، قامت فصيلة المشاة التي تخلفت عن العبور مع سريتها بعد ظهر يوم 6 أكتوبر (من كتيبة اللواء 135 مشاة) بسبب جرف التيار لقوارب الاقتحام، بالعبور الى الشاطئ الشرقي للقناة حيث انضمت الى باقي السرية في موقعها على الساتر الترابي بالضفة الشرقية غرب الحصن الاسرائيلي.

وقد سجلت المراجع الاسرائيلية قصة سقوط موقع أوراكال ج في أيدي المصريين. ونذكر فيما يلي خلاصة لما ورد بشأ،ها: "هبط الظلام وأبلغ أوراكل أ (الموقع الشمالي من الحصن) أن موقفه أصبح حرجا. وبعد أن سلم الملازم أبودرهام قيادة موقع أوراكال ب الى الرقيبة آرييه (أحد المظليين السابقين) اتخذ أبو درهام طريقه إلى أوراكال أ على ضوء بطارية يد. وعندما دخل الحصن، عثر على قائد الحصن النقيب جاد سوميخ قتيلا في أحد المواقع والملازم عيزرا قتيلا في موقع آخر. بادر أبو درهام الى السيطرة على زمام الموقف، وأدرك ان الجنود في حالة يأس بسبب مصرع ضباطهم. وبعد اعادة تنظيم قوة الموقع أ وتسلم زمام القيادة، أجرى أبو درهام اتصاله بقائد موقع أوراكال ج الملازم ديسبرج، وأبلغه هذا الضابط أن المصريين قد اخترقوا منطقة الحصن بالفعل، وأن قتالا متلاحما يدور في الخنادق. وفي صبا الأحد شاهد أبو درهام من بعيد جنودا اسرائيليين يحملون علما أيبض، فأدرك أن حصن أوراكال ج قد سقط نهائيا في أيدي المصريين".

وعند منتصف ليلة 6/7 أكتوبر، قرر قائد قطاع بورسعيد اللواء عمر خالد دفع جزء من احتياطيه (سرية من الكتيبة 203 صاعقة) التي كانت ترابط غرب بورسعيد على طريق دمياط، للمعاونة في الاستيلاء على القطاعين الباقيين في الحصن الاسرائيلي، نظرا لتوقف كتيبة اللواء 135 مشاة (عدا سرية) أمام حقل الألغام شمال الحصن واليأس من امكان اشتراكها في المعركة. وقد توجه المقدم أ. ح فاروق محمد الحفني رئيس عمليات القطاع بناء على تعليمات قائد القطاع الى موقع كتيبة الصاعقة على طريق دمياط ، حيث تم له احضار سرية الصاعقة التي تقرر دفعها للاشتراك في مهاجمة الحصن. وبعد أن تلقى قائد سرية الصاعقة مهمته، وأجرى استطلاعه، قامت السرية بعبور القناة في الساعة الرابعة صباح يوم 7 أكتوبر من جنوب القطاع ج حيث انضمت الى قوة سرية المشاة (من اللواء 30 مشاة مستقل) التي كانت تقوم وقتئذ بعملية تطهير القطاع ج من الحصن من بقايا قوات العدو. وفي الساعة السابعة والنصف من صباح يوم 7 أكتوبر، أكملت السريتان تطهير باقي الملاجئ، وتم خلال ذلك قتل ستة أفراد من العدو وأسر فردين أحدهما طبيب، وقد قام قائد السرية من اللواء 30 مشاة بتسليمهما الى قائد اللواء 135 مشاة غرب القناة. [عدل] فشل الاسرائيليين في محاولة الهروب

في حوالي الساعة الثامنة من صباح يوم 7 أكتوبر، بدأت السرية المشاة من اللواء 20 مشاة بالاشتراك مع سرية صاعقة في مهاجمة القطاع ب من اتجاه الجنوب، ونجحت السريتان في الاستيلاء على احد الملاجئ في هذا القطاع حيث وقع جندي اسرائيلي في الأسر. وبعد قتال عنيف متلاحم، تمكنت السريتان في الساعة العاشرة صباحا من اقتحام ملجأ آخر في القطاع ب ومن قتل ثلاثة أفراد وأسر فردين آخرين للعدو. وكان اللواء عمر خالد قائد القطاع قد أصدر أمره في حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا الى كل من العميد أ. ح صلاح عبد الحليم قائد اللواء 135 مشاة مستقل واللواء أ. ح مصطفى العباسي قائد اللواء 30 مشاة، للانتقال على الفور الى الكيلو متر 10 للاشراف بشخصيهما على قواتهما بهدف سرعة الاستيلاء على القطاعين (ب وأ) بعد ذلك التأخير الذي جرى عن الموعد المحدد في الخطة.

وفي الساعة الحادية عشرة صباح يوم 7 أكتوبر، وعند موقع الكيلو متر 10 غرب القناة، تم لقاء بين قائد اللواء 30 مشاة وقائد اللواء 135 مشاة وقائد الكتيبة 203 صاعقة وقائد كتيبة مدفعية الميدان (التابعة للواء 30 مشاة) . وبعد أن عرض قائد اللواء 135 مشاة آخر تطورات الموقف وعن فقده الاتصال مع قواته شرق القناة، وبعد أن انتقل القادة الى نقطة الملاحظة للتعرف على أوضاع القوات على الارض، تم صدور القرارات التالية:

1- دفع سرية المشاة (من اللواء 135 مشاة) التي كانت لا تزال راقدة على الساتر الترابي شرق القناة خارج الحصن منذ عبورها في اليوم السابق، للتحرك من مكانها والانضمام الى قوة سريتي المشاة والصاعقة جنوب القطاع ب للاشتراك معهما في مهاجمته وتطهيره. ونظرا لعدم وجود أي اتصال بين قائد اللواء 135 مشاة وهذه السرية، فقد قام نقيب من سرية المشاة (من اللواء 30 مشاة) بناء على تعليمات قائده بالانتقال بقارب من الضفة الشرقية جنوب الحصن الى موقع سرية المشاة (من اللواء 135 ) الراقدة على الساتر الترابي على الضفة الشرقية غرب الحصن، لابلاغ قائد هذه السرية بالقرار الجديد للانضمام بسريته الى قوات الاقتحام جنوب الحصن ب.

2 – دفع عناصر من قاذفات اللهب (من اللواء 30 مشاة) في قاربين للتحرك بجوار الشاطئ الشرقي للقناة من الكيلو متر 19 شرق القناة (نظرا لسقوط حصن لاهتزانيت في أيدي قوات اللواء 30 مشاة في اليوم السابق) الى الكيلو متر 10 شرق القناة لتدعيم قوة الاقتحام التي تهاجم القطاع ب.

3- تركيز نيران كتيبة مدفعية الميدان التابعة للواء 30 مشاة على القطاع أ بالحصن لاسكات قوت العدو بداخله منعا لتدخلها في عملية اقتحام القطاع ب.

وفي الساعة الواحدة ظهرا يوم 7 أكتوبر دارت معركة عنيفة داخل القطاع ب، وتم أسر ثلاثة افراد من العدو. وفي الساعة الثالثة بعد الظهر أبلغ قائد اللواء 30 مشاة قائد قطاع بورسعيد، باتمام الاستيلاء على القطاع ب وانضمام باقي أفراد العدو بهذا القطاع الى القطاع أ في الشمال لمحاولة الهروب الى خارج الحصن. وبعد الاطمئنان الى سلامة الموقف والتأكد من أن العدو يعد عدته لمحاولة الفرار في اتجاه الجنوب، أمر قائد القطاع قائد اللواء 30 مشاة بالعودة الى مركز ملاحظة اللواء في الكيلو متر 17 شرق القناة.

وفي الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، عبر قائد اللواء 135 مشاة ومعه قائد الكتيبة 203 صاعقة القناة للسيطرة على قوات الاقتحام في الشرق. ونظرا لان بقايا أفراد العدو المتجمعين في القطاع أ كانوا يجهلون أن الحصن الاسرائيلي (لاهتزانيت) عند الكيلو متر 19 قد سقط في ايدي المصريين في اليوم السابق، فقد بذلوا محاولة فاشلة للهروب في اتجاه هذا الحصن في الجنوب، وتكدسوا جميعا فوق دبابتين وعربة نصف جنزير، واندفعوا وهم يطلقون نيران رشاشاتهم الى الطريق المؤدي الى الحصن الاسرائيلي في الجنوب عند الكيلو متر 19. ولكنهم لم يسيروا طويلا، حتى اصطدموا في الساعة الرابعة والدقيقة العاشرة مساء بمجموعة القطع الشمالية التابعة للواء 30 مشاة شمال حصن لاهتزانيت، فتم تدمير دبابة وعربة نصف جنزير. ورغم أن الدبابة الأخرى تمكنت من الافلات والاندفاع في يأس الى جنوب الحصن فان مجموعة القطع الجنوبية التي كانت ترابط جنوب حصن لاهتزانيت تمكنت من تدميرها. وبلغ عدد القتلى من الجنود الاسرائيليين الهاربين 18 فردا، وتم أسر 4 أفراد من طاقم احدى الدبابتين. وفي الساعة الرابعة والدقيقة الخامسة والأربعين يوم 7 أكتوبر تم رفع العلم المصري فوق حصن "أوراكال"، وتم الاستيلاء على قطاعاته الثلاثة (أ وب وج).


المصادر

  1. ^ حماد, جمال (2002). المعارك الحربية على الجبهة المصرية. القاهرة، مصر: دار الشروق. {{cite book}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)