معركة العين السخنة

رمان 20
جزء من حرب الاستنزاف
MiG-21MF(DF-SN-83-01219).jpg
طائرتان ميگ-21 رومانيتان، طراز الطائرات السوڤيتية التي تم نشرها في مصر.
التاريخ30 يوليو 1970
الموقع
النتيجة انتصار الإسرائيليين
المتحاربون
إسرائيل إسرائيل الاتحاد السوڤيتي الاتحاد السوڤيتي
القادة والزعماء
موردخاي هود
يفتاخ سپكتور
عموس أمير
نيقولاي يورچينكو  
القوى
12 ميراج 3 سي
4 إف-4إي فانتوم 2
24 ميگ-21‏MF
الضحايا والخسائر
1 طائرة 4 قتلى
5 طائرات

معركة العين السخنة وتسميها إسرائيل العملية رمان 20 (بالعبرية: רימון 20‎، هي معركة جوية قامت بها القوات الجوية الإسرائيلية ضد مقاتلات سوڤيتية في مصر أثناء حرب الاستنزاف. أثناء الاشتباك، والذي وقع في 30 يوليو 1970، أسقطت طائرات إف-4 فانتوم وميراج 3 الإسرائيلية خمس طائرات ميگ-21 سوڤيتية. ساهم هذا الاشتباك في التوصل إلى وقف إطلاق النار، وكان واحداً من الاشتباكات الأخيرة في حرب الاستنزاف.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية


التدخل السوڤيتي

شنت مصر حرب الاستنزاف أملاً في إضعاف قبضة إسرائيل على الأراضي التي احتلتها في حرب 1967. إلا أنه بحلول عام 1970، كان سلاح الجو الإسرائيلي قد أرسى تفوقاً جوياً كاملاً على الخطوط الأمامية بطول قناة السويس، وبإطلاقه العملية پريحا في يناير فقد عجز مصر عن مواجهة الطيران الإسرائيلي ليس فقط على طول القناة، بل وفي العمق المصري كذلك. وكان حائط الصواريخ المصري لم يكتمل بعد. لذا فقد طلب الرئيس جمال عبد الناصر من الاتحاد السوڤيتي المساعدة. فقد زار عبد الناصر موسكو في 24-25 يناير 1970، وضغط على مضيفيه لتوسيع المعونة السوڤيتية.[1] ولذلك فقد تم نقل فرقة (ڤويسكا PVO) بالكامل التابعة للدفاع الجوي السوڤيتي، بما فيها الفوج الجوي 135 المؤلف من مقاتلات ميگ-21MF[2] وأحدث طرازات من بطاريات سام-2 وسام-3، إلى مصر. وكانت المهمة الملقاة على عاتق تلك الفرقة هو الدفاع عن القاهرة والإسكندرية والسد العالي فقط، ليتفرغ الدفاع الجوي المصري للدفاع عن جبهة القناة.[3] الوجود السوڤيتي ومساهمته الفعالة في الدفاع عن مصر لم يُعلن عنه ونفته السلطات السوڤيتية لزمن طويل بعد ذلك، بالرغم من أن المخابرات الغربية اكتشفت ذلك بعد وصول السوڤيت بوقت قصير.[4][5]

الحكومة الإسرائيلية، التي كانت متخوفة من مواجهة قوة عظمى وما يستتبع ذلك من عواقب، أمرت سلاح الجو الإسرائيلي بأن يحافظ على مسافة بعيداً عن القوات السوڤيتية. وسرعان ما تم الحد من العملية پريحا الارهابية بسبب الاستهجان العالمي للنتائج الفظيعة للغارات الإسرائيلية على المدنيين المصريين (بحر البقر، أبو زعبل، ...)، ثم تم إيقاف تلك العملية بحجة تجنب القتال ضد السوڤيت. وبنهاية أبريل 1970 لم تعد الطائرات الإسرائيلية تعربد في سماء مصر.[6][7] إلا أن السوڤيت والمصريين بدأوا نشر منظومات الدفاع الجوي المشتركة بالقرب من قناة السويس، مهددين بحرمان إسرائيل من تفوقها الجوي. استهدف سلاح الجو الإسرائيلي كلاً من بطاريات سام المصرية والبنية التحتية المرادفة لها، ولكن بنهاية يونيو أسقط حائط الصواريخ المصري مقاتلتين إسرائيليتين من طراز إف-4 فانتوم، ثم أسقط مقاتلتين آخرتين في يوليو. بالاضافة لذلك، فقد كانت المقاتلات السوڤيتية توسع نطاق عملياتها وأصبح واضحاً أن السوڤيت، وقد تشجعوا بنجاحهم، أصبحوا يسعون للاشتباك مع إسرائيل.[6] وفي 25 يوليو اعترضت طائرات ميگ-21 سوڤيتية مقاتلات إسرائيلية من طراز أ-4 سكاي هوك أثناء هجومهم على هدف أرضي وطاردتهم إلى سيناء التي كانت تحتلها إسرائيل. أحد المقاتلات الساكي هوك أصيبت بصاروخ AA-2 Atoll واضطرت للهبوط في رفيديم.[8]

إسرائيل تغير موقفها

توصلت الحكومة وسلاح الطيران الإسرائيليان إلى قناعة أن سياسة ضبط النفس أمام السوڤيت قد فشلت. ولأول مرة، أصبح التفوق الجوي الإسرائيلي مهدداً بشدة، ليس فقط على الضفة الغربية لقناة السويس، ولكن فوق سيناء. ولذلك فقد اقترح سلاح الطيران الإسرائيلي أن يواجه السوڤيت وجهاً لوجه، أملاً في أن يستعرض أنه بالرغم من عدم امتلاك إسرائيل لرد فعال لحائط الصواريخ المصري الهائل الذي أقيم على طول قناة السويس،[9] فإن الطيران الإسرائيلي مازال متفوقاً في الجو. فرصة الانتقام من السوڤيت سوف ترفع أيضاً من الروح المعنوية المنهارة للطيارين الإسرائيليين بعد فقدان عدد من الطائرات والطيارين في الشهور الفائتة،[4] كما سيكون للمواجهة الجوية قيمتها في مفاوضات وقف اطلاق النار القادمة.[10][11] رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلي مردخاي (موتي) هود، مدعوماً من رئيس أركان القوات المسلحة الإسرائيلية حاييم بار-لڤ، عرضا اقتراحهما على الحكومة الإسرائيلية في 25 يوليو.[12] وبمجرد الحصول على موافقة حكومة گولدا مئير، بدأ سلاح الجو الإسرائيلي في التخطيط لكمين جوي.[6] مثل تلك الأكمنة كانت قد جرت من قبل تحت الاسم الرمزي "رمان Rimon"، وتم اعتماد خطة كانت موجودة بالفعل وتم تحديثها وأُعطيت الاسم "رمان 20".[13] وكان التاريخ المزمع لها هو 29 يوليو، ثم تأجلت إلى 30 يوليو.[10][14]

تمهيد

طائرة ميراج تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية.

"رمان 20" كان مخططاً لها أن تبدأ بهجوم تقوم به مقاتلات إف-4E فانتوم 2 من السرب 69 على محطة رادار مصرية جنوب شرق مدينة السويس. وكان من المقرر يكون الهجوم على النسق الهجومي المعتاد للمقاتلات سكاي هوك الإسرائيلية، مما يعطي الانطباع أن المعركة ستمتد ليوم آخر على جبهة قناة السويس. وفي تلك الأثناء قامت أربع مقاتلات من طراز داسو ميراج من السرب 119، اخترقت الأجواء المصرية في أقصى الجنوب بالقرب من الغردقة، مقلدين طلعة استطلاع روتيني. وما أن أسرعت طائرات الميگ السوڤيتية لاعتراض الميراج، اللائي كانت مهمتهن استدراج المقاتلات السوڤيتية إلى الغرب، وحينها تنقض طائرات الفانتوم وأربع طائرات ميراج من السرب 117 على المحطة من سيناء لتقترب من الطائرات الميج من الشرق، فيغلقوا المصيدة. أربع طائرات ميراج اضافية من السرب 101 كن على أهبة الاستعداد في مطار رفيديم (بير الجفجافة).[8][10][15]

ولكي لا يتركوا شيئاً للاحتمالات، فقد قرر مردخاي هود جمع أفضل طيارين للمهمة. اختيار الطيارين أوكل إلى قائد السرب 119 والأبطال ذوي خمس مقتلات آنذاك، فاختاروا آشر سنير (11 قتل)، أفرام سالمون (6) وآڤي گلعاد (2) ليرافقهوه. أوري إبن نير، قائد السرب 117 الذي قتل ثلاث طائرات من قبل، كان ليرافقه إيتامار نوينر (4), Yehuda Koren (7) and Kobi Richter (7). Iftach Spector, an 8-kills ace leading 101 Squadron, was accompanied by Michael Tzuk (2), Israel Baharav (5) and Giora Ram-Furman. The 69 Squadron Phantoms was led by Avihu Bin-Nun, who had shot down 2 aircraft as a Mirage pilot, with navigator Shaul Levi. Also present were Aviem Sella (1) with Reuven Reshef, Ehud Hankin (3, navigator unknown) and Uri Gil (1) with Israel Parnas. To face the Soviets, who had little combat experience and no kills to their name, the IAF was preparing to send up some of its most experienced pilots, with a combined score of 67 aerial kills.[16][17][18]

المعركة

يوم الخميس 30 يوليو 1970، بدأ يوم آخر من حرب الاستنزاف المستمرة بهجمات من سلاح الجو الإسرائيلي يقصف المواقع المصرية على طول قناة السويس. مقاتلات الفانتوم من الأسراب 69، 201، ومقاتلات ڤوتور من الأسراب 110، 113، ومقاتلات أوراگان من الأسراب 115، 102، و116 ومقاتلات السكاي هوك شاركوا في الهجمات، دون أن يلاقوا أي اعتراض جوي. وبمجرد عودة كل المقاتلات إلى قواعدهم، كان بإمكان رمان 20 أن تبدأ.[19]

وقد بدأت الساعة 14:00 (بتوقيت إسرائيل، 15:00 بتوقيت مصر) بانقضاض بن نون، سيلا، هانكن وگيل لضرب محطة الرادار في السخنة.[5] وفي نفس الوقت، قامت المقاتلات الميراج الأربع من السرب 119 بقيادة عاموس أمير بعبور خليج السويس على ارتفاع منخفض، ليدخلوا المجال الجوي المصري قبل أن يتجهوا شمالاً ويرتفعوا إلى 35,000 قدم. وقد حلقوا في تشكيل ضيق ليظهروا كهدف واحد أو إثنين في طلعة استطلاعية روتينية، مقاتلات الميراج الأربع كانت كل منهن مسلحة بزوج من مقذوفات AIM-9D سايد وايندر.[8][10] وقد استغرقوا 11 دقيقة[4] حتى استدرجوا السوڤيت في الخدعة، فخرجت المقاتلات السوفيتية لاعتراض الطائرات الإسرائيلية. أول المقاتلات السوفيتية التي أقلعت كان سرب رباعي من الميج-21 من قاعدة كوم أوشيم قيادة الكابتن كامنيڤ، تلاه بدقائق تشكيلين رباعيين من بني سويفبقيادة الكابتنين يورچينكو و سارانين. طائرة ميج من التشكيل الأخير سرعان ما غادرت التشكيل بسبب مشاكل في المحرك. 12 ميج إضافية انطلقت من كوم أوشيم والقطامية. وقد تم اضافة تشكيلين رباعيين سوفيتيين لاعتراض طلعة "الاستطلاع" الدخيلة، بينما تشكيلان آخران أُمِرا بالتعامل مع ما ظنوا أنه طائرات سكاي هوك قادمة للقيام بقصف أرضي.[20][21]

ميگ-21 آر إف مصرية. طائرة سوڤيتية في مصر تحمل شارات القوات الجوية المصرية.

وما أن وصلت أولى الطائرات الميج إلى مسافة 20 كم من المقاتلات الإسرائيلية وكانت الطائرات السوفيتية قادمة من الغرب، قاد عاموس أمير طائراته الأربع في دورة تسلق 270° جعلت وجهتهم إلى الغرب. إلا أنهم أصبحوا أكثر التصاقاً ببعضهم البعض. وبدلاً من استدراج الطائرات الميج إلى الغرب، فقد أصبحوا مواجهين لهم وجهاً لوجه. ومع اقتراب الميراج من الميج، كانت أربع مقاتلات فانتوم تقترب من المنطقة على ارتفاع منخفض وفي خط واحد.[20] كانت الخطة الأصلية تنص على أن الفانتوم يقترب من أسفل، خلف وتحت مقاتلات الميج-21 اللائي كن يطاردن الميراج، ثم تصطادهن بصواريخ AIM-7 سپارو الموجهة بالرادار. تلك الخطة لم تعد ممكنة الآن ومع اقتراب الفانتوم من الاشتباك، بدأ اشتباكاً جوياً عن قرب شديد.[22]

اشتباك الميراج

بينما ظلت الطائرات الفانتوم في أزواج ليحموا بعضهم بعضا، انفصل طيارو الميراج (الأقل نظاماً) من التشكيل ليشتبك كل منهم على حدة مع الخصم. أفراهام سلمون وآفي جلعاد انفصلا مع بداية المعركة وقام سالمون بإحراز أول قتل. إذ لمح طائرتي ميج تقتربان من ذيل سرب الفانتوم، فحذر زملاءه من الخطر المقترب قبل أن ينزل لمستوى الميج وخلفهم وأطلق مقذوف AIM-9D. الميج انفجرت، لتقتل الطيار نيقولاي يورچينكو.[23]

آشر سنير انفصل أيضاً من جناحه ليطارد طائرات الميج. فوجد نفسه وسط عدد من الطائرات الميج والفانتوم، فاختار أن يطارد واحدة من المقاتلات السوفيتية. وبينما كانت الميج تبتعد عن الميراج، أطلق سنير مقذوف AIM-9D ضرب الميج-21 في أسفل البطن.[24] الكابتن يڤگني ياكوڤليڤ تمكن من القفز من الطائرة المضروبة، إلا أنه لقي حتفه أثناء النزول. وقد شهد آڤييم سيلا إسقاط تلك الطائرة:[5]

إحدى طائرات الميراج (وكان يقودها آشر سنير) أطلقت صاروخ جو-جو بعد ثواني من بدء المعركة. الصاروخ أصاب طائرة ميج وأشعل النيران فيها. الطيار قفز منها؛ بينما ظلت الطائرة تدور حلزونياً حتى سقطت كحجر من ارتفاع 30,000 قدم. باراشوت الطيار السوفيتي فتح على الفور – ولم يكن هذا هو المفروض: فالمظلات مصممة لأن تنفتح تلقائياً على ارتفاع 10,000 قدم، وذلك لكي لا يتجمد الطيار أو يختنق في الارتفاع العالي.

إلا أن سنير في غمرة المطاردة وبدون حماية جناح، فشل في التنبه لطائرة ميج-21 كانت تقترب من ذيله. فأطلق الكابتن ڤلاديمير إيڤليڤ صاروخ AA-2 آتول على الميراج، فانفجر في ماسورة العادم للمحرك آتار، مما قطـّع الفوهة النفاثة لطائرة سنير. سنير انفصل بطائرته المصابة وتمكن من قيادتها للهبوط في مطار بير الجفجافة.[8][25] إيڤليڤ، الذي كان يطير بوقود قليل، أطلق قذيفة من مدفع ارتطمت بإحدى مقاتلات الفانتوم قبل أن يعود إلى مطار القطامية.[24]

وبينما المعركة مستمرة، أرسلت إسرائيل بتعزيزات إلى القتال الجوي. الميراجات الأربع من السرب 117 اللائي كن على أهبة الاستعداد، اتجهن إلى المعركة على ارتفاع منخفض فوق سيناء، حيث لا يطولهن الرادارات المصرية ولا السوفيتية، ثم اقتربن متجهين غرباً حين أصيب محرك إيتامار نوينر بعطل واضطر لترك المهمة. وخوفاً من ترك نوينر وحده في أرض معادية، صحبه إبن-نير إلى بير الجفجافة. زوج من السرب 101، يفتاخ سپكتر وميخائيل تزوك، أسرعا ليحلا محلهما.[8] إلا أن سبكتر سرعان ما فقد تزوك وأمره بالعودة إلى القاعدة وتقدم منفرداً إلى المعركة.[26] الزوج الباقي من السرب 117، كورين وريختر، كانا على وشك الاشتباك مع القاتلات السوفيتية.

الفانتوم يفترس

إف-4 فانتوم تابعة للسرب 69، القوات الجوية الإسرائيلية.

طواقم الفانتوم، في تلك الأثناء، كان يكتشفون أن التحليق في أزواج هو أكثر أمناً، إلا أنه يعوق القيام بسلسلة من القتل لطائرات العدو إذ أنه يحد من حرية الطيار. خصومهم السوڤيت لم يبدو على قدر كبير من المهارة ليشكلوا تهديداً حقيقياً، ولذلك قرر بن نون وسيلا أن يفترقا ويسعى كل منهما لمطاردة طائرة روسية.[27] وضع سيلا ناظريه على إحدى الطائرات الميج إلا أنه فشل في أن يضع نفسه في وضع يمكنه من إطلاق صواريخه. وحين أجرت الميج استدارة ضيقة وجاءت لتواجه الفانتوم، قام سيلا بـمناورة إملمان ضيقة وضعته فوق وخلف الميج:[5]

ما أن أيقنت أن الطيار الروسي قليل الخبرة؛ فهو لم يكن يعرف كيف يتحكم في طائرته في ظرف قتالي. فعلى ارتفاع 15,000 قدم فقد أثبت ذلك بمحاولته الهروب بالغطس الحاد إلى ارتفاع 700 قدم. كل ما كان علينا فعله هو متابعته وإحكام راداراتنا عليه – وإطلاق صاروخ. فرأينا انفجاراً هائلاً – ولكن الميج خرجت من غيمة الدخان بلا ضرر. هذا الأمر أصابني بالجنون فأطلقت عليه صاروخ ثاني – وهو ما ثبت أنه غير ضروري. فالطائرة الروسية كانت، في الواقع، قد أصيبت بضرر بالغ من الصاروخ الأول؛ وفجأة انفجرت إلى كتلة من النيران وسقطت في قطع متناثرة. وما أن وصل الصاروخ الثاني إليها، لم تكن الميج موجودة.

صاروخ سيلا من طراز AIM-9 أسقط الكابتن گيورگي سيركين، الذي نجح في القفز من طائرته.[27]

مرت دقيقتان حتى الآن وكل مقاتلات الميراج والميج-21 قارب وقودهم على النفاد وبدأوا في مغادرة مكان المعركة. لمح أڤيهو بن نون إحدى طائرات الميج تحلق على ارتفاع 1,000–2,000 قدم والطياران كورِن وريختر، من السرب 117، يلاحقانها. أطلق ريختر صاروخ شفرير 2 على الميج، إلا أن المسافة كانت أكبر من مدى الصاروخ الذي سقط على الأرض دون انفجار. جاول كورِن أيضاً إطلاق صاروخ، فقط ليكتشف أنه كان قد فصل صواريخه ومعهم خزانات وقوده حين دخل المعركة. كورِن كان يقترب من مدى المدفع حين مر صاروخ AIM-7 سپارو بالقرب منه. وأصاب هدفه، ليفتت الميج إلى قطع صغيرة ويقتل الطيار كامنيڤ.[28] الصاروخ كان قد أطلقه أڤيهو بن نون وشاؤل لڤي:[4]

فجأة وجدنا أنفسنا، أنا ورديفي، ومعنا طائرة منفردة من السرب 117، نطارد طائرة ميج تحلق على ارتفاع منخفض وتقريبا بسرعة الصوت. ما أن لمحناها، فقد كان أكبر تهديد هو أن طيار السرب 117 سيخطف منا طريدتنا الميج. فأطلقنا صاروخ "سپارو"، بالرغم من أن المء يجب ألا يفعل ذلك على ذلك الارتفاع وفي تلك الظروف. فعلنا ذلك حتى لا يفوز طيار السرب 117 بها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

القتل المشترك

طائرة ميگ-21 أخرى، كانت تحاول شق طريقها للابتعاد عن منطقة المعركة، طاردها أڤراهام سالمون. وما أن لمح سالمون متعقباً إياه، حتى ناور ڤلاديمير ژوراڤليڤ بصعوبة ليحرم سالمون من فرصة إطلاق صاروخ عليه. إلا أن سالمون كان قد أطلق صاروخاً بالفعل ولكنه أخطأ الهدف، حين انضمت للمطاردة طائرة ميراج من السرب 101 بإمرة سپكتور وأطلقت زوجاً من الصواريخ على الميگ. وبالرغم من أن صاروخاً واحداً على الأقل أصاب الميج، إلا أن الصاروخين فشلا في إسقاط الطائرة السوفيتية، التي واصلت الابتعاد في اتجاه الشمال الغربي. سالمون واصل مطاردتها إلى ضواحي حلوان، حيث تمكن من الاقتراب من الميج وأفرغ ذخيرة مدفعه فيها. ومع نفاد ذخيرته ووقوده، فقد غادر مسرح العمليات. وبعد سنوات (أنظر أدناه) تم الكشف عن أن طائرة ژوراڤليڤ قد تحطمت وقـُتـِل قائدها. سپكتور وسالمون تشاركا في فضل الإسقاط، الذي كان الخامس والأخير في المعركة.[29]

استمر الاشتباك أكثر من ثلاث دقائق ببضع ثوان. ولما كان بإمكان السوڤيت إستدعاء المزيد من الطائرات إلى المشهد، فقد أمر مردخاي هود طائراته بفض الاشتباك والانسحاب. وبينما عادت الطائرات الميراج إلى رفيديم (بير الجفجافة) للتزود بالوقود قبل العودة إلى قواعدها في إسرائيل (1948)، فقد عادت طائرات الفانتوم من السرب 69 مباشرة إلى قاعدة رمات داڤيد الجوية.[30]

التبعات

التفاصيل الأولى للمواجهة ظهرت في الإعلام العالمي بعد ساعات من الحدث. وقد زعمت إسرائيل أنها أسقطت اربع طائرات مصرية، ولم تعلن الهوية الحقيقية للمشاركين، بينما نفت مصر أنها فقدت أي طائرات.[31] إلا أن المزيد من التفاصيل سرعان ما أصبحت متوافرة. والهوية الحقيقة لطياري الميج أُعلنت في خلال أيام،[32][33] وأكدت ذلك رئيسة الوزراء گولدا مئير في أواخر أكتوبر 1970 حين كانت تناقش الوجود السوڤيتي في مصر:[34]

كيف أعرف أن هناك طيارين روس في مصر؟ ببساطة لأننا أسقطنا أربع طائرات سوڤيتية كان يقودهم طيارون سوڤيت.

وفي 1972 كشفت الصحافة المصرية أن خمس طائرات سوڤيتية، بالفعل، قد فـٌقِدوا في 30 يوليو 1970.[35] ولاحقاً أكد الرئيس السادات ذلك أثناء زيارته لإسرائيل قبل توقيعه معاهدة كامپ ديڤد.[36]

ظهور الطيارين السوڤيت بمستوى ضعيف استدعى زيارة عاجلة من مارشال الطيران پاڤل ستپانوڤتش كوتاخوف للتحقيق في المعركة الجوية. بالاضافة لذلك، فقد تم إرسال فوج آخر من المقاتلات الميگ-21 وسرب مقاتلات اعتراضية من طراز Su-15 إلى مصر لدعم دفاعاتها.[37] نتائج المعركة جاءت لتخفف من الانتقادات للطيارين المصريين، فها هم الطيارين السوڤيت يلقون نتيجة مشابهة للمعارك التي اشترك فيها المصريين، يسقطون ضحية لنفس التكتيكات.[4][9][37]

وبينما كانت للعملية رمان-20 أثراً إيجابياً في رفع الروح المعنوية، غلا أنها لم تغير من مسار حرب الاستنزاف. فقد فقدت إسرائيل طائرة إف-4 فانتوم بصاروخ سام-3 في 3 أغسطس وأصيبت فانتوم أخرى.[9] إلا أن المستوى الجديد من التصعيد أثبت لجميع الأطراف خطورته. فلا إسرائيل ولا مصر يمكنهما الحصول على نصر حاسم في حرب الاستنزاف، إلا أن كلاً منهما يمكنه التفاخر ببعض الانجازات الحربية. الضغط الأمريكي لإنهاء نزاع يحتمل أن يجر الدولتين العظميين، أخيراً أتت بثمارها. ففي 7 أغسطس 1970، تم التوصل إلى وقف إطلاق نار، منهيا حرب الاستنزاف.[6][10]

الطيارون

الإسرائيليون

الاسم السرب الطائرة الرقم المسلسل
عموس أمير 119 ميراج 3 سي السرب CO.
آشر سنير 119 ميراج 3 سي 6x النائب الأصغر لقائد السرب. 1 اسقاط، أصيب من إڤليڤ.
أڤراهام سالمون 119 ميراج 3 سي 78 النائب الأكبر لقائد السرب. 1.5 اسقاط.
آڤي گيلعاد 119 ميراج 3 سي
اوري إڤن-نير 117 ميراج 3 سي Squadron CO. Aborted before battle, Neuner escort.
إتامار نوينر 117 ميراج 3 سي مشكلة بالمحرك، ألغيت قبل المعركة
يهودا كورين 117 ميراج 3 سي
كوبي ريتشر 117 ميراج 3 سي
إفتاخ سپكتور 101 ميراج 3 سي 52 قائد سرب، على أهبة الاستعداد في رفيديم، اُستدعي ليحل محل إڤن-نير ونوينر. 0.5 إسقاط.
ميخائيل تسوك 101 ميراج 3 سي Squadron junior deputy CO. Rephidim standby, scrambled to replace Aven-Nir and Neuner, aborted before battle.
إسرائيل بااراڤ 101 ميراج 3 سي Rephidim standby, لم يشارك.
گيورا رام-فورمان 101 ميراج 3 سي، احتياطي في رفيديم، لم يشارك.
أڤيهو بن-نون/شاؤول لـِڤي 69 إف-4 فانتوم 2 105 قائد سرب، 1 إسقاط.
أڤيم سيلا /ريڤون رشف 69 إف-4 فانتوم 2 183 Squadron deputy CO. 1 kill.
إهود هانكين/ 69 إف-4 فانتوم 2
أوري گيل/إسرائيل پارناس 69 إف-4 فانتوم 2
المصادر[6][8][38]

السوڤييت

ميگ-21 تقف في نهاية صف من طائرات الفانتوم في متحف القوات الجوية الإسرائيلية.
الاسم القاعدة الطائرة
نيقولاي يورچنكو بني سويف ميراج-21 إم إف السرب CO، قتل في المعركة.
مكارا بني سويف ميگ-21 إم إف
إيڤگني ياكوڤلـِڤ بني سويف ميراج-21 إم إف قفز بمظلة، قتل في المعركة.
گيوريگي سيركين بني سويف ميگ-21 إم إف قفز بمظلة.
كامنـِڤ كوم أوشيم ميگ-21 إم إف قتل في المعركة.
كوم أوشيم ميگ-21 إم إف
كوم أوشيم ميگ-21 إم إف
ڤلاديمير ژوراڤلـِڤ كوم أوشيم ميگ-21 إم إف قفز بمظلة (؟)، قتل في المعركة.
سارانين بني سويف ميگ-21 إم إف
ف. ڤاسيليڤ بني سويف ميگ-21 إم إف
مازور بني سويف ميراج-21 إم إف
سوپرون بني سويف ميگ-21 إم إف
القطامية ميراج-21 إم إف
ڤلاديمير إڤليڤ القطامية ميگ-21 إم إف أصاب طائرة سنير الميراج.
القطامية ميگ-21 إم إف
القطامية ميگ-21 إم إف
فريقان رباعيان آخران، واحد من كوم أوشيم والآخر من كوم أوشيم أو القطامية، تم استدعاؤهما.[38][39][40]

انظر أيضاً

المصادر

الهوامش

  1. ^ O'Neill 1998, p. 227.
  2. ^ Nicolle & Cooper 2004, p. 32.
  3. ^ Aloni 2004, Mirage and Nesher Aces pp. 57–58.
  4. ^ أ ب ت ث ج Rapaport, Amir; Assenheim, Omri (July 13, 2005). "The Russians couldn't believe what was happening" (in Hebrew). Ma'ariv. Retrieved January 30, 2010.{{cite web}}: CS1 maint: unrecognized language (link)
  5. ^ أ ب ت ث Cooper, Tom (May 11, 2009). "War of Attrition, 1969–1970". Retrieved January 31, 2010.[dead link]
  6. ^ أ ب ت ث ج Aloni 2004, Phantom Aces pp. 13–14.
  7. ^ Adamsky 2006, pp. 162–163.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح Aloni 2004, Mirage and Nesher Aces pp. 62–63.
  9. ^ أ ب ت Aloni 2001, p. 73.
  10. ^ أ ب ت ث ج Norton 2004, p. 206.
  11. ^ Adamsky 2006, p. 170.
  12. ^ Shalom 2007, p. 1039.
  13. ^ Shalom 2007, p. 1040.
  14. ^ Shalom 2007, p. 1044.
  15. ^ Shalom 2007, p. 1042.
  16. ^ Aloni 2004, Phantom Aces, pp. 4, 86.
  17. ^ Aloni 2004, Mirage and Nesher Aces, pp. 81–84.
  18. ^ Shalom 2007, pp. 1040–1041.
  19. ^ Shalom 2007, pp. 1044–1045.
  20. ^ أ ب Shalom 2007, pp. 1046–1048.
  21. ^ Adamsky 2006, p. 171.
  22. ^ Shalom 2007, pp. 1049–1051.
  23. ^ Shalom 2007, pp. 1052–1053.
  24. ^ أ ب Shalom 2007, pp. 1055–1058.
  25. ^ "Soviet Air-to-Air Victories of the Cold War". ACIG.org. Retrieved January 31, 2010.[dead link]
  26. ^ Shalom 2007, p. 1059.
  27. ^ أ ب Shalom 2007, p. 1060.
  28. ^ Shalom 2007, pp. 1062–1063.
  29. ^ Shalom 2007, pp. 1064–1065
  30. ^ Shalom 2007, p. 1066.
  31. ^ United Press International (July 30, 1970). "Israel claims four Egyptian jets shot down in Suez Canal battle". The Bulletin. p. 1. Retrieved January 30, 2010.
  32. ^ Associated Press (August 4, 1970). "Israelis Seen Victors Over Russian Airmen". Ocala Star-Banner. p. 6. Retrieved January 30, 2010.
  33. ^ United Press International (August 12, 1970). "Israel Says Downed Jets Were Piloted by Russians". The Milwaukee Sentinel. p. 2. Retrieved January 30, 2010.
  34. ^ United Press International (October 27, 1970). "Israel Shot Down Four Russian Jets". The Sydney Morning Herald. p. 3. Retrieved January 30, 2010.
  35. ^ United Press International (August 12, 1972). "Al Ahram Editor Relates Soviet Air Losses To Israelis". St. Petersburg Times. p. 7. Retrieved January 30, 2010.
  36. ^ Shalom 2007, p. 1067.
  37. ^ أ ب Nordeen and Nicolle 1996, p. 253.
  38. ^ أ ب Shalom 2007.
  39. ^ Russia vs Israel – Авиация в локальных конфликтах – www.skywar.ru
  40. ^ ОПЕРАЦИЯ «КАВКАЗ» (العملية قوقاز)

المراجع