ليبرالية إسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم
Allah-eser-green.png

هذه المقالة جزء من سلسلة:
الإسلام

ظهرت العديد من الحركات الفكرية التي تدعو لليبرالية الإسلامية كحركة سياسية واجتماعية ودينية وفلسفية وغالبا ما تدعو للتحرر من سلطة رجال الدين والفصل بين آراء رجال الدين الإسلامي وبين الإسلام ذاته، ويميلون لإعادة تفسير النصوص الدينية وعدم الأخذ بتفسيرات رجال الدين القدامى للقرآن والسنة، حيث يرون أن الإسلام بعد تنقيته من هذه الآراء والتفسيرات فإنه يحقق الحرية للأفراد خاصة فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير وحرية الاعتقاد [1][2]. من أشهر رواد التوجه الإسلامي الليبرالي فرج فوده، جمال البنا، أحمد صبحي منصور، خالد منتصر وغيرهم.

لقد أنتج المسلمون الإصلاحيون مجموعة كبيرة من الأفكار الليبرالية داخل الإسلام.[3][4]. سماه البعض بالإسلام الاجتهادي و سماه آخرون بالإسلام التقدمي، ولكن البعض الآخر يرى أن الإسلام الإصلاحي التقدمي و الإسلام الليبرالي هما حركتان مختلفتان ضمن دين الإسلام [5]. ويرى آخرون أن الإسلام الليبرالي على أنه امتداد لحركة الإسلام التقدمي لتي بدأها جمال الدين الأفغاني و محمد عبده و محمد رشيد رضا في العصر الحديث. تعتمد هذه الحركات على الفلسفة التي تعتمد بشكل كبير على الاجتهاد.[6]. لا يعتمد الليبراليون المسلمون بالضرورة على التفسيرات الثقافية والتقليدية لفهم القرآن والحديث. والمسلمون الإصلاحيون عموماً يرون أنهم يعودون إلى مبادئ الأمة الإسلامية كما كانت في عصورها الأولى وعلى نية أخلاقية و تعددية من القرآن[7]. تستخدم حركة الإصلاح التوحيد باعتباره المبدأ المنظم للمجتمع البشري، ومبدأ تبني على أساسه المعرفة الدينية والتاريخ والميتافيزيقيا وعلم الجمال والأخلاق والعلوم الاجتماعية والاقتصادية والنظام العالمي.[8]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إصلاح، وليس انقسام

تقوم هذه الحركات داخل الإسلام لمحاولة إصلاح فهم المسلمين للإسلام، وليس محاولة لفصل المسلمين عن الإسلام. وعلى هذا النحو، فإنهم يؤمنون بالمبادئ الأساسية للإسلام، مثل العقيدة الإسلامية وأركان الإسلام الخمسة. المسلمون الليبراليون يؤمنون بأن وجهات نظرهم متوافقة تماماً مع تعاليم الإسلام. الفرق الرئيسي مع الرأي الإسلامي المتحفظ هو في تفسير كيفية تطبيق القيم الإسلامية الأساسية للحياة الحديثة [9].

المسلمون الليبراليون يركزون على استقلالية الفرد في تفسير القرآن والأخلاق بدلاً من التركيز على التفسير الحرفي للقرآن. هذا التفكير قد يكون له سابقة في التقاليد الصوفية والتصوف الإسلامي[10][11].

ومع ذلك، فإن هذا النهج الإصلاحي أدى إلى انتقاد المسلمون الليبراليون لمعظم أفعال المتطرفين المسلمين، بما في ذلك الإرهاب. تلك الانتقادات الخافتة من هذا القبيل كثيراً ما تعرضت لهجوم من قبل النقاد الغربيين، ولا سيما أولئك الذين يؤكدون أن هناك ما يسمى ب "صراع الحضارات".


المحاور الرئيسية

المبادئ المقبولة عموما عند المسلمون الليبراليون هي:-

  • استقلالية الفرد في تفسير القرآن والحديث.[12]
  • فحص أكثر حيوية وتنوعاً للنصوص الدينية، بدلاً من السوابق الإسلامية التقليدية.
  • التساوي الكامل بين الذكر والأنثى في جميع أوجه الحياة.
  • انفتاح أكثر مقارنة بالتيار المحافظ وخاصة في مسائل الجمارك، واللباس، والممارسات الشائعة والهندام.
  • اللجوء إلى استعمال الفطرة، إضافة إلى الاجتهاد في تحديد الخطأ من الصواب.

القضايا المثيرة للجدل

على مدى القرنين التاسع عشر والعشرين، بسبب المجتمعات الحديثة والتوقعات المتزايدة، قرر المسلمون الليبراليون إعادة تفسير القرآن. هذا صحيح بصفة خاصة للمسلمين الذين وجدوا أنفسهم يعيشون في البلدان غير الإسلامية [13]. هؤلاء المسلمين يصفون أنفسهم بأنهم ليبراليون أو تقدميون أو الإصلاحيون. لكن بدلاً من الإيحاء بجدول أعمال محدد، تميل هذه المجموعات إلى أن الشروط التالية التي تتضمن مجموعة واسعة من وجهات النظر التي ممكن أن تخالف التفسيرات التقليدية والمحافظة للإسلام في العديد من المناطق. رغم عدم وجود توافق كامل في الآراء بين المسلمين الليبراليين على وجهات نظرهم، فإنها تميل إلى الموافقة على بعض أو كل المعتقدات التالية:

الاجتهاد (إعادة تفسير القرآن)

  • المسلمون الليبراليون غالباً ما لا يعتمدون على التفسيرات التقليدية للقرآن الكريم التي يجدونها متحفظة جداً، وهم يفضلون القراءات التي هي أكثر قدرة على التكيف مع المجتمع الحديث. معظم المسلمين الليبراليين يرفضون اشتقاق القوانين الإسلامية من القراءات الحرفية من آية قرآنية واحدة. وهم يرون أنه إذا تم إعطاء وجهة نظر شمولية إلى سياق القرن السابع الثقافي العربي ينفي مثل هذه التفسيرات الحرفية.
  • المسلمون الليبراليون غالباً ما يتساءلون عن اعتمادية وقابلية تطبيق الحديث لأن معظم الشريعة الإسلامية التقليدية مستمدة منه بدلاً من أن النص القرآني، لأن هناك فجوات هائلة في القضايا القانونية وقضايا الأسرة.

حقوق الإنسان

  • معظم المسلمين الليبراليين يعتقدون أن الإسلام يشجع على مفهوم المساواة المطلقة بين جميع البشر، وأنها واحدة من المفاهيم المحورية. وبالتالي فإن خرق حقوق الإنسان أصبح مصدر قلق كبير لمعظم المسلمين الليبراليين [14]. العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة قد وقعت المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان ولكن تأثير هذه المعاهدات الدولية يبقى محدوداً إلى حد كبير في النظم القانونية المحلية [15].

نظرية المساواة بين الجنسين

رمز الأنثوية الإسلامية
  • المسلمين الليبراليين كثيرا ما ينتقدون التفسيرات التقليدية للشريعة الإسلامية التي تسمح بتعدد الزوجات للرجال ولكن ليس بتعدد الأزواج للمرأة. على عكس التفكير الشائع الذي يدعي أن المسلمين الليبراليين يدعون إلى تعدد الأزواج, هم يدعون إلى رفض فكرة تعدد الأزواج أو الزوجات من أساسها [16].
  • المسلمين الليبراليين كثيرا ما ينتقدون موضوع الميراث في الشريعة الإسلامية التقليدية حيث بموجبها تتلقى البنات نسبة أقل من الأبناء. المسلمون المحافظون يعتقدون أن هذا الحكم متوازن حيث أن للزوجة حق في مال زوجها في حين أن لا حق للزوج في مال زوجته [17].
  • معظم المسلمين الليبراليين يؤمنون بأن المرأة يمكن لها قيادة الدولة وبأن المرأة لا ينبغي أن تكون معزولة عن الرجال في المجتمع [18]. بعض المسلمين التقليديين أيضا يقبل المرأة كزعيمة للدولة طالما أن هذا لا يتعارض مع واجبها نحو أسرتها.
  • بعض المسلمين الليبراليين يقبلون بالسماح للمرأة بأن تؤدي الصلاة في مجموعة مختلطة بدلاً من أن تؤدي الصلاة في أماكن مخصصة للمرأة في المسجد سواء كانت هذه الأماكن المخصصة وراء الرجال أو في مكان منفصل عن الرجال. ومع ذلك، تبقى هذه المسألة المثيرة للجدل [19]. انظر إلى المرأة والإمامة.
  • بعض الأنثويات المسلمات يعارضن متطلبات الزي التقليدي للنساء المعروفة باسم الحجاب، على أساس أن أية ملابس متواضعة تكفي إسلامياً لكلٍ من الرجال والنساء، وهناك أخريات تقبلن بالحجاب، مشيرات إلى ميله إلى محو النوعية الجنسية للنساء، وبالتالي مساعدتهن على أن يعاملهن المجتمع على أنهن أشخاص بدلاً من أن يكنَّ زينة للعين. علاوة على ذلك، تفضل بعضهن ارتداء الحجاب باعتباره علامة واضحة على أنهن في الواقع مسلمات، في حين أنهن أنثويات أيضاً.

العلمانية

  • معظم المسلمين الليبراليين يؤيدون فكرة الديموقراطية العلمانية الحديثة بما فيها الفصل بين الدين والدولة وبالتالي يعارضون فكر الإسلام السياسي [20].
  • وجود أو تطبيق الشريعة الإسلامية هو موضع تساؤل من قبل العديد من الليبراليين. حجتهم غالباً ما تنطوي على المتغيرات من نظرية المعتزلة بأن القرآن الكريم هو خلق الله لظروف خاصة في وقت مبكر من الجالية المسلمة، والعقل يجب أن تستخدم لتطبيقه على سياقات جديدة. انظر إلى خلق القرآن.

التسامح واللاعنف

  • التسامح هو مبدأ أساسي آخر من المسلمين الليبراليين، الذين هم عادة أكثر تقبلاً لفكرة الحوار بين الأديان وتسوية النزاعات مع المجتمعات المحلية مثل اليهود والمسيحيين والهندوس وفصائل عديدة داخل الإسلام.[21]
  • المسلمون الليبراليون هم أكثر تقبلاً لفكرة الجهاد على أساس "النضال الداخلي الروحي" بدلا من "الكفاح المسلح". فكرة اللاعنف هي فكرة سائدة في الفكر الإسلامي والليبرالي المدعوم من النص القرآني "{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}" سورة الحج (22:39)

الاعتماد على الدراسات العلمانية و العلمية

جزء من سلسلة

الإسلام
توسيط
أنبياء وردوا في القرآن

رسل وأنبياء

آدم·إدريس
نوح·هود·صالح
إبراهيم·لوط
إسماعيل · إسحاق
يعقوب·يوسف
أيوب
شعيب · موسى ·هارون
يوشع بن نون
ذو الكفل · داود · سليمان · إلياس
اليسع · يونس
زكريا · يحيى
عيسى بن مريم
محمد بن عبد الله

  • الليبراليون المسلمين يميلون إلى التشكيك في صحة أسلمة المعرفة والعلوم (بما في ذلك ما يسمى بالاقتصاد الإسلامي, العلوم الإسلامية...إلخ)، و يرون أنها منفصلة عن مجالات المعرفة والعلوم الرئيسية الخاضعة للتحقيق العلمي. هذا الرأي نتيجة لكون كثير من المسلمين الليبراليين أيضا علمانيين، مما يجعلهم أكثر استعداداً لمنح الثقة للتيار العلماني. كما أنهم يرون أن نشر هذه المجالات هي مجرد خطوة دعائية من جانب المسلمين المحافظين و المسلمين السياسيون.[22]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الإسلام واللاسلطوية

القرآن

في أمريكا الشمالية

  • المسلمين التقدميون.[23]
  • حركة "للناس الذين يفكرون".[24]
  • اتحاد المسلمون الكنديين.[25]
  • المؤتمر الكندي الاسلامي.[24]
  • اتحاد المسلمون التقدمي.[24]

في روسيا و اتحاد الدول المستقلة

  • حركة التجديد في اتحاد الدول المستقلة [26]
  • اتفاق المسلمين

في أوروبا

  • المسلمين الإصلاحيون البريطانيون [27]

مسلمون ليبراليون

مصادر

  1. ^ حرية الاعتقاد
  2. ^ الليبرالية من منظور إسلامي
  3. ^ أخيراً: المسلمون يتحدثون ضد الجهاد
  4. ^ Safi, O: "Progressive Muslims", One World: Oxford, 2003.
  5. ^ مؤسسة ابن رشد
  6. ^ Aslan, R: "No god but God", Random House, 2005.
  7. ^ Muslim Council of Britain
  8. ^ The Oxford Dictionary of Islam(2003), Ed. John Esposito, Tawhid
  9. ^ الإسلام في العالم المعاصر
  10. ^ كتاب "الصوفية ومعاداة الصوفية"
  11. ^ الإسلام الصوفي
  12. ^ استقلالية الفرد في تفسير
  13. ^ رسالة مسلم من أمريكا
  14. ^ حسن محمود خليل: "موقف الإسلام من العنف وانتهاك حقوق الإنسان", دار الشعب, 1994.
  15. ^ القوة الناعمة للحركة الإسلامية
  16. ^ تعدد الزوجات والعدل
  17. ^ القرآن لم ينزل في مساحة فارغة
  18. ^ أبو شقه والمرأة
  19. ^ لقاء مع الكاتب "أسما بارلاس"
  20. ^ العلمانية السياسية
  21. ^ الحوار بين الأديان
  22. ^ http://www.epw.org.in/showArticles.php?root=2004&leaf=06&filename=7273&filetype=html[dead link]
  23. ^ المسلمين التقدميون
  24. ^ أ ب ت للناس الذين يفكرون خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "For People Who Think" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "For People Who Think" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  25. ^ المسلمون الكنديين
  26. ^ Jadidism -- Old Tradition Of Renewal
  27. ^ المسلمين الإصلاحيون البريطانيون
  28. ^ عمائم ليبرالية في ساحة العقل والحرية - إيلاف - تاريخ النشر 3 يونيو-2006 - تاريخ الوصول 30 سبتمبر-2009
  29. ^ وضعها مثقفون في صالون ابن رشد: "خريطة طريق"... لإخراج التيار الليبرالي من أزمته - مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان - تاريخ النشر 16 مارس-2009 - تاريخ الوصول 30 سبتمبر-2009
  30. ^ أحمد لطفي السيد الاب الـ‘روحي للمذهـــب الليـــبرالي - جريدة الصباح العراقية - تاريخ النشر أكتوبر-2009 - تاريخ الوصول 30 سبتمبر-2009
  31. ^ علي محافظة يتأمل "طبائع الاستبداد" للكواكبي - موقع محيط - تاريخ النشر 13 أغسطس-2008 - تاريخ الوصول 30 سبتمبر-2009


وصلات خارجية