قبيلة اولاد ابي السباع

أولاد أبي السباع
[[ملف:
قَبّيـےلَ‏‏هِہُ‏‏ُُ ٍآبّنآء ٍآبّيـے آلَسًـبّآعَ
|300بك]]
معلومات القبيلة
الأسم الكامل قبيلة أولاد أبي السباع
الدولة Flag of Morocco.svg المغرب ،Flag of Mauritania.svg موريتانيا ،GM Flag Algeria.png الجزائر، Flag of Egypt.svg مصر،Flag of Syria.svg سوريا ،Flag of Saudi Arabia.svg السعودية ،Flag of Yemen.svg اليمن ،Flag of Sudan.svg السودان
الموقع الموقع الأصلي: Flag of Morocco.svg المغرب
العرقية عرب. عدنانيون. إسماعليون
الدين الإسلام
نسباً لـ عامر أبي السباع

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سبب تسمية

وقد خرج المولى الشريف عامر أبي السباع من فاس إبان حصارها من طرف محمد الشيخ الوطاسي، وذلك حوالي سنة 870 هجرية قاصدا تلمسان التي أقام بها مدة سنتين ثم غادرها هي الأخرى سنة 872 هجرية ميمما شطر الجنوب حتى انتهي به المطاف إلى موضع يدعي «نزك اسباع» ببلاد امريبط قرب جبال بـعـقـيـلة، فإتخذ به خلوة هناك بـجـبـل شـاهق يطلق عليـه « أدـاد مـدني » (ومعناها بالبربرية أصبع الانسان) وذلك لعلوه وارتفاعه ثم مكث يتعبد في خلوته مدة تزيد عن 12 سنة اشـتـهـر فـيـهـا أمـره ، وذاع صـتـه، وتعـددت كراماته، فبدأت القبائل المجاورة تحج إليه للتبرك به والقيام بواجب خدمته. وسمعت بخبره قـبـيـلـة البرابيش، فأراد أميرها أن يتأكد من صدق ولايـتـه فأرسل إليه وفدا من الفرسان (تسعة وتسعين في أغلب الروايات) وأمرهم بإمتحانه والتضييق عليه حتى تظهر منه كرامة وإلا أتوا به أسيرا إليه.

فلما حل به الوفد رحب بهم وأبدى لهم الكثير من البشاشة والإكرام، ثم قدم لهم من الطعام ما فيه كفايتهم، لكنهم لم يرضوا بذلك وقالوا له «لقد قصرت في ضيافتنا ولم تقدرنا حق قدرنا ، والآن لابد أن تذبح لكل واحد منا شاة وإلا سلبناك مالك وأخذناك أسيرا إلى أميرنا ». فلما تبين قصدهم وعرف مرادهم صاح بأعلى صوته «یا میمون» فاحاطت بهم السباع من كل جانب.


قبيلة أولاد أبي السباع { السباعيين }

قبيلة أبناء أبي السباع هي قبيلة عربية عدنانية وهي من أحد أقدم قبائل العرب في المغرب والتي لا تزال محافظة على اسمها .ويتواجدون اليوم في المغرب في حوز مراكش ( إقليم شيشاوة و تيغسريت،و بوجمادة و سيدي المختار و غرب المغرب و الساقية الحمراء )، وأقلية في موريتانيا مصر، سوريا , الجزائر , تونس , ليبيا .[1]

قبيلة الشرفاء أبناء أبي السباع استقرت منذ القدم بحوز مراكش ومنها انطلقت وهاجرت كل فروع القبيلة السباعية سواء إلي كل مدن المملكة المغربية أو إلي موريتانيا أو إلي المشرق العربي . و تعـد قبيلة الشرفاء أبناء أبي السباع من القبائل العظيمة محتدا واحتراما فقد استقروا بالمغرب منذ القديم حيث توجد العديد من الوثائق الحكومية التي تتحدث عن وجودهم في الصحراء لأكثر من سبعة قرون، فلقد جابوا فيافيها وتعرفوا علي مجاهلها وعمروها بتجارتهم ومدارسهم الدينية الي عهد غير بعيد .[2]

يقول الحسن بن الطيب بوعشرين: “كان أولاد أبي السباع في الزمن الأول من أمتن الناس دينا وعلما وأدبا وحفظا وصيانة وشجاعة وفروسية، وكان ذلك مغروزا في طباعهم حتى النساء، وكان الحسن مقصورا عليهم، وكان الناس يضربون الأمثال بحسنهم وصفاء أذهانهم .وشرفهم مسلم عند جميع الناس فلا مطعن فيه لأحد وهم محمولون عند الناس على التوقير والتعظيم والمراعاة،''.[3][4][5]

وَقَال عَنْهُم الدكتور حمداتي شبيهنا مَاء الْعَيْنَيْنِ فِي مُؤَلِّفُه قَبَائِل الصَّحْراءِ الْمَغْرِبِيَّةِ :

« أَن شَمَائِل السباعيين أَكْثَرَ مِنْ أَنَّ تُحْصَى فِي فَقَرَأْت كهاته فَإِذَا ذُكِرَ الْعَلَمِ فُهِمَ حفَاظُه وأساتذته ، وَإِذَا ذكرَ الجهاذ فَهُم إبْطَالُه ، وَإِذَا ذكرَ الشَّعْر فَهُم رُوَاتُه ، وَإِذَا ذكرَ الِاقْتِصَاد فَهُم مديروه وتجَاره، فَفِيهِم كَرَّم النُّفُوس وَبَذْل الْأَمْوَال ، وَإبَاء الضّيْم ، و التَّمَسُّك بِكُلّ قَيِّم الْإِسْلَام ، جَعَلَ اللَّهُ ذالك مُسْتَمِرًّا فِيهِمْ إلَى أَنْ يَرِثَ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا » .[6]

وقال عنهم الأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي في مؤلفه الجواهر الباهرة في النسب الشريف[7]:

«« هُنَاك مَيَّزَه أُخْرَى وَهِيَ أَنَّ جَدَّهُمْ عَامِر الهامل الْمُكَنَّى بِأَبِي السِّبَاع لَمْ يَكُنْ رَجُلًا عَادِيًا كَبَاقِي الرِّجَال بَلْ كَانَ رَجُلٌ عَلِمَ وزهادة وسياحة وتصوف وَعُبَادَة وَلَقَد بَلَغَ رُتْبَةَ عَالِيَةً مِنْ الْوِلَايَةِ وَالصَّلَاح وَهِي الْقُطْبَانِيَّة بَلْ كَانَ وَتَدًا مِن الأوتاذ كَمَا يَقُولُ الشَّيْخُ مَاء الْعَيْنَيْن : فَلَا غَرَابَةَ بَعْدَ هَذَا أَنَّ وَجَدْنَا طَفْرَة مِنْ الصُّلَحَاءِ وَالْعُلَمَاء الْعَارِفِين المنحدرين مِنْ صُلْبِهِ وَهُم منتشرون فِي القَارَّات الْمَعْرُوفَة عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ . »»

وصفتهم الدكتورة جيلين إيدون ( Ghislaine Lydon ) الأستاذة الباحثة بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس ب « الْقَبِيلَة الْعَجِيبَة أَوْلَاد بسبَاع أَو أَبْنَاء أَبُو الْأَسَد » وقالت عنهم « أَنَّهُم كانُو فِي نَفْسِ الْوَقْتِ عُلَمَاء مُسْلِمَيْن مشهورين ( مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ سَيِّدِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي كَانَ يُدَرِّسُ أَهْل الشَّيْخ سَيِّدِنَا فِي بُو تلميت) وَكَذَالِك مُحَارِبِين مهنيين وغزاة مسلحين .و أَنَّ مَا مَيَّزَهُم عَن الْقَبَائِل الْأُخْرَى أَنَّهُم كانُو مقاتلين وَعُلَمَاء فِي الْوَقْتِ ذَاتِه . »[8]



نسب قبيلة أولاد أبي السباع

هم من ذرية عَامِر أَبِي السِّبَاع الْإِدْرِيسِيّ الْهَاشِمِيّ القريشي جد قبيلة أبناء أبي السباع . ينتمون لآل البيت.

وهو عامر ابي السباع بن احريز بن محرز بن عبد الله بن إبراهيم بن إدريس بن محمـد بن يوسف بن زيد بن عبد المنعم بن عبد الواسع بن عبد الدائم بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمان بن سالم بن عزوز بن عبد الكريم بن خالد بن سعيد بن عبد المؤمن بن زيد بن رحمون بن زكرياء بن محمد بن عبد الحميد بن علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إدريس الاصغر بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجههرضوان الله عليه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان{جد الرسولMohamed peace be upon him.svgالعشرون وجد العرب المستعربة }من ذرية النبي إسماعيلعليه السلام بن النبي إبراهيمعليه السلام. ».[9][10][11][12][13][14][15]

جهودهم في الحرب ضد الإستعمار

أولاد أبي السباع السبعة المعروفون بشهداء الساقية الحمراء هم سبعة علماء مجاهدين من حفدة الولي الصالح المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع الجد الجامع لقبيلة الشرفاء أبناء أبي السباع، استوطنوا الصحراء ما بين وادي نون والساقية الحمراء، وإستشهدوا في معركة ضد الغزو البرتغالي للسواحل الصحراوية بمنطقة الساقية الحمراء، حيث توجد مزاراتهم ذات الشهرة الواسعة على الضفة اليسرى لوادي الساقية الحمراء شمال غرب مدينة السمارة بمنطقة الطويحلات الواقعة بالجماعة القروية لسيدي أحمد العروسي، يقصدها الشرفاء السباعيون وغيرهم من القبائل فرادى وجماعات في كل وقت يتوسلون ببركتها لقضاء حوائجهم ومآربهم، وإلى جوارهم ضريح الولي الصالح الشيخ سيدي أحمد العروسي (المتوفى سنة 1002هـ)، وهم من أهل القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي. فمن هم هؤلاء الرجال السبعة؟ وما هو الدور الجهادي الذي قاموا به للدفاع عن حمى الدين والوطن؟.[16][17][18][19]

أولا: التعريف بأولاد أبي السباع السبعة:[20]

تعتبر أضرحة أبناء أبي السباع السبعة شهداء الساقية الحمراء[21] من أهم وأشهر المزارات السباعية يقصدها الناس من جميع الأنحاء للتبرك وقضاء الحوائج، إلى جانب ضريح الجد الجامع لهذه القبيلة الولي السائح المولى عامر أبي السباع دفين جبل (أَداد مَدَّنْي) بإقليم تزنيت، وأضرحة أبنائه أعمر وعمران ومحمد النومر بقرية (الَـگصابِي) بإقليم كلميم.

وتجمع المصادر التاريخية المتوفرة أن هؤلاء السباعيين السبعة الذين تصدوا للزحف البرتغالي على الشواطئ المغربية الجنوبية، هم أول السباعيين النازحين نحو الساقية الحمراء وبقية الصحراء، إذ لا نجد ذكرا لمجموعات سباعية قبل القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي بالصحراء. وهم سبعة رجال أجلاء، علماء، وأبطال شهداء صدقوا ما عاهدوا الله عليه. ويمكن التعريف بهم على النحو التالي:

1ـ محمد البـگـار:

هو محمد (الملقب البقار) بن الحاج (عمرو) بن اعمر بن المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع الجد المؤسس لقبيلة الشرفاء أبناء أبي السباع. ويعتبر محمد البقار الجد الجامع للفخذة المعروفة بالقبيلة السباعية باسم (أولاد البـگـار)، ويتواجد بعض أحفاده بإقليم شيشاوة بالمغرب موزعين بين منطقتي تغسريت وبوجمادى ضمن قريتين (أو دوارين) يحملان اسم هذا الفرع. كما يوجد عدد هام من حفدته بالقطر الموريتاني منقسمين إلى أعراش وعائلات وأسر معروفة.

وقد أنجب هذا الفرع ثلة من العلماء الأفذاذ والصلحاء الأخيار الذين اشتهروا في القبيلة السباعية وخارجها بالعلم والورع والصلاح والرياسة والشجاعة وغيرها من المزايا والخصال الحميدة.

2ـ إبراهيم بوعنـگـا (أخو محمد البقار):

هو إبراهيم (المكنى بأبي عنقا) بن الحاج (عمرو) بن اعمر بن المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع. ويعتبر إبراهيم بوعنقا الجد الجامع للفرع المعروف بالقبيلة السباعية باسم (أولاد بوعنقا)، ويتواجد جل أحفاده بإقليم شيشاوة بالمغرب موزعين بين منطقتي تغسريت وبوجمادى ضمن قريتين تحملان اسم هذا الفرع. كما يتواجد بعض المنحدرين منه بالقطر الموريتاني كأهل سيدي محمد التشيتي وأهل الفاطمي.

ويتميز أولاد بوعنقا بفضائل كثيرة ومزايا خاصة داخل القبيلة السباعية وخارجها كالعلم والصلاح والشجاعة والاستقامة وغيرها من الصفات الهاشمية.

3ـ عيسى (أخو محمد البقار أيضا):

هو عيسى بن الحاج (عمرو) بن اعمر بن المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع، وهو الجد الجامع للفخذ المعروف بالقبيلة السباعية باسم (أولاد عيسى)، ويتواجد أحفاده على الخصوص بإقليم شيشاوة بالمغرب بمنطقة بوجمادى ضمن القرية المعروفة بـ (دوار أولاد عيسى).

ويشتهر أفراد هذا الفرع بفضائل علمية وأدبية كثيرة، فجلهم علماء أفذاذ وأغلبهم مفتوح عليه من الله سبحانه وتعالى بالولاية لأنهم أهل صلاح وفلاح. وتوجد بدوار أولاد عيسى مدرسة علمية شهيرة أسسها الفقيه الجليل سيدي محمد العيساوي من ماله الخاص.

4ـ عبد المولى (ابن أخ السابقين):

هو عبد المولى بن عبد الرحمن الغازي بن الحاج (عمرو) بن اعمر بن المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع. وعبد المولى هو الجد الجامع للفخذة المعروفة بالقبيلة السباعية باسم (أولاد عبد المولى)، ويتواجد أحفاده على الخصوص بإقليم شيشاوة بالمغرب ضمن القرية المعروفة بـ (دوار أولاد عبد المولى).

وتوجد بأولاد عبد المولى المدرسة العلمية العتيقة التي طبقت شهرتها الآفاق أسسها العلامة النحرير والفقيه الجليل سيدي عبد المعطي بن أحمد السباعي سنة 1210هـ من حر ماله، والتي يؤمها الطلبة من كل حدب وصوب، ومازالت هذه المدرسة تنال إقبالا منقطع النظير حيث استمر نشاطها العلمي والأدبي في الازدهار والتألق.

5ـ العباس (أخو عبد المولى):

هو العباس بن عبد الرحمن الغازي بن الحاج (عمرو) بن اعمر بن المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع. والعباس هو الجد الجامع للفخذة المعروفة بالقبيلة السباعية باسم (العبابسة)، ويتواجد أحفاده بإقليم شيشاوة بالمغرب بمنطقة بوجمادى ضمن القرية المعروفة بـ (دوار العبابسة).

ولهذا الفرع ميادين علمية وأدبية واجتماعية كثيرة، كما يتحلى أفراده بالخصال الحميدة كالورع والشجاعة والكرم شأنهم في ذلك شأن كل إخوانهم السباعيين.

وتوجد بالعبابسة المدرسة العلمية التي أسسها العلامة الجليل سيدي عبد السلام بن عزوز، وقد حازت هذه المدرسة شهرة كبيرة أمها الطلبة من جميع القبائل لتلقي العلم والمعرفة.

6ـ محمد المختار (ابن محمد البقار):

هو محمد المختار بن محمد البقار بن الحاج (عمرو) بن اعمر بن المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع. وقد سبق التعريف بوالده محمد البقار الذي استشهد معه ودفن بجواره مع بقية الشهداء السباعيين المشهورين.

7ـ محمد أگلَلَّـشْ:

هو محمد (الملقب أگلَلَّـشْ)، ذكر الفقيه مولاي أحمد بن المأمون السباعي أنه ابن محمد البقار، في حين صرح العالم محمد يحيى بن محمد سعد أبيه البوعنكاوي السباعي أن محمدا أگلَلَّـشْ هو ابن الحاج بن اعمر بن المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع، فيصبح أخا لكل من محمد البقار وإبراهيم وعيسى، والله أعلم بالصواب. ولا تعرف ذرية لمحمد أگلَلَّـشْ سواء بالمغرب أو بالقطر الموريتاني.

هؤلاء هم أولاد أبي السباع السبعة شهداء الساقية الحمراء المشهورين، ويذكر أن هؤلاء الشهداء شكلوا على مدى العصور قبلة للزائرين ومحطة اهتمام الأدباء والباحثين والمؤرخين سواء منهم السباعيون أو غيرهم. ويأتي في طليعة هؤلاء العلامة الشهير سيدي عبد المعطي بن أحمد السباعي (المتوفى سنة 1333هـ/1914م) الذي جمع أسماءهم ضمن أبيات نظمها بمناسبة زيارته لأضرحتهم الطاهرة في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، حيث نوه بهم وبجارهم الشيخ سيدي أحمد العروسي، يقول فيها:


جئنا بنـي السباع السبعـة = ذوي الفضائل الكرام النبعـة

سيدنـا الوالـد عبـد المولى = شقيقه العبـاس فهـو أولـى

عمـهمـا محمـد البـقـارا = سليـلـه محمـد المختـارا

وأخويـه عيسـى إبراهيمـا = ثـم أكللش محمـد الكريمـا

والجار نعـم الجار أحمد الأغر = وهو العروسي الذي قد اشتهر

والكـل بالساقيـة الحمـراء = فهـم رجالها بـلا امتـراء

كما نظم الشاعر الموريتاني، العالم الجليل محمد بن الواثق قصيدة رائعة ذكر فيها أهم مقابر ومزارات السباعيين بما فيها أضرحة الشهداء السبعة بالساقية الحمراء، محددا أسماءهم ومرغبا في زيارتهم، حيث يقول:

وزر لـدى السـاقية الحمـراء = أبنـاءه السبعـة للحوجاء

محمد أگلَلَّـشْ وعبد المولـى = محمد المختار جالي الجلـى

عيسـى وإبراهيـم والنـبراس = محمـد البقـار والعبـاس


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ثانيا: تصدي أولاد أبي السباع السبعة للمد الإستعماري:[22]

يفرض علينا التطرق إلى الدور الجهادي الذي قام به الشرفاء السباعيون عامة، وأولاد أبي السباع السبعة خاصة، وضعه في سياقه التاريخي والمكاني وكذا الظروف الموضوعية التي أفرزته. فبعد سقوط آخر معقل إسلامي بالأندلس توجهت جحافل الصليبيين ابتداء من القرن العاشر الهجري الذي يصادف بداية القرن السادس عشر الميلادي إلى المغرب جارهم المسلم، فاحتلوا سواحله من شمالها ابتداء من سبتة سنة 818هـ/1414م، ثم طنجة سنة 896هـ/1464م، بعدهما أتى دور بقية الثغور الموجودة على الساحل الأطلسي بما فيها أكادير وما يليه من السواحل الصحراوية سنة 912هـ/1504م، قبل أن تحتل آسفي سنة 910هـ/1506م، وقبلها البريجة. وكان من نتائج هذا الاحتلال ضعف السلطة الوطاسية الحاكمة وتراجع نفوذها وانحساره في فاس العاصمة وضواحها ، وتزايد النفوذ البرتغالي وامتد إلى المناطق الداخلية كمناطق عبدة ودكالة وشيشاوة وكل السواحل المغربية. وفي خضم هذا الجو المشحون انتفض الشعب المغربي بزعامة ثلة من المتصوفة وأرباب الزوايا وعدد من رواد الفكر والجهاد، ومن ضمنهم عدد من الشيوخ والصلحاء السباعيين الذين تصدوا للاحتلال البرتغالي، وقادوا حركات جهادية حتى قبل ظهور الحركة السعدية، فاستشهد عدد كبير من العلماء والأولياء والقادة، ووقع الكثير منهم في الأسر كالشيخين سيدي عبد الله بن ساسي العزوزي السباعي ورفيقه رحال الكوش وغيرهما.




تصدى السباعيون إذن ضمن المجاهدين من مختلف القبائل المغربية للتسللات الأجنبية التي لم تنحصر في مناطق دكالة وعبدة والحوز بل امتدت إلى أعماق الصحراء وعلى امتداد السواحل الصحراوية. ففي إطار مقاومة الغزاة البرتغاليين، وفي إطار الحركة الجهادية المنظمة التي قادها الشرفاء السعديون وجه السلطان أبو العباس أحمد الأعرج (918هـ) حملة عسكرية مهمة من مراكش إلى الساقية الحمراء عبر ميناء آسفي كان جل مقاتليها من أبناء أبي السباع لما عرف فيهم من قوة الشكيمة والتفاني في الذود عن حوزة البلاد، فتمكنوا من إجلاء البرتغاليين عن الشواطئ الجنوبية وفتحوا حصن أكادير، ثم سار الجيش على بركة الله إلى أن التقى بالحامية النصرانية بوادي الساقية الحمراء، وهناك التقى الجمعان، وحمى وطيس المعركة واشتد النزال وانتهى بانهزام العدو وخروجه من الساقية الحمراء إلى غير رجعة.[23]



وكان من بين شهداء المعركة أولاد أبي السباع السبعة شهداء الطويحيلات (إحدى روافد وادي الساقية الحمراء يبعد عن مدينة السمارة بحوالي 30 كلم نحو الشمال الغربي)، مسجلين ملامح بطولية كتبها التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز.

An illustration of the battle of Sakia El Hamra 16th century

وقد أشار القاضي طوير الجنة الإدوالحاجي في حكمه الشهير حول النزاع بين قبيلتي الشرفاء أولاد أبي السباع وأولاد تيدرارين على منطقة إمريكلي الزراعية إلى دور السباعيين في الجهاد وطرد النصارى من الساقية الحمراء، وكذا ملكيتهم لأراضي شاسعة تمتد من الساقية الحمراء إلى النخيلة[24]، وذلك بالاستناد إلى إفادات عدد كبير من الشهود العدول الذين صرحوا بـ «أن أولاد أبي السباع ملكهم من الساقية الحمراء إلى النخيلة من قبل أن يملكه أحد ولا ينزله غيرهم إلا بقية من كندوز لأنهم هم الذين صرفوا النصارى من الساقية الحمراء، فسكنها سيدي عمارة وبنى فيها الديار، وغرس النخيل، ومات فيها أبناء عمه مجاهدين في سبيل الله والدليل على ذلك قصة ولي الله في مدحه لهم حين قتلهم الكافر الشمسعي».[25][26][27]



Illustration of a knight from Ouled Bou Sba (1600-1670)



كما يؤكد الباحث الفرنسي دلاشابيل (De la Chapelle) في مقاله حول «تاريخ الصحراء الغربية» المنشور سنة 1930 أن طرد البرتغاليين عن الشواطئ الصحراوية راجع إلى السباعيين.

كما تحذث كتاب { l'histoire de Maroc[28] } المعروف عالميا والذي يدرس في معظم الجامعات الغربية في العالم للكاتب Pierre de cenival سنة 1500م النضالات والمعارك التي كانت تقوم بها قبيلة أولاد أبي السباع العربية ضد المسيحين البرتغال في الفترة مابين 1515م و1526م قبل الحركة السعدية. كما جاء فيه ذكر للمجاهد الشريف سيدي عبد المالك بن ملوك بن عامر بن أعمر بن عامر الهامل أبي السباع كأحد "القديسين { أي الشرفاء} السباعيين المجاهدين ضد الصليبيين وأنه قد تعرض لجروح قاتله من قبل جيش البرتغاليين مغدورا ودفن معه فأسه الذي كان يحارب به المسيحيين على الطريق مابين تيزي وحصن الذهب نواحي أكادير.[29]

وقد خلد الشعراء في قصائدهم وأشعارهم الملاحم والبطولات التي سجلها السباعيون بمداد الفخر والاعتزاز، ومن هؤلاء الشعراء نذكر على سبيل المثال لا الحصر الشاعر والأديب الكبير محمد الأمين بن خطري العلوي الذي نوه بجهاد أولاد أبي السباع ونضالاتهم ضد البرتغاليين على وجه الخصوص، يقول الشاعر:

أولاد أبي السباع لكم لباس = من المجـد مـدى الليالـي

ومن العلوم جمعتم علمـا = أجل من اليواقيت واللئالـي

جهاد البرتغال له خرجتـم = على الخيل المسومة الطـوال

عليها كالأسود ذو سـلاح = تقـال بالسيـوف وبالنبـال

مغارب من دياركم خرجتم = لإرهاب العـدو وللنضـال

تصولوا بالعداة بكل سهـم = يروع الأسد آكلـة الرجـال

قتال الشمسعي بـه قتلتـم = كذلك الدين ينصر بالقتـال

والشمسعي المذكور في هذه القصيدة هو قائد برتغالي تطلق عليه الوثائق المحلية اسم ”الشمسعي“، في حين تطلق عليه الكتابات الغربية اسم ”Somida“. ويرى الأستاذ الباحث صالح بن بكار السباعي أن الشمسعي كان قائدا محاربا متعاونا مع البرتغاليين وعميلا من أكبر عملائمهم، ويذكر التاريخ أنه قاد فرقة كبيرة من الجيش البرتغالي إلى منطقة ”الطويحلات“ في غياب أغلب الرجال المقاتلين في تجارة لهم، فارتكب مجزرة كبيرة راح ضحيتها ما وجد من مقاتلين ومن بينهم السباعيون السبعة شهداء الساقية الحمراء.[30].[31][32][33][34][35]

وقد لعبت قبيلة أبناء أبي السباع دورا بارزا في مقاومة الإحتلال الفرنسي مع أحمد الهيبة . فبعد هزيمة الهيبة بن الشيخ ماء العينين في معركة سيدي بوعثمان 1912 أمام الفرنسيين، توجه جيش من 3000 جندي فرنسي بمساندة قبيلة امتوكة الى مجال قبيلة أولاد بسباع للقضاء على القائد يرعاه السباعي قائد فرقة أولاد أعمر[36] المتحالف مع الهيبة.[37][38][39][40][41][42][43]

الفروع الأصلية لشجرة نسب أولاد أبي السباع ثلاثة فروع رئيسية

* الفرع الأول: أولاد اعْمُـر

ـ أكبر أولاد عامر الهامل، وأخ شقيق لعمران، ورقية، وعائشة، ومسعودة، وغير شقيق لمحمد النومر، وأمه بربوشية ابنة أمير البرابيش(4)، وقد خلف أربعة أبناء ذكور، وهم: الغازي والحاج شقيقان، وإبراهيم وعامر شقيقان.

الْحَاج:

الحاج هذا واسمه عَمْرو (بفتح العين وسكون الميم) بن اُعْمُر بن عامر الهامل جدنا الأكبر، وهو أخ شقيق للغازي وغير شقيق لعامر وإبراهيم.

عقب الحاج (عَمْرو) من الأبناء الذكور: سيدي محمد الْبَقَّار (الْبَـگـار)، وإبراهيم بُوعَنْقَا (بُوعَنْـگة)، وعبد الرحمن الغازي، وعيسى، ومحمد الشهير بأگلَلَّش.

ويطلق على أبناء هذا الفرع لقب (الحجاج)، لكن يجب التنبيه هنا إلى ضرورة عدم الخلط بين الحاج الذي هو ابن مباشر لأعمر بن عامر الهامل أبي السباع والذي يسمى أحفاده بـ (الحجاج)، وبين الحاج بن ادميس بن عبد الوهاب الذي هو من حفدة إبراهيم بن اعمر بن عامر الهامل أبي السباع والذي يطلق على أحفاده اسم (أولاد الحاج)، وبالتالي يتحتم علينا التفريق بين (الحجاج) و(أولاد الحاج).

وتنحدر من الحاج جميع الأفخاذ والعشائر المعروفة بـ (الحجاج)، وهي:

1ـ أولاد الْبَـگـار (البقار)

2ـ أولاد بُوعَنْـگـه (بوعنقا)

3ـ أولاد عِيسَى

4ـ أولاد الزّاوِية

5ـ الَخْلالْطَة

الْغَازِي:

والغازي هذا هو أكبر أولاد اُعْمُر بن عامر الهامل، وهو أخ شقيق للحاج وليس بشقيق لعامر وإبراهيم.

وينقسم عمود الغازي إلى الفروع التالية:

1ـ أولاد عبد الْمَوْلَى

2ـ أولاد شَنَّانْ

3ـ أولاد جَمُّودَه

4ـ الَعْبَابْسَة

5ـ الَهْلالاتْ

6ـ الَـگوَايَاتْ

إِبْرَاهِيم:

WhatsApp Image 2021-02-14 at 12.46.37.jpg

إبراهيم هو نجل اُعْمُر بن الولي الصالح عامر الهامل المكنى بأبي السباع، وهو أخ شقيق لعامر، وليس بشقيق للحاج والغازي. ويشكل المنتسبون إليه أغلبية التجمعات السباعية القاطنة في منطقة تيغسريت ببلاد القبيلة السباعية بالمملكة المغربية، وبالجمهورية الإسلامية الموريتانية كذلك. وتنتسب إلى إبراهيم الأفخاذ والعشائر التالية:

1ـ أولاد عَزُّوز

2ـ الَعْبَيْدَاتْ

3ـ أولاد الصَّغَيَّرْ

4ـ أولاد المؤمنة

5ـ الَمْدَادْحَة

6ـ أولاد اكْرِيم

7ـ الَمْزَازكَة

8ـ الدُّّمَيْسَاتْ

9ـ أولاد الحَاج

10ـ الْمَثْلُوثَة (أولاد الطّالب اعلي، أهل الحاج عبد الله، أهل الطّالب الطاهر، وأهل سيدي السِّيِّد)[11]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ابنه عامر :

هو نجل اعمر بن عامر الهامل، وهو أخ شقيق لإبراهيم وغير شقيق للحاج والغازي(6). وقد أنجب عامر ابنان هما: ملوك وعبد المالك. أما ملوك فخلف ثلاثة أبناء، هم: أحمد، جلول، ومبارك. في حين خلف عبد المالك اثنان هما: محمد وسعيد. وتنحصر ذرية عامر في خمسة فروع أساسية، وهي: «التويجرات»، و«أنفليس»، و«أولاد سيدي عبد الله»، و«أولاد سيدي عبد المالك»، و«أولاد سيدي امبارك بن ملوك»(7).

–  التويجرات:[44]

الشرفاء التويجرات بالإنجليزية {Touijrat} ينتسبون إلى سيدي امبارك بن سيدي ملوك. وقد خلد لهم التاريخ مكانة مرموقة في شتى الميادين من كرم، وشجاعة، وولاية، وصلاح. أما أصل التسمية فقال ابن المأمون السباعي: «لم نتوصل في بحثنا إلى أصل هذه التسمية، لكن في غالب اعتقادنا أنها تصغير مرخم للفظة تاجر، ومما يؤكد لنا هذا هو أن جل المنتمين لهذا الفرع يمتهنون حرفة التجارة ابنا عن أب وأبا عن جد. وكل ما يمكننا الجزم به هو انتسابهم إلى سيدي امبارك بن ملوك بن عامر بن اعمر بن عامر الهامل. أما من حيث أماكن تواجدهم فبالإضافة إلى «تغسريت» اقليم شيشاوة توجد فرقة منهم بـ«أموال» و«أمسكسلان» حوز مراكش.و «غرب المغرب».[45][46]

فأولاد أعمر أسكنهم أبو العباس الأعرج في تغسريت. وفي عهد المنصور الذهبي أبعدوا وشتتوا في المناطق المغربية، وأصبحت تغسريت شبه فارغة. ولذلك كانت علاقة السباعيين بالسلطة السعدية في مد وجزر نظرا لحركيتهم المجالية ونبذهم الركون إلى المدينة وتحمل الوظائف والتكاليف المخزنية حيث ظلوا في ترحُّل. كما أن علاقتهم مع الدولة العلوية قد عرفت هي الأخرى حالة من المد والجزر.[47]

* الفرع الثاني : عمـران

ـ ذرية عِمران بن الشريف عامر الهامل المكنى بأبي السباع:

أنجب الشريف عِمران الابن الثاني للولي الصالح الشريف عامر الهامل المكنى بأبي السباع كذلك أربعة أبناء ذكور، وهم: بُوحْسِينْ-مَخْلُوف- إِدْرِيس-سَعِيد

بُوحسِينْ:

بُوحْسِينْ هو نجل عِمران بن الولي الصالح عامر الهامل المكنى بأبي السباع.

ويوجد ضريح بُوحْسِينْ بالصحراء الغربية بمحل يعرف بـ (حُفْرَة بُوحْسِينْ) بين تيرس وآدرار. ويشتهر أولاد بُوحْسِينْ داخل القبيلة السباعية بمكانتهم المرموقة وأخلاقهم الفاضلة من جود، وكرم، وبذل، وسخاء، زيادة على علو الهمة، والاعتزاز بالنفس، والبسالة، والشجاعة.

وتنسب إلى بُوحْسِينْ العشائر والفخذات التالية:

1ـ أولاد سيدي عبد الوهاب

2ـ أولاد عبد الله بن مبارك

3ـ أهل تَمَلُّولَتْ

4ـ الَبْهَارِيرْ.

مَخْلُوف:

وهو مَخْلُوف بن عِمران بن الولي الصالح عامر الهامل المكنى بأبي السباع.

ويتميز أولاد مَخْلُوف في مجملهم بالعلم، والولاية، والصلاح. وقد أنجب مَخْلُوف أربعة أبناء هم: صَوْلَة، ورحّال، واحْمَيْدَة، وعيسى، وتنحدر منهم العشائر والفخذات التالية:

1ـ أولاد صَوْلَة

2ـ والرَّحَاحْلَة

3ـ والَحْمَيْدَاتْ

سَعِيد:

وهو اسْعيد بن عِمران بن الولي الصالح عامر الهامل المكنى بأبي السباع. ويحظى أولاد سعيد بين أفراد القبيلة السباعية بالاحترام، والتقدير، لذا يسلمونهم زمام القيادة في كل موقف صعب، تفاؤلا برأيهم، واعترافا بمكانتهم وقدرهم. وانطلاقا من هذا الدور برز من بينهم علماء وقادة، واشتهر من بين رجالاتهم علماء وسادة. وقد انتفع بعلمهم ودرايتهم الخاص والعام، وساهموا في نشر الثقافة الإسلامية الأصيلة، والمحافظة على العلوم العربية الأثيلة، تشهد على ذلك مدارسهم العامرة بالطلاب الوافدين عليها من حدب وصوب، وإصرارهم على حمل مشعل العرفان في الظروف الحالكة، والتطورات المجتمعية الشائكة.

وتنحدر من سعيد بن عمران العشائر والأفخاذ التالية:

1ـ السَّعَيْدَاتْ

2ـ الَعْوَامِر

3ـ أولاد الزِّير

إِدْرِيس:

وهو إدريس بن عمران بن الولي الصالح عامر الهامل المكنى بأبي السباع. ويطلق على أولاد إدريس بن عمران اسم (العرب الكحل).

ويشتهر أبناء هذا الفرع، إلى جانب العلم، بالشجاعة، وركوب الخيل، وحدة الشكيمة.

1ـ أولاد سيدي بُوتْلِيلِي

2ـ الَغْسَاسْلَة

3ـ الدَّرَابْكَة

4ـ أهل بُودْرَيْبِيلَة

5ـ أولاد إدريس [ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.117-120].[48]

* الفرع الثالث: محمد النُّومَر

والنُّومَر هذا واسمه محمد، هو أخو اُعْمُر وعِمران للأب، وأمه سملالية (نسبة إلى قبيلة السَّمَالِيلْ أو سَمْلالَة أو إدَاوْسَمْلال)، وذريته محدودة وقليلة نسبيا، وتقطن بمنطقة بسوس جنوب المغرب، ببلدة قرب مدينة تيزنيت تسمى المعيذر، وكذلك في بوكمّون.

وهناك من يرى أن السبب في قلة نسل محمد النُّومر هو دعاء عامر الهامل على النُّومر بتقليل النسل عندما هاجم هو وأخويه البرابيش في صورة أسود، فقال لهم أبوهم: «هروا ولا تضروا غير أن النومر لم يمتثل لأمر أبه وبطش بأحد البرابيش» [ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.59][49][50]

ترحال القبيلة

هناك علاقة وثيقة بين القبيلة والترحال، وكلما زادت قدرة القبيلة على الترحال زادت قبائليتها، وكلما جنحت إلى نوع من الاستقرار تقلصت بداوتها، والبداوة مرتبطة كمصطلح بالحركة والتنقل، وتقل درجة البداوة مع نقص القدرة على الترحل.

ولقد اكتشف البدو قيمة الترحل بوصفه قوة ذاتية تحميهم من الخضوع، وكلما ترحلوا استقلوا وحافظوا على استقلالهم، وإن كان الترحال في أصله ضرورة معاشية لطلب المرعى والماء، إلا أنه تحول إلى عامل سلوكي يعطي المترحلين مزية سلوكية، إضافة إلى خاصيته المعاشية، أما المجتمع المترحل فيتشكل من مجموعات اجتماعية تربطها أواصر القرابة والنسب المشترك، أو التحالف أكثر منها رابطة الانتماء الجغرافي المكاني. غير أن هناك مجموعات بشرية قد تجمع بين نمط عيش الترحل ونمط العيش الزراعي المستقر، وهنا قد تتحكم عوامل أخرى خارجية بيئية وسياسية واقتصادية ودينية. وفي هذا المبحث نروم الوقوف على العوامل التي كانت وراء استقرار القبيلة السباعية بحوز مراكش في النقاط الآتية:

أولا: أرباب الزوايا والمدارس العلمية:

من العلماء القادة الذين كان لهم دور أساسي في نزوح السباعيين من الساقية الحمراء وسوس في اتجاه دكالة الكبرى وبقية المناطق المغربية ـ في إطار عملية مقاومة الغزو الإيبيري ونشر الطريقة الجزولية ـ؛ الشيخ الحسن بن عمر بن عبد الحق الملقب بأجانا، والولي أبو الحسن علي المكنى بامعاشو بن محمد بن عمارة بن إبراهيم بن اعمر  بن عامر الهامل.


وهكذا اتخذ ترحل السباعيين بفعل هذه الدينامية الخارجية الطابع الجماعي الأسري والعشائري، وتم في اتجاه أماكن حصينة؛ «أكجكال» بالأطلس الكبير عند «قبيلة دمسيرة»، و«أمسكسلان» بـ«قبيلة امتوكة»، و«أفوغال» بـ«قبيلة الشياظمة»، وتمركزوا بنهاية الأطلس الأعلى الغربي بموقع أكادير حاليا، وذلك لمحاربة البرتغاليين النازلين هناك منذ بداية القرن 10هـ/16م، يقول المؤرخ الناصري بهذا الخصوص: «في حدود العشر وتسعمائة على ما تقتضيه تواريخ الفرنج ملكوا ـ أي البرتغاليين ـ حصن أكادير وما اتصل به من سواحل السوس الأقصى، ثم ملكوا في حدود اثنتي عشرة وتسعمائة رباط آسفي…»[51].

وبعد المواجهات مع قوات الاحتلال البرتغالية وطردها عن الشواطئ المغربية مكنت الدولة السعدية لأولاد أبي السباع في الحوز المراكشي، وفي عبدة، ولدى البلاط، حيث مثلت شخصية سيدي عبد الله بن ساسي السباعي[52][51]وأبناؤه من بعده الذين كانوا بمثابة مستشارين لأبي عبد الله القائم بأمر الله ولخلفه من بعده، ونفس الشيء بالنسبة لسيدي محمد السباعي بعبدة، ولأبي العباس أحمد الفرجي السباعي [11]بدكالة، ولسيدي محمد بن عيسى بن مخلوف العيساوي السباعي بمكناس، هؤلاء الذين كانوا سبب رحيل السباعيين نحو السهول الغربية واستيطانهم بها إلى الفترة الراهنة ومن أهمهم فرع الشرفاء التويجرات.[4][17]

كما كان هذا الترحل نحو الشمال تواصل بين الصحراء وسوس والحوز المراكشي والغرب، وتجدد على مستوى البنية السكانية والممارسة الثقافية الدينية، حيث أقام هؤلاء مدارس علمية عتيقة بهذه المناطق، وبذلك ربطوها بالعالم العربي الإسلامي بعد أن خضعت لمدة غير يسيرة للاحتلال البرتغالي أو لما أسماه الباحث بوشرب «بموجات الخوف الكبرى».[53]

إن الترحل السباعي في هذه الفترة جاء في إطار سيرورة تشكل القبيلة، حيث لم تنجم عنه ممارسة رعوية واضحة المعالم وإنما تجمعات متفرقة سرعان ما انغمست في ثقافة العالم القروي؛ من زوايا تعليم، وإطعام، وعلماء بلاط، وقضاة جماعة، الشيء الذي ينم عن تلاحم تليد بين أهل جنوب المغرب وشماله.

ثانيا: المخزن

كان للمخزن دور كبير في انتقال السباعيين للحوز، وخاصة في عصر الدولة السعدية، حيث كان السباعيين من ضمن المجموعات البشرية التي رافقت السلطان أحمد الأعرج، وفي ذلك يقول صاحب «تحفة الأحقاب»: «يبدو أن السباعيين الذين صاحبهم السلطان أحمد الأعرج من الصحراء على فرقتين: «أولاد عمران» و«أولاد اعمر»، فـ«أولاد اعمر» أسكنهم أبو العباس في «تغسريت» وفي عهد المنصور الذهبي أبعدوا وشتتوا في المناطق المغربية وأصبحت «تغسريت» شبه فارغة»[54].

وفي عهد الدولة العلوية رجع السباعيين إلى الحوز خلال المرحلة التي كان فيها فراغ سلطوي بالبلاد ما بين أفول نجم دولة السعديين واستقام السلطة لمولاي رشيد العلوي، ثم بعده مولاي إسماعيل الذي ظهرت في عهده أول قيادة مخزنية على رأسها القائد سيدي امبارك الحاجي الذي ينحدر من «فخذ أولاد الحاج»، والذي عينه مولاي إسماعيل أوائل القرن الثامن عشر الميلادي على «قبيلة الشياظمة» في منطقة «جبل الحديد» التي تعد من معاقل «قبيلة رجراجة» العريقة، كما تعد من المناطق التي آوى إليها العديد من السباعيين خاصة «أولاد عزوز» و«أولاد إبراهيم» منذ مواجهة الغزو البرتغالي خلال القرن 16م. كان هذا القائد أول سباعي وطد حضور هذه القبيلة بأرض الشياظمة، حيث صاهر «قبيلة رجراجة»، كما شيد قصبة هناك صارت تعرف بـ«دار القايد الحاجي»، وتناسلت ذريته بالمنطقة، بل امتدت نحو الصويرة وآسفي والجديدة، وعرف منهم العلماء والفقهاء والتجار، كما اشتهرت هذه السلالة باسم «الشياظمي الحاجي» أكثر منها باسم السباعي. وبمجرد ما توفي السلطان المولى إسماعيل زاد السباعيون من تمركزهم بمنطقة الحوز، ومن المعروف لدى المؤرخين أن البلاد المغربية عرفت أزمة حرجة بعد وفاة هذا السلطان دامت زهاء ثلاثين سنة؛ تمثلت في غياب الأمن، وانتشار الأوبئة والمجاعات، وفي هذه الآونة كان أولاد أبي السباع إلى جانب المستضيء بن المولى إسماعيل، لكن النصر كان حليف مولاي عبد الله بن المولى إسماعيل.

ولما صعد على العرش السلطان سيدي محمد بن عبد الله حظيت القبيلة السباعية بمكانة خاصة لدى السلطان، حيث ظعن منهم إلى حوز مراكش جمع غفير وبدؤوا يستقرون هناك، مع العلم أن سيدي محمد بن عبد الله كان له سابق معرفة بأولاد أبي السباع لما كان بالصحراء قبل خلافته. وقد ذكر ذلك الفقيه محمد بن إبراهيم السباعي المعروف بالتكرور بقوله: «وسيدي محمد بن عبد الله كان يحبهم حبا شديدا؛ لأنه كان بين ظهرانهم حتى في الصحراء، في عنفوان شبابه قبل إفضاء الخلافة له (…) وكان يحاورهم ويجاريهم بأشعارهم الملحونة»[55]. وزاد ارتباط السباعيين بالسلطان سيدي محمد بن عبد الله لما دخل معهم في علاقة مصاهرة، حيث دخل بامرأة سباعية تدعى خديجة، يقول عنها محمد بن إبراهيم السباعي: «شريفة ظريفة، بليغة اللسان، بارعة الجمال، اسمها خديجة ويسميها ـ أي السلطان ـ في مغازلتها وتغزلاته فيها خدوج أم الدموج على عادة العرب. وله فيها أشعار وتغزلات، ولها له أجوبة بالغة لازال بعضها يتداول عند بعض الناس، ولعله القائل فيها:

أهلكتنا سوالف وخدود وعيون مدعجة رقود
ملكتنا الظبا وهي أذلة خضعنا لها ونحن أسود[55]

إن زواج السلطان والمرأة السباعية زاد من حضور القبيلة السباعية في منطقة «تغسريت» و«بوجمادة» بالحوز المراكشي، خاصة أنهم يجيدون ركوب الخيل، ولهم مراس وتقاليد حربية منذ مواجهة الزحف البرتغالي على السواحل المغربية. وهذا التمركز في الحوز أدى إلى مواجهات مع القبائل المجاورة، ويلاحظ هنا أن القبيلة السباعية كانت مرغمة على الخوض في هذه المواجهات نظرا لندرة الموارد الرعوية بالمنطقة، وهيمنة بعض المجموعات المجاورة على ينابيع المياه خاصة «وادي شيشاوة». هذا فضلا عن كون هذه المجموعات مع القبائل الأخرى قد تزامنت مع فترة جفاف ومسغبة عظيمة وأزمة اقتصادية تجتاح مجمل البلاد المغربية ودام ذلك مدة سبع سنين من 1190هـ إلى 1196هـ[56]. وحسب كتاب «البستان الجامع»[55]: «فإن السلطان سيدي محمد بن عبد الله كان يغتاط لسماع ما يقوم به السباعيون من غارات على جوارهم، وإنه لم يأل جهدا في نهيهم وكفهم تارة، وتحذيرهم وتهديدهم تارة أخرى. وكثيرا ما كان ينهاهم عن ذلك ويتوعدهم بحلول ما يكرهون وهم في ذلك في سكرتهم يعمهون، اغتروا بما سلف من الصفا، وغابوا عما سمعوا فيه من الجفاء فانحرفوا عن نهج السلوك». وبعد هذا أنزل السلطان عقابه بالقبيلة السباعية. وفي ذلك يقول ذ. حسن كنفاني: «استهدف السلطان تأديب القبيلة السباعية، فأرسل إليها كتيبة من الجيش، كما استنفر القبائل المجاورة لها من عرب وبربر، وأمر بطردها من الحوز، فأسر المخزن عددا كثيرا من أعيانها الذين قضوا نحبهم في سجن مكناس»[57] .وقد تطرق لهذه الواقعة العديد من المؤرخين كالناصري بقوله: «لما كان بالمغرب ما تقدم من الفتنة، وشغل السلطان بإنعاش الضعفاء عن ضبط الأطراف، وقمع البغاة بها، نبغت نوابغ الفتن ببعض القبائل منها، وعادت هيف إلى أديانها، فمن ذلك قبيلة أولاد أبي السباع بأحواز مراكش، فلطالما ارتكبتفئة منهم العظائم، وغدت في الفتنة وراحوا، واستطالوا على من بجوارهم وغزوهم في أرضهم وديارهم ، فلما كانت هذه السنة التي هي سنة سبع وتسعين ومائة وألف جهز إليهم السلطان العساكر فقاتلوهم، وانتهبوا أموالهم، فتم إرسال فئة منهم إلى السوس(أولاد نومر )، وقبض السلطان على بعض من أعيانهم فأودعهم سجن مكناسة بينما بقى الباقون منهم في الحوز، كما أمر بإطلاق سراح الآخرين بعد عقابهم. [58]

أما عن الواقعة يقول الفقيه سيدي محمد الصغير بن عبد المعطي السباعي في كتابه: [ شنوف الأسماع بنسب أولاد أبي السباع ]:

       « لَمّا أَخَذَ السُّلْطَانُ سَيِّدِي مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الله ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ الَّذِين أَخَذَهُم مِنْ أَوْلَادِ أَبِي السِّبَاع ، أَخَذ مَعَهُم سَيِّدِي مُحَمَّدٌ صنبه ، وَالْفَقِيه الْبَرَكَة سَيِّدِي مُحَمَّد دَلِيل السِّبَاعِيّ البقاري ، وَأَدْخَلَهُم السِّجْن ، وقد إشتغل سَيِّدِي مُحَمَّد صنبه بِالتَّعْلِيم ، وَاشْتَغَل سَيِّدِي مُحَمَّد دَلِيل بِنَسْخ كتَب الْعَشْمَاوِيّ فِي الْأَنْسَابِ ، وَالْكَلَاعِيّ. فَبَات السُّلْطَان ذَاتَ لَيْلَةٍ فَرَأَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لَهُ : سَرْح وَلَدي : سَيِّدِي مُحَمَّد صنبه ، وَسَيِّدِي مُحَمَّد دَلِيل ، فَقَامَ مِنْ حِينِهِ وَقَيَّد إسميهما إلَى أَنْ أَصْبَحَ النَّهَار ، فَوَجه الْمُوَكِّل بِالْحَبْس فَقَالَ لَهُ سَلْ عَنْ فُلَانٍ وَفُلَان عِنْدَك فِي السِّجْنِ مِمَّنْ هُمَا وَمَا عَملهُمَا فِي السِّجْنِ ؟ فَذَهَب وَسَأَل عَمَّا قَالَ لَهُ . ثُمَّ رَجَعَ لَهُ وَقَالَ لَهُ : هُمَا مِنْ أَوْلَادِ أَبِي السِّبَاع ، وَسَيِّدِي مُحَمَّد صنبه يعلمُ النَّاس فِي السِّجْنِ ، وَسَيِّدِي مُحَمَّد دَلِيل يَنْسَخ . فَقَالَ لَهُ السُّلْطَانُ عَلَيَّ بِهِمَا ، فَأحْضرَا لَدَيْه ، وَقَصّ عَلَيْهِمَا رُؤْيَتِه وسرحهما ، وَتَرَك لَهُمَا حُرِّيَّة إخْتِيَار مَكَان الْإِقَامَة ، فَإخْتَار سَيِّدِي مُحَمَّد دَلِيل الزَّاوِيَة النحلية لِأَنَّه دَرس بِهَا ، وَإخْتَارَ سَيِّدِي مُحَمَّد صنبه الزَّاوِيَة القطبية بالشياظمة » (وهي زَاوِيَة سباعية)“ وهي رواية ذكرها العديد من المرؤرخين.

لكن بعد وفاة السلطان سيدي محمد بن عبد الله وقيام المنافسة بين أبنائه حول العرش نشبت المواجهات القبلية من جديد، فاستغل السباعيون هذه الأحوال ليتسللوا إلى أراضيهم في الحوز، وقد انضافت إليهم عناصر صحراوية من الساقية الحمراء، ومن العوامل التي ساهمت في عودتهم إلى الحوز مغادرة «أهل زمران» للمواقع التي أنزلهم بها السلطان محمد بن عبد الله، وتوجههم لموطنهم الأصلي هروبا من الفتن. وكذا مجيء السلطان المولى سليمان الذي أعاد العناية والعز لأولاد أبي السباع وقبلهم بالاحترام، حيث كانت توجه لهم ظهائر التوقير والاحترام والإعفاء من التكاليف والوظائف المخزنية طيلة عهد السلاطين العلويين السابقين واللاحقين. وبعد وفاة السلطان سليمان خلفه مولاي عبد الرحمان الذي سيقوم بطرد «قبيلة دوبلال» وترحيلها من ناحية شيشاوة بمنطقة «بوجمادة»، وسانده في ذلك أولاد أبي السباع الذين سيطروا على هذه المنطقة بمجرد ما طرد منها «دوبلال»[59].

وبعدما قنبل الفرنسيون مدينة الصويرة سنة 1260هـ/1844م ظهر الاضطراب مرة أخرى في الحوز؛ بفعل توقف شريان الحياة الاقتصادية المتمثل في طريق الصويرة مراكش إثر هجوم الشياظمة على هذه المدينة وقطع السابلة، في هذه الظرفية سيعين على رأس القبيلة السباعية قائد يسمى مولاي أحمد بن الشيكر السباعي الذي ينتمي إلى فخذ «أولاد البكار» من فرقة «أولاد اعمر بن عامر الهامل»، يقول عنه المراكشي في «الإعلام»: «أحمد بن الشكر السباعي عامل أولاد أبي السباع بـ«بوحمادة» خارج مراكش بنحو مرحلة، كان عالما، عاملا، عابدا، صدوقا، وسبب توليته على قبيلته حادثة الصويرة عام 1260م، حيث اختلط أمر القبائل المجاورة لها، جبره المولى عبد الرحمان على الولاية، ووعده أنه يخرج منها عند صلاح الأمر، وحيث تم سد تلك الثلمة وانجبر ما انصدع سأله التخلي كما وعد به، فغضب السلطان حتى ظهر الغضب في وجهه، وقال له: الناس يروننا ويظنون فرحنا بهذا الملك لمكان نيلنا منه شهواتنا ومستلذاتنا، ووالله الذي لا إله إلا هو لولا أني خشيت مؤاخذة الله لي بحق المسلمين أن فسدوا بتركي إياهم لانسلخت من هذا الملك ولحقت بموضع أشتغل فيه بإصلاح خاصة نفسي حتى ألقى الله، ولو كان استفاف التراب يمكن لآثرته على ما آكل من هذا الملك، ومن حسن فيه ظننا منكم يرينا إيثاره نفسه. وكتب له مرة محبنا الفقيه مولاي أحمد السباعي: «السلام عليكم ورحمة الله وبعد، فقد استفهمت جانبنا عن أمر الذين توجههم لجباية الزكاة، هل يعطون أجرتهم منها أو من غيرها؟ وهل الزكاة كلها تؤخذ بأعيانها غنما وإبلا أو تأخذ القيم؟ إلخ ما بينت فاسلك في ذلك كله جادة الشريعة وصميمها، وإن جاءك من جانبنا كتاب يخالفها فلا تعمل بمقتضاه والسلام». كان مقيما بقصبة مراكش قرب التسعين حدث بذلك عنه شيخنا السباعي في كتابه «سيف النصر لدفع الإيهام»[60].

وقد ساهم هذا القائد في تكريس استقرار السباعيين بالحوز، حيث بادر إلى حفر ساقية «تسبعيت»؛ لتحويل قسط من مياه «وادي بوعنفير» إلى منطقة «تغسريت» واستغلاله في الزراعة. وفي عهده حصلت القبيلة السباعية على ظهير سلطاني يقرها على التصرف في البلاد، ويحدد مجال الأراضي التي يشغلها السباعيون. وقد ورد في ظهير التملك بالأراضي إشارات إلى سالف خدمات السباعيين.

ظهائر ملكية توصي خيرا بالشرفاء السباعيين24598556 p.gif

وهكذا صار للقبيلة سند قانوني يضمن استقرارها ويعمل المخزن بمقتضاه على تصفية النزاعات التي كانت تظهر من حين لآخر بين السباعيين وجيرانهم. غير أن ذلك لم ينهي اضطراب منطقة الحوز وظعن قبيلة أولاد أبي السباع، إذ بمجرد ما تولى محمد بن عبد الرحمان الملك دخلت البلاد منعطفا جديدا، وهو حالة المغرب ما بعد «حرب تطوان» سنة 1860م المتميزة بتمرد قبيلة حاحا الذي أدى إلى هيمنتها على «قبيلة متوكة» المحاذية لمنتجعات السباعيين بـ«تغسريت» ما جعل القائد الحيحي عبد الله أبيهي يأمر السباعيين بطرد كل من دخل عليهم من المتوكيين الذين طاردهم هو بأسلوب تهديدي. وهكذا عادت القبيلة السباعية إلى المواجهات مع القبائل المجاورة واستمرت في ذلك إلى أن حل السلطان بمدينة مراكش سنة 1278هـ/1862م، حيث وجه كتيبة من الجيش نحو مواقع السباعيين بـ«بوجمادة» فاعتقلوا عددا من الفرسان والأعيان، ووضع الجميع في السجن لكن قابل أهل العلم والفضل منهم بالعفو، كما أمر بإطلاق سراح الآخرين بعد عقابهم. ومن هذا التواصل ما بين السباعيين النازلين بالحوز والسلاطين العلويين مرور الأمير مولاي الحسن بن السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان عبر مضارب هذه القبيلة في طريق عودته من سوس، حيث زار مقبرة رجال الخنيك، وقد فرح هؤلاء بقدومه[61].

يظهر مما سبق أنتتبع حركية مجال القبيلة السباعية والميكانزمات المتحكمة في ذلك والتي تتغير حسب المجال والزمن، بدءا بالترحال والبحث عن منابع المياه والمراعي، مرورا بعلماء وأولياء القبيلة السباعية من خلال تشييدهم لزوايا ومدارس علمية،إلى جانب علاقات القبيلة مع المخزن، والحروب القبلية، كلها عوامل ظلت فاعلة في إقامة أولاد أبي السباع بحوز مراكش.

أما عن علاقة السباعيين بالدولة العلوية فهي علاقة مد وجزر وقد أصدر الملوك العلويين العديد من الظهائر الشريفة التي تدعو لتوقير وإحترام قبيلة أولاد أبي السباع لنسبهم الشريف وعلمهم وشجاعتهم. و من بين هذه الظهائر ما أرفقه الدكتور محمد دحمان والدكتور مولاي حسن كنفاني كالتالي :

1_ظهير من السلطان مولاي إسماعيل العلوي مؤرخ بـ 1100هـ.

2ـ ظهير من السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي مؤرخ بـ 1199هـ.

3ـ ظهير من السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي مؤرخ بمحرم 1203هـ.

4ـ ظهير من السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي مؤرخ بمتم رمضان 1204هـ.

5ـ ظهير من السلطان مولاي عبد الرحمن بن هشام العلوي مؤرخ بـ 6 شعبان 1239هـ.

6ـ ظهير من السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن العلوي مؤرخ بـ 23 جمادى الثانية 1282هـ.

7ـ ظهير من السلطان مولاي الحسن بن محمد العلوي مؤرخ بجمادى الأخيرة 1291هـ.

8ـ ظهير من السلطان مولاي الحسن بن محمد العلوي مؤرخ بـ 8 جمادى الثانية 1309هـ.

9ـ ظهير من السلطان سيدي محمد الخامس بن يوسف العلوي مؤرخ بـ 19 ذو القعدة عام 1366هـ.

اعلام القبيلة

(1952 - 5 مايو 2017) هو رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية رئيس الدولة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية وصل إلى السلطة إثر انقلاب عسكرم في 3 أغسطس 2005 أطاح بالرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع ووعد العقيد اعلي ولد محمد فال بأنه سيسلم السلطة لرئيس منتخب بعد عامين من الانقلاب وهي ما أسماها بالفترة الانتقالية وبالفعل قام اعلي ولد محمد فال بتسليم السلطة بعد أقل من عامين. وقد كان مديرا للشرطة الوطنية الموريتانية منذ 1985 وكان من أقرب معاوني الرئيس السابق معاوية ولد الطايع قبل أن يطيح به، شكل العقيد ومجموعة من 18 عقيدا ما يسمى بالمجلس العسكري للعدالة والديمقراطية وقام المجلس بتسليم السلطة للرئيس المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله يوم 19 إبريل 2007.

في عام 1966 حصل على شهادة ختم الدروس الابتدائية متفوقا فأهّله ذلك للالتحاق بالتعليم العسكري الفرنسي الموريتاني المشترك والمبكر سافر في نفس السنة لفرنسا ودرس التعليم الإعدادي والثانوي بنظام عسكري وحصل على شهادة الباكالوريا والتحق بالأكاديمية العسكرية هناك حتى سنة 1973بعد عام من دخوله الأكاديمية العسكرية في فرنسا انتهت اتفاقية التكوين العسكري المشترك بين فرنسا وموريتانيا.

أُرسل ولد محمد فال للمغرب ودخل الأكاديمية العسكرية بمكناس أمضى ثلاثة سنوات أكمل فيها تعليمه الأكاديمي بالتوازي مع حصوله على ليسانس حقوق تخرج 1976 مع مرتبة الشرف العسكري الأولى.

تلك السنة 1976 استدعي للحرب بين موريتانيا وجبهة البوليزاريو وعُيّن في سابقة كضابط حديث التخرج يعهد له قيادة وحدات مستقلة في خطوط التماس الأولى والمتقدمة ضد جيش معادي ولقب بأسد الصحراء في تلك الحرب . كان دائما محطّ أنظار القيادة العسكرية في موريتانيا كضابط متعلم وعسكري من الطراز الأول . أُسندت له قيادات أكبر من رتبته دائما حسب العرف العسكري .

شارك سنة 1984 كعضو أساسي وحيوي في الإنقلاب الذي أطاح بالرئيس ولد هيدالة وكان أصغر المشاركين في هذا الانقلاب رتبة عسكرية لكن دوره كان محوريّا في الانقلاب .

من أهم ما يُميّز تاريخ الرجل تاريخه العسكري المشرف في الحرب وتاريخه خلال إدارته لجهاز الأمن فطيلة 20 سنة تولى فيها إدارة الأمن لم يشتكِ مواطن أو سياسي أو أجنبي من ولد محمد فال من واقع أنه سجنه أو ظلمه . سنة 2003 قام بالتنسيق السريع والمحكم مع قادة الوحدات العسكرية لما له من سمعة معروفة لدى العسكريين وأحبط أخطر المحاولات العسكرية في تاريخ موريتانيا خلال 48 ساعة.

وهو عضو مجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية.

وهو ثامن رئيس لموريتانيا منذ الاستقلال وسادس رئيس عسكري منذ إطاحته في انقلاب عسكري في 6 أغسطس 2008 بأول رئيس منتخب بشهادة الجميع واعترافهم سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله بعدما قام الأخير بإصدار قرار رئاسي بخلعه من رئاسة الحرس الرئاسي. انتخب رئيسا لموريانيا يوم 18 يوليو 2009 بعد انتخابات رئاسية أشرفت عليها المعارضة وقد فاز من الشوط الأول .

ولد بمدينة أكجوجت درس حتى السنة الثالثة إعدادي ارسل للمغرب ودخل الأكاديمية العسكرية بهاذه الشهاد بطلب من السلطات الموريتانية نظرا لقلة الضباط واعفي من شهادة الباكالوريا كشرط لدخول الأكاديمية وتخرج من الأكاديمية العسكرية بمكناس،وهو برتبة ضابط متخصص في الميكانيكاوكان تخرجه بعد الحرب ساهم في إفشال انقلاب صالح ولد حننا على الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع في عام 2003 مع ان وحدة الحرس الرئاسي التي كان يقودها من بين الوحدات التي انهارت في الساعات الأولى للمحاولة الانقلابية، لكن بعد فشل المحاولة تمت ترقيته بعدها إلى رتبة عقيد، إلا أنه لعب لاحقاً دور ا في انقلاب عام 2005 وظهر اسمه بين قادة الانقلاب الذي أطاح بالرئيس معاوية ولد الطايع، كما لعب دور بارز في تولي الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله لمنصب الرئاسة، وقد كافئه على دعمه فقام بترقيته إلى رتبة جنرال وهي أعلى رتبة مستحدثة في رتب الجيش الموريتاني، كما جدد تكليفه أيضا بقيادة الأركان الخاصة لرئيس الجمهورية. ترشح للانتخابات الرئاسية التي أجراها يوم 18 يوليو 2009 وهي الأولى بعد الانقلاب العسكري الذي قاده، واستطاع أن يحقق النجاح بها بعد حصولة على نسبة 52.58% من الأصوات

  • سيدي محمد الدرباكي السباعي

كان عالما فقيها، عابدا زاهدا. وكان قبل مجيئه إلى الشيخ ماء العينين كثيرا ما يطالع كتب التصوف بحثا عن شيخ التربية، حتى بلغه خبر الشيخ ماء العينين ومنزلته في التربية والسلوك، فشد الرحال إليه ووافاه في "تيرس" قادما إليه من مراكش.

مكث صاحب الترجمة عند الشيخ ماء العينين في تيرس ما يزيد على شهرين، فأجازه وصدره في الطريقة القادرية. وصار بعد ذلك يستنسخ مؤلفات الشيخ بخط يده. وكان رحمه الله كثير العبادة، كثير البكاء من خشية الله.

تُوفي رحمه الله سنة 1315هـ.

وصفه الحسن بن اليماني بقوله: «الولي الصالح العلامة الأديب العفيف الورع الزاهد الشريف سيدي محمد الدرباكي رحمه الله وقدسه. وبسببه أنقذني الله من ظلمات الجهل وموارد الردى...وكانت بيني وبينه محبة وصداقة ما تقدمت ولا تأخرت لي مع أحد، وكان يدلني على الخير ويسعى لي فيه، وهو الذي عرفني بطريقة شيخنا سيدي ماء العينين رضي الله عنه ورغبني فيها، وذكر لي كثيرا من كراماته وصححها لي...وطالت مرافقتي له أزيد من العشرين سنة وما رأى مني ولا رأيت منه ما يكدر الخواطر والحمد لله».

ترجم له العلامة الشهير محمد المختار السوسي فقال عنه:

ملاقاته للشيخ الإلغي:

كان من عادة الشيخ الإلغي أن يزور العلماء، فلذلك يقصد بطائفته هؤلاء العلماء السباعيين، فيلاقونه ملاقاة احترام وإجلال وإكبار، فمتى علموا أنه مقبل عليهم يخرج الأستاذ وطلبته فيتلقون الشيخ خارج البلد بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والشيخ وأصحابه بذكرهم المعلوم ثم يبيت الجميع على الذكر. ففي بحبوحة هذا الحال اختطف المترجم، والشيخ وأصحابه نازلون عندهم، فكاد ينخرط فيهم لولا والده الذي أخذ بحجزته، ولكن سيدي عبد القادر إن لم يكن معهم بقالبه فهو معهم بقلبه، فيستدعي أصحاب الشيخ المجاورين لـ (الساعدات) ويذكر معهم ويعتريه حالهم، ويكاتب الشيخ كتابة مريد مستسلم إلى شيخه المربي. وكان هذا الاتصال في أخريات أيام الشيخ، ثم دام على هذا الحال مدة عمره. وقد زار مرة الزاوية (الإلغية) ويتمنى لو دام له الاتصال بأهل الله، وهو الوحيد الذي أخذ عن الشيخ كمريد من العلماء السباعيين.

نتف من أخباره:

له مواقف تشبه مواقف والده، فقد واقف القائد إبراهيم بن عبد الملك المتوكي في قضية أرض القبيلة، وصارحه في الكفاح المحقق عن ذلك. وفي سنة 1361هـ جرف سيل عرم قرية (الساعدات) فأصيب كل ما في القرية، فتهدمت دار الأستاذ، فاضطر إلى أن يصلح دار القائد ولد بلعيد، فأعانه كل محب لجانبه، فسكن فيها، وحين كان المؤمن يصاب لم تكن هذه أول مصيبة أصابته، بل دب إليه مرض (الروماتيزم) من نحو 1353 هـ، فلم يزل يتكاثر حتى اشتد نحو 1360هـ، فكان لا يقدر أن يسير على رجليه بل كان يرفع بكرسي. وقد يرد علينا بـ (مراكش) بعد 1365هـ، فيحمل إلى دارنا في حالة تذيب النفوس، ووجهه مع ذلك وضئ مستنير، يقطر بشاشة، وعلى هذه الحالة زار (إلغ) ويختلف إلى الحواضر وهو في السيارة جالس وفي غيرها محمول.


كان كثير الإنشاد، يستحضر الأدبيات، رقيق القلب في مجالس الذكر، سائل الدمعة، خاشعا أواها، مع علو نفس، وعزوف عن السفاسف، ملازما للبزة البيضاء، فيكون فيها كالبدر في عليائه ليلة الصحو، ولم في هذا المرض الذي يسافر معه كما رأيت إلى أن توفي في الخامسة عشية يوم الاثنين 25 ذي القعدة 1368 هـ/1948م.

وترجم له الأستاذ الحبيب أرسموك فقال عنه:

"هو العلامة المتمكن الأديب الحائز المتميز في فنون العلم والأدب، فريد عصره ووحيد زمانه، أوصافه في الزهد والورع في العلم والكرم لا تصفها الألسنة ولا تعد ولا تحصى، ولا يشق له الغبار في الأدب والبلاغة والبيان ذا شهرة طنانة في الأوساط العلمية، وكان متواضعا لين الجانب، حسن السريرة، طيب الأخلاق، رقيق العاطفة، كثير العطاء، سخيا كريما تلازمه الحقيقة والوفاء (...)

وكان له ارتباط كلي بالعلامة الشيخ شعيب الدكالي الصديقي رحمه الله"


  • إبراهيم بن أحمد سالم ابن السباعي

هو إبراهيم بن أحمد سالم بن إبراهيم بن أحمد سالم بن عبدي بن السباعي بن الحاج عبد الله بن امحمد بن الحاج بن سيدي أحمد (الملقب أدميس) بن عبد الوهاب بن عبد المنعم بن سيدي عمارة بن إبراهيم بن أعمر بن الولي الصالح عامر الهامل المكنى بأبي السباع الإدريسي الحسني الهاشمي (الجد الجامع لقبيلة الأشراف أولاد أبي السباع). فهو ينتسب إذن إلى بطن (أهل الحاج عبد الله) المنتمي لفخذ (المثلوثة) من قبيلة الأشراف أولاد أبي السباع.

أما والدته، فهي الهليلة بنت محمد بونا بن محمد أعلي من قبيلة (لبَّيْدات) من فخذ (أولاد الشويخ).

ولد إبراهيم ابن السباعي سنة 1955م بمدينة سان لوي (Saint louis) بجمهورية السنغال.

بدأ إبراهيم ابن السباعي نشأته التعليمية عند بلوغه سن السابعة من العمر، فقد درَّسه عمه إبراهيم الخليل بن سيدي أحمد ابن السباعي على شيخ يسمي أحمد لولي بن سيدي الهادي التركزي في ٱدرار حيث درس عليه القرٱن الكريم وما تيسر من المتون، ثم عاد إلى والده أحمد سالم ابن السباعي المقيم بالسنغال آنذاك سنة 1977م ودرس عليه علم الحساب الذي كان متخصصا فيه. ومن تلك الفترة تفرغ لممارسة التجارة إلى حد الساعة.

كان إبراهيم بن أحمد سالم ابن السباعي مولعا بالحساب حيث إنه كان يتمتع بذكاء لا مثيل له ولقد ألف في ذلك مؤلفين هامين هما:

  • 1- "التقريب الخائض في تسهيل الفرائض"، وقد طبع بمطبعة البركة بنواكشوط سنة 2008م. ويمكن القول بأن هذا الكتاب أقرب إلى الابتكار من التأليف ولقد جاء هذا المؤلف لتبسيط نصف العلم (علم الفرائض) على العالم الإسلامي، وذلك عن طريق ابتكار طرق (أصول) للتركة تكون ثابتة تقسم بها أي مسألة من مسائل التركة.
  • 2- "الفاتح من سبتمبر 69 الخائض في تسهيل الفرائض"، وقد طبع بمطبعة البركة بنواكشوط سنة 2009م. وكان سبب هذا الابتكار إضافة إلى تبسيط التركة هو ربط تاريخ الثورة الليبية 1969 بعلم الفرائض بحيث يصبح تاريخ الثورة تقسم به أي مسألة من مسائل التركة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذين المؤلفين قد حصلا على تزكيات من جُل علماء موريتانيا من بينهم العلامة حمدا بن التاه الديماني والعلامة محمد سالم بن عدُّود المباركي رحمه الله وغيرهم.

كما أن هذين المؤلفين يهتمان بالمجال التطبيقي لعلم الفرائض وذلك لصعوبة هذا المجال.

  • الشريف إبراهيم بن محمد ابن الَخْلِيفَه البقاري السباعي

يعتبر إبراهيم بن محمد ابن لَخْلِيفَه البقاري السباعي هو باني منارة مسجد شنقيط الشهيرة، وفي هذا الصدد، يقول الفقيه محمد الهيبة بن اطفيل الغلاوي: «...وإن تسابقت مدننا إلى المجد فإن شنقيط إحدى المدن السبعة حل فيها المجد حيث شيد منارة مسجدها العتيق الشريف المنيف إبراهيم بن محمد بن الَخْلِيفَه السّباعي بحجارة نادرة أتى بها من نحو الأربعين كيلو مترا شمال عاصمتنا التاريخية من جبل يدعى "اجْدَيْدَه" وكان يحملها على جماله وكلّما توقفت دابة نحرها لعمّاله».

  • الرئيس المجاهد اعلي سالم بن الفاضل السباعي

هو المجاهد البطل الرئيس اعلي سالم بن محمد بن إبراهيم بن الفاضل بن سيدي عبد الله بن سيدي عبد القادر بن الحاج امحمد بن الحاج أحمد بن امحمد بن الحاج بن سيدي أحمد الشهير بـ "ادْمَيْسْ" بن عبد الوهاب بن عبد المنعم بن سيدي عمارة بن إبراهيم بن أعمر بن عامر الهامل المكنى بأبي السباع. ينتمي إلى فصيلة "أهل سيدي عبد القادر"، من بطن أهل سيدي عبد الله.

وقال عنه الباحث د. محمد الحسن ولد محمد المصطفى: «كان من رجالات منطقة الساحل والجنوب الغربي فضلا ودينا وعلما وأخلاقا وكرما، وكان غنيا منفقا على الفقراء مورودا من ذوي الحاجات» توفي رحمه الله سنة 1363هـ/ 1944م.

  • الولي الصالح الفقيه أحمد فال بن امْبَيْرِيكْ الَحْمَيْدِيّ السِّباعيّ
  • ربيعة بنت الشيخ الحضرمي بن الشيخ أحمد الكريمية السباعية

هي السيدة ربيعة بنت الشيخ الحضرمي بن الشيخ أحمد الكريمية السباعية، الراضية المرضية المتصوفة التقية السيدة ربيعة الملقبة "نيسان بوها" نشأت في صيانة وأدب وكفالة حسنة ما شاء الله، وقرأت على أبيها العلامة الشيخ الحضرمي القرآن ، وكانت نجيبة ولها حظ من العلوم، لها ذرية من الفقيه المجاهد العالم الزاهد الشاعر المفلق المشارك المحقق قاضي الجماعة صاحب القناعة العابد الناسك المتواضع الشيخ سيدي محمد بن عبد العزيز بن حامني الغلاوي.

هو العلامة والولي الصالح القاضي ابن اعْلِي امَّمُّو بن درميم، وينتهي نسبه إلى محمد الكبير (جد أولاد المؤمنة) بن سيدي عمارة بن إبراهيم بن اعمر بن عامر الهامل المكنى بأبي السباع الجد الجامع للأشراف السباعيين. أما والدته، فهي الشريفة السباعية مريم بنت سيدي امحمد بن ادميس بن عبد الوهاب بن عبد النعيم بن سيدي عمارة بن إبراهيم بن اعمر بن عامر الهامل المكنى بأبي السباع الجد الجامع للأشراف السباعيين. [ابن الشيخ المصطفى الأبييري، إماطة القناع، ج.2، ص.147]. ترجم له المؤرخ المرحوم سِدَاتِ ابن الشيخ المصطفى الأبييري، فقال عنه ما نصه: ”هو الفقيه والولي الصالح الْقَاضِي بن اعْلِي امَّمُّو من مسادير العالم الجليل سيدي الْفَال المعروف بشيخ الشيوخ الحسني (أولاد بوالفالي)، وقد عده صاحب [فتح الشكور] في المذهب المالكي من بين الشيوخ الستة المشهورين بالعلم والصلاح الذين تصدروا على يد شيخ الشيوخ المذكور، وهم: (1) أحمد بابه الإجيجبي ومن ذريته أهل الشيخ القاضي، وآل حبيب الله بن القاضي. (2) الفقيه مسكه بن بارك الله الشمشوي. (3) الفقيه القاضي ابن اعْلِي امَّمُّو السباعي المذكور. (4) الفقيه سيدي أحمد العلوي، ومن ذريته الشاعر المشهور محمدو بن محمدي العلوي. (5) الفقيه بابه نحمود الحسن الحسني (أولاد اعمر أكداش) ومن ذريته الشاعر المشهور محمد فال بن عينينا. (6) الفقيه محنض بن أحمد بن كنته الحسني (إدو كدشل) ومنذريته آل الشيخ بن أمي. وفيهم يقول الأستاذ المؤرخ اللغوي الأديب أحمد محمود بن يداد الحسني:

عن نجل يداد الرضى محمود=من بعد أحمد ذي الهدى والسود

شيخ الشيوخ مؤلف=فتح الشكور جا به يعرف سماه سيد الفاضل القبيلة=أولاد بو الفال ومنه جلة قد صدرت أحمد باب جيجب=أصوله وشيخنا المهذب القاضي مع آل حبيب الله=من نسله فبهم يباهى ونجل بارك الإله الشمشوي=مسك الفقيه منهم منهم أيضا روي كذا القاضي أي نجل اعْلِ=مَّمُّ السباعي الشهير الفضل من بِأَنَاجِيمَ ضريحه استقر=من بعد صيت وفخار قد بهر والعلوي سيد أحمد الأغر=من نسله نجل محمدي قد ظهر وباب نحمود الرضى الأكدشي=فانسب له الفضل ولا تحاش محمد فال بن عينين المجيد=من نسله وكان ذا صيت مديد محنض نجل أحمد بن كنت من=من صدروا عنه من أبناء حسن من فخذ دو كدشل ذا المذكور=ونسله في قومه مشهور فتح الشكور ذا مؤلف على=مذهب مالك إمام الفضلا وكان الشيخ الْقَاضِي ابن اعْلِي امَّمُّو السباعي علما من أعلام عصره في العلم والصلاح، وكان صاحب كرامات وخوارق في حياته، وبعد مماته كان قبره مزارا شهيرا يفد إليه الزوار من جميع الأنحاء، ومما يروى من كراماته بعد وفاته أن الصالح الشهير عبد الله بن سيدي محمود الحاجي مر بضريحه عند (أناجيم) على أثر إبل له ذهب بها (أهل التل)، وبات عنده متوسلا به لقضاء حوائجه، ومنها تيسير مهمته وهي رجوعه بإبله سالما من أيدي هؤلاء الصائلين، وخاطبه بهذين البيتين:

أيا شيخنا القاظي إمام الأكابـر=ويا قمرا مثواه بين القناطـر

نزورك للحاجات تقضى بأسرها=وللدين والدنيا وجبر الخواطر وعندما أصبح نظر فإذا بإبله جميعها مجتمعة عليه قرب الضريح،

فتعجب من ذلك، وشاعت هذه الحادثة في تلك النواحي. .[64]

وتطرق له الباحث الدكتور محمد دحمان في معرض حديثه عن الشيوخ السباعيين الذين ساهموا في ترحل السباعيين، حيث قال: ”... ومن هؤلاء الشيوخ الظاعنين (يقصد الشيوخ السباعيين)، هناك القاضي بن اعْلِي امَّمُّ السباعي الذي درس بأرض الـگبلة، وترحل ما بين الترارزة وإينشيري وزمور، وكانت وفاته عند منطقة (عظم أناجيم) غير بعيد عن (كَدْيَة اِيجَّلْ) بشمال موريتانيا، وكان يعود إليه السبب في ترحل السباعيين بمنطقة الترارزة الجنوبية. كما تميز بطلب العلم والترحل من أجله وتحصيله إلى درجة الإتقان، قال عنه الشيخ محمد المامي بن البخاري (ت. 1875م):

والقاضي الأتقى بن عَلِي امَّـمُّ=جاورهم إتقانه قصرت عنه الأتَاقِينُ

وقال الشيخ يَابَ بن مَحْمَادِي السَّمْلالي، وهو شيخ مدرسة عتيقة بنواكشوط، معلقا على هذا البيت: « إن الشيخ محمد المامي قال هذا البيت في معرض تزكية قبيلته (أهل بارك الله) بأن العلماء العاملين خالطوهم وجاوروهم وما جرحوا سيرتهم الحميدة بمنع زكاة أتباعهم ولا غير ذلك، وفي هذا المعرض ساق مجاورتهم للقاضي السباعي ابن عَلِي أمَّمُّ، وأن معنى قوله: (إتقانه قصرت عنه الأتَاقِينُ)، أنه كان في طلبة للعلم على عالم العلماء في القبلة البوحسني (نسبة لإدَابْلَحْسَنْ): الْفَال بن الْفَال، وهؤلاء الطلبة منهم المختار بن أتفاغ موسى اليعقوبي القاضي الشهير، ومنهم ابن رازگة العلوي الشاعر الشهير، ومنهم مسكة الخير بن بارك الله، وقد ذكر غير هؤلاء من العباقرة، فجاء الشيخَ البوحسني عالم من علماء القبلة، فسأله عن ما حصّل هؤلاء من العلوم الإسلامية مثل: اللغة، والبيان، وعلم الكلام، والتوحيد، والنحو، والفقه، فما سأله عن أحد من طلبته إلا قال له أنه آية من آيات الله في التحصيل إلا أن السِّباعيَّ فاقه في التحصيل في تلك الفنون كلها. وهذا معنى قول الشيخ محمد المامي: (إتقانه قصرت عنه الأتَاقِينُ).» [محمد دحمان، الترحال والإستقرار، ص.101-102].[65]

[66]وعن جهود القاضي ابن اعْلِي امَّمُّو السباعي وتضحياته في طلب العلم، يقول الشيخ محمد الحسن بن الددو الشنقيطي: ”... وقد اشتهرت محضرة شيخ الشيوخ الحسني وتوافد الناس إليها من شرق هذه البلاد وغربها، وكان من الوافدين إليها الذين أخذوا أسانيد الشيخ ونشروا علمه، القاضي ابن اعْلِي امَّمُّو السباعي من قبيلة (أولاد أبي السباع)، ولزم الشيخ عشرين سنة انقطع فيها عن أهله بالكلية، ولازم الشيخ، وقال: «لن أتركك حتى تُخرِج إليّ المكنون من علمك»، فلزمه حتى أخذ كل ما عنده، ثم خرج واستقر في منطقة (آدْرار)، فنشر العلم بها. وكان من طلابه الفقيه (الخطّاط) المشهور (ت 1196هـ) الذي أصبح مرجعاً لهذه البلاد لشرقها وغربها جميعاً، وقد بذل الفقيه (الخطاط) جهوداً مضنية في طلب العلم، فقد كان فقيراً لا يملك إلا ناقة جرباء، فركبها حتى بلّغته حضرة الشيخ القاضي ابن اعْلِي امَّمُّو السِّباعي، فلما بلغ حضرة القاضي، باع ناقته، فأراد أن يشتري بها كتاباً، ثم احتاج إلى الملابس، فاشترى ملابس يلبسها بثمن ناقته، وجلس زماناً طويلاً في طلب العلم، وكان بعد ذلك إذا رأى من يجد في طلب العلم من طلابه يتذكر هو الحالة التي وصل بها إلى القاضي اعْلِي امَّمُّو السِّباعي“. [الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي، نماذج من تضحيات علماء الشناقطة، عن موقع: إسلام ويب] وذكر صاحب (كتاب العمران) أن القاضي ابن اعْلِي امَّمُّو أهدى كتاب (الإتقان في علوم القرآن) لمسكة بن بارك الله فيه وطلب منه أن يعلم له أبناءه النحو، فقال له: « ذلك على أخي عبد الله هو أعرف مني بالنحو وأهديه الكتاب يعلم لك أبناءك » [محمد عبد الله بن البخاري، كتاب العمران، مخطوط].[67]

لفقيه العلامة، العالم المشارك؛ أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحفيد السباعي ثم المراكشي، ولد رحمه الله في أواسط العشرة الخامسة من القرن الثالث عشر للهجرة بمدينة مراكش، ونسبه يتصل بشرفاء أولاد ابن السبع من فخذ يعرفون بالعبيدات، وكان للسباعيين صيت بالمغرب الأقصى، وقفرهم قريب من سوس، وكانت الرئاسة فيهم قديما وحديثاً، واشتهر فيهم الفضلاء والعلماء.

وتميز المسار العلمي لمترجمنا بانقسامه إلى مرحلتين؛ مرحلة دراسته الأولى التي كانت بين مسقط رأسه وبين قبيلة دمسيرة التي حفظ بها القرآن الكريم وبعض المتون المتداولة، وكان من أبرز شيوخه في هذه المرحلة الفقيه العالم سعيد بولواح الدمسيري، والشريف الجليل مولاي الصادق العلوي، والعلامة المشارك سيدي أحمد المرنيسي (ت 1277هـ)، ثم المرحلة الثانية وهي التي رحل فيها إلى فاس قصد استكمال أصناف العلوم العربية والإسلامية فأخذ بها عن الشريف العلامة مولاي عبد المالك الضرير العلوي، والعلامة سيدي المهدي ابن الحاج، والشريف مولاي مَحمد بن عبد الرحمان العلوي، والحاج عمر ابن سودة، والفقيه سيدي محمد المكناسي وغيرهم.


وكانت نتيجة تحصله أن أصبح صدراً من صدور العلم في زمانه، موفور الحظ في علوم شتى؛ كالتفسير والحديث والأصول والفقه المالكي، وفي الأدب واللغة والعروض والتاريخ، وقد أهله هذا التكوين العلمي الرصين لتولي مهام كثيرة منها: رئاسة الفتوى في مراكش مع كثرة من كان بها من الشيوخ إذ ذاك، بل وكانت ترد عليه الأسئلة من كافة أنحاء المغرب، كما كان رحمه الله دؤوباً على التدريس صيفاً وشتاء لأزيد من نحو نصف قرن بمدينة مراكش التي استقر بها بعد أن رجع إليها من فاس، فلاقى قبولا كبيراً، وأخذ عنه جل معاصريه، وكان يحرص على حض الطلبة وتحريك همهم على العلم والأخذ، وكثيراً ما ينشد في دروسه:

قالت مسائل سحنون لقـارئها بالدرس يدرك مني كل ما استترا

لا يدرك العلم بطال ولا كسل ولا ملول ولا مَن يألف البشـرا

وقد أكسبته المكانة المتميزة التي حظي بها بين أقرانه وعلماء بلده تقدير وثناء معاصريه من العلماء، منهم تلميذه العباس بن إبراهيم المراكشي الذي قال عنه في الإعلام: «... فالمترجم رحمه الله شيخنا الإمام سواه الله من طينة الشرف والحسب، وغرس دوحته الطيبة بمعدن العلم الزكي المحتد النسب، الفقيه العلامة الذي تمشي تحت علم فتياه العلماء الأعلام...».

وكان لتكوينه العلمي الرصين أثر في غَزَارة وتنوع التآليف المفيدة التي أغنى بها رحمه الله الرصيد العلمي، فمن آثاره: «شرح الأربعين النووية»، ومنها تاريخه المسمى: «البستان الجامع لكل نوع حسن وخبر مستحسن في بعض مآثر السلطان مولانا الحسن»، وتأليفه عن الحماية سماه: «كشف الستور عن حقيقة كفر أهل بسبور»، ومن مؤلفاته أيضا: «شرح خطبة الخرشي لمختصر الشيخ خليل»، و«تقييد في ختمة المختصر»، «رسالة في مدح القلم والحض على الكتب الخطية والاعتناء بها»، ومنها «سيف النصر لدفع الإيهام، وذكر موجب محبة ذرية مولانا هشام».

كانت وفاة المترجم رحمه الله في الساعة الواحدة من ليلة يوم الاثنين سادس رجب عام 1332هـ، ودفن بضريح الشيخ الغزواني بمراكش.[68][69][70][71]



قائد على فخذة أولاد عمران من قبيلة أولاد بو السباع سنة 1312هـ / 1894م، وذلك عندما قسمت القبيلة السباعية الى ثلاث إيالات بعد وفاة السلطان مولاي الحسن الأول العلوي، وكان مقر قيادته في قرية أولاد الزبير بالمنطقة المسماة بوجمادي على مقربة من وادي بوعنفير ، وقد ناصبه القائد عبدالمالك المتوكي العداء فعمل على خلعه سنة 1899م، تطبيقا لسياسته التي كانت تهدف الى بث التفرقة بين القياد السباعيين ليحول الصراع بين مختلف أفخاذ القبيلة السباعية دون توحيد كلمتها تمهيدا للاستيلاء عليها، وتولي مكانه القائد بّيه بن بلعبيد السباعي ، ولما اغتيل هذا الأخير في بلدة تالات نيعقوب من طرف بعض اكلاوة، انتقاما منه لخضوعه للقائد الطيب الكنتافي، عاد القائد علي بركاتو الى منصبه، وقد ظهرت عدة خلافات بينه وبين قائدي فرقة أولاد عمرو وهما القائد مبارك بن البشير السباعي والقائد يرعاه السباعي ، وكانا يطالبانه بأداء نصف الواجبات المخزنية والقيام بنصف الكُلف، بينما كان هو متشبثا بأداء الثلث الذي يلزمه فقط بدعوى أن أرض القبيلة كانت مقسمة أثلاثا بين الايالات الثلاث، ولما تدخل المخزن قُسمت أرض القبيلة مناصفة ساقية وبورا بين أولاد عمرو وأولاد عمران ، فصار يلزمه وحده نصف المتطلبات المخزنية من كُلف ووظائف وغيرها.[72]

مصادر

  1. ^ PAUL MARTY (1915). LES TRIBUS de la HAUTE MAURITANIE (PDF). PARIS FRANCS. p. 96.{{cite book}}: CS1 maint: location missing publisher (link)
  2. ^ السباعي عبد الله بن المعطي بن احمد الصحراوي (1940). الدفاع وقطع النزاع عن نسب الشرفاء أبناء أبي السباع.
  3. ^ الحسن بن الطيب بن اليماني بوعشرين سنة 1863م. التنبيه المعرب عما عليه الآن حال المغرب. pp. 162–163.{{cite book}}: CS1 maint: numeric names: authors list (link)
  4. ^ أ ب هسبريس - الشيخ اليوسي, hisspress (2016). "أولاد بالسباع".. مسار قبيلة صحراوية تجاوزت حدود المغرب. maroc.{{cite book}}: CS1 maint: location missing publisher (link)
  5. ^ قبيلة الشرفاء السباعيون. 2016.
  6. ^ الدكتور حمداتي شبيهنا ماء العينين (1998). قبائل الصحراء المغربية أصولها جهادها ثقافتها. Maroc: المطبعة الملكية الرباط. pp. 156-157-158-159-160-161-162-163- "164". {{cite book}}: External link in |last= (help)
  7. ^ الأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي (2012). الجواهر الباهرة في النسب الشريف وما تفرع من آدم إلى أزمنتنا الحاضرة. المغرب: دار الكتب العلمية. pp. 167-168-169-170-171. ISBN 9782745169969.
  8. ^ Ghislaine Lydon (2009). On Trans-Saharan Trails: Islamic Law, Trade Networks, and Cross-Cultural Exchange in Nineteenth-Century Western Africa. Usa.California Los Angeles: University of California, Los Angeles. ISBN 9781107611788. {{cite book}}: External link in |location= (help)CS1 maint: location (link)
  9. ^ الرابطة المحمدية للعلماء. ترجمة الجد الجامع عامر الهامل.
  10. ^ سدات ابن الشيخ مصطفى (2001). إماطة القناع عن شرف أولاد أبي السباع. Archived from the original on 1900. {{cite book}}: Check date values in: |archive-date= (help)
  11. ^ أ ب ت لشقر مولاي أحمد بن مولاي المامون السباعي. الإبداع والإتباع في تزكية شرف أبناء أبي السباع (PDF). [مطبعة الجنوب بالدار البيضاء]. p. 97.
  12. ^ الأستاذ عبد السلام العمراني الخالدي (2012). الجواهر الباهرة في النسب الشريف وما تفرع من آدم إلى أزمنتنا الحاضرة. دار الكتب العلمية. pp. 167-168-169-170-171. ISBN 9782745169969.
  13. ^ عبد الفتاح فتحى عبد الفتاح ابو حسن شكر. الإحياء بعد الإنساء - الجزء الثانى. p. 521.
  14. ^ الدكتور الشريف كمال الحوت الحسيني رئيس جمعية السادة الأشراف في لبنان (2003) [2003]. "P52". جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية. دار المشاريع للطباعة والنشر والتوزيع. p. 340.
  15. ^ ذ. أحمد الشيباني الإدريسي (1987). كتاب مصابيح البشرية في أبناء خير البرية (PDF). مكتبة علوم النسب. pp. 164-247-249.
  16. ^ [1]الدكتور محمد دحمان (2012). دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب بين الترحال والاقامة : دراسة سوسيو-أنثروبولوجية حول أولاد بالسباع. الرباط : مطبعة طوب بريس: . p. 351.
  17. ^ أ ب حسناء بوتوادي (2016). التوزيع الجغرافي حسب القرى والدواوير لأبناء أبي السباع بالحوز.
  18. ^ ابن رحمون. ـ" النجم الزاهر في الذرية الطاهرة"، مخطوط الخزانة الملكية بالرباط.
  19. ^ الأوبيري، أبو الفضل التهامي بن مبارك. ، "إتحاف الخل المواطي ببعض مناقب الإمام السكياطي"، مخطوط الخزانة الملكية بالرباط، رقم ك. 1036.
  20. ^ صالح بن بكار السباعي، الأنس والإمتاع في أعلام الأشراف أولاد أبي السباع، دار وليلي للطباعة والنشر، مراكش، 2000
  21. ^ كتاب 1989. معلمة المغرب: قاموس مرتب على حروف الهجاء يحيط بالمعارف المتعلقة بمختلف الجوانب التاريخية والجغرافية والبشرية والحضارية للمغرب الأقصى, Volume 3. دار الأمان، الرباط.{{cite book}}: CS1 maint: numeric names: authors list (link)
  22. ^ صالح بن بكار السباعي، ”شهداء الطويحيل“ مقال مرقون بحوزتنا نسخة منه
  23. ^ http://cham.fcsh.unl.pt/ext/portugalemarrocos/files/sources_portugal_tomo_II_prt_1.pdf
  24. ^ https://www.arrabita.ma/museums_cartes/cartes/cartes_sa9ya_hamra/إمريكلي.html
  25. ^ https://qabilati.blogspot.com/2016/10/blog-post.html?m=1#more
  26. ^ دور قبائل الأشراف السباعيين في الجهاد ضد البرتغاليين.
  27. ^ sebai. Ouled Bou Sbaa.
  28. ^ PIERRE DE CENIVAL. L' HISTOIRE DU MAROC (PDF). PORTUGAL. p. 417.
  29. ^ ياسين التويجرات السباعي / عمر البكاري السباعي (2022). قبيلة أولاد أبي السباع بين العلم والجهاد دراسة على ضوء التاريخ. المغرب. p. 105.{{cite book}}: CS1 maint: location missing publisher (link)
  30. ^ سيدي عبد الله بن عبد المعطي السباعي، الدفاع وقطع النزاع عن شرف أولاد أبي السباع، المطبعة الاقتصادية، الرباط، 1940م
  31. ^ السباعي (2010). Dates historiques de la tribu Sbai.
  32. ^ الاشراف الادارسة والعلويين بالمغرب.
  33. ^ السباعيون من خلال مخطوط سنة1729. 1729.
  34. ^ "ولاد بالسباع" من المغرب إلى موريتانيا. 2011.
  35. ^ Mohamed Zalmadi Mzali (2008). قبائل شيشاوة ( قبيلة أولاد ابن السباع ).
  36. ^ أعلام قبيلة أولاد ابي السباع.
  37. ^ مقاومة قبيلة اولاد بسباع للاحتلال الفرنسي سنة 1912. 2020.
  38. ^ Gallimard (1925). La Nouvelle Revue Française QUABANTE-SEPTIEME.
  39. ^ الأستاذ الباحث في الثاريخ مولاي حسن كفناني. "قبيلة أولاد أبي السباع القرن التاسع عشر". p. 542.
  40. ^ نسب الاشراف السباعيون.
  41. ^ الأشراف السباعيون الأدارسة.
  42. ^ العلامة أبي عبد الله محمد الصغير بن عبد المعطي السباعي سنة 1769. شنوف الأسماع بنسب أولاد أبي السباع.{{cite book}}: CS1 maint: numeric names: authors list (link)
  43. ^ تحقيق-ال الغازي السباعيون الادارسه الحسنيون- تاريخ مشرف عبد المولي والعباس وهما ابناء عبد.
  44. ^ محمد السعدي رجراجي (2000). الفقيه محمد بن أحمد العبدي الكانوني: حياته وفكره ومؤلفاته. Maroc: جمعية اسفي للبحث والتوثيق،.
  45. ^ التويجرات السباعيين
  46. ^ "سيدي ملوك بن اعمر". المعهد الفاطمي المحمدي. 17 مارس 2020.
  47. ^ https://www.hespress.com/%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%B9-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AC-294241.html
  48. ^ ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.117-120
  49. ^ ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.59
  50. ^ التوزيع الجغرافي حسب القرى والدواوير لأبناء أبي السباع بالحوز.
  51. ^ أ ب أحمد بن خالد الناصري (1954). الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى. دار الكتاب – الدار البيضاء. صفحة 111
  52. ^ كان من أكابر المشايخ الأعيان، وجلة المشاهير من أهل هذا الشأن، له مآثر جمة، وأحوال سنية حسنة، صحب الشيخ عبد الله الغزواني وعول عليه، وانتسب إليه، واختصم فيه الشيخان عبد الله الغزواني، وعلي بن إبراهيم البوزيدي. كما أن الملوك السعديين كانوا يبجلون ويوقرون كل من انتسب إلى سيدي عبد الله بن ساسي. توفي ـ رحمه الله ـ ليلة الجمعة السادس والعشرين من شعبان سنة إحدى وستين وتسعمائة، ودفن بزاويته على ضفة وادي نسيفة «تانسيفت» بمقربة من «مراكش»، وقبره مزارة مشهورة هنالك وعليه بناء حفيل. انظر: الإعلام بمن حل مراكشوأغمات من الأعلام، للمراكشي، راجعه عبد الوهاب ابن منصور،المطبعة الملكية، الرباط، الطبعة الثانية 1413هـ/1993م، (8/275)،(10/402)، والاستقصا (4/111)،(5/20)،(5/87).
  53. ^ مغاربة في البرتغال، لأحمد بوشرب، منشورات كلية الآداب بالرباط، مطبعة فضالة المحمدية، 1996م، (PDF).
  54. ^ 9)تحفة الأحقاب فيما لاستقرار السباعيين في شيشاوة من أسبابوما لهم وللشيشاويين الركراكيين في العلم والجهاد من أقطاب، لعمر العلاوي، طبع بشيشاوة سنة 2012م، (ص21).
  55. ^ أ ب ت الفقيه محمد بن إبراهيم بن محمد التكرور الحسني المراكشي (1914م). البستان الجامع لكل نوع حسن وفن مستحسن في عد بعض مآثر السلطان مولانا الحسن، (الورقة 97)، مخطوط.
  56. ^ دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص98ـ99).
  57. ^ انظر: قبيلة أولاد أبي السباع خلال القرن التاسع عشر (ص95).
  58. ^ الاستقصا (3/50).
  59. ^ راجع: قبيلة أولاد أبي السباع في القرن التاسع عشر،لمولاي حسن كنفاني، رسالة دكتوراه في التاريخ بكلية الآداب بالرباط 1987ـ1988م، (ص97)، ودينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص100ـ103).
  60. ^ الإعلام، للمراكشي (2/417).
  61. ^ دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص104ـ105).
  62. ^ https://www.aljazeera.net/news/arabic/2008/8/7/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%88%D9%84%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-2
  63. ^ https://www.africaintelligence.com/insiders/mauritania/2013/02/04/oulad-bou-sbaas-deep-into-mining/107942684-be2
  64. ^ إماطة القناع، ج.2، ص.136-137
  65. ^ محمد دحمان، الترحال والإستقرار، ص.101-102
  66. ^ محمد دحمان، الترحال والإستقرار، ص.101-102].
  67. ^ محمد عبد الله بن البخاري، كتاب العمران، مخطوط
  68. ^ سدات بن الشيخ المصطفى الأبييري، إماطة القناع عن شرف أولاد أبي السباع، الجزء الثاني، طباعة مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين، نواكشوط، 1422 هـ/2001 م.
  69. ^ - De la Chapelle (F), «Esquisse d’une histoire du sahara occidental», acte du 7eme congrès de L’IHEM, Rabat, 1930.
  70. ^ سدات بن الشيخ المصطفى الأبييري، إماطة القناع عن شرف أولاد أبي السباع، الجزء الثاني، طباعة مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين، نواكشوط، 1422 هـ/2001 م.
  71. ^ WESTERN SAHARA. 1960. p. 519.
  72. ^ https://qabilati.blogspot.com/2016/11/blog-post_11.html


G-GNR7M3RQJF


صفحات ذات صلة

  1. عامر ابي السباع
  2. إدريس الثاني
  3. محمد بن إدريس