حملة الخليج العربي 1809

حملة الخليج العربي
Persian-gulf-dubai-mus.JPG
خريطة الخليج العربي، 1851.
التاريخسبتمبر — ديسمبر 1809
الموقع
النتيجة انتصار البريطانيين
المتحاربون
Flag of the United Kingdom.svg المملكة المتحدة
British East India Company flag.svg شركة الهند الشرقية
Ae rak-escudo.png القواسم
القادة والزعماء
الكاپن جون واينرايت
الكولونيل ليونل سميث

حملة الخليج العربي، 1809، كانت عملية عسكرية قامت بها البحرية البريطانية ضد قوات القواسم لوقف غاراتهم على السفن البريطانية في الخليج العربي، خاصة على السواحل الفارسية والعربية لمضيق هرمز. نجاح العملية كان محدوداً حيث كانت القوات البحرية، المشتركة بالفعل في الحروب الناپليونية، غير قادرة على هزيمة أسطول القواسم القوي في رأس الخيمة والشارقة. لم تحقق التجريدة أهدافها قصيرة الأجل بتدمير قواعد القواسم الثلاثة وأكثر من 80 سفينة، ومن ضمنها أكبر سفن القواسم في المنطقة، السفينة التجارية المتحولة مينرڤا. بالرغم من استمرار العملية حتى 1810، إلى أن البريطانيين لم يتمكنو من تدمير جميع سفن القواسم وبحلول 1811 توقفت الهجمات، بالرغم من أنها كانت أقل كثافة عما سبق.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

سعى مجلس رئاسة شركة الهند الشرقية البريطانية في بومباي إلى العمل على كبح جماح القواسم الذين باتوا يشكلون خطرا كبيرا على سفن الشركة المتجهة من وإلى موانئ الخليج العربي، وكان القواسم قد نقضوا اتفاقية السادس من فبراير عام 1806 باشتراكهم مع الوهابيين في الهجوم على موانئ عمان مما أثار المخاوف لدى البريطانيين من حدوث المزيد من الاضطرابات العسكرية التي تؤثر على سير الملاحة في المنطقة. ورغم أن بريطانيا قد وقفت موقف الحياد التام كما أشير إلى ذلك في الصراع بين حاكم مسقط من جانب والقواسم وحلفائهم من الوهابيين من جانب آخر. إلا أن تمادي القواسم في الهجوم على عدد من سفن الشركة البريطانية والاستيلاء عليها كان مبررا كافيا لاتخاد الشركة البريطانية التدابير اللازمة حول اعداد حملة عسكرية بحرية بريطانية ثانية ضد القواسم.


المناوشات البحرية

ففي أوائل مايو عام 1808م حدث اشتباك بين عدد من قوارب القواسم وبين طراد فيوري إنگليزية: Fury وهو في طريقه من البصرة إلى بومباي ولكنه تمكن من صد القوارب بعد أن كبدها خسائر كبيرة في الأرواح. وعند وصول الطراد فيوري إلى بومباي لم يلق قائد الطراد أي استحسان من مجلس رئاسة الشركة البريطانية لمقاومته الحماسية لقوارب القواسم بل تلقى تعنيفا قاسيا من الحاكم العام البريطاني في بومباي شخصيا نظرا لعصيانه الأوامر التي تحظر على سفن الشركة التجارية الاشتراك في أعمال عسكرية بحرية.

في مايو عام 1808م هاجم القواسم السفينة التجارية مينرڤا التابعة للمستر مانستي بالقرب من رأس مسندم وهي في طريقها من بومباي إلى البصرة وتمكن القواسم في هذه المرة من الاستيلاء عليها وتفريخ حمولتها في راس الخيمة.

وفي العشرين من أكتوبر عام 1808 هاجم القواسم الطراد البريطاني سيلف واستولوا عليه وسحبوه إلى رأس الخيمة وأسروا العديد من بحارته ومن بينهم زوجة الكابتن روبرت تايلور وكذلك قائد الطراد الذي اعدمه القواسم وكان حمولة الطراد سيلف حوالي ثمانية وسبعون طنا وعلى سطحه ثمانية مدافع وكان هذا الطراد هو أحد قطع الاسطول للسير هارڤورد جونز في بعثته إلى بلاط شاه فارس.

الاستعداد للحملة

هكذا دفعت تلك المناوشات العسكرية بين القواسم وسفن شركة الهند الشرقية البريطانية رئاسة الشركة القيام بالحملة الثانية وقد طلب السيد سعيد بن سلطان حاكم عمان الاشتراك في تلك الحملة وبالفعل تحركت في 7 سبتمبر 1809 حملة قوية من بومباي بقيادة الكولونيل سميث والكابتن جون وين رايت وعين الكابتن سيتون مسئولا سياسيا لها وتكونت الحملة من (السفينة تشيفون) ستة وثلاثون مدفعا و(السفين كارولين) ستة وثلاثون مدفعا وطرادات الشركة (مورنينجتون) و(تيرنيت) و(اورور) و(ميركوري) و(نوتيلوس) و(برنس اوف ويلز) وكان الهدف الأساسي لتلك الحملة تدمير القوة البحرية للقواسم تدميرا تاما وإطلاق سراح الرعايا البريطانيين والهنود وإعادة بعض المواقع التي انتزعها القواسم في خليج عمان إلى سلطان مسقط> وصدرت التعلميمات إلى قيادة الحملة لتحقيق ذلك الهدف حسب يوميات القسم السياسي لرئاسة الشركة البريطانية. وكانت التعليمات تحتوي على كافة المعلومات المهمة عن الساحل العربي من الخليج وخليج عمان وتاريخ القبائل العربية القاطنة في هذه المناطق وخاصة القواسم الهدف الرئيسي لقيام هذه الحملة.


العمليات البريطانية

معركة رأس الخيمة

وصلت الحملة البريطانية إلى مسقط حيث ظلت عدة أيام، ناقش خلالها قادتها الخطط مع السيد سعيد بن سلطان

الهجوم على راس الخيمة واحراق سفن القواسم

حاكم عمان وفي 11 نوفمبر عام 1809 وصلت سفن الحملة رأس الخيمة[1] ولكن ضحالة المياه امام سواحل رأس الخيمة اضطرت السفن إلى الوقوف على مسافة تتراوح بين ميلين وأربعة أميال وبدأت السفن قصف المدينة طوال يوم 2 نوفمبر من نفس العام.

دافع القواسم ببسالة عن مدينة راس الخيمة بيد ان البريطانيين تمكنوا في صباح يوم 13 نوفمبر عام 1809 من فتح ثغرة في دفاع المدينة واندفعوا منها إلى داخلها وعند الظهر تمكنوا من احتلال وسط المدينة في حين ظلت الأجزاء الشمالية منها في أيدي القواسم وشرعت سفن الشركة بعد ذلك في تدمير واحراق أسطول القواسم.

ترددت الأنباء عن اقتراب قوات كبيرة من الوهابيين في اتجاه رأس الخيمة ولما كانت تعليمات الرئاسة الصادرة للسفن البريطانية تحظر عدم الاشتباك مع الوهابيين في عمق اليابسة من أراضي رأس الخيمة فقد اصدر قادة الحملة في صباح يوم 14 نوفمبر عام 1809 أوامرهم بعودة الجنود البريطانيين إلى سفنهم وطراداتهم حتى لا تتورط القوات البريطانية في معارك برية قد لا يكون النصر حليفها فيها.


عمليات أخرى

غادرت الحملة رأس الخيمة إلى لنجة ميناء القواسم الواقع على الساحل الشرقي للخليج العربي واستولت عليه دون مقاومة في 17 نوفمبر عام 1809 بينما توجهت السفينة كارولين بالاشتراك مع سفن حاكم مسقط سعيد بن سلطان في 6 ديسمبر عام 1809 للهجوم على خورفكان وكلبا وشناص لاستعادتها من قبضة القواسم وتم ذلك في 31 ديسمبر عام 1809.

في نفس الوقت تحرك الطرادان ترينيت ونوثيلوس نحو جزيرة قشم وميناء لافت لاخضاعها حيث كانت توجد قوة للقواسم محصنة ومزودة بالمتاريس والمدافع. وبدات الاشتباكات بين الطرفين بصورة عنيفة وفي 28 نوفمبر عام 1809 تم الاستيلاء على الميناء وحرق سفن القواسم الموجودة هناك وعددها عشر سفن.

التوابع

أعرب قائد الحملة الكولونيل سميث في تقرير له إلى مجلس رئاسة الشركة البريطانية في بومباي عن أمله في أن يكون القواسم قد تلقوا دراسا جيدا من هذه الحملة.

وعلى الرغم من عنف تلك الحملة العسكرية البحرية التي قامت بها سفن الشركة البريطانية ضد القواسم إلا أنها لم تأت بنتائج إيجابية بشكل كاف ولم تحقق كل الأهداف التي قامت من أجلها، فلم تتمكن الحملة البريطانية الثانية مثلا من تدمير كافة سفن القواسم إذ عندما علم القواسم باقتراب الحملة قاموا باخفاء العديد من سفنهم في اخوار عميقة غرب رأس مسندم.

أما عن هدف الحملة الخاص بإعادة بعض المواقع التي انتزعها القواسم من سلطان مسقط إليه فلم تعد بفائدة لانه على الرغم من عودة تلك المواقع إلى حوزته إلا أن تعاونه مع الحملة البريطانية جلب عداء الوهابين الذي ظل يعاني منه طويلا.

إن ما تحقق من أهداف الحملة كان احترام القواسم للسفن التجارية البريطانية أو تلك التي تحمل أعلاما بريطانية وكان الإجراء الذي اتخدته رئاسة الشركة في بومباي لأول مرة في اعقاب الحملة هو فرض الحظر على تصدير الاخشاب اللازمة لصناعة السفن من موانئ الهند إلى موانئ الخليج بناء على نصيحة المستر مانستي المقيم البريطاني في البصرة وكان الهدف من هذا الإجراء حرمان القواسم من بناء سفن جديدة.

بعد الحملة ساد اعتقاد لدى رئاسة الشركة في بومباي بعجز القواسم عن القيام بأي نشاط جديد في البحر إلا أنه لم يمض وقت طويل حتى استعاد القواسم قوتهم واستانفوا نشاطهم البحري وازداد نشاط القواسم العسكري بدرجة كبيرة خاصة في عام 1815 عندما اصدر زعيمهم الشيخ حسن بن رحمه أوامره إلى وحداته البحرية في القضاء على كل ما يصادفها من سفن بريطانية وهندية الأمر الذي دفع الشركة البريطانية إلى تجهيز حملة عسكرية بحرية ثالثة ضد القواسم.

الهوامش

  1. ^ السعدون (2012). ص 257

المصادر

  • Clowes, William Laird (1997) [1900]. The Royal Navy, A History from the Earliest Times to 1900, Volume V. Chatham Publishing. ISBN 1-86176-014-0.
  • Editor: Gardiner, Robert (2001) [1998]. The Victory of Seapower. Caxton Editions. ISBN 1-84067-359-1. {{cite book}}: |last= has generic name (help)
  • James, William (2002) [1827]. The Naval History of Great Britain, Volume 5, 1808–1811. Conway Maritime Press. ISBN 0-85177-909-3.
  • Marshall, John (1823). "Samuel Leslie Esq.". Royal Naval Biography. Longman, Rees, Orme, Brown & Green.