ثورة الدستور

{{{الصراع}}}
التاريخ17 فبراير 1948 - مارس 1948
الموقع
النتيجة
المتحاربون
Flag of the Mutawakkilite Kingdom of Yemen.svg المملكة المتوكلية اليمنية Flag of the Mutawakkilite Kingdom of Yemen.svg المملكة المتوكلية اليمنية
القادة والزعماء
علي بن ناصر القردعي
عبد الله الوزير
عبد الحميد المرهبي
الإخوان المسلمون في اليمن
أحمد حميد الدين
الإمام يحيى حميد الدين
القوى
حزب الأحرار اليمنيين القبائل الموالون للإمام

قالب:صندوق حملة التمردات في اليمن الثورة الدستورية اليمنية، أم الثورات، ثورة 48 قامت في 17 فبراير 1948 حين قام عدد من ضباط الجيش ومشايخ القبائل أبرزهم شيخ مشايخ قبيلة مراد المذحجية الشيخ علي بن ناصر القردعي، والذي كانت علاقته سيئة بالإمام، والضابط عبد الله الوزير، ونجل الإمام يحيى،إبراهيم يحيى حميد الدين بمحاولة انقلاب وإنشاء دستور مدني للبلاد عام 1948 قتل خلالها الإمام برصاصة من بندقية الشيخ ناصر أصابت رأسه في منطقة حزيز جنوبي صنعاء. حيث أزيح آل حميد الدين من الحكم وتولى عبد الله الوزير السلطة كإمام دستوري بدعم من (الإخوان المسلمون في اليمن) الذين عرفوا حينها باسم الأحرار اليمنيون[بحاجة لمصدر]، لكن الانقلاب فشل بعد أن قام الإمام أحمد حميد الدين بثورة مضادة مؤيدة بأنصاره من القبائل إستطاع خلالها إجهاض الثورة وإعدام الثوار وقدمت السعودية الدعم للإمام أحمد بسبب طبيعة الانقلاب الدستورية[1] كذلك إبتعاد القيادات الإصلاحية عن عموم الشعب أدى إلى فشل الثورة، فعلاقة الإمام بالقبائل كانت أقوى كونه أمير المؤمنين فلم تكن هناك من مقارنة بين القوات الانقلابية والقبائل التي استجابت لدعوة الإمام أحمد [2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

كان نظام الحكم في اليمن يقوم على أساس الشريعة الزيدية [3] ويعتبر المذهب الزيدي أكثر المذاهب الشيعية اعتدالا ، وأقربها إلى مذهب جماعة المسلمين من السنيين –وأهم ما يمتاز به عن بقية مذاهب الشيعة ، عدم المبالغة في تقديس على وجعله في مصاف "الأنبياء" كما هو مذهب الغلاة من الشيعة وعلى الرغم من أن أتباع الزيدية قد حصروا الأمامه في أولاد فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم فإنهم لم يقصروها على فرع معين ، بل أجازوا لكل فاطمي ، عالم ، زاهد شجاع ، سخي ، خرج بالأمانة ، أن يكون إماما ، واجب الطاعة ، سواء كان من أولاد الحسن ، أو من أولاد الحسين –وهم بذلك يرفضون الفكرة القائلة بأن لا إمام بعد الإمام الثاني عشر. وإذا كان الزيديون يتفقون مع باقي المذاهب الشيعية الأخرى على أحقيه على وأبنائه من فاطمة بالأمامة فأنهم يذهبون أيضًا إلى جواز أمامه المفضول ، مع وجود الفاضل والأفضل –ولذلك ، فالزيديون لا يتبرؤون من أبي بكر وعمر ، كما يفعل غيرهم من الشيعة ، بل أنهم يقولون بصحة إمامتهما –ولهذا تبدو الزيدية أكثر الفرق اعتدالا ، وأقربها إلى السنة بوجه عام.

والإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه رضى بما اختاره أهل الحل والعقد في "سقيفة بني ساعده" كما أن عليا أثنى أطيب الثناء على الخلفاء الذين تولوا قبله أبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم جميعا ورفض الأمام زيد أشد الرفض أن يذكرهما إلا بالخير وقرر ما يستناد منه صراحة أن مصلحه الأمة تقضى أن يسبقا علينا رضي الله عنه.

وقد ترتب على هذا ، أن مسألة الخلاف تحول هذه النقطة بين علماء الزيديه وأهل السنة جاءت يسيرة ، إذا قورنت ببعض المذاهب الأخرى ، أما إذا تتبعنا المسائل الخلافية الأخرى بين المذهب الزيدي والمذاهب الشيعية المختلفة–فإننا نجد أن معظمها يدور حول المسائل الفرعية في أصول الفقه الإسلامي.

كما أجازت الزيدية أن يكون هناك أكثر من أمام ، إذا كانت مناطق نفوذ كل منهم متباعدة بعدا كافيا.

وشروط الإمامة عند الزيديين هي أربعة عشر شرطا –تتلخص في أن يكون الإمام مكلفا ، ذكرا ، حرا ، مجتهدًا ، فاطميا ، عدلا ، سخيا ، ورعا ، سليم العقل ، سليم الحواس ، سليم الأطراف ، صاحب رأي وتدبير ، مقدما ، فارسا. وكان الشرط الأخير للإمامة من الأمور الهامة في المذهب الزيدي ، التي أثرت في تاريخ اليمن ، وأدت إلى تعدد الأئمة الزيديين في وقت واحد ، وقيام كثير من الفتن والاضطرابات في اليمن ، وبخاصة عندما أضعف الحكم العثماني من سلطة الإمامة المركزية ، وأخرجها من صنعاء ، فلجأت إلى مدينة صعده –المركز التاريخي للزيدية في شمال –وظهر العديد من أدعياء الإمامة ، الذين تنافسوا فيما بينهم.

ونلاحظ في هذا الصدد ، أننا لا نرى أن للزيديين سلالة متصلة ، بل هي منقطعة ، وإن كانت في بيت معين فهم يحق يؤمنون بما نستطيع أن نسميه "الانتخاب الطبيعي" للحاكم ، وأن كانوا يحصرونه داخل نطاق محدد.

وقد شكل نظام الإمامة الزيدية ، بنظرته السياسية الدينية ، العقبة الأولى في وجه الاستقرار السياسي ، والتطور التقدمي في اليمن –وكان ذلك نتيجة لعوامل متداخلة اقتصادية واجتماعية وجغرافية وثقافية وتاريخية.

وقد نشر الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين المذهب الزيدي في اليمن 280هـ وبايعته القبائل أماما فحكم بالعدل وقد توفى في 238هـ 911 م بعد أن نجح في نشر المذهب الزيدي في جبال اليمن وبعد أنوضع الأساس للدولة اليمنية الزيدية وقد ورثه الأئمة الزيديون في حكم اليمن بعد أن أصبح معقل الزيدية الحصين خلال عشرة قرون بعد ذلك حتى أخر أئمتها المهيمن الأمام يحيى في عام 1948 م وإن استمرت بعد ذلك تعانى اضطرابا إلى قيام ثورة اليمن عام 1962 فانتهى حكم الأئمة.

والإمام يحيى حكم اليمن 44 سنة ( 1904 -1948 ) وهو أشبه بشخصيات الأمراء الذين ظهروا في العصور الوسطي يحكم اليمن بطريقة شخصية تماما فهو السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والميزانية وثروة الإمام الشخصية شيء واحد لا انفصال بينهما وتقدر ثروة الإمام الشخصية بـ160 مليون ريال على الأقل ومن النادر أن يغادر الأمام عاصمته.

وقد طور الإمام يحيى –شأن غيرة من الأئمة الذين سبقوه- نظامه الخاص بالتجسس والاستخبارات إلى الحد الذي يمكنه من التعرف على كل ما يجرى داخل مملكته كما يتيح له القضاء على المؤامرات أو الثورات في مهدها. ولم تكن مخابراته الخاصة هي الوحيدة على الأرض لا توجد فيها صحف أو محطة للإذاعة بالمعنى المعروف فقد كان لكل حاكم محلى ولكل شريف وكل شيخ قبيلة أو أي موظف حكومي هام جهازه السري الخاص به ، لإحاطته وتزويده بالمعلومات عن التبديلات والتغيرات السياسة حتى يستطيع أن يحمى نفسه من ناحية؛ ولكي يعرف ما يجري في المناطق المختلفة من ناحية أخرى.

ومع أن الإمام قد قسم مملكته في عام 1944 إلى أربع –ثم بعد بضعة أشهر- إلى ست مناطق ، وهي كل من الألوية التالية : صنعاء –تعز –الحديدة- إب- صعده- حجة. وعين لكل واحدة منها حاكما ، كان للواحد منهم قدر ضئيل من حرية العمل طالما أن الإمام قد أصر على تركيز السلطة في يديه وحرص على ضرورة استشارته حول كل التفاصيل مهما بدا أن الأمر تافه واتخذ بنفسه كل القرارات ذلك لأن يحيى لم يكن ليثق في أي واحد ي السلطة باستثناء واحد وهو ابنه ولي العهد الأمير أحمد. وكان ذلك يعنى أن تسير أمور الدولة ببطيء شديد. حيث تكتب كل الطلبات مسبقا على قطعه م الورق تسلم للإمام وبعد أن يلقى عليها نظرة سريعة يسجل قراره على ظهر الورقة أو في أعلاها. وقيل أنه كان ينظر خلال فتره شبابه في حوالي ثلاثمائة طلب يوميا ، ولكن في أخريات أيامه وعندما انتابه المرض أقتصر على قدر ضئيل من هذا العدد إن الأسلوب المعوج ( المحاط بالرشوة والمراوغة ) الذي كانت تصل به الطلبات إلى الإمام وتخرج به من عنده جعل الأمور تسير أكثر بطئا كما أن وزراء الدولة –الذين كانوا إما من أقربائه أو أصدقائه-كانوا بنفس القدر عاجزين عن القيام بأي تحرك دون إذنه المسبق. وفي الشئون الخارجية كان الإمام يستمع إلى مشورة راغب بك –الدبلوماسي التركي السابق- الذي وثق به وعمل في خدمته منذ عام 1919 ، وإن لم يكن له هو الأخر أي حرية في العمل بشكل مطلق.

ولقد قام المستخدمون الأتراك في بداية حكم الإمام يحيى بإدارة الهيكل التنظيمي للإدارة المدنية ، ثم بعد ذلك مارسه العراقيون والفلسطينيون وعناصر أخرى من دول الشرق الأوسط ، وبغض النظر عن كفائتهم ومهارتهم وثقتهم فقد ظلوا لا حول لهم ولا قوة في اتخاذ القرارات والمبادرات الفردية وعندما وقع الإمام فريشة المرض وشغل بأعمال أخرى فإن الجهاز الحكومي توقف عمليا طالما أن أي موظف أو حاكم لواء لا يجرؤ على خلق سابقه بالتصرف دون الرجوع إلى سلطة الإمام المباشر.


احداث قبل الثورة

كانت خطة الثورة في البداية انتظار موت الإمام يحيى موتا طبيعياً فهو مريض مسن ، ولكن في منتصف يناير 1948 اختارت "الجمعية اليمنية الكبرى" رجلا ليشق طريقه داخل قصر الإمام ليقوم باغتياله ونجح الرجل في دخول القصر إلا أنه قبض عليه بواسطة عبد مخلص من حرس القصر اسمه –عامر عنبر قبل أن يأخذ طريقه إلى غرفة الإمام ولكن الرجل هرب من القصر عبر السور مارا بحي بير الغرب . أذيع في عدن بيان الثورة وأن عبد الله بن الوزير بويع بالإمامة خلفا للإمام وأوفد حاكم عدن ضابط شرطه إلى سيف الإسلام إبراهيم يحيى حميد الدين لينقل إليه تعازيه الشخصية مما جعل الجميع يوقنون تماما بأن الإمام مات.

لم يعرف الثوار في عدن حقيقة ما جرى في قصر الإمام في صنعاء.. فقد اعتقل "القاتل" قبل أن يقوم بمهمته في اغتيال الإمام ، ولكنه –أي القاتل- استطاع الهرب فظن زملاؤه الذين رأوه يهرب أنه نجح فأذاعوا النبأ.

وعمل الإمام يحيى على استدعاء ولي عهده سيف الإسلام أحمد من تعز إلى صنعاء ليقوم هو باعتقال عبد الله الوزير وغيره من المشتبه فيهم وفي تعز حيث إقامة ولي العهد أحمد –اتفقت مجموعة من قادة الأحرار وهم من الإخوان- حسين الكيسي و الفضيل الورتلاني- و زيد الموشكي وأحمد الشامي وغيرهم – على تدارك الأمر بعرض "الميثاق" (الذي ينظم طريقة الحكم وصلاحيات الإمام) عليه ولكن ولى العهد أحمد رفض الفكرة جمله وتفصيلا .

اكتشف ولي العهد مخطط خصومه وكان يعلم أنه المستهدف الأول والخطير من قبل المنافسين له على السلطة والخائفين منه ، وأولئك الذين لا يرونه أهلاً للقيام بالإمامة على شرط المذهب الزيدي ، ومن قبل "الأحرار" والمعارضين في عدن كان عليه أن يدبر أمر النجاة بنفسه من أية محاولة أو ترتيب لاغتياله –وفي الوقت نفسه يعمل على سحب أكثر عدد ممكن من "الجيش النظامي" بتعز ، حتى لا يطارده أحد حين يغادرها ، ومن جهة أخرى- كان عليه أن يؤمن سفره وهو في طريقه إلى "حجة" -مركز الزيدية الحصين- بإيهام كل من في تعز وصنعاء أنه متجه إليها. ثم كان عليه – بعد كل ذلك أن يكسب موقف الملك عبد العزيز آل سعود ، بأن يظل على الأقل محايدا لأنه كان يظن – إن لم يكن متأكدا- أن الملك عبد العزيز يقدر عبد الله الوزير ، وابن عمه على ابن عبد الله الوزير ، ويفضلهما عليه ، ويخاف من اعترافه بالوزير ، إذا ادعى الإمامة ، ومن تأييده له ووقوفه بجانبه إذا تنازعا.

تنفيذ الاغتيال

شعر الأحرار اليمنيون (الإخوان المسلمون في اليمن) بأن الإمام يحيى حميد الدين في طريقه لاكتشاف شخصياتهم بعد أن كشفت ترتيباتهم بعد ان شفي من مرضة ، وبالتالى سيضرب ضربته ضدهم، فقرروا اغتياله، وجاء وقت التنفيذ في يوم الثلاثاء 7 ربيع الثاني 1367هـ الموافق 17 فبراير 1948 وقد أعد علي السنيدار و محمد الكبوس سيارة من سيارات شركة الفضيل الورتلاني التي أنشأها في اليمن، عليها خمسة أشخاص مسلحون يسوقها أحمد ريحان، واعترضت موكب الإمام يحيى عند قرية حزيز، التي تبعد عن صنعاء بعشرة كيلو مترات، فانطلقت رصاصات من مدفع رشاش استقر خمسون منها في جسد الإمام، فمات في الحال، وقتل معه رئيس وزرائه، القاضى عبد الله العمرى وخادمه، وقتل ولداه الحسين ومحسن عندما أرادا مقاومة الثوار المتجهين إلى القصر الملكى، كما قتل حفيد الإمام واعتقل ثلاثة من أبنائه ، وهم القاسم وعلى وإسماعيل .

أبلغ زعماء القبائل والمحافظون في أنحاء اليمن بأن الإمام توفى بالسكتة القلبية ولكن خبر موته الدموي انتشر بين الناس ووصل إلى القرى مثيرا الشكوك تجاه الحكم الجديد.[4] وكان ممن شارك في تدبير عملية الاغتيال جمال جميل مدير الأمن العام في اليمن. وهو ضابط عراقي .

إعلان الإمام الجديد

في صنعاء بويع عبد الله الوزير (الذي كان قائدا عاما لجيوش الإمام يحيى ومحافظ الحديدة) أميرا للمؤمنين وإماما للمسلمين، يوم 17 فبراير 1948 وأصدرت الحكومة الجديدة بلاغا عاما باسم مدير الدعاية يصف فيه سير الأحداث التي جرت خلال الأيام التي سيطرت الحكومة الجديدة فيها على الوضع العام حيث جاء فيه :

Cquote2.png

في الساعة السابعة من يوم الثلاثاء الموافق 8 ربيع الآخر سنة 1267 هـ الساعة الأولى من 17 فبراير 1948 مات الإمام يحيى حميد الدين وفي صبيحة يوم الأربعاء الساعة واحدة عربي أي : "الساعة السابعة صباحا" تجهزت الجماهير من علماء صنعاء وسادتها وخطبائها وشعرائها وتجارها وباعتها وأجمعوا أمرهم وفي مقدمتهم حكام الاستئناف على تنصيب إمام جديد يكفل لها الخير الشامل والبركة فقر قرارهم بعد تبادل المشورة على اختيار السيد عبد الله بن أحمد الوزير أيده الله فبلغ اختيارهم له فخرج من داره واتجه نحو قصر غمدان حيث عقدت له البيعة فقدموا صورة لقيام نظام سائد وسكينة ووقار وحطوا أيديهم في يده وبايعوه إماما شرعيا شورويا دستوريا.. وبعد تقدمهم وعقد بيعتهم تقدم أمير الجيش اليماني وكتبته فبايعوه كما بايعه الذين من قبلهم ثم دخل على أثرهم مشايخ قبائل ضواحي صنعاء ورؤساء عشائرهم فبايعوه على ذلك .

Cquote1.png

وفي مصر وصفت جريدة الإخوان المسلمين في عددها يوم 21 فبراير عام 1948 الإمام الجديد عبد الله الوزير بالتقى، والعالم، والفقيه.

حكومة الدستور

وألفت الحكومة اليمانية الجديدة من مجلس الشورى يتألف من ستين عالما وفقيها من نخبة الأمة اليمنية . وقرر مجلس وزراء حكومة الثورة تعيين الفضيل الورتلانى (مهندس الثورة) أول مستشار عام للدولة، وطلب من الشيخ حسن البنا والفريق عزيز المصرى، أن يكونا من المستشارين العموميين للحكومة، وأعلنت إذاعة صنعاء أن الإمام تفضل وعين أحد المصريين مصطفى الشكعة مديرا للإذاعة اليمنية وباقى زملائه مذيعين وهم من الإخوان، لتعمل الإذاعة أربع ساعات يومياً .

واتخذ المجلس أيضًا قرارات تتعلق بمستقبل الشعب اليمني ورفاهيته كان أهمها
  1. المسارعة إلى إنشاء مجلس شورى حتى تتخلص اليمن من حكمها الاستبدادي.
  2. اعتماد مبلغ ضخم لإنشاء مجموعة من المستشفيات تكون كشبكة طبية ف جميع أنحاء البلاد واستدعاء مجموعة ضخمة من الأطباء العرب لإدارتها بمرتبات مغرية.
  3. اعتماد مبلغ آخر لإنشاء أكبر عدد من المدارس الابتدائية والثانوية والصناعية واستقبال المدرسين من جميع أنحاء العالم العربي وإرسال البعوث الكبيرة من أبناء اليمن وشبابه لإتمام تعليمهم في مصر.
  4. إنشاء شبكة من الطرقات الممهدة تصل جميع أطراف الدولة بعضها ببعض وتختصر المسافات الطويلة التي يقطعها المسافر وذلك بإنشاء الكباري والجسور فوق الأودية في الطرق الرئيسية.
  5. إقامة محطات كهرباء في المدن العامة مثل صنعاء والحديدة وتعز لإضاءتها بالكهرباء لأول مرة في تاريخ. 6- الاتفاق مع شركات عربية وأجنبية لاستغلال مناجم الفحم والنحاس التي توجد بوفرة في بلاد اليمن.
  6. التعاقد مع إحدى الشركات لخلق ميناء كبير في خليج الكثيبل المجاور لمدينة الحديدة.
  7. إطلاق سراح الرهائن من أبناء شيوخ القبائل الذين كان يحتفظ بهم الإمام يحيى في السجن حتى لا يخرج آباؤهم على طاعته.
  8. سن تشريع سريع للقضاء على استعمال السم الأخضر المعروف بالقات واقتلاع جميع أشجاره.

محاولات كسب الإعتراف الدولي

في 11 مارس 1948 أرسل عبد الله الوزير برقيات إلى ملوك ورؤساء الدول العربية، وسفراء بريطانيا وفرنسا وروسيا وأمريكا في مصر، تحذر من أن صنعاء في خطر عظيم، مما أسماهم بالقبائل المتوحشة، وطلبت حكومة الثورة من جامعة الدول العربية الاعتراف بها، فأرسل عبد الرحمن عزام أمين عام الجامعة لجنة تمهيدية إلى صنعاء، للقيام بالتحريات عن أحوالها ومعرفة طبيعة ما يجرى في البلاد، وتولى رئاسة اللجنةعبدالمنعم مصطفى، والدبلوماسى الدكتور حسن إسماعيل الذي اتضح بعد ذلك أنه من الإخوان، وخرجت طائرة مصرية حربية تقل وفد الجامعة، وكان يقود الطائرة عبد اللطيف البغدادى عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو1952 واستقرت البعثة في صنعاء أسبوعين، وطلب الدكتور حسن إسماعيل من الطيار عبد اللطيف البغدادى، إلقاء منشورات في تعز والحديدة وغيرهما من مدن اليمن، لتأييد الثورة ودعوة اليمنيين إلى الهدوء.

بريطانيا

طلب الأمير إبراهيم من حاكم عدن "ريحنالد شامبيون" طائرة تابعة للسلاح الجوي الملكي البريطاني تقله إلى صنعاء. وطلب عبد الله الوزير من حاكم عدن المساعدة. وكان الحاكم يعرف مساوئ حكم الإمام يحيى حميد الدين ويميل لتأييد الثورة. ولكنه ترد في الاستجابة لهذه الخطوة فهي تعني الاعتراف بالنظام الثوري الجديد في اليمن وبعث إلى لندن يطلب رأيها.

بحثت وزارة الخارجية البريطانية الموقف من جميع نواحيه وأعدت مذكرة جاء فيها : "الشواهد لدينا غير كافية لنحدد ما إذا كان الحكم الجديد قد استقر كما يدعى. ولكن اثنين من أبناء الإمام السابق –وهما سيف الإسلام أحمد وسيف الإسلام الحسن- ما زالا طليقين وقد يحاولان القيام بتمرد مضاد.

وإذا كان عبد الله الوزير قد جاء ليبقى فهناك ميزات واضحة في تبني موقف ودي تجاهه في الحال. وأية مساعدة تقدمها بريطانيا له ستترك انطباعا هائلا.. أما الحياد الفاتر فلن يكون لصالح بريطانيا فيما بعد.

وإذا كان على بريطانيا مساعدة الثورة الآن والاعتراف بها فورا فعلينا أن نضرب الحديد وهو ساخن. ونطلب السماح بتمثيل دبلوماسي بريطاني في صنعاء ورسم الحدود بين اليمن ومحمية عدن على أساس معاهدة صنعاء 1934 وإذا أيدنا من البداية نظام الحكم الجديد فستكون أمامنا فرصة أفضل لضمان موافقة يمنية على هذين الاقتراحين ، ومن ناحية أخرى إذا ألزمنا أنفسنا بالاعتراف بنظام حكم سوف ينهار فإننا بطبيعة الحال –سنكون في موقف أسوأ.

وجدت الحكومة البريطانية "أن الثورة لم تستقر تماما" . وطلبت من حاكم عدن أن يرفض طلب الأمير إبراهيم بإعطائه طائرة وأن يتحسس –الحاكم- خطواته ببطىء ، وكان القرار البريطاني يعني الانتهازية.. والانتظار حتى تستقر الثورة ، ولكن الأمير إبراهيم لم ينتظر بل قام وزملاؤه بالسفر إلى صنعاء بطريق البر.

وبذلك اكتمل مجلس الثورة اليمني وفي الحال اتخذ قرار بتعيين سيف الحق إبراهيم رئيسا للوزراء وعلى الوزير رئيسا لمجلس الشورى رفض سيف الإسلام عبد الله –شقيق الإمام أحمد – الاعتراف بعبد الله الوزير إماما.

موقف الدول العربية والجامعة العربية من الثورة

كانت معظم دول الجامعة العربية السبعة نظماً ملكية وهي مصر والسعودية والعراق واليمنوالأردن، بينما كانت كل من سوريا ولبنان ذات نظام جمهوري، ولذلك كانت سوريا ولبنان أكثر ميلاً وتعاطفاً مع الثورة علي عكس باقي دول الجامعة العربية التي اتخذت موقفا عدائيا من الثورة وكانتالأردن الأصرح في عدائها للثورة، والأسرع للأعتراف بأحمد ملكاً لليمن، كما كانت السعودية أكثر عداءً للثورة، وساهمت علي نحو إيجابي في مساعدة أحمد سواء بالمساعدة المادية العسكرية، أو عن طريق التأثير في وفدالجامعة العربية، وعرقلته عن الوصول لليمن، وإن كانت قد اتخذت في الظاهر الموقف التي اتفقت عليه دولالجامعة العربية، وهو الوقوف علي الحياد، حتى يسافر وفد الجامعة العربية لليمن ويحقق بنفسه الوضع علي الطبيعة.

الجامعة العربية

استأجر الإخوان طائرة خاصة أقلت عبد الحكيم عابدين السكرتير العام للجماعة و أمين إسماعيل سكرتير تحرير صحيفة الإخوان و عبد الرحمن نصر مدير وكالة الأنباء العربية. وحمل الوفد معه مكبرات للصوت بهدف دعوة القبائل لتأييد الثورة. كان في انتظار وفد الجماعة بمطار صنعاء الأمير محمد البدر الابن الوحيد للسيف أحمد و حسين الكبسي وزير الخارجية وعدد من الوزراء ، أصبح عبد الحكيم عابدين خطيب الانقلاب في إذاعة صنعاء ، وكان يساعده في الخطب ووضع برامج الإذاعة الإخوان المسلمون المصريون الذين يعملون مدرسين في صنعاء.

عادت الطائرة إلى جدة تقل وفدا يمنيا للقاء ممثلي الجامعة العربية يتألف من نجل الإمام الجديد عبد الله بن على بن الوزير ، و الفضيل الورتلاني ، ووزير المعارف في حكومة الثورة محمد محمود الزبيري لشرح الموقف في اليمن للملك عبد العزيز.

طلبت حكومة الثورة من دول الجامعة العربية الاعتراف بها... ودعت وفدا من الجامعة لزيارة اليمن يراسه عبد الرحمن عزام الأمين العام ليرى استقرار نظام الحكم الجديد في البلاد.

قررت الجامعة إرسال بعثة تمهيدية لليمن كمقدمة لإرسال وفد من الجامعة العربية يمثل جميع دول الجامعة برئاسة عبد الرحمن عزام أمين عام جامعة الدول العربية إلي اليمن لمعاينة الوضع علي الطبيعة والاتصال بالطرفين، ووضع تصور لحل الأزمة.

ومن المهم التوقف عند ما ذكره حسين حسني سكرتير الملك فاروق وعضو وفد الجامعة العربية إلياليمن عن هذا الوفد ومهمته، حيث تعتبر روايته، شهادة شاهد عيان، كما تكشف شهادته الموقف الحقيقي لمصر والسعودية من الثورة، فبعد وصول أنباء الثورة وفي لقاء له مع الملك فاروق تناول أحداثاليمن، اقترح – حسب روايته – أن تتولى الجامعة العربية تشكيل وفد يمثلها للذهاب إلي اليمنلاستطلاع الحالة هناك عن كثب ومعرفة حقيقة الأمور، واتخاذ قرار جماعي للاعتراف بالسلطة التي ارتضتها أغلبية الشعب هناك، وأن هذا الاقتراح يتفادي أي خلاف بين الدول العربية، إذا انفردت كل دولة بالعمل بمفردها، ويضيف أنه أقترح أن يكون السفر علي إحدى بواخر خفر السواحل المصرية، حتى يمكن إيواء الأمير أحمد وأفراد أسرة الإمام إذا تبين أنهم مشردون يبحثون عن مأوي، كما ذكرت الأخبار في ذلك الوقت، كما أن السفينة يمكن اتخاذها قصراً أو مركزاً لوفد الجامعة أثناء مقامه في اليمن إذا اقتضت الأحوال لذلك يجب التريث في الاعتراف بالنظام الجديد، وقد وافق الملك علي اقتراحاته، وكلفه بتمثيل مصر في وفد الجامعة، والاتصال بعزام باشا لتشكيل وفد الجامعة، وتم إعداد الباخرة فاروق للقيام بمهمة نقل الوفد إلي اليمن.

ويوضح حديث حسين حسني مع الملك فاروق أنه صاحب فكرة إرسال وفد الجامعة العربية لليمن وهو القرار الذي اتخذته اللجنة السياسية للجامعة العربية، كما يتضح تعاطفه مع سيف الإسلام أحمد – بالرغم من أنه زاراليمن عام 1929 كما تم الإشارة إلي ذلك، ويعلم سوء الأوضاع به - كما أنه وراء عدم المبادرة للاعتراف بالنظام الجديد، ومن الملاحظ أنه لم يذكر أي شيء علي لسان الملك فاروق يوضح موقفه بصراحة، فكل الحديث علي لسانه مع إقرار الملك فاروق لآرائه واقتراحاته، والتي كانت تتلاءم بطبيعة الحال مع مصلحة الملك فاروقالشخصية، فقد كان من الصعب علي نظام ملكي تقبل اغتيال أحد الملوك بهذه الصورة، وهو الأمر الذي يمكن أن يكون نموذجاً يحتذى به ضد النظم الملكية الأخرى.

وقد غادرت بعثة جامعة الدول العربية صباح يوم 28 فبراير 1948 مدينة السويس برأسه عبد الرحمن عزام باشا الأمين العام للجامعة العربة وأعضاؤه الشيخ يوسف ياسين نائب وزير الخارجية السعودي و مظهر أرسلان باشا عن سوريا و عبد ا لجليل الراوي عن العراق و تقى الدين الصلح عن لبنان و مدحت جمعه عن الأردن. واستقلوا الطرادة "فاروق" متجهين إلي جدة لمقابلة الملك عبد العزيز آل سعود، والأمير فيصل وزير الخارجية علي أن يغادر جدة إلي الحديدة ميناء اليمن الأول، وقد أخذ الوفد معه سيارتي جيب لاستخدامها في التجول في المناطق اليمنية، وكذلك آلة لاسلكية للاتصال بالطرادة فاروق، وكذلك كان هناك طائرة مصرية تحت تصرف الوفد لسرعة الاتصال والتنقل إذا اقتضى الأمر. ووصل الوفد إلى جده. ثم سافر إلى الرياض بدعوة من الملك عبد العزيز للقائه

بعد وصول الوفد إلي جدة، تأخر رحيله منها إلى اليمن ، قابلوا الأمير فيصل الذي أطلعهم علي آخر البرقيات الواردة من اليمن، والتي كانت تؤكد ازدياد موقف حكومة ابن الوزير سوءاً، وأن أحمد كان يزداد قوة، حتى بات ينتظر دخوله صنعاء بين لحظة وأخرى، وأن أحمد يرجو من وفد الجامعة العربية تأجيل موعد السفر إليها قليلاً، وإزاء هذه الأخبار تبين للوفد أنه لم يعد هناك ما يدعو للتعجل بالسفر إلي اليمن، واقترح عليهم الأمير فيصل أداء العمرة، علي أن يتوجه الوفد بعد ذلك إلي الرياض تلبية لدعوة الملك عبد العزيز لزيارته يوم 4 مارس والتي هدفت إلى منح الأمير أحمد الوقت الكافي لتعزيز قواته قبل وصول بعثة الجامعة العربية إلى اليمن ، وبالفعل توجه الوفد إلي الرياض، لمقابلة الملك عبد العزيز، وظل الوفد بالرياض حتى سقطت صنعاء في يد قوات سيف الإسلام أحمد.

وهكذا لم يؤد وفد جامعة الدول العربية أي دور يذكر حتى سقطت صنعاء، وتم استباحتها من جانب القبائل، وهي النتيجة التي عملت لها معظم دول الجامعة، وتحديداً مصر والسعودية والعراق والأردن، وهو ما يمكن استنتاجه من مواقف هذه الدول.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انقسام البعثة تجاه الثورة

وقف ممثلو مصر و الأردن و المملكة العربية السعودية موقفا معارضا للثورة بينما أبدى ممثلا لبنان وسوريا تعاطفا معها. وقال رياض الصلح رئيس وزراء لبنان في 26 فبراير 1948 أنه رأي الإمام عبد الله الوزير إمام اليمن الجديد مرة في موسم الحج فأعجب برجولته وحبه للإصلاح وأن اليمن في عهده تفتح أبوابها للبعثات العربية ورجال الصحافة.

الأردن

فالأردن اتخذت موقف عدائيا من عبد الله الوزير منذ البداية، ولم تلق بالا للموقف الذي اتخذته الدول العربية بالتزام الحياد حتى يذهب وفد الجامعة العربية إلي اليمن، ويدرس الأوضاع علي الطبيعة، فقد صرح الملك عبد الله "إن الإمام الحق في اليمن هو سيف الإسلام أحمد، واغتيال المغفور له الإمام يحيى حميد الدين أمر مخيف إذ يجعل كل من يطمع في مقام أو منصب يستهين بالإقدام علي مثل هذا العمل الفظيع فيهز البلاد هذا الهز العنيف".

كما أعلن سيف الإسلام عبد الله من باريس – كان عبد الله شقيق أحمد يشغل منصب رئيس وفد اليمن في الأمم المتحدة، وكان متواجداً بباريس لحضور دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة – أنه تلقي برقية من ملك شرقالأردن يعلن تأييده للأمام أحمد تأييداً مطلقاً باعتباره الوارث الشرعي لمملكة اليمن.

كما أرسل الملك عبد الله رسالة إلي عزام باشا طالب فيها بتطبيق الآية القرآنية:

(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الحجرات:9).

وأن الباغي هو أبن الوزير، والمبغي عليه هو يحيى، وحذر من أن عدم تطبيق ذلك، سيفتح باب الفتنة علي دولالجامعة العربية، بحيث يتمكن أهل الأغراض من الوثوب علي حكوماتهم بدعوى الإصلاح، وأوضح أنه تلقي كتاب من الأدارسة يطالبون بحقهم في الإمارة الإدريسية التي اغتصبتها اليمن والسعودية، ويرجون منه تعضيدهم في الجامعة، وأوضح أن هذا الأمر سوف يفتح الباب أما الكثير من المطالب، وأعرب عن اعتقاده أنه - أي عزام - قد وجد في الرياض هذه الحقائق، وأن في حكمة الملك عبد العزيز، وتجاربه السابقة، ما يجعله يسلك خير السبل.

العراق

أما العراق فقد كان الموقف لا يقل عداءً عن الأردن، وإن كانت أعلنت أنها لن تعترف بحكومة عبد الله الوزير إلي أن يعود وفد جامعة الدول العربية من اليمن، ويقدم تقرير للجامعة عن الحالة هناك، وقد أعلن عبد الإله الوصي علي عرش العراق الحداد العام علي الإمام يحيى في جميع أنحاء البلاد لمدة 10 أيام، وتنكيس الأعلام علي دور الحكومة، وقد نشرت الأهرام أن الدوائر السياسية في بغداد تتوقع أن تقاطع الدول العربيةعبد الله الوزير، لأنها ترتاب أن يكون ضالعا في مؤامرة اغتيال يحيى وأنه يجب أن يتولي العرش سيف الإسلام أحمد بصفته ولي العهد.

السعودية

أما السعودية فقد مر بنا أن أحمد قد سارع إلي إرسال رسالة إلي الملك عبد العزيز عقب اغتيال والده، وأن الملك أمده بالمال والذخيرة ووعده بالمساعدة، كما ذكر الشماحي، كما مر بنا موقف الملك عبد العزيز خلال المحاولة التي قامت بها منظمة هيئة النضال للاتصال به، وكسب تأييده للثورة.

ولعل البرقية التي بعث بها القائم بأعمال المفوضية الأمريكية في جدة ريفز شايلدز تصور علي نحو دقيق موقفالسعودية، كما توضح الحديث عن المساعدات التي قدمتها السعودية لأحمد.

فقد أوضح ريفز أن الملك عبد العزيز كان من الممكن أن يميل لتأييد الوزير لولا وسائل العنف التي وصل بها إلي الحكم، كما أن تأييد حاكم وصل إلي السلطة بوسائل عنيفة، وتخطي الأمير أحمد يمكن أن يصبح سابقة ودافعاً لإثارة بعض المجموعات أو الفئات أو حتى بعض أفراد الأسرة السعودية الساخطين، كما أن أحمد أقل استعداداً لإدخال إصلاحات دستورية يمكن أن تؤدي للمطالبة بمثلها في السعودية.

ويذكر أن الملك استطاع إرسال مبعوثين إلي اليمن فوراً لجمع التأييد لأحمد وتدعيم المقاومة ضد عبد الله الوزير، مستغلاً نفوذه الكبير على سكان اليمن غير الشيعيين، كما أن هناك تلميحات بأن توزيع كمية صغيرة من النقود علي الشخصيات الهامة باليمن، الموجودة في موقع السلطة يمكن أن تؤثر بدورها علي عدد كبير من السكان، بالرغم من حرص ريفز على التأكيد أن مصادره تستطيع تقديم أي دليل إيجابي علي هذه المساعدة.

وقد أوضح الملك عبد العزيز موقفه بوضوح لأعضاء وفد جامعة الدول العربية أثناء استقباله لهم في الرياض، حيث أعرب أمام جميع الحاضرين عن شدة أسفه وتأثره لما لقيه الإمام يحيى من نهاية بشعة بعد طول جهاد في سبيل حفظ كيان بلاده، والدفاع عنها، واستنكر جرأة من اقترفوا الجريمة علي طلب النجدة والمعونة، باسم الحفاظ علي الأمن وحماية الأرواح من عدوان اللصوص، وهم الذي سفكوا الدماء، "ولكن عين الله لا تغفل ولسوف تدور عليهم الدوائر من قريب، كما تشير إلي ذلك كل الأخبار الواردة إلي اليمن".

كما وزعت وزارة الخارجية السعودية علي كل أعضاء الوفد صورة تقرير احتوي علي ملخص واف لكل المعلومات المتعلقة بما حدث في اليمن منذ اللحظة الأولي، وقد احتوى علي تفاصيل اغتيال يحيى، والبرقيات التي وردت منعبد الله الوزير إلي الملك عبد العزيز طالباً العون والمساعدة، وتمسك الملك بالحياد بين المتنازعين حتى تصدر الجامعة قرارها في الموقف بأكمله.

وبالرغم من الحديث عن المساعدات التي قدمتها السعودية لأحمد من ذخيرة وسلاح ومال فإنه يمكن القول أن المساعدة الفعالة من جانب السعودية تركزت في عاملين اثنين:-

الأول :- عرقلة عمل وفد الجامعة العربية عن طريق استدعاء الوفد إلي الرياض، وتأخير وصوله إلياليمن حتى ينتهي أحمد من القضاء علي الثورة.

الثاني :- استغلال نفوذ الملك عبد العزيز علي شوافع اليمن، لتجنب انضمامهم إلي جانب الثورة، بالإضافة إلي اكتساب دعمهم لأحمد.

أما الحديث عن الأسلحة والمساعدات العسكرية التي تحدثت عنها بعض المصادر، فإنها - إن صحت - لم يكن لها دور في حسم المعركة لصالح أحمد، حيث قامت القبائل المسلحة، التي حركتها دعاية أحمد، بالدور الأكبر في حسم المعركة عسكرياً، بالإضافة لانضمام قطاعات من الجيش النظامي لصالح الأمير أحمد.

مصر

أما مصر فقد أعلنت الحياد بصفة رسمية، وصرح وزير الخارجية بأن مجلس الوزراء ناقش الحالة في اليمن، وأن الرأي استقر علي أن تقف الحكومة المصرية موقف الحياد مع بذل مساعيها للتوفيق بقدر المستطاع.

ولكن بالتأكيد كان موقف فاروق مطابقاً لملوك العرب الآخرين، ولعل ما سبق ذكره عما دار بين حسين حسنيوالملك فاروق عن أحداث اليمن، والذهاب لليمن عن طريق البحر بدلاً من الطائرة ما يوضح موقف الملك المؤيد لأحمد، وهو الأمر الذي يتضح جلياً من حديث حسين حسني عن أحداث اليمن، وتأييده لأحمد، بل إن تعيينحسين حسني نفسه كممثل لمصر يوضح موقف الملك فاروق، واهتمامه بالأحداث في اليمن.

ويذكر حسين حسني أنه بعد إبحار الطرادة "فاروق" جرت مناقشة بينه وبين عزام باشا بحضور أعضاء الوفد، تناولت الخطة الواجب القيام بها للاتصال بطرفي النزاع، حيث يوجد عبد الله الوزير في صنعاء، بينما أحمد مجهول المكان، وكان رأي عزام أنه من الأفضل التوجه رأساً إلي صنعاء، والتفكير بعدها فيما يمكن عمله للاتصال بالأمير أحمد، وهنا أبدي حسين حسني خشيته من أن تتخذ حكومة الانقلاب من هذا التصرف سبباً للإدعاء بأن الجامعة العربية قد اعترفت بها، وهو الأمر الذي يسئ إلي الأمير أحمد وأنصاره لما ينطوي عليه ذلك من تجاهل لمركزه الشرعي كولي للعهد.

الاعتماد على الجامعه العربية

وهكذا كان موقف أغلب الدول العربية الذي اتسم بالعداء من ثورة اليمن، باستثناء لبنان وسورياالتي أبدتا بعض التعاطف مع ثورة اليمن، فقد صرح رئيس وزراء لبنان أنه رأي إمام اليمن الجديد في موسم الحج فأعجب برجولته وحبه للإصلاح، وأن اليمن بدأت في عهده تفتح أبوابها للبعثات العربية ورجال الصحافة، وأبدي أسفه لظروف وفاة يحيى ونوة بفضلة في منع التدخل الأجنبي في بلاده.

وفي الوقت الذي كانت فيه دول الجامعة العربية تتخذ هذا الموقف العدائي من الثورة في اليمن كانت الثورة تعتمد أساسا على جامعة الدول العربية، واستصراخ الدول العربية في تقديم الدعم لها لمواجهة سيل القبائل الزاحفة علي صنعاء دون جدوى، بعد أن رفعت هذه الدول راية التمسك بالحياد بين الطرفين، حتى يذهب وفد الجامعة إلي اليمن، وهو الوفد الذي لم يقدر له أن يري اليمن أبداً، بفعل المناورات والمراوغات، وتضييع الوقت من جانب بعض الدول العربية.

بداية التدهور

اجتمع مجلس الشورى لأول مرة في تاريخ اليمن وأدى الإمام الجديد اليمين الدستورية وأقسم بالعمل على سعادة اليمن وأهلها ، أفرجت الثورة عن أكثر من ثلاثة آلاف من المعتقلين ، طلب الإمام الجديد رؤية المرشد العام حسن البنا ولكن الحكومة المصرية منعت سفره ، وفي القاهرة أعلن سيف الإسلام عبد الله أنه تلقى برقية من شقيقه الأمير أحمد يعترض فيها على نشاط الإخوان المسلمين في اليمن.

عجز عبد الله الوزير عن تدبير المال لدفع رواتب الجيش المتأخرة وتأمين ولاء القبائل بالمنح. وتصل القبائل إلى صنعاء لمبايعة عبد الله الوزير ويبقى جانب من رجالها في صنعاء لنهب وسلب الحي اليهودي ومحلات المسلمين التجارية.

نشر سيف الإسلام أحمد الشائعات بأنه محاصر في حجة على مسافة خمسين ميلا من صنعاء وأن القبائل ترفض الانضمام إليه ، وأعلن الأمير أحمد أن نظام الثورة يحظى بمساندة السلطات البريطانية وناشد الأمير –في حجة- القبائل أن تهب ضد الملك الذي عينه البريطانيون ، وأطلق شائعات بأن الطائرات البريطانية حلقت فوق صنعاء بعد يوم من الاغتيال ، وأنها أسقطت منشورات ، قوبلت هذه الأنباء بالتصديق من سكان اليمن فإن رئيس الوزراء القتيل كان أكثر المسئولين تمتعا بحب الناس وقبيلته تعتبر أقوى القبائل في شمال اليمن.

إفشال الثورة وحصار صنعاء

نجح أحمد في تدعيم موقفه، وإضعاف مركز عبد الله الوزير الروحي، بفعل دعايته بين القبائل عن الثأر لوالده، واستعانة عبد الله بالأجانب، فضلاً عن إباحته صنعاء للقبائل اليمنية، حاولت قيادة الثورة التحرك عسكرياً لمواجهة أحمد في معقله بحجة، فتم في بداية الأسبوع الثاني من الثورة إرسال حملتين عسكريتين الأولي بقيادة محمد بن علي الوزير لقيادة حملة عمران حجة والثانية بقيادة محمد بن محمد الوزير لقيادة حملة شبام حجة، وبالرغم من خطورة النتائج المترتبة علي نجاح أو فشل هاتين الحملتين بالنسبة إلي الثورة، إلا أن الإعداد لهم قد إتسم بالارتجالية، وسوء التخطيط، فقد ذهبت الحملتان علي السيارات دون أن يكون لهما طلائع أو مؤخرة، تحمى الحملتين من أي هجوم مباغت، وتؤمن الاتصال بصنعاء.

ففي الحملة الأولي علي عمران بقيادة محمد بن علي الوزير، فإنه واجهة خضم هائل من القبائل المتهيئة للانقضاض عليه، وقرر الانسحاب قرب صنعاء حتى تصل إليه الإمدادات، إلا أن القبائل لم تدع له الفرصة فالتفت حوله القبائل وسيطرت علي المرتفعات، وحالت بينة وبين الانسحاب، ولم ينقذ الحملة من مصيرها المحتوم إلا شجاعة محمد بن علي الوزير، الذي استطاع الانسحاب، والعودة إلي صنعاء.

أما الحملة الثانية علي مدينة شبام حجة بقيادة محمد بن محمد الوزير فقد كان مصيرها أسوأ من حملة عمران، فقد استطاع دخول مدينة شبام دون أن يحتل كوكبان والمرتفعات المشرفة علي شبام، فأطبقت جيوش أحمد الذي كان يقودها علي بن حمود عليه من كل جانب، واستسلم محمد بن محمد الوزير، والقي القبض عليه، وسيق مع عسكره إلي حجة، ولم يثبت من حملة شبام إلا الشيخ عبد الله أبو لحوم الذي قاتل ببسالة برغم موقفة الحرج وفي النهاية استسلم لقوات أحمد بعد أن حصل علي العفو والأمان، وأن يذهبوا لأحمد مسلمين ومبايعين له بالإمامة لا كأسرى.

وهكذا انتهي التحرك العسكري لمواجهة أحمد بالفشل الذريع، وازداد مركز أحمد قوة وأصبح الحاكم الحقيقي علي قبائل الشمال والشرق والغرب الشمالي، وأخذت القبائل تتصل بأحمد ويتقربون إليه وتنفض من حول عبد الله الوزير، بحيث أصبحت صنعاء في نهاية الأسبوع الثاني للثورة في موقف تكاد فيه أن تقطع صلتها بالقسم الجنوبي والغربي، بينما تزحف القبائل من الشمال.

لقد وقعت قيادة الثورة في خطأ التركيز علي حشد قواتها، ودفعها إلي ضواحي حجة للهجوم علي مقر قيادة أحمد، دون أن تعطي أي اهتمام ببقية المناطق مما أدي إلي ضياع الفرصة من يد الثوار في الدفاع عن الثورة، وقد عمل أحمد علي استغلال هذا الخطأ أفضل استغلال، فوجه رسائله إلي كل المناطق الشمالية والشرقية يستحثها علي مناصرته، ودعمه ضد قتلة والده الذين باعوا البلاد إلي النصارى، وبذلك نجح في استنفار القبائل لصالحة، وقد اتضح ذلك جلياً في مواجهة القبائل للحملتين التي بعثت بهم الثورة إلي ضواحي حجة.

وقد بدأ الحديث منذ نهاية الأسبوع الثاني علي قيام الثورة بفرض الحصار علي صنعاء، ففي 28 فبراير أبرق الأمير أحمد إلي علي المؤيد طالباً منه "أخبر من يلزم ومن يهمهم الأمر في مصر يجب ألا تقوم أية طائرة إلي صنعاء لأن القبائل كلها والجيش ثائرون معنا، والحرب قائمة الآن في حباري وعصر والصوفية وبيت معاد وظهير الحمار".

وكل هذه المناطق التي ذكرها أحمد كانت لا تبعد عن صنعاء بأكثر من كيلو مترين اثنين، كما أبرق إلي علي المؤيد في 29 من نفس الشهر ذاكراً أن "صنعاء الآن شبة محصورة من جميع الجهات وأكثر الجيش النظامي قد وصل إلينا بمعداته من جميع المراكز الخارجية، وفرارها بالسلاح من صنعاء جار إلينا".

وقد أيد ما جاء في هذه البرقية ما جاء في اعترافات جمال جميل بعد القبض عليه من أن الجيش فر وانضم إلي أحمد بالأسلحة، التي وزعتها عليه حكومة الوزير.

وفي الوقت التي بدأت قوات أحمد تحيط بالعاصمة، تحرج موقف عبد الله الوزير الذي أصبح كل تركيزه منصباً علي استعجال حضور وفد الجامعة العربية، ومناشدة الدول العربية تقديم العون والمساعدة، وتوالت كتب عبد الله الوزير للدول العربية فأرسل إلي السعودية والعراق، طالباً إمداده بطائرات ودبابات لمواجهة القبائل الزاحفة نحو العاصمة للسلب والنهب، معتقدين أن العاصمة مليئة بالأموال "ونحن نطلب إليكم ذلك في سرعة وإلحاح، وليس باسم الملك والحكم إن شئتم ولكن باسم المحافظة علي الأمن فقط ولكم الحكم العدل بعد تأديب اللصوص ولمس الحقائق كما ترون أنتم والجامعة".

وكان رد الملك عبد العزيز تمسكه بالحياد حتى يصدر حكم الجامعة العربية، أما العراق فلم ترد علي رسالة عبد الله الوزير من الأساس.

وقد أدي الموقف السلبي للجامعة العربية، وتزايد مركز أحمد قوة إلي تهديد ابن الوزير باللجوء للأجانب، وذلك في برقية لعزام جاء فيها "بعد أن ثبت تردد الجامعة العربية واكتفاؤها بالتفرج من بعيد ننذركم إلي أنه إذا لم تبادروا إلي القيام بواجبكم أننا سنستعين بغيركم صراحة للضرورة الملحة مسجلين عليكم نتيجة هذا العار الشنيع".

كما بادر عبد الله الوزير إلي إرسال وفد منه إلي الرياض لمقابلة الملك عبد العزيز، ووفد الجامعة العربية لاستعجال وصول الوفد إلي صنعاء، وقد تكون الوفد من علي الوزير، والقاضي محمد الزبيريوالفضيل الورتلاني، وقد استقل الوفد الطائرة المصرية التي أقلت وفد الإخوان المسلمين إلي صنعاء حيث وصل جدة في 6/3/1948، ومنها توجه إلي الرياض.

وقد قابل الوفد اليمني الملك عبد العزيز ووفد الجامعة العربية، حيث ذكر الوفد أن الأكثرية تؤيد الحكم الجديد، وأن أحمد فر إلي حجة، وهو يوزع الأموال والمنشورات علي رجال القبائل تدعوهم للهجوم علي صنعاء لنهب ثروة الإمام، وأن هذه الأموال ملك لجميع اليمنيين، وأن القبائل تحاول الهجوم علي صنعاء للسلب والنهب، كما أعلن الوفد اليمني الرغبة في الإصلاح وتعليق أهمية كبيرة علي الجامعة العربية لإنقاذهم، وأعربوا عن استغرابهم لتقاعس جامعة الدول العربية عن التدخل السريع، كما أعلن الوفد أنهم لا يطالبون المساعدة لتدعيم موقفهم فهذا يتركونه للجامعة والملك، ويفوضهم في إجراء ما يرونه صالحاً للتهدئة، وحذروا من اصطدام القبائل وإثارة أحقاد خامدة منذ 40 عاماً.

وقد تكلم الملك عبد العزيز، وأعلن استنكاره لقتل يحيى، وأنه لا يقر الطريقة التي صعد بها عبد الله الوزيرإلي الحكم بالرغم من ولاء الوزير له، وعدائه لأحمد، وأعلن تمسكه بالحياد، كما استنكر الملك ووفد الجامعة تهديد الوزير باللجوء للأجانب، وقد أوضح أعضاء الوفد اليمني أن المقصود شراء السلاح من الأجانب، وليس الارتماء في أحضانهم.

وحسب رواية علي الوزير أن الملك عبد العزيز قال لهم انتم تعلمون أن أحمد هو الذي أرسل أولئك النفر المعتدين الذين أرادوا اغتيالي أنا وسعود في الحرم الشريف، ولكن لا يمكنني الآن إلا إظهار الحياد التام.

وحاول الوفد مقابلة عزام لتذكيره بوعوده لهم، وإرسال طائرتين لإخافة القبائل، إلا أن عزام اعتذر بأنه مصاب بالبرد، ثم أجتمع به الوفد بعد ذلك منفرداً فأقسم أنه مصمم علي ذلك، ولكنه يقود سيارة بدون عجل، وكان آخر كلام عزام للوفد "أنا أعرف أنكم وقضيتكم علي الحق ولكني غلبت علي أمري فماذا أصنع لكم".

وأثناء تواجد الوفد اليمني في السعودية كانت الأحوال تزداد سوءاً، حيث أطبقت القبائل علي العاصمة من كل جانب، وبدأ الخناق يضيق، بحيث أصبحت العاصمة محاصرة بالكامل، وزاد من سوء الأحوال القبض علي عدد كبير من أبرز المعارضين اليمنيين، وعلي رأسهم أحمد محمد نعمان الذي كان معيناً وزيراً للزراعة في الحكومةاليمنية الجديدة، وكان أحمد نعمان وغيره من قادة الأحرار في عدن، قد توجهوا إلي اليمن عقب نجاح الثورة بطريق البر حيث وصلوا إلي تعز وآب، وقد أراد نعمان التوجه إلي صنعاء بعد أن قضي فترة قصيرة في تعز، بالرغم من وصول الأنباء عن الأحوال السيئة في صنعاء، ولكنه صمم علي الذهاب تدفعه الحماسة دون أن يصغي السمع لمن حذروه من مواصلة رحلته، حتى وصل إلي ذمار حيث وقع في الأسر هو ورفاقه.

وتكرر الوضع بالنسبة لزيد الموشكي الذي كان يريد التوجه إلي صنعاء، وغادر تعز متجهاً إلي الحديدة، حيث القي القبض عليه هو والخادم غالب ورفاقهم بينما تمكن عدد من الثوار من النجاة بأنفسهم إلي خارج اليمن.

لقد شكل القبض علي قادة الأحرار الذي تزامن مع الحصار المحكم حول صنعاء ضربة جديدة للثورة اليمنية خاصة بعد أن انقلب الكثير من الذين أظهروا تأييدهم للثورة عليها حتى في المدن التي خضعت للثورة مثل تعز وآب والحديدة.

ولجأ عبد الله الوزير وقيادة الثورة إلي إرسال برقيات الاستغاثة إلي الجامعة العربية ورؤساء وملوك الدول العربية بتاريخ 12/3/1948 – أي قبل يوم واحد من سقوط صنعاء – الذي جاء فيها" لقد حكمنا الجامعة العربية وصارت مسئولة عن الحالة في اليمن ونحن الآن لا نطلب من الجامعة ولا من الحكومات العربية مساعدتنا وتأييدنا بعد التحكيم ولكنا نطلب إنقاذ عشرات الآلاف من سكان صنعاء من هجمات القبائل المتوحشة بإرسال طائرات تفرق شملهم حتى يستطيع القائمون بالأمر في صنعاء المحافظة علي النفوس والأموال والذخائر إلي أن يصل وفد الجامعة ويقرر مصير اليمن، ولا يستطيع أحد من المسئولين وقف هذه العصابات الثائرة لأن مبدأها النهب والسلب والدليل علي هذا أنهم نهبوا قصر الإمام الراحل في الروضة خارج صنعاء فلم يبق إلا أن توقفوا انتم بأنفسكم هجمات القبائل حتى يجري التحكيم في جو هادئ.

كما اجتمعت قيادة الثورة لمواجهة هذه الأخطار، وتم وضع خطة لمواجهة الموقف تقوم علي أساس اتخاذ تعز عاصمة ثانية لحكومة الثورة، واتخاذ رداع قاعدة عسكرية للثورة علي أن يقوم عبد الله الوزير إلي رداع لوضع القاعدة العسكرية للثورة، وتحصين المرتفعات المطلة علي صنعاء، وسحب كمية كبيرة من المال والذخيرة والمعدات الحربية من صنعاء إلي رداع.

إن هذه الخطة التي وضعت مع بداية الأسبوع الثالث من الثورة توضح الإحساس بالخطر الشديد، ومحاولة قادة الثورة البحث عن قاعدة عسكرية بديلة، واتخاذ عاصمة ثانية يمكن اللجوء إليها في حالة سقوط صنعاء، إلا أن هذه الخطة لم تجد طريقها للتنفيذ، ورفض عبد الله الوزير الخروج إلي قاعدة رداع، ويبدو أنه كان ما زال يحسن الظن بالجامعة العربية، وأن مركزه ما يزال قوياً بين القبائل، وأن مغادرته صنعاء قد يعرضها للسقوط.

وأمام المخاطر المحدقة، والحصار المحكم لصنعاء اقترح علماء صنعاء إجراء مفاوضات ومصالحة مع الأمير أحمد حفظاً للسلم، وصيانة للأرواح والأموال، وقد أبدي كل من الوزير وأحمد موافقته علي الاقتراح غير أن أحمد سرعان ما غير رأيه، وضاقت الحلقة علي صنعاء بالرغم من جهود جمال جميل للدفاع عن العاصمة، واتخاذه العديد من الترتيبات العسكرية للدفاع عنها، إلا أن جهوده ذهبت أدراج الرياح فلم يكن معه إلا عدد قليل من شباب المدارس والكليات الحربية وبعض أفراد من القبائل والجيش، بينما القبائل تزحف بقوة ومن كل صوب علي العاصمة، وتنضم إليها كتائب الجيش النظامي من كل مركز حتى من صنعاء حيث التحقت معظم الكتائب النظامية التي كانت بصنعاء وحولها بمعداتها بقوات أحمد.

وبينما كانت صنعاء علي وشك السقوط علي أيدي القبائل وقوات أحمد، كان الوفد اليمني يبذل محاولة أخيرة مع الملك عبد العزيز لإنقاذ الموقف، وقد تولي الفضيل التحدث باسم الوفد أمام الملك عبد العزيز حيث أوضح سوء الحال باليمن، وأن اليمن كلها قد بايعت عبد الله الوزير بالإمامة، وأن القبائل تقوم بالإغارة على صنعاء بقصد السلب والنهب، وطلب من الملك والجامعة العربية بإرسال بضعة طائرات من القنابل والدبابات لإرهاب هؤلاء اللصوص، وإذا تقاعست الجامعة العربية عن ذلك فمعناه أنها تحمي اللصوص وتدافع عنهم، وحاول الورتلاني الطعن في الجامعة العربية، فذهب الملك غاضباً وقال له "بل أنت اللص، أنت وزملاؤك الذين قتلتمالإمام يحيى ولم تراعوا سنية التسعين ولا جهاده في سبيل استقلال اليمن وحمايتها من الأجنبي أربعين سنة". وهكذا فشلت مساعي الوفد اليمني، ليس ذلك فحسب بل كان عليه أن يغادر السعودية، فقد سقطت العاصمة صنعاء عقب هذه المقابلة، وكان علي الوفد أن يبحث عن مأوي يلجأ إليه.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سقوط صنعاء ونهاية الثورة

وفي يوم 13/3/1948 جاءت ساعة النهاية، وسقطت صنعاء في أيدي قوات القبائل حيث أذاع راديو صنعاء أن القوات الموالية لسيف الإسلام أحمد دخلت العاصمة صباح اليوم حوالي الساعة التاسعة صباحاً.

وكان سقوط صنعاء هي النهاية الحتمية المتوقعة علي ضوء تطورات الأحداث، فقد فشلت كل محاولات الحكومةاليمنية لإنقاذ الموقف سواء علي الصعيد الدبلوماسي، أو علي صعيد الوضع العسكري، وكذلك فشلت آخر محاولة قامت للصلح بين ابن الوزير وأحمد، وكانت نقطة النهاية للثـورة هي نفسها نقطة البداية لها، حيث مقر غمدان الذي كان استيلاء عبد الله الوزير عليه في بداية الثورة هي نقطة البداية لانتصارها، وكذلك جاءت نقطة النهاية للثورة من مقر غمدان حيث حدثت المؤامرة للقضاء علي الثورة، وكان أولاد الإمام يحيى قد أودعوا في مكان بقصر غمدان بالقرب من مقر عبد الله الوزير الذي تسامح معهم، ورفع عنهم الرقابة، وقد استطاعوا الاتصال ببعض الموالين لهم في القصر وفي صنعاء، كما اتصلوا بالأمير أحمد، وتم تنفيذ الانقلاب علي عبد الله الوزير داخل القصر ووقع القصر تحت سيطرة أولاد يحيى، بعد أن قطعوا خط التليفون بين قصر غمدان ومقر جمال جميل، وأطلقت المدفعية من جربة المدافع – وهو مكان استراتيجي كان يوجد في قصر السلاح – علي مقر عبد الله الوزير، الذي استسلم مع رفاقه، وتم إشعال النيران من قصر غمدان إشارة للنجاح في التغلب علي عبد الله الوزير، وكانت هذه الإشارة إشارة البدء حيث أشعلت النيران من على سطوح أتباع أحمد في صنعاء، وصاحبها إطلاق النيران، والهتافات العالية بدخول الإمام أحمد إلى قصر غمدان والقبض علي عبد الله الوزير، وقد أدي خبر القبض علي عبد الله الوزير، وإشاعة دخول أحمد قصر غمدان إلي استيلاء الرعب علي من تبقي من الحاميات الموالية للثورة علي الأبواب والأسوار، مما جعلهم يتسابقون في إعلان ولائهم لأحمد، واندفعت القبائل داخل صنعاء تمارس السلب والنهب وتهاجم البيوت والمحلات، ولم يستطع إلا القليل من رجال الثورة النجاة، وتم القبض علي قيادات الثورة، وعلي رأسهم عبد الله الوزير وجمال جميل والكبسي، وجري اعتقال ما يقرب من ألف شخص من الضباط والعلماء والأدباء والمثقفين والتجار والمشايخ وطلاب الكلية الحربية بالإضافة إلي بعض الفدائيين الذي قدموا من عدن لمناصرة الثورة.

أما صنعاء فقد وكل أحمد أمرها إلي إخوته الحسن والعباس وعلي وإسماعيل، حيث تم السماح للقبائل بنهب وسلب العاصمة مكافأة لهم علي موقفهم من أحمد، ومناصرتهم له، وعلي مرأى من هؤلاء الأمراء نهبت أسواق صنعاء، والكثير من البيوت والمساكن، وروعت النساء والأطفال، وبعد أسبوع من القتل والسلب توقفت القلاقل في صنعاء بعد أن فقد خمسة آلاف شخص أو أكثر حياتهم.

وتذكر الطبيبة الألمانية، ايفاهويك والتي كانت تقيم أثناء أحداث الثورة في تعز، أن جنود أحمد قد عاثوا نهباً وسلباً في صنعاء، وأن بعض هؤلاء الجنود قد روي بعد وصولهم إلي تعز أن أحمد رغبة منه في اجتذاب جميع الجنود إلي صفه لمهاجمة صنعاء وعدهم بأن ينهبوا المدينة باستثناء بيوت معينة تضم بيوت الأوربيين، كما أن نهب صنعاء كان وسيلة لإنزال العقاب بالرعايا من العصاه.

أما الأمير أحمد فقد دخل العاصمة في 14 مارس، حيث بويع من جانب علماء صنعاء في 15 مارس كإمامٍ وملكٍ لليمن، وكان قد اتخذ لنفسه أثناء الثورة لقب الناصر لدين الله، كما أنه أطلق علي اليمن اسم "المملكة المتوكلية اليمنية" تخليداً لذكري والده يحيى الذي كان يحمل لقب المتوكل علي الله، وقد غادر أحمد صنعاء إلي تعز التي اتخذها عاصمة ثانية لليمن، والتي أصبحت مقراً له طوال عهده.

وقد سارع أحمد إلي مخاطبة وفد الجامعة العربية الذي كان قد توجه من الرياض إلي جده، ألا يكلف نفسه عناء السفر والمشقة إلي اليمن، وأن الله كفي المؤمنين القتال.

وكان عزام باشا والوفد قد توجه إلي جده بعد سقوط صنعاء، ثم غادر عزام جده إلي القاهرة لمتابعة الأحداث فيفلسطين، بينما استمر الوفد في جده بناء علي رأي عزام في انتظار وعد أحمد بتحديد موعد ملائم لزيارةاليمن، إلا أن القضاء علي الثورة، واستتباب الأمن جعل من الزيارة غير ذات موضوع

وبذلك انتهت مهمة وفد الجامعة العربية إلي اليمن، والذي لم تطأ أقدام أعضائه أرض اليمن، وبعد أن لعب دوراً كبيراً في إجهاض الثورة، وتأييد أحمد في مطالبته بعرش اليمن.

ويبدو أن خطوه أحمد للحيلولة دون وصول وفد الجامعة العربية إلي اليمن - بالرغم من أنها كانت تعني الاعتراف بنظامه - كان الهدف منها تجنب أي ضغوط لإصدار عفو شامل عن الثوار، وكان الاتجاه داخل اللجنة السياسية للجامعة العربية، التي عقدت في بيروت في 18 مارس عدم الاعتراف بأحمد ملكاً لليمن إلا بعد الدخول في مفاوضات تهدف لحملة علي إصدار العفو الشامل، ولكن الملك عبد الله أجهض هذه المحاولة بمسارعته بالاعتراف بالإمام الجديد حيث أرسل في 15 مارس برقية تهنئة إلي أحمد كملك لليمن، وتبعه عبد الإله الوصي علي العرش في العراق، وبذلك تم قطع الطريق علي محاولة اللجنة السياسية، التي لم يعد أمامها إلا الاعتراف بالأمر الواقع، والاعتراف بأحمد ملكاً لليمن، مع إظهار رغبتها في العفو عن الثوار

وأرسل عبد الرحمن عزام إلى الملك عبد العزيز برقية بقرار اللجنة السياسية، اعترافها بالإمام أحمد ملكاً لليمن، ودعوة وفدها للعودة، وناشد عزام الملك عبد العزيز أن يبذل النصيحة للإمام أحمد ليضرب مثلاً في العفو والغفران عن الخصوم، كما أرسل عزام برقية لأحمد بالاعتراف به ملكاً علي اليمن وفقاً لقرار اللجنة السياسية

وتوالت اعترافات الدول العربية بالنظام الجديد، وأرسل الملك فاروق برقية تهنئة للملك أحمد في 18مارس، وكانت سوريا ولبنان آخر من أعترف بالإمام أحمد ملكاً

وبدخول أحمد صنعاء، واعتراف جامعة الدول العربية به ملكاً لليمن، انتهت الثورة اليمنية بالفشل بعد أن استمرت 26 يوماً منذ مقتل الإمام يحيى في 17 فبراير 1948 حتى سقوط صنعاء في 13 مارس 1948، لتعود اليمن مرة أخرى إلي حكم الإمامة ولكن بطبيعة الحالة كان من الصعب إعادة حركة التاريخ إلي الوراء، فلم يكن من المتوقع أن تعود الأوضاع القديمة علي وضعها مرة أخرى بعد أحداث هذه الثورة، وبعد أن ازداد الوعي بفساد هذا النظام البالي، الذي جلب لليمن العزلة والتخلف.

إعدام الثوار

قبض على أكثر قادة الثورة وأرسلوا إلى سجن في بلده حجة وهناك كان يؤتى بالواحد منهم تلو الآخر في ميدان عام حيث يشد وثاقه ويميل برأسه قليلا ويوضع على عمود ذي شعبتين ثم يأتي السياف بسيفه ليضرب على عنق الضحية وسط جموع الناس [5]

تم إعدام 32 من الثوار علي رأسهم عبد الله الوزير، وجمال جميل وحسين الكبسي ومحيى الدين العنسى والحورش وزيد الموشكي وأحمد البراق و محمد المسمري ، بعضهم أعدم في وسط صنعاء بميدان شرارة ( ميدان التحرير حالياً) والبعض الآخر في حجة ، وكذلك سيف الحق إبراهيم الذي مات في السجن بعد وضع له سم في الغذاء فتوفي مسموماً في 22 شعبان وهو أخو الإمام أحمد الأصغر وكان الإمام أحمد قد أمر بإطلاق صراح أربعة هم زيد عقبات و الصفي الجرافي وعلى لطفي و حسين مظهر ويعفو عن ابنه الأمير البدر. وكانت الجثث بعد القتل يمثل بها ثم تصلب أما الرؤوس فكانت كل رأس ترسل إلى البلد التي ينتمي إليها صاحبها ، ولقد صلبت رأس عبد الله الوزير في صنعاء في ميدان شرارة لسبعة أيام ،

بعد ذلك تم إعدام الحاج الخادم غالب و علي بن عبد الله الوزير وفي شوال 1367هـ تم إعدام كل من أولاد الحسيني و مصلح هارون وسنهوب وريحان والعتمي في صنعاء ، وفي أول العام 1368هـ وصل مساجين جدد إلى حجة وهم الشيخ أحمد ناصر القردعي وابن عمه على طالب القردعي والذي مات في سجن نافع كما وصل السيد محمد بن حسين عبد القادر من سجن صنعاء ، بعد مضي عام على قتل الإمام يحيى تم إعدام كل من الحاج عزيز والشيخ محسن هارون وفي نفس الشهر تم نقل الرئيس جمال جميل إلى صنعاء وحبسه في سجن الرادع بصنعاء وأعدم الشيخ محسن هارون في ميدان شرارة المسمى الآن بميدان التحرير.

وينجو من الموت الفضيل الورتلاني –مهندس الثورة- الذي غادر صنعاء قبل سقوطها بثلاثة أيام إلى جدة فسمح له الملك عبد العزيز بمغادرة البلاد ويستقل الباخرة « الزمالك » ولكن جميع الدول العربية ترفض السماح له بالدخول فيظل سجينا على ظهر الباخرة شهرين وينجح الإخوان في تهريبه إلى بيروت ومنها إلى باكستان بطريقة مثيرة للغاية.

المعتقلين

كما زج في السجن بالكثير من الثوار، والذي قدر لبعضهم أن يلعب دوراً في تاريخ اليمن كعبد الله السلالوأحمد الثلايا وحمود الجائفي وعبد الرحمن الأرياني وأحمد المروني. وفي ليلة العيد من عام 1368هـ وصلت أوامر الإمام بالتشديد على المساجين وإضافة قيود ومراود إلى ما يحملونه وعدم اختلاطهم بالآخرين وعددهم ستة عشر وهم :أحمد محبوب –عبد السلام صبره- حسن العمري - عبد الله السلال - أحمد محمد النعمان - محمد الطاع- أحمد الشامي- عبد الله الشماحي- العزي صالح السنيدار –أحمد المروني – عبد الرحمن الإرياني - محمد عبد القادر و غالب الشرعي والنقيب محمد حمود قائد الضلعي و علي محمد السنيدار و عبد القادر أبو طالب و محمد عكارس و غالب سري و حمود الجائفي و حزام المسوري . ومن هؤلاء الستة عشر أربعة جاء الأمر بالتشديد عليهم أكثر من غيرهم ويجلدون ثلاثين جلدة لكل منهم يوميا وهم : أحمد المروني- أحمد الشامي- العزي صالح السنيدار و محمد عكارس كما صدرت أوامر بمصادرة أملاك بعض هؤلاء وأراضيهم وهدم بيوتهم وهم الصفي محبوب و حسن العمري و محمد عكارس. وظلوا في سجن حجة إلى أن جاءت ثورة الثلايا سنة 1955 م والتي أعدم فيها أحمد الثلايا.

موقف بريطانيا من الثورة اليمنية

من المهم التوقف عند موقف بريطانيا من الثورة اليمنية، فقد اعتمد أحمد في دعايته ضد النظام الجديد علي اعتماد هذا النظام علي القوات الأجنبية، وأنهم باعوا اليمن للنصارى، وقد وجهت الاتهامات للنظام الجديد بالعمالة، وأن الإنجليز قدموا العون لهم وقد ناقش السلال هذه الاتهامات والرد عليها بشيء من التفصيل نافياً هذه الاتهامات

وتكشف الوثائق البريطانية حقيقة الموقف البريطاني من الثورة، ففي مذكرة لوزارة الخارجية البريطانية عن الثورة اليمنية، أكدت أن هناك مميزات في اتخاذ موقف ودي من عبد الله الوزير إذا استقر الأمر له، فإذا أيدت بريطانيا النظام الجديد فسيكون هناك فرصة طيبة لضمان السماح بتمثيل دبلوماسي بريطاني في صنعاء، ورسم الحدود بين اليمن ومحمية عدن علي أسـاس معاهدة 1934، ولكن في نفـس الوقت إذا انهار النظام فسيكون موقف بريطانيا أسوأ.

وعلي هذا الأساس تركت وزارة الخارجية البريطانية حرية الحركة للحاكم البريطاني في عدن مع التأكيد علي الحذر وعدم اتخاذ أي شيء يعتبر اعترافاً ضمنياً بها قبل أن يكون على يقين من استقرار الثورة وهو ما يعني أن القرار البريطاني كان يعني الانتهازية، والانتظار حتى تتضح الأمور.

وقد أكد سمارت الوزير المفوض للشئون الشرقية بالسفارة البريطانية لسيف الإسلام عبد الله أن الحكومة البريطانية لم تعترف بالإمام الوزير، ولن تعترف بأي إمام في اليمن حتى تهدأ الأمور ويستقر النظام

ومن الواضح أن السياسة البريطانية فضلت سياسة الترقب والانتظار حتى تستقر الأمور، وعدم التورط في مساندة النظام الجديد خشية من سقوطه، وتعريض المصالح البريطانية للخطر، وهذا الموقف البريطاني يتفق مع السياسة التقليدية البريطانية القائمة علي لغة المصالح.

وبعد فشل الثورة واعتراف الجامعة العربية بأحمد ملكاً علي اليمن، طلب أحمد من بريطانيا وفرنسا وأمريكا الاعتراف به، وكانت أمريكا متلهفة علي الاعتراف، ولكن بريطانيا طلبت منها الانتظار حتى تختار بين الطرفين المتنازعين من وجهة نظر مصالح هذه الدول، وأن السيطرة علي البلاد تعد شرطاً أساسياً للاعتراف، وقد اعترفت الدول الثلاث بالإمام أحمد في وقت واحد في 21 أبريل.

الزبيري والورتلاني والوزير يغادرون عدن

بعد عودة الأستاذ محمد محمود الزبيري والفضيل الورتلاني و عبد الله بن علي الوزير من الرياض إلى عدن ، بقوا هناك يرقبون تطورات الأمور بعد فشل الثورة ، قبل أن تأمرهم السلطات بمغادرة عدن ، لأن الحكومة البريطانية كانت على وشك ا لاعتراف بحكومة الإمام أحمد .

سافر الأستاذ الزبيري والأستاذ عبد الله بن علي الوزير على ظهر باخرة إلى باكستان، يعمل فيها بعض البحارة اليمنيين الذين راحوا يمطرونهما سبا وشتما طيلة الرحلة ، وقبل سفرهما اتفق الأستاذ الزبيري مع الأحرار المقيمين في عدن على أن يعملون قد استطاعتهم لإنقاذ الأحرار –الذين وقعوا في قبضة الإمام أحمد من الإعدام ، ووعد الأستاذ الزبيري الحاج عبد الله عثمان بأن يرسل له عنوانه فور وصوله إلى باكستان بالشفرة ، واتفقا على أن أخباره لا يطلع عليها سواه و عبد الله عبد الوهاب نعمان و الحاج عبده حسين الأدهل والشيخ محمد سالم البيحاني و محمد سالم حاجب ، وما أن وصل الزبيري إلى باكستان حتى أرسل خطابا إلى عدن يطمئن فيه الأحرار بوصوله ، وقد أخذ يتنقل بين المدن الباكستانية ، بغير عنوانه ما بين وق وآخر حتى استقر في عاصمتها ، أما الورتلاني فقد سافر هو الآخر من عدن على ظهر باخرة مصرية ، إلا أنه منع من النزول في كل البلاد العربية التي رست الباخرة في موانئها ، وعند عودتها إلى عدن صعد الحاج عبده حسين الأدهل إلى الباخرة لمقابلته لأن السلطان البريطانية لم تسمح له بالنزول في عدن.

في تلك الأثناء وصل بأسم الفضيل الورتلاني جواز سفر دبلوماسي وبدله عسكرية برتبة ضابط ، من الإخوان المسلمين ، ارتدى الورتلاني البدلة العسكرية ، وحمل الجواز الدبلوماسي المزيف ، سافر بتلك الهوية العسكرية إلى بيروت ، حيث استقر هناك إلى ما بعد قيام ثورة يوليو 1952 ، وانتقل بعدها إلى مصر.

أسباب فشل الثورة

هناك عوامل داخلية وخارجية عملت علي فشل الثورة :

أولاً : العوامل الداخلية

كان على رأس هذه العوامل الإعلان الكاذب عن وفاة يحيى مما أدي إلي كشف الحركة وزعمائها، مما عجل بقيام الثورة، وكان نجاح الثورة وإعادة نشر الميثاق وقوائم الأسماء التي أعلنت من قبل خطأ آخر وقعت فيه الثورة، فكان نشر نفس الميثاق والأسماء مرتين في خلال شهر واحد تأكيداً لوجود مؤامرة ضد الإمام يحيى، خاصة أن الثورة أعلنت في البداية خبر وفاته، ولم تعلن حقيقة مقتلة، وكان من حسن السياسة عدم إعلان نفس القوائم والميثاق الوطني حتى تستقر الأمور للثورة، ولكن يبدو أن النجاح الذي حققته الثورة في اليوم الأول جعلهم لا يأخذون حذرهم.

كما لعب قتل الإمام يحيى دوراً في إثارة القبائل خاصة الشمالية المناصرة لأسرة حميد الدين، والتي ناصرت أحمد.

وكان من العوامل الحاسمة نجاة أحمد من عملية الاغتيال بما كان يملكه من كفاءة ومهارة حربية، وكان ذلك أول معول في جدار الحكم الجديد.

كما لعب عدم الوعي لدي الشعب اليمني نتيجة الجهل والتخلف الذي كان يعاني منه اليمن دوراً كبيراً في فشل الثورة حيث تركزت الثورة في قطاعات الضباط والمثقفين والمتعلمين وعلماء الدين والتجار، ولم تتجاوز هؤلاء إلي باقي أفراد الشعب، وقد حاولت قيادات المعارضة التي أدركت هذا الجانب تعويض ذلك باختيار إمامٍ جديداً بدلاً من إلغاء الإمامة إلا أن ذلك لم يأت بالنتيجة المطلوبة.

كما لعبت الاختلافات بين الثوار دوراً في فشل الثورة، فقد تدافع بعض أدعياء الثورة والنضال علي اليمنوتسللوا إلي المراكز الأولي، وفي الوقت التي لم تكن الثورة قد استقرت بعد، كانت تنهال طلبات الإصلاح والمشروعات علي الحكم الجديد، فضلاً عن انشغال العديد من المسئولين الجدد بأمور تافهة

كما كان لتراخي عبد الله الوزير، أثره في فشل الثورة، وبصفة خاصة نكوصه عن القيام بنفسه في بداية الثورة بمطاردة أحمد قبل أن تستفحل قوته، هذا فضلاً عن عدم اتخاذه قرارات حازمة لحفظ الأمن ومواجهة أعداء الثورة، ولذلك لم يكن من المستغرب أن تندلع المؤامرة ضد الثورة من مقره في غمدان، ويذكر عبد الله الفسيل أن سيف الحق إبراهيم قد عارض سياسة التردد التي مارستها الحكومة الجديدة وانذرها بالفشل قبل أن يتوقعه أحد، واستنكر عدم آخذها بالحزم الذي يتطلبه الانقلاب، وقال لهم "إنكم منهزمون في أنفسكم وكل أعمالكم تدل علي أن رهبة الطغيان لا تزال تجري في دمائكم إنكم تعملون عمل المتوقع للهزيمة والخذلان"

كما فشلت الثورة في العمل علي تعبئة القبائل الموالية لها، والتي كان يتمتع فيها عبد الله الوزير بنفوذ واضح، وحصرت نفسها في صنعاء.

كما كان هناك قصور من الناحية العسكرية تجلي في فشل الحملتين اللتين تم توجيههما لمقاتلة أحمد في حجة نتيجة أخطاء عسكرية فادحة، كما أن القيادة العسكرية حصرت كل جهودها في مطاردة أحمد في مقره، ولم توجه جهودها لفرض سيطرتها في المناطق الأخرى.

كما كان السماح للقبائل بنهب العاصمة من جانب أحمد وأخوته سيوف الإسلام أثره في فشل الثورة بعد أن اندفعت القبائل نحو صنعاء طمعاً في كنوز وأموال الإمام الراحل، خاصة بعد أن انطلقت القبائل دون عائق بعد أن تحررت من القيود التي قيدها بها الإمام يحيى.

ثانياً: العوامل الخارجية

كان اعتماد الثورة علي الجامعة العربية من أكبر الأخطاء التي وقعت فيها الثورة، فقد اعتمدوا علي الوعود التي قطعها لهم عبد الرحمن عزام عن طريق علي الوزير والفضيل والإخوان المسلمين، وكان هذا خطأهم الأكبر، فقد كانت الثورة اليمنية تمس بصورة مباشرة الأنظمة الملكية التي لم تكن لتقبل بحكم جديد قام علي قتل ملك حتى ولو استبدل بملك آخر، لأن هذا كان يعني ترسيخ فكرة المبايعة وليس الوراثة، فضلاً عما نادت به الثورة من حكم دستوري، وهو أمر لم يكن مقبولاً من السعودية التي خشيت أن يمتد أثر هذا الحكم إليها، فضلاً عن الخشية والقلق من تطبيق نموذج اليمن عليهم.

ولذلك كان اعتماد الثورة والإخوان المسلمين علي وعود عزام والجامعة العربية خطأ كبيراً ففي النهاية فإن عزام موظف كبير يحمل لقب الأمين العام للجامعة العربية – بالرغم من أن شخصيته كثيراً ما كانت تتجاوز وظيفة وصلاحيات الأمين العام – ولم يكن يستطيع أن يتصادم مع إدارة الملوك والرؤساء، وهو ما عبر عنه عزام بأنه يقود سيارة بدون عجل، فضلاً عن الجامعة العربية كانت في بدايتها، وكانت أول مرة تواجه مثل هذه الحالة الداخلية.

ولعل الاتهامات التي ما تزال توجه إليها حتى الآن بالسلبية وعدم الفاعلية، تماثل نفس الاتهامات التي وجهت إليها في حوادث اليمن، والذين يوجهون هذه الاتهامات يتناسون أن قرارات الجامعة تعبر عن إرادة دول الجامعة العربية، التي كثيراً، ما غلبت المصالح الذاتية علي المصالح العربية العليا، ومهما كان دور الأمين العام للجامعة وكفاءته فإنه لن يستطيع أن يفعل أي شيء دون الحد الأدنى من توافق دول الجامعة العربية، وإذا كانت الثورة اليمنية قد أخطأت وكذلك الإخوان في الاعتماد الكبير علي الجامعة العربية فإن هناك فارقاً بين الخطأين فالثورة اليمنية كان أمامها مجالات كثيرة للعمل علي نجاح الثورة، ولكنها أخفقت في استغلالها، أما الإخوان فهم في النهاية هيئة شعبية – بالرغم من قوتها – فإن مساحات العمل أمامها محدودة، وكان من ضمن المجالات المحدودة أمامهم الجامعة العربية واستغلال علاقتهم بعزام لتأييد الثورة اليمنية.

وقد عبر علي الوزير عن خطأ الاعتماد علي الجامعة العربية بقولة " لقد كانت مصيبة الاطمئنان والثقة بالجامعة من أشد العوامل التي كانت سبباً لتلك النكبة".

كما لعبت الدول العربية الملكية دوراً كبيراً في إجهاض الثورة عن طريق تقديم العون المادي والمعنوي والدبلوماسي لأحمد، وبصفة خاصة من جانب السعودية التي قدمت الدعم المادي والدبلوماسي وحرضت القبائل ضد الثورة فضلاً عما قيل عن تقديم المساعدة العسكرية، كما عملت الدول العربية علي إجهاض مهمة وفد الجامعة العربية عن طريق التسويف والمماطلة حتى استقرت الأمور لسيف الإسلام أحمد.

ولعل الرسالة التي أرسلها الملك عبد الله إلي عزام بعد انتهاء الثورة اليمنية تعبر عن شعور الدول العربية الحقيقي تجاه اليمن، فقد أعرب عبد الله في برقيته عن سروره لانتهاء مسألة اليمن بغير مشقة، وانتهائها برجوع الحق إلي أهله، وأن اليمن الآن بيد إمامة، ومن الخير أن تترك تلك البلاد تعمل لنفسها بنفسها، وأن لا يتدخل فيها من هم غرباء عنها سواء من الإخوان المسلمين أو من الآخرين.

وقد علق مسئول لبناني علي موقف الدول العربية من أحداث اليمن قائلاً "لو اتحد ملوك العرب في قضيةفلسطين كما اتفقوا ضد الأحرار في اليمن ما كان في فلسطين حكومة يهودية"

مجلس الشورى

طبقاً الميثاق الوطني المقدس الذي وضعه الإمام حسن البناء عام 1947 بعد ان أجتمع ممثلو الشعب اليمني على اختلاف طبقاتهم ، في هيئة مؤتمر للنظر في وضع نظام شرعي صالح وإقامة من ينفذه ويحفظ المن ويضبط مصالح الأمة ، ويقوم بكل واجب ديني ودنيوي لليمن وأهله عند وفاة الإمام الحالي فقرروا .

  • مادة (10) : يتألف مجلس الشورى من سبعين عضوا منهم الذين سيذكرون إما بأوصافهم أو بأشخاصهم والباقي يتفق عليه تعيينهم مجلس الوزراء وحضرة الإمام والأعضاء المعينون من الآن هم :
    1. أعضاء مجلس الوزراء.
    2. مديرو الوزارات.
    3. المستشارون العموميون.
    4. قائمة الموظفين الشوريين .

أعضاء مجلس الوزراء

  1. السيد علي بن عبد الله الوزير – رئيس مجلس الوزراء
  2. السيد حسين بن محمد الكبسي – نائب مجلس الوزراء ووزير الخارجية
  3. الشيخ محمد أحمد نعمان – وزير الداخلية
  4. السيد حسين بن علي عبد القادر – وزير الدفاع
  5. السيد عبد الرحمن حسين الشامي – وزير الشئون الاجتماعية
  6. القاضي محمد راغب بك – مستشار عام
  7. الشيخ عبد الوهاب نعمان – وزير الصحة
  8. السيد علي بن حمود شرف الدين – وزير العدل
  9. القاضي أحمد بن أحمد الجرافي – وزير الاقتصاد والمناجم
  10. الحاج الخادم بن أحمد غالب – وزير المالية
  11. السيد عبد القادر بن عبد الله – وزير الأوقاف
  12. القاضي محمد محمود الزبيري – وزير المعارف
  13. السيد أحمد بن أحمد المطاع – وزير التجارة والصناعة
  14. الأستاذ أحمد محمد نعمان – وزير الزراعة
  15. السيد حسين بن علي الويسي – وزير المواصلات
  16. السيد علي بن إبراهيم – وزير الأشغال
  17. الأمير علي بن يحيى – وزير دولة
  18. القاضي عبد الله بن عبد الآله الأغبري – وزير دولة ،
  19. الشيخ علي بن محسن – وزير دولة.

مديرو الوزرات

  • السيد محمد بن حسن عبد القادر – مدير وزارة العدل
  • السيد زين بن علي الموشكي – مدير وزارة الداخلية
  • الأستاذ محي الدين العنسي – مدير وزارة الخارجية
  • الأستاذ أحمد بن حسن الحورش – مدير وزارة المعارف
  • الأستاذ أحمد بن محمد باشا – مدير وزارة الزراعة
  • الشيخ محمد صالح المسمري – مدير وزارة الشئون الاجتماعية
  • القاضي أحمد بن قاسم العنسي – مدير وزارة المالية
  • الشيخ ناشر عبد الرحمن – مدير وزارة الصحة
  • السيد يحيى بن أحمد زبارة – مدير وزارة المواصلات
  • الحاج عبد الله حسن السنيدار – مدير وزارة الأشغال
  • الشيخ عبد العزيز بن منصور نصر – مدير وزارة الأوقاف
  • الشيخ محمد مكي بن يحيى زكريا – مدير وزارة الاقتصاد والمناجم
  • الرئيس جمال جميل – مدير وزارة الدفاع.

الموظفون الشوريون

  • الأمير إبراهيم – رئيس مجلس الشورى
  • الشيخ حسن الدعيس – وكيل أول
  • القاضي عبد الرحمن الأرياني – سكرتير أول لمجلس الشورى
  • القاضي محمد أحمد الجرافي – سكرتير ثاني لمجلس الشورى
  • الأستاذ أحمد البراق – مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء
  • السيد العلامة أحمد الكحلاني – رئيس هيئة كبار العلماء
  • السيد محمد بن محمد زبارة – وكيل
  • السيد العلامة قاسم الوجيه – الحاكم الأول
  • السيد محمد الذاري – الحاكم الثاني
  • السيد سحسى محمد عباس – رئيس الاستئناف
  • القاضي محمد ابن أحمد الحجري – رئيس ديوان المحاسبة
  • الشيخ عبد الله عثمان- مدير الأمن العام
  • عبد الله بن عبد الوهاب نعمان – سكرتير الأمن العام
  • القاضي أحمد بن علي العنسي – مدير دار الكتب
  • السيد عبد الله بن علي الوزير – مدير الدعاية والنشر
  • السيد محمد أحمد المطاع – وكيل الدعاية والنشر
  • السيد أحمد محمد الشامي – سكرتير مجلس الوزراء
  • السيد محمد بن محمد بن إسماعيل – سكرتير الشئون الاجتماعية
  • القاضي حسين بن أحمد السباغي – وكيل أملاك الحكومة
  • السيد أحمد عبد الرحمن الشامي – مدير أملاك الحكومة
  • القاضي عبد الله الشماحي – وكيل الحاج علي محمد السنيدار – مدير الجمارك
  • الشيخ جازم الشيخ – مدير جمارك تعز
  • عبد السلام صبره – مدير بلدية صنعاء
  • الأستاذ زيد عنان – مدير إدارة المهاجرين
  • القاضي يحيى الصياغي – مفتش وزارة العدل
  • السيد حسين الحبشي – مفتش التجارة والصناعة
  • الحاج عزيز يعني – رئيس الحرس الملكي
  • الصفي أحمد محبوب – رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

كبار الموظفون غير الشوريين

  • القاضي عبد الله حسين العمري – وزير دولة
  • السيد العلامة زيد عقبات – محافظ صنعاء وأمير لوائها
  • السيد محمد بن أحمد الوزير – أمير لواء عمران
  • السيد محمد بن حسن الوادعي – أمير لواء الشام
  • السيد حسين الوثي – أمير لواء حجة
  • القاضي حسين بن علي الحلالي – أمير لواء الحديدة
  • السيد محمد بن أحمد باشا – أمير لواء تعز
  • الشيخ علي محمد نعمان – أمير لواء رداع والبيضاء
  • القاضي محمد عبد الله الشامي – أمير لواء إب

نتائج الثورة


تسلسل زمني

التاريخ الحدث
1918 استقلال شمال اليمن من الإمبراطورية العثمانية وتأسيس الإمام يحيى حميد الدينللمملكة المتوكلية اليمنية.
1/1/1940م صدور صحيفة «فتاة الجزيرة» كأول صحيفة أهلية باللغة العربية ومن ثم كنذير بانتشار الوعي المحلي والوطني السياسي والاجتماعي والثقافي ، وكانت تعنى بشئون عدن والوطن الأم والقضايا القومية العربية وأخبار العالم وهي مفتوحة لكل الأقلام وقد اجتذبت كتاباً من بينهم الأستاذ أحمد محمد نعمان ، صاحب الامتياز ورئيس التحرير هو محمد علي ابراهيم لقمان المحامي.
1/1940م صاحب «فتاة الجزيرة» يحتفي بالضابط جمال جميل في عدن.
14/5/1944م/ وصول المجاهد الشيخ مطيع عبدالله دماج إلى عدن ولقائه بلقمان صاحب الجريدة بغرض نشر أول مقالة تحمل طابع النقد والمعارضة للحكم الإمامي ، وصل مع دماج المناضل الشاعر عقيل عثمان عقيل.
/5/1944م/ وصول الأستاذ أحمد الحضراني إلى عدن كمعارض للإمامة.
4 / 6 / 1944 وصول الزبيري والنعمان وسكنهما في الشيخ عثمان لدى الشيخ المجاهد عبدالله الحكيمي.
/6/1944م وصول الشاعر زيد الموشكي والقاضي أحمد محمد الشامي منضمين للمعارضة واستمرار تدفق المعارضين كالقوسي وأبي راس وغيرهم.
/10/1944م انعقاد أول مؤتمر للمعارضين وميلاد حزب الأحرار وصدور أول بيان للأحرار ينشر في «فتاة الجزيرة» معارض للحكم الإمامي أخرج لقمان ترخيص الحزب وشارك في أول جلسة.
/10/1944م/ الشيخ عبده إسماعيل جاوي من أبناء عدن يمنح الأحرار مقراً وسكناً في التواهي « أمام محطة التاكسي» ويتزايد عدد المؤيدين من أبناء عدن للأحرار.
عيد الفطر 1463هـ الموافق 1944 م/ الأحرار يوالون خطبهم في مساجد عدن وأحاديثهم في غيرها وذلك نقداً للحكم الظالم والمتخلف في شمال الوطن.
/11/1944م بعض المعارضين من الأحرار يرغبون في سلاح انجليزي للقيام بحملة لتخليص المناطق من حكم الإمامة المستبدة ومحمد علي لقمان يعارض الفكرة على اعتبار أنها تعني الاعتماد على المستعمر الذي سيستغل الموقف.
/11/1944م يزداد عدد مؤيدي وأنصار الأحرار من أبناء عدن أمثال آل لقمان وآل خليفة.
/11/944م/ شباب «مخيم أبي الطيب» من أبناء عدن ينضمون إلى مؤيدي الأحرار.
/12/944م/ الشيخ خير الدين يمنح الزبيري والنعمان سكناً خاصاً في كريتر عدن.
عيد الأضحى 1363هـ الفراق الجزئي بين الأحرار في وداع حزين ومؤثر في العيد « في رصيف مطعم التركي حالياً» بعد خلاف بسيط جرى بعد وصول الشامي مندوب الإمام إلى عدن ومفاوضاته مع الانجليز ومحاولته شق العصا بين الأحرار .. بداية تشديد الخناق من قبل الانجليز على الأحرار بحظر الحزب وإلزام الجاوي باستعادة المنزل وتهديد لقمان بالعقاب وإغلاق الصحيفة.
/-/1945م/ بعض الأحرار يعملون في مدرسة بازرعة الإسلامية الخيرية بكريتر كمدرسين والبعض في مدرسة النهضة القديمة بالشيخ عثمان .
4/1/1946م/ ميلاد الجمعية اليمنية الكبرى بموجب فتوى قانونية أخرجها لقمان في جو منع تشكيل حزب.
الوطني محفوظ صالح مكاوي وهو من أبناء عدن يتبرع بعمارة من ثلاثة طوابق كمقر وسكن للأحرار وللجمعية - ينضم كأعضاء أساسيين للجمعية خليفة ولقمان والأدهل من أعيان عدن.
22/2/1946م وصول الأمير سيف الحق إبراهيم ثائراً على حكم أبيه الإمام يحيى منضماً إلى الاحرار مع كامل أسرته ومعه الأستاذ أحمد البراق.
7/4/1946 وصول الأمير أحمد ولي العهد إلى عدن في زيارة ظاهرها العلاج وباطنها الضغط على الأحرار ومتابعتهم وقد مكث شهراً وقليلاً في زيارته.
18/5/1946م صحيفة «فتاة الجزيرة» تنشر مطالب الأحرار والسلطات البريطانية تهدد صاحب الجريدة بالعقاب والصحيفة بالإيقاف.
21/10/1946م صدور أول عدد لجريدة «صوت اليمن» والناطقة بلسان أحرار الجمعية اليمنية الكبرى.
/1946م مغادرة الشيخ عبدالله الحكيمي عدن.
-/-/ 1947م وصول المجاهد الفضيل الورتلاني عدن.
-/-1948م/ لأن الأحرار قرروا الإعلان عن الثورة وأسماء الإمام الدستوري والوزراء عندما يموت الإمام يحيى المتقدم في السن، فقد سرب الأمير أحمد بن يحيى بواسطة «الحلالي» أكذوبة وفاة أبية الإمام يحيى حتى يكشف الأحرار عن أسمائهم، صدق الجميع الخبر الذي أذيع من «راديو لندن» وانزلوا اسماءهم مع اسم الإمام الجديد والإمام يحيى مازال حياً فوجد الأحرار أنفسهم مضطرين لبدء الثورة قبل توقيتها وجعل موت الإمام يحيى حقيقة بعد ان كشفت الأسماء وأصبح أهاليهم وما لهم في الداخل في خطر ولابد من التحرك وقائياً لتحقيق الهدف المسبق.

تفاصيل ثورة 1948م الدستورية

17/2/1948م في يوم الثلاثاء ظهراً ، أعلن اغتيال الإمام يحيى فقد نصب له الثوار كميناً في منطقة «حزيز» وتوجه الإمام الجديد عبدالله بن أحمد الوزير إلى احتلال قصر غمدان وتوجه القائد جمال جميل إلى احتلال قصر السعادة وخلت مقاومة هناك أدت إلى مقتل الحسين والمحسن وأسر الأمير يحيى من أبناء الإمام يحيى .
17/2/1948م وفي نفس اليوم فشل المكلفون في تعز بقتل ولي العهد أحمد في تنفيذ الخطة.
17/2/1948 شهر ربيع الآخر من عام 1367هـ، قامت في اليمن أول ثورة مسلحة، تستهدف القضاء على نظام الحكم الملكي القائم فيه، والذي كان على رأسه الإمام يحيى بن محمد حميدالدين، وقضت الثورة على الإمام يحيى بقتله، عن طريق جماعة رُصدت لذلك، من بينها محمد ريحان، وعلى العتمي من صنعاء، والشيخ على بن صالح القردعي من الجوبة، ومحمد قايد الحسيني من رجام بني حشيش. حيث كمنت له في منعرج بمكان يعرف بجزيز، على بعد بضعة كيلومترات جنوباً من صنعاء، وكان الإمام عائداً من جولة له فيها، كما قتل مع الإمام يحيى كل من كان في سيارته، وهم كبير وزرائه القاضي عبدالله بن حسين العمري، وسائقه، وخادمه، وحفيد له. كما قتل اثنان من أبناء الإمام، وهما يحاولان المقاومة، واعتقل ثلاثة آخرون. ولما عرف السيد عبدالله بن أحمد الوزير المرشح للإمامة من قبل تنظيم الأحرار، الذين قاموا بتدبير خطة قتل الإمام يحيى بنجاح خطتهم، بادر إلى قصر الإمام، وفيه المخازن الحكومية ومخازن النقود بصنعاء، بدعوى حفظه حتى يعود الإمام، أو يتبين أمره، مظهراً أن شيئاً قد يكون دبر ضد الإمام بسبب تأخره في جولته اليومية. ويذكر أن آخر اجتماع للبت في تنفيذ خطة قتل الإمام يحيى، عقد في بيت السيد عبدالله بن علي الوزير، ليلة الحادث وحضره السيد عبدالله بن أحمد الوزير المذكور. وكانت جريدة "صوت اليمن" الصادرة في عدن، والناطقة بلسان الأحرار اليمنيين، الذين هاجروا إليها، قد نشرت قبل أسابيع من الحادث خبر مقتل الإمام يحيى وتربع السيد عبدالله بن أحمد الوزير على العرش خلفاً له. وعلى الرغم من تبرؤ السيد عبدالله الوزير مما نسب إليه في صحيفة صوت اليمن بما نشره هو في صحيفة الإيمان الصادرة بصنعاء آنذاك، فإن الإمام يحيى أحس بدنو الخطر وألح على ولده ولي العهد أحمد بالوصول إلى صنعاء من مقر إقامته في تعز. ولكن هذا نفسه كان يحس بالخطر المحدق به أيضاً، وكثيراً ما كان يصرح لخاصته بأن المستقبل مظلم ومجهول، وقرر أن بقاءه خارج مكان الخطر الرئيسي "صنعاء" أقرب إلى نجاته ونجاحه في حالة قيام ثورة يمنية، ولا سيما إذا لجأ إلى معقل حجة المنيع. لما جيء بالإمام يحيى إلى صنعاء قتيلاً، أبدى السيد عبدالله بن أحمد الوزير للناس أسفه لما حدث، مؤكداً عدم علمه أو رضائه به. ولكنه أعلن دعوته لنفسه إماماً خلفاً للإمام يحيى، بحجة أنه أصلح للإمامة من ولي العهد أحمد ابن الإمام يحيى، وأرضى لدى اليمنيين، الذين عرفوه قائداً، أيام تأسيس حكم الإمام يحيى، وأميراً حينما أسندت إليه ولاية ذمار وولاية الحديدة وغيرهما، وقاضياً شرعياً قادراً على فصل الخصومات وحسم الخلافات مهما كان شأنها، ولما عرف عنه من استقامة وكفاءة ومقدرة، تتفق جميعها وشروط الإمامة.
18/2/1948 تحرك ولي العهد أحمد من تعز، على إثر وصول برقية له من أخيه الحسين يعلمه فيها بمقتل الإمام. وشحن في عدد من سيارات النقل الكبيرة ما أمكنه من الجنود والأسلحة والذخائر والنقود من مستودعات وخزائن تعز، وركب معها متجهاً نحو صنعاء عن طريق الحديدة، وكانت هذه هي طريق السيارات الوحيدة بين تعز وصنعاء، وكان كلما مر بمركز من مراكز الحديدة زود ولاته بالتعليمات، التي تضمن الولاء له ومساندته إذا لزم الأمر، ولما وصل إلى الحديدة التقى أميرها القاضي حسين الحلالي، الذي كان قد أمر من قبل الإمام عبدالله الوزير بالقبض على الإمام أحمد. ولكن الحلالي أضعف من أن يقوم بمثل هذا الإجراء، وقد ضمن ولي العهد أحمد مع ذلك ولاءه له، وخرج من الحديدة متجهاً نحو صنعاء.
19/2/1948م الخميس مساء، أذيع أول بيان للثورة من إذاعة صنعاء تضمن تشكيل الحكومة الجديدة ومجلس الوزراء وقد شكلت الحكومة الجديدة برئاسة الأمير علي بن عبدالله الوزير ولكنه تنازل عنها فيما بعد لسيف الحق إبراهيم بن الإمام يحيى .
20/2/1948 الإمام الجديد عبدالله الوزير يوجه رسالته إلى أنصاره في تعز، يأمرهم بقتل الأمير أحمد، ويشرح، في النداء الرسمي الذي وجهه إلى الشعب، برنامجه المستند على المنطلقات الرئيسية للميثاق الوطني المقدس، وقرار إنشاء مجلس الشورى، واعتباره أعلى جهاز للسلطة في البلاد. كما تم تشكيل الحكومة والوزارات والمجلس العسكري. وعُيِّن ابن الإمام الجديد على الوزير قائداً للقوات المسلحة، والضابط العراقي جمال جميل قائداً لقوات الأمن، وشغل الكثير من المناصب ممثلو الطبقة الإقطاعية والمثقفون التقليديون ذوو الاتجاه الليبرالي. بيد أن هذه الإجراءات نفذت في العاصمة فقط، واحتفظت المحافظات الآهلة بالسكان الزيديين بولائها للنظام السابق، وفي المناطق الجنوبية والساحلية من البلاد، بما في ذلك تعز والحديدة، اعترف الكثير ممن يشغلون مواقع مسؤولة شكلياً فقط بعبدالله الوزير.
20/2/1948 وصل ولي العهد، الأمير أحمد، إلى مدينة باجل، وهناك وصلته برقية من الإمام عبدالله الوزير، وهي "من أمير المؤمنين الهادي عبدالله بن أحمد الوزير إلى الأخ سيف الإسلام أحمد حفظكم الله. نعزيكم وأنفسنا بوفاة والدكم الإمام يحيى، رحمه الله، وعلى أثر وفاته أجمع ذوو الحل والعقد على اختيارنا للإمامة وكلفونا القيام بها، فلم يسعنا نظراً إلى الموقف إلا الإجابة، مكلفين غير مختارين، فليكن منكم الدخول في ما دخل فيه الناس، ولكم لدينا المكانة والاحترام. والسلام". وقد أجاب ولي العهد بالبرقية التالية: "من أمير المؤمنين المنصور بالله أحمد بن يحيى بن رسول الله إلى الناكث الذليل الحقير عبدالله وزير، لقد ركبت مركباً صعباً عن طريق الغدر والخيانة، وإنك ستسقط إلى الهاوية في القريب ذليلاً حقيراً، وإني زاحف إليك بأنصار الله، الذين سترى نفسك تحت ضرباتهم معفراً فريداً، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، والعاقبة للمتقين والله المستعان". ثم قرر ولي العهد أحمد في باجل أن يحول وجهته إلى معقل حجة المنيع "مدينة حجة"، على أساس أن الطريق إلى صنعاء ليس مأموناً بالنسبة له، ولم يكن قد أعد عدته لمواجهة الحركة.
21/2/1948 الإمام عبدالله الوزير يرسل وزير خارجيته حسين الكبسي، بطلب إلى جامعة الدول العربية، وحكومات البلدان العربية يطلب الاعتراف به إماماً لليمن، وتقديم الدعم له. وجاء في طلبه إلى أمين عام الجامعة العربية؛ الدكتور عبدالرحمن عزام باشا، أنه في حالة تأخر اعتراف الجامعة العربية به، فإن حكومته ستجد نفسها مضطرة إلى طلب المساعدة من الدول الأجنبية، وإنه قد ينفذ في البلاد إجراءات ثورية.
22/2/1948 جند عبدالله الوزير حملتين لحرب ولي العهد أحمد، قاد إحداهما ابن عمه حاكم مقام صنعاء السيد محمد بن محمد الوزير، وقاد الأخرى السيد محمد بن علي الوزير. وقد تصدت طلائع جيش أحمد والقبائل الموالية له للحملة الثانية ببلاد عمران، واضطرتها إلى الانسحاب عائدة إلى صنعاء. الإمام عبدالله الوزير يرسل وفداً مكوناً من محمد محمود الزبيري، والفضيل الورتلاني "الوطني الجزائري المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين" إلى المملكة العربية السعودية؛ لمقابلة الملك عبدالعزيز آل سعود، وطلبِ المساعدة منه. إلا أن الملك عبدالعزيز رفض استقبال الوفد، ورفض، كذلك، تقديم أي مساعدة، عسكرية أو مالية، للإمام الجديد.
26/2/1948 الجامعة العربية ترسل وفدين: أولهما إلى اليمن للوقوف على حقيقة الأوضاع وإبداء الرأي للجامعة العربية في ما يجب عمله، وكان الوفد مكوناً من عبدالمنعم مصطفى ممثلاً للجامعة، والدكتور حسن إسماعيل ممثلاً لوزارة الخارجية المصرية. والوفد الثاني: شكلته اللجنة السياسية للجامعة العربية وأرسلته إلى المملكة العربية السعودية للتعرف على وجهة نظر المملكة في القضية اليمنية. وكان الوفد مكوناً من الدكتور عبدالوهاب عزام باشا عن مصر، ومظهر أرسلان عن سورية، وعبدالجليل الراوي عن لبنان، والدكتور حسن حسني طبيب الملك فاروق الخاص ممثلاً للملك، وعلى رأس الوفد أمين الجامعة العربية آنذاك عبدالرحمن عزام باشا.
2/3/1948 اضطر السيد علي بن حمود أمير المحويت والسيد علي بن عبدالله الوزير، إلى مغادرة المحويت إلى صنعاء، وسيطر علي بن حمود على المنطقة وتقدم منها بقواته نحو صنعاء.
11/3/1948 وصول قوات ضخمة تابعة للإمام أحمد إلى صنعاء، ومن بينها الكثير من الأمراء أولاد الإمام يحيى، ومعهم جموع غفيرة من القبائل. وبدؤوا حصار صنعاء لمدة ثلاثة أيام.
12/3/1948 في أثناء حصار قوات الإمام أحمد لصنعاء، أبرق الإمام عبدالله الوزير إلى الجامعة العربية مستنجداً، وطلب منها الإسراع بالأسلحة والطائرات والدبابات لرد القبائل الزاحفة على صنعاء لنهب كنوز الإمام يحيى، على حد ما جاء في البرقية، وأبرق بمثل ذلك إلى الملك عبدالعزيز آل سعود.
13/3/1948 أبرق وفد الجامعة العربية من الرياض إلى كل من عبدالله الوزير وولي العهد أحمد، يطلب منهما إيقاف القتال، وتحديد زمان ومكان يجتمع فيه مندوباهما مع الوفد للتفاوض والوصول إلى حل يحقن الدماء، ولكن سقوط صنعاء بأيدي أنصار أحمد، حال دون قيام الجامعة بأي مبادرة أو دور يذكر في هذا الصراع.
  • في ليلة السبت 13/3/1948م دخلت القوات المهاجمة إلى صنعاء محملة بالبنادق والفؤوس وآلات الخراب والتخريب ، وبدأ النهب والقتل يطال العاصمة حتى ان «سمسرة محمد بن حسن» شهدت اقتتالاً عنيفاً بين القبائل أنفسهم لسلب ما فيها، وظلت تحترق بعد نهبها ثلاثة أيام.
14/3/1948 سقوط صنعاء في أيدي قوات الإمام أحمد، والقبض على الإمام عبدالله بن أحمد الوزير، والكثير من قادة حركة الأحرار، وسيقوا إلى معتقلات حجة.
15/3/1948 سقوط مدينة إب وما جاورها في أيدي قوات الإمام أحمد. أعلن الإمام أحمد للناس إمامته خلفاً لأبيه في اليوم الثالث من شهر جمادى الأولى من عام 1367هـ، وهو اليوم التالي لسقوط صنعاء. وانتقل إلى مدينة القاعدة، بين تعز وإب، ليقر الأوضاع في المنطقة، ويستقبل وفود المهنئين وجماعات قادة الحركة وأنصارها، الذين قبض عليهم في المنطقة، ويرسلهم إلى معتقلات حجة وتعز وغيرها.
18/3/1948 الإمام أحمد يعود إلى تعز حيث اتخذها مكان إقامته طيلة عهده، وأعلنها العاصمة الثانية، ونقل إليها رجال السلك الدبلوماسي، وأسند إلى نفسه منصب رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية.
20/3/1948 انتقل الإمام أحمد من مدينة حجة إلى مدينة القاعدة بين تعز وإبّْ، ومنها أمر بإعدام الإمام عبدالله بن أحمد الوزير، والسيد زيد الموشكي. توالت أوامر الإعدام، لأحرار وزعماء اليمن، كما أعدم عدداً آخر في تعز ممن لم يعتقل في حجة. وظل من نجا من الموت في المعتقلات حتى أفرج عنهم في ثورة 1955، وهي الحركة التي قادها المقدم أحمد بن يحيى الثلائي، ومن هؤلاء الأستاذ أحمد محمد نعمان، وعبدالله السلال، وحسن العمري، والقاضي محمد بن على الأكوع، والشيخ علي بن محسن باشا وغيرهم. أمين عام جامعة الدول العربية يبرق إلى الإمام أحمد، يهنئه بارتقائه العرش، ويخبره بأن اللجنة السياسية للجامعة أوصت الدول العربية بالاعتراف به، ويدعوه إلى التسامح والرفق بمن ناوءه وأساء إليه، وأن يأخذ بأيدي اليمنيين نحو الرقي والعمران والحياة الكريمة، التي تليق بعدده وثروته وذكاء أهله، كما يعرض استعداد الجامعة العربية لتقديم كل ما تملكه من مساعدات فنية وغيرها لليمن في عهده الجديد. وتوالى بعد ذلك اعتراف الدول العربية وغيرها من الدول.
صباح الخميس 9/ابريل /1948م جاء الأمر بإعدام الإمام عبدالله الوزير فأعدم ذلك اليوم .. رحمه الله كما أعدم في نفس اليوم زيد الموشكي .. رحمه الله .
في صباح اليوم التالي 10/ابريل /1948م كان يوم جمعة، وبعد صلاة الجمعة سيق إلى ساحة الإعدام كوكبة أخرى من الثوار ، وهم محمد بن علي الوزير النقيب محمد بن حسن أبو راس ، وابن عمه عبدالله بن حسن أبو راس والشيخ حسن بن صالح الشايف والشهيد أحمد البراق.
الاربعاء سيق إلى ساحة الإعدام الشهيد عبدالله بن محمد الوزير والشهيد محمد بن محمد الوزير كما سيق الشهيد أحمد المطاع والشهيد عبدالوهاب نعمان.
في أول جمعة من شهر رجب الموافق 15/مايو 1948م سيق إلى ساحة الإعدام الشهيد حسين الكبسي والشهيد محيي الدين العنسي والشهيد محمد صالح المهدي والشهيد أحمد الحورش .
الثلاثاء الموافق 21/6/1948م سيق إلى ساحة الإعدام الأمير علي عبدالله الوزير والشهيد الخادم غالب وكان سيف الحق ابراهيم قد مات قبل ذلك مسموماً.
3/1948م التحرك بمظاهرة رجعية مؤيدة للإمام أحمد بعد سقوط الثورة من رصيف الميناء «بحجيف» في عدن حتى مقر الجمعية اليمنية الكبرى - دار المكاوي - ومحاولة للهجوم على أسرة الأمير الثائر واحراق جزء من الطابق الأرضي للمبنى والحراسة تحبط المحاولة.
/3/1948م رمي قنبلة على منزل الأدهل حيث كان الورتلاني وآخرون من الأحرار.
23/8/1948م لقمان ينشر مذكراته عن الثورة وعلاقته بالأحرار في يوليو /أغسطس فيقوم في هذا اليوم عملاء الإمام بتواطؤ المستعمر بإشعال حريق في المطبعة «دار فتاة الجزيرة».
/12/1948/م صدور صحيفة السلام في كاردف ببريطانيا لصاحبها الشيخ عبدالله الحكيمي ومضايقات لاحقة للشيخ الحكيمي في بريطانيا من قبل عملاء الإمام.
12/1948م المناضل الصحفي عبدالله عبدالوهاب نعمان يصدر صحيفة «الفضول» ويواجه بعد فترة باعتداءين من عملاء الإمام بعدن.
قيام الجمعية العدنية ومشاركة أعضاء بارزين ومؤسسين من الجمعية اليمنية الكبرى في قيامها وهم أحمد عبده ناشر العريقي ومحمد أحمد شعلان والحاج محمد علي الأسودي ومحسن النونو .. ترأس الجمعية محمد علي لقمان صاحب «فتاة الجزيرة».
1/5/1949 الأمام أحمد ينقل عاصمته إلى تعز.
1950م قيام نادي الاتحاد اليمني كبديل عن الجمعية اليمنية الكبرى بعد حظرها والأحرار يعقدون اجتماعات النادي «نادي الاتحاد اليمني» في مقر الجمعية العدنية.
1950 المؤتمر الإنجليزي ـ اليمني في عدن.
1950 اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالحكومة اليمنية الجديدة.
10/5/1950 مفاوضات مباشرة بين الإمام أحمد والحكومة البريطانية، تتناول تحسين العلاقات بين البلدين، وتسوية منازعات الحدود، وتبادل البعثات الدبلوماسية بين الدولتين. والاتفاق على أن تدفع بريطانيا تعويضات لليمن مقابل الأضرار، التي لحقت بسكان مناطق الحدود من جراء القصف البريطاني سابقاً.
1951 الإمام أحمد يوجه مذكرة إلى جامعة الدول العربية، يشير فيها إلى أن إقدام إنجلترا على إنشـاء اتحـاد الجنوب العربي يُعَدّ خرقاً للاتفاقيات المبرمة في عامي 1934، و1951، مؤكداً أن هذا الاتحاد سيؤدي إلى تغيير الوضع القائم في المنطقة.
1953 إبرام اتفاقية صداقة وتجارة بين جمهورية ألمانيا الاتحادية واليمن. يليها اتفاق حكومة اليمن مع الشركة الألمانية الغربية "ديلمن بيرجباو"، نصت على تشغيل مناجم الملح ودراسة احتمالات وجود النفط.
1953 استئناف علاقات اليمن مع إيطاليا.
1954 - 1960م معارك الرابطة ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب «ست سنوات» استشهاد أحد المناضلين من أعضائها أثناء مطاردة الانجليز له وهو هارب إلى شمال الوطن بتقلب سيارته في منطقة الحدود.
1954م وفاة الشيخ المجاهد عبدالله الحكيمي في سجن المستعمر مسموماً.
1955 قيام «إنقلاب 1955» بقيادة المقدم أحمد الثلايا ضد الإمام أحمد ومحاصرة قصرة في تعز، والقبائل تهاجم المدينة وتفشل الإنقلاب وأعدام الثلايا وضباط الإنقلاب.
يوليو 1959 عدد من مشائخ حاشد وقادة من الجيش يقودوا «تمرد 1959 في اليمن» ضد الإمام أحمد يحيى حميد الدينالذي كان يتعالج في إيطاليا، بدعم من نجله البدر، ولكن فشل التمرد بعد أن عاد الإمام أحمد من رحلته وألقى خطاب في الحديدة هدد فيه قادة الإنقلاب.
مارس 1961 «محاولة اغتيال الإمام أحمد 1961» في مستشفى الحديدة يقوم بها الضباط الأحرار «العلفي - واللقية - والهندوانة».
26 سبتمبر 1962 تفجير «ثورة 26 سبتمبر» على أيدي «الضباط الأحرار» ضد الحكم الإمامي بمساعدة من مصر وقتل الإمام أحمد وقيامالجمهورية العربية اليمنية برئاسة عبدالله السلال ، واشتعال حرب أهلية بين الجمهوريين الذين تساندهممصر والملكيين الذين تساندهم السعودية .

انظر أيضا

المراجع

  1. ^ Saudi-Yemeni Relations: Domestic Structures and Foreign Influence By F. Gregory Gause. p.58ISBN 978-0-231-07044-7. Columbia University Press]
  2. ^ Douglas, J. Leigh. The Free Yemeni Movement 1935-1962. The American P.119
  3. ^ ينتسب المذهب الزيدي إلى زيد بن علي زين العابدين بن الحسين ابن علي بن أبي طالب –فجده الأعلى من قبل أبيه علي بن أبي طالب وقد ولد زيد رضي الله عنه في سنة 80 من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وتلقى في نشأته الأولى الفقه عن أبيه علي زين العابدين ، الذي كان فقيها ، واسع العلم والمعرفة ، وكان يأخذ بكتاب الله تعالى ، ثم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أيضًا راوية للحديث ، تلقى عنه العلماء فقه الحديث ، وقد أخذ زيد ينتقل بين المدينة و العراق على عهد هشام بن عبد الملك الأموي واكتسب مكانة رفيعة بين أهل الكوفة ، مما أقلق الخليفة ، فبعث إلى والي العراق "يوسف بن عمر" كتابا ، جاء فيه : "أنك لقافل ، وأن زيد بن علي غارز ذنبه بالكوفة ، يبايع له ، فألح في طلبه ، وأعطه الأمان ، وإن لم يقبل ، فقاتله" اتجه والي العراق في جيش قوي كثيف إلى طلب الإمام زيد ومن معه ، ودارت معركة غير متكافئة بين الجانبين ، أصيب فيها زيد بسهم في جبهته ، وعند انتزاعه منه كانت منيته–في أول صفر عام 122 للهجرة ، عن عمر لا يتجاوز الثانية والأربعين.
  4. ^ د. حمادة حسنى (2008-10-23). ثوار اليمن قتلوا الإمام يحيى بأوامر حسن البنا واستمروا في الحكم 26 يوما فقط. جريدة اليوم السابع. وُصِل لهذا المسار في 11 نوفمبر 2008.
  5. ^ مصطفى الشكعة –مغامرات مصري ، ص173.