تحلية المياه في مصر

تحلية المياه في مصر

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

تعاني مصر من الفقر المائي منذ عقود، نتيجة ارتفاع أعداد السكان المضطرد مع ثبات حصة مصر المائية منذ 1959 عند 55.5 مليار متر مكعب سنويًا، وفقا لاتفاقية تقسيم المياه عام 1959، ووقتها كانت كمية المياه مناسبة لأعداد السكان فكان نصيب الفرد من مياه النيل حوالي ألفي متر مكعب.


الموارد المائية في مصر
الموارد المائية الحجم مليار م³/سنويأً
نهر النيل 55.50
المياه الجوفية العميقة 2.1
المياه الجوفي الضحلة (الدلتا) 1.30
الأمطار/الفيضانات المفاجئة 0.35
مياه البحر المحلاة 7.5
مياه الصرف الزراعي المعالجة 13.5
المجموع 80.25

في حين أصبح نصيب الفرد من مياه النيل في 2017 حوالي 585 متراً مكعباً، مع تعرضه للتناقص المضطرد مع زيادة أعداد السكان -خاصة وأن نهر النيل هو المصدر الرئيسي يكاد يكون الأوحد حتى وقت قريب، وهو يقل عن النقطة الحرجة لحصة الفرد عالميًا والتي تحدد عند 1000 متر مكعب، والتي عندها تصنف الدولة بالمعاناة من ندرة المياه أو الفقر المائي. خاصة وأن إجمالي المياه الناتجة عن المياه الجوفية والهطول المطري لا تتعدى 4 مليار متر مكعب، ومتوقع انخفاضها نتيجة قلة الأمطار وزيادة كمية البخر نتيجة الاحتباس الحراري. [1]

ووفقاً لدراسات البنك الدولي، والأمم المتحدة، تشير إلى أنه من المتوقع أن تصل مصر عام 2025، إلى مرحلة أزمة المياه المطلقة والتي يكون فيها نصيب الفرد أقل من 500 متر مكعب. والتي من السهل الوصول إليها بسهولة مع استمرار تزايد أعداد السكان بمعدلات النمو التي تصل إلى 2.56% في 2017، والاعتماد على مياه نهر النيل فقط كمصدر رئيسي للمياه. ففي السابق لا يتخطى إجمالي المياه المحلاة، والمعالجة (مياه الصرف الزراعي) 21 مليار متر مكعب سنويًا بنسبة تقارب 26% من اجمالي موارد المياه المتاحة.

فالاحتياجات الفعلية المائية بمصر (البصمة المائية) تقدر بحوالي 114 مليار متر مكعب، تنقسم بين حصة مصر بمياه النيل، والمياه الافتراضية وتقدر بحوالي 34 مليار متر مكعب، وإعادة استخدام 20 مليار متر مكعب من خلال محطات المعالجة، وبالفعل اتخذت الدولة خطوات تنفيذية واعتمدت الدولة خطة لتحلية مياه البحر، ومعالجة مياه الصرف هي الأكبر بالشرق الأوسط. ومعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي تسهم بشكل أو بأخر في توفير جزء من احتياجات المياه، فقبل البدء في مشروع تحلية المياه، أكد الرئيس السيسي أن مصر فى حاجة إلى إنشاء محطات معالجة ثلاثية بحوالي مليار متر مكعب لمياه الصرف الصحي على الأقل سنويا، ويصل إجمالي مياه الصرف المقرر المطلوب تنقيتها وتحويلها لمياه صالحة للزراعة حسب تصريحات وزير الإسكان إلى 5 مليارات متر مكعب


تحلية المياه

تحلية المياه هي عملية تحويل المياه من مياه غير صالحة للشرب نتيجة زيادة الأملاح إلى مياه صالحة للشرب. والجسم البشري يستطيع تحمل حتى 1200 ملي جرام أملاح/ لتر مياه ولكن ليس لفترات طويلة، لكن الاستخدامات المعتادة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية تكون 500 ملي جرام أملاح/ لتر مياه.

والهدف من عملية التحلية هو تحويل درجة ملوحة مياه البحر المتوسط (35 ألف ملي جرام أملاح/ لتر مياه)، والبحر الأحمر (42 ألف ملي جرام أملاح/ لتر مياه)، أو بعض الآبار الجوفية الموجودة بمصر (والتي تتراوح ملوحتها بين متوسطة (حتى 10 ألاف ملي جرام /لتر)، أو مرتفعة الملوحة (أعلى من 10 آلاف مليجرام/ لتر) إلى 500 ملي جرام أملاح/ لتر مياه؛ لتكون صالحة للشرب وكافة الاستخدامات الأخرى.

ومصر ليست الدولة الوحيدة التي تعتمد على معالجة المياه وتحليتها في تغطية كافة احتياجاتها من المياه، فوفقًا لجمعية التحلية الدولية، هناك 183 دولة يتم بها عملية تحلية المياه حول العالم، باجمالي مياه محلاه بطاقة 78.3 مليون متر مكعب حول العالم، فيما يتم إعادة استخدام 91.4 مليون متر مكعب حول العالم. فتعاني منطقة الشرق الأوسط أكثر من غيرها من ندرة المياه، ووفقا لتقرير البنك الدولي فالمنطقة موطن لستة في المائة من سكان العالم، ولكنها تحتوي على واحد في المائة فقط من موارد المياه العذبة في العالم، وتعد منطقة الخليج الاكثر معاناة من ندرة المياه نظرًا لطبيعتها الصحراوية القاسية ومناخها شديد الجفاف.

فعلى النطاق الدولي، نجد أن سنغافورة مثلا لها تجربة ناجحة في معالجة مياه الشرب من خلال نظام معالجة رباعية لمياه الصرف لتكون صالحة للشرب، لكن هذه التقنية مكلفة للغاية، وتحتاج لتقنيات عالية. كما اتجهت أغلب دول المنطقة إلى مشاريع تحلية مياه البحر إلى أن أصبحت مصدر اساسي للمياه ببعض الدول، حيث تمثل تحلية مياه البحر 90% من مصادر المياه بدولة البحرين.

كما تستخدم إسرائيل تحلية المياه في سد 42% من احتياجاتها المائية، كذلك السعودية، تمتلك حوالي 35 محطة، تعتمد عليها في تأمين 50% من احتياجاتها من مياه الشرب. أما الكويت والتي فتمثل المياه التي تتم تحليتها 93% من الاستهلاك.

فوفقًا للبنك الدولي، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعتمد على نصف طاقة تحلية مياه البحر في العالم، ما يجعلها أكبر سوق لتحلية المياه في العالم، صناعة إستراتيجية للشعوب العربية.

التاريخ

محطات تحلية المياه في مصر

  • محطة تحلية المياه بالعين السخنة: والمفترض أن تكون المحطة الأكبر في العالم، وستعمل على تنقية 164 ألف متر مكعب يوميا، لصالح المنطقة الاستثمارية والمنطقة الصناعية، بشمال غرب خليج السويس. وتم الاعلان عن انشائها خلال زيارة الرئيس السيسي لدولة سنغافورة، سبتمبر 2015، ضمن مشروع “تنمية محور قناة السويس”. وذلك في إطار الاستفادة من التجربة السنغافورية في مجال تكنولوجيا تحلية المياه، سواء الآبار أو البحار.
  • محطة تحلية المياه بالعلمين: وهي واحدة من المشروعات التي تخدم مساحة سكانية كبيرة، حيث تقوم بالعمل بطاقة 48 ألف متر مكعب يوميًا، وسوف تسهم المحطة الجديدة التي نفذتها الهيئة الهندسية بتنفيذها في زمن قياسي لا يتعدى 15 شهرا، في زيادة ضخ مياه الشرب لمدينة مرسى مطروح وضواحيها خاصة في شهور الصيف، ومن المقرر استخدام نظام (سكادا) فى محطات تحلية المياه، وتشمل عدادات وكاميرات مراقبة لرصد أى عطل فى الخطوط، وهو نظام متابعة متطورة يتضمن إمكانية التشغيل عن بعد.
  • محطة تحلية المياه بشرق بورسعيد: بتكلفة قدرها 3 مليارات جنيه وبطاقة إنتاجية كمرحلة أولى 150 ألف متر مكعب يوميا، لخدمة المشروعات التنمية ولتلبية احتياجات شرق بورسعيد لمياه الشرب، وتستهدف المرحلة الثانية 250 ألف متر مكعب يوميا، على ألا تتجاوز مدة التنفيذ عامين ونصف، بالإضافة لإنشاء شبكة متكاملة لخدمة المناطق اللوجستية والمشروعات التنموية والقومية، لما تمثله المنطقة من أهمية استراتيجية متكاملة.
  • محطة تحلية الغردقة: يستهدف مشروع تحلية مياه الشرب بالغردقة إنتاج 80 ألف متر مكعب يوميًا خلال عامين، وفق أحدث التقنيات المستخدمة في العالم، وتنفذها شركة المقاولون العرب بأعلى طاقة وأنقى وأجود مياه محلاة، لسد عجز المياه بمحافظة البحر الأحمر، والذي تتجاوز نسبته 40%.
  • محطات المدن الحدودية: مثل محطة تحلية الشلاتين بطاقة 3 آلاف م3/يوم، لخدمة مدينة شلاتين. ومحطة تحلية حلايب بطاقة 1.5 ألف م3/يوم، لخدمة مدينة حلايب، بمحافظة البحر الأحمر. ومحطة تحلية نبق في محافظة جنوب سيناء بطاقة 6 آلاف م3/يوم، لخدمة منطقة نبق ومدينة شرم الشيخ. ومحطة تحلية رأس سدر، بطاقة 10 آلاف م3/يوم، لخدمة مدينة رأس سدر، ومحطة تحلية أبوزنيمة: بطاقة 20 ألف م3/يوم، لخدمة مدينة أبوزنيمة. ومحطة تحلية دهب: بطاقة 15 ألف م3/يوم، لخدمة مدينة دهب، ومحطة تحلية نويبع: بطاقة 15 ألف م3/يوم، لخدمة مدينة نويبع، ومحطة الطور بطاقة 30 ألف م3 / يوم بتكلفة 554 مليون جنيه.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "خطوة ليست جديدة .. مشروعات "تحلية المياه" في مصر: أسباب وفوائد". المرصد المصري. 2021-07-30. Retrieved 2022-02-20.

مصر