تاريخ اليونان

COA of Greece.svg

هذه المقالة هي جزء من سلسلة عن:

تاريخ اليونان

اليونان قبل التاريخ
الحضارة الهلادية
الهجرة الكبرى
الحضارة الكيكلادية
الحضارة المينوية
الحضارة الميسينية
العصور المظلمة اليونانية
اليونان القديمة
اليونان العتيقة
اليونان الكلاسيكية
اليونان الهيلينية
اليونان الرومانية
يونان العصور الوسطى
الامبراطورية البيزنطية
اليونان العثمانية
اليونان الحديثة
حرب استقلال اليونان
مملكة اليونان
احتلال المحور لليونان
الحرب الأهلية اليونانية
الطغمة العسكرية
الجمهورية الهلينية
تاريخ موضوعي
التاريخ الاقتصادي لليونان
التاريخ العسكري لليونان
التاريخ الدستوري لليونان
أسماء اليونانيين
تاريخ الفن اليوناني
 ع  ن  ت
Cape Sounion in Attica, looking out to the Aegean islands.

عرفت شواطئ بحر إيجة ظهور أولى الحضارات في الضفة الشمالية للبحر المتوسط، عرفت أولى الحضارتين باسم المينوية والميسينية. تلت الفترة الأولى، عصر مظلم استمر حتى حوالى 800 قبل الميلاد. عرفت البلاد عهدا جديدا مع ظهور الحضارة اليونانية. كانت بلاد اليونان عبارة عن تجمع من المدن المستقلة، قامت هذه المدن بإنشاء مستعمرات تجارية على طول البحر الأبيض المتوسط، كما قاومت محاولات توسع الفرس في المنطقة. شكلت ثقافة هذه المنطقة المنبع الرئيس للحضارة الهيلينية، انتشرت هذه الحضارة في أرجاء واسعة من العالم بعد قيام إمبراطورية الاسكندر الأكبر الـمقدوني).

تثبت الدراسات الأثرية أن بلاد اليونان عرفت استيطاناً بشرياً قديماً جداً، بيد أن تاريخها يبدأ في الألف الثالثة قبل الميلاد بعدد من الحضارات، نشأت أولاً في الجزر اليونانية وانتقلت في نهاية الألف الثانية إلى بلاد اليونان القارية، وأشهرها الحضارتان المينوية والموكينية أو الميسينية (3000 ـ 1200ق.م) في كل من جزيرة كريت ومدينة موكيناي ومدينة طروادة ، وهي المدن التي عرفت حضارة بدائية رائعة أنشأها سكان بلاد اليونان من سلالة البحر المتوسط الذين مهدوا السبيل لحضارة العصر اللاحق، وهو عصر دولة المدينة أو العصر الكلاسيكي (1200 ـ 336ق.م) الذي بدأ في بلاد اليونان القارية على وجه الخصوص بعد استقرار العناصر الدورية في هذه المنطقة من العالم. ويمثل هذا العصر خير تمثيل مدينتان هما: أثينا وإسبرطة حيث قدمت كل واحدة منهما بحسب ظروف إنشائها وسكانها نظاماً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً مختلفاً عن الأخرى، ففي حين برزت أثينا بصورة (المدينة الدولة) الأكثر انفتاحاً وتطوراً وتقدمية؛ أصبحت إسبرطة مع الزمن رمزاً للرجعية ورهبة الدولة. ودار في فلك هاتين المدينتين معظم المدن الدول الصغرى في بلاد اليونان مثل: كورنثه وطيبة وأرغوس وميغارا وغيرها، مما أتاح الفرص لنشوء الخلافات السياسية بين هذين المعسكرين، وهو الأمر الذي حدّ من تفاقمه في تلك الفترة ظهور الخطر الفارسي على حدود بلاد اليونان، حينها اتحد المعسكران في مواجهة الخطر في حرب ضروس عرفت باسم الحروب الفارسية التي انتهت إلى تراجع القوات الفارسية من دون تحقيق انتصار صريح، وهو أمر فسَّره اليونانيون على أنه انتصار لهم، وأدى فيما بعد إلى قيام الحليفتين (أثينا وإسبرطة) بإعداد العدة لإثبات زعامتهما على بلاد اليونان كلها.

وقد أدى الخلاف العقائدي بين كل من أثينا وإسبرطة ـ إضافة إلى تضارب المصالح وشحن النوايا المتعارضة من قبل المدن الحليفة لكل من الدويلتين ـ إلى قيام حرب أهلية انقسمت فيها بلاد اليونان بين المعسكرين دعيت باسم حرب البيلوبونيز، وأسفرت عن انتصار المعسكر الإسبرطي وسيطرته مؤقتاً على كامل بلاد اليونان حتى ظهور مدينة طيبة على مسرح السياسة نحو سنة 371ق.م وقضائها على نفوذ إسبرطة إلى غير رجعة، وهو أمر أدى إلى تفتت القوى في بلاد اليونان وإتاحة الفرصة أمام الملك المقدوني فيليب الثاني Philip II لبسط نفوذه على معظم التراب اليوناني تمهيداً للقيام بغزو الامبراطورية الفارسية ، وهو الهدف الذي حققه ابنه الإسكندر الكبير في نهاية سنة 323ق.م.

ولم يطل عمر امبراطورية الاسكندر، فقد تكونت بعد موته المفاجئ ثلاث ممالك (السلوقية في آسيا الغربية) و(البطلمية في مصر وليبيا) و(الأنتيغونية في بلاد اليونان) وكانت الأخيرة أصغر هذه الممالك وأول مملكة تقضي عليها روما سنة 179ق.م بوفاة آخر ملوكها فيليب الخامس.

ومنذ ذلك التاريخ لم تعد بلاد اليونان أكثر من مقاطعة في الامبراطورية الرومانية تشتهر مدنها بكونها مراكز تعليمية مرموقة لأبناء الأغنياء الرومان. وعندما انقسمت الامبراطورية إلى قسمين في القرن الرابع الميلادي تبعت بلاد اليونان ـ بحكم الجغرافيا ـ الامبراطورية الرومانية الشرقية أو الامبراطورية البيزنطية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اليونان تحت حكم الرومان

"أكثر التشخيصات العامة أماناً للتقليد الفلسفي الاوروبي هي أنها تكونت من سلسلة من الهوامش على أفلاطون." (ألفرد نورث واتهيد، العملية والواقع، 1929).

تعرضت بلاد اليونان منذ القرن الخامس حتى التاسع الميلادي لموجات من الغزوات البربرية كالقوط الغربيين Visigoths والهون Hun والأڤار Avars والبلغار Bulgars والسلاڤ Slavs مثلها في ذلك مثل كل مناطق البلقان. وفي القرن العاشر والحادي عشر حققت سلالة ملكية من أصل مقدوني جلوساً على العرش البيزنطي وسيطرت على بلاد اليونان كلها، وفي عام 1204م تمكن الصليبيون القادمون من غربي أوربا من تأسيس مملكة إقطاعية لاتينية في القسطنطينية، وتقاسم زعماؤها من النبلاء الفرنسيين والإسبان والإيطاليين حكم المنطقة بما فيها بلاد اليونان، لكنه في سنة 1261م استعادت الامبراطورية البيزنطية عافيتها وسيطرتها على أراضيها حتى انهيار الدولة على أيدي العثمانيين الذين ضموا بلاد اليونان، لكنهم أبقوا الكنيسة اليونانية خارج نطاق سيطرتهم. [1]

سنة 168 قبل الميلاد قام الرومان بغزو البلاد، إلا أنه وفي المقابل فإن الثقافة اليونانية غزت الحياة الرومانية بشكل كبير. أصبحت اليونان محافظة ضمن الإمبراطورية الرومانية، واستمرت الثقافة اليونانية في هيمنتها على شرقي البحر الأبيض المتوسط. عندما انقسمت الإمبراطورية إلى شطرين، أصبح الشطر الشرقي أو الـ الإمبراطورية البيزنطية، ومركزه في القسطنطينية، يونانيا خالصا في طبيعته، وبالأخص عندما ضم إليه كامل مناطق بلاد اليونان. من القرن الرابع الميلادي وحتى القرن الخامس عشر نجحت الإمبراطورية الرومانية الشرقية في صد كل الهجمات الآتية من الغرب والشرق.

نص كتاب "الاغريق تاريخهم وحضارتهم. من حضارة كريت حتى امبراطورية الاسكندر الأكبر"، تأليف سيد علي الناصري. انقر على الصورة للمطالعة.
نص كتاب "تاريخ اليونان". انقر على الصورة للمطالعة.



اليونان تحت حكم العثمانيين

Herodotus (5th century BC), one of the earliest nameable historians whose work survives.
The Battle of Navarino, in October 1827, marked the effective end of Ottoman rule in Greece.
Greece in 1843 after independence.
The expansion of Greece from 1832 to 1947, showing territories awarded to Greece by the Treaty of Sèvres but lost in 1923 under the Treaty of Lausanne (click to enlarge).

سقطت القسطنطينية أخيرا في 29 مايو/ماي 1453 م عندما فتحها العثمانيون. كان العثمانيون قد أتموا فتح بلاد اليونان أثناء القرن الـ15 م. وكانت تلك الأراضي تابعة للإمبراطورية البيزنطية ، ومُقسمة إلى دويلات صغيرة. واحتل العثمانيون العاصمة البيزنطية، أي القسطنطينية (الآن إسطنبول) عام 1453م، وأصبحت عاصمة للدولة العثمانية، ومنح العثمانيون اليونانيين النصارى حرية العبادة، بالإضافة إلى منحهم الحكم الذاتي المحلي.

قَويت رغبة اليونانيين للاستقلال عن طريق العمل الجاد والتعليم. وازدادت طبقة التجار عددًا وثراءً فتوسعوا في الصناعة، والتجارة، وطوّروا أسطولاً تجاريًا ضخمًا، وبنوا عددًا كبيرًا من المدارس، وتعلّّم كثير من اليونانيين في الدول المتقدمة. وفي عام 1814م، قام تاجر يوناني يسكن أوديسا في روسيا، بإنشاء جمعية الصداقة، التي أسهمت في تنظيم حركة ضد العثمانيين أدّت إلى قيام الثورة اليونانية.

مع أن عدداً من المثقفين اليونانيين والتجار وبعض الفلاحين حققوا رخاء ملحوظاً في عهد الدولة العثمانية وخاصة في القرنين السابع عشر والثامن عشر؛ فإن بداية انحطاط العثمانيين أيقظت الروح القومية اليونانية التي بدأت بالظهور بدعم روسي أوربي معاد للعثمانيين، وعلى الرغم من إخفاق أول محاولة يونانية للتحرر سنة 1770 فإن أخبار نجاح الثورة الفرنسية 1789 أعطى دفعاً جديداً لهذه القضية. وفي سنة 1814 أسس عدد من التجار اليونانيين في روسيا جمعية قومية حصلت على دعم كل القوى المعادية للعثمانيين في أوربا والأمريكتين وتأييدها، ودعت إلى استقلال اليونان ودعمت القوميين داخل البلاد في حرب الاستقلال اليونانية التي اندلعت سنة 1820. وهي الحرب التي أسفرت عن قيام حلف روسي بريطاني فرنسي وجّه شروطه بعد معركة ناڤارينو Navarino البحرية إلى الدولة العثمانية التي وافقت سنة 1827 على منح اليونان استقلالها. وقد رسم مؤتمر برلين للسلام بعد ذلك حدود الدولة اليونانية، وانتخب أواخر عام 1827 وزير خارجية روسيا ذو الأصل اليوناني يوهانس كابودسترياس J.Capodistrias رئيساً لليونان، لكنه اغتيل سنة 1831. وباقتراح من قوات الحلفاء عين الأمير أوتو Otto الباڤاري ملكاً على اليونان سنة 1832، وحينما جنح بحكمه نحو الأوتقراطية أجبرته ثورة شعبية عام 1843 على اعتماد دستور للحكم أقره الشعب سنة 1844، لكنه سرعان ما أعاده معاونوه الباڤاريون إلى الأوتقراطية مما دفع الشعب إلى الثورة مرة أخرى، وأجبروا أوتو سنة 1862 على النزول عن العرش، ليخلفه سنة 1863 الأمير جورج الدنماركي الذي حكم بموجب الدستور المعتمد من قبل الشعب سنة 1864 مدة خمسين سنة.

في فترة حكم الملك جورج تطور الاقتصاد على نحو ملحوظ وخاصة في مجال النقل البحري الذي كانت عوائده مفيدة للدولة والأشخاص بآن واحد. بيد أن فترة السلم هذه وزيادة عدد السكان التي نتجت منه أدت إلى ملاحظة هجرتين: واحدة داخلية من الريف إلى المدينة وأخرى إلى عدد من دول الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية. وفي هذه الفترة أيضاً توسعت مساحة الدولة اليونانية بعد تخلي بريطانيا سنة 1864 عن الجزر الإيونية لمصلحة اليونان، كما سحبت تركيا قواتها من مقاطعة تساليا Thessaly وقسم من إقليم إبيروس Epirus سنة 1881، وفي عام 1898 أتمت تركيا انسحابها من جزيرة كريت التي انضمت بعد 15سنة إلى اليونان. أما في الداخل فقد شجعت هذه النجاحات التوسعية على ظهور منظمات عسكرية شوفينية كان من الممكن أن تهدد استقرار البلاد، بيد أن رئيس الوزراء المعاصر لهذه الأحداث اليثيروس ڤِنيزيلوس E.Venizelos تمكن سنة 1911 من ضبط الأمور بعد إدخال تعديلات مهمة على صلاحية السلطة التنفيذية دستورياً.

ولم يقنع اليونانيون بما حققوه من مكاسب إقليمية على حساب جارتهم تركيا وشاركوا مع دول شرقي أوربا في حرب البلقان 1912-1913 ضدها، وكسبوا بنتيجتها أراضي جديدة من إقليم إبيروس. وفي نهاية الحرب اغتيل الملك جورج وخلفه ابنه قسطنطين الأول على العرش.

الاستقلال

حكم العثمانيون اليونان حتى أوائل القرن الـ19 م. سنة 1821 م قام اليونانيون بالثورة وأعلنوا سنة 1822 م استقلالهم، وتغلب اليونانيون على الأتراك العثمانيين، وسيطروا على مناطق متعددة في اليونان. وفي عام 1825م، وبمساعدة القوات المصرية اقتحم الأتراك اليونان من الشمال، وأعادوا احتلال المناطق التي حررها اليونانيون، ولكن ذلك لم يوقف الثورة, إلا أنه لم يتم الاعتراف به حتى سنة 1832 م.

وفي عام 1827م اتفقت فرنسا وروسيا وبريطانيا على استعمال القوة لإنهاء المعارك، وقام أسطول بحري للدول الثلاث بتدمير الأسطول المصري والتركي في معركة نافارينو ، ثم أعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية في عام 1828م، فانسحب الأتراك من اليونان لمحاربة الروس. وبعد انسحاب المصريين أصبحت اليونان دولة مستقلة عام 1829م.

عُقدت اتفاقية لندن عام 1830م، واعترفت كل من فرنسا وروسيا وبريطانيا باليونان دولة مستقلة، وتعهدوا بحمايتها. وفي عام 1832م نودي بالأمير أوتو ليكون أول ملك لليونان، وتم تثبيت الحدود السياسية للدولة.

أثناء القرنين الـ19 والـ20 م، دخل اليونانيون في سلسلة من الحروب مع العثمانيين، أراد اليونانيون توسيع رقعة دولتهم حتى تشمل كل السكان الناطقين باليونانية، تقدمت عملية التوسع ببطء شديد حتى بلغت اليونان حدودها الحالية سنة 1947 م.

ثورة اليونان على العثمانيين

Greek colony in Sardinia.
Hippocratic Corpus, is a collection of around seventy early medical works from ancient Greece strongly associated with the ancient Greek physician Hippocrates and his teachings.
Empress Theodora and her retinue (mosaic from Basilica of San Vitale, Ravenna, 6th century).

انظر: ثورة اليونان على العثمانيين

وبلغ سكان المملكة اليونانية الجديدة نحو 800,000 نسمة، وكانت أراضيها نصف مساحة اليونان الحالية. وكان يوجد نحو ثلاثة ملايين يوناني في الأراضي التي ظلت بيد الأتراك و200,000 يونانيّ في الجزر الواقعة تحت السيطرة البريطانية. وأصبح ضمّ تلك المناطق لليونان الهدف الكبير لليونانيين.

أوتو الأول

أصبح أول ملك لليونان في عام 1832م. ونظرًا لعدم وجود دستور بالبلاد تمتّع الملك ومستشاروه بسلطة غير محدودة، ولم يوجد نفوذ للشعب أو للأفراد أو القادة على الحكومة. وفي عام 1843م قامت ثورة سلمية، وأجبر الملك على قبول الدستور. وبذلك أصبحت اليونان دولة ملكية دستورية في عام 1844م. وأجبرت ثورة 1862م أوتو على التخلي عن العرش، وعُين مكانه الأمير جورج الأول عام 1863م.

جورج الأول

منح اليونانيّين حرية أكثر من أوتو، فصدر في عام 1864م تشريع جديد حدّد سلطة الملك، وأعطى سلطة أكبر للبرلمان. وفي العام نفسه، أعادت بريطانيا الجزر الأيونية لليونان، وبالمقابل وعد جورج بعدم تشجيع اليونانيّين على الثورة ضد الأتراك.

حصلت اليونان على إقليم ثيسالي ومنطقة أرتا جنوبي إبيروس من الدولة العثمانية عام 1881م. وفي عام 1897م، وخلال ثورة كريت ضد الأتراك، اشتعلت حرب بين اليونان والدولة العثمانية. وبعد خسارة اليونان للحرب، نظمت الدُّول الأوروبية اتفاق سلام منحت بموجبه كريت حكمًا ذاتياً في عام 1898م.

قامت مجموعة من ضباط القوات المسلحة بثورة سلمية عام 1909م، تزعمها إليفثيريوس فينيزيلوس، الذي وافق البرلمان على تنصيبه رئيسًا للوزراء عام 1910م. وقام فنيزلوس بإجراء تغييرات كبيرة في الاقتصاد والقوات المسلحة والخدمة المدنية في اليونان، وظل رئيسًا للوزراء حتى عام 1933م. وفي عام 1913م قُتل الملك جورج، وخلفه على العرش ابنه قسطنطين الأول.

الحرب العالمية الأولى

بدأت عام 1914م، وطالب فنيزلوس بمحاربة ألمانيا مع دول التحالف، ولكن الملك قسطنطين جعل اليونان محايدة، فأنشأ فنيزلوس حركة ثورية دعمها الحلفاء، الذين أقاموا قواعد عسكرية لهم في سالونيك لمهاجمة بلغاريا. وفي عام 1917م أُجبِر الملك قسطنطين على التخليّ عن العرش لابنه ألكسندر الأول ، ودخلت اليونان الحرب بجانب الحلفاء في 2 يوليو 1917م. وفي سبتمبر 1918م، تحرّك جيش الحلفاء شمالاً، وهزم البلغاريين الذين وقَّعوا معاهدة الاستسلام في سالونيك، وانتهت الحرب في 11 نوفمبر.

أعطت معاهدة السلام التي تلت الحرب العالمية الأولى اليونانيين الأراضي التي حلموا بها، فحصلت من الأتراك على منطقة شرق تراقيا، وبعض الجزر الإيجية، وسيطرت مؤقتًا على إقليم أزمير، وحصلت اليونان من بلغاريا على منطقة غربي إقليم تراقيا.

توفي الملك ألكسندر عام 1920م، وعاد قسطنطين الأول للعرش، وفي عام 1921م جدَّد قسطنطين الحرب ضد الأتراك، وكانت النتيجة هزيمة ساحقة لليونانيّين عام 1922م، أدت إلى قيام ثورة عسكرية أجبرت قسطنطين على التخليّ عن العرش، وخلفه ابنه جورج الثاني. وانهارت الدولة العثمانية بثورة عام 1922م، وأعلنت الجمهورية التركية في السنة التالية.

وفي عام 1923م نالت اليونان بموجب معاهدة لوزان الأراضي التركية التي استولت عليها بعد الحرب العالمية الأولى. وأوصت المعاهدة بإنهاء الخلاف بين تركيا واليونان، وتطَّلب ذلك تهجير 1,250,000يونانيّ من تركيا، و400,000 تركي من اليونان. وبعد الهجرة اليونانيّة الكبيرة بقي بعض اليونانيّين تحت السيطرة الأجنبية في شمالي أبيروس في ألبانيا، وفي قبرص التي كانت واقعة تحت سيطرة بريطانيا، وفي جزر دوديكانيز التي كانت واقعة تحت السيطرة الإيطالية.

بين الحربين العالميتين. أدت ثورة عام 1923م إلى تنحية جورج الثاني عن العرش، وفي السنة التالية أُعلنت اليونان جمهورية. واستمرت الجمهورية حتى عام 1935م، حيث انقسم الشعب اليونانيّ ما بين مؤيد لها ومؤيد لرجوع الملك، وضَعُف الاقتصاد اليونانيّ، لعدم مواكبته للنمو السكاني المرتفع، بسبب زيادة عدد المهاجرين من تركيا، وارتفاع معدّل المواليد.

عادت الملكية لليونان على إثر انتخابات عام 1933م، وفشلت ثورتان للجمهوريين في عامي 1933م و1935م، وأعادت الحكومة جورج الثاني إلى العرش عام 1935م. وفي انتخابات 1936م، كادت مقاعد الجمهوريين تتساوى مع مقاعد الملكيين، وبذلك أصبح تحقيق التوازن بيد الشيوعيين، الذين حصلوا على 15 مقعدًا من أصل 300 مقعد في البرلمان. ونتيجة لذلك سمح الملك جورج للجنرال جونس ميتاكساس بتكوين حكومة عسكرية استبدادية. وحل الملك البرلمان في 4 أغسطس 1936م، ولم يُعلن تاريخًا لإجراء انتخابات جديدة. واستمرت دكتاتورية ميتاكساس حتى موته عام 1941م.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحرب العالمية الثانية

بدأت هذه الحرب عام 1939م، وأعلنت اليونان حيادها. وفي 28 أكتوبر 1940م، هاجمت إيطاليا اليونان، فدحرها اليونانيّون إلى داخل ألبانيا. وبمساعدة ألمانيا للجيش الإيطالي هُزمت اليونان في 6 أبريل 1941م، فاحتل الألمان وحلفاؤهم اليونان، ودمروا اقتصادها. وأنشأ اليونانيّون حركات مقاومة سرية، كانت الأفضل على مستوى أوروبا.

وبدأ الألمان الانسحاب من اليونان عام 1944م، حيث دخلتها القوات البريطانية في أكتوبر. واندلعت الحرب الأهلية في أثينا في ديسمبر، ودامت حتى عام 1945م. وقد انتهت الحرب العالمية الثانية في مايو 1945م، وكانت اليونان من الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة.

أُجريت الانتخابات في مارس 1946م، وتكونت حكومة ملكية، وعاد جورج الثاني إلى العرش في سبتمبر. وفي نهاية عام 1946م حدث تمرد شيوعي ضد الحكومة، سبَّب اندلاع حرب أهلية استمرت حتى عام 1949م. وانهزم المتمردون بسبب المساعدات الاقتصادية والعسكرية الكبيرة التي تلقتها اليونان من الولايات المتحدة الأمريكية. وتوفي الملك جورج عام 1947م وخلفه على العرش أخوه بول الأول. وفي العام نفسه استعادت اليونان جزر دوديكانس بعد إبرام معاهدة سلام مع إيطاليا.

وساد في الخمسينيات استقرار سياسي ونمو اقتصادي، وانضمت اليونان إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1952م. وفي عام 1953م سُمح للولايات المتحدة بإنشاء قواعد عسكرية في اليونان.

وحدثت أزمة بين اليونان وتركيا بسبب جزيرة قبرص، حيث طالب اليونانيّون القبارصة بالانضمام إلى اليونان، ونظموا حركة ثورية دعمتها الحكومة اليونانيّة. وواجه ذلك معارضة من بريطانيا وتركيا. وتم الاتفاق بين اليونان وتركيا وبريطانيا على منح قبرص استقلالها عام 1960م.

اليونان بعد الحرب العالمية الثانية

Philip V of Macedon, "the darling of Hellas", wearing the royal diadem.
The restored Stoa of Attalus, Athens.

بعد الحرب العالمية الثانية، اندلعت في اليونان أحداث الحرب الأهلية، دامت الحرب حتى 1949 م. في سنة 1967 قام أفراد الجيش بانقلاب استولوا بعده على السلطة، عرف نظام تلك الفترة باسم نظام الجنرالات. في سنة 1973 م ألغى النظام العسكري الحكم الملكي. سنة 1974 م، سقطت النظام العسكري بعد فشل محاولته دعم انقلاب عسكري في جزيرة قبرص. في 1975 م، وبعد إجراء إستفتاء عام تم إلغاء الحكم الملكي رسميا، ثم أعلنت الجمهورية الديمقراطية. إنضمّت اليونان إلى الإتحاد الأوروبي في 1981 م وتم تبني الـيورو كعملة رسمية للبلاد سنة 2001 م.

ولم تتمكن القوى اليسارية اليونانية التي قادت حرب عصابات من الجبال الشمالية ضد الحكومة اليمينية من تحقيق النصر على الرغم من دعم القوى الاشتراكية الأوربية؛ إذ كان تدخل بريطانيا وبعد ذلك الولايات المتحدة كفيلاً باستسلام اليساريين أوائل سنة 1949. وفي سنة 1951 اعتمد اليونانيون دستوراً جديداً لهم، وكُلِّف الجنرال باباغوس Papagos تشكيل وزارة حتى وفاته سنة 1955، وخلفه قسطنطين كارامنليس C.Caramanlis الذي رأس حزب الاتحاد الوطني الراديكالي واستمر في الحكم حتى انتخابات عام 3691 حين هزمه الحزب الاتحادي بزعامة الاشتراكي جورج پاپاندريو G.Papandreou الذي اتهم سنة 1965 بمساندة القوى اليسارية في جزيرة قبرص، مما اضطره إلى الاستقالة لمصلحة مجموعة من الحكومات التي لم تفلح في إصلاح الأمور الاقتصادية إلى درجة دعت عدداً من ضباط الجيش إلى إقامة نظام دكتاتوري في إبريل/نيسان 1967 هرب على أثرها الملك قسطنطين إلى خارج البلاد، واستدعي بابا دوبولوس لتشكيل الحكومة، وفي سنة 1968 اعتمد اليونانيون في استفتاء شعبي دستوراً جديداً استبدل على أثره النظام الجمهوري بالنظام الملكي، وانتخب بابا دوبولوس رئيساً للجمهورية لفترة قصيرة؛ إذ أطاح حلفاؤه العسكريون بنظامه وأصبح الجنرال فايدون غِيزيكيس Ph. Gizikis رئيساً للدولة.

لم يتمكن العسكريون من الحفاظ على مركزهم في الحكم بعد أزمة قبرص حينما قامت القوات التركية (صيف 1974) بغزو الجزيرة وإقامة دولة تركية في القسم الشمالي منها، ولما لم يتمكن العسكريون اليونانيون من الرد على هذه الإهانة؛ تمكن رئيس الوزراء السابق كارامنليس بضغط شعبي من العودة وقام بالانسحاب من حلف الناتو NATO رداً على عدم قيام الحلف بأي إجراء عسكري ضد تركيا، وفي خريف 1974 أجريت انتخابات فاز فيها كارامنليس بعد تأسيسه حزب الديمقراطية الجديدة، كما أجري بعدها استفتاء أكد إلغاء الملكية واعتماد دستور جديد في صيف 1975.

وفي عام 1980 انتخب كارامنليس رئيساً للجمهورية وعين جورج راليس G.Rallis رئيساً للوزراء، فأعاد البلاد إلى حلف الأطلسي وضمها إلى السوق الأوربية المشتركة.

عانت اليونان في الثمانينات بطء النمو الاقتصادي فيها إضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع. وهذا ما دعا إلى تعيين الاشتراكي أندرياس پاپاندريو رئيساً للوزراء الذي نجح في منح اليونان شروطاً أفضل في السوق الأوربية المشتركة، كما حقق التزاماً أقوى في تعامل الحلف الأطلسي مع أزمة قبرص لمصلحة اليونان، وانتزع من المحافظين موافقتهم على تشريع الزواج المدني، ولعل أبرز إنجازاته كان إنهاء الوجود العسكري الأمريكي على الأرض اليونانية سنة 1987.

مواضيع متعلقة

الأملاك الهلينية الرئيسية ضمت الممالك الديادوخية:
  مملكة كاساندر
  مملكة ليسيماخوس
ويظهر أيضاً على الخريطة:
  قرطاج (غير يونانية)
  روما (غير يونانية)
المناطق البرتقالية كثيراً ما كانت موضع نزاع بعد 281 ق.م. مملكة پرگامون احتلت بعض تلك المناطق. لا يظهر: الهندو-يونانيون.

المصادر

  • Chadwick, John (1976). The Mycenaean World. Cambridge UP. ISBN 0-521-29037-6.
  • Mountjoy, P.A. (1986). Mycenaean Decorated Pottery: A Guide to Identification. Studies in Mediterranean Archaeology 73. Göteborg: Paul Åströms Forlag. ISBN 91-86098-32-2.
  • Mylonas, George E. (1966). Mycenae and the Mycenaean Age. Princeton UP. ISBN 0-691-03523-7.
  • Podzuweit, Christian (1982). "Die mykenische Welt und Troja". In: B. Hänsel (ed.), Südosteuropa zwischen 1600 und 1000 v. Chr., 65-88.
  • Taylour, Lord William (1964). The Mycenaeans. Revised edition (1990). London: Thames & Hudson. ISBN 0-500-27586-6.
  • Latacz, J. Between Troy and Homer. The so-called Dark Ages in Greece, in: Storia, Poesia e Pensiero nel Mondo antico. Studi in Onore di M. Gigante, Rome, 1994
  • Vacalopoulos, Apostolis. The Greek Nation, 1453-1669. Rutgers University Press, 1976.

وصلات خارجية