الجمهورية الهولندية
- "هولندا المتحدة" تحول إلى هنا. إذا أردت "مملكة هولندا المتحدة"، انظر المملكة المتحدة للأراضي الواطئة.
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
جمهورية الأراضي الواطئة المتحدة السبع (أو "جمهورية المقاطعات المتحدة السبع") (Republiek der Zeven Verenigde Nederlanden/Provinciën؛ أيضاً الجمهورية الهولندية أو المقاطعات المتحدة باختصار، Foederatae Belgii Provinciae أو Belgica Foederata باللاتينية) كانت جمهورية اوروبية بين عامي 1581 و 1795، في تقريباً نفس موقع مملكة هولندا الحالية، التي خلفتها.
جمهورية هولندا وتعرف أيضا بجمهورية البلدان السبعة المتحدة المنخفضة ( بالهولندية: Republiek der Zeven Verenigde Nederlanden) وتعرف اختصاراً بالمقاطعات المتحدة. هي جمهورية أوربية سابقة استمرت بين عامي 1581 و 1795 في نفس موقع المملكة الهولندية الحالية، والتي تعتبر نفسها وريثةً لتلك الجمهورية.
كانت جمهورية هولندا من القوة العالمية الكبرى في فترة القرن السابع عشر، وهي تتألف من سبع مقاطعات في شمال هولندا تمكنت من أن تنال استقلالها من اسبانيا في الفترة مابين 1568 و 1609، ونمت قوتها تدريجيا عقب اتحاد أوترخت عام 1579 والذي كان من أهدافه الأساسية تحسين المقدرة العسكرية لتلك المقاطعات الثورية. وهكذا بينما بقيت المقاطعات الجنوبية ( لاحقا بلجيكا ولوكسمبورگ) خاضعة لحكم الأسبان أصبحت المقاطعات الهولندية السبعة دولةً مستقلة بموجب اتفاقية أوترخت.
القرن السابع عشر كان العصر الذهبي لهذه الجمهورية، حيث امتدت سيطرتها الاستعمارية إلى مناطق شاسعة خلف البحار، مما فتح عليها باباً واسعا للموارد الاقتصادية المختلفة، ولعبت دورا بارزا في التحالف ضد الملك الفرنسي لويس الرابع عشر خلال حرب الخلافة الأسبانية، وتحولت إلى مركزا عالميا للتمويل، كما لمع نجمها أيضا كمركز ثقافي بارز في أوروبا.
بدأ عصر انحدار جمهورية هولندا في القرن الثامن عشر، حيث كانت منهكة نتيجة الهزائم العسكرية المتتالية التي منيت بها، هذا فضلا عن خسارتها لقسم كبير من إمبراطوريتها الاستعمارية لصالح الإنكليز. وفي عام 1795 كانت النهاية، حيث انهارت الجمهورية الهولندية تحت تأثير الثورة الديمقراطية الهولندية وتحت ضربات الجيوش الفرنسية الغازية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
- مقالة مفصلة: التاريخ الاقتصادي لهولندا (1500 - 1815)
كانت الأقاليم الهولندية السبعة قد توحدت الآن في جمهورية عزيزة ظافرة أثار غناها وتوسعها عجب جيرانها وحسدهم. فهنا أمة شذت على العرف، إذ لم يكن لها ملك، وكانت كل مدينة يحكمها في استقلال تقريباً مجلس من أعيانها، وكل مجلس بلدي يوفد مندوبين لمجلس إقليمي، وكل مجلس إقليمي يوفد ممثلين للمجلس التشريعي الذي يهيمن على ما بين الأقاليم من علاقات وعلى شؤونها الخارجية. وكانت إلى ذلك الحد حكومة مثالية لأقطاب التجارة الذين كانت ثرواتهم تتضخم بنمو التجارة الهولندية. ولكن قوة أرستقراطية واحدة وقفت أمام أولجركية التجار هذه: ذرية وليم الأول (والصامت) أمير أورنج وناسو، الذي قاد البلاد في أحلك أيام كفاحها ضد أسبانيا، وكان المجلس التشريعي قد كافأه بلقب رئيس الدولة وبقيادة جيوشها، واستطاع أن يورث ذريته ذلك اللقب وتلك القيادة، وكانت الهيمنة على رجال الجيش قوة لا تفتأ تهدد بتحويل الجمهورية الأولجركية إلى ملكية أرستقراطية. وفي يوليو 1650 حاول وليم الثالث أمير أورنج، بوصفه رئيساً للدولة وقائداً عاماً أن يبسط سلطانه المطلق على جميع الأقاليم المتحدة بانقلاب. فقاومه عدة زعماء إقليميين، وأودع وليم وجنده ستة منهم في السجون، ومنهم يعقوب دي ويت عمدة دوردريشت. ولكن الجدري هزم وليام في انتصاره، فمات في 6 نوفمر 1650 غير متجاوز الرابعة والعشرين: وبعد أسبوع ولدت أرملته ماري ستوارت (ابنة حفيدة آخر ملكة للأسكتلنديين) الطفل وليم أورنج الثالث، الذي قدر له أن يحقق فوق ما حلم به أبوه، أي أصبح ملكاً على إنجلترا.
أما الزراع وصيادو الأسماك الأدنى من هذه الطبقات الحاكمة المتنافسة، هؤلاء الذين كانوا يطعمون الشعب، فلن يشاركوا إلا في فضلات ثرائها التي لم يعبأ بالتهامها التجار ورجال الصناعة وملاك الأرض. وإذا صدقنا الرسامين الهولنديين تبين لنا أن الحرب والاستغلال قد طحنا الفلاحين بفقر كاد يقربهم من حياة البهائم، فقر خففت منه الأعياد وخدره الشراب. وكان الحرفيون في حوانيتهم، والعمال في مصانع أمستردام وهارلم ولايدن، أعلى أجوراً من نظرائهم في إنجلترا(6)، ولكنهم قاموا بإضراب عنيف في 1672. وأثرى المهاجمون الهيجونوت الوافدون من فرنسا الصناعة الهولندية بمدخراتهم ومهاراتهم. فلم تأتِ سنة 1700 حتى حلت الأقاليم المتحدة محل فرنسا بوصفها الأمة الصناعية القائدة في العالم.
أما أعظم الثروات فجادت بها التجارة مع أقطار ما وراء البحار وتطويرها. ففي 1652 استوطن الهولنديين أول مستعمرة لهم في رأس الرجاء الصالح وأسسوا مدينة الكاب. وكانت شركة الهند الشرقية الهولندية تدفع أرباحاً لمساهميها بلغت نسبتها في الموسط 18% طوال 198 عاماً(7). وكان الوطنيون في المستعمرات الهولندية يباعون أو يشتغلون عبيداً، أما المستثمرون في أرض الوطن فلم يسمعوا بهذا إلا قليلاً، وأخذوا أرباح أسهمهم بهدوء هولندي. وظلت التجارة الخارجية الهولندية حتى 1740 تفوق تجارة أي أمة أخرى(8)، ومن بين عشرين ألف سفينة كانت تنقل تجارة أوربا في 1665، كانت خمسة عشر ألف هولندية(9). وأجمع الناس على أن تجار هولندا ومالييها أكفأ من أنجبه ذلك العصر. وكان بنك امستردام قد استنبط عملياً كل تقنيات المالية العصرية، وقدرت ودائعه بما يعادل الآن مائة مليون دولار(10)، وكان في الإمكان أن تسوى في حسابات تصل إلى الملايين في ساعة واحدة، وبلغت الثقة بقدرة الهولنديين المالية وإمكان الاعتماد عليهم مبلغاً يسر للجمهورية الهولندية أن تقترض المال بفائدة أقل من أي حكومة أخرى، وقد تهبط الفائدة أحياناً إلى 4%(11). ولعل أمستردام كانت أكثر مدن أوربا في هذا العصر جمالاً وتحضراً. وقد رأينا ثناء ديكارت عليها. وكذلك تحدث عنها سپينوزا(12). ويمثل هذه الحماسة تحدثت پپيس عن لاهاي "مدينة غاية في النظافة من جميع الوجوه، بيوتها أنظف ما يستطاع في كل أماكنها ومحتوياتها(13)".
ولولا طبيعة البشر لكانت هذه الأقاليم الرخية جنة في الأرض ذلك أن ثراءها أغرى إنجلترا وفرنسا بالهجوم عليها، وقد أفضى الصراع على السلطة في الداخل إلى مأساة يوهان دى ويت، ومزقت المنافسة بين العقائد الدينية شعباً لطيفاً في غير هذا، وبعثت الخصومات العنيفة. ومنع الكلفنيون الغالبون ممارسة الشعائر الكاثوليكية حيثما استطاعوا منعها. وفي 1682، وضع مجمع دورت (دوردرخت) اعترافاً بالكلفنية القديمة-ربما انتقاماً من إلغاء مرسوم نانت وألزم كل راع بالتوقيع عليه والاطراد، وعين پيير جورجيو وهو هيجونوتي فرنسي سابق-ليرأس محكمة تفتيش كالڤنية، واستدعى المهرطقين، وحاكمهم، وحرمهم، وأهاب بـ"الدراع الدنيوية" (السلطة الزمنية) أن تزج بهم السجون. ولكن هرطقة أرمينيوس نمت رغم ذلك، واجترأ الشجعان من الرجال على الاعتقاد بأن الله لم يقدر على الكثرة من بني البشر الهلاك في النار الأبدية، ووجدت المذاهب المنشقة-مينونيين، وكليين (ممن آووا سپينوزا) ولو سيائييس، وتقويين، حتى التوحيديين-هؤلاء جميعاً وجدوا أن في إمكانهم العيش في هولندا بين ثغرات القانون وغفواته. وكان السوسينيون Socinianism قد التمسوا الأقاليم المتحدة ملاذاً من الاضطهاد في هولندا، ولكن عبادة التوحيديين حرمت بقانون هولندا في 1653. ونشر الطبيب الألماني دانيال زفيكر Daniel Zwicker بأمستردام في 1658 رسالة تشككت في ألوهية المسيح، وأخضعت الكتاب المقدس لــ"عقل البشرية العام"، ومع ذلك استطاع أن يموت في هدوء وسلام كما يموت الجنرالات. على أن رجلاً يدعى كيرباد حكم عليه 1668 بالسجن عشر سنوات لأنه أفصح عن أفكار كهذه، ومات في سجنه. وقد سجن أوريان بيفرلاند لإعلامه إلى أن خطيئة آدم وحواء الأصلية كانت الاتصال الجنسي ولم تمت للتفاح بسبب.
وازداد التسامح الدين قرب ختام القرن السابع عشر. ذلك أن الهولنديين الذين كانوا يتعاملون مع دول كثيرة ذات ثقافات مختلفة، ويفتحون موانيهم وسوقهم المالية لتجار يدينون بديانات كثيرة أولاً يدينون بأي دين، هؤلاء الهولنديين وجدوا من الأنفع لهم أن يمارسوا ضرباً من التسامح كان، رغم ما شابه من نقص، أرحب بكثير منه في أي بلد مسيحي. ومع أن الكلفنيين كانوا الغالبين سياسياً، إلا أن الكاثوليك بلغوا من الكثرة مبلغاً جعل فمعهم أمراً غير ممكن عملياً. أضف إلى ذلك أن السيطرة الاجتماعية والسياسية التي كانت تتمتع بها الطبقات التجارية والصناعية جعلت الإكليروس-كما قال السير وليم تمبل-أقل نفوذاً بكثير من الاكليروس في الدول الأخرى. وطالب المهاجرون من أقطار أخرى، الذين أسهموا بقسط في الاقتصاد أو الثقافة، بقدر محدود من الحرية الدينية وظفروا به. وحين استولى كرومويل على السلطة في إنجلترا التمس أنصار الملكية فيها السلامة في هولندا؛ ولما رد تشارلز الثاني إلى العرش، التجأ الجمهوريون الإنجليز إلى الجمهورية الهولندية. ولما اضطهد لويس الرابع عشر الهيجونت فر بعضهم إلى الأقاليم المتحدة، ولما خشي لوك وكولنز وبيل الاضطهاد في إنجلترا أو فرنسا، وجدوا الملاذ في هولندا؛ ولما حرم مجمع أمستردام البرتغالي (اليهودي) سبينوزا، رحب به العلماء الهولنديون وقدموا له العون، ورتب له يوهان دى ويت معاشاً. وأصبحت هولندا الصغيرة "مدرسة أوربا(15)"في التجارة والمال والعلم والفلسفة.
ولولا ما أتيح لهذه الحضارة من حرية دينية، ومن علم وأدب وفن، لأصبحت حضارة مادية إلى حد محزن. وسنلتقي في فصل لاحق بهويجنس وغيره من العلماء الهولنديين. وكان هناك شعراء ومسرحيون ومؤرخون هولنديون، ولكن لغتهم حدت من شهرتهم. وقد حلفت المدن الهولندية بالكتب والناشرين. وبينما لم يكن في إنجلترا سوى مركزين اثنين للنشر هما لندن وأكسفورد، وفي فرنسا باريس وليون، وكان في الأقاليم المتحدة مركزاً في أمستردام وروتردام وليدن وأوترخت ولاهاي، تطبع الكتب باللاتينية واليونانية والألمانية والإنجليزية والفرنسية والعبرية كما تطبعها بالهولندية. وكانت أمستردام وحدها تملك أربعمائة دار تطبع الكتب وتنشرها وتبيعها(16).
ونافس الولع بالفن الغرام بالمال والمساومة على الخلاص الأبدي. وخلع ساكنو المدن الهولنديون، الذين عروا كنائسهم البروتستنتية من الزخرف، خلعوا 'لى نسائهم وبيوتهم الزينة انتزعوها من بيوت الرب. فاسترضوا زوجاتهم بالمخمل والحرير والجواهر، ونشروا على موائدهم صحاف الذهب والفضة، وزينوا بالنسيج المرسوم، ورفوفهم أو صواوينهم بالخزف أو الزجاج المحفور. وفي دلفت كان الخزافون الهولنديون بعد عام 1650، الذين استوحوا الخزف الصيني والياباني، يصنعون فخاراً مزججاً، أكثره أزرق على قاعدة بيضاء، أضفى الجمال المشرق على بيوت كانت من قبل عارية عرى التزمت الصارم. وقل أن وجدت أسرة هولندية لم تملك على الأقل واحدة من تلك الصور الصغيرة التي جعلت حلم المسكن الهادئ النظيف، وبهجة الأشجار والأزهار والجداول، قريبي المنال على جدران البيوت.
السياسة
جزء من سلسلة عن |
---|
تاريخ هولندا |
بوابة هولندا |
كانت الجمهورية كونفدرالية من سبع مقاطعات، كان لكل منهن حكومتها وكن مستقلات لحد كبير، وعدد مما سُمي Generality Lands. The latter were governed directly by the States-General (Staten-Generaal بالهولندية)، الحكومة الاتحادية. The States-General كان مقره في لاهاي وكان يتكون من ممثلين لكل من المقاطعات السبع. مقاطعات الجمهورية كن، بالترتيب الاقطاعي الرسمي:
- دوقية گلدرز (Gelre في الهولندية)
- مقاطعة هولند
- مقاطعة زيلاند
- أسقفية أوترخت السابقة
- لوردية أوڤريسل
- لوردية فريزيا
- لوردية خرونيگن واوملاندن.
انظر أيضا
قراءات إضافية
- Israel, J.I. The Dutch Republic: Its Rise, Greatness, and Fall 1477-1806 Oxford: Clarendon Press, 1995
- Reynolds, Clark G. Navies in History. Annapolis: Naval Institute Press, 1998
المصادر
- ^ Demographics of the Netherlands, Jan Lahmeyer. Retrieved on 10 February 2014.
| Dutch Republic
]].
وصلات خارجية
- Dutch Golden Age 1588–1702 – Documentary at YouTube
- (إنگليزية) (Latin)The Dutch Republic, Enlarged and Edited: Produced with the Care and Work of Matthaeus Seutter from around 1730